ج7.
[ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]
لغة
فيه ومن قاله بالصاد غير المعجمة فقد أخطأ ألا ترى إلى أبي العلاء أحمد ين سليمان
المعري كيف جمع بين الضراح والضريح إرادة للتجنيس والطباق بقوله لقد بلغ الضراح
وساكنيه ثناك وزار من سكن الضريحا وقيل هي الكعبة رفعها الله وقت الطوفان إلى
السماء الدنيا فسميت بذلك لضرحها عن الأرض أي بعدها
ضراح بالكسر وآخره حاء مهملة وهو فعال من الضرح وهو البعد والتنحية أو من الضرح
وهو الشق في الأرض وهو موضع جاء في الأخبار
خراس بوزن الذي قبله وآخره سين مهملة وهو جمع ضرس وهي أكمة خشنة والضرس أيضا
المطرة القليلة وجمعها ضروس ويجوز أن يجمع على ضراس مثل قدح وقداح وبئر وبئار وزق
وزقاق وهي قرية في جبال اليمن ينسب إليها أبو طاهر إبراهيم بن نصر بن منصور بن حبش
الفارقي الضراسي نزل هذه القرية فنسب إليها حدث عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد
الله البغدادي روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
ضراعة بالضم حصن باليمن من حصون ريمة
الضرافة بالضم والفاء موضع بنجد بين البصرة والكوفة عن نصر في شعر أبي دؤاد يصف
سحابا فحل بذي سلع بركة تخال البوارق فيه الذبالا فروى الضرافة من لعلع يسح سجالا
ويفري سجالا
ضراف هكذا ضبطه السكري في كتاب اللصوص بخط متقن قد عرض على الأئمة وهو بالصاد
المهملة في لغة العرب إلا ما روى الأزهري عن المنذر عن ثعلب عن ابن الأعرابي الضرف
شجر التين ويقال لثمره البلس الواحدة ضرفة قال وهو غريب جاء في قول العطاف العقيلي
أحد اللصوص إذا كل حاديها من الإنس أو ونى بعثنا لها من ولد إبليس حاديا فلن ترتعي
جنبي ضراف ولن ترى جبوب سليل ما عددت اللياليا الجبوب بباءين موحدتين الأرض
الغليظة ويروى جنوب بالنون جمع جنب والأول أحب
ضربة قال الحفصي إذا قطعت الفردة وقعت عن يسارك بموضع يقال له الضربة وقال الأفوه
الأودي وقومي إذا كحل على الناس ضرجت ولاذت بأذراء البيوت التواجر وكانت يتامى كل
جلس غريرة أهانوا لها الأموال والعرض وافر هم صبخوا أهل الضعاف بغارة بشعث عليها
المصلتون المغاور
ضربيط بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مكسورة وياء مثناة من تحت وطاء مهملة ناحية
بحوف مصر لها ذكر في الأخبار
ضرعاء قال عرام في أسفل رخيم قرب ذرة قرية يقال لها ضرعاء فيها قصور ومنبر وحصون
يشترك بين الحرث فيها هذيل وعامر بن صعصعة ويتصل بها شمنصير
ضرغام بالكسر ثم السكون والغين المعجمة من أسماء الأسد والضرغامة أيضا الرجل من
كتاب
نوادر
ابن الأعرابي وقال العمراني ضرغام روذ موضع
ضرغد بالفتح ثم السكون وغين معجمة ودال مهملة علم مرتجل لا نظير له في النكرات قيل
ضرغد جبل وقيل حرة في بلاد غطفان وقيل ماء لبني مرة بنجد بين اليمامة وضرية وقيل
مقبرة فمن جعلها مقبرة لا يصرف ومن جعلها حرة أو جبلا صرف قال عامر بن الطفيل في
يوم الرقم ولتسألن أسماء وهي حفية نصحاءها أطردت أم لم أطرد قالوا لها فلقد طردنا
خيله قلح الكلاب وكنت غير مطرد فلأبغينكم قنا وعوارضا ولأقبلن الخيل لابة ضرغد
بالخيل تعثر بالقصيد كأنها حدأ تتابع في الطريق الأقصد ولأثأرن بمالك وبمالك وأخي
المروات الذي لم يسند وقتيل مرة أثأرن فإنه فرع وإن أخاهم لم يقصد يا سلم أخت بني
فزارة إنني غاز وإن المرء غير مخلد وأنا ابن حرب لا أزال أشبها سمرا وأوقدها إذا
لم توقد
ضروان بالتحريك وآخره نون يجوز أن يكون فعلان إما من ضرا الدم يضرو إذا سال أو من
ضري به ضراوة إذا اعتاده فلا يستطيع تركه والضراء ما واراك من شجر وقيل البراز
والفضاء ويقال أرض مستوية فيها شجر وهو بليد قرب صنعاء سمي باسم واد هو على طرفه
وذلك الوادي مستطيل هذه المدينة في طرفه من جهة صنعاء وطول الوادي مسيرة يومين أو
ثلاثة وعلى طرفه الآخر من جهة الجنوب مدينة يقال لها شوابة وهذا الوادي المسمى
بضروان هو بين هاتين البلدتين وهو واد ملعون جرج مشؤوم حجارته تشبه أنياب الكلاب
لا يقدر أحد أن يطأه بوجه ولا سبب ولا ينبت شيئا ولا يستطيع طائر أن يمر به فإذا
قاربه مال عنه وقيل هي الأرض التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وقيل إنها
كانت أحسن بقاع الله في الأرض وأكثرها نخلا وفاكهة وإن أهلها غدوا إليها وتواصوا
ألا يدخلها عليهم مسكين فأصبحوا فوجدوا نارا تأجج فمكثت النار تتقد فيها ثلاثمائة
سنة وبينها وبين صنعاء أربعة فراسخ
ضروة بالفتح ويجوز الكسر ثم السكون وفتح الواو يقال كلب ضرو وكلبة ضروة إذا اعتاد
الصيد وقوي عليه حتى لا يصبر عنه والضراوة العادة والضرو شجر يدعى الكمكام يجلب من
اليمن وهي قرية باليمن من أعمال مخلاف سنحان
ضريبة بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت وباء وحدة وهي في الأصل الغلة تضرب على
العبد وغيره يؤدي شيئا معلوما عن شيء معلوم والضريبة الصوف الذي يضرب بالمطرق
والضريبة الطبيعة ويقال إنه لكريم الضرائب وضريبة واد حجازي يدفع سيله في ذات عرق
الضريوة من حصون صنعاء اليمن
ضريحة موضع في شعر عمرو ذي الكلب الهذلي فلست لحاصن إن لم تروني ببطن ضريحة ذات
النجال
النجال
النز من الماء
ضرية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة وما أراه إلا مأخوذا من الضراء وهو ما واراك من
شجر وقيل الضراء البراز والفضاء ويقال أرض مستوية فيها شجر فإذا كان في هبطة فهو
غيضة وقال ابن شمعيل الضراء المستوي من الأرض خففوه لكثرته في كلامهم كأنهم
استثقلوا ضراية أو يكون من ضري به إذا اعتاده ويقال عرق ضري إذا كان لا ينقطع دمه
وقد ضرا يضرو ضروا وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من
نجد قال الأصمعي يعدد مياه نجد قال الشرف كبد نجد وفيها حمى ضرية وضربة بئر ويقال
ضرية بنت نزار قال الشاعر فأسقاني ضرية خير بئر تمج الماء والحب التؤاما وقال ابن
الكلبي سميت ضرية بضرية بنت نزار وهي أم حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة هذا قول
السكوني وقال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني أم خولان وإخوته بني عمرو بن الحاف
بن قضاعة ضرية بنت ربيعة بن نزار وفي ذلك يقول المقدام بن زيد سيد بني حي بن خولان
نمتنا إلى عمرو عروق كريمة وخولان معقود المكارم والحمد أبونا سما في بيت فرعي
قضاعة له البيت منها في الأرومة والعد وأمي ذات الخير بنت ربيعة ضرية من عيص
السماحة والمجد غذتنا تبوك من سلالة قيذر بخير لبان إذ ترشح في المهد فنحن بنوها
من أعز بنية وأخوالنا من خير عود ومن زند وأعمامنا أهل الرياسة حمير فأكرم بأعمام
تعود إلى جد قال الأصمعي خرجت حاجا على طريق البصرة فنزلت ضرية ووافق يوم الجمعة
فإذا أعرابي قد كور عمامته وتنكب قوسه ورقي المنبر وحمد الله وأثنى عليه وصلى على
نبيه ثم قال أيها الناس أعلموا أن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذوا من ممركم
لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم فإنما الدنيا سم يأكله من لا يعرفه
أما بعد فإن أمس موعظة واليوم غنيمة وغدا لا يدرى من أهله فاستصلحوا ما تقدمون
عليه بما تظعنون عنه واعلموا أنه لا مهرب من الله إلا إليه وكيف يهرب من يتقلب في
يدي طالبه فكل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم الآية ثم قال المخطوب له من قد
عرفتموه ثم نزل عن المنبر وقال غيره ضرية أرض بنجد وينسب إليها حمى ضرية ينزلها
حاج البصرة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم وفي كتاب نصر ضربة صقع واسع بنجد ينسب
إليه الحمى يليه أمراء المدينة وينزل به حاج البصرة بين الجديلة وطخفة وقيل ضرية
قرية لبني كلاب على طريق البصرة وهي إلى مكة أقرب اجتمع بها بنو سعد وبنو عمرو بن
حنظلة للحرب ثم اصطلحوا والنسبة إليها ضروي فعلوا ذلك هربا من اجتماع أربع ياءات كما
قالوا في قصي بن كلاب قصوي وفي غني بن أعصر غنوي وفي أمية أموي كأنهم ردوه إلى
الأصل وهو الضرو وهو العادة وماء ضرية عذب طيب قال بعضهم
ألا يا حبذا لبن الخلايا بماء ضرية العذب الزلال وضرية إلى عامل المدينة ومن ورائها رميلة اللوى قاله أبو عبيد السكوني وقال نصيب ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية سقتك الغوادي من عقاب ومن وكر تمر الليالي ما مررن ولا أرى ممر الليالي منسيا لي ابنة النضر وحدث أبو الفتح بن جني في كتاب النوادر الممتعة أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن القاسم المالكي قراءة عليه قال أنبأنا أبو بكر بن دريد أنبأنا أبو عثمان المازني وأبو حاتم السجستاني قالا حدثنا الأصمعي عن المفضل بن إسحاق أو قال بعض المشيخة قال لقيت أعرابيا فقلت ممن الرجل قال من بني أسد فقلت فمن أين أقبلت قال مساقط الحمى حمى ضرية بأرض لعمر الله ما نريد بها بدلا عنها ولا حولا قد نفحتها العذاوات وحفتها الفلوات فلا يملولح ترابها ولا يمعر جنابها ليس فيها أذى ولا قذى ولا عك ولا موم ولا حمى ونحن فيها بأرفه عيش وأرغد معيشة قلت وما طعامكم قال بخ بخ عيشنا والله عيش تعلل جاذبه وطعامنا أطيب طعام وأهنؤه وأمرؤه الفث والهبيد والفطس والصلب والعنكث والظهر والعلهز والذآنين والطراثيث والعراجين والحسلة والضباب وربما والله أكلنا القد واشتوينا الجلد فما أرى أن أحدا أحسن منا حالا ولا أرخى بالا ولا أخصب حالا فالحمد لله على ما بسط علينا من النعمة ورزق من حسن الدعة أوما سمعت بقول قائلنا إذا ما أصبنا كل يوم مذيقة وخمس تميرات صغار كنائز فنحن ملوك الناس شرقا ومغربا ونحن أسود الناس عند الهزاهز وكم متمن عيشنا لا يناله ولو ناله أضحى به جد فائز قلت فما أقدمك إلى هذه البلدة قال بغية لبة قلت وما بغيتك قال بكرات أضللتهن قلت وما بكراتك قال بكرات آبقات عرصات هبصات أرنات آبيات عيط عرائط كوم فواسح أعزبتهن قفا الرحبة رحبة الخرجاء بين الشقيقة والوعساء ضجعن مني فحمة العشاء الأولى فما شعرت بهن ترجل الضحى فقفوتهن شهرا ما أحس لهن أثرا ولا أسمع لهن خبرا فهل عندك جالية عين أو جالبة خبر لقيت المراشد وكفيت المفاسد الفث نبت له حب أسود يختبز ويؤكل في الجدب ويكون خبزه غليظا كخبز الملة والهبيد حب الحنظل تأخذه الأعراب وهو يابس فتنقعه في الماء عدة أيام ثم يطبخ ويؤكل والفطس حب الآس والصلب أن تجمع العظام وتطبخ حتى يستخرج دهنها ويؤتدم في البادية والعنكث شجرة يسحجها الضب بذنبه حتى تنجئث ثم يأكلها والعلهز دم القراد والوبر يلبك ويشوى ويؤكل في الجدب وقال آخرون العلهز دم يابس يدق مع أوبار الإبل في المجاعات وأنشد بعضهم وإن قرى قحطان قرف وعلهز فأقبح بهذا ويح نفسك من فعل والذآنين جمع ذؤنون وهو نبت أسمر اللون مدملك لا ورق له لازق به يشبه الطرثوث تفه لا
طعم
له لا يأكله إلا الغنم والعراجين نوع من الكمأة قدر شبر وهو طيب ما دام غضا
والحسلة جمع حسل وهو ولد الضب والوبر والهبص النشاط وكذلك الأرنات وآبيات جمع آبية
وهي التي أبت اللقاح وعيط عوائط مثله يقال عاطت الناقة واعتاطت وتعيطت إذا لم تحمل
وكوم وفواسح سمان وأعزبتهن بت بهن عازبا عن الحي وقفا الرحبة خلفها والخرجاء أرض
فيها سواد وبياض وضجعن مني أي عدلن عني
ضري بلفظ تصغير ضري وقد تقدم تفسيره بئر من حفر عاد قرب ضرية قال الضبابي أراني
تاركا ضلعي ضري ومتخذا بقنسرين دارا
باب الضاد والعين وما يليهما
ضعاضع قال عرام في غربي شمنصير قرية يقال لها الحديبية ليست بكبيرة وبحذائها جبل
صغير يقال له ضعاضع وعنده حبس كبير يجتمع فيه الماء والحبس حجارة مجتمعة يوضع
بعضها على بعض قال بعض الشعراء وإن التفاتي نحو حبس ضعاضع وإقبال عيني الظباء
الطويل وهاتان القريتان لبني سعد بن بكر أظآر النبي عليه الصلاة و السلام
باب الضاد والغين وما يليهما
ضغاط مثل جذام من الضغط وهو الحصر الشديد اسم موضع وفيه نظر
ضغن بكسر أوله ثم السكون وآخره نون وهو بمعنى الحقد ويوم ضغن الحرة من أيام العرب
وهو ماء لفزارة بين خيبر وفيد عن نصر
باب الضاد والفاء وما يليهما
ضفر بالفتح ثم الكسر وآخره راء أكم بعرفات عن نصر والضفر والضفر بسكون الفاء
وكسرها لغتان حقف من الرمل عريض طويل
ضفوى بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر من ضفا الحوض يضفو إذا فاض من امتلائه
والضفو السعة والخصب وهو مكان دون المدينة قال زهير ضفوى ألات الضال والسدر ورواه
ابن دريد بفتحتين ممالا وقال ابن الأعرابي ضفوى وذكر لها نظائر خمسا ذكرت في قلهى
ضفير بفتح أوله وكسر ثانيه والضفيرة مثل المسناة المستطيلة في الأرض فيها خشب
وحجارة ومنه الحديث فقام على ضفير السدة كأنه أخذ من الضفر وهو نسج قوى الشعر
والضفيرة الحقف من الرمل عن الجوهري و ذو ضفير جبل بالشام قال النعمان بن بشير يا
خليلي ودعا دار ليلى ليس مثلي يحل دار الهوان إن قينية تحل محبا وحفيرا فجنتي
ترفلان لا تؤاتيك في المغيب إذا ما حال من دونها فروع القنان إن ليلى وإن كلفت
بليلى عاقها عنك عائق غير وان كيف أرعاك بالمغيب ودوني ذو ضفير فرائس فمغان
ضفيرة
بالفتح ثم الكسر مثل الذي قبله في الاشتقاق والوزن والحروف إلا أنه زائد هاء وهي
أرض في وادي العقيق كانت للمغيرة بن الأخينس قال الزبير وأقطع مروان بن الحكم عبد
الله بن عباس بن علقمة العامري القرشي ما بين الميل الرابع من المدينة إلى ضفيرة
وهي أرض المغيرة بن الأخينس التي في وادي العقيق إلى الجبل الأحمر الذي يطلعك على
قباء
باب الضاد واللام وما يليهما
ضلضلة بضم الأولى وكسر الثانية ماء يوشك أن يكون لتميم عن نصر
الضلعان بلفظ تثنية الضلع واحد الأضلاع يوم الضلعين من أيام العرب
ضلع بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره عين مهملة ضلع الرجام موضع بالكسر والجيم جمع رجم
جمع رجمة بالضم وهي حجارة ضخام ربما جمعت على القبر يسم بها قال أوس بن غلفاء
الهجيمي جلبنا الخيل من جنبي رويك إلى لجإ إلى ضلع الرجام بكل منفق الجرذان مجر
شديد الأسر للأعداء حام أصبنا من أصبنا ثم فتنا إلى أهل الشريف إلى شمام وضلع
القتلى من أيام العرب وضلع بني مالك وضلع بني الشيصبان في بلاد غني بن أعصر قال
أبو زياد في نوادره وكانت ضلعان وهما جبلان من جانب الحمى حمى ضرية الذي يلي مهب
الجنوب واحدهما يسمى ضلع بني مالك وبنو مالك بطن من الجن وهم مسلمون والآخر ضلع
بني شيصبان وهم بطن من الجن كفار وبينهما مسيرة يوم وبينهما واد يقال له التسرير
فأما ضلع بني مالك فيحل بها الناس ويصطادون صيدها ويحتل بها ويرعى كلؤها وأما ضلع
بني شيصبان فلا يصطاد صيدها ولا يحتل بها ولا يرعى كلؤها وربما مر عليها الناس
الذين لا يعرفونها فأصابوا من كلئها أو من صيدها فأصاب أنفسهم ومالهم شر ولم يزل
الناس يذكرون كفر هؤلاء وإسلام هؤلاء قال أبو زياد وكان ما تبين لنا من ذلك أنه
أخبرنا رجل من غني ولغني ماء إلى جنب ضلع بني مالك على قدر دعوة قال بينما نحن
بعدما غابت الشمس مجتمعون في مسجد صلينا فيه على الماء فإذا جماعة من رجال ثيابهم
بيض قد انحدروا علينا من قبل ضلع بني مالك حتى أتونا وسلموا علينا قال والله ما
ننكر من حال الإنس شيئا فيهم كهول قد خضبوا لحاهم بالحناء وشباب وبين ذلك قال
فتقدموا فجلسوا فنسبناهم وما نشك أنهم سائرة من الناس قال فقالوا حين نسبناهم لا
منكر عليكم نحن جيرانكم بنو مالك أهل هذا الضلع قال فقلنا مرحبا بكم وأهلا قال
فقالوا إنا فزعنا إليكم وأردنا أن تدخلوا معنا في هذا الجهاد إن هؤلاء الكفار من
بني شيصبان لم نزل نغزوهم منذ كان الإسلام ثم قد بلغنا أنهم قد جمعوا لنا وأنهم
يريدون أن يغزونا في بلادنا ونحن نبادرهم قبل أن يقعوا ببلادنا ويقعوا فينا وقد
أتيناكم لتعينونا وتشاركونا في الجهاد والأجر قال فقال رجلنا وهو محجن قال أبو
زياد وقد رأيته وأنا غلام قال استعينونا على ما أحببتم وعلى ما تعرفون أننا مغنون
فيه عنكم شيئا فنحن معكم فقالوا أعينونا بسلاحكم فلا نريد غيره قال محجن نعم
وكرامة قال فأخذ كل رجل منا كأنه يأمر ليؤتى بسيفه أو رمحه أو نبله
قال
فقالوا ألا ائذنوا لنا في سلاحكم ثم دعوها على حالها فأما الرمح فمركوز على قدام
البيت وأما النبل وجفيرها وقوسها فمعلق بالعمود الواسط من البيت وأما كل سيف
فمحجوز في العكم فقال لهم محجن أين ترجوهم أن تلقوهم غدا قالوا قد أخبرنا أن
جيوشهم قد أمست بالصحراء بين ضلع بني الشيصبان وبين الحرامية و الحرامية ماء قال
أبو زياد وقد رأيت تلك الصحراء التي بين ضلع بني الشيصبان وبين الحرامية وهي صحراء
كبيرة فقال المالكيون نحن مدلجون إن شاء الله فمبادروهم فادعوا الله لنا ثم انصرف
القوم بأجمعهم ما أعطيناهم شيئا أكثر من أنا قد أذنا لهم فيها قال فلا والله ما
أصبح فينا سيف ولا نبل ولا رمح إلا قد أخذ كله فقال محجن لأركبن اليوم عسى أن أرى
من هذا الأمر أثرا يتحدثه الناس بعدي قال فركب جملا له نجيبا ثم مضى حتى أتانا بعد
العصر فأخبرنا أنه بلغ الصحراء التي بين الحرامية وضلع بني الشيصبان حين امتد
النهار قبل القائلة في نهار الصيف ولم يدخل القيظ قال فلما كنت بها رأيت غبارا
كثيرا وإنما صير من ورائي ومن قدامي في ساعة ليس فيها ريح قال قلت اليوم ورب
الكعبة يصطدمون قال فوقفت وتلك الأعاصير تجيء من قبل ضلع بني شيصبان قال فإذا دخلت
في جماعة الغبار الذي أرى الكثير فلا أدري ما يصنع قال وتخرج تلك الأعاصير من ذلك
الغبار وترجع فيه قال فوقفت قدر فواق ناقة قال والفواق ما بين صلاة الظهر إلى صلاة
العصر قال وأنا أرى تلك الأعاصير تنقلب بعضها في بعض ثم انكشف الغبار والأعاصير
ضلع بني شيصبان فقلت هزم أعداء الله فوالله ما زال ذلك حتى سندت الأعاصير في ضلع
بني شيسبان ثم رجعت أعاصير كثيرة من عن شمال ويمين ذاهبة قبل ضلع بني مالك قال فلم
أشك أنهم أصحابي قال فسرت قصدا حيث كنت أرى الغبار وحيث كنت أرى مستدار الأعاصير
فرأيت من الحيات القتلى أكثر من الكثير قال ثم تبعت مجرى الغبار حيث رأيته يعلو
نحو ضلع بني شيصبان قال فوالله ما زلت أرى الحيات من مقتول وآخر به حياة حتى
انتهيت ورجعت ثم انصرفت ولحقت بأصحابي قبل أن تغيب الشمس قال فلما كانت الساعة
التي أتونا البارحة إذ القوم منحدرون من حيث كانوا أتونا البارحة حتى جاؤوا فسلموا
ثم قالوا أبشروا فقد أظفرنا الله على أعدائه لا والله ما قتلناهم منذ كان الإسلام
أشد من قتل قتلناهم اليوم وانفلت شرذمة قليلة منهم إلى جبلهم وقد رد الله عليكم
سلاحكم ما زاغ منه شيء وجزونا خيرا ودعوا لنا ثم انصرفوا وما أتونا بسلاح ولا
رأيناه معهم قال فأصبح والله كل شيء من السلاح عى حاله الذي كان كالبارحة ثم ذكر
أبو زياد أخبارا أخر لبني الشيصبان اقتنعت بما ذكرته والله أعلم بصحته وسقمه
ضلفع بالفتح ثم السكون ثم الفاء مفتوحة وعين مهملة يقال ضلفعه وصلمعه وصلفعه إذا
حلقه وضلفع اسم موضع باليمن قال فعمايتين إلى جوانب ضلفع وقال متمم بن نويرة أقول
وقد طار السنا في ربابه وغيث يسح الماء حتى تريعا سقى الله أرضا حلها قبر مالك
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
وآثر
سيل الواديين بديمة ترشح وسميا من النبت خروعا فمنعرج الأجناب من حول شارع فروى
جناب القريتين فضلفعا تحيته مني وإن كان نائيا وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا وقال
أبو محمد الأسود ضلفع قارة طويلة بالقوارة وهي ماءة وبها نخل من خيار دار ليلى
لبني أسد بين القصيمة وسادة قال جامع بن عمرو بن مرخية بدت لي وللتيمي صهوة ضلفع
على بعدها مثل الحصان المحجل
ضليلى كأنه فعيلى من الضلال وياؤه للتأنيث والضلال ضد القصد وهو اسم موضع وجاء به
ابن القطاع في الأبنية ممدودا فقال ضليلاء في باب المضاعف
باب الضاد والميم وما يليهما
الضمار بالكسر وآخره راء وهو ما يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة
قال الراعي يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وأنضاء أنخن إلى سعيد طروقا
ثم عجلن ابتكارا حمدن مزاره فأصبن منه عطاء لم يكن عدة ضمارا والضمار موضع بين نجد
واليمامة والضمار أيضا صنم كان في ديار سليم بالحجاز ذكر في إسلام العباس ابن
مرداس السلمي وقال الشاعر أقول لصاحبي والعيس تهوي بنا بين المنيفة فالضمار تمتع
من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار ألا يا حبذا نفحات نجد وريا روضه بعد
القطار وأهلك إذ يحل الحي نجدا وأنت على زمانك غير زار شهور ينقضين وما علمنا
بأنصاف لهن ولا سرار تقاصر ليلهن فخير ليل وأطيب ما يكون من النهار
ضمار بوزن فعال بمعنى اضمر موضع كانت فيه وقعة لبني هلال عن نصر
وضمار صم قال عبد الملك بن هشام كان لمرداس أبي العباس بن مرداس وثن يعبده وهو حجر
يقال له ضمار فلما حضره الموت قال لابنه العباس أي بني اعبد ضمار فإنه ينفعك ويضرك
فبينما العباس يوما عند ضمار إذ سمع من جوف ضمار مناديا يقول هذه الأبيات قل
للقبائل من سليم كلها أودى ضمار وعاش أهل المسجد إن الذي ورث النبوة والهدى بعد
ابن مريم من قريش مهتد أودى ضمار وكان يعبد مرة قبل الكتاب إلى النبي محمد قال
فأحرق العباس ضمار وأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم
الضمد بفتح أوله وسكون ثانيه وروى في الحديث بالتحريك فالضمد بالسكون رطب النبت
ويابسه والضمد جمع المرأة بين خليلين والضمد المداجاة وأما الضمد بالتحريك فهو يبس
الدم على الدابة من جرح أو غيره والضمد أيضا الحقد والضمد أيضا موضع بناحية اليمن
بين اليمن ومكة على
الطريق
التهامي وفي بعض الأخبار أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البداوة
فقال اتق الله ولا يضرك أن تكون بجانب الضمد من جازان وفي حديث آخر عن أبي هريرة
أن وفد عبس قالوا بلغنا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له فقال النبي صلى الله عليه و
سلم مثله وقال ابن السكيت الضمد أرض حكاه الأديبي وأخبرني أبو الربيع سلمان بن
الريحاني أنه رأى ضمد بالتحريك وأنها من قرى عثر من جهة الجبل
الضمران بفتح أوله وسكون الثاني وآخره نون قال الليث الضمران من دق الشجر وقال
الأزهري ليس من دق الشجر و ذو الضمران موضع وقال نصر ضمران بضم الضاد وضمران
بالفتح واد بنجد أيضا من بطن قو
ضمر بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء وهو الهزال ولحوق البطن وهو جبل يذكر ضائن في
بلاد قيس وقال مضرس بن ربعي وعاذلة تخشى الردى أن يصيبني تروح وتغدو بالملامة
والقسم تقول هلكنا إن هلكت وإنما على الله أرزاق العباد كما زعم ولو أن عفرا في
ذرى متمنع من الضمر أو برق اليمامة أوخيم ترقى إليه الموت حتى يحطه إلى السهل أو
يلقى المنية في علم وقال الأصمعي الضمر والضائن علمان كانا لبني سلول يقال لهما
الضمران في أحدهما ماءة يقال لها الخضرمة وهما في قبلة الأحسن ومعدن الأحسن لبني
أبي بكر ابن كلاب ويقال للضمر والضائن الضمران قال الشاعر لقد كان بالضمرين والنير
معقل وفي نملى والأخرجين منيع هذه في ديار كلاب وقال ناهض بن ثومة تقمم الرمل
بالضمرين وابله والبرقاشين من أسباله شمل
ضمر بالفتح ثم السكون وهو الهضيم البطن من الرجال وغيرها طريق في جبل من ديار بني
سعد بن زيد مناة وقد ذكره العجاج
ضمرة من قولهم رجل ضمر وامرأة ضمرة موضع
ضمير تصغير ما شئت مما تقدم موضع قرب دمشق قيل هو قرية رحصن في آخر حدود دمشق مما
يلي السماوة قال عبيد الله بن قيس الرقيات أقفرت منهم الفراديس فالغو طة ذات القرى
وذات الظلال طة ذات القرى وذات الظلال فضمير فالماطرون فحورا ن قفار بسابس الأطلال
نصب الماطرون على أن نونه للجمع وهذه المواضع كلها بدمشق وقال المتنبي لئن تركنا
ضميرا عن ميامننا ليحدثن لمن ودعتهم ندم وقال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن
معمر التيمي وكان قد مات بضمير من دمشق يا معشر الناس لا تبكوا على أحد بعد الذي
بضمير وافق القدرا ما مات مثل أبي حفص لملحمة ولا لطالب معروف إذا افتقرا منهن
أيام صدق قد منيت لها أيام فارس فالأيام من هجرا
يعني
قتاله لأبي فديك الحروري
ضمير بفتح أوله وكسر ثانيه بلد بالشحر من أعمال عمان قرب دغوث
ضميم بالفتح ثم الكسر من قرى اليمن من ناحية جهران من أعمال صنعاء
باب الضاد والنون وما يليهما
ضنكان بالفتح ثم السكون ويروى بالكسر ثم كاف وآخره نون فعلان من الضنك وهو الضيق
وهو واد في أسافل السراة يصب إلى البحر وهو من مخاليف اليمن
ضنك بالكاف مثل الذي قبله في المعنى موضع قال بعضهم ويوم بالمجازة والكلندى ويوم
بين ضنك وصومحان
باب الضاد والواو وما يليهما
الضواجع جمع ضاجع وهو الذي وضع جنبه إلى الأرض والضواجع الهضاب موضع في قول
النابغة الذبياني ودوني راكس فالضواجع
ضوت اسم موضع حكاه العمراني عن ابن دريد وهو مهمل في استعمالهم
ضوران من حصون اليمن لبني الهرش
وضوران اسم جبل هذه الناحية فوقه سميت به
ضويحك وضاحك الأول بلفظ التصغير جبلان أسفل الفرش
باب الضاد والهاء وما يليهما
ضها بضم أوله وهو جمع ضهوة وهو بركة الماء ويجمع أيضا على أضهاء وهو مثل ربوة وربا
وهو موضع في شعر هذيل قال ساعدة بن جؤية يرثي ابنا له هلك بهذه الأرض لعمرك ما أن
ذو ضهاء بهين علي وما أعطيته سيب نائل جعل ذا ضهاء ابنه لأنه دفن فيه وقال أمية بن
أبي عائذ لمن الديار بعلي بالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص فضهاء أظلم فالنطوف
فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص
الضهيأتان بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت ثم علامة التثنية قال الجوهري
الضهياء ممدود شجر وقال أبو منصور الضهيأ بوزن الضهيع مهموز مقصور شجر مثل السيال
وحباتها وهي ذات شوك ضعيف ومنبتها الأودية وهما شعبان قبالة عشر من شق نخلة
وبينهما وبين يسوم جبل يقال له المرقبة و ثنية الضهياء بقرب خيبر في حديث صفية
ضهيد بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت مفتوحة ودال مهملة يقال ضهده إذا فهره
وضهيد موضع قال ابن جني ومن فوائت الكتاب ضهيد اسم موضع ومثله عتيد وكلاهما مصنوع
وقد ورد في الفتوح في ذكر فلاة بين حضرموت واليمن يقال لها ضهيد فعلى هذا ليست
بمصنوعة
باب
الضاد والياء وما يليهما
ضيبر بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وراء اسم جبل بالحجاز وهو علم مرتجل إن
لم يكن من الضبر وهو العدو والضبر رمان البر قال كثير وفاتتك عير الحي لما تقلبت
ظهور بها من ينبع وبطون وقد حال من رضوى وضيبر دونهم شماريخ للأروى بهن حصون
الضيق من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد أيام قتل مسيلمة ويقال له ضيق قرقرى قال
ابن مقبل وافى الخيال وما وافاك من أمم من أهل قرن وأهل الضيق من حرم
ضيفة إير بالفتح ثم السكون والفاء وإير بكسر همزته اسم للريح الشمال وقيل لريح
حارة وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
الضيقة بالفتح والسكون والقاف طريق بين الطائف وحنين قال ابن إسحاق ولما انصرف
رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر يريد الطائف سلك في طريق يقال لها الضيقة
فسأل عن اسمها فقيل الضيقة فقال بل هي اليسرى
والضيقة منزل على عشرة فراسخ من عيذاب ينسب إليه أبو الحسن طاهر بن العتيق السكاك
الضيقي يروي عنه أبو الفضل المقدسي وذكره السمعاني بالظاء ولا أصل له في اللغة
والظاء ليست في غير كلام العرب
ضيم بالكسر ثم السكون وهو في لغة العرب ناحية الجبل قال ساعدة بن جؤية الهذلي وما
ضرب بيضاء يسقى دبوبها دفاق فعروان الكراث فضيمها أينحو لها ششن النان مكزم أخو
حزن قد وفرته كلومها ثم قال بعد أبيات فذلك ما شبهت يا أم معمر إذا ما تولى الليل
غارت نجومها وقيل هو واد بالسراة وقيل بلد من بلاد هذيل وقال السيد علي بضم العين
وفتح اللام الضيم واد مفضاه يسيل في ملكان ورأسه ينتصي في طود بني صاهلة قال تركت
لنا معاوية بن صخر وأنت بمربع وهم بضيم
ضئيدة في شعر الراعي حيث قال تبصر خليلي هلى ترعى من ظعائن بذي نبق زالت بهن
الأباعر دعاها من الخلين خلي ضئيدة خيام بعكاش لها ومحاضر وقال أيضا جعلن حبيا
باليمين ووركت كبيشا لماء من ضئيدة باكر وقال ابن مقبل ومن دون حيث استوقدت من
ضئيدة تناه بها طلح عريب وتنضب
ضين بكسر الضاد وسكون الياء والنون جبل باليمن وفيه الحديث إن من كان عليه دين ولو
كان مثل جبل ضين قضاه الله تعالى عنه إذا قال اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني
بفضلك عمن سواك وبه قبر شعيب بن مهدم وهو نبي أرسل إلى العرب وليس بشعيب صاحب موسى
ط
باب الطاء والألف وما يليهما
طابان مرتجل أعجمي ويجوز أن تكون سميت بالفعل الماضي من قولهم طاب يطيب ثم ثني بعد
أن صار اسما وأعرب بعد أن ثني وله نظائر وهو اسم قرية بالخابور
طاب آخره باء موحدة والطاب والطيب بمعنى قال مقابل الأعرابي الطاب الطيب وعذق ابن
طاب نوع من التمر وطاب قرية بالبحرين لعلها سميت بهذا التمر أو هي تنسب إليه
و طاب من أعظم نهر بفارس مخرجه من جبال أصبهان بقرب البرج حتى ينصب في نهر مسن
وهذا يخرج من حدود أصبهان فيظهر بناحية السردن عند قرية تدعى مسن ثم يجري إلى باب
أرجان تحت قنطرة ركان وهي قنطرة بين فارس وخوزستان فيسقي رستاق ريشهر ثم يقع في
البحر عند نهر تستر
طابث بكسر الباء الموحدة بليدة قرب شهرابان من أعمال الخالص من نواحي بغداد
طابران بعد الألف باء موحدة ثم راء مهملة وآخره نون إحدى مدينتي طوس لأن طوس عبارة
عن مدينتين أكبرهما طابران والأخرى نوقان وقد خرج من هذه جماعة من العلماء نسبوا
إلى طوس وقد قيل لبعض من نسب إليها الطبراني والمحدثون ينسبون هذه النسبة إلى
طبرية الشام كما نذكره هناك إن شاء الله تعالى قال ابن طاهر أنبأنا سعد بن فروخ
زاد الطوسي بها حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعالبي حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن
بن إبراهيم بن محمد الطبراني بها حدثنا شافع بن محمد وغيره ونسبه على هذا المثال
وهو من أهل هذه البلدة قال وليس من طبرية الشام ومن طابران العباس بن محمد بن أبي
منصور بن أبي قاسم العصاري أبو محمد الطوسي المعروف بعباية من أصحاب الطابران كان
شيخا صالحا يسكن نيسابور وكان يعظ في بعض الأوقات بمسجد عقيل بنيسابور سمع بطوس
القاضي أبا سعيد محمد بن سعيد ابن محمد الفرخزادي وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن
أبي سعيد الإبريسمي وأبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا محمد الحسن بن أحمد
السمرقندي وأبا سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق وبنوقان أبا
الفضل
محمد بن أحمد بن الحسن العارف الميهني قال أبو سعد وجدت سماعه في جميع كتاب الكشاف
والبيان في التفسير لأبي إسحاق الثعالبي وعمر العمر الطويل حتى مات من يرويه وتفرد
هو برواية هذا الكتاب بنيسابور وقرىء عليه قراءات عدة وكانت ولادته في سنة 460
بطوس وفقد بنيسابور في وقعة الغز في شوال سنة 945 سمع منه أبو سعد وأبو القاسم
الدمشقي وغيرهما
طابق بعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم قاف نهر طابق ببغداد ويقال أصله نهر بابك فعرب
وهو بابك بن بهرام بن بابك من الجانب الغربي وقد نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه
والطابق آجر كبار تفرش به دور بغداد
طابة موضع في أرض طيء قال زيد الخيل سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون إرمام
فما فوق منشد
الطاحونة بعد الألف حاء مهملة ثم واو ساكنة ونون بلفظ واحدة الطواحين موضع
بالقسطنطينية
طاحية قال أبو زياد ومن مياه بني العجلان طاحية كثيرة النخل بأرض القعاقع
طاذ بالذال المعجمة من قرى أصبهان منها أبو بكر بن عمر بن أبي بكر بن أحمد يعرف
بالززا سمع الحافظ إسماعيل سنة 825
طاراب بالراء وآخره باء موحدة من قرى بخارى وهم يسمونها تاراب بالتاء منها أبو
الفضل مهدي بن اسكاب بن إبراهيم بن عبد الله البكري الطارابي روى عن إبراهيم بن
الأشعث ومحمد بن سلام وغيرهما روى عنه عبد الله بن محمد بن الحارث وغيره ومات سنة
265
طاران مثل الذي قبله إلا أن آخره نون
طاربند بعد الراء باء موحدة ثم نون ودال موضع ذكره المؤمل بن أميل المحاربي في
شعره
طارف قرية بافريقية ينسب إليها عبد العزيز بن محمد القرشي ذكره ابن رشيق في
الأنموذج وقال كان مجودا في الشعر وكان في النثر أفرس أهل زمانه ويكتب خطا مليحا
طارق الطارق الذي يطرق الباب أي يجعله قصده والطارق الفحل يطرق الناقة وهو موضع
طار جبل ببطن السلي من أرض اليمامة
طارنت مدينة بصقلية
طاسى بالقصر موضع بخراسان كان لمالك بن الريب المازني فيه وفي يوم النهر بلاء حسن
قاله السكري في شرح قوله يا قل خير أمير كنت أتبعه أليس يرهبني أم ليس يرجوني أم
ليس يرجو إذا ما الخيل شمصها وقع الأسنة عطفي حين يدعوني لا تحسبنا نسينا من
تقادمه يوما بطاسى ويوم النهر ذا الطين
طاسبندا من قرى همذان ذكر في النسب وقال في التحبير
مات في سابع رجب سنة 556
طاطرى لا أدري أين هي قال شيرويه بن شهردار عبد الملك بن منصور بن أحمد الأديب أبو
الفضل الطاطري روى عن الخيل القزويني وأبي بكر أحمد بن محمد بن
السري
بن سهل الهمذاني نزيل تبريز الأزرق السماع كان أديبا وعبد الله بن منصور أبو الفضل
الطاطري روى عن أبي بكر أحمد بن سهل بن السري الهمذاني قاضي شروان سمع منه
الأبيوردي قاله شيرويه وفي كتاب الشام أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو بكر بن
ربذة أنبأنا سليمان بن أحمد كل من يبيع الكرابيس بدمشق يسمى الطاطري ذكر ذلك في
ترجمة مروان بن محمد الطاطري أحد أعيان المحدثين روى عن أنس بن مالك وطبقته وكان
أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه وكان يرمى بالإرجاء ومات في سنة 012 ومولده سنة
أشرق الكوكب وأما طرطاري وقد وجدته في بعض الكتب فلا أدري إلى أي ذلك ينسب ممن
ذكرنا
طاعلة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن نصر بن خالد من أهل قرطبة وأصله من طاعلة يكنى
أبا عمر سمع أسلم بن عبد العزيز وقاسم بن أصبغ وغيرهما وولي أحكام الشرطة والسوق
وقضاء كورة جيان قاله أبو الوليد الفرضي قال ومات في رجب سنة 073
طاقات أبي سويد بنيت بعد طاقات الغطريف ببغداد وهو أبو سويد الجارود وهي ما بين
مقابر باب الشام وهناك قطيعة سويد وربضه بالجانب الغربي وأصل الطاق البناء المعقود
وجمعه الطاقات
طاقات أم عبيدة وهي حاضنة المهدي ومولاة محمد بن علي ولها قطيعة تنسب إليها ببغداد
أيضا عند الجسر كان
طاقات الراوندي ببغداد أيضا وهو أحد شيعة المنصور من السرخسية واسمه محمد بن الحسن
وكان صهر علي بن عيسى بن ماهان على أخته
طاقات العكي في بغداد في الجانب الغربي في الشارع النافذ إلى مربعة شبيب بن راح
واسم العكي مقاتل بن حكيم وقد ذكر نسبه في قطيعة
وعك قبيلة من اليمن وأصله من الشام ومخرجه من خراسان من مرو وهو من النقباء
السبعين وله قطيعة في مدينة المنصور بين باب البصرة وباب الكوفة ينسب إليه إلى
الآن ويقال إن أول طاقات بنيت ببغداد طاقات العكي ثم طاقات الغطريف
طاقات الغطريف في بغداد بالجانب الغربي هو الغطريف بن عطاء وكان أخا الخيزران خال
موسى الهادي وهارون الرشيد وقد ولي اليمن وكان يدعي نسبا في بني الحارث بن كعب
وكانت الخيزران جارية مولدة لسلمة بن سعيد اشتراها من قوم قدموا من جرش
طاق أسماء بالجانب الشرقي من بغداد بين الرصافة ونهر المعلى منسوب إلى أسماء بنت
المنصور وإليه ينسب باب الطاق وكان طاقا عظيما وكان في دارها التي صارت لعلي بن
جهشيار صاحب الموفق الناصر لدين الله أقطعه إياها الموفق وعند هذا الطاق كان مجلس
الشعراء في أيام الرشيد والموضع المعروف ببين القصرين هما قصران لأسماء هذا أحدهما
والآخر قصر عبد الله بن المهدي
طاق الحجام موضع قرب حلوان العراق وهو عقد من الحجارة على قارعة طريق خراسان في
مضيق بين جبلين عجيب البناء علي السمك
طاق الحراني محلة ببغداد بالجانب الغربي قالوا من حد القنطرة الجديدة وشارع طاق
الحراني إلى شارع باب الكرخ منسوب إلى قرية تعرف بورثال والحراني هذا هو إبراهيم
بن ذكوان بن الفضل
الحراني
من موالي المنصور وزير الهادي موسى بن المهدي وكان لذكوان أخ يقال له الفضل فأعتقه
مروان بن محمد الحمار وأعتق ذكوان علي بن عبد الله
الطاق حصن بطبرستان كان المنصور قد كتب إلى أبي الخصيب بولايته قومس وجرجان
وطبرستان وأمره أن يدخل من طريق جرجان وكتب إلى ابن عون أن يسير إلى طبرستان ويكون
دخوله من طريق قومس وكان الأصبهبذ في مدينة يقال لها الأصبهبذان بينها وبين البحر
أقل من ميلين فبلغه خبر الجيش فهرب إلى الجبل إلى موضع يقال له الطاق وهذا الموضع
في القديم خزانة لملوك الفرس وكان أول من اتخذه خزانة منوشهر وهو نقب في موضع من
جبل صعب السلوك لا يجوزه إلا الراجل بجهد وهذا النقب شبيه بالباب الصغير فإذا دخل
فيه الإنسان مشى فيه نحوا من ميل في ظلمة شديدة ثم يخرج إلى موضع واسع شبيه
بالمدينة قد أحاطت به الجبال من كل جانب وهي جبال لا يمكن أحدا الصعود إليها
لارتفاعها ولو استوى له ذلك ما قدر على النزول وفي هذه الرحبة الواسعة مغاور وكهوف
لا يلحق أمد بعضها وفي وسطها عين غزيرة بالماء تنبع من صخرة ويغور ماؤها في صخرة
أخرى بينهما نحو عشرة أذرع ولا يعرف أحد لمائها بعد هذا موضعا وكان في أيام ملوك
الفرس يحفظ هذا النقب رجلان معهما سلم من حبل يدلونه من الموضع إذا أراد أحدهم النزول
في الدهر الطويل وعندهما جميع ما يحتاجون إليه لسنين كثيرة فلم يزل الأمر في هذا
النقب وهذه الخزانة على ما ذكر إلى أن ملك العرب فحاولوا الصعود إليه فتعذر ذلك
إلى أن ولي المازيار طبرستان فقصد هذا الموضع وأقام عليه دهرا حتى استوى له رجاء
صعوده فصعد رجل من أصحابه إليه فلما صار إليه دلى حبالا وأصعد قوما فيهم المازيار
نفسه حتى وقف على ما في تلك الكهوف والمغاور من الأموال والسلاح والكنوز فوكل
بجميع ذلك قوما من ثقاته وانصرف فكان الموضع في يده إلى أن أسر ونزل الموكلون به
أو ماتوا وانقطع السبيل إليه إلى هذه الغاية قال ابن الفقيه وذكر سليمان بن عبد
الله أن إلى جانب هذا الطاق شبيها بالدكان وأنه إن صار إليه إنسان فلطخه بعذرة أو
بشيء من سائر الأقذار ارتفعت في الوقت سحابة عظيمة فمطرت عليه حتى تغسله وتنظفه
وتزيل ذلك القذر عنه وأن ذلك مشهور في البلد يعرفه أهله لا يتمارى اثنان من أهل
تلك الناحية في صحته وأنه لا يبقى عليه شيء من الأقذار صيفا ولا شتاء وقال ولما
سار الأصبهبذ إلى الطاق وجه أبو الخصيب في أثره قوادا وجندا فلما أحس بهم هرب إلى
الديلم وعاش بعد هروبه سنة ثم مات
وأقام أبو الخصيب في البلد ووضع على أهله الخراج والجزية وجعل مقامه بسارية وبنى
بها مسجدا جامعا ومنبرا وكذلك بآمل وكانت ولايته سنتين وستة أشهر
والطاق مدينة بسجستان على ظهر الجادة من سجستان إلى خراسان وهي مدينة صغيرة ولها
رستاق وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان
طالقان بعد الألف لام مفتوحة وقاف وآخره نون بلدتان إحداهما بخراسان بين مرو الروذ
وبلخ بينها وبين مرو الروذ ثلاث مراحل وقال الإصطخري أكبر مدينة بطخارستان طالقان
وهي مدينة في مستوى من الأرض وبينها وبين الجبل غلوة سهم ولها نهر كبير وبساتين
ومقدار الطالقان نحو ثلث بلخ ثم يليها في الكبر وزوالين خرج منها
جماعة من الفضلاء منهم أبو محمد محمود بن خداش الطالقاني سمع يزيد بن هرون وفضيل بن عياض وغيرهما روى عنه أبو يعلى الموصلي وإبراهيم الحربي وغيرهما وتوفي سنة 502 عن تسعين سنة ومحمد بن محمد بن محمد الطالقاني الصوفي روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله الحميدي وقال غيث بن علي هو من طالقان مرو الروذ سافر قطعة كبيرة من البلاد واستوطن صور إلى أن مات بها حدث عن أبي حماد السلمي وقد تقدم في سماعه لكتاب الطبقات لعبد الرحمن وسماعه لغير ذلك صحيح وكان أول دخوله الشام سنة 514 وفيها سمع من أبي نصر الستيني وتوفي سنة 466 وقد نيف على الثمانين وقيل في سنة 463 والأخرى بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عدة قرى يقع عليها هذا الاسم وإليها ينسب الصاحب بن عباد وأبوه عباد بن العباس بن عباد أبو الحسن الطالقاني سمع عباد أبا خليفة الفضل بن الحباب والبغداديين في طبقته قال أبو الفضل ورأيت له في دار كتب ابنه أبي القاسم بن عباد بالري كتابا في أحكام القرآن ينصر فيه مذهب الاعتزال استحسنه كل من رآه روى عنه أبو بكر بن مردويه والأصبهانيون وابنه الصاحب أبو القاسم بن عباد روى عن البغداديين والرازيين وولد سنة 236 ومات سنة 583 وقد ذكرت أخباره مستقصاة في أخبار مردويه ومن طالقان قزوين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الطالقاني سمع الحديث بنيسابور من أبي عبد الله الفراوي وأبي طاهر الشحامي وغيرهما ودرس بالمدرسة النظامية ببغداد وكان يعقد بها مجالس الوعظ أيضا وورد الموصل رسولا من دار الخلافة وعاد إلى بغداد فأقام بها ثم توجه إلى قزوين فتوفي بها في ثالث عشر محرم سنة 095 وهذا خبر استحسنته فيه ذكر الطالقان في شعر أوردته ههنا ليستمتع به القارىء قال أبو الفرج علي بن الحسين أخبرني عمي حدثني هرون بن مخارق عن أبيه قال كنت حاضرا في مجلس الرشيد وقد أحضر دنانير برمكية بعد إحضاره إياها في الدفعة الأولى وابتياعه لها فلما دخلت أكرمها ورفع مجلسها وطيب نفسها بعهده ثم قال لها يا دنانير إنما كان مولاك وأهله عبيدا لي وخدما فاصطفيتهم فما صلحوا وأوقعت بهم لما فسدوا فاعد لي عمن فاتك إلى من تحصلينه فقالت يا أمير المؤمنين إن القوم أدبوني وخرجوني وقدموني وأحسنوا إلي إحسانا منه أنك قد عرفتني بهم وحللت هذا المحل منك ومن إكرامك فما أنتفع بنفسي ولا بما تريده مني ولا يجيء كما تقدر بأني إذا ذكرتهم وغنيت غلب علي من البكاء ما لا يبين معه غناء ولا يصح وليس هذا مما أملك دفعه ولا أقدر على إصلاحه ولعلي إذا تطاولت الأيام أسلو ويصلح من أمري ما قد تغير وتزول عني لوعة الحزن عند الغناء ويزول البكاء فدعا الرشيد بمسرور وسلمها إليه وقال له اعرض عليها أنواع العقاب حتى تجيب إلى الغناء ففعل ذلك فلم ينفع فأخبره به فقال له ردها إلي فردها فقال لها إن لي عليك حقوقا ولي عندك صنائع فبحياتي عليك وبحقي إلا غنيت اليوم ولست أعاود مطالبتك بالغناء بعد اليوم فأخذت العود وغنت تبلى مغازي الناس إلا غزوة بالطالقان جديدة الأيام ولقد غزا الفضل بن يحيى غزوة تبقى بقاء الحل والإحرام
ولقد
حشمت الفاطمي على التي كادت تزيل رواسي الإسلام وخلعت كفر الطالقان هدية للهاشمي
إمام كل إمام ثم رمت بالعود وبكت حتى سقطت مغشية وشرقت عين الرشيد بعبرته فردها
وقام من مجلسه فبكى طويلا ثم غسل وجهه وعاد إلى مجلسه وقال لها ويحك قلت لك سريني
أو غميني وسوئيني اعدلي عن هذا وغني غيره فأخذت العود وغنت ألم تر أن الجود من صلب
آدم تحدر حتى صار في راحة الفضل إذا ما أبو العباس جادت سماؤه فيا لك من جود ويا
لك من فضل قال فغضب الرشيد وقال قبحك الله خذوا بيدها وأخرجوها فأخرجت ولم يعد
ذكرها بعد ذلك ولبست الخشن من الثياب ولزمت الحزن إلى أن ماتت ولم يف للبرامكة من
جواريهم غيرها
طالقة يقال امرأة طالقة وطالق قال الأعشى أيا جارتي بيني فانك طالقه والأفصح طالق
مثل حائض وطامث وحامل قال وللبصريين والكوفيين من النحويين في ترك علامة التأنيث
خلاف زعم الكوفيون أنها صفة تختص بالمؤنث فاستغنت عن العلامة فأبطله البصريون
بقولهم امرأة عاشق وجمل ضامر وناقة ضامر وزعم البصريون أن ذلك إنما يكون في الصفات
الثابتة فأما الحادثة فلا بد لها من علامة تقول جارية طالقة وحائضة اليوم ولهم فيه
كلام طويل وطالقة ناحية من أعمال اشبيلية بالأندلس
طاووس موضع بنواحي بحر فارس عن سيف كان للغلاب الحضرمي أرسل إليه جيشا في البحر من
غير إذن عمر فسخط عليه وعزله وراح إلى الكوفة إلى سعد بن أبي وقاص لأنه كان يعضده
فمات في ذي قار وقال خليد بن المنذر في ذلك بطاووس ناهبنا الملوك وخيلنا عشية
شهراك علون الرواسيا أطاحت جموع الفرس من رأس حالق تراه لبوار السحاب مناغيا فلا
يبعدن الله قوما تتابعوا فقد خضبوا يوم اللقاء العواليا
طاهر من قولهم طهر الشيء فهو طاهر حريم بني طاهر بن الحسين من محال بغداد الغربية
وهي على ضفة دجلة وهي اليوم متفردة في وسط الخراب وعليها سور وأسواق وعمارة وقد
نسب إليها طائفة من المحدثين كثيرة فتارة ينسبون الحريمي وتارة الطاهري وقد ذكرنا
شيئا من خبره في الحريم
الطاهرية منسوبة فيما أحسب إلى طاهر بن الحسين ناحية على جيحون في أعلاه بعد آمل
وهي أول عمل خوارزم
و الطاهرية قرية ببغداد يستنقع فيها الماء في كل عام إذا زادت دجلة فيظهر فيها
السمك المعروف بالبني فيضمنه السلطان بمال وافر ولسمكها فضل على غيره
الطائر ماء لكعب بن كلاب
الطائف بعد الألف همزة في صورة الياء ثم فاء وهو في الإقليم الثاني وعرضها إحدى
وعشرون درجة وبالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة
عمرها حسين بن سلامة وسدها ابنه وهو عبد نوبي وزر لأبي
الحسين
بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 034 فعمر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة
جمال بأحمالها وقال أبو منصور الطائف العاس بالليل وأما الطائف التي بالغور فسميت
طائفا بحائطها المبني حولها المحدق بها والطائف والطيف في قوله تعالى إذا مسهم
طائف من الشيطان ما كان كالخيال والشيء يلم بك وقوله تعالى فطاف عليها طائف من ربك
لا يكون الطائف إلا ليلا ولا يكون نهارا وقيل في قول أبي طالب بن عبد المطلب نحن
بنينا طائفا حصينا قالوا يعني الطائف التي بالغور من القرى
و الطائف هو وادي وج وهو بلاد ثقيف بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا قرأت في كتاب
ابن الكلبي بخط أحمد بن عبيد الله محجج النحوي قال هشام عن أبي مسكين عن رجل من
ثقيف كان عالما بالطائف قال كان رجل من الصدف يقال له الدمون بن عبد الملك قتل ابن
عم له يقال له عمرو بحضرموت ثم أقبل هاربا وقال وحربة ناهك أوجرت عمرا فما لي بعده
أبدا قرار ثم أتى مسعود بن معتب الثقفي ومعه مال كثير وكان تاجرا فقال أحالفكم
لتزوجوني وأزوجكم وأبني لكم طوفا عليكم مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب
قالوا فابن فبنى بذلك المال طوفا عليهم فسميت الطائف وتزوج إليهم فزوجوه ابنة قال
هشام وبعض ولد الدمون بالكوفة ولهم بها خطة مع ثقيف وكان قبيصة من الدمون هذا على
شرطة المغيرة بن شعبة إذ كان على الكوفة وكانت الطائف تسمى قبل ذلك وجا بوج بن عبد
الحي من العماليق وهو أخو أجإ الذي سمي به جبل طيء وهو من الأمم الخالية قال عرام
والطائف ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية تنصب
منها إلى تبالة وجل أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش وهي على ظهر جبل غزوان
وبغزوان قبائل هذيل وقال ابن عباس سميت الطائف لأن إبراهيم عليه السلام لما أسكن
ذريته مكة وسأل الله أن يرزق أهلها من الثمرات أمر الله عز و جل قطعة من الأرض أن
تسير بشجرها حتى تستقر بمكان الطائف فأقبلت وطافت بالبيت ثم أقرها الله بمكان
الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت وهي مع هذا الاسم الفخم بليدة صغيرة على طرف
واد وهي محلتان إحداهما على هذا الجانب يقال لها طائف ثقيف والأخرى على هذا الجانب
يقال لها الوهط والوادي بين ذلك تجري فيه مياه المدابغ التي يدبغ فيها الأديم يصرع
الطيور رائحتها إذا مرت بها وبيوتها لاطئة حرجة وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك
الجبل فيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان وأما زبيبها فيضرب
بحسنه المثل وهي طيبة الهواء شمالية ربما جمد فيها الماء في الشتاء وفواكه أهل مكة
منها والجبل الذي هي عليه يقال له غزوان وروى أبو صالح ذكرت ثقيف عند ابن عباس
فقال إن ثقيفا والنخع كانا ابني خالة فخرجا منتجعين ومعهما أعنز لهما وجدي فعرض
لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأراد أخذ شاة منهما فقالا خذ ما شئت إلا هذه الشاة
الحلوب فإنا من لبنها نعيش وولدها فقال لا آخذ سواها فرفقا به فلم يفعل فنظر
أحدهما إلى صاحبه وهما بقتله ثم إن أحدهما انتزع له سهما فلق به قلبه فخر ميتا
فلما نظرا إلى ذلك قال
أحدهما
لصاحبه إنه لن تحملني وإياك الارض أبدا فاما أن تغرب وأنا أشرق وإما أن أغرب وتشرق
أنت فقال ثقيف فاني أغرب وقال النخع فأنا أشرق وكان اسم ثقيف قسيا واسم النخع جسرا
فمضى النخع حتى نزل ببيشة من أرض اليمن ومضى ثقيف حتى أتى وادي القرى فنزل على
عجوز يهودية لا ولد لها فكان يعمل نهارا ويأوي إليها ليلا فاتخذته ولدا لها
واتخذها أما له فلما حضرها الموت قالت له يا هذا إنه لا أحد لي غيرك وقد أردت أن
أكرمك لإلطافك إياي انظر إذا أنا مت وواريتني فخذ هذه الدنانير فانتفع بها وخذ هذه
القضبان فاذا نزلت واديا تقدر فيه على الماء فاغرسها فإني أرجو أن تنال من ذلك
فلاحا بينا
ففعل ما أمرته به فلما ماتت دفنها وأخذ الدنانير والقضبان ومضى سائرا حتى إذا كان
قريبا من وج وهي الطائف إذا هو بأمة حبشية ترعى مائة شاة فطمع فيها وهم بقتلها
وأخذ الغنم فعرفت ما أراد فقالت إنك أسررت في طمعا لتقتلني وتأخذ الغنم ولئن فعلت
ذلك لتذهبن نفسك ولا تحصل من الغنم شيئا لأن مولاي سيد هذا الوادي وهو عامر بن
الظرب العدواني وإني لأظنك خائفا طريدا قال نعم فقالت فإني أدلك على خير مما أردت
فقال وما هو قالت إن مولاي يقبل إذا طفلت الشمس للغروب فيصعد هذا الجبل ثم يشرف
على الوادي فإذا لم ير فيه أحدا وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم انحدر رسوله فنادى من
أراد اللحم والدرمك وهو دقيق الحواري والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب
فيأتيه قومه فاسبقه أنت إلى الصخرة وخذ قوسه ونباله وثيابه فإذا رجع وقال من أنت
فقل رجل غريب فأنزلني وخائف فأجرني وعزب فزوجني ففعل ثقيف ما قالت له الأمة وفعل
عامر صاحب الوادي فعله فلما أن أخذ قوسه ونشابه وصعد عامر قال له من أنت فأخبره
وقال أنا قسي بن منبه فقال هات ما معك فقد أجبتك إلى ما سألت وانصرف وهو معه إلى
وج وأرسل إلى قومه كما كان يفعل فلما أكلوا قال لهم عامر ألست سيدكم قالوا بلى قال
وابن سيدكم قالوا بلى قال ألستم تجيرون من أجرت وتزوجون من زوجت قالوا بلى قال هذا
قسي بن منبة بن بكر بن هوازن وقد زوجته ابنتي فلانة وأمنته وأنزلته منزلي فزوجه
ابنة له يقال لها زينب فقال قومه قد رضينا بما رضيت فولدت له عوفا وجشما ثم ماتت
فزوجه أختها فولدت له سلامة ودارسا فانتسبا في اليمن فدارس في الأزد والآخر في بعض
قبائل اليمن وغرس قسي تلك القضبان بوادي وج فنبتت فلما أثمرت قالوا قاتله الله كيف
ثقف عامرا حتى بلغ منه ما بلغ وكيف ثقف هذه العيدان حتى جاء منها ما جاء فسمي
ثقيفا من يومئذ فلم يزل ثقيف مع عدوان حتى كثر ولده وربلوا وقوي جأشهم وجرت بينهم
وبين عدوان هنات وقعت في خلالها حرب انتصرت فيها ثقيف فأخرجوا عدوان عن أرض الطائف
واستخلصوها لأنفسهم ثم صارت ثقيف أعز الناس بلدا وأمنعه جانبا وأفضله مسكنا وأخصبه
جنابا مع توسطهم الحجاز وإحاطة قبائل مضر واليمن وقضاعة بهم من كل وجه فحمت دارها
وكاوحت العرب عنها واستخلصتها وغرست فيها كرومها وحفرت بها أطواءها وكظائمها وهي
من أزد السراة وكنانة وعذرة وقريش ونصر بن معاوية وهوازن جمعا والأوس والخزرج
ومزينة وجهينة وغير ذلك من القبائل ذلك كله يجري والطائف تسمى وجا إلى
أن كان ما كان مما تقدم ذكره من تحويط الحضرمي عليها وتسميتها حينئذ الطائف وقد ذكر بعض النساب في تسميتها بالطائف أمرا آخر وهو أنه قال لما هلك عامر بن الظرب ورثته ابنتاه زينب وعمرة وكان قسي بن منبه خطب إليه فزوجه ابنته زينب فولدت له جشما وعوفا ثم ماتت بعد موت عامر فتزوج أختها وكانت قبله عند صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فولدت له عامر بن صعصعة فكانت الطائف بين ولد ثقيف وولد عامر بن صعصعة فلما كثر الحيان قالت ثقيف لبني عامر إنكم اخترتم العمد على المدن والوبر على الشجر فلستم تعرفون ما نعرف ولا تلطفون ما نلطف ونحن ندعوكم إلى حظ كبير لكم ما في أيديكم من الماشية والإبل والذي في أيدينا من هذه الحدائق فلكم نصف ثمره فتكونوا بادين حاضرين يأتيكم ريف القرى ولا تتكلفوا مؤونة وتقيموا في أموالكم وماشيتكم في بدوكم ولا تتعرضوا للوباء وتشتغلوا عن المرعى ففعلوا ذلك فكانوا يأتونهم كل عام فيأخذون نصف غلاتهم وقد قيل إن الذي وافقوهم عليه كان الربيع فلما اشتدت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وج رمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم وغزوهم فاستغاثوا ببني عامر فلم يغيثوهم فأجمعوا على بناء حائط يكون حصنا لهم فكانت النساء تلبن اللبن والرجال يبنون الحائط حتى فرغوا منه وسموه الطائف لإطافته بهم وجعلوا لحائطهم بابين أحدهما لبني يسار والآخر لبني عوف وسموا باب بني يسار صعبا وباب بني عوف ساحرا ثم جاءهم بنو عامر ليأخذوا ما تعودوه فمنعوهم عنه وجرت بينهم حرب انتصرت فيها ثقيف وتفردت بملك الطائف فضربتهم العرب مثلا فقال أبو طالب بن عبد المطلب منعنا أرضنا من كل حي كما امتنعت بطائفها ثقيف أتاهم معشر كي يسلبوهم فحالت دون ذلكم السيوف وقال بعض الأنصار فكونوا دون بيضكم كقوم حموا أعنابهم من كل عادي وذكر المدائني أن سليمان بن عبد الملك لما حج مر بالطائف فرأى بيادر الزبيب فقال ما هذه الحرار فقالوا ليست حرارا ولكنها بيادر الزبيب فقال لله در قسي بأي أرض وضع سهامه وأي أرض مهد عش فروخه وقال مرداس بن عمرو الثقفي فإن الله لم يؤثر علينا غداة يجزىء الأرض اقتساما عرفنا سهمنا في الكف يهوي كذا نوح وقسمنا السهاما فلما أن أبان لنا اصطفينا سنام الأرض إن لها سناما فأنشأنا خضارم متجرات يكون نتاجها عنبا تؤاما ضفادعها فرائح كل يوم على جوب يراكضن الحماما وأسفلها منازل كل حي وأعلاها ترى أبدا حراما ثم حسدهم طوائف العرب وقصدوهم فصمدوا لهم وجدوا في حربهم فلما لم يظفروا منهم بطائل ولا طمعوا منهم بغرة تركوهم على حالهم أغبط العرب عيشا إلى أن جاء الإسلام فغزاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فافتتحها في سنة تسع من الهجرة
صلحا
وكتب لهم كتابا نزل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم في شوال سنة ثمان عند
منصرفه من حنين وتحصنوا منه واحتاطوا لأنفسهم غاية الاحتياط فلم يكن إليهم سبيل
ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رقيق من رقيق أهل الطائف منهم أبو بكرة
نفيع بن مسروح مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في جماعة كثيرة منهم الأزرق
الذي تنسب إليه الأزارقة والد نافع بن الأزرق الخارجي الشاري فعتقوا بنزولهم إليه
ونصب رسول الله صلى الله عليه و سلم منجنيقا ودبابة فأحرقها أهل الطائف فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لم نؤذن في فتح الطائف ثم انصرف عنها إلى الجعرانة ليقسم
سبي أهل حنين وغنائمهم فخافت ثقيف أن يعود إليهم فبعثوا إليه وفدهم وتصالحوا على
أن يسلموا ويقروا على ما في أيديهم من أموالهم وركازهم فصالحهم رسول الله صلى الله
عليه و سلم على أن يسلموا وعلى أن لا يزنوا ولا يربوا وكانوا أهل زنا وربا وفي
وقعة الطائف فقئت عين أبي سفيان بن حرب وقصة ذلك في كتب المغازي وكان معاوية يقول
أغبط الناس عيشا عبدي أو قال مولاي سعد وكان يلي أمواله بالحجاز ويتربع جدة ويتقيظ
الطائف ويشتو بمكة ولذلك وصف محمد بن عبد الله النميري زينب بنت يوسف أخت الحجاج
بالنعمة والرفاهية فقال تشتو بمكة نعمة ومصيفها بالطائف وذكر الأزرقي أبو الوليد
عن الكلبي بإسناده قال لما دعا إبراهيم عليه السلام فاجعل أفئدة من الناس تهوي
إليهم وارزقهم من الثمرات فاستجاب الله له فجعله مثابة ورزق أهله من الثمرات فنقل
إليهم الطائف وكانت قرية بالشام وكانت ملجأ للخائف إذا جاءها أمن وقد افتخرت ثقيف
بذلك بما يطول ذكره ويسئم قارئه وسأقف عند قول غيلان بن سلمة في ذلك حيث قال حللنا
الحد من تلعات قيس بحيث يحل ذو الحسب الجسيم وقد علمت قبائل جذم قيس وليس ذوو
الجهالة كالعليم بأنا نصبح الأعداء قدما سجال الموت بالكأس الوخيم وأنا نبتني شرف
المعالي وننعش عشرة المولى العديم وأنا لم نزل لجأ وكهفا كذاك الكهل منا والفطيم
وسنذكر في وج من القول والشعر ما نوفق له ويحسن ذكره إن شاء الله تعالى
طئية بعد الطاء المفتوحة همزة وياء مشددة موضع في شعر عن نصر
طايقان بعد الياء المثناة من تحت قاف وآخره نون قرية من قرى بلخ بخراسان
باب الطاء والباء وما يليهما
طبا بالضم والقصر والطبي للحافر والسباع كالضرع لغيرها يجوز أن يكون جمعا على قياس
لأن ظبا جمع ظبة ولم نسمعها فيه وهي قرية من قرى اليمن وذكرها أبو سعد بكسر الطاء
ونسب إليها أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد الخطيب الطبائي سمع قاسم
بن عبيدالله القرشي
الفقيه
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
طبب بالتحريك والتضعيف موضع بنجد وقال نصر جبل نجدي
طبران بالتحريك وآخره نون بلفظ تثنية طبر وهي فارسية والطبر هو الذي يشقق به
الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس والألف والنون فيه تشبيها بالنسبة وأما في العربية
فيقال طبر الرجل إذا قفز وطبر إذا اختبأ وطبران مدينة في تخوم قومس وليست التي
ينسب إليها الحافظ أبو سليمان الطبراني فإن المحدثين مجتمعون بأنه منسوب إلى طبرية
الشام وسنذكره إن شاء الله
طبرستان بفتح أوله وثانيه وكسر الراء قد ذكرنا معنى الطبر قبله واستان الموضع أو
الناحية كأنه يقول ناحية الطبر وسنذكر سبب تسمية هذا الموضع بذلك والنسبة إلى هذا
الموضع الطبري قال البحتري وأقيمت به القيامة في ق م على خالع وعات عنيد وثنى
معلما إلى طبرستا ن بخيل يرحن تحت اللبود وهي بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم
خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه والغالب على هذه
النواحي الجبال فمن أعيان بلدانها دهستان وجرجان واستراباذ وآمل وهي قصبتها وسارية
وهي مثلها وشالوس وهي مقاربة لها وربما عدت جرجان من خراسان إلى غير ذلك من
البلدان وطبرستان في البلاد المعروفة بمازندران ولا أدري متى سميت بمازندران فإنه
اسم لم نجده في الكتب القديمة وإنما يسمع من أفواه أهل تلك البلاد ولا شك أنهما
واحد وهذه البلاد مجاورة لجيلان وديلمان وهي بين الري وقومس والبحر وبلاد الديلم
والجيل رأيت أطرافها وعاينت جبالها وهي كثيرة المياه متهدلة الأشجار كثيرة الفواكه
إلا أنها مخيفة وخمة قليلة الارتفاع كثيرة الإختلاف والنزاع وأنا أذكر ما قال
العلماء في هذا القطر وأذكر فتوحه واشتقاقه ولا بد من احتمالك لفصل فيه تطويل
بالفائدة الباردة فهذا من عندنا مما استفدناه بالمشاهدة والمشافهة وخذ الآن ما
قالوه في كتبهم زعم أهل العلم بهذا الشأن أن الطيلسان والطالقان وخراسان ما عدا
خوارزم من ولد اشبق بن إبراهيم الخليل والديلم بنو كماشج بن يافث بن نوح عليه
السلام وأكثرهم سميت جبالهم بأسمائهم إلا الإيلام قبيل من الديلم فإنهم ولد باسل
بن ضبة ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر كما نذكره إن شاء الله في كتاب النسب
وموقان وجبالها وهم أهل طبرستان من ولد كماشج بن يافث بن نوح عليه السلام وفيما
روى ثقات الفرس قالوا اجتمع في جيوش بعض الأكاسرة خلق كثير من الجناة وجب عليهم
القتل فتحرج منه وشاور وزراءه وسألهم عن عدتهم فأخبروه بخلق كثير فقال اطلبوا لي
موضعا أحبسهم فيه فساروا إلى بلاده يطلبون موضعا خاليا حتى وقعوا بجبال طبرتان
فأخبروه بذلك فأمر بحملهم إليه وحبسهم فيه وهو يومئذ جبل لا ساكن فيه ثم سأل عنهم
بعد حول فأرسلوا من يخبر بخبرهم فأشرفوا عليهم فإذا هم أحياء لكن بالسوء فقيل لهم
ما تشتهون وكان الجبل أشبا كثير الأشجار فقالوا طبرها طبرها والهاء فيه بمعنى
الجمع في جميع كلام الفرس يعنون نريد أطبارا نقطع بها
الشجر
ونتخذها بيوتا فلما أخبر كسرى بذلك أمر أن يعطوا ما طلبوا فحمل إليهم ذلك ثم
أمهلهم حولا آخر وأنفذ من يتفقدهم فوجدهم قد اتخذوا بيوتا فقال لهم ما تريدون
فقالوا زنان زنان أي نريد نساء فأخبر الملك بذلك فأمر بحمل من في حبوسه من النساء
أن يحملن إليهم فحملن فتناسلوا فسميت طبرزنان أي الفؤوس والنساء ثم عربت فقيل
طبرستان فهذا قولهم والذي يظهر لي وهو الحق ويعضده ما شاهدناه منهم أن أهل تلك
الجبال كثيرو الحروب وأكثر أسلحتهم بل كلها الأطبار حتى إنك قل أن ترى صعلوكا أو
غنيا إلا وبيده الطبر صغيرهم وكبيرهم فكأنها لكثرتها فيهم سميت بذلك ومعنى طبرستان
من غير تعريب موضع الأطبار والله أعلم وقال أبو العلاء السروي يصف طبرستان فيما
كتبنا عن أبي منصور النيسابوري إذا الريح فيها جرت الريح أعجلت فواختها في الغصن
أن تترنما فكم طيرت في الجو وردا مدنرا تقلبه فيه ووردا مدرهما وأشجار تفاح كأن
ثمارها عوارض أبكار يضاحكن مغرما فإن عقدتها الشمس فيها حسبتها خدودا على القضبان
فدا وتوأما ترى خطباء الطير فوق غصونها تبث على العشاق وجدا معتما وقد كان في
القديم أول طبرستان آمل ثم مامطير وبينها وبين آمل ستة فراسخ ثم ويمة وهي من
مامطير على ستة فراسخ ثم سارية ثم طميس وهي من سارية على ستة عشر فرسخا هذا آخر حد
طبرستان وجرجان ومن ناحية الديم على خمسة فراسخ من آمل مدينة يقال لها ناتل ثم
شالوس وهي ثغر الجبل هذه مدن السهل وأما مدن الجبل فمنها مدينة يقال لها الكلار ثم
تليها مدينة صغيرة يقال لها سعيداباذ ثم الرويان وهي أكبر مدن الجبل ثم في الجبل
من ناحية حدود خراسان مدينة يقال لها تمار وشرز ودهستان فإذا جزت الأرز وقعت في
جبال ونداد هرمز فإذا جزت هذه الجبال وقعت في جبال شروين وهي مملكة ابن قارن ثم
الديلم وجيلان وقال البلاذري كور طبرستان ثمان كورة سارية وبها منزل العامل وإنما
صارت منزل العامل في أيام الطاهرية وقبل ذلك كان منزل العامل بآمل وجعلها أيضا
الحسن بن زيد ومحمد بن زيد دار مقامهما ومن رساتيق آمل أرم خاست الأعلى وأرم خاست
الأسفل والمهروان والأصبهبذ ونامية وطميس وبين سارية وسلينة على طريق الجبال
ثلاثون فرسخا وبين سارية والمهروان عشرة فراسخ وبين سارية والبحر ثلاثة فراسخ وبين
جيلان والرويان اثنا عشر فرسخا وبين آمل وشالوس وهي إلى ناحية الجبال عشرون فرسخا
وطول طبرستان من جرجان إلى الرويان ستة وثلاثون فرسخا وعرضها عشرون فرسخا في يد
الشكري من ذلك ستة وثلاثون فرسخا في عرض أربعة فراسخ والباقي في أيدي الحروب من
الجبال والسفوح وهو طول ستة وثلاثين فرسخا في عرض ستة عشر فرسخا والعرض من الجبل
إلى البحر
ذكر فتوح طبرستان وكانت بلاد طبرستان في الحصانة والمنعة على ما هو مشهور من أمرها
وكانت ملوك الفرس
يولونها رجلا ويسمونه الأصبهبذ فإذا عقدوا له عليها لم يعزلوه عنها حتى يموت فإذا مات أقاموا مكانه ولده إن كان له ولد وإلا وجهوا بأصبهبذ آخر فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وفتحت المدن المتصلة بطبرستان وكان صاحب طبرستان يصالح على الشيء اليسير فيقبل منه لصعوبه المسلك فلم يزل الأمر على ذلك حتى ولى عثمان بن عفان رضي الله عنه سعيد بن العاصي الكوفة سنة 92 وولى عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس البصرة فكتب إليهما مرزبان طوس يدعوهما إلى خراسان على أن يملكه عليها من غلب وخرجا جميعا يريدانها فسبق ابن عامر فغزا سعيد بن العاصي طبرستان ومعه في غزاته فيما يقال الحسن والحسين رضي الله عنهما وقيل إن سعيدا غزاها من غير أن يأتيه كتاب أحد بل سار إليها من الكوفة ففتح طميس أو طميسة وهي قرية وصالح ملك جرجان على مائتي ألف درهم بغلية وافية فكان يؤديها إلى المسلمين وافتتح أيضا من طبرستان الرويان ودنباوند وأعطاه أهل الجبال مالا فلما ولي معاوية ولى مصقلة بن هبيرة أحد بني ثعلبة بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة فسار إليها ومعه عشرون ألف رجل فأوغل في البلد يسبي ويقتل فلما تجاوز المضايق والعقاب أخذها عليه وعلى جيشه العدو عند انصرافه للخروج ودهدهوا عليه الحجارة والصخور من الجبال فهلك أكثر ذلك الجيش وهلك مصقلة فضرب الناس به مثلا فقالوا لا يكون هذا حتى يرجع مصقلة من طبرستان فكان المسلمون بعد ذلك إذا غزوا هذه البلاد تحفظوا وتحذروا من التوغل فيها حتى ولي يزيد بن المهلب خراسان في أيام سليمان بن عبد الملك وسار حتى أناخ على طبرستان فاستجاش الأصبهبذ الديلم فأنجدوه وقاتله يزيد أياما ثم صالحه على أربعة آلاف ألف درهم وسبعمائة ألف درهم مثاقيل في كل عام وأربعمائة وقر زعفران وأن يوجهوا في كل عام أربعمائة رجل على رأس كل رجل ترس وجام فضة ونمرقة حرير وفتح يزيد الرويان ودنباوند ولم يزل أهل طبرستان يؤدون هذا الصلح مرة ويمتنعون أخرى إلى أيام مروان بن محمد فانهم نقضوا ومنعوا ما كانوا يحملونه فلما ولي السفاح وجه إليهم عاملا فصالحوه على مال ثم غدروا وقتلوا المسلمين وذلك في خلافة المنصور فوجه المنصور إليهم خازم بن خزيمة التميمي وروح بن حاتم المهلبي ومعهما مرزوق أبو الخصيب فنزلوا على طبرستان وجرت مدافعات صعب معها بلوغ غرض وضاق عليهم الأمر فواطأ أبو الخصيب خازما وروحا على أن ضرباه وحلقا رأسه ولحيته ليوقع الحيلة على الأصبهبذ فركن إلى ما رأى من سوء حاله واستخصه حتى أعمل الحيلة وملك البلد وكان عمرو بن العلاء الذي يقول فيه بشار بن برد إذا أيقظتك حروب العدى فنبه لها عمرا ثم نم جزارا من أهل الري فجمع جمعا وقاتل الديلم فأبلى بلاء حسنا فأوفده جهور بن مرار العجلي إلى المنصور فقوده وجعل له منزلة وتراقت به الأمور حتى ولي طبرستان واستشهد في خلافة المهدي ثم افتتح موسى بن حفص بن عمرو بن العلاء ومازيار بن قارن جبال شروين من طبرستان وهي من أمنع الجبال وأصعبها وذلك في أيام المأمون فولى المأمون عند ذلك بلاد طبرستان المازيار وسماه محمدا وجعل له مرتبة الأصبهبذ فلم يزل واليا عليها حتى توفي المأمون واستخلف المعتصم فأقره عليها ولم يعزله فأقام على الطاعة مدة ثم غدر وخالف وذلك بعد ست سنين
من
خلافة المعتصم فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر وهو عامله على المشرق خراسان
والري وقومس وجرجان يأمره بمحاربته فوجه إليه عبد الله الحسن بن الحسين في جماعة
من رجال خراسان ووجه المعتصم محمد بن إبراهيم بن مصعب في جماعة من الجند فلما
قصدته العساكر خرج إلى الحسن بن الحسين بغير عهد ولا عقد فأخذه وحمله إلى سر من
رأى في سنة 522 فضرب بالسياط بين يدي المعتصم حتى مات وصلب بسر من رأى مع بابك
الخرمي على العقبة التي بحضرة مجلس الشرطة وتقلد عبد الله بن طاهر طبرستان وكان
ممن ذكرنا جماعة من الولاة من قبل بني العباس لم يكن منهم حادثة ولم يتحقق أيضا
عندنا وقت ولاية كل واحد منهم ثم وليها بعد عبد الله بن طاهر ابنه طاهر بن عبد
الله وخلفه عليها أخوه سليمان بن عبد الله بن طاهر فخرج عليه الحسن بن زيد العلوي
الحسني في سنة 942 فأخرجه عنها وغلب عليها إلى أن مات وقام مقامه أخوه محمد بن زيد
وقد ذكرت قصة هؤلاء الزيدية في كتاب المبدإ والمآل مشبعا على نسق وقال علي بن زين
الطبري كاتب المازيار وكان حكيما فاضلا له تصانيف في الأدب والطب والحكمة قال كان
في طبرستان طائر يسمونه ككم يظهر في أيام الربيع فإذا ظهر تبعه جنس من العصافير
موشاة الريش فيخدمه كل يوم واحد منها نهاره أجمع يجيئه بالغذاء ويزقه به فإذا كان
في آخر النهار وثب على ذلك العصفور فأكله حتى إذا أصبح وصاح جاءه آخر من تلك العصافير
فكان معه على ما ذكرنا فإذا أمسى أكله فلا يزال على هذا مدة أيام الربيع فإذا زال
الربيع فقد هو وسائر أشكاله وكذلك أيضا ذلك الجنس من العصافير فلا يرى شيء من
الجميع إلى قابل في ذلك الوقت وهو طائر في قدر الفاختة وذنبه مثل ذنب الببغاء وفي
منسره تعقيف هكذا وجدته وحققته
طبرستران من نواحي أرمينية وهي ولاية واهية لها ذكر في الفتوح وغيرها افتتحها
سلمان بن ربيعة سنة 52
طبرقة بالتحريك وبعد الراء الساكنة قاف مدينة بالمغرب من ناحية البر البربري على
شاطىء البحر قرب باجة وفيها آثار للأول وبنيان عجيب وهي عامرة لورود التجار إليها
وفيها نهر كبير تدخله السفن الكبار وتخرج في بحر طبرقة وفي شرقي مدينة طبرقة قلاع
تسمى قلاع بنزرت
طبرك بفتح أوله وثانيه والراء وآخره كاف قلعة على رأس جبيل بقرب مدينة الري على
يمين القاصد إلى خراسان وعن يساره جبل الري الأعظم وهو متصل بخراب الري خربها
السلطان طغرل بن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملك شاه بن أرسلان بن داود بن سلجوق في
سنة 885 وكان السبب في ذلك أن خوارزم شاه تكش بن أرسلان قدم العراق واستولى على
الري وملك هذه القلعة فلما عزم على العود إلى خوارزم رتب فيها أميرا من قبله يقال
له طمغاج في نحو ألفي فارس من الخوارزمية وحصنها بالأموال والذخائر ولم يترك
مجهودا في ذلك وكان طغرل معتقلا في قلعة فخلص في السنة المذكورة واجتمع إليه
العساكر وقصد الري فهرب منه فتلغ إيتاخ بن البهلوان وكتب إلى خوارزم شاه يستنجده
ونزل على الري وملكها ثم نزل محاصرا لطبرك فاتفق أن الأمير طمغاج مات في ذلك الوقت
فضعفت قلوب الخوارزمية وطلبوا من طغرل أن
يخرجوا
من القلعة بأموالهم ويسلموها فقال أما الذخائر والسلاح فلا أمكن أحدا من إخراجها
ولكن أموالكم لكم فخرجوا على ذلك الشرط واتفق أن مملوكا لطغرل كان قد هرب والتجأ
إلى الخوارزمية فخرج في هذا الوقت معهم فأمسكه أصحاب طغرل وقالوا هذا مملوكنا
وامتنع الخوارزمية من تسليمه فتناوشوا وتكاثر عليهم أصحاب طغرل وأهل الري فأوقعوا
بهم وقتلوهم قتلا شنيعا وملك طغرل طبرك فأحضر أمراءه فقال بأي شيء تشبهون هذه
القلعة فجعل كل واحد يقول برأيه فقال ما منكم من أصاب في وصفها هي تشبه حية ذات
رأسين واحد في العراق وآخر بخراسان فهي تفتح فمها الواحد إلى هؤلاء فتأكلهم وفمها
الآخر إلى هؤلاء فتأكلهم وقد رأيت في الرأي أن أخربها فنهوه وقالوا له اصعد إليها
وانظرها ثم افعل ما بدا لك فقال إن جماعة من ملوكها هموا بخرابها ثم يرونها فلا
تطيب قلوبهم بخرابها وأنا فلا أراها ولا بد من خرابها وأمر بنقل ما فيها من السلاح
وآلة الحرب فلما نقل أمر أهل الري بنهب ما فيها من الذخائر فبقي أهل الري ينهبون
ذخائرها عدة أيام فلما فرغت قال لهم يا من نهب خرب فأعملوا المعاول فيها حتى
دحضوها فقيل إنه بقي نحو سنة كلما مر بها يقول هذا يجب أن يخرب ما كان يبقى منها
فما زال حتى جعلها أرضا وذلك في سنة 885 ونسب إلى طبرك أبو معين الحسين بن الحسن
ويقال محمد بن الحسين سمع بدمشق هشام بن عمار وبمصر سعيد بن الحكم بن أبي بكر بن
نعيم بن حماد ويحيى بن بكير وبالشام أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي وبغيرها أبا
سلمة موسى بن إسمعيل وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي ومنصور بن أبي مزاحم روى
عنه أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن مسعود البزتيني وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم
الهمذاني وأحمد بن جشمرد ومحمد بن الفضل المحمد اباذي وأبو عمران موسى بن العباس
ومحمد الجويني وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأبو محمد الشيرجي
وقال الحافظ أبو عبد الله الحاكم أبو معين من كبار حفاظ الحديث
طبرمين بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وكسر الميم ثم ياء مثناة من تحت ونون قلعة
بصقلية حصينة
طبرية هذه كلها أسماء أعجمية وقد ذكرنا آنفا أن طبر في العربية بمعنى قفز واختبأ
وطبرية في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب سبع وخمسون درجة وخمس وأربعون دقيقة
وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وفتحت طبرية على يد شرحبيل بن حسنة في سنة 31 صلحا على
انصاف منازلهم وكنائسهم وقيل إنه حاصرها أياما ثم صالح أهلها على أنفسهم وأموالهم
وكنائسهم إلا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم نقضوا في خلافة
عمر رضي الله عنه واجتمع إليهم قوم من شواذ الروم فسير أبو عبيدة إليهم عمرو بن
العاص في أربعة آلاف وفتحها على مثل صلح شرحبيل وفتح جميع مدن الأردن على مثل هذا
الصلح بغير قتال وهي بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية وهي في طرف جبل
وجبل الطور مطل عليها وهي من أعمال الأردن في طرف الغور بينها وبين دمشق ثلاثة
أيام وكذلك بينها وبين بيت القدس وبينها وبين عكا يومان وهي مستطيلة على البحيرة
عرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير فعنده آخر العمارة قال علي بن أبي بكر الهروي
أما حمامات طبرية
التي يقال إنها من عجائب الدنيا فليست هذه التي على باب طبرية على جانب بحيرتها فإن مثل هذه كثيرا رأينا في الدنيا وأما التي من عجائب الدنيا فهو موضع في أعمال طبرية شرقي قرية يقال لها الحسينية في واد وهي عمارة قديمة يقال إنها من عمارة سليمان بن داود وهو هيكل يخرج الماء من صدره وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عينا كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب ذلك المرض برىء بإذن الله تعالى والماء شديد الحرارة جدا صاف عذب طيب الرائحة ويقصده المرضى يستشفون به وعيون تصب في موضع كبير حر يسبح الناس فيه ومنفعته ظاهرة وما رأينا ما يشابهه إلا الشرميا المذكور في موضعه قال أبو القاسم كان أول من بناها ملك من ملوك الروم يقال له طبارا وسميت باسمه وفيها عيون ملحة حارة وقد بنيت عليها حمامات فهي لا تحتاج إلى الوقود تجري ليلا ونهارا حارة وبقربها حمة يقتمس فيها الجرب وبها مما يلي الغور بينها وبين بيسان حمة سليمان بن داود عليهما السلام ويزعمون أنها نافعة من كل داء وفي وسط بحيرتها صخرة منقورة قد طبقت بصخرة أخرى تظهر للناظر من بعيد يزعم أهل النواحي أنه قبر سليمان بن داود عليهما السلام وقال أبو عبد الله بن البناء طبرية قصبة الأردن بلد وادي كنعان موضوعة بين الجبل وبحيرة فهي ضيقة كربة في الصيف وخمة وبئة وطولها نحو من فرسخ بلا عرض وسوقها من الدرب إلى الدرب والمقابر على الجبل بها ثمانية حمامات بلا وقيد ومياض عدة حارة الماء والجامع في السوق كبير حسن فرشه مرفوع بالحصى على أساطين حجارة موصولة ويقال أهل طبرية شهرين يرقصون من كثرة البراغيث وشهرين يلوكون يعني البق فإنه كثير عندهم وشهرين يثاقفون يعني بأيديهم العصي يطردون الزنابير عن طعومهم وحلاوتهم وشهرين عراة يعني من شدة الحر وشهرين يزمرون يعني يمصون قصب السكر وشهرين يخوضون من كثرة الوحل في أرضهم قال وأسفل طبرية جسر عظيم عليه طريق دمشق وشربهم من البحيرة وحول البحيرة كله قرى متصلة ونخيل وفيها سفن كثيرة وهي كثيرة الأسماك لا تطيب لغير أهلها والجبل مطل على البلد وماؤها عذب ليس بحلو والنسبة إليها طبراني على غير قياس فكأنه لما كثرت النسبة بالطبري إلى طبرستان أرادوا التفرقة بين النسبتين فقالوا طبراني إلى طبرية كما قالوا صنعاني وبهراني وبحراني ومن مشهور من ينسب إليها الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبراني أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والطلاب الرحالين الجوالين والمشايخ المعمرين والمصنفين المحدثين والثقات الأثبات المعدلين سمع بدمشق أبا زرعة البصري وأحمد بن المعلى وأبا عبد الملك البسري وأحمد بن أنس بن مالك وأحمد بن عبد القاهر الخيبري اللخمي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبا علي إسماعيل بن محمد بن قيراط وأبا قصي بن إسماعيل بن محمد العذري وبمصر يحيى بن أيوب العلاف وببرقة أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري والحسن بن عبد الأعلى البوسي وإبراهيم بن محمد بن برة وإبراهيم بن مؤيد الشيباني أربعتهم يروون عن عبد الرزاق بن همام وسمع بالشام أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي وأبا عقيل بن أنس الخولاني وسمع بالعراق أبا مسلم الكجي وإدريس بن جعفر الطيار وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والحسن بن سهل بن المجوز وغير هؤلاء وصنف المعجم الكبير
في أسماء الصحابة الكرام والأوسط في غرائب شيوخه والصغير في أسماء شيوخه وغير ذلك من الكتب روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب وأبو العباس بن عقدة وأبو مسلم الكجي وعبدان الأهوازي وأبو علي أحمد بن محمد الصحاف وهم من شيوخه وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود الهروي وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فادشاه ومحمد بن عبيد الله بن شهريار وأبو بكر بن زيدة وهو آخر من حدث عنه قال أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مذاكرة قال سمعت الحسن بن علي المقرىء يقول سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي يقول سمعت الأستاذ ابن العميد يقول ما كنت أظن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال هاته فقال حدثنا أبو خليفة عن سليمان بن أيوب وحدث بالحديث فقال الطبراني أنا سليمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسمعه مني حتى يعلو إسنادك ولا ترو عن أبي خليفة بل عني فخجل الجعابي وغلبه الطبراني قال ابن العميد فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة لم تكونا لي وكنت الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث أو كما قال ولما قضى الطبراني وطره من الرحلة قدم أصبهان في سنة 290 فأقام بها سبعين سنة حتى مات بها في سنة 360 وكان مولده بطبرية سنة 260 فوفى مائة سنة عمرا وبطبرية من المزارات في شرقي بحيرتها قبر سليمان بن داود عليهما السلام والمشهور أنه في بيت لحم في المغارة التي بها مولد عيسى عليه السلام وفي شرقي بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه وله باليمن قبر والله أعلم بالصحيح منهما وبها قبر يزعمون أنه قبر أبي عبيدة بن الجراح وزوجته وقيل قبره بالأردن وقيل ببيسان وفي لحف جبل طبرية قبر يقولون إنه قبر أبي هريرة رضي الله عنه وله قبر بالبقيع وبالعقيق وبطبرية عين من الماء تنسب إلى عيسى عليه السلام وكنيسة الشجرة وفيها جرت له القصة مع الصناع وفي ظاهر طبرية قبر يرون أنه قبر سكينة والحق أن قبرها بالمدينة وبه قبر يزعمون أنه قبر عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وكعب بن مرة البهري ومحمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني سمع بدمشق أحمد بن إبراهيم بن عبادك حدث عنه وعن جده سعيد بن هاشم روى عنه محمد بن يوسف بن يعقوب بن أيوب الرقي وأبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني وعمر بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطبراني حدث عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وجعفر بن أحمد بن عاصم روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وإدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد وغيرهم والحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جدير بن حيدرة أبو علي بن حيدرة الطبراني روى عن هشيم ومحمد بن عمران بن سعيد الاتقاني وأحمد بن محمد بن هارون بن أبي الذهب ومحمد بن أبي طاهر بن أبي بكر وأبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل وأبي عبد الرحمن النسائي وغيرهم روى عنه أبو العباس ابن السمسار وتمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن
نصر
وغيرهم قال أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطبراني من طبرية الشام حدث عنه أبو الحسن
محمد بن علي بن الحسين الهمذاني العلوي ونسبه هكذا وذكر أبو بكر محمد بن موسى أن
طبرية موضع بواسط
الطبسان بفتح أوله وثانيه وهو تثنية طبس وهي عجمية فارسية وفي العربية الطبس
الأسود من كل شيء والطبس بالكسر الذئب والطبسان قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان
تسمى قهستان قاين وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس إحداهما طبس العناب
والأخرى طبس التمر قال الإصطخري الطبس مدينة صغيرة أصغر من قاين وهي من الجروم
وبها نخيل وعليها حصن وليس لها قهندز وبناؤها من طين وماؤها من القني ونخيلها أكثر
من بساتين قاين والعرب تسميها باب خراسان لأن العرب في أيام عثمان بن عفان رضي
الله عنه لما قصدوا فتح خراسان كانت أول فتوحهم قال أبو الحسن علي بن محمد
المدائني أول فتوح خراسان الطبسان وهما باب خراسان وقد فتحهما عبد الله بن بديل بن
ورقاء في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 92 ثم دخلوا إلى خراسان وهي بين
نيسابور وأصبهان وشيراز وكرمان وإياها عن مالك ابن الريب المازني بعد ما ذكرنا في
خراسان من قصيدته هذه دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي بذي الطبسين فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها أن ألام ردائيا أقول وقد حالت قرى الكرد
دوننا جزى الله عمرا خير ما كان جازيا إن الله يرجعني إلى الغزو لا أكن وإن قل
مالي طالبا ما ورائيا فلله دري يوم أترك طائعا بني بأعلى الرقمتين وماليا ودر
الظباء السانحات عشية يخبرن أني هالك من أماميا ودر كبيري اللذين كلاهما علي شفيق
ناصح ما ألانيا ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ودر لجاجاتي ودر انتهائيا ودر الرجال
الشاهدين تفتكي بأمري أن لا يقروا من وثاقيا تفقدت من يبكي علي فلم أجد سوى السيف
والرمح الرديني باكيا والذي يتلو هذه الأبيات في السمينة وينسب إلى الطبسين جماعة
من أهل العلم بلفظ المفرد فيقال طبسي
طبس هي واحدة التي قبلها والفرس لا يتكلمون بها إلا مفردة كما أوردنا ههنا والعرب
يثنونها وقال أبو سعد طبس مدينة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان وهما طبسان
طبس كيلكي وطبس مسينان ويقال لهما الطبسان في موضع واحد خرج منها جماعة من العلماء
منهم الحافظ أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي صاحب التصانيف المشهورة
روى عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ روى عنه أبو عبد الله بن الشاه القصار
الشاذياخي والجنيد بن علي القائني ومات بطبس في حدود سنة 480
طبع بالكسر ثم السكون وعين مهملة وهو النهر والجمع أطباع عن الأصمعي ويقال
هو
اسم نهر بعينه في قول لبيد فتولى فائزا مشيهم كروايا الطبع همت بالطبع
طبنذا بفتح أوله وثانيه وسكون النون ثم ذال معجمة والقصر قرية إلى جنب إشني من
أعمال الصعيد على غربي النيل وتسمى هي وإشني العروسين لحسنهما
طبنة بضم أوله ثم السكون ونون مفتوحة وهي فيما أحسب عجمية ومثلها في العربية
الطبنة لعبة للأعراب وهي خطة يخطونها مستديرة وجمعها طبن قال تغيرت بعدي وألهتها
طبن والطبنة صوت الطنبور وطبنة بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب
فتحها موسى بن نصير فبلغ سبيلها عشرين ألفا وهرب ملكهم كسيلة وسورها مبني بالطوب
وبها قصر وأرباض وليس بين القيروان إلى سجلماسة مدينة أكبر منها استجدها عمر بن
حفص هزارمرد المهلبي في حدود سنة 454 ينسب إليها علي بن منصور الطبني روى عنه غندر
البصري روى عن محمد بن مخارق وكتب عنه غندر البصري وأبو محمد القاسم بن علي بن
معاوية بن الوليد الطبني له بمصر عقب حدث عن ابن المغربي وغيره وأبو الفضل عطية بن
علي بن الحسين بن يزيد الطبني القيرواني سافر إلى بغداد وسمع الحديث بها وله شعر
حسن منه وهو معنى بديع جدا قالوا التحى وانكسفت شمسه وما دروا عذر عذاريه مرآة
خديه جلاها الصبا فبان فيها فيء صدغيه وأبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني
شاعر أديب لغوي كان بالأندلس وهو القائل وقد رجع من المشرق وجلس وكثر عليه الجمع
إني إذا حضرتني ألف محبرة يقول شيخي
نادت بعقوتي الأقلام معلنة هذي المفاخر لا قعبان من لبن
طبيرة بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت وراء بلدة بالأندلس نسب إليها قوم من
الأئمة منهم صديقنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي الطبيري رحل
إلى خراسان وسمع من مشايخنا وغيرهم ثم عاد إلى بغداد وانحدر إلى البصرة فمات بها
في رمضان سنة 671
باب الطاء والثاء وما يليهما
طثرة بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وهي في اللغة الحمأة والماء الغليظ والطثرة خثور
اللبن الذي يعلو رائبه وطثرة واد في ديار بني أسد وأنشد ابن الأعرابي أسوق عودا
يحمل المشيا ماء من الطثرة أحوذيا يعجل ذا القباضة الوحيا أن يرفع المئزر عنه شيا
المشي والمشو مشدد الآخر وهو الدواء المسهل والأحوذي السريع النافذ الشهم من الناس
وغيرهم
طثيثا بالفتح ثم الكسر وبعدها ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة أخرى والقصر والطث لعبة
لصبيان الأعراب يرمون بخشبة مستديرة وأظنها تسمى الكرة وهو موضع بمصر
باب
الطاء والحاء وما يليهما
طحا بالفتح والقصر الطحو والدحو بمعنى وهو البسط وفيه لغتان طحا يطحو ويطحى ومنه
قوله تعالى والأرض وما طحاها وطحا كورة بمصر شمالي الصعيد في غربي النيل وإليها
ينسب أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الأزدي
الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي وليس من نفس طحا وإنما هو من قرية قريبة منها
يقال لها طحطوط فكره أن يقال له طحطوطي فيظن أنه منسوب إلى الضراط
وطحطوط قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات قال الطحاوي كان أول من كتبت عنه العلم المزني
وأخذت بقول الشافعي رضي الله عنه فلما كان بعد سنين قدم إلينا أحمد بن أبي عمران
قاضيا على مصر فصحبته وأخذت بقوله وكان يتفقه على مذهب الكوفيين وتركت قولي الأول
فرأيت المزني في المنام وهو يقول لي يا أبا جعفر اعتصبتك يا أبا جعفر اعتصبتك ذكر
ذلك ابن يونس قال ومات سنة 123 وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله ومولده سنة
932 وخرج إلى الشام في سنة 268
طحاب وهو مرتجل علم مهمل في لغة العرب وهو بكسر أوله وآخره باء موحدة وهو موضع
كانت به وقعة ويوم من أيامهم وهو يوم طحاب حومل وهو يوم مليحة
طحال بالكسر والطحال معروف يجوز أن يكون جمع طحلة وهو لون بين الغبرة والبياض في
سواد قليل كسواد الرماد مثل برمة وبرام وبرقة وبراق وقال ابن الأعرابي الطحل
الأسود الطحل الماء المطحلب والطحل الغضبان والطحل الملآن وطحال أكمة بحمى ضرية
قال حميد بن ثور دعتنا وألوت بالنصيف ودوننا طحال وخرج من تنوفة ثهمد وقال ابن
مقبل ليت الليالي يا كبيشة لم تكن إلا كليلتنا بحزم طحال ومن أمثلتهم ضيعت البكار
على طحال يضرب مثلا لمن طلب الحاجة ممن أساء إليه وأصل ذلك أن سويد بن أبي كاهل
هجا بني غبر في رجز له فقال من سره النيك بغير مال فالغبريات على طحال شواغر يلمعن
للقفال ثم إن سويدا أسر فطلب إلى بني غبر أن يعينوه في فكاكه فقالوا له ضيعت
البكار على طحال والبكار جمع بكر وهو الفتي من الإبل
طحطوط ويقال لها طحطوط الحجارة قرية كبيرة بصعيد مصر على شرقي النيل قريبة من
الفسطاط بالصعيد الأدنى ومن هذه القرية الطحاوي الفقيه وإنما انتسب إلى طحا كما
ذكرنا
الطحي في قول مليح الهذلي فأضحى بأجراع الطحي كأنه فكيك أسارى فك عنه السلاسل
باب الطاء والخاء وما يليهما
طخاران آخره نون محلة أظنها بمرو قال الفراء حدثنا إبراهيم بن محمد التميمي قال
كتب إلينا أبو بكر بن الجراح المروزي قال مات أبو يعقوب
يوسف
بن عيسى من سكة طخاران في محرم سنة 032 وقيل 922
طخارستان بالفتح وبعد الألف راء ثم سين ثم تاء مثناة من فوق ويقال طخيرستان وهي
ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد وهي من نواحي خراسان وهي صخارستان العليا
والسفلى فالعليا شرقي بلخ وغربي نهر جيحون وبينها وبين بلخ ثمانية وعشرون فرسخا
وأما السفلى فهي أيضا غربي جيحون إلا أنها أبعد من بلخ وأضرب في الشرق من العليا
وقد خرج منها طائفة من أهل العلم ومن مدن طخارستان خلم وسمنجان وبغلان وسكلكند
وورواليز قال الإصطخري وأكبر مدينة بطخارستان طالقان وهي مدينة في مستو من الأرض
وبينها وبين الجبل غلوة سهم
طخام بالضم جبل عند ماء لبني شمجى من طيء يقال له موقف
طخش بالفتح ثم السكون وشين معجمة قرية بينها وبين مرو فرسخان
طخفة بالكسر ويروى بالفتح عن العمراني ثم السكون والفاء والطخاف السحاب المرتفع
والطخف اللبن الحامض وهو موضع بعد النباج وبعد إمرة في طريق البصرة إلى مكة وفي
كتاب الأصمعي طخفة جبل أحمر طويل حذاءه بئار ومنهل قال الضبابي لبني جعفر قد علمت
مطرف خضابها تزل عن مثل النقا ثيابها أن الضباب كرمت أحسابها وعلمت طخفة من
أربابها وفيه يوم لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء ولذلك قال جرير
وقد جعلت يوما بطخفة خيلنا لآل أبي قابوس يوما مكدرا وكان من أمره أن الردافة
ردافة ملوك الحيرة كانت في بني يربوع لعتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع ومعنى
الردافة أنه كان إذا ركب الملك ركب خلفه وإذا شرب الملك في مجلسه جلس عن يمينه
وشرب بعده فمات عتاب وابنه عوف صغير فقال حاجبه إنه صبي والرأي أن تجعل الردافة في
غيره فأبت بنو يربوع ذلك ورحلت فنزلت طخفة وبعث الملك إليهم جيشا فيه قابوس ابنه
وابن له آخر وحسان أخوه فضمن لهم أموالا وجعل الردافة فيهم على أن يطلقوا من أسروا
ففعلوا فبقيت الردافة فيهم فقال الأحوص وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن كلومي
وكنت إذا ما مات ملك قرعته قرعت بآباء أولي شرف ضخم بأبناء يربوع وكان أبوهم إلى
الشرف الأعلى بآبائه ينمي هم ملكوا أملاك آل محرق وزادوا أبا قابوس رغما على رغم
وقادوا بكره من شهاب وحاجب رؤوس معد بالأزمة والخطم علا جدهم جد الملوك فأطلقوا
بطخفة أبناء الملوك على الحكم وقيل فيه أشعار غير ذلك وذكر ابن الفقيه في أعمال
المدينة وقال في موضع آخر و طخفة جبل لكلاب ولهم عنده يوم قال ربيعة بن مقروم
الضبي
وقومي
فان أنت كذبتني بقولي فاسأل بقومي عليما بنو الحرب يوما إذا استلأموا حسبتهم في
الحديد القروما فدى ببزاخة أهلي لهم وإذ ملؤوا بالجموع الحريما وإذا لقيت عامر
بالنسا ر منهم وطخفة يوما غشوما به شاطروا الحي أموالهم هوازن ذا وفرها والعديما
وساقت لنا مذحج بالكلاب مواليها كلها والصميما وقالت أم موسى الكلابية وقد زوجت في
حجر باليمامة لله دري أي نظرة ناظر نظرت ودوني طخفة ورجامها هل الباب مفروج فأنظر
نظرة بعيني أرضا عز عندي مرامها فيا حبذا الدهنا وطيب ترابها وأرض فضاء يصدح الليل
هامها ونص العذارى بالعشيات والضحى إلى أن بدت وحي العيون كلامها
طخورذ بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء وذال معجمة من قرى نيسابور ينسب إليها أحمد
بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الطوسي أبو نصر الطخورذي من أهل نيسابور سمع أبا
عبد الله محمد بن محمود بن أحمد بن القاسم الرشيد وحضر الطخورذي مجلس أبي المظفر
موسى بن عمران الأنصاري فسمع منه ذكره في التحبير قال كانت ولادته في أول يوم من
المحرم سنة 184
باب الطاء والدال وما يليهما
طدان موضع بالبادية في شعر البحتري كذا ذكره الزمخشري ولا أدري ما صحته
باب الطاء والراء وما يليهما
طرا بضم أوله قرية في شرقي النيل قريبة من الفسطاط من ناحية الصعيد
طرآن بالضم على وزن قرآن يقال طرأ فلان علينا إذا خرج من مكان بعيد فجأة ومنه اشتق
الحمام الطرآني وقال بعضهم طرآن جبل فيه حمام كثير إليه ينسب الحمام الطرآني وقال
أبو حاتم حمام طرآني من طرأ علينا فلان أي طلع ولم نعرفه قال والعامة تقول طوراني
وهو خطأ وسئل عن قول ذي الرمة أعاريب طريون عن كل قرية يحيدون عنها من حذار
المقادر فقال لا يكون هذا من طرأ ولو كان منه لكان طرئيون بالهمزة بعد الراء فقيل
له فما معناه فقال أراد أنهم من بلاد الطور يعني الشام كما قال العجاج داني جناحيه
من الطور فمر أراد أنه جاء من الشام
طرابية كورة من كور مصر من ناحية أسفل الأرض
طرابية بالفتح وبعد الألف باء موحدة وياء مثناة من تحتها خفيفة من نواحي حوف مصر
لها ذكر في الأخبار
طران
آخره نون موضع ذكر في الشعر عن نصر
الطراة جبل بنجد معروف قال الفرزدق في جحفل لجب كأن زهاءه جبل الطراة مضغضع
الأميال و الطراة موضع في قول تميم بن مقبل يصف سحابا فأمسى يحط المعصمات حبيه
وأصبح زياف الغمامة أقمرا كأن به بين الطراة وراهق وناصفة السوبان غابا مسعرا
طرابلس بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام أيضا مضمومة وسين مهملة ويقال
أطرابلس وقال ابن بشير البكري طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن وسماها
اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة
وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها وتسمى أيضا مدينة إياس وعلى مدينة طرابلس
سور صخر جليل البنيان وهي على شاطىء البحر ومبنى جامعها أحسن مبنى وبها أسواق
حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط وفي بربرها من كلامه
بالنبطية في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني
السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حد هوارة وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها
الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب ومرساها مأمون من أكثر الرياح وهي كثيرة
الثمار والخيرات ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها
الملح الكثير وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيرون بها ويحمق من شرب
منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود
وأعذب آبارها بئر القبة نذكرها في طرابلس فإنه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف
ما فيه كفاية وذكر الليث بن سعد قال غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة 32 حتى نزل
القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من
بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة
واشتد عليهم الحر فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن
في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن
المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية
الكنيسة وكبروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم
تفلت الروم إلا بما خف في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة وإنما بنى سورها
مما يلي البحر هرثمة بن أعين حيث ولايته على القيروان ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة
ثلاثة أيام وفي كتاب ابن عبد الحكم أن عمرو بن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة
32 من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها قال وكان من بسبرت متحصنين فلما
بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة
عبد الرحمن بن حبيب سنة 13 فهذا يدل على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها
وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها
كورة وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي
لقيه السلفي وأثنى عليه وهو القائل في كتب الغزالي
هذب
المذهب حبر أحسن الله خلاصه ببسيط ووسيط ووجيز وخلاصه وسافر إلى بغداد ومات بها في
سنة 510 وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي كان له اهتمام بالتواريخ
وصنف تاريخا لطرابلس وكان فاضلا في فنون شتى أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج
فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة 522 وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان
الطرابلسي لو كان فيض يديه ماء غادية عز القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد
الأرض السماء بهم وقصرت كل مصر عن طرابلس أي الملوك وهم قصدي أحاذره وأي قرن وهم
سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي أحبابنا
غير زهد في محبتكم كوني بمصر وأنتم في طرابلس إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم وإن
هجرتكم فالهجر مفترسي ولست أرجو نجاحا في زيارتكم إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي
وأنثي ورماح الخط قد حطمت في كل أروع لا وان ولا نكس حتى يظل عميد الجيش ينشدنا نظما
يضيء كضوء الفجر في الغلس يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم بجبهة العير يفدي حافر الفرس
طرابلس الشام هي في الأقليم الرابع طولها ستون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وعرضها
أربع وثلاثون درجة
طرابنش اسم مدينة بجزيرة صقلية ينسب إليها قوم منهم سليمان بن محمد الطرابنشي شاعر
ذكره ابن القطاع ووصفه وقال سافر إلى الأندلس ومدح ملوكها وأنشد له شعرا منه في
صفة شمعة رومية ولا مسعد إلا مسامرة سخت بدمع ولم تفجع ببين ولا هجر تكون إذا ما
حلت الستر حلة على أنها لم تبلغ الباع في القدر إذا أيقنت بالموت بادرت رأسها بقطع
فتستحيي جديدا من العمر حكتي في لون وحزن وحرقة وفي بهر برح وفي مدمع همر
طراد جمع طريد بضم أوله وتشديد ثانيه اسم موضع في قول الأسود بن يعفر فقصيمة
الطراد وقال أعرابي أيا أثلة الطراد إني لسائل عن الأثل من جراك ما فعل الأثل أدمت
على العهد الذي كنت مرة عهدناك أم أزرى بأفنانك المحل ومن عادة الأيام إبلاء جدة
وتفريق طيات وأن يصرم الحبل
طراربند
بضم أوله وتكرير ثانيه ثم باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة مدينة من وراء
سيحون من أقصى بلاد الشاش مما يلي تركستان وهي آخر بلاد الإسلام مما يلي ما وراء
النهر وأهل تلك البلاد يسقطون شطر الاسم فيقولون طرار وأطرار وهي في الإقليم
الخامس طولها سبع وتسعون درجة ونصف وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة
طراز في آخر الأقليم الخامس طولها مائة درجة ونصف وعرضها أربعون درجة وخمس وعشرون
دقيقة قال أبو سعد هو بالفتح ورواه غيره بالكسر وآخره زاي إجماعا بلد قريب من
إسبيجاب من ثغور الترك وهو قريب من الذي قبله وقد نسب إليه قوم من العلماء منهم
محمود بن علي بن أبي علي الطرازي فقيه فاضل مناظر صالح قارىء القرآن كتب الحديث عن
أبي صادق أحمد بن الحسن الزندي البخاري ذكره أبو سعد في شيوخه وقال لي منه إجازة
ومات سنة نيف وثلاثين وخمسمائة
و طراز أيضا محلة بأصبهان نسب إليها أيضا ولعل التجار من أهل طراز سكنوها ينسب
إليها أبو طاهر محمد بن أبي نصر إبراهيم بن مكي الطرازي لسكناه بها ويعرف بهاجر
روى عن أبي منصور بن شجاع وأبي زيد أحمد بن علي بن شجاع الصقلي فيما ذكره أبو سعد في
سنة 705 وقال أبو الحسن بن أبي زيد يذكره ظبي أباح دمي وأسهر ناظري من نسل ترك من
ظباء طراز للحسن ديباج على وجناته وعذاره المسكي مثل طراز مع طوق قمري ونغمة بلبل
وجمال طاووس وهمة باز
طراق من قصور قفصة بافريقية في نصف الطريق من قفصة إلى فج الحمام وأنت تريد القيروان
مدينة كبيرة آهلة بها جامع وسوق حافلة وإليها ينسب الكساء الطراقي كان يجهز إلى
مصر وهي كثيرة الفستق
طرائف بالفتح وبعد الألف همزة بصورة الياء والفاء وهو جمع طريف وهو الشيء المستحدث
والنسب الطريف الكثير الآباء والطرائف بلاد قريبة من أعلام صبح وهي جبال متناوحة
في شعر الفرزدق
الطربال بالكسر وبعد الراء باء موحدة مفتوحة وآخره لام قال ابن شميل الطربال بناء
يبنى علما للغاية التي يستبق الخيل إليها ومنه ما هو مثل المنارة وبالمنجشانية
واحد منها وأنشد بعضهم فقال حتى إذا كن دوين الطربال بشر منه بصهيل صلصال مطهر
الصورة مثل التمثال وقد قيل في الطربال غير ذلك والطربال قرية بالبحرين
طرجلة بالفتح ثم السكون والجيم المفتوحة ولام بليدة بالأندلس من نواحي رية
طرحان موضع بينه وبين الصيمرة التي بأرض الجبل قنطرة عجيبة ضعف قنطرة حلوان
طرخاباذ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال كأنه منسوب
إلى
طرخ
اسم رجل أو غيره وأباذ بمعنى النسبة في كلام الفرس قرية من قرى جرجان في ظن أبي
سعد
طررة بالكسر والفتح وإظهار التضعيف جمع طرة الوادي ومنه المثل أطري فإنك ناعلة
يضرب مثلا في الجلادة وأصله أن رجلا قاله لراعية له كانت ترعى في السهولة وتترك
الحزونة أي خذي طرر الوادي أي نواحيه فانك ناعلة أي في رجليك نعلان وطررة اسم موضع
طرسوس بفتح أوله وثانيه وسينين مهملتين بينهما واو ساكنة بوزن قربوس كلمة عجمية
رومية ولا يجوز سكون الراء إلا في ضرورة الشعر لأن فعلول ليس من أبنيتهم قال صاحب
الزيج طول طرسوس ثمان وخسمون درجة ونصف وعرضها ست وثلاثون درجة وربع وهي في
الإقليم الرابع وقالوا سميت بطرسوس بن الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام
وقيل إن مدينة طرسوس أحدثها سليمان كان خادما للرشيد في سنة نيف وتسعين ومائة قاله
أحمد بن محمد الهمذاني وهي مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم قال
أحمد بن الطيب السرخسي رحلنا من المصيصة نريد العراق إلى أذنة ومن أذنة إلى طرسوس
وبينها وبين أذنة ستة فراسخ وبين أذنة وطرسوس فندق بغا و الفندق الجديد وعلى طرسوس
سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب ويشقها نهر البردان وبها قبر المأمون عبد الله بن
الرشيد جاءها غازيا فأدركته منيته فمات فقال الشاعر هل رأيت النجوم أغنت عن المأ
مون في عز ملكه المأسوس غادروه بعرصتي طرسوس مثل ما غادروا أباه بطوس وما زالت
موطنا للصالحين والزهاد يقصدونها لأنها من ثغور المسلمين ثم لم تزل مع المسلمين في
أحسن حال وخرج منها جماعة من أهل الفضل إلى أن كان سنة 453 فان نقفور ملك الروم
استولى على الثغور وفتح المصيصة كما نذكره في موضعه ثم رحل عنها ونزل على طرسوس
وكان بها من قبل سيف الدولة رجل يقال له ابن الزيات ورشيق النسيمي مولاه فسلما إليه
المدينة على الأمان والصلح على أن من خرج منها من المسلمين وهو يحمل من ماله مهما
قدر عليه لا يعترض من عين وورق أو خرثي وما لم يطق حمله فهو لهم مع الدور والضياع
واشترط تخريب الجامع والمساجد وأنه من أراد المقام في البلد على الذمة وأداء
الجزية فعل وإن تنصر فلة الحباء والكرامة وتقر عليه نعمته قال فتنصر خلق فأقرت
نعمهم عليهم وأقام نفر يسير على الجزية وخرج أكثر الناس يقصدون بلاد الإسلام
وتفرقوا فيها وملك نقفور البلد فأحرق المصاحف وخرب المساجد وأخذ من خزائن السلاح
ما لم يسمع بمثله مما كان جمع من أيام بني أمية إلى هذه الغاية وحدث أبو القاسم
التنوخي قال أخبرني جماعة ممن جلا عن ذلك الثغر أن نقفور لما فتح طرسوس نصب في
ظاهرها علمين ونادى مناديه من أراد بلاد الملك الرحيم وأحب العدل والنصفة والأمن
على المال والأهل والنفس والولد وأمن السبل وصحة الأحكام والإحسان في المعاملة وحفظ
الفروج وكذا وكذا وعد أشياء جميلة فليصر تحت هذا العلم ليقفل مع الملك إلى بلاد
الروم ومن أراد الزنا واللواط والجور في الأحكام والأعمال وأخذ الضرائب وتملك
الضياع عليه وغصب الأموال وعد أشياء من هذا النوع غير جميلة فليحصل تحت هذا العلم
إلى بلاد
الإسلام
فصار تحت علم الروم خلق من المسلمين ممن تنصر وممن صبر على الجزية ودخل الروم إلى
طرسوس فأخذ كل واحد من الروم دار رجل من المسلمين بما فيها ثم يتوكل ببابها ولا
يطلق لصاحبها إلا حمل الخف فان رآه قد تجاوز منعه حتى إذا خرج منها صاحبها دخلها
النصراني فاحتوى على ما فيها وتقاعد بالمسلمين أمهات أولادهم لما رأين أهاليهن
وقالت أنا الآن حرة لا حاجة لي في صحبتك فمنهن من رمت بولدها على أبيه ومنهن من
منعت الأب من ولده فنشأ نصرانيا فكان الإنسان يجيء إلى عسكر الروم فيودع ولده
ويبكي ويصرخ وينصرف على أقبح صورة حتى بكى الروم رقة لهم وطلبوا من يحملهم فلم
يجدوا غير الروم فلم يكروهم إلا بثلث ما أخذوه على أكتافهم أجرة حتى سيروهم إلى
أنطاكية هذا وسيف الدولة حي يرزق بميافارقين والملوك كل واحد مشغول بمحاربة جاره
من المسلمين وعطلوا هذا الفرض ونعوذ بالله من الخيبة والخذلان ونسأله الكفاية من عنده
ولم تزل طرسوس وتلك البلاد بيد الروم والأرمن إلى هذه الغاية وقد نسب إليها جماعة
يفوت حصرهم وأما أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الطرسوسي فإنه بغدادي
أقام بها إلى أن مات سنة 273 فنسب إليها وممن نسب إليها من الحفاظ محمد بن عيسى بن
يزيد الطرسوسي التميمي ثم السعدي رحال من أهل المعرفة سمع بدمشق سليمان بن عبد
الرحمن وصفوان بن صالح وسمع بحمص ومكة وسمع عيسى بن قالون المقري بالمدينة
وبالكوفة أبا نعيم وبالبصرة سليمان بن حرب وبميافارقين مسلما ومحمد بن حميد الرازي
روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو العباس الدغولي وأبو عوانة الأسفراييني وهو غير
متهم قال الحافظ أبو عبد الله وكان من المشهورين بالطلب في الرحلة والكثرة والفهم
والثبت ورد خراسان بعد 250 ونزل نيسابور وأقام بها وكتب عنه من كان في عصره ثم خرج
إلى مرو فأقام بها مدة وأكثر أهل مرو عنه بعد الستين ثم دخل بلخ فتوفي بها سنة276
طرطايش موضع بنواحي إفريقية
طرسونة بفتح أوله وثانيه ثم سين مهملة وبعد الواو الساكنة نون مدينة بالأندلس
بينها وبين تطيلة أربعة فراسخ معدودة في أعمال تطيلة كان يسكنها العمال ومقاتلة
المسلمين إلى أن تغلب عليها الروم فهي في أيديهم إلى هذه الغاية
طرش بضم أوله وتشديد ثانيه وضمه أيضا وآخره شين معجمة ناحية بالأندلس تشتمل على
ولاية وقرى
طرشيز بضم أوله وثانيه وشين معجمة مكسورة وياء مثناة من تحت وزاي لغة في طرثيث وهي
اليوم بيد الملاحدة قريبة من نيسابور ويسمونها ترشاش فلها ثلاثة أسماء وبينها وبين
نيسابور ثلاثة أيام وهي ولاية كبيرة وقرى كثيرة
طرطانش بالفتح ثم السكون وتكرير الطاء وبعد الألف نون وآخره شين معجمة ناحية
بالأندلس من أقاليم أكشونية
طرطر بالفتح ثم السكون وتكرير الطاء والراء علم مرتجل وهي قرية بوادي بطنان وهو
وادي بزاعة قرب حلب يسمونها طلطل باللام وقد ذكرها أمرؤ القيس في شعره فقال فيا رب
يوم صالح قد شهدته بتاذف ذات التل من فوق طرطرا وتاذف يضا قرية هناك
طرطوس
بوزن قربوس بلد بالشام مشرفة على البحر قرب المرقب وعكا وهي اليوم بيد الأفرنج
نسبوا إليها أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المقرىء الطرطوسي روى
عن يونس بن عبد الأعلى روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن يونس بن عبدوس النسوي
طرطوانش بالفتح ثم السكون وطاء أخرى ثم واو وبعد الألف نون وشين معجمة من أقاليم
باجة بالأندلس
طرطوشة بالفتح ثم السكون ثم طاء أخرى مضمومة وواو ساكنة وشين معجمة مدينة بالأندلس
تتصل بكورة بلنسية وهي شرقي بلنسية وقرطبة قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على
نهر ابره ولها ولاية واسعة وبلاد كثيرة تعد في جملتها تحلها التجار وتسافر منها
إلى سائر الأمصار واستولى الأفرنج عليها في سنة 345 وكذلك على جميع حصونها وهي في
أيديهم إلى الآن وينسب إليها أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الأندلسي الطرطوشي كتب
الحديث الكثير عن علي بن عبد العزيز ومحمد بن اسماعيل الصايغ وغيرهما وحدث ورحل في
طلب العلم ومات بالأندلس سنة 223 وأبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري
الطرطوشي الفقيه المالكي مات في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة 520 ويعرف
بابن أبي رندقة هذا الذي نشر العلم بالإسكندرية وعليه تفقه أهلها قاله أبو الحسن
المقدسي في كتاب الرقيات له وذكره القاضي عياض في مشيخة أبي علي الصدفي فقال محمد
بن الوليد الفهري الإمام الورع أبو بكر الطرطوشي المالكي يعرف ببلده بابن أبي
رندقة براء ونون ساكنة ودال مهملة وقاف مفتوحتين نشأ بالأندلس وصحب القاضي أبا
الوليد الباجي وأخذ عنه مسائل الخلاف وكان تمسك إليها وسمع منه وأخذ ثم رحل إلى
الشرق ودخل بغداد والبصرة فتفقه عند أبي بكر الشاشي وأبي سعد بن المتولي وأبي أحمد
الجرجاني أئمة الشافعية ولقي القاضي أبا عبد الله الدامغاني وسمع بالبصرة من أبي
علي التستري والسعيداني وسمع ببغداد من أبي محمد التميمي الحنبلي وغيرهم وسكن
الشام مدة ودرس بها وبعد صيته وأخذ عنه الناس هناك علما كثيرا ثم نزل الإسكندرية
واستوطنها قال القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فرو الصدفي صحبته بالأندلس عند
الباجي ولقيته بمكة وأخذت عنه أكثر السنن لأبي داود عن التستري ثم دخل بغداد وأنا
بها فكان يقنع بشظف من العيش وكانت له نفس أبية أخبرت أنه كان ببيت المقدس يطبخ في
شقف وكان مجانبا للسلطان استدعاه فلم يجبه وراموا النقص من حاله فلم ينقصوه قلامة
ظفر وله تآليف وشعر فمن شعره في بر الوالدين لو كان يدري الابن أية غصة يتجرع
الأبوان عند فراقه أم تهيج بوجده حيرانة وأب يسح الدمع من آماقه يتجرعان لبينه غصص
الردى ويبوح ما كتماه من أشواقه لرثى لأم سل من أحشائها وبكى لشيخ هام في آفاقه
ولبدل الخلق الأبي بعطفه وجزاهما بالعذب من أخلاقه وطلبه الأفضل صاحب مصر فأقدمه
من الإسكندرية إلى
مصر
وألزمه الإقامه بها وأذكى عليه أن لا يفارقها إلى أن قيد الأفضل فصرف إلى
الإسكندرية فرجع بحالته إلى أن توفي بها سنة 025
الطرغشة ماء لبني العنبر باليمامة عن الحفصي
طرغلة بفتح أوله وسكون ثانيه وغين معجمة مفتوحة ولام مشددة مفتوحة مدينة بالأندلس
من أقاليم أكشونية
الطرفاء نخل لبني عامر بن حنيفة باليمامة وإياها عنت بقولها هل زاد طرفاء القصب
بالقرب مما أحتسب
طرفة بالتحريك والفاء بلفظ اسم الشاعر مسجد طرفة بقرطبة من بلاد الأندلس نسب إليه
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مطرف الكناني الطرفي قال أبو الوليد الأندي يعرف
بالطرفي لأنه كان يلتزم الإمامة بمسجد طرفة بقرطبة له اختصار من كتاب تفسير القرآن
للطبري وجمع بين الغريب والمشكل لابن قتيبة وكان من النبلاء الفضلاء روى عنه أبو
القاسم بن صواب
طرف بالتحريك وآخره فاء قال الواقدي الطرف ماء قريب من المرقى دون النخيل وهو على
ستة وثلاثين ميلا من المدينة وقال محمد بن اسحاق الطرف من ناحية العراق له ذكر في
المغازي
وطرف القدوم بتشديد الدال وضم القاف قال أبو عبيد البكري قدوم ثنية بالسراة مخفف
والمحدثون يشددونه وقد ذكر في موضعه وقال عرام بطن نخل ثم الأسود ثم الطرف لمن أم
المدينة تكتنفه ثلاثة أجبال أحدها ظلم وهو جبل شامخ أسود لا ينبت شيئا وحزم بني
عوال وهما جميعا لغطفان
طرق بالتحريك وآخره قاف والطرق في لغتهم جمع طرقة وهي مثل العرقة والصف والرزدق
وحبالة الصائد ذات الكفف والطرق أيضا ثني القربة والطرق ضعف في ركبتي البعير
والطرق في الريش أن يكون بعضها فوق بعض و الطرق موضع بينه وبين الوقباء خمسة أميال
طرق بسكون ثانيه وفتح أوله وآخره قاف قرية من أعمال أصبهان قرب نطنزة كبيرة شبه
بلدة بينها وبين أصبهان عشرون فرسخا ينسب إليها جماعة وافرة من أهل الرواية
والدراية وقال أبو عبد الله الدبيثي في ترجمة محمد بن ظفر بن أحمد بن ثابت بن محمد
الطرقي الأزدي إن طرق المنسوب إليها من نواحي يزد ولعلها غير التي بأصبهان ويجوز
أن تكون بينهما فتنسب إلى هذه وهذه والله أعلم ومن متأخريهم أبو نصر أحمد بن محمد
بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن الطيب بن طاهر بن عبد الله بن الهذيل بن
زياد بن العنبر بن عمرو بن تميم الحافظ الطرقي الأصبهاني ذكره أبو سعد في التحبير
ووصفه بالحفظ ولم يذكر وفاته وقال كان حافظا فاضلا عارفا بطرق الحديث حريصا على
طلبه حسن الخط كثير الضبط ساكنا وقورا سليم الجانب سمع أبا سعد محمد بن أبي عبد
الله المطرز وأبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني وأبا القاسم غانم بن محمد
البرجي وأبا علي الحداد ومنهم أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي كان حافظا
متقنا سمع بأصبهان أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد وأبا القاسم ابن اليسري وأبا
علي التستري وغيرهم
طرقلة
بالفتح ثم السكون وقاف مفتوحة وبعدها لام مدينة بالمغرب من نواحي البربر في البر
الأعظم وهي قصبة السوس الأقصى
طركونة بفتح أوله وثانيه وتشديده وضم الكاف وبعد الواو الساكنة نون بلدة بالأندلس
متصلة بأعمال طرطوشة وهي مدينة قديمة على شاطىء البحر منها نهر علان يصب مشرقا إلى
نهر ابره وهو نهر طرطوشة وهي بين طرطوشة وبرشلونة بينها وبين كل واحدة منهما سبعة
عشر فرسخا و طركونة موضع آخر بالأندلس من أعمال لبلة
الطرم بالكسر ثم السكون وهي فيما أحسب فارسية وافقت من كلام العرب الطرم مثله سواء
الزبد وفي لغة لبعض العرب العسل قال في الزبد ومنهن مثل الشهد قد شيب بالطرم وهي
قلعة بارض فارس وبفارس بحدود كرمان بليدة يسمونها بلفظهم تارم وأحسبها هذه عربت
لأن الطاء ليس في كلامهم وقال الأعز بن مأنوس اليشكري طرقت فطيمة ان كل السف ر بات
خيالها يسري
طرماج موضع في قول أبي وجزة السعدي حيث قال كأن صوت حداها والقرين بها ترجيع مغرب
نشوان لجلاج نعب الأشاهيب في الأخبار يجمعها والليل ساقطة أوراقه داج حتى إذا ما
إيالات جرت برحا وقد ربعن الشوى عن ماء طرماج
طرم بالفتح ثم السكون ناحية كبيرة بالجبال المشرفة على قزوين في طرف بلاد الديلم
رأيتها فوجدت بها ضياعا وقرى جبلية لا يرى فيها فرسخ واحد صحراء إلا أنها مع ذلك
معشبة كثيرة المياه والقرى وربما سموها بلفظهم ترم بالتاء ولعل القطن الناعم
الموصوف منسوب إلى أحد هذين الموضعين وهي الناحية التي كان هزمها وهسوذان المحارب
لركن الدولة بن بويه فقال المتنبي يمدح عضد الدولة ما كانت الطرم في عجاجتها إلا
بعيرا أضله ناشد تسأل أهل القلاع عن ملك قد مسخته نعامة شارد
طرميس من قرى دمشق قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي الحسن بن يوسف بن إسحاق بن سعيد
وقيل إسحاق بن إبراهيم بن ساسان أبو سعيد الطرميسي مولى الحسين بن علي بن أبي طالب
وطرميس قرية من قرى دمشق حدث عن هشام بن عمار وهلال بن العلاء الرقي وهلال بن أحمد
بن سعر الزجاج قال كذا وجدته بخط ابن أبي ذروان الحافظ سعر روى عنه أبو محمد عبد
الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان وأبو بكر محمد بن مسلم بن محمد بن السمط وعبد
الوهاب الكلابي كتب عنه أبو الحسين الرازي قال مات سنة 323
طرندة قال الواقدي كان المسلمون نزلوا طرندة بعد أن غزاها عبد الله بن عبد الملك
سنة 38 وبنوا بها مساكن وهي من ملطية على ثلاثة مراحل داخلة في بلاد الروم وملطية
يومئذ خراب ثم نقل عمر بن عبد العزيز أهل طرندة إلى ملطية إشفاقا عليهم وخربت كما
نذكره في ملطية
طرنيانة
بالكسر ثم السكون ثم نون مكسورة أيضا وياء مثناة من تحت وألف ونون بلدة بالأندلس
من كورة قبرة
طرواخا بالضم ثم السكون وخاء معجمة من قرى بخارى بما وراء النهر
طرون موضع بأرمينية ذكره البحتري في قوله ولا عز للاشراك من بعد ما التقت على
السفح من عليا طرون عساكره و الطرون أيضا حصن بين بيت المقدس والرملة كان مما فتحه
صلاح الدين في سنة 385
طرة مدينة صغيرة بإفريقية بلفظ طرة الثوب وهو حاشيته
الطريبيل مصغر من قرى هجر
طريثيث بضم أوله وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة تصغير الطرثوث وهو نبت
كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة يؤبس وهو دباغ للمعدة منه مر ومنه حلو جعل في
الأدوية قال الأزهري طراثيث البادية ليست كالطراثيث التي تنبت في جبال خراسان التي
عندنا فإن لها ورقا عريضا ومنبته الجبال وطرثوث البادية لا ورق له ولا ثمر ومنبته
الرمال وسهولة الأرض وفيه حلاوة وربما كان فيه عفوصة وهو أحمر مستدير الرأس كأنه
ثومة ذكر الرجل وطرثيث ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور وطريثيث قصبتها وما زالت
منبعا للفضلاء وموطنا للعلماء وأهل الدين والصلاح إلى قريب من سنة 035 فان العميد
منصور بن منصور الزوراباذي رئيس هذه الناحية آباء وأجدادا لما استولى الباطنية
الملاحدة على نواحي قهستان وزوزن كما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه خاف العميد
غائلتهم لاتصال أعماله بأعمالهم فاستمد الأتراك لنصرته وحفظا للحريم والأموال وكان
شديدا على الملاحدة مسرفا في قتلهم فجاء قوم من الأتراك لمعاونته فجروا على عادتهم
في سوء المعاملة واستباحة ما لا يليق ولم تكن همتهم صادقة في دفع العدو وإنما كان
قصدهم بلوغ الغرض في تحصيل ما يحصلونه فرأى ثقل وطأتهم وقلة غنائهم فدفعهم عنه
والتجأ إلى الملاحدة وصفت له ناحية طريثيث وقلاعها وأملاكها وضياعها وكان فقيها
مناظرا حسن الاعتقاد شافعي المذهب إلا أن الضرورة الجأته إلى ما فعل ولما حضرته
الوفاة أوصى إلى رجل شافعي المذهب في غسله وتجهيزه وأوصى إلى ابنه علاء الدين
محمود باظهار دعوته وإحياء معالم السنن فامتثل وصيته في شهور سنة 545 وأمر بلبس
السواد والخطبة بجامع طريثيث فخالفه عمه وأقاربه وكسروا المنبر وقتلوا الخطيب فكتب
محمود إلى نيسابور يستمد أهلها ويستنصرهم في كشف هذه البلية وقتل الملاحدة فلم يجد
مساعدا فقدم نيسابور وجرى أولئك على رأيهم وخلصت للملاحدة فهي في أيديهم إلى الآن
وقد خرج من هذه الناحية من أهل العلم وأهل خراسان يسمون هذه الناحية اليوم ترشيش
بشينين معجمتين وأوله تاء مثناة من فوق وحكى العمراني عن الأزهري ولم أجده أنا في
كتاب التهذيب الذي نقلته من خطه ولعله من تصنيف له آخر قال طريثيث قرية بنيسابور
وأنشد كنت عن أهلي مسافر بالطريثيث أساير فاذا أبيض شاطر يتغنى وهو طائر ياجيادا
يا غضائر
وقد
نسبوا إلى طريثيث جماعة وافرة من أهل العلم والعبادة قبل انتقالهم إلى هذه البلية
منهم أبو الفضل شافع بن علي بن الفضل الطريثيثي سمع أبا الحسن محمد بن علي بن صخر
الأزدي بمكة وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان الحافظ وغيرهما روى عنه
وجيه بن طاهر الشحامي ومات بنيسابور في ذي الحجة سنة 488 ومولده بطريثيث سنة 460
طريانة حاضرة من حواضر إشبيلية ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الطرياني كان نحويا
بارعا قرأ على أبي ذر مصعب بن محمد بن مسعود قرأ عليه صديقنا الفتح بن عيسى القصري
مدرس رأس عين
الطريدة بفتح أوله وكسر ثانيه وهو في اللغة على وجوه الطريدة الشيء المطرود
والطريدة المولودة التي تجيء بعدك في الولادة والطريدة قصبة فيها حزة توضع على
المغازل والقداح إذا بريت والطريدة الوسيقة وهو ما يسرق من الإبل والطريدة العرجون
والطريدة اسم موضع
طريف مصغر موضع بالبحرين كان لهم فيه وقعة ذكره نصر
طريف بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحت والفاء علم مرتجل لاسم موضع
ناحية باليمن
طريفة يجوز أن يكون تصغير طرفة واحدة الطرفاء ويجوز أن يكون تصغير قولهم ناقة طرفة
إذا لم تثبت على مرعى واحد وامرأة طرفة إذا لم تثبت على زوج وكذلك رجل طرف وطريفة
ماءة بأسفل أرمام لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان
بن أسد وفي موضع آخر الطريفة لبني شاكر بن نضلة من بني أسد قال الفقعسي رعت
سميسارا إلى أرمامها إلى الطريفات إلى هضامها أحمد هضام جوانب الأودية المطمئنة
وقال الحفصي الطريفة قرية وماء ونخل للأحمال وهم بنو حمل من بني حنظلة منهم المرار
بن منقذ وقال نصر الطريفة قفر يستعذب لها الماء ليومين أو ثلاثة بأسفل أرمام
لجذيمة وقيل لبني خالد بن نضلة بن جحوان ابن فقعس وقال المرار الفقعسي لعمرك إنني
لأحب نجدا وما أرأى إلى نجد سبيلا وكنت حسبت طيب تراب نجد وعيشا بالطريفة لن يزولا
أجدك لن ترى الأحفار يوما ولا الخلق المبينة الحلولا ولا الولدان قد حلوا عراها
ولا البيض الغطارفة الكهولا إذا سكتوا رأيت لهم جمالا وإن نطقوا سمعت لهم عقولا
باب الطاء والزاي وما يليهما
طزر بالتحريك قال الليث الطزر البيت الصيفي قال أبو منصور هو معرب وأصله تزر وقال
ابن الأعرابي الطزر الدفع باللكز يقال طزره أي دفعه وهي مدينة في مرج القلعة بينها
وبين سابلة خراسان مرحلة وهي في صحراء واسعة وفيها إيوان عال بناه خسروجرد بن
شاهان ولا أثر بها سواه وعن يمينها ماسبذان ومهرجان قذق نزلها النعمان بن مقرن
وارتحل منها إلى نهاوند فواقع الفرس
طزعة
بلدة على ساحل صقلية مقابلة جزيرة يابسة
طزيان بالضم من قرى ديار بكر منها أبو الفضل محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله
المالكي الطزياني أظنه أجاز لغيث الأرمنازي قال ابن النجار نقلته من خطه وضبطه في
مسوداته
باب الطاء والسين وما يليهما
طسفونج قرية كبيرة في شرقي دجلة مقابل النعمانية بين بغداد وواسط وبها آثار خراب
قديم قال حمزة وأصلها طوسفون فعربت على طيسفون وطيسفونج والعامة لا يأتون إلا
طسفونج بغير ياء وقد نسب إليها قوم وزعم أنها إحدى مدائن الأكاسرة
باب الطاء والشين وما يليهما
طشكر بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح كافه وآخره راء حصن حصين في كورة جيان من أعمال
الأندلس لا يرتقى إلا بالسلاليم
باب الطاء والغين وما يليهما
طغامى بالفتح وبعد الميم ألف مقصورة على وزن سكارى وصحارى والطغام أوغاد الناس وهي
قرية من سواد بخارى ينسب إليها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عقار الطغامي
صاحب الأوقاف روى عن أبي سهيل سهل بن بشر وصالح بن محمد وغيرهما
باب الطاء والفاء وما يليهما
الطفاف ماء قال الأفوه الأودي جلبنا الخيل من غيدان حتى وقفناهن أيمن من صناف
وبالغرفي والعرجاء يوما وأياما على ماء الطفاف
طفراباذ بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وألف بعدها باء موحدة وآخره ذال معجمة محلة
بهمذان وفي التحبير هبة الله بن الفرج أبو بكر الهمذاني الطفراباذي الجيلي المعروف
بابن أخت محمد بن الحسين العالم الطويل من أهل همذان كان شيخا صالحا خيرا سديد
السيرة مكثرا من الحديث عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير وانتشرت رواياته وكان
يسكن بمحلة الطفراباذ في جوار أبي العلاء الحافظ وكان يقول الحافظ هو أحب إلي من
كل شيخ بهمذان سمع أبا الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد وأبا القاسم يوسف بن محمد
بن يوسف الخطيب وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن دكين القاضي وأبا الفضل محمد بن
عثمان بن مرد بن القومساني وخلقا كثيرا غير هؤلاء سمع منه أبو سعد وأبو القاسم
الدمشقي وكانت ولادته سنة 452 وذكر أبو العلاء أنه سأله فقال سنة 452 ومات تاسع
عشر شعبان سنة 542
طفرجيل يمكننا أن نقول إنها كلمة مركبة من طفر بمعنى قفز وجيل بمعنى أمة ولكنه اسم
أعجمي لبلد بالمغرب
طفر قاع موحش بين باعقوبا ودقوقا من أعمال راذان ليس به ماء ولا مرعى ولا أثر ساكن
ولا أثر طارق سلكته مرة من بغداد إلى إربل فكان دليلنا يستقبل الجدي حتى أصبح وقد
قطعه
الطف بالفتح والفاء مشددة وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق قال
الأصمعي وإنما سمي طفا لأنه دان من الريف من قولهم
خذ ما طف لك واستطف أي ما دنا وأمكن وقال أبو سعيد سمي الطف لأنه مشرف على العراق من أطف على الشيء بمعنى أطل و الطف طف الفرات أي الشاطىء و الطف أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وهي أرض بادية قريبة من الريف فيها عدة عيون ماء جارية منها الصيد والقطقطانة والرهيمة وعين جمل وذواتها وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي كانت وراء خندق سابور الذي حفره بينه وبين العرب وغيرهم وذلك أن سابور أقطعهم أرضها يعتملونها من غير أن يلزمهم خراجا فلما كان يوم ذي قار ونصر الله العرب بنبيه صلى الله عليه و سلم غلبت العرب على طائفة من تلك العيون وبقي بعضها في أيدي الأعاجم ثم لما قدم المسلمون الحيرة وهربت الأعاجم بعدما طمت عامة ما كان في أيديها منها وبقي ما في أيدي العرب فأسلموا عليه وصار ما عمروه من الأرض عشرا ولما انقضى أمر القادسية والمدائن وقع ما جلا عنه الأعاجم من أرض تلك العيون إلى المسلمين وأقطعوه فصارت عشرية أيضا وقال الأقيشر الأسدي من قصيدة اني يذكرني هندا وجارتها بالطف صوت حمامات على نيق بنات ماء معا بيض جآجئها حمر مناقرها صفر الحماليق أيدي السقاة بهن الدهر معملة كأنما لونها رجع المخاريق أفنى تلادي وما جمعت من نشب قرع القواقيز أفواه الأباريق وكان مجرى عيون الطف وأعراضها مجرى أعراض المدينة وقرى نجد وكانت صدقتها إلى عمال المدينة فلما ولي إسحاق بن إبراهيم بن مصعد السواد للمتوكل ضمها إلى ما في يده فتولى عماله عشرها وصيرها سوادية فهي على ذلك إلى اليوم ثم استخرجت فيها عيون إسلامية يجري ما عمر بها من الأرضين هذا المجرى قالوا وسميت عين جمل لأن جملا مات عندها في حدثان استخراجها فسميت بذلك وقيل إن المستخرج لها كان يقال له جمل وسميت عين الصيد لكثرة السمك الذي كان بها قال أبو دهبل الجمحي يرثي الحسين بن علي رضي الله عنه ومن قتل معه بالطف مررت على أبيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم حلت فلا يبعد الله الديار وأهلها وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألا إن قتلى الطف من آل هاشم أذلت رقاب المسلمين فذلت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية ألا عظمت تلك الرزايا وجلت وجا فارس الأشقين بعد برأسه وقد نهلت منه الرماح وعلت وقال أيضا تبيت سكارى من أمية نوما وبالطف قتلى ما ينام حميمها وما أفسد الإسلام إلا عصابة تأمر نوكاها فدام نعيمها فصارت قناة الدين في كف ظالم إذا اعوج منها جانب لا يقيمها
طفيل
بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره لام من الطفل بالتحريك وهو بعد العصر إذا طفلت الشمس
للغروب كأن هذا الجبل كان يحجب الشمس فصار بمنزلة مغيبها فعيل بمعنى فاعل مثل سليم
بمعنى سالم وعليم بمعنى عالم وشامة وطفيل جبلان على نحو من عشرة فراسخ من مكة وقال
الخطابي كنت أحسبهما جبلين حتى تبينت أنهما عينان قلت أنا فان كانتا عينين فتأويله
أن يكون فعيلا بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى مقتول فيكون هناك يحجب عنهما الشمس
فكأنهما مطفولان والمشهور أنهما جبلان مشرفان على مجنة على بريد من مكة وقال أبو
عمرو قيل إن أحدهما بجدة ولهما ذكر في شعر لبلال في خبر مر ذكره في شامة وقال عرام
يتصل بهرشى خبت من رمل في وسطه جبيل صغير أسود شديد السواد يقال له طفيل وقال
الأصمعي في كتاب الجزيرة ورخمة ماء لبني الدئل خاصة وهو بجبيل يقال له طفيل وشامة
جبيل بجنب طفيل
طفيل تصغير طفل وادي طفيل بين تهامه واليمن عن نصر وبوادي موسى قرب البيت المقدس
قلعة يقال لها طفيل
باب الطاء واللام وما يليهما
طلا بالفتح والقصر وهي عجمية جبيل كذا وجدته في شعر الهذليين وفي غيره ظلا بالظاء
المعجمة وقد كانت هناك واقعة ومن كلام العرب الطلا الولد من ذوات الظلف والطلا
الشخص والطلا المطلي بالقطران و طلا قلعة بأذربيجان عجمية أصلها تلا لأنه ليس في
كلام العجم طاء ولا ظاء ولا ضاد ولا ثاء ولا حاء ولا صاد خالصة ولا جيم خالصة
طلاح من نواحي مكة قال جعدة بن عبد الله الخزاعي يوم فتح مكة أكعب بن عمرو دعوة
غير باطل لحين له يوم الحديد متاح أتيحت له من أرضه وسمائه ليقتله ليلا بغير سلاح
ونحن الأولى سدت غزال خيولنا ولفتا سددناه وفج طلاح خطرنا وراء المسلمين بجحفل ذوي
عضد من خيلنا ورماح
طلال موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال يفيدون القيان مقينات كأطلاء النعاج بذي
طلال وصلب الأرحبية والمهارى محسنة تزين بالرجال
طلاة جبل معروف بنجد قال الفرزدق في جحفل لجب كأن شعاعه جبل الطلاة مضعضع الأميال
ويروى الطراة بالراء
طلبان بالتحريك وآخره نون بلفظ تثنية الطلب مدينة
طلبيرة بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وراء مهملة
مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة كبيرة قديمة البناء على نهر تاجه بضم الجيم وكانت
حاجزا بين المسلمين والأفرنج إلى أن استولى الأفرنج عليها فهي في أيديهم إلى الآن
فيما أحسب وكانت قد استولى عليها
الخراب
فاستجدها عبد الرحمن الناصري الأموي ولطلبيرة حصون ونواح عدة
طلحام بالحاء المهملة قال ابن المعلى الأزدي طلحام بالحاء المهملة لا تلتفتن إلى
الخاء المعجمة فليست بشيء قاله زيد في قول ابن مقبل بيض الأنوق برعم دون مسكنها
وبالأبارق من طلحام مركوم
طلح بالتحريك وهو مصدر طلح البعير يطلح طلحا إذا أعيا والطلح أيضا النعمة قال أبو
منصور في قول الأعشى كم رأينا من أناس هلكوا ورأينا المرء عمرا بطلح قال ابن
السكيت طلح ههنا موضع وقال غيره أتى الأعشى عمرا وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طلح
وكان عمرو ملكا ناعما فاجتزأ الأعشى بذكر طلح دليلا على النعمة وعلى طرح ذي منه
قال أبو دؤاد الإيادي تعرف الدار ورسما قد مصح ومغاني الحي في نعف طلح قال و ذو
طلح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال يخاطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أمر
به أن يلقى في بئر لهجائه الزبرقان في قصة مشهورة ماذا تقول لأفراخ بذي طلح حمر
الحواصل لا ماء ولا شجر غادرت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليد النهى البشر لم يؤثروك بها إذ
قدموك لها لكن لأنفسهم كانت بك الأثر فامنن على صبية بالرمل مسكنهم بين الأباطح
يغشاهم بها الفزر أهلي فداؤك كم بيني وبينهم من عرض دوية يعيي بها الخبر ويروى بذي
أمر قال فبكى عمر رضي الله عنه واستتابه وأطلقه وقال غيره ذو طلح موضع دون الطائف
لبني محرز وهو الذي ذكره الحطيئة وقيل طلح موضع في بلاد بني يربوع وقيل ذو طلح
موضع آخر
طلح بالفتح ثم السكون والحاء مهملة وهو شجر أم غيلان له شوك معوج وهو من أعظم
العضاه شوكا وأصلبه عودا وأجوده صمغا والطلح في القرآن العظيم الموز وقيل غير ذلك
وهو موضع بين المدينة وبدر و طلح أيضا موضع بين اليمامة ومكة ويقال ذو طلوح
طلحة الملك اسم واد باليمن
طلخاء بالفتح ثم السكون وخاء معجمة والمد والطلخاء المرأة الحمقاء قال فلم أر مثلي
يوم طلخاء خرمل أقل عتابا في السداد وأشكعا والطلخ الغدير الذي يبقى فيه الدعاميص
فلا يقدر على شربه فيجوز أن تكون الأرض طلخاء و طلخاء موضع بمصر على النيل المفضي
إلى دمياط
طلخام بكسر أوله وسكون ثانيه وخاء معجمة وهو في الأصل الفيل الأنثى وربما روي
بالحاء المهملة قال لبيد
فصوائق
إن أيمنت فمظنة منها وحاف القهز أو طلخامها
طلقان قرية بالزهراء فيها قبور جماعة من الصالحين سمع بها المجد بن النجار الحافظ
طل بالفتح وهو المطر الصغير كذا عبروا عنه وهو قرية من قرى غزة بفلسطين
طلمنكة بفتح أوله وثانيه وبعد الميم نون ساكنة وكاف مدينة بالأندلس من أعمال
الأفرنج اختطها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن
هشام بن عبد الملك خرج منها جماعة منهم أبو عمرو وقيل أبو جعفر أحمد بن محمد بن
عبد الله بن لب بن يحيى بن محمد المعافري المقرىء الطلمنكي وكان من المجودين في
القراءة وله تصانيف في القراءة روى الحديث وعمر حتى جاوز التسعين يروي عنه محمد بن
عبد الله الخولاني
طلموية بفتح أوله وثانيه أيضا والواو ساكنة ثم ياء مثناة من تحت بليد بين برقة
والإسكندرية
طلوب بفتح أوله وآخره باء موحدة فعول من الطلب وهو من أبنية المبالغة يشترك فيها
المذكر والمؤنث بغير هاء ويقال بئر طلوب بعيدة الماء وآبار طلب و طلوب علم لقليب
عن يمين سميراء في طريق الحاج طيب الماء قريب الرشاء سموه بضد وصفه
طلوبة مثل الذي قبله وزيادة هاء اسم لجبيل جاء في شعر ابن مقبل
طلوح بالضم وآخره حاء مهملة كأنه جمع طلح مثل فلس وفلوس ذو طلوح اسم موضع للضباب
اليوم في شاكلة حمى ضرية قال ذو طلوح في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد قال جرير
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام وقال أبو نواس جريت مع الصبي طلق
الجموح وهان علي مأثور القبيح وجدت ألذ عادية الليالي سماع العود بالوتر الفصيح
ومسمعة إذا ما شئت غنت متى كان الخيام بذي طلوح تمتع من شباب ليس يبقى وصل بعرى
الغبوق عرى الصبوح وخذها من مشعشعة كميت تنزل درة الرجل الشحيح
الطلوية من حصون صنعاء اليمن
طلياطة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وبعد الألف طاء أخرى ناحية
بالأندلس من أعمال إستجة قريبة من قرطبة ينسب إليها حماد بن شقران بن حماد الأستجي
الطلياطي أبو محمد رحل إلى المشرق وسمع بمكة من ابن الأعرابي ومحمد بن الحسين
الآجري وسمع بمصر وانصرف إلى الأندلس وتوفي بطليطلة ودفن بها سنة 453 حدث عنه
إسماعيل وابن شمر وغير واحد قاله ابن امريس
طليطلة هكذا ضبطه الحميدي بضم الطاءين وفتح اللامين وأكثر ما سمعناه من المغاربة
بضم الأولى وفتح الثانية مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس يتصل عملها بعمل
وادي الحجارة من أعمال الأندلس وهي غربي ثغر الروم وبين الجوف والشرق
من
قرطبة وكانت قاعدة ملوك القرطبيين وموضع قرارهم وهي على شاطىء نهر تاجه وعليه
القنطرة التي يعجز الواصف عن وصفها وقد ذكر قوم أنها مدينة دقيانوس صاحب أهل الكهف
قالوا وبقرب منها موضع يقال له جنان الورد فيه أجساد أصحاب الكهف لا تبلى إلى الآن
والله أعلم وقد قيل فيهم غير ذلك كما ذكر في الرقيم وهي من أجل المدن قدرا وأعظمها
خطرا ومن خاصيتها أن الغلال تبقى في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير وزعفرانها هو
الغاية في الجودة وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للفارس وما زالت في أيدي المسلمين
منذ أيام الفتوح إلى أن ملكها الأفرنج في سنة 477 وكان الذي سلمها إليهم يحيى بن
يحيى بن ذي النون الملقب بالقادر بالله وهي الآن في أيديهم وكانت طليطلة تسمى
مدينة الأملاك ملكها اثنان وسبعون لسانا فيما قيل ودخلها سليمان بن داود وعيسى بن
مريم وذو القرنين والخضر عليهم السلام فيما زعم أهلها والله أعلم قال ابن دريد
طليطلاء مدينة وما أظنها إلا هذه ينسب إليها جماعة من العلماء منهم أبو عبد الله
الطليطلي روى كتاب مسلم بن حجاج توفي يوم الأربعاء الثاني عشر من صفر سنة 458
وعيسى بن دينار بن واقد الغافقي الطليطلي سكن قرطبة ورحل وسمع من أبي القاسم وصحبه
وعول عليه وانصرف إلى الأندلس فكانت الفتيا تدور عليه لا يتقدمه في وقته أحد قال
ابن الرفضي قال يحيى بن مالك سمعت محمد بن عبد الملك بن أيمن يقول كان عيسى بن
دينار عالما متفننا وهو الذي علم المسائل أهل عصرنا وكان أفقه من يحيى بن يحيى على
جلالة قدر يحيى وكان محمد بن عمر ابن لبابة يقول فقيه الأندلس عيسى بن دينار
وعالمها عبد الملك بن حبيب وغالقها يحيى بن يحيى وتوفي سنة 212 بطليطلة وقبره بها
معروف ومحمد بن عبد الله بن عيشون الطليطلي أبو عبد الله كان فقيها وله مختصر في
الفقه وكتاب في توجيه حديث الموطإ وسمع كثيرا من الحديث ورواه وله إلى المشرق رحلة
سمع فيها من جماعة وتوفي بطليطلة لتسع ليال خلون من صفر سنة 341
باب الطاء والميم وما يليهما
طما جبل أو واد بقرب أجإ
الطماحية بالفتح ثم التشديد وبعد الألف حاء مهملة وياء النسبة يقال طمح ببصره إلى
الشيء ارتفع وكل شيء مرتفع طامح ورجل طماح شره والطماحية ماء في شرقي سميراء نسب
إلى رجل اسمه طماح
طمار بوزن حذام وقطام معدول عن طامر من طمر إذا وثب عاليا وطمار المكان المرتفع
يقال انصب عليه من طمار مثل قطام عن الأصمعي وينشد فان كنت ما تدرين ما الموت
فانظري إلى هانىء في السوق وابن عقيل إلى بطل قد عقر السيف وجهه وآخر يهوي من طمار
قتيل وكان عبيد الله بن زياد قد أمر بالقاء مسلم بن عقيل بن أبي طالب من سطح عال
قبل مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما قال ابن السكيت من طمار أو طمار بالفتح أو
الكسر جعله مما لا ينصرف أيضا هذا هو المشهور وقال نصر طمار قصر بالكوفة فجعله
علما قال وطمار جبل
وقيل
طمار اسم سور دمشق ولعله نقله و ابنا طمار ثنيتان وقيل جبلان معروفان
طمام مثل الذي قبله في البناء على الكسر وهو اسم للفعل من قولهم جاء السيل فطم
الركية إذا دفنها حتى يسويها بالأرض ويقال للشيء الذي يكثر حتى يعلو قد طم وطمام
مدينة قرب حضرموت وبها جبل منيف شامخ يقولون إن في ذروته سيفا إذا أراد إنسان أن
يبصره ويقلبه لم يرعه رائع فان أراد الذهاب به رجم من كل جانب حتى يتركه فاذا تركه
سكن الرجم قيل إنه كان لبعض الملوك فضن به على غيره فطلسمه بذلك وهذا من الخرافات
الكاذبة وإنما نذكر ما قيل للتعجب
طمر بكسر أوله وثانيه وتشديد رائه قال أبو عبيدة الطمر من الخيل المستعد للعدو
الجسيم الخلق كأنه مأخوذ من الطمر وهو الوثوب وابنا طمر جبلان معروفان ببطن نخلة
طمستان بلفظ التثنية كأنه طم وأستان كقولهم دهستان وأمثاله بفتح أوله وثانيه مدينة
بفارس قد نسب إليها قوم من الرواة
طميس ويقال طميسة بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وهي في الإقليم الخامس
طولها ثمان وسبعون درجة وثلثان وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع بلدة من سهول
طبرستان بينها وبين سارية ستة عشر فرسخا وهي آخر حدود طبرستان من ناحية خراسان
وجرجان وعليها درب عظيم ليس يقدر أحد من أهل طبرستان أن يخرج منها إلى جرجان إلا
في ذلك الدرب لأنه ممدود من الجبل إلى جوف البحر من آجر وجص وكان كسرى أنوشروان
بناه ليحول بين الترك وبين الغارة على طبرستان فتحها سعيد بن العاصي في سنة 03 في
أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان بطميس خلق كثير من الناس ومسجد جماعة وقائد
مرتب في ألفي رجل والعجم يسمونها تميسة ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الطميسي يروي عن أبي عبد الله محمد بن محمد السكسكي روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد الجنازي وغيره
طمين بوزن سكين موضع ببلاد الروم وسمي باسم بانيه طمين بن الروم بن اليفز بن سام بن
نوح عليه السلام وقد ذكره أبو تمام في شعره فقال يمدح خالد بن يزيد بن مزيد ولما
رأى توفيل آياتك التي إذا ما اتلأبت لا يقاومها الصلب تولى ولم يأل الردى في
اتباعه كأن الردى في قصده هائم صب كأن بلاد الروم عمت بصيحة فضمت حشاها أو رغا
وسطها السقب بصاغرة القصوى وطمين واقترى بلاد قرنطاؤوس وابلك السكب
طمية بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مشددة كياء النسبة وهو من قولهم طمى يطمي طميا
والعين والهضبة طمية ويروى طمية والأول أصح قال ولقد شهدت النار بال أنفار توقد في
طميه والأنفار الذين ينفرون إلى الحرب قال ابن الكلبي عن الشرقي إنما سمي جبل طمية
بطمية بنت جام بن جمى بن تراوة من بني عمليق وهو جبل في طريق مكة مقابلة فايد
وكانت طمية أخت سلمى بنت جام بن جمى عند ابن عم لها يقال له سلمى بن الهجين
فولدت
له ضميرا وبرشق والقلاح والتريع فهم بالحيرة ألا ترى أن العبادي إذا غضب على
العبادي قال له اسكت يا سلمى ابن طمية وإنما يعني سلمى بن طمية بنت جام بن جمى
وسمي الجبل بمكانه جبل بمكة قال أبو عبد الله السكوني إذا خرجت من الحاجر تقصد مكة
تنظر إلى طمية وهو جبل بنجد شرقي الطريق وإلى عكاش وهو جبل تقول العرب إنه زوج
طمية سمكهما واحد وهما يتناوحان وفيهما قيل تزوج عكاش طمية بعدما تأيم عكاش وكاد
يشيب وقال الأديبي طمية هضبة بين سميراء وتوز يسرة على طريق الحاج وهم مصعدون
ويمنة وهم منحدرون وقيل طمية جبل لبني فزارة وهو من نواحي نجد بالإجماع وقال
السمهري اللص أعني على برق أريك وميضه يشوق إذا استوضحت برقا عنانيا أرقت له
والبرق دون طمية وذي نجب يا بعده من مكانيا وفي كتاب الأصمعي طمية علم أحمر صعب
منيع لا يرتقى إلا من موضع واحد وهو برأس حزيز أسود يقال له العرقوة وهذا ذكر جبلا
بالبادية وهو يتحصن فيه وهو في بلاد مرة بن عوف قال الشاعر أتين على طمية والمطايا
إذا استحثثن أتعبن الجرورا الجرور من الإبل والخيل البطيء الذي لا ينقاد وقال
الأصمعي أيضا طمية من بلاد فزارة وفي كتاب نصر طمية جبل في ديار أسد قريب من شطب
جبل آخر وقال عمرو بن لجإ تأوبني ذكر لزولة كالخبل وما حيث يلقى بالكثيب ولا السهل
تحل وركن من طمية دونها وجرفاء مما قد يحل به أهلي تريدين أن أرضى وأنت بخيلة ومن
ذا الذي يرضي الأخلاء بالبخل وخبرني بدوي من أهل تلك البلاد أن طمية رابية محددة
على جث الرمة من القبلة
و طمية أرض غربي النيل تجاه الفسطاط من متنزهات أهل مصر أيام النيل
باب الطاء والنون وما يليهما
طنان بالفتح ونونين من أعيان قرى مصر قريبة من الفسطاط ذات بساتين ميرتها عشرة
آلاف دينار في كل عام
طنب بالضم جمع طنب وهو حبل الخباء والسرادق منزل من منازل حاج البصرة بين ماوية
وذات العشر وهو ماء لبني العنبر قال العسكري ربيب بن ثعلبة التميمي له صحبة وكان
ينزل الطنب فقيل له الطنبي روى عن النبي صلى الله عليه و سلم وروى عنه بنوه وأنشد
ابن الأعرابي قال انشدني الهجيمي ليست من اللاتي تلهى بالطنب ولا الخبيرات مع
الشاء المغب قال الطنب خبراء بماوية وماوية ماء لبني العنبر ببطن فلج
طنبذة ثانيه ساكن والباء مفتوحة موحدة وآخره ذال معجمة قرية من أعمال البهنسا من
صعيد مصر
و
طنبذة أيضا من نواحي إفريقية قال أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد بن الجزار في تاريخه
في سنة 208 ثار منصور بن نصر الطنبذي على زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب بتونس
في إقليم المحمدية في موضع يقال له طنبذة وبه لقب الطنبذي وباين بالخلاف فوجه إليه
زيادة الله محمد بن حمزة في جماعة من الموالي فنزلوا دار الصناعة وإن منصورا حشد
عليهم أبناء يونس ليلا فقتلهم بمهاجف إلى قصر إسماعيل بن شيبان فقتل ابنه وابنة
محمد بن حمزة وأخاه وجرت له حروب أسر في آخرها وقتل صبرا وحمل رأسه في قصبة
طنت بفتح أوله وسكون النون والتاء مثناة من قرى مصر
طنتثنا كأنه مركب مضاف طنت إلى ثنا من قرى مصر على النيل المفضي إلى المحلة قال
الحسين بن أحمد المهلبي من صحنان إلى مدينة مليج فرسخان وبينهما نهر يأخذ إلى غربي
الريف إلى طنتثنا حتى يصب في بحر المحلة وهي من كورة الغربية بينها وبين المحلة
ثمانية أميال
طنج بالفتح ثم السكون والجيم ليس له في العربية أصل وهو رستاق بخراسان قرب مرو
الروذ
طنجة مثل الذي قبله وزيادة هاء مدينة في الإقليم الرابع طولها من جهة المغرب
ثمانون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف من جهة الجنوب بلد على ساحل بحر المغرب
مقابل الجزيرة الخضراء وهو من البر الأعظم وبلاد البربر قال ابن حوقل طنجة مدينة
أزلية آثارها ظاهرة بناؤها بالحجارة قائمة على البحر والمدينة العامرة الآن على
ميل من البحر وليس لها سور وهي على ظهر جبل وماؤها في قناة يجري إليهم من موضع لا
يعرفون منبعه على الحقيقة وهي خصبة وبين طنجة وسبتة مسيرة يوم واحد وقيل إن عمل
طنجة مسيرة شهر في مثله وهي آخر حدود إفريقية عن السكري عن أبي عبيدة وبينها وبين
القيروان ألفا ميل وينسب إليها أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك بن سنجون اللواتي
الطنجي روى عن أبي محمد عبد الله بن الوليد الحجازي وطبقته ورحل إلى المشرق فأقام
به سبع عشرة سنة يقرأ الحديث ويتردد فيه ومن جملة مشايخه طاهر بن بابشاذ النحوي
وكان له شعر وإنما قرأ المسائل والوافي بعد رجوعه إلى المغرب وكان يقول لم أدخل
إلى الشرق حتى حفظت أربعة وثلاثين ألف بيت من أشعار الجاهلية وله خطب وهو من
الفصحاء الكبار بطنجة وينسب إليها أيضا أبو محمد عبدون بن علي بن أبي عزيزة الطنجي
الصنهاجي روى عن الأصبغ بن سهل ومروان بن سنجون وغيرهما ولي القضاء ببلده
و طنجة أيضا متنزه برأس عين على العين التي بنى الملك الأشرف بها دارا وقصرا عظيما
طنز شارع الطنز ببغداد بنهر طابق ينسب إليه أبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين
بن أحمد بن محمد بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي الطنزي سمع الحديث ببغداد من أبي
الحسين بن النقور البزاز وبأصبهان من عبد الوهاب بن مندة وغيرهما ذكره أبو سعد في
شيوخه وقال توفي في شهر ربيع الآخر سنة 055 بهمذان ومولده في حدود سنة 054
طنزة بفتح أوله وسكون ثانيه وزاي بلفظ واحدة الطنز وهو السخرية بلد بجزيرة ابن عمر
من ديار بكر ينسب إليه أبو بكر محمد بن مروان
بن
عبد الله القاضي الزاهد الطنزي روى عن أبي جعفر السمناني وغيره ومولده سنة 304
وينسب إليها أيضا الوزير أبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة بن مروان الطنزي وذكر
صديقنا الفقيه العماد أبو طاهر إسماعيل بن باطيس فقال الإمام العالم الزاهد تفقه
ببغداد على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي وبرع في الفقه على مذهب الشافعي
رضي الله عنه وعاد إلى بلده فتقدم به وسكن قلعة فنك وتوجه رسولا إلى ديوان الخلافة
وحدث بشيء يسير عن أبي بكر بن زهراء روى عنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسعد الله
بن محمد الدقاق وكان يصفه بالفضل والعلم ولطف الخاطر واختصر كتاب صفوة التصوف لأبي
الفضل محمد بن طاهر المقدسي وتوفي بعد سنة 045 قال أنشدني حفيده أبو زكرياء يحيى
بن الحسين بن أحمد بن مروان بن علي بن سلامة الطنزي بنظامية بغداد لجد أبيه مروان
بن علي وإذا دعتك إلى صديقك حاجة فأبى عليك فإنه المحروم فالرزق يأتي عاجلا من
غيره وشدائد الحاجات ليس تدوم فاستغن عنه ودعه غير مذمم إن البخيل بماله مذموم
وممن ينسب إلى طنزة أبو الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الطنزي المعروف
بالحصكفي الخطيب صاحب الشعر والبلاغة وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الطنزي ذكره
العماد في الخريدة قال ذكر لي الفقيه أحمد بن طغان البصروي أنه لقيه في شهر رمضان
سنة 568 بباعيناثا وكتب لي بخطه هذه الأبيات وإني لمشتاق إلى أرض طنزة وإن خانني
بعد التفرق إخواني سقى الله أرضا إن ظفرت بتربها كحلت بها من شدة الشوق أجفاني
وقال أيضا يا زاجرا في حدوه الأيانقا رفقا بها تفديك روحي سائقا فقد علاها من بدور
طنزة من ضرب الحسن له سرادقا
طنوبرة بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة وراء مدينة من
أعمال قرمونة بالأندلس والله أعلم بالصواب
باب الطاء والواو وما يليهما
طوى كتب ههنا على اللفظ وإن كانت صورته في الخط تقتضي أن يكون في آخر الباب وكذا
نفعل في أمثاله وهو اسم أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم يجوز فيه أربعة
أوجه طوى بضم أوله بغير تنوين وبتنوين فمن نونه فهو اسم الوادي وهو مذكر على فعل
نحو حطم وصرد ومن لم ينونه ترك صرفه من جهتين إحداهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير
كعمر المعدول عن عامر فلا ينصرف كما لا ينصرف عمر والجهة الأخرى أن يكون اسما
للبقعة كما قال في البقعة المباركة من الشجرة ويقرأ بالكسر مثل معى وطلى فينون ومن
لم ينون جعله اسما للمبالغة وسئل المبرد عن واد يقال له طوى أتصرفه فقال نعم لأن
إحدى العلتين قد انجزمت عنه وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو طوى وأنا بغير تنوين
وطوى أذهب بغير
تنوين
وقرأ الكسائي وحمزة وعاصم وابن عامر طوى منونا في السورتين وقال بعضهم وطوى وطوى
بمعنى وهو الشيء المثنى ومنه قول عدي بن زيد أعاذل إن اللوم في غير كنهه علي طوى
من غيك المتردد يروى بالكسر والضم يعني انك تلومني مرة بعد مرة فكأنك تطوي غيك علي
مرة بعد مرة وقوله عز و جل بالواد المقدس طوى أي طوي مرتين أي قدس وقال الحسن بن
أبي الحسين ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين فعلى هذا ليس إلا صرفه وهو موضع بالشام
عند الطور قال الجوهري و ذو طوى بالضم أيضا موضع عند مكة وقيل هو طوى بالفتح وقد ذكر
قال الشاعر إذا جئت أعلى ذي طوى قف ونادها عليك سلام الله يا ربة الخدر هل العين
ريا منك أم أنا راجع بهم مقيم لا يريم عن الصدر
طوى بالفتح والقصر والطوى الجوع قال صاحب المطالع طوى بفتح الطاء والأصيلي بكسرها
وقيدها كذلك بخطه ومنهم من يضمها والفتح أشهر واد بمكة وقال الداودي هو الأبطح
وليس كما قال وقال أبو علي القالي عن أبي زيد هو منون على فعل معرف في كتابه ممدود
فأنكره وعند المستملي ذو الطواء ممدود وقال الأصمعي هو مقصور والذي في طريق الطائف
ممدود فأما الذي في القرآن فيضم ويكسر لغتان وهو مقصور لا غير
الطواء بالفتح والمد ولا أعرف له مخرجا في العربية إلا أن يكون جمع الطوي وهو
البئر أطواء قال أبو خراش وقتلت الرجال بذي طواء وهدمت القواعد والعروشا
الطواحين جمع طاحونة الدقيق موضع قرب الرملة من أرض فلسطين بالشام كانت عنده
الوقعة المشهورة بين خمارويه بن طولون والمعتضد بالله في سنة 271 انصرف كل واحد
منهما مفلولا كانت أولا على خمارويه ثم كانت على المعتضد
طواران كورة كبيرة بالسند قصبتها قزدار ومن مدنها قندبيل وغيرها
طواس بالفتح وآخره سين والطوس الحسن ومنه الطاووس موضع
طوالة بالضم موضع ببرقان فيه بئر قاله ثعلب في قوله الحطيئة وفي كل ممسى ليلة
ومعرس خيال يوافي الركب من أم معبد فحياك ود ما هداك لفتية وخوص بأعلى ذي طوالة
هجد وقال نصر طوالة بئر في ديار فزارة لبني مرة وغطفان قال الشماخ كلا يومي طوالة
وصل أروى ظنون آن مطرح الظنون ويقال امرأة طوالة وطوالة كما يقال رجل طوال وطوال
إذا كان أهوج الطول ويوم طوالة من أيام العرب
طوانة بضم أوله وبعد الألف نون بلد بثغور المصيصة قال يزيد بن معاوية وما أبالي
بما لاقت جموعهم يوم الطوانة من حمى ومن موم إذا اتكأت
على
الأنماط مرتفقا بدير مران عندي أم كلثوم وقال بطليموس مدينة الطوانة طولها ست وستون
درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الخامس طالعها الميزان عشرون درجة
عن ست عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل لها
شركة في قلب الأسد وكان المأمون لما قدم الثغر غازيا أمر أن يسور على الطوانة قدر
ميل في ميل وعينه مدينة وهيأ له الرجال والمال فمات بعد شروعه بقليل فبطله المعتصم
فقال عدي بن الرقاع يمدحه وكان أمرك من أهل الطوانة من نصر الذي فوقنا والله
أعطانا أمرا شددت بإذن الله عقدته فزاد في ديننا خيرا ودنيانا قال الزبير كتب
مسلمة بن عبد الملك وهو غاز بقسطنطينية إلى أخيه الوليد بن عبد الملك أرقت وصحراء
الطوانة بيننا لبرق تلالا نحو غمرة يلمح أزاول أمرا لم يكن ليطيقه من القوم إلا
اللوذعي الصمحمح وقال القعقاع بن خالد العبسي فأبلغ أمير المؤمنين رسالة سوى ما
يقول اللوذعي الصمحمح أكلنا لحوم الخيل رطبا ويابسا وأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح
ونحسبها حول الطوانة طلعا وليس لها حول الطوانة مسرح فليت الفزاري الذي غش نفسه
وغش أمير المؤمنين يبرح
طواويس جمع طاووس والطاووس في كلام أهل الشام الجميل والطاووس في كلام أهل اليمن
الفضة والطاووس الأرض المخضرة التي عليها كل ضرب من الورد أيام الربيع اسم ناحية
من أعمال بخارى بينها وبين سمرقند وهي مدينة كثيرة البساتين والمياه الجارية
والخصب ولها قهندز وجامع وهي داخل حائط بخارى
الطوبان حصن من أعمال حمص أو حماة
الطوبانية بضم أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وبعد الألف نون ثم ياء النسبة مشددة
بلد من نواحي فلسطين
الطوب بالضم وآخره باء وهو الآجر قصر الطوب موضع بإفريقية
طوخ بضم أوله وآخره خاء معجمة وهو اسم أعجمي ومدخله في العربية من طاخه يطوخه
ويطيخه إذا رماه بقبيح وهي قرية في صعيد مصر على غربي النيل
و طوخ الخيل قرية أخرى بالصعيد في غربي النيل يقال لها طوخ بيت يمون ويقال لها طوه
أيضا وبها قبر علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه كان خرج بمصر في أيام المنصور سنة 541 فلما ظهر عليه يزيد بن حاتم أخفاه
عسامة بن عمر المعافري في هذه القرية وزوجه ابنته إلى أن مات ودفن بها
و طوخ أيضا قرية بالحوف الغربي يقال لها طوخ مزيد
طود بفتح أوله وسكون ثانيه والدال وهو الجبل العظيم وهو أيضا اسم علم للجبل المشرف
على عرفة وينقاد إلى صنعاء ويقال له السراة وإنما
سمي
السراة لعلوه وسراة كل شيء ظهره
و طود أيضا بليدة بالصعيد الأعلى فوق قوص ودون أسوان لها مناظر وبساتين أنشأها
الأمير درباس الكردي المعروف بالأحول في أيام الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن
أيوب
طور بالضم ثم السكون وآخره راء والطور في كلام العرب الجبل وقال بعض أهل اللغة لا
يسمى طورا حتى يكون ذا شجر ولا يقال للأجرد طور وقيل سمي طورا ببطور بن إسمعيل
عليه السلام أسقطت باؤه للاستثقال ويقال لجميع بلاد الشام الطور وقد تقدم لذلك
شاهد في طرآن بوزن قرآن من هذا الكتاب وقال أهل السير سميت بطور بن اسمعيل بن
إبراهيم عليه السلام وكان يملكها فنسبت إليه وقد ذكر بعض العلماء أن الطور هذا
الجبل المشرف على نابلس ولهذا يحجه السامرة وأما اليهود فلهم فيه اعتقاد عظيم
ويزعمون أن إبراهيم أمر بذبح إسمعيل فيه وعندهم في التوراة أن الذبيح إسحاق عليه
السلام وبالقرب من مصر عند موضع يسمى مدين جبل يسمى الطور ولا يخلو من الصالحين
وحجارته كيف كسرت خرج منها صورة شجرة العليق وعليه كان الخطاب الثاني لموسى عليه
السلام عند خروجه من مصر ببني إسرائيل وبلسان النبط كل جبل يقال له طور فإذا كان
عليه نبت وشجر قيل طور سيناء
والطور جبل بعينه مطل على طبرية الأردن بينهما أربعة فراسخ على رأسه بيعة واسعة
محكمة البناء موثقة الأرجاء يجتمع في كل عام بحضرتها سوق ثم بنى هناك الملك المعظم
عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب قلعة حصينة وأنفق عليها الأموال الجمة
وأحكمها غاية الإحكام فلما كان في سنة 651 وخرج الأفرنج من وراء البحر طالبين
للبيت المقدس أمر بخرابها حتى تركها كأمس الدابر وألحق البيت المقدس بها في الخراب
فهما إلى هذه الغاية خراب
و الطور أيضا جبل عند كورة تشتمل على عدة قرى تعرف بهذا الاسم بأرض مصر القبلية
وبالقرب منها جبل فاران هذا ما بلغنا في الطور غير مضاف فأما المضاف فيأتي
طوران بضم أوله وآخره نون من قرى هراة ينسب إليها أبو سعد خالد بن الربيع بن أحمد
بن أبي الفضل ابن أبي عاصم بن محمد بن الحسن المالكي الكاتب الطوراني وكان من
أفاضل خراسان له بديهة في النظم والنثر ذكره السمعاني في التحبير ووصفه بالفضل
وسمع الحديث وقال أنشدني لنفسه قالوا تنفس صبح ليلك فانتبه عن نوم غيك إن ليلك
ذاهب فحسبت أعوامي فقلت صدقتم صبح كما قلتم ولكن كاذب و طوران أيضا ناحية قصبتها
قصدار من أرض السند وهي مدينة صغيرة لها رساتيق وخصب وقرى ومدن
و طوران أيضا ناحية المدائن قال زهرة بن حوية أيام الفتوح ألا بلغا عني أبا حفص
آية وقولا له قول الكمي المغاور بأنا أثرنا أن طوران كلهم لدى مظلم يهفو بحمر
الصراصر قريناهم عند اللقاء بواترا تلالا وتسنو عند تلك الحرائر
طور زيتا الجزء الثاني بلفظ الزيت من الأدهان وفي آخره ألف علم مرتجل لجبل بقرب
رأس عين عند قنطرة الخابور على رأسه شجر زيتون
عذي
يسقيه المطر ولذلك سمي طور زيتا وفي فضائل البيت المقدس وفيه طور زيتا وقد مات في
جبل طور زيتا سبعون ألف نبي قتلهم الجوع والعري والقمل وهو مشرف على المسجد وفيما
بينهما وادي جهنم ومنه رفع عيسى بن مريم عليه السلام وفيه ينصب الصراط وفيه صلى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه قبور الأنبياء قال البشاري وجبل زيتا مطل على
المسجد شرقي وادي سلوان وهو وادي جهنم
طور سيناء بكسر السين ويروى بفتحها وهو فيهما ممدود قال الليث طور سيناء جبل وقال
أبو إسحاق قيل إن سيناء حجارة والله أعلم اسم المكان فمن قرأ سيناء على وزن صحراء
فإنها لا تنصرف ومن قرأ سينا فهي ههنا اسم للبقعة فلا تنصرف أيضا وليس في كلام
العرب فعلاء بالكسر ممدود وهو اسم جبل بقرب أيلة وعنده بليد فتح في زمن النبي صلى
الله عليه و سلم سنة تسع صلحا على أربعين دينارا ثم فورقوا على دينار كل رجل
فكانوا ثلاثمائة رجل وما أظنه إلا الذي تقدم ذكره بأنه كورة بمصر وقال الجوهري طور
سيناء جبل بالشام وهو طور أضيف إلى سيناء وهو شجر وكذلك طور سينين قال الأخفش
السينين شجر واحدتها سينية قال وقرىء طور سيناء وسيناء بالفتح والكسر والفتح أجود
في النحو لأنه بني على فعلاء والكسر رديء في النحو لأنه ليس في أبنية العرب فعلاء
ممدود مكسور الأول غير مصروف إلا أن تجعله أعجميا وقال أبو علي إنما لم يصرف لأنه
جعل اسما للبقعة وقال شيخنا أبو البقاء رحمه الله أما سينا وقد ذكرنا كلامه في
سينا من هذا الكتاب
طور عبدين بفتح العين وسكون الباء ثم دال مكسورة وباء مثناة من تحت ونون بليدة من
أعمال نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها المتصل بجبل الجودي وهي قصبة كورة فيه قال
الشاعر ملك الحضر والفرات إلى دج لة طرا والطور من عبدين
طورق قرية من نواحي أبيورد فيها القاضي أبو سعد أحمد بن نصر الطورقي الأبيوردي كان
من أهل العلم والفضل تفقه بنيسابور وسمع القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد
الحيري النيسابوري وولادته في حدود سنة 004 روى عنه أبو سعيد عبد الملك بن محمد
الأبوني وغيره
طورك سكة ببلخ منها عمر بن علي بن أبي الحسين بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن حفص
الشيخي الطوركي البلخي المعروف بأديب شيخ من أهل بلخ يسكن سكة طورك شيخ صالح عفيف
قرأ عليه جماعة من الأدباء سمع أبا القاسم محمد بن أحمد المليكي وأبا جعفر محمد بن
الحسين السمنجاني الإمام كتب عنه أبو سعد ببلخ ومولده في رجب إما سنة 046 أو 704
ببلخ الشك منه وتوفي بها يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة 845
طور هارون جبل عال مشرف في قبلي البيت المقدس فيه قبر هارون لأنه أصعد إليه مع
أخيه فلم يعد فاتهمت بنو إسرائيل موسى بقتله فدعا الله حتى أراهم تابوته بين
الفضاء على رأس ذلك الجبل ثم غاب عنهم كذا يقول اليهود فسمي طور هارون لذلك
طورين بعد الراء المكسورة ياء مثناة من تحت ونون قرية من قرى الري
طوسان
بضم أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وآخره نون لا ريب في أنه أعجمي ويوافقه من
العربية قال ابن الأعرابي الطوس بالفتح القمر والطوس بالضم دواء ودوام الشيء وهي
قرية بينها وبين مرو الشاهجان فرسخان قد نسب إليها قوم من أهل الرواية
طوس قال بطليموس طول طوس إحدى وثمانون درجة وعرضها سبع وثلاثون وهي في الإقليم
الرابع إن شئت صرفته لأن سكون وسطه قاوم إحدى العلتين واشتقاقه في الذي قبله وهي
مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما
الطابران وللأخرى نوقان ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان بن عفان رضي
الله عنه وبها قبر علي بن موسى الرضا وبها أيضا قبر هارون الرشيد وقال مسعر بن
المهلهل وطوس أربع مدن منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان وبها آثار أبنية
إسلامية جليلة وبها دار حميد بن قحطبة ومساحتها ميل في مثله وفي بعض بساتينها قبر
علي بن موسى الرضا وقبر الرشيد وبينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم محكم البنيان لم
أر مثله علو جدران وإحكام بنيان وفي داخله مقاصير تتحير في حسنها الأوهام وآزاج
وأروقة وخزائن وحجر للخلوة وسألت عن أمره فوجدت أهل البلد مجمعين على أنه من بناء
بعض التبابعة وأنه كان قصد بلد الصين من اليمن فلما صار إلى هذا المكان رأى أن
يخلف حرمه وكنوزه وذخائره في مكان يسكن إليه ويسير متخففا فبنى هذا القصر وأجرى له
نهرا عظيما آثاره بينة وأودعه كنوزه وذخائره وحرمه ومضى إلى الصين فبلغ ما أراد
وانصرف فحمل بعض ما كان جعله في القصر وبقيت له فيه بعد أموال وذخائر تخفى أمكنتها
وصفات مواضعها مكتوبة معه فلم يزل على هذه الحال تجتاز به القوافل وتنزله السابلة
ولا يعلمون منه شيئا حتى استبان ذلك واستخرجه أسعد بن أبي يعفز صاحب كحلان في
أيامنا هذه لأن الصفة كانت وقعت إليه فوجه قوما استخرجوها وحملوها إليه إلى اليمن
وقد خرج من طوس من أئمة أهل العلم والفقه ما لا يحصى وحسبك بأبي حامد محمد بن محمد
بن محمد الغزالي الطوسي وأبي الفتوح أخيه وأما الغزالي أبو حامد فهو الإمام
المشهور صاحب التصانيف التي ملأت الأرض طولا وعرضا قرأ على أبي المعالي الجويني
ودرس بالنظامية بعد أبي إسحاق ونال من الدنيا أربه ثم انقطع إلى العبادة فحج إلى
بيت الله الحرام وقصد الشام وأقام بالبيت المقدس مدة وقيل إنه قصد الإسكندرية
وأقام بمنارتها ثم رجع إلى طوس وانقطع إلى العبادة فألزمه فخر الملك بن نظام الملك
بالتدريس بمدرسته في نيسابور فامتنع وقال أريد العبادة فقال له لا يحل لك أن تمنع
المسلمين الفائدة منك فدرس ثم ترك التدريس ولزم منزله بطوس حتى مات بالطابران منها
في رابع عشر جمادى الآخرة سنة 505 ودفن بظاهر الطابران وكان مولده سنة 054 ورثاه
الأديب الأبيوردي فقال بكى على حجة الإسلام حين ثوى من كل حي عظيم القدر أشرفه وما
لمن يمتري في الله عبرته على أبي حامد لاح يعنفه تلك الرزية تستهوي قوى جلدي
والطرف تسهره والدمع تنزفه فما له خلة في الزهد منكرة ولا له شبه في الخلق نعرفه
مضى
وأعظم مفقود فجعت به من لا نظير له في الخلق يخلفه ومنها تميم بن محمد بن طمغاج
أبو عبد الرحمن الطوسي صاحب المسند الحافظ رحل وسمع بحمص سليمان بن سلمة الخياري
وبمصر محمد بن رمح وغيره وبالجبال وخراسان إسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى
الماسرجسي وبالعراق عبد الرحمن بن واقد الواقدي وأحمد بن حنبل وهدبة بن خالد
وشيبان بن فروخ روى عنه جماعة منهم علي بن جمشاد العدل وأبو بكر بن إبراهيم بن
البدر صاحب الخلافيات وخلق سواهم وقال الحاكم تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد
الرحمن الطوسي محدث ثقة كثير الحديث والرحلة والتصنيف جمع المسند الكبير ورأيته
عند جماعة من مشايخنا والوزير نظام الملك الحسن بن علي وغيرهم وأهل خراسان يسمون
أهل طوس البقر ولا أدري لم ذلك وقال رجل يهجو نظام الملك لقد خرب الطوسي بلدة غزنة
فصب عليه الله مقلوب بلدته هو الثور قرن الثور في حر أمه ومقلوب اسم الثور في جوف
لحيته وقال دعبل بن علي في قصيدة يمدح بها آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويذكر
قبري علي بن موسى والرشيد بطوس إربع بطوس على قبر الزكي به إن كنت تربع من دين على
وطر قبران في طوس خير الناس كلهم وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قرب
الزكي ولا على الزكي بقرب الرجس من ضرر هيهات كل امرىء رهن بما كسبت يداه حقا فخذ
ما شئت أو فذر
وطوس من قرى بخارى عن أبي سعد ونسب إليها أبا جعفر رضوان بن عمران الطوسي من أهل
بخارى روى عن أسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص روى عنه خلف بن محمد بن
إسماعيل الخيام
طوسن مثل الذي قبله وزيادة نون قرية من قرى بخارى
طوطالقة بضم أوله وسكون ثانيه ثم طاء أخرى وبعد الألف لام مكسورة وقاف بلدة
بالأندلس من إقليم باجة فيها معدن فضة خالصة ينسب إليها عبد الله بن فرج الطوطالقي
النحوي من أهل قرطبة أبو محمد ويقال أبو هارون روى عن أبي علي القالي وأبي عبد
الله الرياحي وابن القوطية ونظرائهم وتحقق بالأدب واللغة وألف كتابا متقنا اختصار
المدونة وتوفي في النصف من رجب سنة 836
طوعة قال أبو زياد ومن مياه بني العجلان طوعة وطويع والله أعلم
طوغات مدينة وقلعة بنواحي أرمينية من أعمال أرزن الروم
طولقة مدينة بالمغرب من ناحية الزاب الكبير من صقع الجريد ينسب إليها عبد الله بن
كعب بن ربيعة
طو بالفتح والتشديد اسم موضع وهو علم مرتجل
طوة كورة من كور بطن الريف من أسفل الأرض بمصر يقال كورة طوة منوف
طويع
قال أبو زياد ومن مياه بني العجلان طوعة وطويع اللذان يقول فيهما القائل نظرت
ودوننا علما طويع ومنقاد المخارم من ذقان
طويلع بضم أوله وبفتح ثانيه ولفظه لفظ التصغير ويجوز أن يكون تصغير عدة أشياء في
اللغة يجوز أن يكون تصغير الطالع وهو من الأضداد يقال طلعت على القوم أطلع طلوعا
فأنا طالع إذا غبت عنهم حتى لا يروك أو أقبلت إليهم حتى يروك روى ذلك أبو عبيد
وابن السكيت وعلى في الأمر بمعنى عن ويجوز أن يكون تصغير الطلاع الذي جاء في
الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أن لي طلاع الأرض لافتديت به من هول
المطلع وطلاعها ملؤها حتى يطالع أهل الأرض فيساويه وقيل طلاع الأرض ما طلعت عليه
الشمس ويجوز أن يكون تصغير الطالع من السهام وهو الذي يقع وراء الهدف ويجوز غير
ذلك وطويلع ماء لبني تميم ثم لبني يربوع منهم
و طويلع هضبة بمكة معروفة عليها بيوت ومساكن لأهل مكة قال أبو منصور هو ركية عادية
بالشواجن عذبة الماء قريبة الرشاء قال السكوني قال شيخ من الأعراب لآخر فهل وجدت
طويلعا أما والله إنه لطويل الرشاء بعيد العشاء مشرف على الأعداء وفيه يقول ضمرة
بن ضمرة النهشلي فلو كنت حربا ما بلغت طويلعا ولا جوفه إلا خميسا عرمرما وقال
الحفصي طويلع منهل بالصمان وفي كتاب نصر طويلع واد في طريق البصرة إلى اليمامة بين
الدو والصمان وفي جامع الغوري طويلع موضع بنجد وقال أعرابي يرثي واحدا وأي فتى
ودعت يوم طويلع عشية سلمنا عليه وسلما رمى بصدور العيس منحرف الفلا فلم يدر خلق
بعدها أين يمما فيا جازي الفتيان بالنعم اجزه بنعماه نعمى واعف إن كان أظلما
طويل البنات بتقديم الباء على النون من البنات ورواه بعضهم بتقديم النون جبل بين
اليمامة والحجاز
الطويلة ضد القصيرة روضة معروفة بالصمان قال أبو منصور وقد رأيتها وكان عرضها قدر
ميل في طول ثلاثة أميال وفيها مساك لماء السماء إذا امتلأ شربوا منه الشهر
والشهرين
الطوي بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء وهي البئر المطوية بالحجارة وجمعها أطواء وهو
جبل وبئار في ديار محارب ويقال للجبل قرن الطوي وقد ذكره زهير وعنترة العبسي في
شعرهما وقال الزبير بن أبي بكر الطوي بئر حفرها عبد شمس بن عبد مناف وهي التي
بأعلى مكة عند البيضاء دار محمد بن سيف فقالت سبيعة بنت عبد شمس إن الطوي إذا
ذكرتم ماءها صوب السحاب عذوبة وصفاء
باب الطاء والهاء وما يليهما
طهران بالكسر ثم السكون وراء وآخره نون وهي عجمية وهم يقولون تهران لأن الطاء ليست
في لغتهم وهي من قرى الري بينهما نحو فرسخ حدثني الصادق من أهل الري أن طهران قرية
كبيرة مبنية تحت الأرض لا سبيل لأحد عليهم إلا بإرادتهم
ولقد
عصوا على السلطان مرارا فلم يكن له فيهم حيلة إلا بالمداراة وإن فيها اثنتي عشرة
محلة كل واحدة تحارب أختها ولا يدخل أهل هذه المحلة إلى هذه وهي كثيرة البساتين
مشتبكة وهي أيضا تمنع أهلها قال وهم مع ذلك لا يزرعون على فدن البقر وإنما يزرعون
بالمرور لأنهم كثيرو الأعداء ويخافون على دوابهم من غارة بعضهم على بعض والله
المستعان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني سمع عبد الرزاق بن همام
وغيره روى عنه الأئمة قال أبو سعيد ابن يونس كان من أهل الرحلة في طلب الحديث وكان
ثقة صاحب حديث يفهم قدم مصر وخرج عنها فكانت وفاته بعسقلان من أرض الشام سنة 261
وقال أحمد بن عدي سمعت منصورا الفقيه يقول لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون
مثله في الفضل غير ثلاثة فذكر أولهم محمد بن حماد الطهراني لأنه كان قد سار إلى
مصر وحدث بها وكان بالشام يسكن عسقلان
و طهران أيضا من قرى أصبهان خرج منها أيضا جماعة من المحدثين منهم عقيل بن يحيى
الطهراني أبو صالح كان ثقة حدث عن ابن عيينة ويحيى القطان توفي سنة 852 وإبراهيم
بن سليمان أبو بكر الطهراني كان من طهران أصبهان أيضا سمع إبراهيم بن نصر وغيره
وسعيد بن مهران بن محمد الطهراني أصبهاني أيضا سمع عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي
وعلي بن رستم بن المطيار الطهراني أصبهاني أيضا عم أبي علي أحمد بن محمد بن رستم
يكنى أبا الحسن سمع لوينا محمد بن سليمان وغيره وعلي بن يحيى الطهراني أصبهاني
أيضا سمع قتيبة بن مهران الأصبهاني ومحمد بن محمد بن صخر بن سدوس الطهراني التميمي
أصبهاني أيضا يكنى أبا جعفر ثقة وكان من الصالحين سمع أبا عبد الرحمن المقرىء وأبا
عاصم النبيل وخلاد بن يحيى وغيرهم وناجية بن سدوس أبو القاسم الطهراني أصبهاني
أيضا وأبو نصر محمود بن عمر بن إبراهيم بن أحمد الطهراني حدث عن ابن مردويه سمع
منه أبو الفضل المقدسي
طهرمس بالضم وسكون الراء وضم الميم وآخره سين مهملة قرية بمصر
الطهمانية قد اختلف في المطهم اختلافا كثيرا وبعض جعله صفة محمودة وبعض جعلها
مذمومة يطول شرح ذلك والطهمة لون يجاوز السمرة وهي قرية نسبت إلى رجل اسمه طهمان
طهنة بكسر أوله وسكون ثانيه ثم نون مهملة في كلام العرب وهي لفظة قبطية اسم لقرية
بالصعيد وهي طهنة واهية قريتان متقاربتان بشرقي النيل قرب أنصنا بالصعيد
طهنهور بفتح أوله وثانيه وسكون النون وآخره راء قرية على غربي النيل بالصعيد يقال
لها طهنهور السدر
طهيان بالتحريك ثم ياء مثناة من تحت وآخره نون يقال طهت الإبل تطهى طهيا إذا
انتشرت فذهبت في الأرض وموضعها طهيان والطهيان اسم قلة جبل بعينه قال نصر باليمن
أنشد الباهلي للأحول الكندي ليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على الطهيان
باب الطاء والياء وما يليهما
الطيب بالكسر ثم السكون وآخره باء موحدة بلفظ الطيب وهو الرائحة الطيبة التي يتبخر
بها أو
يتضمخ
ويتطيب بليدة بين واسط وخوزستان وأهلها نبط إلى الآن ولغتهم نبطية حدثني داود بن
أحمد بن سعيد الطيبي التاجر رحمه الله قال المتعارف عندنا أن الطيب من عمارة شيث
بن آدم عليه السلام وما زال أهلها على ملة شيث وهو مذهب الصابئة إلى أن جاء الإسلام
فأسلموا وكان فيها عجائب من الطلسمات منها ما بطل ومنها ما هو باق إلى الآن فمنها
أنه لا يدخلها زنبور إلا مات وإلى قريب من زماننا ما كان يوجد فيها حية ولا عقرب
ولا يدخلها إلى يومنا هذا غراب أبقع ولا عقعق قال و الطيب متوسط بين واسط وخوزستان
وبينها وبين كل واحدة منهما ثمانية عشر فرسخا وقد نسب إليها جماعة من العلماء منهم
أحمد ابن إسحاق بن بنجاب الطيبي وبكر بن محمد بن جعفر الطيبي وأبو عبد الله الحسين
بن الضحاك بن محمد الأنماطي الطيبي روى عن أبي بكر الشافعي وغير هؤلاء
الطيبة بتشديد الياء قريتان إحداهما يقال لها الطيبة وزكيوه من السمنودية والأخرى
من كورة الأشمونين بالصعيد
طيبة بالفتح ثم السكون ثم الباء موحدة وهو اسم لمدينة رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقال لها طيبة وطابة من الطيب وهي الرائحة الحسنة لحسن رائحة تربتها فيما قيل
والطاب والطيب لغتان وقيل من الشيء الطيب وهو الطاهر الخالص لخلوصها من الشرك
وتطهيرها منه قال الخطابي لطهارة تربتها وهذا لا يختص بهناك لأن الأرض كلها مسجد
وطهور وقيل لطيبها لساكنيها ولأمنهم ودعتهم فيها وقيل من طيب العيش بها من طاب
الشيء إذا وافق وقال صرمة الأنصاري فلما أتانا أظهر الله دينه وأصبح مسرورا بطيبة
راضيا وقال الفضل بن العباس اللهبي وعلى طيبة التي بارك الل ه عليها بخاتم
الأنبياء قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي بن برد الخيار عن خالد عن
الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت صعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر وكان لا يصعده
إلا يوم جمعة فأنكر الناس ذلك فكانوا بين قائم وجالس فأومأ النبي صلى الله عليه و
سلم إليهم بيده أن اجلسوا ثم قال إني لم أقم بمقامي هذا إلا لأمر ينغضكم ولكن
تميما الداري أخبرني أن بني عم له كانوا في البحر فأخذتهم ريح عاصف فألجأتهم إلى
جزيرة فإذا هم بشيء أسود أهدب كثير الشعر فقالوا ما أنت فقالت أنا الجساسة فقالوا
أخبرينا فقالت ما أنا بمخبرتكم بشيء ولكن عليكم بهذا الدير فإن فيه رجلا هو
بالأشواق إلى محادثتكم فدخلوا فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق شديد التشكي مظهر
للحزن فسألهم من أي العرب أنتم فقالوا نحن قوم من العرب من أهل الشام قال فما فعل
الرجل الذي خرج فيكم قلنا بخير قاتله قومه فظهر عليهم قال فما فعلت عين زغر قالوا
يشربون منها ويسقون قال فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا يطعم جناه في كل حين
قال فما فعلت بحيرة طبرية قالوا يتدفق جانباها فزفر ثلاث زفرات ثم قال لو قد أفلت
من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي إلا طيبة فإنه ليس لي عليها سلطان ثم
قال النبي صلى الله عليه و سلم إلى هذه انتهى فرحي هذه طيبة والذي نفس محمد بيده
ما فيها طريق واسع
ولا
دقيق ولا سهل ولا جبل إلا عليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة وقال أبو عبيد الله
بن قيس الرقيات يا من رأى البرق بالحجاز فما أقبس أيدي الولائد الضرما لاح سناه من
نخل يثرب فال حرة حتى أضا لنا إضما أسقى به الله بطن طيبة فال روحاء فالأخشبين
فالحرما أرض بها تثبت العشيرة قد عشنا وكنا من أهلها علما
طيبة بكسر أوله والباقي مثل الذي قبله كأنه واحدة الطيب اسم من أسماء زمزم
و الطيبة أيضا قرية كانت قرب زرود
طيخ بالفتح موضع بأسفل ذي المروة وذو المروة بين خشب ووادي القرى قال كثير فوالله
ما أدري أطيخا تواعدوا لتم ظم أم ماء حيدة أوردوا
طيخة بخاء معجمة موضع من أسافل ذي المروة بين ذي خشب ووادي القرى وقيل هو بحاء
مهملة
طير بكسر أوله وسكون ثانيه يجوز أن يكون من باب إصمت وأطرقا وهو موضع كان فيه يوم
من أيام العرب كأنهم لما هربوا منه بني له اسم مما لم يسم فاعله أي طاروا مثل
الطير هربا
طيرا بكسر أوله وسكون ثانيه بوزن الشيزى وهي من قرى أصبهان نسب إليها أبو العباس
أحمد بن محمد بن علي بن متة الطيراني له رحلة في طلب الحديث سمع الكثير ولم يحدث
إلا باليسير سمع أبا عبيدة عبد الله بن محمد بن الحسن بن زياد الجهرمي روى عنه أبو
بكر بن مردويه ومحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد الطيراني أبو
بكر الأنصاري الشيخ الصالح الثقة صاحب سنة وصلابة في الدين كتب عنه أهل الحديث
وكان كثير الكتابة أحد الأثبات حسن التصانيف مات في سنة 324 قاله يحيى بن مندة في
تاريخ أصبهان
طيرة بكسر أوله وسكون ثانيه وراء والطيرة التطير من قوله عليه الصلاة و السلام لا
عدوى ولا طيرة والأصل تحريك الياء كمثل العنبة ولكنه خفف وهو قرية بدمشق ينسب
إليها الحسن بن علي بن سلمة الطيري أبو القاسم المزي روى عن أبي الجهم أحمد بن
الحسين بن طلاب المشغراني وأبي جعفر محمد بن القاسم بن عبد الخالق المؤذن ومحمد بن
أحمد بن فياض روى عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة الحراني وأبو نصر بن الجبان وقال
الشيخ زين الأمناء بن عباد بدمشق عدة قرى يقال لكل واحدة منها طيرة بني فلان
والنسبة إليها طيري منها علي بن سليمان بن سلمة أبو الحسن المزي الطيري حدث عن أبي
بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري روى عنه عبد الرحمن بن علي بن نصر
طيزناباذ بكسر أوله وسكون ثانيه ثم زاي مفتوحة ثم نون وبعد ألفها باء موحدة وآخره
ذال معجمة والذي يظهر لي في اشتقاقه وسبب تسميته بهذا الاسم أنه من عمارة الضيزن
والد النضيرة بنت الضيزن ملك الحضر وأن الفرس ليس في كلامهم الضاد فتكلموا بها
بالطاء فغلب عليها ومعناه عمارة الضيزن لأن أباذ العمارة ثم وقفت بعدما كتبت هذا
بمدة على كتاب الفتوح للبلاذري فوجدت فيه قالوا كانت طيزناباذ تدعى ضيزناباذ نسبت
إلى ضيزن بن معاوية بن عمرو بن العبيد السليحي قال الكلبي الضيزن معاوية بن
الاحرام بن سعد بن سليح بن حلوان
بن
عمران بن الحاف بن قضاعة فاستحسنت لنفسي صدق ما ظهر لي فتركته على ما كان وهي
عجمية موضع بين الكوفة والقادسية على حافة الطريق على جادة الحاج وبينها وبين
القادسية ميل كانت إقطاعا للأشعث بن قيس بن عمر بن الخطاب وكانت من أنزه المواضع
محفوفة بالكروم والشجر والحانات والمعاصر وكانت أحد المواضع المقصودة للهو
والبطالة وهي الآن خراب لم يبق بها إلا أثر قباب يسمونها قباب أبي نواس ولأهل
الخلاعة فيها أخبار يطول ذكرها وقال أبو نواس يذكرها قالوا تنسك بعد الحج قلت لهم
أرجو الإله وأخشى طيزناباذا أخشى قضيب كرم أن ينازعني فضل الخطام وإن أسرعت إغذاذا
فإن سلمت وما قلبي على ثقة من السلامة لم أسلم ببغداذا ما أبعد النسك من قلب تقسمه
قطربل فقرى بنا فكلواذى قال علي بن يحيى حدثني محمد بن عبيد الله الكاتب قال قدمت
من مكة فلما صرت إلى طيزناباذ ذكرت قول أبي نواس حيث قال بطيزناباذ كرم ما مررت به
إلا تعجبت ممن يشرب الماء إن الشراب إذا ما كان من عنب داء وأي لبيب يشرب الداء
فهتف بي هاتف أسمع صوته ولا أراه فقال وفي الجحيم حميم ما تجرعه خلق فأبقى له في
البطن أمعاء
طيسانية بالكسر ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف نون وباء مثناة من تحت خفيفة بلدة
بالأندلس من أعمال إشبيلية
طيسفون بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وفاء وآخره نون هي مدينة كسرى التي فيها
الإيوان بينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ قال حمزة وأصلها طوسفون فعربت على طيسفون
وطيسفونج قرية مقابل النعمانية وبها آثار خراب باق إلى الآن فعلى هذا لا يكون
طيسفون مدينة الإيوان
و طيسفون أيضا قرية بمرو
الطيطوانة بتكرير الطاء وواو وبعدها ألف ثم نون بلدة من أعمال أرمينية
طيفور بفتح أوله وسكون ثانيه ثم فاء مضمومة وواو ساكنة ثم راء اسم لطير صغير عن
الأزهري واسم موضع أيضا
طيفوراباذ من قرى أصبهان قال يحيى بن مندة أحمد بن محمد بن إبراهيم الطيفوراباذي
أبو الفتح حدث عن محمد بن إبراهيم المقرىء وكتب عنه وطيفوراباذ بهمذان نسب إليها
أحمد بن الحسين بن علي الخياط أبو العباس الطيفوراباذي يعرف بابن الحداد روى عن
الفضل بن الفضل الكندي وغيره روى عنه طاهر بن أحمد البصير وكان ثقة قال شيرويه بن
شهردار إن طاهر بن عبد الله بن عمر بن يحيى بن عيسى بن ماهلة أبا بكر الزاهد توفي
في صفر سنة 204 وقبر في مقابر نشيط في همذان واليوم قبره ظاهر يزار ومسجده إلى جنب
داره بطيفوراباذ فهذا يدل على أن طيفوراباذ محلة بهمذان وهي غير التي ذكرها ابن
مندة وذكر في ترجمة محمد بن طاهر بن يمان بن الحسن النجار أبي العلاء العابد
المعروف بابن الصباغ أنه مات سنة 485 ودفن في
مقابر
نشيط على ظهر الطريق التي يؤخذ منها إلى طيفوراباذ وهذا يحقق أنها بهمذان
طيلسان بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة وسين مهملة وآخره نون قال الليث الطلس
والطلسة مصدر الأطلس من الذئاب وهو الذي تساقط شعره وهو أخبث ما يكون قال
والطيلسان بفتح اللام منه ويكسر ولم أسمع فيعلان بكسر العين إنما يكون مضموما
كالخيزران والحيسمان ولكن لما صارت الكسرة والضمة أختين اشتركتا في مواضع كثيرة
ودخلت الكسرة مدخل الضمة قال الأصمعي الطيلسان معرب فارسي وأصله تالشان وطيلسان
إقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحي الديلم والخزر افتتحه الوليد بن عقبة في
سنة 53
الطين بلفظ الطين من التراب عقبة الطين من نواحي فارس لها ذكر في الفتوح
و قصر الطين من قصور الحيرة
الطينة بلفظ واحدة الطين بكسر أوله وسكون ثانيه ونون بليدة بين الفرما وتنيس من
أرض مصر ينسب إليها أبو الحسن علي بن منصور الطيني روى عنه أبو مطر الإسكندراني
والله الموفق للصواب
ظ
باب الظاء والألف وما يليهما
الظاهر خطة كبيرة بمصر بالفسطاط سميت بذلك لأن عمرو بن العاص لما رجع من
الإسكندرية واختط الفسطاط تأخر عنه جماعة من القبائل بالإسكندرية ثم لحقوا
بالفسطاط وقد اختط الناس ولم يبق لهم موضع فشكوا ذلك إلى عمرو بن العاص وكان قد
ولي الخطط معاوية بن حديج فأمره بالنظر لهم فقال للقادمين أرى لكم أن تظهروا على
القبائل فتتخذوا منزلا ظاهرا عنهم ففعلوا ونزلوا هذا الموضع وسموه الظاهر فقال
كردويه بن عمرو الأزدي ثم الرهني ظهرنا بحمد الله والناس دوننا كذلك مذ كنا إلى
الخير نظهر
الظاهرية قريتان بمصر منسوبتان إلى الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم ملك مصر
إحداهما من كورة الغربية والأخرى من كورة الجيزة قال أبو الأشهب عبد العزيز بن
داود العامري وجاورت في مصر لو تعلمي ن حيا من الأزد في الظاهر هنالك غثنا فما
مثلهم لطارق ليل ولا زائر تراني أبختر في دارهم كأني بدار بني عامر
الظاهرة من قرى اليمامة عن الحفصي والله أعلم
باب الظاء والباء وما يليهما
الظباء بضم أوله والمد وربما روي بالكسر والمد أيضا وهو رمل أو موضع قال الأديبي
وعلى هذا قوله أساريع ظبي كأنه جمع بما حوله وقال الأصمعي واحدتها ظبية وقال ابن
الأنباري ظباء اسم كثيب بعينه وقال المرزوقي من رواه بضم الظاء فهو منعرج الوادي
والواحدة ظبة ويكون هذا أحد الجموع التي جاءت على فعال نحو رخال وظؤار وقال أبو
بكر بن حازم الظباء بالضم واد
بتهامة
قال أبو ذؤيب عرفت الديار لأم الدهين بين الظباء فوادي عشر وقال السكري الظباء واد
وموضع ومف الظباء منعرج الوادي الواحدة ظبة
الظباء بالكسر والمد وهو جمع واحدته ظبية وتشترك فيه الظبية مؤنثة الظبي وهو
الغزال والظبية حياء الناقة والظبية شبه العجلة والمزادة مثل الجراب يجعل فيه
الطيب وغيره ويقال للكلية ظبية ومرج الظباء موضع بعينه
ظبة بضم أوله وتخفيف ثانيه بلفظ ظبة السيف وهو حده اسم موضع عن ابن الأعرابي
ظبيان بلفظ تثنية الظبي رأس ظبيان جبل باليمن
ظبية واحدة الظباء موضع في ديار جهينة وفي حديث عمرو بن حزم قال كتب رسول الله صلى
الله عليه و سلم هذا ما أعطى محمد النبي عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة إلى
ظبية إلى الجعلات إلى جبل القبلية لا يحاقه فيه أحد فمن حاقه فلا حق له ولا حقه حق
وكتب العلاء بن عقبة و ظبية أيضا موضع بين ينبع وغيقة بساحل البحر ويضاف إليه ذو
قال كثير تمر السنون الخاليات ولا أرى بصحن الشبا أطلالهن تبيد فغيقة فالأكفال
أكفال ظبية تظل بها أدم الظباء ترود أكفال الجبال مآخيرها
و ظبية أيضا ماءة لبني أبي بكر بن كلاب قديمة وجبلهم أبراد بين الظبية والحوأب
و ظبية أيضا ماءة لبني سحيم وبني عجل باليمامة
ظبية بالضم ثم السكون وياء مثناة من تحت خفيفة وما أراه إلا علما مرتجلا لا أعرف
له معنى هكذا ضبطه أهل الإتقان وهو عرق الظبية قال الواقدي هو من الروحاء على
ثلاثة أميال مما يلي المدينة وبعرق الظبية مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم وقال
ابن إسحاق في غزوة بدر مر عليه الصلاة و السلام على السيالة ثم على فج الروحاء ثم
على شنوكة وهي الطريق المعتدلة حتى إذا كان بعرق الظبية قال السهيلي الظبية شجرة
تشبه القتادة يستظل بها وجمعها ظبيان على غير قياس وفي كتاب نصر عرق الظبية بين
مكة والمدينة قرب الروحاء وقيل هي الروحاء بنفسها
ظبية تصغير ظبية اسم موضع في شعر حاجز الأزدي وأخلق به أن يكون في بلاد قومه قال
أعرابي لنار من ظبية موقدوها بمرتحل على الساري بعيد يشب وقودها والليل داج بأهضام
يمانية وعود أحب إلي من نار أراها ببابل عند مجتمع الجنود
ظبي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء بلفظ الظبي الغزال قيل هو اسم رملة وقيل
بلد قريب من ذي قار وبه فسر قول امرىء القيس وتعطو برخص غير شئن كأنه أساريع ظبي
أو مساويك إسحل وقيل هو ظبى بضم الظاء وفتح الباء فجعله
امرؤ
القيس بفتح الظاء وسكون الباء وغير بنيته للضرورة وهو أحسن بلاد الله أساريع وهو
دود أحمر يشبه به أصابع النساء لأن أساريعه مفصلة الألوان بياضا وحمرة
و قرن ظبي جبل نجدي في ديار بني أسد بين السعدية ومعاذة عن نصر
و ظبي ماء لغطفان ثم لبني جحاش بن سعد بن ذبيان بالقرب من معدن بني سليم
و ظبي واد لبني تغلب
و عين ظبي موضع بين الكوفة والشام قال امرؤ القيس وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا قيل
ظبي أرض لكلب ويروى قرن ظبي
ظبي تصغير ظبي الذي قبله ماء في أرض الحجاز بينه وبين النقرة يوم منحرف عن جادة
حاج العراق
ظبى بضم أوله وتشديد ثانيه وإمالة الألف إلى الياء لفظة نبطية ناحية من سواد
العراق قريبة من المدائن والله أعلم بالصواب
باب الظاء والراء وما يليهما
ظراء بالفتح والمد يقال أصاب المال الظراء فأهزله وهو جمود الماء لشدة البرد قال
أبو عمرو ظرى بطنه إذا لان وظري الرجل إذا كاس والظراء جبل في بلاد هذيل في كتاب
هذيل في حديث وكان بنو نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة بأسفل
دفاق فأصبحوا ظاعنين وتواعدوا ماء ظراء وذكر باقي الحديث وقال تأبط شرا أبعد
النفاثيين أزجر طائرا وآسى على شيء إذا هو أدبرا أنجبل في بلاد هذيل في كتاب هذيل
في حديث وكان بنو نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة بأسفل دفاق
فأصبحوا ظاعنين وتواعدوا ماء ظراء وذكر باقي الحديث وقال تأبط شرا أبعد النفاثيين
أزجر طائرا وآسى على شيء إذا هو أدبرا أنهنه رحلي عنهم وإخالهم من الذل بعرا
بالتلاعة أعفرا ولو نالت الكفار أصحاب نوفل بمهمة ما بين ظرء وعرعرا
ظران كذا ذكره العمراني ولا أدري ما أصله وقال هو موضع في شعر زهير
ظراة بالفتح هو مثل الأول في معنا موضع
ظرب بفتح أوله وكسر ثانيه والظرب واحد الظراب وهي الروابي الصغار قال الليث الظرب
من الحجارة ما كان أصله ناتئا في جبل أو أرض حزنة وكان طرفه الناتىء محدودا وإذا
كان خلفه الجبل سمي ظربا وقال أبو زياد الظرب هو جبل محدد في السماء ليس فيه واد
ولا شعبة ولا يكون إلا أسود و ظرب لبن موضع كان فيه يوم من أيام العرب
و الظرب اسم بركة في طريق مكة بعد أحساء بني وهب على ميلين بين القرعاء وواقصة
ظريبة تصغير ظربة واحدة ظرب وقد فسر أيضا كان عمرو وخالد ابنا سعيد بن العاصي بن
أمية بن عبد شمس قد أسلما وهاجرا إلى أرض الحبشة فقال لهما أخوهما أبان بن سعيد بن
العاصي وكان أبوهم سعيد بن العاصي قد هلك بالظريبة من ناحية الطائف في مال له بها
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد لما يفتري في الدين عمرو وخالد أطاعا بنا أمر النساء
فأصبحا يعينان من أعدائنا كل ناكد فأجابه أخوه خالد بن سعيد فقال أخي ما أخي لا
شاتم أنا عرضه ولا هو عن سوء المقالة مقصر
يقول
إذا اشتدت عليه أموره ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله
وأقبل على الأدنى الذي هو أفقر
ظريب بفتح أوله وكسر ثانيه هو فعيل من الذي قبله موضع كانت طيء تنزله قبل حلولها
بالجبلين فجاءهم بعير ضرب في إبلهم فتبعوه حتى قدم بهم الجبلين كما ذكرناه في أجإ
فنزلوا بهما فقال رجل منهم اجعل ظريبا كحبيب ينسى لكل قوم مصبح وممسى وقال معبد بن
قرط ألا يا عين جودي بالصبيب وبكي إن بكيت بني عجيب وكانوا إخوة لبني عداء ففرق
بينهم يوم عصيب فقد تركوا منازلهم وبادوا كمنزل ظبي مبني ظريب
باب الظاء والفاء وما يليهما
ظفار في الإقليم الأول وطولها ثمان وسبعون درجة وعرضها خمس عشرة درجة بفتح أوله
والبناء على الكسر بمنزلة قطام وحذار وقد أعربه قوم وهو بمعنى اظفر أو معدول عن
ظافر وهي مدينة باليمن في موضعين إحداهما قرب صنعاء وهي التي ينسب إليها الجزع
الظفاري وبها كان مسكن ملوك حمير وفيها قيل من دخل ظفار حمر قال الأصمعي دخل رجل
من العرب على ملك من ملوك حمير وهو على سطح له مشرف فقال له الملك ثب فوثب فتكسر
فقال الملك ليس عندنا عربيت من دخل ظفار حمر قوله ثب أي اقعد بلغة حمير وقوله
عربيت يريد العربية فوقف على الهاء بالتاء وهي لغة حمير أيضا في الوقف ووجد على
أركان سور ظفار مكتوبا لمن ملك ظفار لحمير الأخيار لمن ملك ظفار للحبشة الأشرار
لمن ملك ظفار لفارس الأحبار لمن ملك ظفار لحمير سيحار أي يرجع إلى اليمن وقد قال
بعضهم إن ظفار هي صنعاء نفسها ولعل هذا كان قديما فأما ظفار المشهورة اليوم فليست
إلا مدينة على ساحل بحر الهند بينها وبين مرباط خمسة فراسخ وهي من أعمال الشحر
وقريبة من صحار بينها وبين مرباط وحدث رجل من أهل مرباط أن مرباط فيها المرسى
وظفار لا مرسى بها وقال لي إن اللبان لا يوجد في الدنيا إلا في جبال ظفار وهو غلة
لسلطانها وإنه شجر ينبت في تلك المواضع مسيرة ثلاثة أيام في مثلها وعنده بادية
كبيرة نازلة ويجتنيه أهل تلك البادية وذاك أنهم يجيئون إلى شجرته ويجرحونها
بالسكين فيسيل اللبان منه على الأرض ويجمعونه ويحملونه إلى ظفار فيأخذ السلطان
قسطه ويعطيهم قسطهم ولا يقدرون أن يحملوه إلى غير ظفار أبدا وإن بلغه عن أحد منهم
أنه يحمله إلى غير بلده أهلكه
ظفر اسم موضع قرب الحوأب في طريق البصرة إلى المدينة اجتمع عليه فلال طليحة يوم
بزاخة وقال نصر ظفر بضم أوله وسكون ثانيه موضع إلى جنب الشميط بين المدينة والشام
من ديار فزارة هناك قتلت أم قرفة واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر كانت تؤلب على
رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان لها اثنا عشر ولدا قد رأس وكانت يوم بزاخة
تؤلب الناس واجتمع إليها فلال طليحة فقتلها خالد وبعث رأسها إلى أبي بكر
فعلقه
فهو أول رأس علق في الإسلام فيما زعموا
الظفرية بالتحريك والنسبة محلة بشرقي بغداد كبيرة وإلى جانبها محلة أخرى كبيرة
يقال لها قراح ظفر وهي في قبلي باب أبرز والظفرية في غربيه أظنهما منسوبتين إلى
ظفر أحد خدم دار الخلافة وقد نسب إلى الظفرية جماعة منهم أبو نصر أحمد بن محمد بن
عبد الملك الأسدي الظفري سمع الخطيب أبا بكر وتوفي في سنة 235 ذكره أبو سعد في
شيوخه
ظفران حصن في جبل وصاب باليمن قرب زبيد وحصن في نواحي الكاد باليمن أيضا
الظفر حصن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
ظفر الفنج حصن في جبل وصاب من أعمال زبيد باليمن
الظفير حصن أيضا باليمن لابن حجاج
باب الظاء واللام وما يليهما
ظلال بفتح أوله وتشديد ثانيه وقد جاء في الشعر مخففا ومشددا والتشديد أولى فيما
ذكر السهيلي أنه فعال من الظل كأنه موضع يكثر فيه الظل وظلال بالتخفيف لا معنى له
قال وأيضا فإنا وجدناه في الكلام المنثور مشددا وكذلك قيد في كلام ابن إسحاق في
السيرة ووجدته أنا في بعض الدواوين المعتبرة الخط بالطاء المهملة والأول أصح وهو
ماء قريب من الربذة عن ابن السكيت وقال غيره هو واد بالشربة وقال أبو عبيد ظلال
سوان على يسار طخفة وأنت مصعد إلى مكة وهي لبني جعفر بن كلاب أغار عليهم فيه عيينة
بن الحارث بن شهاب فاستخف أموالهم وأموال السلميين وأكثر ما يجيء مخففا وقال عروة
بن الورد وأي الناس آمن بعد بلج وقرة صاحبي بذي ظلال ألما أغزرت في العس برك ودرعة
بنتها نسيا فعالي سمن على الربيع فهن ضبط لهن لبالب حول السخال قال عبد الملك بن
هشام لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة فيما
حدثني أبو عبيدة النحوي عن أبي عمرو بن العلاء هاجت حرب بين قريش ومن معهم من
كنانة وبين قيس عيلان وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب
أجار لطيمة للنعمان بن المنذر فقال له البراض بن قيس أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة أتجيرها على كنانة قال نعم وعلى الخلق كله فخرج فيها عروة وخرج
البراض يطلب غفلته حتى إذا كان بتيمن ذي ظلال بالعالية غفل عروة فوثب عليه البراض
فقتله في الشهر الحرام فلذلك سمي الفجار وقال البراض في ذلك وداهية تهم الناس قبلي
شددت لها بني بكر ضلوعي هدمت بها بيوت بني كلاب وأرضعت الموالي بالضروع رفعت له
يدي بذي ظلال فخر يميد كالجذع الصريع وقال لبيد بن ربيعة فأبلغ إن عرضت بني كلاب
وعامر والخطوب لها
موالي
وبلغ إن عرضت بني نمير وأخوال القتيل بني هلال بأن الوافد الرحال أمسى مقيما عند
تيمن ذي ظلال قال عبيد الله الفقير إليه في هذا عدة اختلافات بعضهم يرويه بالطاء
المهملة وبعضهم يرويه بتشديد اللام والظاء المعجمة وقد حكيناه عن السهيلي وبعضهم
يرويه بتخفيف اللام والظاء المعجمة وأكثرهم قال هو اسم موضع وقال قوم في قول
البراض إن ذا ظلال اسم سيفه قال السهيلي وإنما خففه لبيد وغيره ضرورة قال وإنما لم
يصرفه البراض لأنه جعله اسم بقعة فلم يصرفه للتعريف والتأنيث فإن قيل كان يجب أن
يقول بذات ظلال أي ذات هذا الاسم المؤنث كما قالوا ذو عمرو أي صاحب هذا الاسم ولو
كانت أنثى لقالوا ذات هند فالجواب إن قوله بذي يجوز أن يكون وصفا لطريق أو جانب
يضاف إلى ذي ظلال اسم البقعة وأحسن من هذا كله أن يكون ظلال اسما مذكرا علما والاسم
العلم يجوز ترك صرفه في الشعر كثيرا
ظلامة مثل علامة ونسابة للمبالغة من الظلم من قرى البحرين
ظلم بفتح أوله وكسر ثانيه يجوز أن يكون مأخوذا من الظلمة أو من الظلم أو مقصورا من
الظليم ذكر النعام وهو واد من أودية القبلية عن علي العلوي وقال عرام يكتنف الطرف ثلاثة
أجبال أحدها ظلم وهو جبل أسود شامخ لا ينبت شيئا وقال النابغة الجعدي أبلغ خليلي
الذي تجهمني ما أنا عن وصله بمنصرم إن يك قد ضاع ما حملت فقد حملت إثما كالطود من
ظلم أمانة الله وهي أعظم من هضب شرورى والركن من خيم وقال الأصمعي ظلم جبل أسود
لعمرو بن عبد بن كلاب وهو وخو في حافتي بلاد بني أبي بكر بن كلاب فبلاد أبي بكر
بينهما ظلم مما يلي مكة جنوبي الدفينة وقال نصر ظلم جبل بالحجاز بين إضم وجبل
جهينة
ظلم بفتحتين منقول عن الفعل الماضي من الظلم مثل شمر أو كعنب وهو موضع في شعر زهير
عن العمراني
ظليف تصغير ظلف وهو ما خشن من الأرض والمكان الظليف الحزن الخشن والظليف موضع في
شعر عبيد بن أيوب اللص حيث قال ألا ليت شعري هل تغير بعدنا عن العهد قارات الظليف
الفوارد وهل رام عن عهدي وديك مكانه إلى حيث يفضي سيل ذات المساجد
ظليلاء بالفتح ثم الكسر والمد يجوز أن يكون من الظل الظليل وهو الدائم الطيب أو من
الظليلة وهو مستنقع ماء قليل في مسيل ونحوه وهو اسم موضع
ظليم بوزن تصغير الظلم أو الظلم وهو الثلج موضع باليمن ينسب إليه ذو ظليم أحد ملوك
حمير من ولده حوشب الذي شهد مع معاوية صفين قتله سليمان عن نصر
ظليم بفتح أوله وكسر ثانيه وهو ذكر النعام واد بنجد عن نصر وقال أبو دؤاب الإيادي
من
ديار كأنهن رسوم لسليمى برامة فتريم أقفر الخب من منازل أسما ء فجنبا مقلص فظليم
باب الظاء والواو وما يليهما
الظويلمية من مياه بني نمير عن أبي زياد والله الموفق
باب الظاء والهاء وما يليهما
الظهار ككتاب من حصون اليهود بخيبر
الظهران هو فعلان ثم يحتمل أن يكون من أشياء كثيرة فيجوز أن يكون من الظهر ضد
البطن ومن الظاهر ضد الباطن ومن قولهم هو بين أظهرنا وظهرانينا ومن قولهم قريش
الظواهر أي نزلوا بظهور مكة إلى غير ذلك والظهران قرية بالبحرين لبني عامر من بني
عبد القيس وفي أطراف القنان جبل يقال له الظهران وفي ناحيته مشرقا ماء يقال له
متالع وقال الأصمعي وبين أكمة الخيمة وبين الشمال جبل يقال له الظهران وقرية يقال
لها الفوارة بجنب الظهران بها نخيل كثيرة وعيون
و الظهران أيضا جبل في ديار بني أسد
و الظهران واد قرب مكة وعنده قرية يقال لها مر تضاف إلى هذا الوادي فيقال مر
الظهران وروى ابن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين أن أبا موسى كسا في كفارة اليمين
ثوبين ظهرانيا ومعقدا قال النضر الظهراني يجاء به من مر الظهران وبمر الظهران عيون
كثيرة ونخيل لأسلم وهذيل وغاضرة وقد جاء ذكرها في الحديث وقال أبو سعد الظهراني
بكسر الظاء نسبة إلى ظهران قرية قديمة من مكة قال وليست بمر الظهران حدث أبو
القاسم علي بن يعقوب الدمشقي عن مكحول البيروتي روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن
عبدوس النسوي سمع منه بظهران وما أراه صنع شيئا هي الظهران بفتح الظاء لا غير
الظهر بالفتح ثم السكون والراء موضع كانت به وقعة بين عمرو بن تميم وبني حنيفة قال
بينا هم بالظهر إذ جلسوا بحيث ينزع الذبح حزر البد
ظهر حمار قرية بين نابلس وبيسان بها قبر بنيامين أخي يوسف الصديق
ظهور بلد بالبحر من أرض مهرة بأقصى اليمن له ذكر في الردة
باب الظاء والياء وما يليهما
ظير قال نصر واد بالحجاز في أرض مزينة أو مصاقب لها والله أعلم بالصواب
ع
باب العين والألف وما يليهما
عابد بعد الألف باء موحدة يجوز أن يكون فاعلا من العبادة وهو الطاعة والخضوع ويجوز
أن يكون من عبد إذا أنف من قوله تعالى فأنا أول العابدين أو من قولهم ما لثوبك
عبدة أي قوة وعابد جبل في أطراف مصر قيل سمي بذلك لأنه كان ساجدا وقال كثير كأن
المطايا تتقي من زبانة مناكب ركن من نضاد ململم تعالى وقد نكبن أعلام عابد
بأركانها اليسرى هضاب المقطم
عابدين موضع بثور وقيل هو واد وأنشد شبت بأعلى عابدين من إضم كذا رواه ابن القطاع
ورويناه عن غيره بالنون والنون أصح وأكثر
عابود بالباء الموحدة ثم الواو الساكنة ودال مهملة كأنه فاعول من العبادة وهي
عبرانية عربت بليد من نواحي بيت المقدس من كور فلسطين
عاثين بالثاء المثلثة حصن باليمن من عمل عبد علي بن غواص
عاج ذو عاج واد في بلاد قيس قال طفيل الغنوي وخيل كأمثال السراج مصونة ذخائر ما
أبقى الغراب ومذهب تأوبن قصرا من أريك قوابل وماوان من كل تثوب وتجلب ومن بطن ذي
عاج رعال كأنها جراد يباري وجهه الريح مطنب
عاجف بالجيم المكسورة ثم الفاء يجوز أن يكون من عجفت نفسي عن الشيء إذا حبستها عنه
ويجوز أن يكون من العجف وهو الهزال وعاجف اسم موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة
قال ذو الرمة على واضح الأقراب من رمل عاجف
يريد
رملا أبيض النواحي وقد قال ابن مقبل ألا ليت ليلي بين أجبال عاجف وتعشار أجلى في
سريح فأسفرا ولكنما ليلي بأرض غريبة يقاسي إذا النجم العراقي غورا
عاجنة يقال عجنت الناقة إذا ضربت الأرض بيديها فهي عاجن وقال ابن الأعرابي عاجنة
المكان وسطه وأنشد قول الأخطل بعاجنة الرحوب فلم يسيروا وسير غيرهم عنها فساروا
وقيل عاجنة الرحوب موضع بالجزيرة و عاجنة مكان بعينه في قول الشاعر فرعن الحزن ثم
طلعن منه يضعن ببطن عاجنة المهارا
عادية موضع من ديار كلب بن وبرة قال المسيب يمدحهم ولو أني دعوت بجو قو أجابتني
بعادية جناب مصاليت لدى الهيجاء صيد لهم عدد له لجب وغاب
عاذب بالذال المكسورة والباء الموحدة من قولهم عذب الرجل فهو عاذب إذا ترك الأكل
فهو لا مفطر ولا صائم ويجوز أن يكون فاعلا من عذب الماء فهو عذب وهو اسم واد أو
جبل قريب من رهبى في قول جرير وما ذات أرواق تصدى لجؤذر بحيث تلاقى عاذب فالأواعس
بأحسن منها يوم قالت ألا ترى لمن حولنا فيهم غيور ونافس ألم تر أن الله أخزى
مجاشعا إذا ما أفاضت في الحديث المجالس فما زال معقولا عقال عن الردى وما زال
محبوسا عن المجد حابس وعاذب في شعر ابن حلزة أيضا
عاذ بالذال المعجمة ويروى بالدال المهملة يقال عاذ فلان بربه يعوذ عوذا إذا لجأ
إليه فكأنه منقول عن الفعل الماضي وهو موضع عند بطن كر من بلاد هذيل قال قيس بن
العجوة الهذلي في بطن كر في صعيد راجف بين قنان العاذ والنواصف وقال نصر العاذ
بالذال المعجمة من بلاد تهامة أو اليمن للحارث بن كعب وقيل ماء مر قبل نجران قال
وقيل بالدال المهملة وقيل بالغين المعجمة والنون وقال أبو المؤرق تركت العاذ مقليا
ذميما إلى سرف وأجددت الذهابا وقال العباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه فلا تأمنن
بالعاذ والخلف بعدها جوار أناس يبتنون الحضائرا أحللها لحيان ثم تركتها تمر وأملاح
تضيء الظواهرا وقال ابن أحمر من حج من أهل عاذ إن لي أربا
عارض بالراء ثم الضاد المعجمة عارض اليمامة والعارض اسم للجبل المعترض ومنه سمي
عارض اليمامة وهو جبلها وقال الحفصي العارض جبال مسيرة ثلاثة أيام قال وأوله خزير
وهو أنف الجبل قال أبو زياد العارض باليمامة
أما
ما يلي المغرب منه فعقاب وثنايا غليظة وما يلي المشرق وظاهره فيه أودية تذهب نحو
مطلع الشمس كلها العارض هو الجبل قال ولا نعلم جبلا يسمى عارضا غيره وطرف العارض
في بلاد بني تميم في موضع يسمى القرنين فثم انقطع طرف العارض الذي من قبل مهب
الشمال ثم يعود العارض حتى ينقطع في رمل الجزء وبين طرفي العارض مسيرة شهر طولا ثم
انقطع واسم طرفه الذي في رمل الجزء الفرط الذي يقول فيه وعلة الجرمي في الجاهلية
اسأل مجاور جرم هل جنيت لهم حربا تزيل بين الجزء والخلط وهل علوت بجرار له لجب
يعلو المخارم بين السهل والفرط وقد تركت نساء الحي معولة في عرصة الدار يستوقدن
بالغبط
العارضة السفلى من قرى اليمن من أعمال البعدانية
عارم يقال عرم الإنسان يعرم عرامة فهو عارم إذا كان جاهلا والعرم والأعرم والعارم
الذي فيه سواد وبياض و سجن عارم حبس فيه محمد بن الحنفية حبسه عبد الله بن الزبير
فخرج المختار بالكوفة ودعا إليه ثم كان بعد ذلك سجنا للحجاج ولا أعرف موضعه وأظنه
بالطائف وقال محمد بن كثير في محمد بن الحنفية ويخاطب عبد الله بن الزبير تخبر من
لاقيت أنك عائذ بل العائذ المحبوس في سجن عارم ومن يلق هذا الشيخ بالخيف من منى من
الناس يعلم أنه غير ظالم سمي النبي المصطفى وان عمه وفكاك أغلال وقاضي مغارم أبي
فهو لا يشري هدى بضلالة ولا يتقي في الله لومة لائم ونحن بحمد الله نتلو كتابه
حلولا بهذا الخيف خيف المحارم بحيث الحمام آمنات سواكن وتلقى العدو كالصديق
المسالم فما رونق الدنيا بباق لأهله ولا شدة البلوى بضربة لازم ويروى وصي النبي
والمراد ابن وصي النبي فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وله نظائر كثيرة في
كلامهم
عارمة مثل الذي قبله وزيادة هاء واشتقاقهما واحد وهو جبل لبني عامر بنجد وقال أبو
زياد عارمة ماء لبني تميم بالرمل وقال ابن المعلى الأزدي عارمة من منازل بني قشير
بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقال الصمة بن عبد الله القشيري أقول لعياش
صحبنا وجابر وقد حال دوني هصب عارمة الفرد قفا فانظرا نحو الحمى اليوم نظرة فإن
غداة اليوم من عهده العهد فلما رأينا قلة البشر أعرضت لنا وجبال الحزن غيبها البعد
أصاب جهول القوم تتييم ما به فحن ولم يملكه ذو القوة الجلد
عازب جبل من وراء اليمامة بالقرب في قول أبي جندب الهذلي إلى ملحة
القعفا
فقبة عازب أجمع منهم حاملا وأعاني
العازرية بعد الألف زاي ثم راء وياء النسبة قرية بالبيت المقدس بها قبر العازر
عازف بالزاي المكسورة ثم الفاء يقال عزفت نفسه عن الشيء عزوفا فهو عازف إذا انصرفت
والعزيف الصوت فيجوز أن تكون الريح تعزف في هذا الموضع فسمي عازفا قال لبيد كأن
نعاجا من هجائن عازف عليها وأرآم السلي الخواذلا
عاسم بالسين المهملة المكسورة والميم يجوز أن يكون من عسم الرسغ فهو اعوجاج فيه
ويبس والعاسم الكاد على عياله والعاسم الطامع قال كالبحر لا يعسم فيه عاسم وعاسم
اسم ماء لكلب بأرض الشام بقرب الخر وقال نصر عاسم رمل لبني سعد وقال الطرماح لنافذ
بن سعد المعني وإن بمعن إن فخرت لمفخرا وفي غيرها تبنى بيوت المكارم متى قدت يا
ابن العنبرية عصبة من الناس تهديها فجاج المخارم إذا ما ابن جد كان ناهز طيء فإن
الذرى قد صرن تحت المناسم فقد بزمام بظر أمك واحتفر بأير أبيك الفسل كراث عاسم قيل
كان أحد جديه جمالا والآخر حراثا فلذلك قال فقد بزمام بظر أمك واحتفر الكراث
عاسمين إن لم يكن تثنية الذي قبله فهو موضع آخر في قول الراعي يقلن بعاسمين وذات
رمح إذا حان المقيل ويرتعينا
عاشم بالشين المعجمة والعيشوم ما هاج من الحماض ويبس ويجوز أن يقال لموضع منبته
عاشم قال الجوهري وعاشم نقا في رمل عالج وقال أبو منصور العشم ضرب من الشجر واحده
عاشم
عاص وعويص واديان عظيمان بين مكة والمدينة قال عبد بن حبيب الصاهلي الهذلي ألا
أبلغ يمانينا بأنا قتلنا أمس رجل بني حبيب قتلناهم بقتلى أهل عاص فقتلى منهم مرد
وشيب
عاصم بالصاد المهملة وهو المانع ومنه قوله تعالى لا عاصم اليوم من أمر الله أي لا
مانع وقيل عاصم هنا بمعنى معصوم مثل ماء دافق بمعنى مدفوق وهو اسم موضع أظنه في
بلاد هذيل قال أبو جندب الهذلي على حنق صبحتهم بمغيرة كرجل الدبى الصيفي أصبح
سائما بغيتهم ما بين حداء والحشا وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما
العاصمية مثل الذي قبله منسوب وأظنه اسم رجل وهو قرية قرب رأس عين مما يلي الخابور
العاصي بالصاد المهملة وهو ضد الطائع وهو اسم نهر حماة وحمص ويعرف بالميماس مخرجه
من بحيرة قدس ومصبه في البحر قرب أنطاكية واسمه قرب أنطاكية الأرند وقيل إنما سمي
بالعاصي لأن أكثر الأنهر تتوجه
ذات
الجنوب وهو يأخذ ذات الشمال وليس هذا بمطرد
عاضي بالضاد المعجمة اسم موضع لا أدري ما اسمه فهو علم مرتجل
عاقر بكسر القاف والراء رملة في منازل جرير الشاعر قال سميت بذلك لأنها لا تنبت
شيئا وقيل العاقر من الرمال العظيمة وجمعها العقر قال لتبدو لي من رمل حران عقر
بهن هوى نفسي أصيب صميمها وقال أما لقلبك لا يزال موكلا بهوى الجمانة أم بريا
العاقر إن قال صحبتك الرواح فقل لهم حيوا الغزير ومن به من حاضر يهوى الخليط ولو
أقمنا بعدهم إن المقيم مكذب بالسائر جزعا بكيت على الشباب وشاقني عرفان منزله
بجزعي ساجر أما الفؤاد فلا يزال متيما بهوى جمانة أم بريا العاقر والعاقران
ضفيرتان ضخمتان من ضفير جراد مكتنفتان مهشمة لبني أسد
و عاقر جبل بعقيق المدينة و عاقر الفرزة باليمامة
و عاقر النجبة جبل لبني سلول قال الأصمعي و عاقر الثريا جبل وماؤه الثريا من جبال
الحمى ضرية
عاقر بكسر القاف والراء رملة في منازل جرير الشاعر قال سميت بذلك لأنها لا تنبت
شيئا وقيل العاقر من الرمال العظيمة وجمعها العقر قال لتبدو لي من رمل حران عقر
بهن هوى نفسي أصيب صميمها وقال أما لقلبك لا يزال موكلا بهوى الجمانة أم بريا
العاقر إن قال صحبتك الرواح فقل لهم حيوا الغزير ومن به من حاضر يهوى الخليط ولو
أقمنا بعدهم إن المقيم مكذب بالسائر جزعا بكيت على الشباب وشاقني عرفان منزله
بجزعي ساجر أما الفؤاد فلا يزال متيما بهوى جمانة أم بريا العاقر والعاقران
ضفيرتان ضخمتان من ضفير جراد مكتنفتان مهشمة لبني أسد
و عاقر جبل بعقيق المدينة و عاقر الفرزة باليمامة
و عاقر النجبة جبل لبني سلول قال الأصمعي و عاقر الثريا جبل وماؤه الثريا من جبال
الحمى ضرية
العاقرة من قولهم امرأة عاقر إذا لم تكن تحبل وتلد والهاء فيها للمبالغة لا
للتأنيث لأنها مثل حائض إلا أن يراد به الصفة الحادثة ويجوز أن يكون من العقر
النحر فتكون بقعة صعبة تعقر فيها الإبل ويجوز غير ذلك و العاقرة ماء بقطن
عاقل بالقاف واللام بلفظ ضد الجاهل وهو من التحصن في الجبل يقال وعل عاقل إذا تحصن
بوزره عن الصياد والجبل نفسه عاقل أي مانع وعاقل واد لبني ابان بن دارم من دون بطن
الرمة وهو يناوح منعجا من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه قال ذلك السكري في شرح قول
جرير لعمرك لا أنسى ليالي منعج ولا عاقلا إذ منزل الحي عاقل وقال ابن السكيت في
شرح قول النابغة حيث قال كأني شددت الكور حيث شددته على قارح مما تضمن عاقل وقال
ابن الكلبي عاقل جبل كان يسكنه الحارث بن آكل المرار جد امرىء القيس بن حجر بن
الحارث الشاعر ويقال عاقل واد بنجد من حزيز أضاخ ثم يسهل فأعلاه لغني وأسفله لبني
أسد وبني ضبة وبني ابان بن دارم قال عبيد الله الفقير إليه الذي يقتضيه الاشتقاق
أن يكون عاقل جبلا والأشعار التي قيلت فيه هي بالوادي أشبه ويجوز أن يكون الوادي
منسوبا إلى الجبل لكونه من لحفه وقرأت بعد في النقائض لأبي عبيد فقال في قوله مالك
بن حطان السليطي
وليتهم
لم يركبوا في ركوبنا وليت سليطا دونها كان عاقل قال عاقل ببلاد قيس وبعضه اليوم
لباهلة بن أعصر وقال ابن حبيب في قول عميرة بن طارق اليربوعي فأهون علي بالوعيد
وأهله إذا حل أهلي بين شرك فعاقل قال عاقل في بلاد بني يربوع وكان فيه يوم بين بني
جشم وبين حنظلة بن مالك وقال أعرابي لم يبق من نجد هوى غير أنني تذكرني ريح الجنوب
ذرى الهضب وإني أحب الرمث من أرض عاقل وصوت القطا في الطل والمطر الضرب فإن أك من
نجد سقى الله أهله بمنانة منه فقلبي على قرب وقال عبد الرحمن بن دارة نظرت ودور من
نصيبين دوننا كأن عريبات العيون بها رمد لكيما أرى البرق الذي أومضت به ذرى المزن
علويا وكيف لنا يبدو وهل أسمعن الدهر صوت حمامة يميل بها من عاقل غصن مأد فإني
ونجدا كالقرينين قطعا قوى من حبال لم يشد لها عقد سقى الله نجدا من خليل مفارق
عدانا العدا عنه وما قدم العهد وقال لبيد بن ربيعة تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما وهل
أنا إلا من ربيعة أو مضر ونائحتان تندبان بعاقل أخا ثقة لا عين منه ولا أثر وفي
ابني نزار إسوة إن جزعتما وإن تسألاهم تخبرا منهم الخبر فقوما وقولا بالذي قد
علمتما ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر وقولا هو المرء الذي لا حليفه أضاع ولا خان
الصديق ولا غدر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر قال
نصر عاقل رمل بين مكة والمدينة
و عاقل جبل بنجد
و عاقل ماء لبني ابان بن دارم
و عاقل واد في أعاليه إمرة وفي أسافله الرمة وهو مملوء طلحا
و بطن عاقل موضع على طريق حاج البصرة بين رامتين وإمرة
عاقولاء كذا وجدته بخط الدقاق في أشعار بني مازن نقله من خط ابن حبيب في شعر حاجب
بن ذبيان المازني يخاطب مسلمة بن عبد الملك أمسلم إنا قد نصحنا فهل لنا بذاكم على
أعدائكم عندكم فضل حقنتم دماء الصلبتين عليكم وجر على فرسان شيعتك القتل وفاتهم
العريان فساق قومه فيا عجبا أين البراءة والعدل أقام بعاقولاء منا فوارس كرام إذا
عد الفوارس والرجل
عالج باللام المكسورة والجيم قال ابن السكيت إذا أكل البعير العلجان وهو نبت قيل
بعير عالج وهو شجر يشبه العلندى وأغصانها صلبة الواحدة
علجانة
فيجوز أن يكون هذا الموضع سمي بذلك تشبيها له بالبعير العالج أو يكون لصلوبته
يعالج المشي فيه أي يمارس وهو رملة بالبادية مسماة بهذا الاسم قال أبو عبيد الله
السكوني عالج رمال بين فيد والقريات ينزلها بنو بحتر من طيء وهي متصلة بالثعلبية
على طريق مكة لا ماء بها ولا يقدر أحد عليهم فيه وهو مسيرة أربع ليال وفيه برك إذا
سالت الأودية امتلأت وذهب بعضهم إلى أن رمل عالج هو متصل بوبار قال عبيد بن أيوب
اللص أنظر فرنق جزاك الله صالحة رأد الضحى اليوم هل ترتاد أظعانا يعلون من عالج
رملا ويعسفه أخو رمال بها قد طال ما كانا إذا حبا عقد نكبن أصعبه واجتبن منه
جماهيرا وغيطانا وقال أعرابي ألا يا بغاث الوحش هيجت ساكنا من الوجد في قلبي أصمك
صائد رميت سليم القلب بالحزن في الحشا وما قلب من أشجيت بالموت طارد أفي كل نجد من
تلاد وعابر بغام مهاة الوحش للقلب قاصد أتيحت لنا من كل منعرج اللوى ومنتابها يوم
العذيبين ناهد يراشق أكباد المحبين باللوى من الوحش مرتاب المذانب فارد فيا راشقات
العين من رمل عالج متى منكم سرب إلى الماء وارد فما القلب من ذكرى أميمة نازع ولا
الدمع مما أضمر القلب جامد
عالز بالزاي قال أبو منصور العلز شبه رعدة تأخذ المريض والحريص على الشيء والرجل
عالز اسم موضع جاء في شعر الشماخ
العال ما أظنه إلا مقصورا من العالي بمعنى العلو لأنه يقال للأنبار وبادوريا
وقطربل ومسكن الإستان العال لكونه في علو مدينة السلام والإستان بمنزلة الكورة
والرستاق هكذا يفسر وأصله بالفارسية الموضع كقولهم طبرستان وشهرستان وقد ذكره عبيد
الله بن قيس الرقيات فقال شب بالعال من كثيرة نار شوقتنا وأين منها المزار أوقدتها
بالمسك والعنبر الرط ب فتاة يضيق عنها الإزار وكان أول من غزا أرض العراق من
المسلمين المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباني وكتب إلى أبي بكر رضي الله عنه
يهون عليه أمر العراق ويعرفه أنه قد اختبرهم فلم يجد فيهم منعة فأرسل إلى خالد بن
الوليد بعد فراغه من أهل الردة فأوقع بأهل الحيرة وأطراف العراق فالمثنى كان أول
من أغرى المسلمين على غزو الفرس فقال شاعر يذكر ذلك وللمثنى بالعال معركة شاهدها
من قبيله بشر كتيبة أفزعت بوقعتها كسرى وكاد الإيوان ينفطر وشجع المسلمون إذ حذروا
وفي ضروب التجارب العبر سهل نهج السبيل فاقتفروا
آثاره
والأمور تقتفر وقال البلاذري يعني بالعال الأنبار وقطربل ومسكن وبادوريا
العاليات كأنه جمع عالية التي تذكر بعده قال العمراني العاليات موضع
العالية تأنيث العالي رجل عال وامرأة عالية والعالية اسم لكل ما كان من جهة نجد من
المدينة من قراها وعمايرها إلى تهامة فهي العالية وما كان دون ذلك من جهة تهامة
فهي السافلة قال أبو منصور عالية الحجاز أعلاها بلدا وأشرفها موضعا وهي بلاد واسعة
وإذا نسبوا إليها قالوا علوي والأنثى علوية على غير قياس وقد قالوا عالي على
القياس أيضا قال الفراء تركوها ونسبوا إلى مصدرها أو كانت العالية في المعنى ليست
بأب ولا قبيلة إنما هو نسب إلى العلو من الأرض وحكى القصري عن أبي علي قالوا في
النسب إلى العالية علوي فنسبوا إلى العالية على المعنى فمن ضم فهو إلى العلو ومن
فتح فهو إلى العلو مصدر علا يعلو علوا وقال قوم العالية ما جاوز الرمة إلى مكة وهم
عكل وتيم وطائفة من بني ضبة وعامر كلها وغني وباهلة وطوائف من بني أسد وعبد الله
بن غطفان ومن شقة الشرقي ابان بن دارم وهم علويون وأهل إمرة من بني أسد وألمامهم
وطائفة من عوف بن كعب بن سعد بن سليم وعجز هوازن ومحارب كلها وغطفان كلها علويون
نجديون ومن أهل الحجاز من ليس بنجدي ولا غوري وهم الأنصار ومزينة ومن خالطهم من
كنانة ممن ليس من أهل السيف فيما بين خيبر إلى العرج مما يليه من الحرة فإذا
انحدرت إلى مدارج العرج وثنايا ذات عرق فأنت فيهم ويقال عالى الرجل وأعلى إذا أتى
عالية نجد ورجل معال أيضا قال بشر بن أبي خازم معالية لا هم إلا محجر وحرة ليلى
السهل منها ولوبها وإياها أراد الشاعر بقوله إذا هب علوي الرياح وجدتني يهش لعلوي
الرياح فؤاديا وإن هبت الريح الصبا هيجت لنا عقابيل حزن لا يجدن مداويا
عامر قال السهيلي هو جبل بمكة في قول عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي من قصيدة كأن
لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر أقول إذا نام الخلي ولم أنم
أذا العرش لا يبعد سهيل وعامر وبدلت منها أوجها لا أحبها قبائل منهم حمير ويحابر
قال ويصحح ذلك ما روي في قول بلال وهل يبدون لي عامر وطفيل
العامرية منسوبة إلى رجل اسمه عامر وهي قرية باليمامة
عاموراء بالراء كلمة عبرانية وهي من قرى قوم لوط
عاموص بالصاد المهملة عبرانية وهي بليد قرب بيت لحم من نواحي بيت المقدس
عانات هو الذي بعده وهي في الإقليم الرابع من جهة المغرب طولها ست وستون درجة
وعرضها أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة قال الكلبي
قرى
عانات سميت بثلاثة إخوة من قوم عاد خرجوا هرابا فنزلوا تلك الجزائر فسميت بأسمائهم
وهم ألوس وسالوس وناووس فلما نظرت العرب إليها قالت كأنها عانات أي قطع من الظباء
عاند بالنون ثم الدال المهملة هو الدم الذي لا يرقأ يقال عرق عاند وأصله من عنود
الإنسان إذا بغا والعنود كأنه الخلاف والتباعد والترك ويوم عاند وجرة يوم من
أيامهم وعاند واد بين مكة والمدينة قبل السقيا بميل ويروى عايذ بالياء والذال
والسقيا بين مكة والمدينة قال ربيعة ابن مقروم الضبي فدارت رحانا بفرسانهم فعادوا
كأن لم يكونوا رميما بطعن يجيش له عاند وضرب يفلق هاما جثوما
عاندين بلفظ تثنية الذي قبله هو قلة في جبل إضم قال بعضهم نظرت والعين مبينة التهم
إلى سنا نار وقودها الرتم شبت بأعلى عاندين من إضم
عانق بالنون والقاف كأنه منقول من فعل الأمر من معانقة الرجال في الحرب بعضهم بعضا
ويوم عانق من أيامهم
عانة بالنون والعانة الجماعة من حمر الوحش ويجمع عونا وعانات وعانة الرجل منبت
الشعر من قبل الرجل وعانة بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد في أعمال الجزيرة وجاء في
الشعر عانات كأنه جمع بما حوله ونسبت العرب إليه الخمر قال بعضهم تخيرها أخو عانات
شهرا ورجى برها عاما فعاما وقال الأعشى كأن جنيا من الزنجبي ل خالط فيها وأريا
مشورا وإسفنط عانة بعد الرقا د شك الرصاف إليها غديرا وهي مشرفة على الفرات قرب
حديثة النورة وبها قلعة حصينة وقد نسب إليها يعيش بن الجهم العاني ويقال له الحدثي
أيضا يروي عن الحسين بن إدريس وإليها حمل القائم بأمر الله في نوبة البساسيري فيه
أن يأخذه فيقتله فمانع مهارش عنه إلى أن جاء طغرلبك وقتل البساسيري وأعاد الخليفة
إلى داره وكانت غيبته عن بغداد سنة كاملة وأقيمت الخطبة في غيبته للمصريين فعامة
بغداد إلى الآن يضربون البساسيري مثلا في تفخيم الأمر يقولون كأنه قد جاء برأس البساسيري
وإذا كرهوا أمرا من ظلم أو عسف قالوا الخليفة إذا في عانة حتى يفعل كذا وقال محمد
بن أحمد الهمذاني كانت هيت وعانات مضافة إلى طسوج الأنبار فلما ملك أنوشروان بلغه
أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية فأمر بتجديد سور
مدينة تعرف بألوس كان سابور ذو الأكتاف بناها وجعلها مسلحة لحفظ ما قرب من البادية
وأمر بحفر خندق من هيت يشق طف البادية إلى كاظمة مما يلي البصرة وينفذ إلى البحر
وبنى عليه المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح ليكون ذلك مانعا لأهل البادية عن
السواد فخرجت هيت وعانات بسبب ذلك السور عن طسوج شاذفيروز لأن عانات كانت قرى
مضمومة إلى هيت
و عانة أيضا بلد بالأردن عن نصر
عاهن
بكسر الهاء ثم نون اسم واد يجوز أن يكون مثل تامر ولابن من العهن وهو الصوف
المصبوغ لكثرة الصوف في هذا الوادي ويقال فلان عاهن أي مسترخ كسلان قال ثعلب أصل
العاهن أن يتقصف القضيب من الشجرة ولا يبين منها ويبقى معلقا مسترخيا والعاهن
الطعام الحاضر
العاه بهاء خالصة والعاه والعاهة واحد وهو الآفة جبل بأرض فزارة ويوم العاه من
أيام العرب و العاه هو الموضع الذي أوقع فيه حميد بن حريث بن بحدل الكلبي ببني
فزارة فتجمعت فزارة وأوقعت بكلب في بنات قين في أيام عبد الملك بن مروان
عائد بدال مهملة موضع جاء ذكره في الشعر عن نصر
عائذ بالذال المعجمعة جبل في جهة القبلة يقابله آخر خلف القبلة والربذة بينهما
ويقال للذي يقابله معوذ
عائر يقال بعينه ساهك وعائر وهو الرمد ويقال كلب عائر خير من كلب رابض وهو المتردد
وبه سمي العير ويقال جاءه سهم عائر فقتله وهو الذي لا يدرى من رماه وجبل عير وفي
حديث عل عائر قال الزبير وهو جبل في المدينة وقال عمه مصعب لا يعرف بالمدينة جبل
يقال له عير ولا عائر ولا ثور وفي حديث الهجرة ثنية العائر عن يمين ركوبة ويقال
ثنية الغائر بالغين المعجمة قال ابن هشام حتى هبط بهما بطن رئم ثم قدم بهما قباء
على بني عمرو ابن عوف
عائم قال الكلبي وكان لأزد السراة صنم يقال له عائم وله يقول زيد الخيل الطائي
تخبر من لاقيت أني هزمتهم ولم ندر ما سيماهم لا وعائم
باب العين والباء وما يليهما
العبابيد بعد الألف باء أخرى ودال مهملة وقد روي في اسم هذا الموضع العبابيب بعد
الألف باء أخرى ثم ياء آخر الحروف ثم باء أخرى وروي فيه أيضا العثيانة بالعين
المهملة والثاء المثلثة وياء آخر الحروف وبعد الألف نون كل ذلك جاء مختلفا فيه في
حديث الهجرة إن دليل النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر مر بهما على مدلجة تعهن
ثم على العبابيد قال ابن هشام العبابيب ويقال العثيانة فمن رواه عبابيد جعله جمع
عباد ومن روى عبابيب كان كأنه جمع عباب من عببت الماء عبا فكأنه والله أعلم مياه
تعب عبابا وتعب عبا
عباثر بالثاء المثلثة المكسورة والراء جمع عبثران وهو نبات مثل القيصوم في الغبرة
وهو نقب منحدر من جبل جهينة يسلك فيه من خرج من إضم يريد ينبع وقال ابن السكيت وهي
عباثر وقاعس والمناخ ومنزل أنقب يؤدين إلى ينبع إلى الساحل وقال في قول كثير ما
يدل على أنه جبل فقال وأعرض ركن من عباثر دونهم ومن حد رضوى المكفهر حنين وقال
أيضا يصف سحابا وعرس بالسكران ربعين وارتكى يجر كما جر المكيث المسافر بذي هيدب
جون تنحره الصبا وتدفعه دفع الطلا وهو حاسر له شعب منها يمان وريق شآم ونجدي وآخر
غائر
ومر
فأروى ينبعا فجنوبه وقد جيد منه جيدة فعباثر ورواه بعضهم عباثر بالضم
عبادان بتشديد ثانيه وفتح أوله قال بطليموس عبادان في الإقليم الثالث طولها خمس
وسبعون درجة وربع وعرضها إحدى وثلاثون درجة قال البلاذري كانت عبادان قطيعة لحمران
بن أبان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قطيعة من عبد الملك بن مروان وبعضها فيما
يقال من زياد وكان حمران من سبي عين التمر يدعي أنه من النمر بن قاسط فقال الحجاج
يوما وعنده عباد بن حصين الحبطي ما يقول حمران لئن انتمى إلى العرب ولم يقل إنه
مولى لعثمان لأضربن عنقه فخرج عباد من عند الحجاج مبادرا فأخبر حمران بقوله فوهب
له غربي النهر وحبس الشرقي فنسب إلى عباد بن الحصين وقال ابن الكلبي أول من رابط
بعبادان عباد بن الحصين قال وكان الربيع بن صبح الفقيه مولى بني سعد جمع مالا من
أهل البصرة فحصن به عبادان ورابط فيها والربيع يروي عن الحسن البصري وكان خرج
غازيا إلى الهند في البحر فمات فدفن في جزيرة من الجزائر سنة 160 والعباد الرجل
الكثير العبادة وأما إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها إنهم
إذا سموا موضعا أو نسبوه إلى رجل أو صفة يزيدون في آخره ألفا ونونا كقولهم في قرية
عندهم منسوبة إلى زياد ابن أبيه زيادان وأخرى إلى عبد الله عبد الليان وأخرى إلى
بلال بن أبي بردة بلالان وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع وكانوا
قديما في وجه ثغر يسمى الموضع بذلك والله أعلم وهو تحت البصرة قرب البحر الملح فإن
دجلة إذا قاربت البحر انفرقت فرقتين عند قرية تسمى المحرزى ففرقة يركب فيها إلى
ناحية البحرين نحو بر العرب وهي اليمنى فأما اليسرى فيركب فيها إلى سيراف وجنابة
فارس فهي مثلثة الشكل وعبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين فيها مشاهد ورباطات
وهي موضع رديء سبخ لا خير فيه وماؤه ملح فيه قوم منقطعون عليهم وقف في تلك الجزيرة
يعطون بعضه وأكثر موادهم من النذور وفيه مشهد لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وغير
ذلك وأكثر أكلهم السمك الذي يصطادونه من البحر ويقصدهم المجاورون في المواسم
للزيارة ويروى في فضائلها أحاديث غير ثابتة وينسب إليها نفر من رواة الحديث والعجم
يسمونها ميان روذان لما ذكرنا من أنها بين نهرين ومعنى ميان وسط وروذان الأنهر وقد
نسبوا إلى عبادان جماعة من الزهاد والمحدثين منهم أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب
بن إسحاق بن عبدة بن الربيع العباداني سكن بغداد وروى عن علي بن حرب الطائي وأحمد
بن منصور الزيادي وهلال بن العلاء الرقي روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو علي بن
شاذان ومولده في أول يوم من رجب سنة 842 والقاضي أبو شجاع أحمد بن الحسن بن أحمد
الشافعي العباداني روى عنه السلفي وقال هو من أولاد الدهر درس بالبصرة أزيد من
أربعين سنة في مذهب الشافعي رضي الله عنه قال ذكر لي في سنة 500 وعاش بعد ذلك ما
لا أتحققه وسألته عن مولده فقال سنة 434 بالبصرة قال ووالدي مولده عبادان وجدي
الأعلى أصبهان والحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل أبو العباس العباداني المقرىء رحال
سمع علي بن عبد الله بن علي بن السقاء ببيروت وحدث عنه وعن أبي خليفة والحسن بن
ببيروت وحدث عنه وعن أبي خليفة والحسن بن
المثنى
ومغفر الفرياني وأبي مسلم الكجي وزكرياء بن يحيى الساجي روى عنه أبو نعيم الحافظ
وجماعة وافرة قال أبو نعيم ومات بإصطخر وكان رأسا في القرآن وحفظه عن جدته ورأسه
في لين
عباد بالفتح ثم التشديد وآخره دال قرية بمرو يسميها أهلها شنك عباد بكسر الشين
المعجمة وسكون النون والكاف ويكتبها المحدثون سنج عباد بكسر السين المهملة وسكون
النون والجيم بينها وبين مرو نحو أربعة فراسخ وليست بسنج المشهورة التي ينسب إليها
السنجي وينسب إلى هذه أبو منصور المظفر بن أردشير بن أبي منصور العبادي الواعظ ذو
اليد الباسطة فيه واللسان الطلق في فنه حتى صار يضرب بحسن إيراده وبديهته على
المنبر المثل سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وإسماعيل بن عبد
الغافر الفارسي ومحمد بن محمد الرشيدي ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يحسن الثناء على
دينه وزعم أنه كان يشرب الخمر ويرتكب المحظور وخرج رسولا من بغداد فتوفي بعسكر مكرم
في شهر ربيع الآخر سنة 745 ونقل تابوته إلى بغداد فدفن بالشونيزية وطبق قبره
بالآجر الأزرق
العبادية قال الحافظ أبو القاسم حفص بن عمر بن قنبر القرشي كان يسكن العبادية من
قرى المرج ذكره ابن أبي العجائز ثم قال في موضع آخر حفص ابن عمر بن يعلى بن قسيم
بن نجيح القرشي من ساكني ظاهر دمشق بالعبادية ذكره ابن أبي العجائز
العباسة بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف سين مهملة وهو من العبوس ضد البش هكذا
يتلفظون بها من غير إلحاق ياء النسبة وهي بليدة أول ما يلقى القاصد لمصر من الشام
من الديار المصرية ذات نخل طوال وقد عمرت في أيامنا لكون الملك الكامل بن العادل
بن أيوب جعلها من منتزهاته ويكثر الخروج إليها للصيد لأن إلى جانبها مما يلي
البرية مستنقع ماء يأوي إليه طير كثير فهو يخرج إليها للصيد وبينها وبين القاهرة
خمسة عشر فرسخا سميت بعباسة بنت أحمد ابن طولون كان خمارويه لما زوج ابنته قطر
الندى من المعتضد وخرج بها من مصر إلى العراق عملت عباسة في هذا الموضع قصرا
وأحكمت بناءه وبرزت إليه لوداع بنت أخيها فلما سارت قطر الندى عمر ذلك الموضع
بالقفر وصار بلدا لأنه في أول أودية مصر من جهة الشام فكان يقال له قصر عباسة ثم
حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فبقي عباسة
العباسية مثل الذي قبلها إلا أنها بياء النسبة كأنها منسوبة إلى رجل اسمه العباس
وأكثر ما يراد به العباس بن عبد المطلب أبو الخلفاء وهي في عدة مواضع منها
العباسية جبل من الرمل غربي الخزيمية بطريق مكة إلى بطن الأغر قال أبو عبيد السكوني
بين سميراء والحاجر الحسينية ثم العباسية على ثلاثة أميال من الحسينية قصران وبركة
و العباسية قرية بكورة الحرجة من الصعيد
و العباسية مدينة بناها إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية قرب القيروان نسبها إلى
بني العباس
و العباسية محلة كانت ببغداد وأظنها خربت الآن وكانت بين الصراتين بين يدي قصر
المنصور قرب المحلة المعروفة اليوم بباب البصرة وهي منسوبة إلى العباس بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس وكان بعض القواد يذكرها فسبقه إليها العباس زعوجا
فكانوا ينسبون إليه فيقال
ربح
العباس وقيل إن موسى بن كعب أحد أجلاء القواد في أيام المنصور كانت داره مجاورة
لها وكانت ضيقة العرصة والرحبة فزاره العباس بن محمد فلما رأى ضيق منزله قال ما
لمنزلك في نهاية الضيق والناس في سعة قال قدمت وقد أقطع أمير المؤمنين الناس
منازلهم وعزمي أن أستقطعه هذه الرحبة التي بين يدي المدينة يعني العباسية فسكت
العباس وانصرف من هذه إلى المنصور فقال يا أمير المؤمنين تقطعني هذه الرحبة التي
بين يدي قصرك أو قال مدينتك قال قد فعلت وكتب له السجل سألت أمير المؤمنين إقطاعك
الساحة التي كانت مضربا للبن مدينة السلام فأقطعكها أمير المؤمنين على ما سألت
وضمنت وكان تضمن له أن يؤدي خراجها بمصر وانصرف العباس ومعه التوقيع بإقطاعها وسار
موسى بن كعب من يومه إلى المنصور فأعلمه ضيق منزله وأنه لا قطيعة له وسأله أن
يقطعه إياها فقال له المنصور هل شاورت فيها أحدا قبل أن تسألني قال لا إلا أن
العباس بن محمد كان عندي آنفا وأعلمته أني أريد استقطاعها منك فتبسم المنصور وقال
قد سبقك واستقطعني إياها فأجبته إلى ذلك فأمسك عنها موسى بن كعب
وقد روي عن رجل من ولد عمارة بن حمزة أن دار عمارة كانت ضيقة ورحبته حرجة فأراد
استقطاع المنصور ذلك فسبقه إليها العباس بن محمد وكان العباس أول من زرع فيها الباقلاء
فكان باقلاؤها نهاية فقيل له الباقلى العباسي وربما قيل لها جزيرة العباس لكونها
بين الصراتين ومن أجل باقلائها وجودته صار الباقلاء الرطب يقال له العباسي
عباعب بضم أوله وبعد الألف عين أخرى وباء علم مرتجل لا أعرف أصله إلا أن يكون من
قولهم رجل عبعب وعبعاب للطويل والعبعب الشاب التام والعبعب من الأكسية الناعم
الرقيق ويوم عباعب من أيام العرب وهو ماء لبني قيس بن ثعلبة قرب فلج قرب عبية وقال
نصر هي عباعب بالبحرين وقال الأعشى صددت عن الأحياء يوم عباعب صدود المذاكي
أقرعتها المساحل وقال حاجب بن ذبيان المازني ما إبل في الناس خير لقومها وأمنع عند
الضرب فوق الحواجب من الإبل الحادي عضيدة خلفها من الحزن حتى أصبحت بعباعب
عباقر جمع عبقر وهو البرد ويقال إنه لأبرد من عبقر قال والعب اسم للبرد وقال
المبرد عبقر بفتح أوله وثانيه وضم القاف هو البرد وهو الماء الجامد الذي ينزل من السماء
والعبقري منسوب البساط المنقش والسيد من الرجال والفاخر من الحيوان وكل هذا يجوز
أن يكون عباقر جمعه وروى الأزهري وقرىء عباقري بفتح القاف كأنه منسوب إلى عباقر
وعباقر ماء لبني فزارة وقال ابن عنمة أهلي بنجد ورحلي في بيوتكم على عباقر من
غورية العلم وأما قراءة من قرأ عباقري حسان فقد جمع عبقري عند قوم وقد خطأه حذاق
النحويين وقالوا إن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي لا يجمع الخثعمي
خثاعمي ولا المهلبي مهالبي ولا يجوز مثل ذلك إلا في اسم سمي به على لفظ
الجماعة
كالمدائني والحضاجري في الموضع المسمى بالمدائن والضبع المسمى بحضاجر وسنذكر ما
قيل في عبقر في موضعه
عباقل موطن لبني فرير من طيء بالرمل
العبامة بالفتح قال أبو محمد الأعرابي نهي قليب بين العبامة والعنابة والعبامة ماء
لعوف بن عبد من خيار مياههم
عبب بوزن زفر وآخره باء موحدة أيضا وهو عبب الثعلب وشجرة يقال لها الراء ومن قال
عنب الثعلب فقد أخطأ روى ذلك ابن حبيب عن ابن الأعرابي وقد قال عنب الثعلب الأصمعي
وذو عبب واد قال ابن السكيت العبب شجيرة تشرب من الحمى ولها ثميرة وردية وهي مربعة
وقال ذو عبب واد قال كثير طرب الفؤاد فهاج لي ددني لما حدون ثواني الظعن والعيس
أنى في توجهها شاما وهن سواكن اليمن ثم اندفعن ببطن ذي عبب ونكأن قرح فؤادي الضمن
عبثر موضع في الجمهرة
عبدان بالتحريك صقع باليمن عن نصر ذكرها في قرينة غيدان موضع باليمن أيضا
عبدان بفتح أوله وسكون ثانيه ثم دال مهملة وآخره نون فعلان من العبودية نهر عبدان
بالبصرة في جانب الفرات ينسب إلى رجل من أهل البحرين
و عبدان من قرى مرو ينسب إليها أبو القاسم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد
العبداني يعرف بأبي القاسم خواهر زاده لأنه ابن أخت القاضي علي روى عن خاله القاضي
أبي الحسن علي بن الحسن الدهقان ومكي بن عبد الرحمن الكشميهني
العبد بلفظ العبد ضد الحر والعبد أيضا جبل لبني أسد بالدآث قال محالف أسود الرنقاء
عبد يسير المخفرون ولا يسير و عبد جبيل أسود يكتنفه جبيلان أصغر منه يسميان
الثديين قال الأصمعي المخفر الذي يجير آخر ثم يخفره ولا معنى له ههنا هذا لفظه قال
و العبد أيضا موضع بالسبعان في بلاد طيء وقال نصر العبد جبل يقال له عبد سلمى
للجبل المعروف وهو في شمالي سلمى وفي غربيه ماء يقال له مليحة
عبدسي قال حمزة هو تعريب أفداسهي وهو اسم مصنعة كانت برستاق كسكر خربها العرب وبقي
اسمها على ما كان حولها من العمارة
عبدل اسم لمدينة حضر موت
العبرات بالتحريك يجوز أن يكون جمع عبرة وهو الدمع ويجوز أن يكون جمع عبرة للمرة
الواحدة من عبر النهر عبرا جمع على غير قياس لأن قياسه سكون ثانيه فرقا بين الاسم
الجامد والمشتق وهو يوم العبرات من أيامهم ولا أدري أهو اسم موضع أم سمي لكثرة
البكاء به
عبرتا بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وتاء مثناة من فوق وهو اسم أعجمي فيما أحسب
ويجوز أن يكون من باب أطرقا وأن يكون رجل قال لآخر عبرت وأشبع فتحة التاء فنشأت
منها الألف ثم سمي به والله أعلم وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النهروان
بين بغداد
وواسط
وفي هذه القرية سوق عامر وقد نسب إليها من الرواة والأدباء خلق كثير منهم الأسعد
ابن نصر بن الأسعد العبرتي النحوي مات في حدود سنة 075 وكان يقرىء النحو ببغداد
العبر بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء وهو في الأصل جانب النهر وفلان في ذلك العبر
أي في ذلك الجانب قال الأعشى وما رائج روجته الجنو ب يروي الزروع ويعلو الدبارا
يكب السفين لأذقانه ويصرع للعبر أثلا وزارا الدبار المشارات والزأر الشجر والأجم و
العبر شاطىء النهر وقال الشاعر فما الفرات إذا جاشت غواربه ترمي أواذيه العبرين
بالزبد يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة بعد الأين والنجد يوما بأجود منه سيب
نافلة ولا يحول عطاء اليوم دون غد قال هشام الكلبي ما أخذ على غربي الفرات إلى
برية العرب يسمى العبر وإليه ينسب العبريون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا
الفرات حينئذ وقال محمد بن جرير إنما نطق إبراهيم عليه السلام بالعبرانية حين عبر النهر
فارا من النمرود وقد كان النمرود قال للذين أرسلهم خلفه إذا وجدتم فتى يتكلم
بالسريانية فردوه فلما أدركوه استنطقوه فحول الله لسانه عبرانيا وذلك حين عبر
النهر فسميت العبرانية لذلك وكان النمرود ببابل وقال هشام في كتاب عربه لما أمر
إبراهيم بالهجرة قال إني مهاجر إلى ربي أنطقه بلسان لم يكن قبله وسمي العبراني من
أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان إبراهيم عبرانيا قال هشام وحدثني أبي عن أبي صالح
عن ابن عباس رضي الله عنه قال أول من تكلم بالعبرانية موسى عليه السلام وبنو
إسرائيل حين عبروا البحر وأغرق الله فرعون تكلموا بالعبرانية فسموا العبرانيين
لعبورهم البحر وقيل إن بخت نصر لما سبى بني إسرائيل وعبر بهم الفرات قيل لبني
إسرائيل العبرانيون ولسانهم العبرانية والله أعلم و العبر جبل قال يزيد ابن
الطثرية ألا طرقت ليلى فأحزن ذكرها وكم قد طوانا ذكر ليلى فأحزنا ومن دونها من قلة
العبر مخرم يشبهه الرائي حصانا موطنا وهل كنت إلا معمدا قاده الهوى أسر فلما قاده
السر أعلنا أعيب الفتى أهوى وأطرى حوازنا يريني لها فضلا عليهن بينا
العبرة بلد باليمن بين زبيد وعدن قريب من الساحل الذي يجلب إليه الحبش عن نصر
عبرين وهو تثنية العبر بفتح أوله يقال عبرت الرؤيا عبرا وعبرت الكتاب عبرا إذا
تدبرته وهو اسم موضع قال وبالعبرين حولا ما نريم
عبس بلفظ القبيلة ماء بنجد في ديار بني أسد
عبس بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ اسم القبيلة التي ينسب إليها عنترة العبسي وهو
منقول من المصدر من قولهم عبس يعبس عبسا وعبوسا والعبس ضرب من النبت قال أبو حاتم
هو الذي
يسمى
الشابانك و عبس جبل في بلادهم عن العمراني
و عبس محلة بالكوفة تنسب إلى القبيلة وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن
قيس عيلان بن مضر بن نزار وقد نسب إليها
عبسقان بالفتح ثم السكون وسين مهملة ثم قاف من قرى مالين هراة منها أبو عبد الله
محمد بن علي بن الحسين العبسقاني الكاتب الماليني مات سنة 360 روى عنه أبو الحسين
أحمد بن محمد بن أبي بكر العالي البوشنجي وأبو النصر محمد بن الحسن العبسقاني مات
سنة 504
العبسية منسوبة إلى التي قبله ماء بالعريمة بين جبلي طيء
عبعب بالتكرير والفتح وقد تقدم اشتقاقه في عباعب وعبعب صنم كان لقضاعة ومن يقاربهم
عبقر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح القاف أيضا وراء وهو البرد بالتحريك للماء الجامد
الذي ينزل من السحاب قالوا وهي أرض كان يسكنها الجن يقال في المثل كأنهم جن عبقر
وقال المرار العدوي أعرفت الدار أم أنكرتها بين تبراك فشسي عبقر الشس المكان
الغليظ قال كأنه توهم تثقيل الراء وذلك أنه احتاج إلى تحريك الباء لإقامة الوزن
فلو ترك القاف على حالها لتحول البناء إلى لفظ لم يجىء مثله وهو عبقر لم يجىء على
بنائه ممدود ولا مثقل فلما ضم القاف توهم به بناء قربوس ونحوه والشاعر له أن يقصر
قربوس في اضطرار الشعر فيقول قربس وأحسن ما يكون هذا البناء إذا ذهب حرف المد منه
أن يثقل آخره لأن التثقيل كالمد وقد قال الأعشى كهولا وشبانا كجنة عبقر وقال امرؤ
القيس كأن صليل المرو حين تطيره صليل زيوف ينتقدن بعبقرا وقال كثير جزتك الجوازي
عن صديقك نظرة وأدناك ربي في الرفيق المقرب متى تأتهم يوما من الدهر كله تجدهم إلى
فضل على الناس ترتب كأنهم من وحش جن صريمة بعبقر لما وجهت لم تغيب قالوا في فسره
عبقر من أرض اليمن فهذا كما تراه يدل على أنه موضع مسكون وبلد مشهور به صيارف وإذا
كان فيه صيارف كان أحرى أن يكون فيه غير ذلك من الناس ولعل هذا بلد كان قديما وخرب
كان ينسب إليه الوشي فلما لم يعرفوه نسبوه إلى الجن والله أعلم وقال النسابون تزوج
أنمار بن اراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان هند بنت مالك بن غافق بن الشاهد بن عك فولدت له أفتل وهو خثعم ثم
توفيت فتزوج بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة فولدت له سعدا ولقب بعبقر فسمته باسم
جده وهو سعد العشيرة ولقب بعبقر لأنه ولد على جبل يقال له عبقر في موضع بالجزيرة
كان يصنع به الوشي قال و عبقر أيضا موضع بنواحي اليمامة واستدل من نسب عبقر إلى
أرض الجن بقول زهير بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا
وقال
بعضهم أصل العبقري صفة لكل ما يولع في وصفه وأصله أن عبقرا كان يوشى فيه البسط
وغيرها فنسب كل شيء جيد إلى عبقر وقال الفراء العبقري الطنافس الثخان واحدتها
عبقرية وقال مجاهد العبقري الديباج وقال قتادة هي الزرابي وقال سعيد بن جبير هي
عتاق الزرابي فهؤلاء جعلوها اسما لهذا ولم ينسبوها إلى موضع والله أعلم
العبلاء بفتح أوله وسكون ثانيه والمد قال الأصمعي الأعبل والعبلاء حجارة بيض وقال
الليث صخرة عبلاء بيضاء وقال ابن السكيت القنان جبال صغار سود ولا تكون القنة إلا
سوداء ولا الظراب إلا سوداء ولا الأعبل والعبلاء إلا بيضاء ولا الهضبة إلا حمراء
وقال أبو عمر العبلاء معدن الصفر في بلاد قيس وقال النضر العبلاء الطريدة في سواد
الأرض حجارتها بيض كأنها حجارة القداح وربما قدحوا ببعضها وليس بالمرو كأنها
البلور وقيل العبلاء اسم علم لصخرة بيضاء إلى جنب عكاظ قال خداش بن زهير وعندما
كانت الوقعة الثانية من وقعات الفجار ألم يبلغكم أنا جدعنا لدى العبلاء خندف
بالقياد وقال أيضا خداش بن زهير ألم يبلغك بالعبلاء أنا ضربنا خندفا حتى استقادوا
نبني بالمنازل عز قيس وودوا لو تسيخ بنا البلاد وقال ابن الفقيه عبلاء البياض
موضعان من أعمال المدينة
وعبلاء الهرد والهرد نبت به يصبغ أصفر والطريدة أرض طويلة لا عرض لها
و العبلاء وقيل العبلات بلدة كانت لخثعم بها كان ذو الخلصة بيت صنم وهي من أرض
تبالة
و عبلاء زهو ذكرت في زهو وهي في ديار بني عامر
عبلة حصن بين نظري غرناطة والمرية منها عبد الله بن أحمد العبلي ذكره في كتاب ابن
سهيل
عبود بفتح أوله وتشديد ثانيه وسكون الواو وأظنه من عبدت فلانا إذا ذللته ومنه قوله
تعالى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وقيل معناه المكرم في قول حاتم
تقول ألا تبقي عليك فإنني أرى المال عند الممسكين معبدا وعبود جبل قال الزمخشري
عبود وصغر جبلان بين المدينة والسيالة ينظر أحدهما إلى الآخر وطريق المدينة تجيء
بينهما وقيل عبود البريد الثاني من مكة في طريق بدر وفي خبر لابن مناذر الشاعر نذكره
في هبود إن شاء الله تعالى عبود جبل بالشام وقال أبو بكر بن موسى عبود جبل بين
السيالة وملل له ذكر في المغازي قال معن بن أوس المزني تأبد لأي منهم فعتائده فذو
سلم أنشاجه فسواعده ففدفد عبود فخبراء صائف فذو الجفر أقوى منهم ففدافده وقال
الهذلي كأنني خاضب طرت عقيقته أجنى له الشري من أطراف عبود
عبوس بوزن الذي قبله إلا أن آخره سين مهملة موضع في شعر كثير
طالعات
الغميس من عبوس سالكات الخوي من أملال
عبيدان بلفظ تصغير عبدان فعلان من العبودية وقال الفراء يقال ضل به في أم عبيد وهي
الفلاة قال وقلت للقناني ما عبيد فقال ابن الفلاة وأنشد للنابغة ليهن لكم أن قد
رقيتم بيوتنا مندى عبيدان المحلإ باقره وقال الحطيئة رأت عارضا جونا فقامت غريرة
بمسحاتها قبل الظلام تبادره فما فرغت حتى علا الماء دونه فسدت نواحيه ورفع دائره
وهل كنت إلا نائيا إذ دعوتني منادى عبيدان المحلإ باقره قال يعني الفلاة وقال أبو
عمرو عبيدان اسم وادي الحية بناحية اليمن يقال كان فيه حية عظيمة قد منعته فلا
يؤتى ولا يرعى وأنشد بيت النابغة وقال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي في
نوادره في قوله منادى عبيدان المحلإ باقره يقول كنت بعيدا منكم كبعد عبيدان من
الناس والوحش أن يردوه أو ينالوه أو يبلغوه فقد دغرتموني وعبيدان ماء لا يناله
الوحش فكيف الإنس فلما لم تبلغه فكأنما حلئت عنه قال أبو محمد الأسود رادا عليه
كيف تكون التحلئة قبل الورود كما مثله وإنما عبيدان اسم راع لا اسم ماء وكان من
قصته أنه كان رجل من عاد ثم أحد بني سود بن عاد يقال له عتر وكان أمنع عاد في
زمانه وكان له راع يقال له عبيدان يرعى له ألف بقرة فكان إذا وردت بقره لم يورد
أحد بقره حتى يفرغ عبيدان فعاش بذلك دهرا حتى أدرك لقمان بن عاد وكان من أشد عاد
كلها وأهيبها وكان في بيت عاد وعددها يومئذ بنو ضد بن عاد فوردت بقر عاد فنهنهه
عبيدان فرجع راعي لقمان فأخبره فأتى لقمان عبيدان فضربه وطرده عن الماء فرجع
عبيدان إلى عتر فشكا ذلك إليه فخرج إليه في بني أبيه وخرج لقمان في بني أبيه
فهزمتهم بنو ضد رهط لقمان وحلؤوهم عن الماء فكان عبيدان لا يورد حتى يفرغ لقمان من
سقي بقره فكان عبيدان يقبل ببقره ويقبل راعي لقمان ببقره فاذا رأى راعي لقمان
عبيدان قال حلىء بقرك عن الماء حتى يورد راعي لقمان فضربته العرب مثلا فلم يزل
لقمان يفعل ذلك حتى هلك عتر وارتحل لقمان فنزل في العماليق وقال جوين بن قطن يحذر
قومه الظلم ويذكر عترا وبقره وتهضم لقمان له قد كان عتر بني عاد وأسرته في الناس
أمنع من يمشي على قدم وعاش دهرا إذا أثواره وردت لم يقرب الماء يوم الورد ذو نسم
أزمان كان عبيدان تبادره رعاة عاد وورد الماء مقتسم أشص عنه أخو ضد كتائبه من بعد
ما رملوا في شأنه بدم
عبيقر اسم موضع حكاه ابن القطاع في كتاب الأبنية عن المازني
العبيلاء تصغير العبلاء وقد تقدم اشتقاقه وهو موضع آخر قال كثير
والعبيلاء
منهم بيسار وتركن اليمين ذات النصال
عبية قال ابن حبيب عبية وعباعب ماءان لبني قيس بن ثعلبة ببطن فلج من ناحية اليمامة
قال عميرة بن طارق وكلفت ما عندي من الهم ناقتي مخافة يوم أن ألام وأندما فمرت على
وحشيها وتذكرت نصيا وماء من عبية اسحما كأنه تصغير عباة
باب العين والتاء وما يليهما
عتائد بضم أوله وبعد الألف ياء مهموزة ودال مهملة مرتجل فيما أحسب من أبنية الكتاب
وهو ماء بالحجاز لبني عوف بن نصر بن معاوية خاصة ليس لبني دهمان فيه شيء عن
الأصمعي وقال العمراني في هضبات أسفل من أبر لبني مرة
العتر بكسر أوله وسكون ثانيه جبل العتر بالمدينة من جهة القبلة يقال له المستنذر
الأقصى والعتر في اللغة الذبيحة التي كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب والعتر
بالفتح الذبح قال زهير كمنصب العتر دمى رأسه النسك قالوا أراد بمنصب العتر صنما
كان يقرب له عتر أي ذبح
عتكان يروى بفتح أوله وكسره وسكون ثانيه وآخره نون اسم موضع جاء في شعر زهير دار
لأسماء بالغمرين ماثلة كالوحي ليس بها من أهلها أرم سالت بهم قرقرى برك بأيمنهم
والعاليات على أيسارهم خيم عوم السفين فلما حال دونهم فند القريات فالعتكان فالكرم
يقال عتك في الأرض يعتك عتكا إذا ذهب فيها والعتك الكر في القتال وقال الزبرقان بن
بدر حيث حمل صدقات قومه إلى أبي بكر رضي الله عنه ساروا إلينا بنصف الليل فاحتملوا
فلا رهينة إلا سيد صمد سيروا رويدا وإنا لن نفوتكم وإن ما بيننا سهل لكم جدد إن
الغزال الذي ترجون غرته جمع يضيق به العتكان أو أطد مستحقبو حلق الماذي بخفرته ضرب
طلحف وطعن بينه خضد قال الأسود العتكان وأطد أودية لبني بهدلة
عتك بفتح أوله وسكون ثانيه والكاف واشتقاقه كالذي قبله قال نصر العتك واد باليمامة
في ديار بني عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم قال كأن ثنايا العتك قل
احتمالها
عتل بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره لام واد باليمامة في ديار بني عوف بن كعب بن سعد
بن زيد مناة بن تميم وقال أبو معاذ النحوي العتل الدفع والإرهاق بالسير العنيف
عتم حصن في جبل وضرة باليمن
عتمة مضموم حصن في جبال وصاب من أعمال زبيد
عتود
بتشديد التاء جبل على مراحل يسيرة من المدينة بين السيالة وملل وقيل جبل أسود من
جانب النقيع عن نصر
عتود بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره دال كذا حكي عن ابن دريد وقيل هو اسم
موضع بالحجاز قال ولم يجىء على فعول غير هذا وخروع والأزهري ذكره بالراء كما ذكرته
بعده وقال العمراني عتود بفتح أوله واد قال ويروى بكسر العين قال ابن مقبل جلوسا
به الشعب الطوال كأنهم أسود بترج أو أسود بعتودا وهو ماء لكنانة لهم ولخزاعة فيه
وقعة قال بديل بن عبد مناة ونحن منعنا بين بيض وعتود إلى خيف رضوى من مجر القبائل
قال ابن الحائك وإلى حارة عثر تنسب الأسود التي يقال لها أسود عثر وأسود عتود وهي
قرية من بواديها
عتور بكسر العين وسكون ثانيه وفتح الواو والراء اسم واد خشن المسلك قال المبرد
العتورة الشدة في الحرب وبنو عتوارة سميت بهذا لقوتهم قال الأزهري قال المبرد جاء
من الأسماء على فعول خروع وعتور وهو الوادي الخشن التربة وزاد غيره ذرود اسم جبل
ولم يأت غيرهما
عتيب بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة وباء موحدة جفرة عتيب بالبصرة
إحدى محالها تنسب إلى عتيب بن عمرو من بني قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة
وعدادهم في بني شيبان وقال الأزهري قال ابن الكلبي عتيب بن أسلم بن مالك وكان قد
أغار عليهم بعض الملوك فقتل رجالهم جميعهم فكانت النساء تقول إذا كبر صبياننا
أخذوا بثأر رجالنا فلم يكن ذلك فقال عدي بن زيد نرجيها وقد وقعت بقر كما ترجو أصاغرها
عتيب
العتيد بلفظ التصغير موضع باليمامة في شعر الأعشى جزى الله فتيان العتيد وقد نأت
بي الدار عنهم خير ما كان جازيا ويروى العتيك بالكاف ويجوز أن يكون تصغير فرس عتيد
وعتد وهو الشديد التام الخلق
عتيد بفتح أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت مفتوحة ودال مهملة اسم موضع وهو أحد
فوائت الكتاب وما أراه إلا مرتجلا
العتيق بلفظ ضد الجديد والمراد به المعتوق وفعيل بمعنى مفعول كثير في كلامهم نحو
قتيل بمعنى مقتول وهو بيت الله الحرام لأنه عتق من الجبابرة فلا يستطيع جبار أن
يدعيه لنفسه ولا يؤذيه فلا ينسب إلى غير الله تعالى وقد ذكره الله تعالى بهذا
الاسم في كتابه فقال وليطوفوا بالبيت العتيق وقد ذكر في باب البيت العتيق أبسط من
هذا
عتيق الساجة قرية بين أذربيجان وبغداد استولت عليها دجلة فخربتها واسم الموضع
معروف إلى الآن
العتيقة بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ ضد الجديد محلة ببغداد في الجانب الغربي ما بين
طاق الحراني إلى باب الشعير وما اتصل به من شاطىء دجلة وسميت العتيقة لأنها كانت
قبل عمارة بغداد
قرية
يقال لها سونايا وهي التي ينسب إليها العنب الأسود وكانت منازل هذه القرية في مكان
هذه المحلة وما حولها كان مزارع وبساتين
عتيك بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وكاف وهو في اللغة الأحمر من
الكرم وهو نعت وبه سميت المرأة لصفائها وحمرتها وهو موضع ويروى بالدال قال الراجز
تالله لولا صبية صغار تلفهم من العتيك دار كأنما أوجههم أقمار لما رآني ملك جبار
ببابه ما بقي النهار وقال الأعشى يوم قفت حمولهم فتولوا قطعوا معهد الخليط فساقوا
جاعلات حوز اليمامة بالأش مل سيرا يحثهن انطلاق جازعات بطن العتيك كما تم ضي رفاق
تحثهن رفاق
العتيكية اشتقاقه كالذي قبله لأنه مثله وزيادة ياء النسبة وتاء التأنيث ربض
العتيكية ببغداد من الجانب الغربي بين الحربية وباب البصرة وقد خرب الآن ينسب إلى
عتيك بن هلال الفارسي وله في دولة بني العباس آثار وأخبار وله في المدينة أيضا درب
ينسب إليه
باب العين والثاء وما يليهما
عثارى بضم أوله بوزن سكارى جمع سكران فيكون هذا جمع عثران من عثر الرجل يعثر عثرا
وامرأة عثرى فهو لا يجري معرفة ولا نكرة ويجوز أن يكون أصله من العثري وهي الأرض
العذي ليس فيها شرب إلا من المطر وهو واد عن الأزهري
عثاعث جبال صغار سود مما يلي يسار العرائس وهي أجبل في وضح الحمى بضرية مشرفات على
وادي مهزول اندفنت بالرمل
عثال بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره لام بوزن جدار ثنية أو واد بأرض جذام يقال عثلت
يده تعثل إذا جبرت على غير استواء والعثيل ثرب الشاة ويجوز أن يكون عثال جمع ذلك
العثانة بضم أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف نون ماء لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن
قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بالثلبوت وأنشد الأصمعي ما منع العثانة
وسط جرم وحتى مازن غير الهرار وطعن بالردينيات شزر وورد الموت ليس له انتظار
والعثان الدخان
عثان موضع مذكور في كتاب بني كنانة
العثجلية أرض وماء بوادي السليع من أرض اليمامة لبني سحيم عن محمد بن إدريس بن أبي
حفصة
عثران بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء مهملة وآخره نون اسم موضع جاء في الأخبار يجوز
أن يكون فعلان من العثار أو من العثير وهو الغبار
عثر بفتح أوله وسكون ثانيه ثم راء بلد باليمن واشتقاقه من أعثرت فلانا على الأمر
أطلعته
عليه
أو من عثر الرجل يعثر عثرا إذا كبا والعثر الكذب والباطل وهو الذي بعده يقينا إلا
أن أهل اليمن قاطبة لا يقولونه إلا بالتخفيف وإنما يجيء مشددا في قديم الشعر قال
عمرو بن زيد أخو بني عوف يذكر خروج بجيلة عن منازلهم إلى أطراف اليمن مضت فرقة منا
يحيطون بالقبا فشاهر أمست دارهم وزبيد وصلنا إلى عثر وفي دار وائل بهاليل منا سادة
وأسود
عثر بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره راء مهملة بوزن بقم وشلم وخضم وشمر وبذر وكل هذه
الأسماء منقولة عن الفعل الماضي فلا تنصرف منصرفه قال أبو منصور عثر موضع وهو
مأسدة يعني أنه كثير الأسد قال بعضهم ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما الليث كذب عن
أقرانه صدقا وقال أبو بكر الهمذاني عثر بتشديد الثاء بلد باليمن بينها وبين مكة
عشرة أيام ذكره أبو نصر بن ماكولا ولم يذكر تشديد الثاء ينسب إليها يوسف بن
أبراهيم العثري يروي عن عبد الرزاق روى عنه شعيب بن محمد الزارع وقال عمارة عثر
على مسيرة سبعة أيام في عرض يومين وهي من الشرجة إلى حلي ويبلغ ارتفاعها في السنة
خمسمائة ألف دينار عشر بها والي تبالة تعد في أعمال زبيد وهي معروفة بكثرة الأسود
قال عروة بن الورد تبغاني الأعداء إما إلى دم وإما عراض الساعدين مصدرا يظل الإباء
ساقطا فوق متنه له العدوة القصوى إذا القرن أصحرا كأن خوات الرعد رز زئيره من
اللاء يسكن الغريف بعثرا
عثعث بالفتح والتكرير جبل بالمدينة يقال له سليع عليه بيوت أسلم بن أفصى تنسب إليه
ثنية عثعث والعثعث في اللغة الكثيب السهل والعثعث الفساد وعثعث متاعه إذا بذره
وفرقه
عثلب بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وآخره باء موحدة اسم ماء لغطفان قال الشماخ
وصدت صدودا عن شريعة عثلب ولابني عياذ في الصدور جواسر يقال عثلبت جدار الحوض
وغيره إذا كسرته وهدمته وعثلبت زندا أخذته لا أدري أيوري أم لا
عثلمة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح لامه علم مرتجل لاسم موضع
عثليث بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر لامه وياء مثناة من تحت ساكنة وثاء مثلثة أخرى
اسم حصن بسواحل الشام ويعرف بالحصن الأحمر كان فيما فتحه الملك الناصر يوسف بن
أيوب سنة 385
عثمان بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون فعلان من العثم يقال عثمت يده إذا جبرتها
على غير استواء وقال أبو سعيد السكري في شرح قول جرير حسبت منازلا بجماد رهبى
كعهدك بل تغيرت العهود فكيف رأيت من عثمان نارا يشب لها بواقصة الوقود
هوى
بتهامة وهوى بنجد فبلتني التهائم والنجود فأنشدنا فرزدق غير عال فقبل اليوم جدعك
النشيد
عثمان جبل بالمدينة بينها وبين ذي المروة في طريق الشام من المدينة
عثمر جرعة في بلاد طيء
عثود بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره دال مهملة هكذا ضبطه العمراني وقال
عثود بوزن جوهر بالثاء المنقوطة بثلاث وقال هو واد أو موضع والمتفق عليه المشهور
بالتاء المثناة من فوق وذكرهما معا في كتابه
العثير بلفظ تصغير العثر وقد قدم كذا ضبطه الأديبي وقال اسم موضع
عثير بالكسر ثم السكون والياء المثناة من تحت المفتوحة والراء المهملة ذو العثير
موضع بالحجاز يرى أنه من بلاد بني أسد والعثير الغبار
عثير بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة موضع بالشام فعيل من العثار
باب العين والجيم وما يليهما
العجاج موضع قرب الموصل
عجاساء بفتح أوله وبعد الألف سين مهملة والف ممدودة رملة عظيمة بعينها ولها معان
في اللغة يقال عجستني عنك عجساء الأمور أي موانعها والعجاساء من الإبل الثقيلة
العظيمة الواحد والجمع سواء ولا يقال للجمل وعجاساء الليل ظلمته
عجالز والعجلزة بالزاي رملة بعينها معروفة بحذاء حفر أبي موسى وقال الأصمعي سمعت
الأعراب يقولون إذا خلفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت قال وعجلز فوق القريتين قال زهير
عفا من آل ليلى بطن ساق فأكثبة العجالز فالقصيم وقال نصر العجالز جمع عجلزة مياه
لضبة بنجد تسمى بالواحدة والجمع وقال ذو الرمة وقمن على العجالز نصف يوم وأدين
الأواصر والخلالا والعجلزة والجمع العجالز من نعت الفرس الشديدة والناقة والجمل
عجب موضع بالشام في قول عدي بن الرقاع حيث قال فسل هوى من لا يؤاتيك وده بآدم شهم
لا حلو ولا صعب كأني ومنقوشا من الميس قاترا وأبدان مكبون تحلبه عضب على أخدري
لحمه بسراته مذكي فتاء من ثلاث له شرب فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتا جنوب إراش
فاللهاله فالعجب
العجرد من قرى زنار ذمار باليمن
عجرم بضم أوله وسكون ثانيه وضم الراء وآخره ميم موضع بعينه ويضاف إليه ذو والعجرمة
شجرة عظيمة لها عقد كالكعاب يتخذ منها القسي وعجرمتها غلظ عقدها والعجرم دويبه
صلبة كأنها مقطوعة تكون في الشجرة وتأكل الحشيش قال بشر بن سلوة
ولقد
أمرت أخاك عمرا إمرة فعصى وضيعها بذات العجرم
العجروم مثل الذي قبله وزيادة واو قال السكوني ماء قريب من ذي قار يضاف إليه ذات
فيقال ذات العجروم
عجز قال الكلبي هي قرية بحضرموت في قول الحارث بن جحدم وكان مزيد وعبد الله ابنا
حرز بن جابر العنبري ادعيا قتل محمد بن الأشعث فأقادهما مصعب به فقال الحارث بن
جحدم وهو الذي تولى قتلهما بيد القاسم بن محمد بن الأشعث تناوله من آل قيس سميذع
وري الزناد سيد وابن سيد فما عصبت فيه تميم ولا حمت ولا انتطحت عنزان في قتل مزيد
ثوى زمنا بالعجز وهو عقابه وقين لأقيان وعبد لأعبد
عجس بالتحريك والتشديد قال العمراني قرية بالمغرب ولا أظنها إلا عجمية فإن كانت
عربية فإنها منقولة عن الفعل الماضي من عجسه إذا حبسه وقال السمعاني عجس قرية من
قرى عسقلان فيما أظن ينسب إليها ذاكر بن شيبة العسقلاني العجسي يروي عن أبي عصام
داود ابن الجراح روى عنه أبو القاسم الطبراني وسمع منه بقرية عجس
عجلاء بفتح أوله وسكون ثانيه والمد تأنيث الأعجل اسم موضع بعينه
عجلان بالفتح فعلان من العجلة اسم موضع في شعر هذيل قال سعد بن جحدر الهذلي فإنك
لو لاقيتنا يوم بنتم بعجلان أو بالشعف حيث نمارس
العجلانية كأنها منسوبة إلى رجل اسمه عجلان وهي بليدة بثغور مرج الديباج قرب
المصيصة
عجلز كذا وجدته مضبوطا في النقائض وقد ذكر في عجالز قال جرير أخو اللؤم ما دام
الغضا حول عجلز وما دام يسقى في رمادان أحقف
عجلزة بكسر أوله ولامه ثم زاي وقد ذكر في عجالز
عجلة بكسر العين وسكون الجيم موضع قرب الأنبار سمي باسم امرأة يقال لها عجلة بنت
عمرو بن عدي جد ملوك لخم وقد ذكر في سحنة
العجلة بالتحريك من قرى ذمار باليمن
العجماء بلفظ تأنيث الأعجم فصيحا كان أو غير فصيح وفيه غير ذلك والعجماء من أودية
العلاة باليمامة
عجوز بلفظ المرأة العجوز ضد الشابة اسم جمهور من جماهير الدهناء يقال له حزوى قال
ذو الرمة على ظهر جرعاء العجوز كأنها سنية رقم في سراة قرام والعجوز القبيلة
والعجوز الخمر ويقال للمرأة الكبيرة عجوز وعجوزة وللرجل الكبير عجوز أيضا
العجول بالفتح واللام في آخره مأخوذ من العجلة ضد البطء وهي بئر حفرها قصي بن كلاب
قبل خم وقيل حفر قصي ركية فوسعها في دار أم هانيء بنت أبي طالب اليوم بمكة فسماها
العجول فلم تزل قائمة في حياته فوقع فيها رجل من
بني
جعيل وفي كتاب أحمد بن جابر البلاذري كانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن
غالب خارج مكة ومن حياض ومصانع على رؤوس الجبال ومن بئر حفرها مرة بن كعب مما يلي
عرفة فحفر قصي بئرا سماها العجول وهي أقرب بئر حفرتها قريش بمكة وفيها قال رجل من
الحاج نروى على العجول ثم ننطلق إن قصيا قد وفى وقد صدق بالشبع للحاج وري منطبق
عجيب موضع باليمن أوقع فيه المهاجر بن أبي أمية بالربذة من أهل اليمن في أيام أبي
بكر الصديق وقال الصليحي اليمني يصف خيلا ثم اعتلت من عجيب قنة وبدت لكوكبين ترى
مثنى وأفرادا
باب العين والدال وما يليهما
عداد بالضم قال نصر موضع أحسبه ببادية اليمامة
العداف بالضم والدال المهملة خفيفة واد أو جبل في ديار الأزد بالسراة
عدامة بضم أوله وهو فعالة من العدم أو العدم قال الأصمعي ولهم يعني لبني جشم بن
معاوية والبردان بن عمرو بن دهمان عدامة وهي طلوب أبعد ماء نعلمه بنجد قعرا قال
بعضهم لما رأيت أنه لا قامه وأنه يومك من عدامه وأنه النزع على السآمه نزعت نزعا
زعزع الدعامه
عدان بالفتح وآخره نون وروي بالكسر أيضا قال الفراء والعدان أيضا بالفتح سبع سنين
يقال مكثنا بمكان كذا وكذا عدانين وهما أربع عشرة سنة الواحد عدان وأما قول لبيد
ولقد يعلم صحبي كلهم بعدان السيف صبري ونقل رابط الجأش على فرجهم أعطف الجون
بمربوع متل فقال نصر عدان موضع في ديار بني تميم بسيف كاظمة وقيل ماء لسعد بن زيد
مناة بن تميم وقيل هو ساحل البحر كله كالطف ورواه أبو الهيثم بعدان السيف بكسر
العين ويروى بعداني السيف وقالوا أراد جمع العدينة والأصل بعدائن السيف فأخر الياء
وروي عن ابن الأعرابي قال عدان النهر بالفتح ضفته قال الشاعر بكي على قتلى العدان
فإنهم طالت إقامتهم ببطن برام كانوا على الأعداء نار محرق ولقومهم حرما من الأحرام
لا تهلكي جزعا فإني واثق برماحنا وعواقب الأيام
عدان كأنه فعلان من العدد أو شددت داله للتكثير والمراد به ضفة النهر وهي مدينة
كانت على الفرات لأخت الزباء ومقابلتها أخرى يقال لها عزان
عدفان موضع باليمن أحسبه حصنا
عدفاء بفتح أوله وسكون ثانيه والفاء والمد اسم موضع في قول بعضهم ظلت بعدفاء بيوم
ذي وهج
أصله
الذاهب في الأرض وجمعها عدف ويجوز أن يكون يقال للشجرة إذا كانت كثيرة العروق
عدفاء وكذلك الأرض والله أعلم
عدم بالتحريك وهو ضد الوجود واد باليمن
عدن بالتحريك وآخره نون وهو من قولهم عدن بالمكان إذا أقام به وبذلك سميت عدن وقال
الطبري سميت عدن وأبين بعدن وأبين ابني عدنان وهذا عجب لم أر أحدا ذكر أن عدنان
كان له ولد اسمه عدن غير ما ورد في هذا الموضع وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر
الهند من ناحية اليمن ردئة لا ماء بها ولا مرعى وشربهم من عين بينها وبين عدن
مسيرة نحو اليوم وهو مع ذلك رديء إلا أن هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند والتجار
يجتمعون إليه لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة وتضاف إلى أبين وهو مخلاف عدن من جملته
وقال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمذاني اليمني عدن جنوبية تهامية وهو أقدم أسواق
العرب وهو ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق فقطع في الجبل باب بزبر الحديد فصار لها
طريق إلى البر وموردها ماء يقال له الحبق أحساء في رمل في جانب فلاة إرم وبها في
ذاتها بئار ملحة وشروب وساكنها المربون والجماجميون والمربون يقولون إنهم من ولد
هارون وقال أهل السير سميت بعدن بن سنان ابن إبراهيم عليه السلام وكان أول من
نزلها عن الزجاجي وقال ابن الكلبي سميت عدن بعدن بن سنان بن فيشان بن إبراهيم وروى
عبد المنعم عن وهب أن الحبشة عبرت في سفنهم فخرجوا في عدن فقالوا عدونا فسميت عدن
بذلك وتفسيره خرجنا وبين عدن وصنعاء ثمانية وستون فرسخا قال عمارة لاعة مدينة في
جبل صبر من أعمال صنعاء إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة وليست عدن أبين
الساحلية وأنا دخلت عدن لاعة وهي أول موضع ظهرت فيه دعوة العلوية باليمن بعد
المصريين وقال أبو بكر أحمد بن محمد العيدي يذكر عدن أبين حياك يا عدن الحيا حياك
وجرى رضاب لماه فوق لماك وافتر ثغر الروض فيك مضاحكا بالنشر رونق ثغرك الضحاك ووشت
حدائقه عليك مطارفا يختال في حبراتها عطفاك ولقد خصصت بسر فضل أصبحت فيه القلوب
وهن من أسراك يسري بها شغف المحب وإنما للشوق جشمها الهوى مسراك أصبو إلى أنفاس
طيبك كلما أسرى بنفحتها نسيم صباك وتقر عيني أن أراك أنيقة لا رمل عرجاء ودوح أراك
كم من غريب الحسن فيك كأنما مرآه في إشراقه مرآك فتانة اللحظات تصطاد النهى
ألحاظها قبضا بلا أشراك ومسارح للعين تقتطف المنى منها وتجنى في قطوف جناك وعلام
أستسقي الحيا من بعد ما ضمن المكرم بالندى سقياك
سألت
عنهم وقد سدت أباعرهم ما بين رحبة ذات العيص فالعدن
عدنة بالتحريك واشتقاقه من الذي قبله وهو موضع بنجد في جهة الشمال من الشربة قال
أبو عبيدة في عدنة عريتنات وأقر والزوراء وكنيب وعراعر مياه مرة قال الأصمعي في
تحديد نجد ووادي الرمة يقطع بين عدنة والشربة فإذا جزعت الرمة مشرقا أخذت في
الشربة وإذا جزعت الرمة إلى الشمال أخذت في عدنة
عدنة كالذي قبله إلا أنه بضم أوله وسكون الدال ثنية قرب ملل لها ذكر في المغازي
قال ابن هرمة عفت دارها بالبرقتين فأصبحت سويقة منها أقفرت فنظيمها فعدنة فالأجراع
أجراع مثعر وحوش مغانيها قفار حزومها أجدك لا تغشى لسلمى محلة بسابس تزقو آخر
الليل بومها فتصرف حتى تسجم العين عبرة بها وهي مهمار وشيك سجومها أموت إذا شطت
وأحيا إذا دنت وتبعث أحزاني الصبا ونسيمها
عدولى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وفتح اللام والقصر قرية بالبحرين تنسب إليها
السفن ومن قال إنه اسم رجل فقد أخطأ وقال أبو علي في الشيرازيات إن لامه واو
واللام فيه زائدة كما في عبدل وفحجل ولحقت اللام الزائدة الألف كما لحقت النون في
عفرنى فهو فعلى وليس بفعولى وأما الألف فللإلحاق ولا تنصرف كما لا ينصرف أرطى اسم
رجل وإن جعلته اسما للبقعة كان ترك الصرف أولى
عدوة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح واوه والعدوة مد البصر و عدوة السبع هو اسم موضع
في قول القتال الكلابي أنشده السكري فقال أنى اهتديت ابنة البكري من أمم من أهل
عدوة أو من برقة الخال
العدوية كأنه منسوب إلى رجل اسمه عدي وأصله جماعة القوم في لغة هذيل قال الخناعي
لما رأيت عدي القوم يسلبهم طلح الشواجن والطرفاء والسلم والعدوية الإبل التي ترعى
العدوة وهي الحلة
و العدوية قرية ذات بساتين قرب مصر على شاطىء شرقي النيل تلقاء الصعيد
عديد بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ودال أخرى معناه الكثرة يقال
ما أكثر عديد بني فلان وعديد الحصى هو ماء لعميرة بطن من كلب
عدينة بالتصغير اسم لربض تعز باليمن ولتعز ثلاثة أرباض عدينة هذه والمغربية
والمشرقية وفيها يقول شاعرهم رأيت في ذي عدينه يا رب بالأمس زينه وعن أبي الريحان
المكي عدينة بفتح العين وكسر الدال قرية بين تعز وزبيد باليمن على طريق الميزان
برأس عقبة وحفات
عدية تصغير عدوة وعدوة وهي شفير الوادي هضبة تحالف عليها بنو ضبيعة وبنو عامر بن
ذهل وحكى الخارزنجي أن عدية قبيلة
باب
العين والذال وما يليهما
عذار بالكسر وآخره راء والعذار المستطيل من الأرض وجمعه عذر والعذار موضع بين
الكوفة والبصرة على طريق الطفوف ومنه يفضي إلى نهر ابن عمر وفي حديث حاجب بن زرارة
بن عدس التميمي لما رهن قوسه عند كسرى وقبلها منه كتب إلى عمال العذار بالإذن
للعرب في الدخول إلى الريف قال والعذار ما بين الريف والبدو مثل العذيب ونحوها
عذاة بالفتح والعذاة الأرض الطيبة التربة الكريمة النبت البعيدة عن الأحساء والنزوز
والريف السهلة المريئة ولا تكون ذات وخامة وهو موضع بعينه بدليل أن الشاعر لم
يصرفه فقال تحن قلوصي من عذاة إلى نجد ولم ينسها أوطانها قدم العهد وقد هجت نصبا
من تذكر ما مضى وأعديتني لو كان هذا الهوى يعدي وأذكرتني قوما أصب إليهم وأشتاقهم
في القرب مني وفي البعد أولئك قوم لو لجأت إليهم لكنت مكان السيف من وسط الغمد
العذبات جمع عذبة وهو الموضع الذي فيه المرعى يقال مررت بماء لا عذبة به أي لا
مرعى فيه ولا كلأ ويوم العذبات من أيامهم
عذبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة يقال عذب الماء يعذب فهو عذب وبئر عذبة أي طيبة
وهو موضع على ليلتين من البصرة فيه مياه طيبة وقيل لما حفروها وجدوا آثار الناس
بعد ثلاثين ذراعا قال مرت تريد بذات العذبة البيعا
عذراء بالفتح ثم السكون والمد وهو في الأصل الرملة التي لم توطأ والدرة العذراء
التي لم تثقب وهي قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة وإليها ينسب مرج وإذا
انحدرت من ثنية العقاب وأشرفت على الغوطة فتأملت على يسارك رأيتها أول قرية تلي
الجبل وبها منارة وبها قتل حجر بن عدي الكندي وبها قبره وقيل إنه هو الذي فتحها
وبالقرب منها راهط الذي كانت فيه الوقعة بين الزبيرية والمروانية قال الراعي وكم من
قتيل يوم عذراء لم يكن لصاحبه في أول الدهر قاليا
عذرة بفتح أوله وثانيه من قولهم عذرته عذرة وهي أرض
عذق بفتح أوله وثانيه والقاف قال ابن الأعرابي عذق الشحير إذا طال نباته وثمرته
بالعذق و خبراء العذق موضع معروف بناحية الصمان قال رؤبة بين القرينين وخبراء العذق
عذق بفتح أوله وسكون ثانيه وهو في الأصل النخلة بعينها و العذق بالكسر الكباسة وهو
أيضا أطم بالمدينة لبني أمية بن زيد وكان اسمه من قبل السير عن نصر
عذم بفتحتين ورواه بعضهم بالدال المهملة فأما العذم بالذال المعجمة فأصله من عذمت
أعذم عذما وهو الأخذ باللسان واللوم أو من العذم وهو العض وليس فيه شيء بالتحريك
فيكون مرتجلا والله أعلم وهو واد باليمن
عذنون
قال في تاريخ دمشق عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد المليباري المعروف بالسندي حدث
بعذنون مدينة من أعمال صيداء من ساحل دمشق
العذيب تصغير العذب وهو الماء الطيب وهو ماء بين القادسية والمغيثة بينه وبين
القادسية أربعة أميال وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلا وقيل هو واد لبني تميم وهو
من منازل حاج الكوفة وقيل هو حد السواد وقال أبو عبد الله السكوني العذيب يخرج من
قادسية الكوفة إليه وكانت مسلحة للفرس بينها وبين القادسية حائطان متصلان بينهما
نخل وهي ستة أميال فإذا خرجت منه دخلت البادية ثم المغيثة وقد أكثر الشعراء من
ذكرها وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص إذا كان يوم كذا
فارتحل بالناس حتى تنزل فيما بين عذيب الهجانات وعذيب القوادس وشرق بالناس وغرب
بهم وهذا دليل على أن هناك عذيبين
و العذيب أيضا ماء قرب الفرما من أرض مصر في وسط الرمل
و العذيب موضع بالبصرة عن نصر
العذيبة تصغير العذبة وقال ابن السيكت ماء بين ينبع والجار والجار بلد على البحر
قريب من المدينة وقال في موضع آخر العذيبة قرية بين الجار وينبع وإياها عنى كثير
عزة فأسقط الهاء خليلي إن أم الحكيم تحملت وأخلت بخيمات العذيب ظلالها فلا تسقياني
من تهامة بعدها بلالا وإن صوب الربيع أسالها وكنتم تزينون البلاد ففارقت عشية بنتم
زينها وجمالها
عذيقة بالتصغير من قرى مشرق جهران باليمن من نواحي صنعاء
العذي قال الأزهري قال الليث العذي موضع بالبادية و العذي اسم للموضع الذي ينبت في
الشتاء والصيف من غير نبع ماء وقال الأزهري قوله العذي موضع بالبادية فلا أعرفه
ولم أسمعه لغيره وأما قوله في العذي إنه اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من
غير نبع ماء فإن كلام العرب على غيره وليس العذي اسما لموضع ولكن العذي من الزروع
والنخيل ما لا يسقى إلا بماء السماء وكذلك عذي الكلإ والنبات ما بعد من الريف
وأنبته ماء السماء
باب العين والراء وما يليهما
عرابة بفتح أوله وتشديد ثانيه عرابة طبي من أعمال عكا بالساحل الشامي ينسب إليها
أبو علي المقدام بن ثعل بن المقدام الكناني العرابي ثم المصري ولد بعرابة طبي وسكن
مصر وروى الحديث ولقيه السلفي وقال قال لي ولدت سنة 515 وأنا في عشر الستين وكان
رجلا صالحا
العرابة موضع قال الهذلي تذكرت ميتا بالعرابة ثاويا فما كاد ليلي بعدما طال ينفد
عراجين له ذكر في الفتوح سار أبو عبيدة بن الجراح من رعبان ودلوك إلى عراجين وقدم
مقدمته إلى بالس
العرادة بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف دال مهملة وكل منتصب صلب يقال له عرد
ويقال عرد الرجل عن قرنه إذا أحجم عنه وهي قرية على رأس تل شبه القلعة بين رأس عين
ونصيبين تنزلها
القوافل
عرار بالفتح وتكرير الراء وهو نبت طيب الريح قال بعضهم تمتع من شميم عرار نجد فما
بعد العشية من عرار وقولهم باءت عرار بكحل وهما بقرتان فتكت إحداهما بالأخرى وذات
عرار واد بنجد له ذكر في شعرهم عن نصر
عرار في كتاب نصر عرار بالكسر وقال موضع في ديار باهلة من أرض اليمامة
عراعر بالضم في أوله وكسر العين الثانية وعرعرة الجبل أعلاه وعرعرة السنام غاربه
والعرعر شجر يقال له الساسم ويقال له الشيزى ويقال هو الذي يعمل منه القطران
وعراعر اسم موضع في شعر الأخطل وقيل اسم ماء ملح لبني عميرة عن صاحب التكملة وهي
أرض سبخة قال ولا تنبت المرعى سباخ عراعر ولو نسلت بالماء ستة أشهر نسلت أي غسلت
وقيل عراعر ماءة مرة بعدنة في شمالي الشربة وقال نصر عراعر ماء لكلب بناحية الشام
العراق مياه لبني سعد بن مالك وبني مازن
و العراق أيضا محلة كبيرة عظيمة بمدينة إخميم بمصر فأما العراق المشهور فهي بلاد
والعراقان الكوفة والبصرة سميت بذلك من عراق القربة وهو الخرز المثني الذي في
أسفلها أي أنها أسفل أرض العرب وقال أبو القاسم الزجاجي قال ابن الأعرابي سمي
عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها
وأنشد تكشري مثل عراق الشنه وأنشد أيضا لما رأين دردري وسني وجبهتي مثل عراق الشن
مت عليهن ومتن مني قال ولا يكون عراقها إلا أسفلها من قربة أو مزادة قال وقال غيره
العراق في كلامهم الطير قالوا وهو جمع عرقه والعرقة ضرب من الطير ويقال أيضا
العراق جمع عرق وقال قطرب إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر
يقال استعرقت إبلهم إذا أتت ذلك الموضع وقال الخليل العراق شاطىء البحر وسمي
العراق عراقا لأنه على شاطىء دجلة والفرات مدا حتى يتصل بالبحر على طوله قال وهو
مشبه بعراق القربة وهو الذي يثنى منها فيخرز وقال الأصمعي هو معرب عن إيران شهر
وفيه بعد عن لفظه وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك ويقال بل هو
مأخوذ من عروق الشجر والعراق من منابت الشجر فكأنه جمع عرق وقال شمر قال أبو عمرو
سميت العراق عراقا لقربها من البحر قال وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر
عراقا وقال أبو صخر الهذلي يصف سحابا سنا لوحه لما استقلت عروضه وأحيا ببرق في
تهامة واصب فجر على سيف العراق ففرشه وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب فلما علا سود
البصاق كفافه تهب الذرى فيه بدهم مقارب
فجلل ذا عير ووالى رهامه وعن مخمص الحجاج ليس بناكب فحلت عراه بين نقرى ومنشد وبعج كلف الحنتم المتراكب ليروي صدى داود واللحد دونه وليس صدى تحت التراب بشارب فهذا لم يرد العراق الذي هو علم لأرض بابل إنما هو يصف الحجاز وهذه المواضع كلها بالحجاز فأراد أن هذا السحاب خرج من البحر يعني بحر القلزم ومر بسيف ذلك البحر وسماه عراقا اسم جنس ثم وصف كل شيء مر به من جبال الحجاز حتى سقى قبر ابنه داود وقد صرح بذلك مليح الهذلي فقال تربعت الرياض رياض عمق وحيث تضجع الهطل الجرور مساحلة عراق البحر حتى رفعن كأنما هن القصور وقال حمزة الساحل بالفارسية اسمه إيراه الملك ولذلك سموا كورة أردشير خره من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر فعربت العرب لفظ إيراه بالحاق القاف فقالوا إيراق وقال حمزة في الموازنة وواسطة مملكة الفرس العراق والعراق تعريب إيراف بالفاء ومعناه مغيض الماء وحدور المياه وذلك أن دجلة والفرات وتامرا تنصب من نواحي أرمينية وبند من بنود الروم إلى أرض العراق وبها يقر قرارها فتسقي بقاعها وكانت دارا الملك من أرض العراق إحداهما عبر دجلة والأخرى عبر الفرات وهما بافيل وطوسفون فعرب بافيل على بابل وعلى بابلون أيضا وطوسفون على طيسفون وطيسفونج وقيل سميت بذلك لاستواء أرضها حين خلت من جبال تعلو وأودية تنخفض والعراق الاستواء في كلامهم كما قال الشاعر سقتم إلى الحق معا وساقوا سياق من ليس له عراق أي استواء وعرض العراق من جهة خط الاستواء أحد وثلاثون جزءا وطولها خمسة وسبعون جزءا وثلاثون دقيقة وأكثر بلاده عرضا من خط الاستواء عكبران على غربي دجلة وعرضها ثلاثة وثلاثون جزءا وثلاثون دقيقة وذلك آخر ما يقع في الإقليم الثالث من العراق ومن بعد عكبرا يدخل العراق كله في الإقليم الثالث إلى حلوان وعرضها أربعة وثلاثون جزءا ومقدار الربع من العراق في الإقليم الرابع دسكرة الملك وجلولاء وقصر شيرين وأما الأكثر ففي الثالث وأما القادسية ففي الإقليم الثالث وطولها من المغرب تسعة وستون جزءا وخمس وعشرون دقيقة وعرضها من خط الاستواء أحد وثلاثون جزءا وخمس وأربعون دقيقة وحلوان والعذيب جميعا من الإقليم الثالث وقد خطىء أبو بكر أحمد بن ثابت في جعله العراق وبغداد من الإقليم الرابع وأما حده فاختلف فيه قال بعضهم العراق هو السواد الذي حددناه في بابه وهو ظاهر الاشتقاق المذكور آنفا لا معنى له غير ذلك وهو الصحيح عندي وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا حده حفر أبي موسى من نجد وما سفل عن ذلك يقال له العراق وقال قوم العراق الطور والجزيرة والعبر والطور ما بين ساتيدما إلى دجلة والفرات وقال ابن عياش البحرين من أرض العراق وقال المدائني عمل العراق من هيت إلى الصين والسند والهند والري وخراسان وسجستان وطبرستان إلى الديلم والجبال قال
وأصبهان
سنة العراق وإنما قالوا ذلك لأن هذا كله كان في أيام بني أمية يليه والي العراق لا
أنه منه والعراق هي بابل فقط كما تقدم والعراق أعدل أرض الله هواء وأصحها مزاجا
وماء فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة والآراء الراجحة والشهوات
المحمودة والشمائل الظريفة والبراعة في كل صناعة مع اعتدال الأعضاء واستواء
الأخلاط وسمرة الألوان وهم الذين انضجتهم الأرحام فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأبرص
كالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة في الشقرة ولم يتجاوز أرحام نسائهم في النضج إلى
الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حلك لونهم ونتن ريحهم وتفلفل شعرهم وفسدت
آراؤهم وعقولهم فمن عداهم بين خمير لم ينضج ومجاوز للقدر حتى خرج عن الاعتدال
قالوا وليس بالعراق مشات كمشاتي الجبال ولا مصيف كمصيف عمان ولا صواعق كصواعق
تهامة ولا دماميل كدماميل الجزيرة ولا جرب كجرب الزنج ولا طواعين كطواعين الشام
ولا طحال كطحال البحرين ولا حمى كحمى خيبر ولا كزلازل سيراف ولا كحرارات الأهواز
ولا كأفاعي سجستان وثعابين مصر وعقارب نصيبين ولا تلون هوائها تلون هواء مصر وهو
الهواء الذي لم يجعل الله فيه في أرزاق أهله نصيبا من الرحمة التي نشرها الله بين
عباده وبلاده حتى ضارع في ذلك عدن أبين قال الله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا
بين يدي رحمته وكل رزق لم يخالط الرحمة وينبت على الغيث لم يثمر إلا الشيء اليسير
فالمطر فيها معدوم والهواء فيها فاسد وإقليم بابل موضع اليتيمة من العقد وواسطة
القلادة ومكان اللبة من المرأة الحسناء والمحة من البيضة والنقطة من البركار قال
عبيد الله الفقير إلى رحمته وهذا الذي ذكرناه عنهم من أدل دليل على أن المراد
بالعراق أرض بابل ألا تراه قد أفرده عنها بما خصه به وقال شاعر يذكر العراق إلى
الله أشكو عبرة قد أظلت ونفسا إذا ما عزها الشوق ذلت تحن إلى أرض العراق ودونها
تنايف لو تسري بها الريح ضلت والأشعار فيها أكثر من أن تحصى
عراقيب جمع عرقوب وهو عقب موتر خلف الكعبين ومنه قول النبي صلى الله عليه و سلم
ويل للعراقيب من النار والعرقوب من الوادي منحنى فيه وفيه التواء شديد وهو معدن
وقرية ضخمة قرب حمى ضرية للضباب قال طمعت بالربح فطاحت شاتي إلى عراقيب المعرقبات
كان هذا الشاعر قد باع شاة بدرهمين فاحتاج إلى إهاب فباعوه جلدها بدرهمين
عران بكسر أوله وآخره نون وأصله العود يجعل في وترة الأنف وهو الذي يكون للبخاتي
ويجوز أن يكون جمع العرن وهو شجر على هيئة الدلب يقطع منه خشب القصارين والعران
القتال والعران الدار البعيدة وعران موضع قرب اليمامة عند ذي طلوح من ديار باهلة
العرائس جمع عروس وهو يقال للرجل والمرأة قال الأزهري ورأيت بالدهناء جبالا من
نقيان رمالها يقال لها العرائس ولم أسمع لها بواحد وقال غيره ذات العرائس أماكن في
شق اليمامة
وهي
رملات أو أكمات وقال ابن الفقيه العرائس من جبال الحمى وقال الأسلع بن قصاف الطهوي
وفي النقائض أنها لغسان بن ذهل السليطي تسائلني جنباء أين عشارها فقلت لها تعل
عثرة ناعس إذا هي حلت بين عمرو ومالك وسعد أجيرت بالرماح المداعس وهان عليها ما
يقول ابن ديسق إذا نزلت بين اللوى والعرائس
عربات بالتحريك جمع عربة وهي بلاد العرب وإياها عنى الشاعر بقوله ورجت باحة
العربات رجا ترقرق في مناكبها الدماء تذكر في موضعها إن شاء الله تعالى
و عربات طريق في جبل بطريق مصر والعربة بلغة أهل الجزيرة السفينة تعمل فيها رحى في
وسط الماء الجاري مثل دجلة والفرات والخابور يديرها شدة جريه وهي مولدة فيما أحسب
عربان هو أيضا من الذي قبله بفتح أوله وثانيه وآخره نون وهي بليدة بالخابور من أرض
الجزيرة ينسب إليها من المتأخرين سالم بن منصور بن عبد الحميد أبو الغنائم المقرىء
الفقيه تفقه بالرحبة على أبي عبد الله بن المتقنة وقدم بغداد بعد سنة 505 وأقام
بالمدرسة النظامية سنين كثيرة وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي النبطي
وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وغيرهما وأسن وانقطع في بيته ومات ببغداد
في جمادى الآخرة سنة 640
عربايا بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة وبعد الألف ياء مثناة من تحت موضع أوقع
بختنصر بأهله
عرب بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره باء موحدة وهو ذرب المعدة وهي ناحية قرب المدينة
أقطعها عبد الملك بن مروان كثيرا الشاعر قاله نصر
عربسوس بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة وتكرير السين المهملة بلد من نواحي
الثغور قرب المصيصة غزاه سيف الدولة بن حمدان فقال أبو العباس الصفري شاعره أسريت
من برد السرايا عاجلا ميعاد سيفك في الوغى ميعادها فحويت قسرا عربسوس ولم تدع فيها
جنودك ما خلا أبلادها
عربة قرية في أول وادي نخلة من جهة مكة
عربة بالتحريك هي في الأصل اسم لبلاد العرب قال أبو منصور اختلف الناس في العرب لم
سموا عربا فقال بعضهم أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان وهو أبو
اليمن وهم العرب العاربة قال نصر و عربة أيضا موضع في أرض فلسطين بها أوقع أبو
أمامة الباهلي بالروم لما بعثه يزيد بن أبي سفيان لا أدري بفتح الراء أو بسكونها
ونشأ إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام بين أظهرهم فتكلم بلسانهم فهو وأولاده العرب
المستعربة وقال آخرون نشأ أولاد إسماعيل بعربة وهي من تهامة فنسبوا إلى بلدهم وفي
قول النبي صلى الله عليه و سلم خمسة من الأنبياء من العرب وهم إسماعيل وشعيب وصالح
وهود ومحمد وهو دليل على قدم العربية لأن فيهم من كان قبل إسماعيل إلا أنهم كلهم
كانوا ينزلون بلاد العرب فكان شعيب وقومه بأرض مدين وكان صالح وقومه ينزلون ناحية
الحجر وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف
أهل عمد وكان إسماعيل ومحمد صلى الله عليهما وسلم من سكان الحرم وقد وصفنا كل موضع من هذه المواضع في مكانه والذي يتبين ويصح من هذا أن كل من سكن جزيرة العرب ونطق بلسان أهلها فهم العرب سموا عربا باسم بلدهم العربات وقال أبو تراب إسحاق بن الفرج عربة باحة العرب وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام قال وفيها يقول قائلهم وهو أبو طالب بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه و سلم وعربة دار لا يحل حرامها من الناس إلا اللوذعي الحلاحل يعني النبي صلى الله عليه و سلم أحلت له مكة ساعة من نهار ثم هي حرام إلى يوم القيامة قال واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها كما فعل الآخر وما كل مبتاع ولو سلف صفقه أراد سلف وأقامت قريش بعربة فتنخت بها وانتشر سائر العرب وبها كان مقام إسماعيل عليه السلام وقال هشام بن محمد بن السائب جزيرة العرب تدعى عربة ومن هنالك قيل للعرب عربي كما قيل للهندي هندي وكما قيل للفارسي فارسي لأن بلاده فارس وكما قيل للرومي رومي لأن بلاده الروم وأما النبطي فكل من لم يكن راعيا أو جنديا عند العرب من ساكني الأرضين فهو نبطي وعلى ذلك شاهد من أشعار العرب مع حق ذلك وبيانه وقال ابن منقذ الثوري في عربة لنا إبل لم يطمث الذل نيبها بعربة مأواها بقرن فأبطحا فلو أن قومي طاوعتني سراتهم أمرتهم الأمر الذي كان أربحا فالألسنة التي تجمع العربية كلها قديمها وحديثها ستة ألسنة وكلها تنسب إلى الأرض والأرض عربة ولم يسمع لأحد من سكان جزيرة العرب أن يقال له عربي إلا لرجل أنطقه الله بلسان منها فإنهم وأولادهم أهل ذلك اللسان دون سائر ألسنة العرب ألا ترى أن بني إسرائيل قد عمروا الحجاز فلم ينسبوا عربا لأنهم لم ينطقوا فيها بلسان لم يكن قبلهم وبالخط وفي البحرين المسند وفي عمان فهم بمنزلة بني إسرائيل لم ينطقوا فيها بلسان لم يكن قبلهم وكانت بها عاد وثمود وجرهم والعماليق وطسم وجديس وبنو عبد بن الضخم وكان آخر من أنطق الله بلسان لم يكن قبله إسماعيل بن إبراهيم ومدين ويافش وهو يفشان فهؤلاء عرب ومن أشد تقارب في النسب وموافقة في القرابة وأشد تباعد في اللغات بنو إسماعيل وبنو إسرائيل أبوهم واحد وهؤلاء عرب وهؤلاء عبر لأنهم لم ينطقوا بلغة العرب وأنطق الله فيها مدين ويافش وعدة من أولاد إبراهيم فهم عرب قال عمر بن محمد وأصحابه أول من أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم عوض وصول ابنا إرم وجرهم بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ومن بعد البلبلة أنطقهم الله بالمسند فأهل المسند عاد وثمود والعماليق وجرهم وعبد بن الضخم وطسم وجديس وأميم فهم أول من تكلم بالعربية بعد البلبلة ولسانهم المسند وكتابهم المسند قال هشام قال أبي أول من تكلم بالعربية يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ويقال إن يقطن هو قحطان عرب فسمي
لأنه
أول من تكلم بالعربية واللسان الثاني ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم
جرهم بن فالج وبنوه أنطقهم الله بالزبور فهم الثاني ممن تكلم بالعربية ولسانهم
الزبور وكتابهم الزبور واللسان الثالث ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم
يقطن بن عامر وبنوه فأنطقوا بالزقزقة فهم الثالث ممن تكلم بالعربية ولسانهم
الزقزقة وكتابهم الزقزقة واللسان الرابع ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن
قبلهم مدين بن إبراهيم وبنوه فأنطقوا بالحويل فهم الرابع ممن تكلم بالعربية
ولسانهم الحويل وكتابهم الحويل واللسان الخامس ممن أنطق الله في عربة بلسان لم يكن
قبلهم يافش بن إبراهيم وإخوته فأنطقوا بالرشق فهم الخامس ممن تكلم بالعربية
ولسانهم الرشق وكتابهم الرشق واللسان السادس ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن
قبلهم إسماعيل بن إبراهيم فأنطقوا بالمبين وهو السادس ممن تكلم بالعربية هو وبنوه
ولسانهم المبين وكتابهم المبين وهو الغالب على العرب اليوم فالمسند كلام حمير
اليوم والزبور كلام بعض أهل اليمن وحضرموت والرشق كلام أهل عدن والجند والحويل
كلام مهرة والزقزقة الأشعرون والمبين معد بن عدنان وهو الغالب على العرب كلها
اليوم قال وكذلك أهل كل بلاد لا يقال فارسي إلا إن أنطقه الله بلسان لم يكن قبلهم
ولا رومي ولا هندي ولا صيني ولا بربري ألا ترى أن في بلاد فارس من أهل الحيرة وأهل
الأنبار في بلاد الروم وأشباه هؤلاء فلا ينسبون إلى البلاد و العربة أيضا موضع
بفسلطين كانت به وقعة للمسلمين في أول الإسلام وقال أبو سفيان الأكلبي من خثعم
ويقال هو أكلب بن ربيعة بن نزار وإنهم دخلوا في خثهم بحلف فصاروا منهم أبونا رسول
الله وابن خليله بعربة بوأنا فنعم المركب أبونا الذي لم تركب الخيل قبله ولم يدر
شيخ قبله كيف يركب وقال أسد بن الجاحل وعربة أرض جد في الشهر أهلها كما جد في شرب
النقاخ ظماء مجيء عربة في هذه الأشعار كلها ساكنة الراء دليل على أنها ليست ضرورة
وأن الأصل سكون الراء
العرجاء وهو تأنيث الأعرج وذو العرجاء أكمة كأنها مائلة وقال أبو ذؤيب يصف حمرا
وكأنها بالجزع بين نبايع وألات ذي العرجاء نهب مجمع قال السكري ألات ذي العرجاء
مواضع نسبها إلى مكان فيه أكمة عرجاء فشبه الحمر بإبل انتهبت وحرفت من طوائفها
وحكي عن السكري العرجاء أكمة أو هضبة وألاتها قطع من الأرض حولها وقال الباهلي
والعرجاء بأرض مزينة
العرج بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم قال أبو زيد العرج الكبير من الإبل وقال أبو
حاتم إذا جاوزت الإبل المائتين وقاربت الألف فهي عرج وعروج وأعراج وقال ابن السكيت
العرج من الإبل نحو من الثمانين وقال ابن الكلبي لما رجع تبع من قتال أهل المدينة
يريد مكة رأى دواب تعرج فسماها العرج وقيل لكثير لم سميت العرج عرجا قال يعرج به
عن الطريق وهي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف إليها ينسب العرجي الشاعر وهو
عبد الله بن عمر بن عبد الله
ابن
عمرو بن عثمان بن عفان وهي أول تهامة وبينها وبين المدينة ثمانية وسبعون ميلا وهي
في بلاد هذيل ولذلك يقول أبو ذؤيب هم رجعوا بالعرج والقوم شهد هوازن تحدوها حماة
بطارق وقال إسحاق حدثني سليمان بن عثمان بن يسار رجل من أهل مكة وكان مهيبا أديبا
قال كان للعرجي حائط يقال له العرج في وسط بلاد بني نصر بن معاوية وكانت إبلهم
وغنمهم تدخله وكان يعقر كل ما دخل منها فكان يضر بأهلها وتضر به ويشكوهم ويشكونه
وذكر قصته في كتاب الأغاني وقال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب وذكر نواحي الطائف
واد يقال له النخب وهو من الطائف على ساعة وواد يقال له العرج قال وهو غير العرج
الذي بين مكة والمدينة
و العرج أيضا عقبة بين مكة والمدينة على جادة الحاج تذكر مع السقيا عن الحازمي
وجبلها متصل بجبل لبنان
و العرج أيضا بلد باليمن بين المحالب والمهجم ولا أدري أيها عنى القتال الكلابي
بقوله حيث قال وما أنس م الأشياء لا أنس نسوة طوالع من حوضى وقد جنح العصر ولا
موقفي بالعرج حتى أجنها علي من العرجين أسبرة حمر
عرجموس بالجيم والسين قرية في بقاع بعلبك يزعمون أن فيها قبر حبلة بنت نوح عليه
السلام
العرجة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم قرية بالبحرين لبني محارب من بني عبد القيس
العرجة بكسر الراء من مياه بني نمير كانت لعمير بن الخصم الذي كان يتغنى بقدور عن
المرزباني
عردات بفتح أوله وثانيه جمع عردة وهو من الصلابة والقوة وهو واد لبني بجيلة ممتد
مسيرة نصف يوم أعلاه عقبة تهامة وأسفله تربة وهي بين اليمن وبين نجد والقرى التي
بوادي عردات من أسفله إلى أعلاه الغضبة ويقولون الرضية تطيرا من الغضب الرونة
الموبل غطيط قرظة المدارة خيزين الشطبة الرجمة الشرية عصيم الفرع القرين طرف
الحجرة حنين البارد قعمران حديد الشدان الرجعان الأعلى والأسفل مهور المعدن رهوة
القلتين الحصحص أنبأنا محمد بن أحمد بن القاسم بن مما الأصبهاني أبو طاهر الحصحاصي
سمع منه بتهامة هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
العردة بالضم ماء عد من مياه بني صخر من طيء وهو بين العلا وتيماء وجفر عنزة في
أرض ذات رمل وجبال مقطعة
عردة بفتح أوله وسكون ثانيه هو واحد الذي قبله وهي هضبة بالمطلاء في أصلها ماء
لكعب بن عبد بن أبي بكر قال طهمان صعلا تذكر بالسفاء وعردة غلس الظلام فآبهن رئالا
يا ويح ما يفري كأن هويه مريخ أعسر أفرط الإرسالا وقال عبد بن معرض الأسدي لمن طلل
بعردة لا يبيد خلا ومضى له زمن بعيد
العر جبل عدن يسمى بذلك وفيه يقول السيد الحميري
لي
منزلا بلحج منزل وسط منها ولي منزل بالعر من عدن فذو كلاع حوالي في منازلها وذو
رعين وهمدان وذو يزن
عرزم بفتح أوله وسكون ثانيه وزاي مفتوحة وهو اسم جبانة بالكوفة وأصله الشديد
المكتنز وقيل عرزم محلة بالكوفة تعرف بجبانة عرزم نسبت إلى رجل كان يضرب فيها
اللبن اسمه عرزم ولبنها رديء فيه قصب وخرق فربما أصابها الشيء اليسير من النار
فاحترقت حيطانها وقيل عرزم بطن من فزارة نسبت الجبانة إليه وقال البلاذري عرزم بطن
من نهد وقيل رجل من نهد يقال له عرزم وقال الكلبي نسبت الجبانة إلى عرزم مولى لبني
أسد أو بني عبس والأصل في الجبانة عند أهل الكوفة اسم للمقبرة وفي الكوفة عدة
مواضع تعرف بالجبانة كل واحدة منها منسوبة إلى قبيلة وقد نسب إليها جماعة من أهل
العلم منهم عبد الملك بن ميسرة بن عمر بن محمد بن عبيد الله أبو عبد الله بن أبي
سليمان العرزلي حدث عن عطاء وسعيد بن جبير روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج
ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم وكان ثقة يخطىء في بعض الحديث توفي سنة 541 وابن أخيه
أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي يروي عن عطاء روى عنه أبو
أفنون ومات سنة 551
العرساء بضم أوله وفتح ثانيه وسين مهملة والمد اسم موضع كأنه جمع عروس وقد تقدم
عرس بالسين المهملة موضع في بلاد هذيل ذكر في أخبارهم
العرش بضم أوله وسكون ثانيه وآخره شين معجمة وقد يضم ثانيه وهو جمع عريش وهي مظال
تسوى من جريد النخل ويطرح فوقها الثمام ثم تجمع عروشا جمع الجمع وقيل العرش اسم
لمكة نفسها والظاهر أن مكة سميت بذلك لكثرة العرش بها ومنه حديث عمر أنه كان يقطع
التلبية إذا نظر إلى عرش مكة يعني بيوت أهل الحاجة منهم ومنه حديث سعد تمتعنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعاوية كافر بالعرش يعني وهو مقيم بعرش مكة وهي
بيوتها في حال كفره و العرش مدينة باليمن على الساحل
عرشان بلد تحت التعكر باليمن بها كان يسكن الفقيه علي بن أبي بكر وكان محدثا صنف
كتابا في الحديث سماه شروط الساعة ذكر فيه ما حدث باليمن من الخسف والرجف يروي
ملاحم وابنه القاضي صفي الدين أحمد بن علي قاضي اليمن في أيام سيف الإسلام بن أيوب
صنف كتابا فيمن دخل اليمن من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وشرع في كتاب طبقات
النحويين ولم يتمه وكان مشاركا في النحو واللغة والطب والتواريخ مات في ذي جبلة
وقبره في عرشان مشهور وكان يظهر الشماتة بموت الفقيه مسعود فرأى في المنام قارئا
يقرأ ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين فعاش بعده ستة أشهر ومات في حدود سنة 095
عرش بلقيس حدثني الإمام الحافظ أبو الربيع سليمان ابن الريحان قال شاهدت موضعا
بينه وبين ذمار يوم وقد بقي من آثاره ستة أعمدة رخام عظيمة وفوق أربعة منها أربعة
ودون ذلك مياه كثيرة جارية وحفائر ذكر لي أهل تلك البلاد أنه لا يقدر أحد على خوض
تلك المياه إلى تلك الأعمدة وأنه ما خاضها
أحد
إلا عدم وأهل تلك البلاد متفقون على أنه عرش بلقيس
عرشين القصور قرية من قرى الجزر من نواحي حلب قال فيها حمدان بن عبد الرحيم أسكان
عرشين القصور عليكم سلامي ما هبت صبا وقبول ألا هل إلى حث المطي إليكم وشم خزامى
حربنوش سبيل وهل غفلات العيش في دير مرقس تعود وظل اللهو فيه ظليل إذا ذكرت لذاتها
النفس عندكم تلاقي عليها زفرة وعويل بلاد بها أمسى الهوى غير أنني أميل مع الأقدار
حيث تميل
عرصه بفتح أوله وسكون ثانيه وصاد مهملة وهما عرصتان بعقيق المدينة قال الأصمعي كل
جوبة متسعة ليس فيها بناء فهي عرصة وقال غيره العرصة ساحة الدار سميت لاعتراص
الصبيان فيها أي للعبهم فيها وقال إن تبعا مر بالعرصة وكانت تسمى السليل فقال هذه
عرصة الأرض فسميت العرصة كأنه أراد ملعب الأرض أو ساحة الأرض والعرصتان بالعقيق من
نواحي المدينة من أفضل بقاعها وأكرم أصقاعها ذكر محمد بن عبد العزيز الزهري عن
أبيه أن بني أمية كانوا يمنعون البناء في العرصة عرصة العقيق ضنا بها وأن سلطان
المدينة لم يكن يقطع بها قطيعة إلا بأمر الخليفة حتى خرج خارجة بن حمزة بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن العوام إلى الوليد بن عبد الملك يسأله أن يقطعه موضع قصر
فيها فكتب إلى عامله بالمدينة بذلك فأقطعه موضع قصر وألحقه بالسراة أي بالحزم فلم
يزل في أيديهم حتى صار ليحي بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي
الله عنهم وقد كان سعيد بن العاصي ابتنى بها قصرا واحتفر بها بئرا وغرس النخل
والبساتين وكان نخل بستانه أبكر نخل بالمدينة وكانت تسمى عرصة الماء وفيها يقول
ذؤيب الأسلمي قد أقر الله عيني بغزال يا ابن عون طاف من وادي دجيل بفتى طلق اليدين
بين أعلى عرصة الما ء إلى قصر وبيني فقضاني في منامي كل موعود ودين وفيها يقول أبو
الأبيض سهل بن أبي كثير قلت من أنت فقالت بكرة من بكرات ترتعي نبت الخزامى تحت تلك
الشجرات حبذا العرصة دارا في الليالي المقمرات طاب ذاك العيش عيشا وحديث الفتيات
ذاك عيش أشتهيه من فنون ألمات وفي العرصة الصغرى يقول داود بن سلم أبرزتها كالقمر
الزاهر في عصفر كالشرر الطائر
بالعرصة
الصغرى إلى موعد بين خليج الواد والظاهر قال وإنما قال العرصة الصغرى لأن العقيق
الكبير يتبعها من أحد جانبيها ويتبعها عرصة البقل من الجانب الآخر وتختلط عرصة
البقل بالجرف فتتسع والخليج الذي ذكره خليج سعيد بن العاصي وروى الحسن بن خالد
العدواني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال نعم المنزل العرصة لولا كثرة الهوام
وكتب سعيد بن العاصي بن سليمان المساحقي إلى عبد الأعلى بن عبد الله ومحمد بن
صفوان الجمحي وهما ببغداد يذكرهما طيب العقيق والعرصتين في أيام الربيع فقال ألا
قل لعبد الله إما لقيته وقل لابن صفوان على القرب والبعد ألم تعلما أن المصلى
مكانه وأن العقيق ذو الأراك وذو المرد وأن رياض العرصتين تزينت بنوارها المصفر
والأشكل الفرد وأن بها لو تعلمان أصائلا وليلا رقيقا مثل حاشية البرد فهل منكما
مستأنس فمسلم على وطن أو زائر لذوي الود فأجابه عبد الأعلى أتاني كتاب من سعيد
فشاقني وزاد غرام القلب جهدا على جهد وأذرى دموع العين حتى كأنها بها رمد عنه
المراود لا تجدي فإن رياض العرصتين تزينت وإن المصلى والبلاط على العهد وإن غدير
اللابتين ونبته له أرج كالمسك أو عنبر الهند فكدت بما أضمرت من لاعج الهوى ووجد
بما قد قال أقضي من الوجد لعل الذي كان التفرق أمره يمن علينا بالدنو من البعد فما
العيش إلا قربكم وحديثكم إذا كان تقوى الله منا على عمد وقال بعض المدنيين
وبالعرصة البيضاء إذ زرت أهلها مها مهملات ما عليهن سائس خرجن لحب اللهو من غير
ريبة عفائف باغي اللهو منهن آيس يردن إذا ما الشمس لم يخش حرها خلال بساتين خلاهن
يابس إذا الحر آذاهن لذن ببحرة كما لاذ بالظل الظباء الكوانس والقول في العرصة
كثير جدا وهذا كاف وبنو إسحاق العرصي وهو إسحاق بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب
بن عبد المطلب إليها منسوبون
العرض بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره ضاد معجمة قال الأزهري العرض وادي اليمامة
ويقال لكل واد فيه قرى ومياه عرض وقال الأصمعي أخصب ذلك العرض وأخصبت أعراض
المدينة وهي قراها التي في أوديتها وقال شمر أعراض المدينة بطون سوادها حيث الزروع
والنخل وقال غيره كل واد فيه شجر فهو عرض وأنشد لعرض من الأعراض تمسي حمامه وتضحي
على أفنانه الورق تهتف
أحب
إلى قلبي من الديك رنة وباب إذا ما مال للغلق يصرف و الأعراض أيضا قرى بين الحجاز
واليمن وقال أبو عبيد السكوني عرض اليمامة وادي اليمامة ينصب من مهب الشمال ويفرغ
في مهب الجنوب مما يلي القبلة فهو في باب الحجر والزرع منه باض وبأسفل العرض
المدينة وما حوله من القرى تسمى السفوح والعرض كله لبني حنيفة إلا شيء منه لبني
الأعرج من بني سعد بن زيد مناة بن تميم قال الشاعر ولما هبطنا العرض قال سراتنا
علام إذا لم نحفظ العرض نزرع ويوم العرض من أيام العرب وهو اليوم الذي قتل فيه عمرو
بن صابر فارس ربيعة قتله جزء بن علقمة التميمي وذلك قول الشاعر قتلنا بجنب العرض
عمرو بن صابر وحمران أقصدناهما والمثلما وقال نصر العرضان واديان باليمام وهما عرض
شمام وعرض حجر فالأول يصب في برك وتلتقي سيولهما بجو في أسفل الخضرمة فإذا التقيا
سميا محققا وهو قاع يقطع الرمل به وسيع وتنهيته عمان وقال السكري في قول عمرو بن
سدوس الخناعي فما الغور والأعراض في كل صيفة فذلك عصر قد خلاها وذا عصر وقال يحيى
بن طالب الحنفي يهيج علي الشوق من كان مصعدا ويرتاع قلبي أن تهب جنوب فيا رب سل
الهم عني فإنني مع الهم محزون الفؤاد عزيب ولست أرى عيشا يطيب مع النوى ولكنه
بالعرض كان يطيب يقال للرساتيق بأرض الحجاز الأعراض واحدها عرض وكل واد عرض ولذلك
قيل استعمل فلان على عرض المدينة
و العرض علم لوادي خيبر وهو الآن لعنزة فيه مياه ونخل وزروع
العرض بالفتح ثم السكون وآخره ضاد معجمة خلاف الطول جبل مطل على بلد فاس بالمغرب
عرض بضم أوله وسكون ثانيه وعرض الجبل وسطه وما اعترض منه وكذلك البحر والنهر وعرض
الحديث وعرض الناس و عرض بليد في برية الشام يدخل في أعمال حلب الآن وهو بين تدمر
والرصافة الهشامية ينسب إليه عبد الوهاب بن الضحاك أبو الحارث العرضي سكن سلمية
ذكر أنه سمع بدمشق محمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلم وسليمان بن عبد الرحمن
وبحمص إسماعيل بن عياش والحارث بن عبيدة وعبد القادر بن ناصح العابد وبالحجاز عبد
العزيز بن أبي حازم ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك روى عن عبد الوهاب بن محمد بن
نجدة الحوطي وهو من أقرانه وأبي عبد الله بن ماجة في سننه ويعقوب بن سفيان الفسوي
والحسين بن سفيان الفسوي وأبي عروبة الحسن بن أبي معشر الحراني وغير هؤلاء وقال
أبو عبد الرحمن النسائي عبد الوهاب بن الضحاك ليس بثقة متروك الحديث كان بسلمية
وقال جرير هو منكر الحديث عامة حديثه الكذب روى عن الوليد بن مسلم وغيره
عرعر
بالتكرير وهو شجر يقال له الساسم ويقال الشيزى ويقال هو شجر يعمل منه القطران وهو
اسم موضع في شعر الأخطل وقيل هو جبل وقال بقنة عرعرا وقال المسيب بن علس في يوم
عرعر خلوا سبيل بكرنا إن بكرنا يخد سنام الأكحل المتماحل هو القيل يمشي آخذا بطن
عرعر بتجفافه كأنه في سراول وهذا يدل على أنه واد وقال امرؤ القيس سما لك شوق
بعدما كان أقصرا وحلت سليمى بطن قو فعرعرا وقال أبو زياد عرعر موضع ولا ندري أين
هو وفي كتاب السكوني وذكر الأبح بن مرة في خبر فقال ضيم من عرعر وعرعر من نعمان في
بلاد هذيل قال الأبح بن مرة الهذلي لعمرك ساري بن أبي زنيم لأنت بعرعر الثأر
المنيم عليك بني معاوية بن صخر وأنت بعرعر وهم بضيم وأما نصر فقال عرعر واد بنعمان
قرب عرفة وأيضا في عدة مواضع نجدية وغيرها فإنه لو كان بنجد لعرفه أبو زياد لأنها
بلاده
عرفات بالتحريك وهو واحد في لفظ الجمع قال الأخفش إنما صرف لأن التاء صارت بمنزلة
الياء والواو في مسلمين لا أنه تذكيره وصار التنوين بمنزلة النون فلما سمي به ترك
على حاله وكذلك القول في أذرعات وعانات وقال الفراء عرفات لا واحد لها بصحة وقول
الناس اليوم يوم عرفة مولد ليس بعربي محض والذي يدل على ما قاله الفراء أن عرفة
وعرفات اسم لموضع واحد ولو كان جمعا لم يكن لمسمى واحد ويحسن أن يقال إن كل موضع
منها اسمه عرفة ثم جمع ولم يتنكر لما قلنا إنها متقاربة مجتمعة فكأنها مع الجمع
شيء واحد وقيل إن الاسم جمع والمسمى مفرد فلم يتنكر والفصيح في عرفات وأذرعات
الصرف قال امرؤ القيس تنورتها من أذرعات وأهلها وإنما صرفت لأن التاء فيها لم
تتخصص للتأنيث بل هي أيضا للجمع فأشبهت التاء في بيت ومنهم من جعل التنوين
للمقابلة أي مقابلا للنون التي في الجمع المذكر السالم فعلى هذا هي غير مصروفة
وعرفة وعرفات واحد عند أكثر أهل العلم وليس كما قال بعضهم إن عرفة مولد وعرفة حدها
من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفة وقرية عرفة موصل النخل بعد ذلك بميلين
وقيل في سبب تسميتها بعرفة إن جبرائيل عليه السلام عرف إبراهيم عليه السلام
المناسك فلما وقفه بعرفة قال له عرفت قال نعم فسميت عرفة ويقال بل سميت بذلك لأن
آدم وحواء تعارفا بها بعد نزولهما من الجنة ويقال إن الناس يعترفون بذنوبهم في ذلك
الموقف وقيل بل سمي بالصبر على ما يكابدون في الوصول إليها لأن العرف الصبر قال
الشاعر قل لابن قيس أخي الرقيات ما أحسن العرف في المصيبات وقال ابن عباس حد عرفة
من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبالها إلى قصر آل مالك ووادي عرفة وقال البشاري
عرفة قرية فيها مزارع وخضر ومباطخ وبها دور حسنة لأهل مكة ينزلونها يوم عرفة
والموقف
منها على صيحة عند جبل متلاطىء وبها سقايات وحياض وعلم قد بني يقف عنده الإمام وقد
نسب إلى عرفة من الرواة زنفل بن شداد العرفي لأنه كان يسكنها يروي عن ابن أبي
مليكة وروى عنه أبو الحجاج والنصر بن طاهر وروي أن سعيد بن المسيب مر في بعض أزقة
مكة فسمع مغنيا يغني في دار العاصي بن وائل تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في
نسوة عطرات وهي قصيدة مشهورة فضرب برجله الأرض وقال هذا والله مما يلذ استماعه
وليست كأخرى أوسعت جيب درعها وأبدت بنان الكف للجمرات وحلت بنان المسك وحفا مرجلا
على مثل بد لاح في الظلمات وقامت تراءى يوم جمع فأفتنت برؤيتها من راح من عرفات
عرفان من أبنية كتاب سيبويه قال فركان وعرفان على وزن فعلان قالوا عرفان دويبة
وقيل موضع بعينه
عرفان بضمتين وفاء مشددة وآخره نون اسم جبل
عرفجاء بفتح أوله وسكون ثانيه وفاء ثم جيم وألف ممدودة والعرفج نبت من نبات الصيف
لين أغبر له ثمرة خشناء كالحسك وعرفجاء اسم موضع معروف لا تدخله الألف واللام وهو
ماء لبني عميلة وقال أبو زياد عرفجاء ماء لبني قشير وقال في موضع آخر لبني جعفر بن
كلاب مطوية في غربي الحمى قال يزيد بن الطثرية خليلي بين المنحنى من مخمر وبين
الحمى من عرفجاء المقابل قفا بين أعناق الهوى لمربة جنوب تداوي كل شوق مماطل
وأخبرنا رجل من بادية طيء أن عرفجاء ماء ونخل لطيء بالجبلين
عرف بضم أوله وسكون ثانيه والفاء ويروى بضم ثانيه ورواه الخارزنجي بفتحه على وزن
زفر وقال الكميت بن زيد أأبكاك بالعرف المنزل وما أنت والطلل المحول وما أنت ويك
ورسم الديار وسنك قد قاربت تكمل فأما العرف فهو كل موضع عال مرتفع وجمعه أعراف كما
جاء في القرآن والعرف المعروف والعرف للفرس وهو موضع ذكره الحطيئة في شعره ويجوز
أن يكون العرف والعرف كيسر ويسر وحمر وحمر اسما لموضع واحد وأن يكون العرف جمع
عرفة اسما لموضع آخر والله أعلم
والعرف من مخاليف اليمن بينه وبين صنعاء عشرة فراسخ وقال أبو زياد وهو يذكر ديار
بني عمرو بن كلاب العرف الأعلى والعرف الأسفل وسميا عرفي عمرو بن كلاب بينهما
مسيرة أربع أو خمس ولم يذكر ماذا وقالت امرأة تذكر العرف الأعلى وزوجها أبوها رجلا
من أهل اليمامة يا حبذا العرف الأعلى وساكنه وما تضمن من قرب وجيران لولا مخافة
ربي أن
فاقر
السلام على الأعراف مجتهدا إذا تأطم دوني باب سيدان ابن حيان أبوها وسيدان زوجها
وتأطم صر وقال نصر العرف بسكون الراء موضع في ديار كلاب به مليحة ماءة من أطيب
مياه نجد يخرج من صفا صلد وقيل هما عرفان الأعلى والأسفل لبني عمرو بن كلاب مسيرة
أربع أو خمس
عرفة بالتحريك هي عرفات وقد مضى القول فيها شافيا كافيا وقد نسبوا إلى عرفة زنفل
بن شداد العرفي حجازيا سكن عرفات فنسب إليها يروي عن ابن أبي مليكة روى عنه
إبراهيم بن عمر بن الوزير أبو الحجاج والنصر بن طاهر وغيرهما وكان ضعيفا
العرفة بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وجمعها عرف وهي في مواضع كثيرة ما اجتمع لأحد
منها فيما علمت ما اجتمع لي فإني ما رأيت في موضع واحد أكثر من أربع أو خمس وهي
بضع عشرة عرفة مرتبة على الحروف أيضا فيما أضيفت إليه وأصلها كل متن منقاد ينبت
الشجر وقال الأصمعي والعرف أجارع وقفاف إلا أن كل واحدة منهن تماشي الأخرى كما
تماشي جبال الدهناء وأكثر عشبهن الشقارى والصفراء والقلقلان والخزامى وهو من ذكور
العشب وقال الكميت أأبكاك بالعرف المنزل وما أنت والطلل المحول وقال الليث العرف
ثلاث آبار معروفة عرفة ساق وعرفة صارة وعرفة الأملح وأول ما نذكر نحن
عرفة الأجبال أجبال صبح في ديار فزارة وبها ثنايا يقال لها المهادر
عرفة أعيار في بلاد بني أسد وأعيار جمع عير وهو حمار الوحش
عرفة الأملح والأملح الندى الذي يسقط على البقل بالليل لبياضه وخضرة البقل وكبش
أملح فيه سواد وبياض والبياض أكثر وكذلك كل شيء فيه بياض وسواد فهو أملح وقال ابن
الأعرابي الأملح الأبيض النقي البياض وقال أبو عبيدة هو الأبيض الذي ليس بخالص
البياض فيه عفرة ما وقال الأصمعي الأملح الأبلق في سواد وبياض قال ثعلب والقول ما
قاله الأصمعي
عرفة الثمد والثمد الماء القليل
عرفة الحمى وقد مر في بابه
عرفة خجا لا أدري ما معناه
عرفة رقد ورقد موضع أضيفت العرفة إليه وقد تقدم
عرفة ساق وقال المرار في هذه وأخرى معها فيما زعموا والسر دونك والأنيعم دوننا
والعرفتان وأجبل وصحار
عرفة صارة وهو موضع أضيفت العرفة إليه وقد تقدم ذكره وقال محمد بن عبد الملك
الأسدي وهل تبدون لي بين عرفة صارة وبين خراطيم القنان حدوج وقال الراجز لعمرك إني
يوم عرفة صارة وإن قيل صب للهوى لغلوب
عرفة الفروين
عرفة
المصرم وهو القاطع لأن الصرم القطع
عرفة منعج النعج السمين ومنعج الموضع قال جحدر اللص تربعن غولا فالرجام فمنعجا
فعرفته فالميث ميث نضاد
عرفة نباط جمع نبط وهو الماء الذي يخرج من قعر البئر إذا حفرت وقد نبط ماؤها
عرفة غير مضافة في قول ذي الرمة حيث قال أقول لدهناوية عوهج جرت لنا بين أعلى عرفة
فالصرائم
عرقبة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح القاف وبعدها باء موحدة موضع جاء ذكره في
الأخبار
العرقان عرقا البصرة وهما عرق ناهق وعرق ثادق وقد شرح أمرهما في عرق ناهق
عرق ناهق أما عرق بكسر أوله أحد أعراق الحائط يقال وقع الحائط بعرق أو عرقين
فالعرق الأصل فيما نذكره كله أن العراق في كلام العرب هو الأرض السبخة التي تنبت
الطرفاء وشبهه في قول النبي صلى الله عليه و سلم من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس
لعرق ظالم حق والعرق الظالم أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها
غرسا أو يحدث فيها شيئا ليستوعب به الأرض فلم يجعل له النبي صلى الله عليه و سلم
به شيئا وأمره بقطع غراسه ونقض بنائه وتفريغه لمالكه وأما ناهق فهو صفة الحمار
المصوت والنهق جرجير البر ويجوز أن يقال بلد ناهق إذا كثر فيه هذا النبت
وروى السكري عن أبي سعيد المعلم مولى لهم قال كان العرقان عرقا البصرة محميين وهما
عرق ناهق وعرق ثادق لإبل السلطان وللهوافي أي الضوال وعرق ناهق يحمى لأهل البصرة
خاصة وذلك أنه لم يكن لذلك الزمان كراء وكان من حج إنما يحج على ظهره وملكه فكان
من نوى الحج أصدر إبله إلى ناهق إلى أن يجيء وقت الحج وقال شظاظ الضبي وكان لصا
متعالما من مبلغ الفتيان عني رسالة فلا يهلكوا فقرا على عرق ناهق فإن به صيدا
غزيرا وهجمة نجائب لم ينتجن قبل المراهق نجيبة ضباط يكون بغاؤه دعاء وقد جاوزن عرض
السمالق
العرق بكسر أوله وقد ذكر في عرق ناهق اشتقاقه وعرق الشجر معروف ومنه العريق من
الخيل له عرق كريم والعرق واد لبني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال جرير يا
أم عثمان إن الحب من عرض يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا كيف التلاقي ولا بالقيظ
محضركم منا قريبا ولا مبداك مبدانا نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم كالعرق عرقا
ولا السلان سلانا ما أحدث الدهر مما تعلمين لكم للحبل صرما ولا للعهد نسيانا أبدل
الليل لا تسري كواكبه أم طال حتى حسبت النجم حيرانا وذات عرق مهل أهل العراق وهو
الحد بين نجد وتهامة وقيل عرق جبل بطريق مكة ومنه
ذات
عرق وقال الأصمعي ما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق و عرق هو الجبل
المشرف على ذات عرق وإياه عنى ساعدة بن جؤية بقوله والله أعلم يصف سحابا لما رأى
عرقا ورجع صوبه هدرا كما هدر الفنيق المصعب وقال آخر ونحن بسهب مشرف غير منجد ولا
متهم فالعين بالدمع تذرف وقال ابن عيينة إني سألت أهل ذات عرق أمتهمون أنتم أم
منجدون فقالوا ما نحن بمتهمين ولا منجدين وقال ابن شبيب ذات عرق من الغور والغور
من ذات عرق إلى أوطاس وأوطاس على نفس الطريق ونجد من أوطاس إلى القريتين وقال قوم
أول تهامة من قبل نجد مدارج ذات عرق وقال بعض أهل ذات عرق ونحن بسهب مشرف غير منجد
ولا متهم فالعين بالدمع تذرف و عرق الظبية بين مكة والمدينة وقد تقدم ذكره و عرق
أيضا موضع على فراسخ من هيت
و عرق موضع قرب البصرة وقد تقدم ذكره
و عرق موضع بزبيد وقال القاضي ابن أبي عقامة يرثي موتاه وقد دفنوا به يا صاح قف
بالعرق وقفة معول وانزل هناك فثم أكرم منزل نزلت به الشم البواذخ بعدما لحظتهم
الجوزاء لحظة أسفل أخواي والولد العزيز ووالدي يا حطم رمحي عند ذاك ومنصلي هل كان
في اليمن المبارك بعدنا أحد يقيم صغا الكلام الأميل حتى أنار الله سدفة أهله ببني
عقامة بعد ليل أليل لا خير في قول امرىء متمدح لكن طغى قلمي وأفرط مقولي
العرقوب بلفظ واحد العراقيب وهو عقب موتر خلف الكعبين والعرقوب من الوادي منحنى
فيه وفيه التواء شديد ويوم العرقوب من أيام العرب قال لبيد بن ربيعة فصلقنا في
مراد صلقة وصداء ألحقتهم بالشلل ليلة العرقوب حتى غامرت جعفرا تدعى ورهط بن شكل
ومقام ضيق فرجته بمقامي ولساني وجدل لو يقوم الفيل أو فياله زل عن مثل مقامي وزحل
وقال معاوية المرادي لقد علم الحيان كعب وعامر وحيا كلاب جعفر وعبيدها بأنا لدى
العرقوب لم نسأم الوغى وقد قلعت تحت السروج لبودها تركنا لدى العرقوب والخيل عكف
أساود قتلى لم توسد خدودها ورحنا وفينا ابنا طفيل بغلة بما قر حي عاد فلا شريدها
كذاك تأسينا وصبر نفوسنا ونحن إذا كنا بأرض نسودها
عرقوة
بفتح أوله وسكون ثانيه وضم القاف وفتح الواو واحدة العراقي وهي أكمة تنقاد ليست
بطويلة في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها وهو علم لحزيز أسود في رأسه طمية
عرقة بكسر أوله وسكون ثانيه وهو مؤنث المذكور آنفا بلدة في شرقي طرابلس بينهما
أربعة فراسخ وهي آخر عمل دمشق وهي في سفح جبل بينها وبين البحر نحو ميل وعلى جبلها
قلعة لها وقال أبو بكر الهمذاني عرقة بلد من العواصم بين رفنية وطرابلس ينسب إليها
عروة بن مروان العرقي الحرار كان أميا يروي عن عبيد الله بن عمر الرقي وموسى بن
أعين روى عنه أيوب بن محمد الوزان وخير بن عرفة ويونس بن عبد الأعلى وسعيد بن
عثمان التنوخي وواثله بن الحسن العرقي أبو الفياض روى عن كثير بن عبيد وعمرو بن
عثمان الحمصي ويحيى بن عثمان روى عنه الطبراني وروى عنه أيضا عبيد الله بن علي
الجرجاني وكان سيف الدولة بن حمدان قد غزاها فقال أبو العباس الصفري شاعره أخذت
سيوف السبي في عقر دارهم بسيفك لما قيل قد أخذ الدرب وعرقة قد سقيت سكانها الردى
ببيض خفاف لا تكل ولا تنبو كأن المنايا أودعت في جفونها فأرواح من حلت به للردى
نهب وإلى عرقة ينسب أبو الحسن أحمد بن حمزة بن أحمد التنوخي العرقي قال السلفي
أنشدني بالإسكندرية وكان أبو الحسن قرأ علي كثيرا من الحديث وعلقت أنا عنه فوائد
أدبية وذكر أنه رأى ابن الصواف المقرىء وأبا إسحاق الحبال الحافظ وأبا الفضل بن
الجوهري الواعظ وسمع الحديث وقرأ القرآن على أبي الحسين الخشاب واللغة على أبي
القاسم بن القطاع والنحو على المعروف بمسعود الدولة الدمشقي وكان أبوه ولي القضاء
بمصر وسمعت أخاه أبا البركات يقول ولد أخي سنة 462 ومات بالإسكندرية وحمل في تابوت
إلى مصر ودفن بعد أن صليت عليه أنا وكان شافعي المذهب بارعا في الأدب ولم يذكر
السلفي وفاته وأخوه أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد العرقي قال السلفي سألته عن
مولده فقال في سنة 465 بمصر ومات سنة 755 وذكر أنه سمع الحديث على الخلعي وابن أبي
داود وغيرهما واللغة على ابن القطاع وسمع علي كثيرا هو وأخوه أبو الحسن وعلقت
عنهما فوائد أدبية والحسين بن عيسى أبو الرضا الأنصاري الخزرجي العرقي قال الحافظ
أبو القاسم الدمشقي من أهل عرقة من أعمال دمشق حدث عن يوسف بن يحيى ومحمد بن عبدة
وعبد الله بن أحمد بن أبي مسلم الطرسوسي ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ وعلي بن
عبد العزيز البغوي وغيرهم روى عنه أبو الحسين بن جميع وأبو المفضل محمد ابن عبد
الله بن محمد الشيباني الحافظ وغيرهم قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة عرقة
طولها إحدى وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها ست وثلاثون درجة وست عشرة دقيقة في
آخر الإقليم الرابع وأول الخامس طالعها تسع درجات من السنبلة وست وأربعون دقيقة
تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي وسط سمائها مثلها من الحمل
بيت عاقبتها مثلها من الميزان وله شركة في رأس الغول
عرقة
هكذا وجدته مضبوطا بخط بعض فضلاء حلب في شعر أبي فراس بفتح أوله وقال هي من نواحي
الروم غزاها سيف الدولة فقال أبو فراس وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار
منهن زائر وكذا يروى في شعر المتنبي أيضا قال وأمسى السبايا ينتحبن بعرقة كأن جيوب
الثاكلات ذيول
العرقة من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم مسيلمة
العرم بفتح أوله وكسر ثانيه في قوله تعالى فأرسلنا عليهم سيل العرم قال أبو عبيدة
العرم جمع العرمة وهي السكر والمسناة التي تسد بها المياه وتقطع وقيل العرم اسم
واد بعينه وقيل العرم ههنا اسم للجرذ الذي نقب السكر عليهم وهو الذي يقال له الخلد
وقيل العرم المطر الشديد وقال البخاري العرم ماء أحمر حفر في الأرض حتى ارتفعت عنه
الجنان فلم يسقها فيبست وليس الماء الأحمر من السد ولكنه كان عذابا أرسل عليهم
انتهى كلام البخاري وسنذكر قصة ذلك في مأرب إن شاء الله تعالى إذا انتهينا إليه و
عرم أيضا اسم واد ينحدر من ينبع في قول كثير بيضاء من عسل ذروة ضرب شجت بماء
الفلاة من عرم قال هو جبل وعسل جمع عسل في لغة هذيل وخزاعة وكنانة
العرمة بالتحريك وهو في أصل اللغة الأنبار من الحنطة والشعير وقال أبو منصور
العرمة أرض صلبة إلى جنب الصمان قال رؤبة وعارض العرق وأعناق العرم قال وهي تتاخم
الدهناء وعارض اليمامة يقابلها قال وقد نزلت بها وقال المبرد في الكامل ولقي نجدة
وأصحابه قوما من خوارج العرمة باليمامة وقال الحفصي العرمة عارض باليمامة وأنشد
للأعشى لمن الدار تعفى رسمها بالغرابات فأعلى العرمه
العرمان من قرى صرخد أنشدني أبو الفضل محمد بن مياس بن أبي بكر بن عبد العزيز بن
رضوان بن عباس بن رضوان بن منصور بن رويد بن صالح بن زيد بن عمرو بن الزمار بن
جابر بن سهي بن عليم بن جناب العرماني من ناحية صرخد من عمل حوران من أعمال دمشق
لنفسه يعادي فلان الدين قوم لو انهم لأخمصه ترب لكان لهم فخر ولكنهم لم يذكروا
فتعمدوا عداوته حتى يكون لهم ذكر وأنشدني أيضا لنفسه ولما اكتسى بالشعر توريد خده
وما حالة إلا نزول إلى حال وقفت عليه ثم قلت مسلما ألا انعم صباحا أيها الطلل
البالي وأنشدني أيضا لنفسه يمدح صديقه موسى القمراوي وقمرى قرية من قرى حوران أيضا
قريبة من العرمان أصبحت علامة الدنيا بأجمعها تشد نحوك من أقطارها النجب بأن على
كبد الجوزاء منزلة تحقها من جلال حولها الشهب
ما
نال ما نلت من فضل ومن شرف سراة قوم وإن جدوا وإن طلبوا
العرناس موضع بحمص ذكره ابن أبي حصينة فقال من لي برد شبيبة قضيتها فيها وفي حمص
وفي عرناسها
عرنان بالكسر ثم السكون ثم النون وآخره نون أخرى كأنه جمع عرن مثل صنو وصنوان
وواحدته عرنة وهي شجرة على صورة الدلب يقطع منه خشب القصارين وقيل هو شجر خشن يشبه
العوسج إلا أنه أضخم منه يدبغ به وليس له ساق طويل وقيل العرن ويقال العرنة عروق
العرتن بضم التاء وهو شجر يدبغ به وقال السكوني عرنان جبل بين تيماء وجبلي طيء قال
نصر عرنان مما يلي جبال صبح من بلاد فزارة وقيل رمل في بلاد عقيل وقال الأزهري
عرنان اسم واد معروف وقال غيره عرنان اسم جبل بالجناب دون وادي القرى إلى فيد وهذا
مثل قول أبي عبيد السكوني وقال الأصمعي عرنان واد وقيل غائط واسع في الأرض منخفض
وقال الشاعر قلت لعلاق بعرنان ما ترى فما كاد لي عن ظهر واضحة يبدي ويوصف عرنان
بكثرة الوحش قال بشر بن أبي خازم كأني وأقتادي على حمشة الشوى بحربة أو طاو بعسفان
موجس تمكث شيئا ثم أنحى ظلوفه يثير التراب عن مبيت ومكنس أطاع له من جو عرنين بارض
ونبذ خصال في الخمائل مخلس وقال القتال الكلابي وما مغزل من وحش عرنان أتلعت
بسنتها أخلت عليها الأواعس
عرندل قرية من أرض الشراة من الشام فتحت في أيام عمر بن الخطاب بعد اليرموك
عرنة بوزن همزة وضحكة وهو الذي يضحك من الناس فيكون في القياس الكثير العرن قرح
يخرج بقوائم الفصلان وقال الأزهري بطن عرنة واد بحذاء عرفات وقال غيره بطن عرنة
مسجد عرفة والمسيل كله وله ذكر في الحديث وهو بطن عرنة وقد ذكر في بطن أبسط من هذا
وإياها أراد الشاعر فيما أحسب بقوله أبكاك دون الشعب من عرفات بمدفع آيات إلى
عرنات وقيل في عمر بن أبي الكنات الحكمي وهو مغن مجيد أحسن الناس فاعلموه غناء رجل
من بني أبي الكنات حين غنى لنا فأحسن ما شا ء غناء يهيج لي لذات عفت الدار بالهضاب
اللواتي بين توز فملتقى عرنات
عروان بالضم ثم السكون وواو وآخره نون كأنه فعلان من العروة وهو الشجر الذي لا
يزال باقيا في الأرض وجمعها عرى وهو اسم جبل وقيل موضع وقال ابن دريد هو بفتح
العين قال
وما
ضرب بيضاء تسقي دبورها دفاق فعروان الكراث فضيمها الكراث نبت وهو الهليون
عروان فعلان بالفتح كالذي قبله لا فرق إلا الفتح قال الأديبي هو جبل في هضبة يقال
لها عروى وقال نصر عروان جبل بمكة وهو الجبل الذي في ذروته الطائف وتسكنه قبائل
هذيل وليس بالحجاز موضع أعلى من هذا الجبل ولذلك اعتدل هواء الطائف وقيل إن الماء
يجمد فيه وليس في الحجاز موضع يجمد فيه الماء سوى عروان وقال ساعدة بن جؤية وما
ضرب بيضاء تسقي دبورها دفاق فعروان الكراث فضيمها وقال أبو صخر الهذلي فألحقن
محبوكا كأن نشاصه مناكب من عروان بيض الأهاضب المحبوك الممتلىء من السحاب ونشاصه
سحابه
العروب بتشديد الراء اسم قريتين بناحية القدس فيهما عينان عظيمتان وبركتان وبساتين
نزهة
العروس من حصون البحار باليمن
العروسين حصن من حصون اليمن لعبد الله بن سعيد الربيعي الكردي
العروش دار العروش قرية أو ماء باليمامة عن أبي حفصة
العروض بفتح أوله وآخره ضاد وهو الشيء المعترض والعروض الجانب والعروض المدينة
ومكة واليمن وقيل مكة واليمن وقال ابن دريد مكة والطائف وما حولهما وقال الخازنجي
العروض خلاف العراق وقال أهل السير لما سار جديس من بابل يؤم إخوته فلحق بطسم وقد
نزل العروض فنزل هو في أسفله وإنما سميت تلك الناحية العروض لأنها معترضة في بلاد
اليمن والعرب ما بين تخوم فارس إلى أقصى أرض اليمن مستطيلة مع ساحل البحر قال لبيد
يقاتل ما بين العروض وخثعما وقال صاحب العين العروض طريق في عرض الجبل والجمع عروض
وقال ابن الكلبي بلاد اليمامة والبحرين وما والاها العروض وفيها نجد وغور لقربها
من البحر وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله
العروق جمع عرق تلال حمر قرب سجا
العروند بضم أوله وتشديد الراء وضمها أيضا وفتح الواو وسكون النون ودال مهملة من
حصون صنعاء اليمن
عروى بفتح أوله وسكون ثانيه وهو فعلى وهي هضبة بشمام وقال نصر عروى ماء لبني أبي
بكر بن كلاب وقيل جبل في ديار ربيعة بن عبد الله بن كلاب وجبل في ديار خثعم وقيل
عروى هضبة بشمام وله شاهد ذكر في القهر وقال خديج بن العوجاء النصري بملمومة عمياء
لو قذفوا بها شماريخ من عروى إذا عاد صفصفا وقال ابن مقبل يا دار كبشة تلك لم
تتغير بجنوب ذي بقر فحزم عصنصر فجنوب عروى فالقهاد غشيتها وهنا فهيج لي الدموع
تذكري
عرهان
بالضم وآخره نون وهو تركيب مهمل في كلام العرب اسم موضع
عريان ضد المكتسي أطم بالمدينة لبني النجار من الخزرج في صقع القبلة لآل النضر رهط
أنس بن مالك
عريتنات بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة وتاء مثناة من فوق مكسورة
ونون وآخره تاء وهو جمع تصغير عرتنة وهو نبات خشن شبه العوسج يدبغ به وهو واد قال
بشر بن أبي خازم وإذ صفرت عتاب الود منا ولم يك بيننا فيها ذمام فإن الجزع جزع
عريتنات وبرقة عيهم منكم حرام سنمنعها وإن كانت بلادا بها تربو الخواصر والسنام أي
تسمن بها الإبل وتعظم وقال ابن أبي الزناد كنا ليلة عند الحسن بن زيد العلوي نصف
الليل جلوسا في القمر وكان الحسن يومئذ عامل المنصور على المدينة وكان معنا أبو
السائب المخزومي وكان مشغوفا بالسماع وبين أيدينا طبق فيه فريك ونحن نصيب منه
فأنشد الحسن بن زيد قول داود بن سلم وجعل يمد به صوته ويطربه معرسنا ببطن عريتنات
ليجمعنا وفاطمة المسير أتنسى إذ تعرض وهو باد مقلدها كما برق الصبير ومن يطع الهوى
يعرف هواه وقد ينبيك بالأمر الخبير ألا إني زفرت غداة هرشى وكاد يريبهم مني الزفير
قال فأخذ أبو السائب الطبق فوحش به إلى السماء فوقع الفريك على رأس الحسن بن زيد
فقال له ما لك ويلك أجننت فقال له أبو السائب أسألك بالله وبقرابتك من رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أعدت إنشاد هذا الشعر ومددت كما فعلت فضحك الحسن بن زيد
وردد الأبيات فلما خرج أبو السائب قال لي يا أبا الزناد أما سمعت مده حيث قال ومن
يطع الهوى يعرف هواه قلت نعم قال لو علمت أنه يقبل مالي لدفعته إليه بهذه الأبيات
عريجاء تصغير العرجاء وهو موضع معروف يدخله الألف واللام
عريشاء بلفظ التصغير
عريش بفتح أوله وكسر ثانيه ثم شين معجمة بعد الياء المثناة من تحت وهو ما يستظل به
والعريش للكرم الذي ترسل عليه قضبانه والعريش شبه الهودج يتخذ للمرأة تقعد فيه على
بعيرها وهي مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط
الرمل قال ابن زولاق وهو يذكر فضائل مصر ومنها العريش والجفار كله وما فيه من
الطير والجوارح والمأكول والصيد التمور والثياب التي ذكرها رسول الله صلى الله
عليه و سلم تعرف بالقسية تعمل بالقس وبها الرمان العريشي لا يعرف في غيره وما يعمل
في الجفار من المكايل التي تحمل إلى جميع الأعمال قال إنما سمي العريش لأن إخوة
يوسف عليه السلام لما أقحط
الشام
ساروا إلى مصر يمتارون وكان ليوسف حراس على أطراف البلاد من جميع نواحيها فمسكوا
بالعريش وكتب صاحب الحرس إلى يوسف يقول له إن أولاد يعقوب الكنعاني قد وردوا
يريدون البلد للقحط الذي أصابهم فإلى أن أذن لهم عملوا لهم عريشا يستظلون تحته من
الشمس فسمي الموضع العريش فكتب يوسف إلى عامله يأذن لهم في الدخول إلى مصر وكان ما
قصه الله تعالى في القرآن المجيد وينسب إلى العريش أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن
الفتح العريشي شاعر فقيه من أصحاب الحديث يروي عنه ولده أبو الفضل شعيب بن أحمد
وابن ابنه أبو إسحاق إبراهيم بن شعيب كتب عنه السلفي شيئا من شعره وقال الحسن بن
محمد المهلبي من الورادة إلى مدينة العريش ثلاثة فراسخ قال ومدينة العريش مدينة
جليلة وهي كانت حرس مصر أيام فرعون وهي آخر مدينة تتصل بالشام من أعمال مصر
ويتقلدها والي الجفار وهي مستقرة وفيها جامعان ومنبران وهواؤها صحيح طيب وماؤها
حلو عذب وبها سوق جامع كبير وفنادق جامعة كبيرة ووكلاء للتجار ونخل كثير وفيها
صنوف من التمور ورمان يحمل إلى كل بلد بحسبه وأهلها من جذام قال ومنها إلى بئري
أبي إسحاق ستة أميال وهما بئران عظيمتان ترد عليهما القوافل وعندهما أخصاص فيها
باعة ومنها إلى الشجرتين وهي أول أعمال الشام ستة أميال ومنها إلى البرمكية ستة
أميال ثم إلى رفح ستة أميال
عريض بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره ضاد وهو بمعنى خلاف الطويل وهي قنة منقادة بطرف
النير نير بني غاضرة وفي قول امرىء القيس قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث
فالعريض فالعريض جبل وقيل اسم واد وقيل موضع بنجد
عريض تصغير عرض أو عرض وقد سبق تفسيره قال أبو بكر الهمذاني هو واد بالمدينة له
ذكر في المغازي خرج أبو سفيان من مكة حتى بلغ العريض وادي المدينة فأحرق صورا من
صيران وادي العريض ثم انطلق هو وأصحابه هاربين إلى مكة وقال أبو قطيفة ولحي بين
العريض وسلع حيث أرسى أوتاده الإسلام كان أشهى إلي قرب جوار من نصارى في دورها
الأصنام منزل كنت أشتهي أن أراه ما إليه لمن بحمص مرام وقال بجير بن زهير بن أبي
سلمى في يوم حنين حين فر الناس من أبيات لولا الإله وعبده وليتم حين استخف الرعب
كل جبان أين الذين هم أجابوا ربهم يوم العريض وبيعة الرضوان
عريضة من بلاد بني نمير قال جران العود النميري تذكرنا أيامنا بعريضة وهضب قساء
والتذكر يشعف الهضب جنب الجبل
عريعرة تصغير عرعرة بتكرير العين والراء وعرعرة الجبل غلظة معظمه وهو ماء لبني
ربيعة
وقال
الحفصي عريعرة نخل لبني ربيعة باليمامة وقال الأصمعي هي بين الجبلين والرمل وقالت
امرأة من بني مرة يقال لها أسماء أيا جبلي وادي عريعرة التي نأت عن ثوى قوم وحم
قدومها ألا خليا مجرى الجنوب لعله يداوي فؤادي من جواه نسيمها وقولا لركبان تميمية
غدت إلى البيت ترجو أن تحط جرومها
عريفطان تصغير عرفطان وهو نبت ويقال عريفطان معن وهو واد بين مكة والمدينة قال
عرام تمضي من المدينة مصعدا نحو مكة فتميل إلى واد يقال له عريفطان ليس به ماء ولا
رعي وحذاءه جبال يقال لها أبلى وحذاءه قنة يقال لها السودة لبني خفاف من بني سليم
عريق تصغير عرق موضع
وعريق وحمض موضعان بين البصرة والبحرين قال يا رب بيضاء لها زوج حرض حلالة بين
عريق وحمض ترميك بالطرف كما يرمى الغرض
عريقة بلفظ التصغير أيضا يوم عريقة من أيامهم
عريقية قال أبو زياد ومن مياه بني العجلان عريقية كثيرة النخل
العريمة تصغير العرمة وقد ذكر آنفا قال أبو عبيد الله السكوني وبين أجإ وسلمى موضع
يقال له العريمة وهو رمل وبه ماء يعرف بالعبسية وقال العمراني العريمة رملة لبني
سعد وقيل لبني فزارة وقيل بلد وقال النابغة إن العريمة مانع أرماحنا ما كان من سحم
بها وصفار زيد بن بدر حاضر بعراعر وعلى كنيب مالك بن حمار
العرين بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة ونون وهو مأوى الأسد وصياح
الفاختة واللحم المطبوخ والقثاء والشوك وغير ذلك دفن بعض الخلفاء بعرين مكة أي في
قبابها و العرين علم لمعدن بتربة
عرين بكسر أوله وثانيه وتشديده ونون في آخره بوزن خمير وسكين كأنه المكثر للكون
بالعرين في شعر ابن مناذر
العري ماء لبني الحليس من بني بجيلة مجاورين لبني سلول بن صعصعة عن أبي زياد وأظنه
بالحجاز
عرينة بلفظ تصغير عرنة قال أبو عمرو الشيباني الظمخ واحدته ظمخة وهو العرن واحدته
عرنة شجرة على صورة الدلب يقطع منه خشب القصارين ويدبغ به أيضا و عرينة موضع ببلاد
فزارة وقيل قرى بالمدينة و عرينة قبيلة من العرب وقرأت بخط العبدري في فتوح الشام
لأبي حذيفة بن معاذ بن جبل قال في كلام له طويل واجتمع رأي الملإ الأكابر منا أن
يأكلوا قرى عرينة ويعبدوا الله حتى يأتيهم اليقين وقال في موضع آخر في بعثة أبي
بكر عمرو بن العاص إلى الشام ممدا لأبي عبيدة وجعل عمرو بن العاص يستنفر من مر به
من البوادي وقرى عربية ضبط في الموضعين بفتح العين والراء والباء الموحدة وياء
شديدة
باب
العين والزاي وما يليهما
عزا بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر كفر عزا ناحية من أعمال الموصل يجوز أن يكون
مأخوذا من العز وهو المطر الشديد وتكون الألف للتأنيث كأنه يراد به الأرض الممطورة
العزى بضم أوله في قوله تعالى أفرأيتم اللات والعزى اللات صنم كان لثقيف والعزى
سمرة كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة فبعث النبي
صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إليها فهدم البيت وأحرق السمرة والعزى تأنيث
الأعز مثل الكبرى تأنيث الأكبر والأعز بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة وقال ابن
حبيب العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان وسدنتها من بني صرمة بن مرة قال
أبو منذر بعد ذكر مناة واللات ثم اتخذوا العزى وهي أحدث من اللات ومناة وذلك أني
سمعت العرب سمت بها عبد العزى فوجدت تميم بن مر سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر
بن أد بن طابخة وعبد مناة بن أد وباسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنة تيم اللات
وتيم اللات بن رفيدة بن ثور وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد بن
طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط وعبد العزى بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم
فهي أحدث من الأولين وعبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب وكان الذي اتخذ
العزى ظالم بن أسعد وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له حراض بازاء الغمير عن يمين
المصعد إلى العراق من مكة وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال فبنى عليها
بسا يريد بيتا وكانوا يسمعون فيه الصوت وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى
وكانت أعظم الأصنام عند قريش وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبائح
قال أبو المنذر وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكرها يوما فقال لقد
اهتديت للعزى شاة عفراء وأنا على دين قومي وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول واللات
والعزى ومناة الثالثة الأخرى فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى وكانوا
يقولون بنات الله عز و جل وهن يشفعن إليه فلما بعث رسوله صلى الله عليه و سلم أنزل
عليه أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا
قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان وكانت
قريش قد حمت لها شعبا من وادي حراض يقال له سقام يضاهئون به حرم الكعبة وقد ذكر
سقام في موضعه من هذا الكتاب وللعزى يقول درهم بن زيد الأوسي إني ورب العزى
السعيدة والل ه الذي دون بيته سرف وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم يقال له
الغبغب وقد ذكر في موضعه أيضا وكانت قريش تخصها بالإعظام فلذلك يقول زيد بن عمرو
بن نفيل وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام تركت
اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي
بني عمرو أزور ولا هبلا أزور وكان ربا لنا في الدهر إذ حلمي صغير
وكانت سدنة العزى بني شيبان بن جابر بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن عتبة بن سليم بن منصور وكانوا حلفاء بني الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان آخر من سدنها منهم دبية بن حرمى السلمي وله يقول أبو خراش الهذلي وكان قدم عليه فحذاه نعلين جيدتين فقال حذاني بعدما خذمت نعالي دبية إنه نعم الخليل مقابلتين من صلوي مشب من الثيران وصلهما جميل فنعم معرس الأضياف تدحى رحالهم شآمية بليل يقابل جوعهم بمكللات من القربي يرعبها الحميل فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيه صلى الله عليه و سلم فعابها وغيرها من الأصنام ونهاهم عن عبادتها ونزل القرآن فيها فاشتد ذلك على قريش ومرض أبو أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه فدخل عليه أبو لهب يعوده فوجده يبكي فقال له ما يبكيك يا أيا أحيحة أمن الموت تبكي ولا بد منه فقال لا ولكني أخاف ألا تعبدوا العزى بعدي فقال له أبو لهب ما عبدت في حياتك لأجلك ولا تترك عبادتها بعدك لموتك فقال أبو أحيحة الآن علمت أن لي خليفة وأعجبه شدة نصبه في عبادتها قال أبو المنذر وكان سعيد بن العاصي أبو أحيحة يعتم بمكة فاذا اعتم لم يعتم أحد بلون عمامته قال أبو المنذر حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة فلما افتتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال له ائت بطن نخلة فانك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى فأتاها فعضدها فلما عاد إليه قال هل رأيت شيئا قال لا قال فاعضد الثانية فأتاها فعضدها فلما عاد إليه قال هل رأيت شيئا قال لا قال فاعضد الثالثة فأتاها فاذا هو بخناسة نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصرف بأنيابها وخلفها دبية بن حرمى السلمي ثم الشيباني وكان سادنها فلما نظر إلى خالد قال أعزي شدي شدة لا تكذبي على خالد ألقي الخمار وشمري فانك إلا تقتلي اليوم خالدا فبوئي بذل عاجل وتنصري فقال خالد يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ثم ضربها ففلق رأسها فاذا هي حممة ثم عضد الشجر وقتل دبية السادن وفيه يقول أبو خراش الهذلي يرثيه ما لدبية منذ اليوم لم أره وسط الشروب ولم يلمم ولم يطف لو كان حيا لغاداهم بمترعة من الرواويق من شيزى بني الهطف ضخم الرماد عظيم القدر جفنته حين الشتاء كحوض المنهل اللقف قال هشام يطف من الطوفان أو من طاف يطيف والهطف بطن من عمرو بن أسد واللقف الحوض المنكسر الذي يغلب أصله الماء فيتثلم يقال قد
لقف
الحوض ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره قال تلك العزى ولا عزى بعدها للعرب
أما إنها لن تعبد بعد اليوم قال ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون
شيئا من الأصنام إعظامهم العزى ثم اللات ثم مناة فأما العزى فكانت قريش تخصها دون
غيرها بالهدية والزيارة وذلك فيما أظن لقربها منهم وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة
قريش العزى وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين وكلهم كان معظما لها
ولم يكونوا يرون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لحي وهي التي ذكرها الله
تعالى في القرآن المجيد حيث قال ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا
كرأيهم في هذه ولا قريبا من ذلك فظننت أن ذلك كان لبعدها منهم وكانت قريش تعظمها
وكانت غني وباهلة يعبدونها معهم فبعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد ابن الوليد
فقطع الشجر وهدم البيت وكسر الوثن
عزاز بفتح أوله وتكرير الزاي وربما قيلت بالألف في أولها والعزاز الأرض الصلبة وهي
بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم وهي طيبة الهواء عذبة الماء
صحيحة لا يوجد بها عقرب وإذا أخذ ترابها وترك على عقرب قتله فيما حكي وليس بها شيء
من الهوام وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الديرة أن عزاز بالرقة وأنشد عليه
لإسحاق الموصلي إن قلبي بالتل تل عزاز عند ظبي من الظباء الجوازي شادن يسكن الشآم
وفيه مع ظرف العراق لطف الحجاز وينسب إلى عزاز حلب أبو العباس أحمد بن عمر العزازي
روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن المرزبان وقال نصر عزاز موضع باليمن أيضا
العزاف بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره فاء جبل من جبال الدهناء وقيل رمل لبني سعد
وهو أبرق العزاف بجبيل هناك وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون به عزيف الجن وهو صوتهم
وهو يسرة عن طريق الكوفة من زرود وقال السكري العزاف من المدينة على اثني عشر ميلا
قاله في شرح قول جرير حي الهدملة من ذات المواعيس فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس حي
الديار التي شبهتها خللا أم منهجا من يمان مح ملبوس بين المخيصر والعزاف منزلة
كالوحي من عهد موسى في القراطيس
عزان خبت من حصون تعز في جبل صبر باليمن
عزان ذخر في جبل صبر باليمن
عزان بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون يجوز أن يكون فعلان من الأرض العزاز وهي
الصلبة الغليظة التي تسرع سيل مطرها وهي مدينة كانت على الفرات للزباء وكانت
لأختها أخرى تقابلها يقال لها عدان
و عزان أيضا من حصون ريمة باليمن
عزرة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم راء بلفظ اسم النبي عزرة من بني إسرائيل وعزره أي
نصره وقيل عظمه ذكر ذلك في قوله تعالى اي وتعزروه وتوقروه وأصل العزر في اللغة
الرد ومنه عزرته إذا رددته عن القبيح وعزرة محلة بنيسابور كبيرة نسب إليها جماعة
منهم أبو إسحاق إبراهيم بن
الحسين
الفقيه الحنفي العزري سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسن وغيره روى عنه الحاكم أبو
عبد الله مات سنة 743
عز بكسر أوله ضد الذل قلعة في رستاق برذعة من نواحي أران
العزف بالفتح ثم السكون وآخره فاء العزف ترك اللهو والعزف صوت الرمال ويقال لصوت
الجن أيضا وهو ماء لبني نصر بن معاوية بينه وبين شعفين مسيرة أربعة أميال وقال رجل
من بني إنسان بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر سرت من جنوب العزف ليلا فأصبحت
بشعفين ما هذا بإدلاج أعبد
العزل بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ ضد الولاية وأصله من عزلت الشيء إذا نحيته ناحية
والعزل ماء بين البصرة واليمامة قال امرؤ القيس حي الحمول بجانب العزل إذ لا يلائم
شكلها شكلي
عزلة بحرانة بضم العين وسكون الزاي وبعد اللام هاء وباء موحدة مفتوحة والحاء وبعد
الألف نون من قرى اليمن
عزور بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره راء مهملة قال ابن الأعرابي العزورة
والحزورة والسروعة الأكمة والعزور السيء الخلق وعزور موضع أو ماء وقيل هي ثنية
المدينيين إلى بطحاء مكة وقال ابن هرمة تذكر بعد النأي هندا وشغفرا فقصر يقضي حاجة
ثم هجرا ولم ينس أظعانا عرضن عشية طوالع من هرشى قواصد عزورا وقال أبو نصر عزور
ثنية الجحفة عليها الطريق بين مكة والمدينة وقال عزور أيضا جبل عن يمنة طريق الحاج
إلى معدن بني سليم بينهما عشرة أميال وقال أمية إن التكرم والندى من عامر جداك ما
سلكت لحج عزور وقال عرام بن الأصبغ عزور جبل مقابل رضوى وقد ذكرته مستقصى مع رضوى
لأن كل واحد له بالآخر نشب في التعريف وقال كثير حلفت برب الراقصات إلى منى خلال
الملا يمددن كل جديل تراها رفاقا بينهن تفاوت ويمددن بالإهلال كل أصيل تواهقن
بالحجاج من بطن نخلة ومن عزور فالخبت خبت طفيل لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر
ولا أرسلتهم برسول
عزوزا بفتح أوله وتكرير الزاي قال العمراني موضع بين مكة والمدينة جاء في الأخبار
ذكره والذي قبله أيضا وأنا أخشى أن يكون صحف بالذي قبله فتبحث عنه
عزويت بوزن عفريت اسم بلد وقيل اسم الداهية وقيل هو القصير وذهب النحويون إلى أن
الواو في ذوات الأربعة لا تكون إلا زائدة مثل قسور وجرول وترقوة إلا أن يكون
مضاعفا نحو قوقيت وضوضيت قالوا وعزويت فعليت مثل عفريت وكبريت فلا يكون من هذا
الباب لأن الواو فيه أصل قالوا ولا يمكن أن يكون الواو في عزويت أصلا على أن تكون
التاء من الأصل أيضا
لأنه
كان يلزمك أن تجعل الواو أصلا في ذوات الأربعة ويكون وزنه فعليلا قالوا ولا يجوز
أن تجعلها أيضا زائدة مع أصالة التاء لأنه كان يلزم أن يكون وزنه فعويل وهذا مثال
لا يعرف فلا يجوز الحمل عليه فاذا لم يجز أن يكون فعليلا ولا فعويلا كان فعليتا
بمنزلة عفريت لأنه من العفر فمن هنا كانت الواو عنده أصلا إلا ما كان من الزمخشري
فانه ذكر عدة أمثلة ثم قال إلا ما اعترض من عزويت يعني أن الواو فيه أصل والتاء أصل
فهو عنده فعليل مثل برطيل وقنديل
عزيب بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة والباء الموحدة فعيل من العزوب
وهو البعد والعزيب المال العازب عن الحي وهو بلد في شعر خالد بن زهير الهذلي لعمر
أبي هند لقد دث مصعكم ونؤتم إلى أمر إلي عجيب وذلك فعل المرء صخر ولم يكن لينفك
حتى يلحقوا بعزيب
العزيزية خمس قرى بمصر تنسب إلى العزيز بن المعز ملك مصر اثنتان بالكورة الشرقية
والعزيزية تعرف بالسلنت بالمرتاحية وأخرى في السمنودية وأخرى في الجيزية
العزيف بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره فاء وهو في الأصل صوت الرمال إذا هبت عليها
الرياح وقد يجعلون العزيف صوت الجن وهم اسم لرمل بعينه لبني سعد قال كأن بين المرط
والشعوف رملا حبا من عقد العزيف
العزيلة بلفظ تصغير العزلة وهو الاعتزال والانفراد اسم موضع
باب العين والسين وما يليهما
عساب بكسر أوله وآخره باء موحدة جمع عسب وهو ضراب الفحل وقيل العسب كراء ضراب
الفحل وعساب موضع قرب مكة ذكره الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب في قوله هيهات
منك قعيقعان وبلدح فجنوب أثبرة فبطن عساب
عساقيل قال أبو محمد الأسود عساقيل بريقات بالمضجع والمضجع بلد بروث بيض لبني أبي
بكر بن كلاب ولعبد الله بن كلاب منه طرف قاله في شرح قول جامع بن عمرو بن مرخية
أرقت بذي الآرام وهنا وعادني عداد الهوى بين العناب وخنثل فلما رمينا بالعيون وقد
بدت عساقيل في آل الضحى المتغول بدت لي وللتيمي صهوة ضلفع على بعدها مثل الحصان
المحجل فقلت ألا تبكي البلاد التي بها أميمة يا شوق الأسير المكبل وهي قصيدة
عسان بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون قرية جامعة من نواحي حلب بينهما نحو فرسخ
ينسب إليها قوم من أهل العلم
عسجد بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم مفتوحة وهو الذهب وقيل بل العسجد اسم جامع
للجوهر كله وهو اسم موضع بعينه قال رزاح بن ربيعة العذري فلما مررن على عسجد
وأسهلن من مستناخ سبيلا وإليه تنسب الإبل العسجدية ويروى عسجر بالراء
العسجدية
بالنسبة قيل هي سوق يكون فيها العسجد وهو الذهب قال الأعشى قالوا نمار فبطن الخال
جادهما فالعسجدية فالأبلاء فالرجل قال الحفصي العسجدية في بيت الأعشى ماء لبني سعد
عسجر موضع قرب مكة عن نصر ولعله الذي قبله غير في قافية شعر
عسجل بوزن الذي قبله إلا أنه باللام وهو مرتجل لا أعرف له في النكرات أصلا اسم
لموضع في حرة بني سليم قال العباس بن مرداس أبلغ أبا سلمى رسولا يروعه ولو حل ذا
سدر وأهلي بعسجل رسول امرىء يهدي إليك نصيحة فإن معشر جادوا بعرضك فابخل وإن بوأوك
مبركا غير طائل غليظا فلا تبرك به وتحلحل
عسر بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره راء مهملة قيل في قول ابن أحمر وفتيان كجنة آل
عسر إن عسر قبيلة من الجن وقيل عسر أرض يسكنها الجن و عسر في قول زهير كأن عليهم
بجنوب عسر غماما يستهل ويستطير اسم موضع كله عن الأزهري وقال نصر عشر بالشين
المعجمة
عسعس أصله من الدنو ومنه قوله تعالى والليل إذا عسعس وقيل هو من الأضداد عسعس إذا
أقبل وعسعس إذا أدبر و عسعس موضع بالبادية وقال الخارزنجي عسعس جبل طويل على فرسخ
من وراء ضرية لبني عامر
ودارة عسعس لبني جعفر قال بعضهم ألم تسأل الربع القديم بعسعسا كأني أنادي أو أكلم
أخرسا فلو أن أهل الدار بالدار عرجوا وجدت مقيلا عندهم ومعرسا وقال بشر بن أبي
خازم لمن دمنة عادية لم تؤنس بسقط اللوى من الكثيب فعسعس وقال الأصمعي الناصفة ماء
عادي لبني جعفر بن كلاب وجبل الناصفة عسعس قال فيه الشاعر الجعفري لابن عمه أعد
زيد للطعان عسعسا ذا صهوات وأديما أملسا إذا علا غاربه تأنسا أي تبصر ليوم الطعان
أعد له الهرب لجنبة بهراته ذا صهوات أعال مستوية يمكن فيها الجلوس وعسعس معرفة وذا
صهوات حال له وليست بصفة لأنها نكرة والمعرفة لا توصف بالنكرة وإن جعلتها صفة رويت
البيت ذا الصهوات وأديما مفعول به وأملسا صفة للأديم أي وأعد أديما وقال نصر عسعس
جبل لبني دبير في بلاد بني جعفر بن كلاب وبأصله ماء الناصفة
عسفان بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون فعلان من عسفت المفازة وهو يعسفها
وهو قطعها بلا هداية ولا قصد وكذلك كل أمر يركب بغير روية قال سميت عسفان لتعسف
السيل فيها كما سميت الأبواء لتبوء السيل بها قال أبو منصور عسفان منهلة من مناهل
الطريق بين الجحفة
ومكة
وقال غيره عسفان بين المسجدين وهي من مكة على مرحلتين وقيل عسفان قرية جامعة بها
منبر ونخيل ومزارع على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهي حد تهامة ومن عسفان إلى ملل
يقال له الساحل وملل على ليلة من المدينة وهي لخزاعة خاصة ثم البحر وتذهب عنه
الجبال الغرف وقال السكري عسفان على مرحلتين من مكة على طريق المدينة والجحفة على
ثلاث مراحل غزا النبي صلى الله عليه و سلم بني لحيان بعسفان وقد مضى لهجرته خمس
سنين وشهران وأحد عشر يوما وقال أعرابي لقد ذكرتني عن حباب حمامة بعسفان أهلي
فالفؤاد حزين فويحك كم ذكرتني اليوم أرضنا لعل حمامي بالحجاز يكون فوالله لا أنساك
ما هبت الصبا وما اخضر من عود الأراك فنون
عسقلان بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وآخره نون وعسقلان في الإقليم الثالث من جهة
المغرب خمس وخمسون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وهو اسم اعجمي فيما علمت وقد ذكر
بعضهم أن العسقلان أعلى الرأس فإن كانت عربية فمعناه أنها في أعلى الشام وهي مدينة
بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين ويقال لها عروس الشام
وكذلك يقال لدمشق أيضا وقد نزلها جماعة من الصحابة والتابعين وحدث بها خلق كثير
ولم تزل عامرة حتى استولى عليها الأفرنج خذلهم الله في السابع والعشرين من جمادى
الآخرة سنة 845 وبقيت في أيديهم خمسا وثلاثين سنة إلى أن استنقذها صلاح الدين يوسف
بن أيوب منهم في سنة 385 ثم قوى الأفرنج وفتحوا عكا وساروا نحو عسقلان فخشي أن يتم
عليها ما تم على عكا فخربها في شعبان سنة 785
و عسقلان أيضا قرية من قرى بلخ أو محلة من محالها منها عيسى بن أحمد بن عيسى بن
وردان أبو يحيى العسقلاني قال أبو عبد الرحمن النسوي حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني
عسقلان بلخ سمع عبد الله بن وهب وإسحاق بن الفرات والنضر بن شميل روى عنه أبو حاتم
الرازي وسئل عنه فقال صدوق وروى عنه بعده الأئمة الأعلام وكان أبو العباس السراج
يقول كتب لي عيسى بن أحمد العسقلاني ويقال إن أصله بغدادي نزل عسقلان بلخ فنسب
إليها وقال أبو حاتم الرازي في جمعه أسماء مشايخه عيسى بن أحمد العسقلاني صدوق
وببلخ قرية يقال لها عسقلان وفي عسقلان الشام قال النبي صلى الله عليه و سلم
أبشركم بالعروسين غزة وعسقلان وقال قد افتتحها أولا معاوية بن أبي سفيان في خلافة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد روي في عسقلان وفضائلها أحاديث مأثورة عن النبي
صلى الله عليه و سلم وعن أصحابه منها قول عبد الله بن عمر لكل شيء ذروة وذروة
الشام عسقلان إلى غير ذلك فيما يطول
عسكر أبي جعفر العسكرة الشدة قال طرفة ظل في عسكرة من حبها ونأت شحط مزار المدكر
وقال ابن الأعرابي عسكر الرجل جماعة ماله ونعمه وأنشد في ذلك هل لك في أجر عظيم
تؤجره تغيث مسكينا قليلا عسكره عشر شياه سمعه وبصره قد حدث النفس بمصر تحضره
وعسكر
الليل تراكم ظلمه والعسكر مجتمع الجيش وهو المراد في هذه المواضع التي تذكر ههنا
فأما عسكر أبي جعفر فهو المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أمير
المؤمنين يراد به مدينته التي بناها ببغداد وهي باب البصرة اليوم في الجانب الغربي
وما يقاربها نزل بها في عسكره فسمي بذلك
و عسكر أبي جعفر قرية بالبصرة أيضا
عسكر الرملة محلة بمدينة الرملة وهي بلدة بفلسطين خربت الآن
عسكر الزيتون يكثر عنده الزيتون وهو من نواحي نابلس بفلسطين
عسكر سامرا قد تقدم ذكر سامرا بما فيه كفاية وهذا العسكر ينسب إلى المعتصم وقد نسب
إليه قوم من الأجلاء منهم علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكنى أبا الحسن الهادي ولد بالمدينة ونقل
إلى سامرا وابنه الحسن بن علي ولد بالمدينة أيضا ونقل إلى سامرا فسميا بالعسكريين
لذلك فأما علي فمات في رجب سنة 452 ومقامه بسامرا عشرين سنة وأما الحسن فمات
بسامرا أيضا سنة 260 ودفنا بسامرا وقبورهما مشهورة هناك ولولدهما المنتظر هناك
مشاهد معروفة
عسكر القريتين حصن بالقريتين التي عند النباج وقد ذكر في موضعه
عسكر مصر وهي خطة بها سميت بذلك لأن عسكر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي
وأبي عون عبد الملك بن يزيد مولى هناءة نزل هناك في سنة 331 فسمي المكان بالعسكر
إلى الآن وقد نسب إلى عسكر مصر محمد بن علي العسكري مفتي أهل العسكر بمصر حدث وكان
يتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وحدث بكتبه عن الربيع بن سليمان وحدث عنه
يونس بن عبد الأعلى وغيره وسليمان بن داود بن سليمان بن أيوب العسكري البزاز يكنى
أبا القاسم حدث عن الربيع المرادي ومحمد بن خزيمة بن راشد المصري وغيرهما والحسن
بن رشيق العسكري المحدث المشهور روى عنه الدارقطني فمن بعده قال أبو القاسم يحيى
بن علي الحضرمي بن الطحان الحسن بن رشيق العسكري المعدل شيخنا أبو محمد يروي عن
أحمد بن حماد والعكي والنسائي ويموت وخلق كثير لا أستطيع ذكرهم ما رأيت عالما أكثر
حديثا منه سألت الحسن بن رشيق عن مولده فقال ولدت يوم الاثنين ضحوة لأربع ليال
خلون من صفر سنة 303 وتوفي في جمادى الآخرة سنة 073
وبمصر أيضا قرية إلى جنب دميرة يقال لها العسكر
عسكر مكرم بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء وهو مفعل من الكرامة وهو بلد مشهور من
نواحي خوزستان منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن
عامر بن صعصعة وقال حمزة الأصبهاني رستقباذ تعريب رستم كواد وهو اسم مدينة من مدن
خوزستان خربها العرب في صدر الإسلام ثم اختطت بالقرب منها المدينة التي كانت معسكر
مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج بن يوسف وقيل بل مكرم مولى كان للحجاج أرسله
الحجاج بن يوسف لمحاربة خرزاد بن باس حين عصى ولحق بإيذج وتحصن في قلعة تعرف به
فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا ليلحق بعبد الملك بن مروان فظفر به مكرم ومعه
درتان في قلنسوته فأخذه وبعث
به
إلى الحجاج وكانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم ولم يزل يبني ويزيد حتى جعلها مدينة
وسماها عسكر مكرم وقد نسب إليها قوم من أهل العلم منهم العسكريان أبو أحمد الحسن
بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي العلامة أخذ عن ابن دريد
وأقرانه وقد ذكرت أخباره في كتاب الأدباء والحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن
يحيى بن مهران أبو هلال العسكري وهو تلميذ أبي أحمد بن عبد الله الذي قبله وقد
ذكرته أيضا في الأدباء وقال بعض الشعراء وأحسن ما قرأت على كتاب بخط العسكري أبي
هلال فلو أني جعلت أمير جيش لما قاتلت إلا بالسؤال فإن الناس ينهزمون منه وقد
صبروا لأطراف العوالي
عسكر المهدي وهو محمد بن المنصور أمير المؤمنين وهي المحلة المعروفة اليوم ببغداد
بالرصافة من محال الجانب الشرقي وقد ذكرت وقال ابن الفقيه وبنى المنصور الرصافة في
الجانب الشرقي للمهدي وكانت الرصافة تعرف بعكسر المهدي لأنه عسكر بها حين شخص إلى
الري فلما قدم من الري نزل الرصافة وذلك في سنة 151 وقال ابن طاهر أبو بكر محمد بن
عبد الله يعرف بقاضي العسكر وهو عسكر المهدي كان يتولى القضاء فيه هذا أحد أصحاب
الرأي وهو ممن اشتهر بالاعتزال وكان يعد في عقلاء الرجال
عسكر نيسابور المدينة المشهورة بخراسان فيها محلة تسمى العسكر
عسلج بفتح أوله وثانيه واللام مشددة وتفتح وتكسر وآخره جيم كذا ضبطه الأزهري وهو
من العسلوج واحد العساليج وهو الغصن ابن سنة وهي قرية ذات نخل وزرع تسقيها شعبة من
عين محلم قال راحت ثفال المشي من عسلج تمير ميرا ليس بالمزلج
عسل بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره لام يقال رجل عسل مال كقولك ذو مال وهذا عسل هذا
وعسنه أي مثله وقصر عسل بالبصرة بقرب خطة بني ضبة ومف عسل هو رجل من بني تميم من
ولده صبيغ بن عسل الذي كان يتتبع مشكلات القرآن فضربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وأمر أن لا يجالس
عسل موضع في شعر زهير عن نصر
العسلة بفتح العين وتسكين السين من قرى اليمن من أعمال البعدانية
عسن بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون والعسن الطول مع حسن الشعر والبياض والعسن
موضع معروف كله عن الأزهري
عسيب بفتح أوله وكسر ثانيه عسيب الذنب وهو منبته والعسيب جريد النخل إذا نحي عنه
خوصه وعسيب جبل بعالية نجد معروف قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له كبكب وجبل يقال
له خنثل وجبل يقال له عسيب يقال لا أفعل ذلك ما أقام عسيب وله ذكر في أخبار امرىء
القيس حيث قال أجارتنا إن الخطوب تنوب وإني مقيم ما أقام عسيب
وكل
غريب للغريب نسيب وامرؤ القيس بالإجماع مات مسموما بأنقرة في طريق بلد الروم وقد
ذكر في أنقرة
العسير بلفظ ضد اليسير بئر بالمدينة كانت لأبي أمية المخزومي سماها رسول الله صلى
الله عليه و سلم اليسيرة عن نصر
العسيلة بلفظ تصغير عسلة وهو تأنيث العسل مشبه بقطعة من العسل وهذا كما يقال كنا
في لحمة ونبيذة وعسلة أي في قطعة من كل شيء منها ومنه حتى تذوقي عسيلته ويذوق
عسيلتك وهو ماء الرجل ونطفته وقال الشافعي هو كناية عن حلاوة الجماع وهو جيد حسن
والعسيلة ماء في جبل القنان شرقي سميراء وقال القحيف بن حمير العقيلي يقود الخيل
كل أشق نهد وكل طمرة فيها اعتدال تكاد الجن بالغدوات منا إذا صفت كتائبها تهال
فبتن على العسيلة ممسكات بهن حرارة وبها اغتلال
باب العين والشين وما يليهما
العشائر هو فيما أحسب من قول لبيد يذكر مرتعا فقال همل عشائره على أولادها من راشح
متقرب وفطيم قال أبو عمرو بن العلاء العشائر الظباء الحديثات العهد بالنتاج فهو
على هذا جمع عشار جمع عشراء مثل جمل وجمال وجمائل والعشائر جمع عشيرة للقبائل وذو
العشائر اسم موضع أيضا
العشتان بلد باليمن من أرض صعدة كان به إبراهيم بن محمد بن الحدوبة الصنعاني وقال
تعاتبني حسينة في مقامي بأرض العشتين فقلت خبت أفي قوم أحلوني وحلوا على كبد
الثريا اليوم مت بعزهم علوت الناس حتى رأيت الأرض والثقلين تحتي
عشترا بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوق ثم الراء والقصر موضع
بحوران من أعمال دمشق
عشر بوزن زفر وهو شجر من كبار الشجر وله صمغ حلو يقال له سكر العشر وعشر شعب لهذيل
يصب من داءة وهو جبل يحجز بين نخلتين قال أبو ذؤيب عرفت الديار لأم الدهي من بين
الظباء فوادي عشر وذو عشر في مزاحم العقيلي واد بين البصرة ومكة من ديار تميم ثم
لبني مازن بن مالك بن عمرو من نواحي نجد وقد قال فيه بعضهم قد قلت يوم اللوى من
بطن ذي عشر لصاحبي وقد أسمعت ما فعلا لأريحيين كالسيفين قد مردا على العواذل حتى
شينا العذلا عوجا علي صدور العيس ويحكما حتى نحيي من
وفرجا
ضمعجا في سيرها دفق ومرجما كشيب النبع معتدلا وقال نصر عشر واد بالحجاز وقيل شعيب لهذيل
قرب مكة عند نخلة اليمانية
عشرون بلفظ عشرون في العدد قال الليث قلت للخليل ما معنى العشرين قال جماعة عشر من
أظماء الإبل قلت فالعشر كم يكون قال تسعة أيام قلت فعشرون ليس بتمام إنما هو عشران
ويومان قال لما كان من العشر الثالث يومان جمعته بالعشرين قلت وإن لم يستوعب الجزء
الثالث قال نعم ألا ترى قول أبي حنيفة إذا طلقها تطليقتين وعشر تطليقة فإنه يجعلها
ثلاثا وإنما فيه من التطليقة الثالثة جزء فالعشرون هذا قياسه قلت لا يشبه العشر
التطليقة لأن بعض التطليقة تطليقة تامة ولا يكون بعض العشر عشرا كاملا ألا ترى أنه
لو قال لامرأته أنت طالق نصف تطليقة أو جزءا من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة ولا
يكون نصف العشر وثلث العشر عشرا كاملا والصحيح عند النحويين أن هذا الاسم وضع لهذا
العدد بهذه الصيغة وليس بجمع لعشر وقيل إنما كسرت العين من عشرين لأن الأصل عشرتان
وهما اثنتان من هذه المرتبة فكسر كما كسر أول إثنين وقيل قول الخليل الكسرة فيه
كسرة الواحد
وعشرون اسم موضع بعينه عن العمراني
عشر بالتحريك بلفظ العقد الأول من العدد حصن منيع بأرض الأندلس من ناحية الشرق من
أعمال أشقة وهو للأفرنج
العش بالضم على لفظ عش الغراب وغيره على الشجر إذا كثف وضخم وذو العش من أودية
العقيق من نواحي المدينة قال القتال الكلابي كأن سحيق الإثمد الجون أقبلت مدامع
عنجوج حدرن نوالها تتبع أفنان الأراك مقيلها بذي العش يعري جانبيه اختصالها وما
ذكره بعد الصبا عامرية على دبر ولت وولى وصالها وقال ابن ميادة وآخر عهد العين من
أم جحدر بذي العش إذ ردت عليها العرامس عرامس ما ينطقن إلا تبغما إذا ألقيت تحت
الرحال الطنافس وإني لأن ألقاك يا أم جحدر ويحتل أهلانا جميعا لآيس وقال نصر ذات
العش في الطريق بين صنعاء ومكة على النجد دون طريق تهامة وهو منزل بين المكان
المعروف بقبور الشهداء وبين كتنة وقال ابن الحائك العشان من منازل خولان وأنشد قد
نال دون العش من سنواته ما لم تنل كف الرئيس الأشيب
عشم بالتحريك كذا وجدته مضبوطا وهو بهذا اللفظ الشيخ والعشم جمع واحده العشم وهو
شجر وهو موضع بين مكة والمدينة وقال في الأمزجة محمد بن سعيد العشمي و عشم قرية
كانت بشامي تهامة مما يلي الجبل بناحية الحسبة وأهلها فيما أظن الأود لأنها في
أسافل جبالهم قريبة من ديار كنانة وقال العشمي من شعراء اليمن قديم العصر في أيام
الصليحي
عشوراء
بلفظ يوم عشوراء اسم موضع وفي أبنية ابن القطاع هو عشوراء بضم أوله وثانيه وهو بناء
لم يجىء عليه إلا عاشوراء لليوم العاشر من المحرم والضاروراء للضراء والساروراء
للسراء والدالولاء للدلال والخابوراء موضع
عشورى بضم أوله والقصر موضع في كتاب الأبنية لابن القطاع
عشهار بلد بنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقصى اليمن له ذكر في الردة
عشوزل بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وزاي ثم لام اسم موضع وهو مثل عشوزن فيما أحسب
وقال ابن الدمينة بدت نار أم العمرتين عشوزل
عشوزن مثل الذي قبله إلا أن آخره نون والعشوزن السيء الخلق من كل شيء وهو اسم موضع
العشة من قرى ذمار باليمن
العشير بلفظ تصغير العشر وهو شجر لغة في ذي العشيرة يقال ذو العشر أيضا
العشيرة بلفظ تصغير عشرة يضاف إليه ذو فيقال ذو العشيرة قال الأزهري هو موضع
بالصمان معروف نسب إلى عشرة نابتة فيه والعشر من كبار الشجر وله صمغ حلو يسمى سكر
العشر وغزا النبي صلى الله عليه و سلم ذا العشيرة وهي من ناحية ينبع بين مكة
والمدينة وقال أبو زيد العشيرة حصن صغير بين ينبع وذي المروة يفضل تمره على سائر
تمور الحجاز إلا الصيحاني بخيبر والبرني والعجوز بالمدينة قال الأصمعي خو واد قرب
قطن يصب في ذي العشيرة واد به نخل ومياه لبني عبد الله بن غطفان وهو يصب في الرمة
مستقبل الجنوب وفوق ذي العشيرة مبهل قال بعضهم غشيت لليلى بالبرود منازلا تقاد من
واستنت بهن الأعاصر كأن لم يدمنها أنيس ولم يكن لها بعد أيام الهدملة عامر ولم
يعتلج في حاضر متجاور قفا الغضن من ذات العشيرة سامر وقال أبو عبد الله السكوني
ذات العشيرة ويقال ذات العشر من منازل أهل البصرة إلى النباج بعد مسقط الرمل
بينهما رمل الشيحة تسعة أميال قبله سميراء على عقبة وهو لبني عبس قلت أنا وهي التي
ذكرها الأزهري وأما التي غزاها النبي صلى الله عليه و سلم ففي كتاب البخاري
العشيرة أو العشيراء وهو أضعفها وقيل العسيرة أو العسيراء بالسين المهملة قال
السهيلي وفي البخاري أن قتادة سئل عنها فقال العسير وقال معنى العسيرة والعسيراء
بالسين المهملة أنه اسم مصغر العسرى والعسراء وإذا صغر تصغير الترخيم قيل عسيرة
وهي بقلة تكون أذنة أي عصيفة ثم تكون سحاء ثم يقال لها العسرى قال الشاعر وما
منعاها الماء إلا ضنانة بأطراف عسرى شوكها قد تجردا ومعنى هذا البيت كمعنى الحديث
لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ على اختلاف فيه والصحيح أنه العشيرة بلفظ تصغير
العشرة للشجرة ثم أضيف إليه ذات لذلك قال ابن إسحاق هو من أرض بني مدلج وذكره ابن
الفقيه في أودية العقيق وأنشد
لعروة
بن أذينة يا ذا العشيرة قد هجت الغداة لنا شوقا وذكرتنا أيامك الأولا ما كان أحسن
فيك العيش مؤتقا غضا وأطيب في آصالك الأصلا
عشيرة بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ العشيرة التي هي بمعنى القبيلة اسم موضع عن
الحازمي والله أعلم
باب العين والصاد وما يليهما
العصا بلفظ العصا من الخشب الذي يجمع على عصي وهو موضع على شاطىء الفرات بين هيت
والرحبة ينسب إلى العصا فرس جذيمة الأبرش التي نجا عليها قصير ويوم العصا وخيفق من
أيام العرب ولا أدري أضيف إلى هذا الموضع أم إلى شيء آخر
عصار من مخاليف اليمن
عصبة بوزن همزة ويجوز أن يكون من العصبية كأنه كثير العصبية مثل الضحكة الكثير
الضحك وهو حصن جاء ذكره في الأخبار عن العمراني وقال غيره العصبة بالتحريك هو موضع
بقباء ويروى المعصب وفي كتاب السيرة لابن هشام نزل الزبير لما قدم المدينة على
منذر ابن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بالعصبة دار بني جحجبا هكذا ضبطه بالضم
ثم السكون والله علم
عصر بكسر أوله وسكون ثانيه ورواه بعضهم بالتحريك والأول أشهر وأكثر وكل حصن يتحصن
به يقال له عصر وهو جبل بين المدينة ووادي الفرع قال ابن إسحاق في غزاة خيبر كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عصر وله فيها
مسجد ثم على الصهباء ورواه نصر ووافقه فيه الحازمي بالفتح وما أظنهما أتقناه
والصواب بالكسر
عصفان من نواحي اليمن ثم من مخلاف سنحان
عصف موضع في قول ابن مقبل شطت نوى من يحل السهل فالشرفا ممن يقيظ على نعمان أو
عصفا
العصلاوان شعبتان تصبان على ذات عرق
عصم بضم أوله وسكون ثانيه هو من الغربان والوعول الأبيض اليدين وهو جمع أعصم وهو
اسم جبل لهذيل
و العصم أيضا وأهل اليمن يقولون العصم حصن لبني زبيد باليمن
عصنصر بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة وصاد أخرى وراء قال الأزهري موضع وقال غيره
ماء لبعض العرب وأنشد لابن مقبل يا دار كبشة تلك لم تتغير بجنوب ذي خشب فحزم عصنصر
وقال الأزدي عصنصر جبل
عصوصر بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وصاد أخرى وراء اسم موضع
العصيب بلفظ تصغير عصب موضع في بلاد بني مزينة قال معن بن أوس المزني أعاذل هل
يأتي القبائل حظها من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا أعاذل من يحتل فيفا وفيحة
وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا أعاذل خف الحي من أكم القرى وجزع العصيب أهله قد
تظعنا
33333333
- باب العين والضاد وما يليهما
العضدية بالتحريك والنسبة والعضد داء يأخذ البعير في عضده وهو ماء في غربي فيد أو
المغيثة في طريق الحاج إلى مكة
عضدان قلعة من قلاع صنعاء عن يسار من قصد صنعاء من تهامة
العضل بالتحريك واللام وهو في اللغة ذكر الفأر وهو جمع عضلة وهي كل لحمة غليظة
منتبرة مثل لحمة الساق و العضل هو موضع بالبادية كثير الغياض قال الأصمعي ومن مياه
ضبينة بن غني وهم رهط طفيل بن غوث كذا قال الأصمعي والكلبي يقول إن ابني جعدة بن
غني عبسا وسعدا أمهما ضبينة بنت سعد مناة بن غامد بن الأزد والعضل التي يقول فيها
الغنوي وكانت لصوص من بني كلاب قاتلوا حيا من غني بواد يقال له العضل وظفروا بهم
وقتلوا رئيسا لبني أبي بكر يقال له زياد ابن أبي حميرة فقال سائل أبا بكر وسراق
جمل عنا وعن حرابهم يوم عضل إذ قال يحيى توجوني وارتحل وقال من يغويه مال لا تسل
ودون ما منوه ضرب مشتعل أي قال ليحيى قوم كانوا يغوونه إن ههنا مالا كثيرا لا تسأل
عن كثرته
عضيا شجر موضع بين الأهواز ومرج القلعة وهناك أمر النعمان بن مقرن مجاشع بن مسعود
أن يقيم وذلك في غزاة نهاوند وهذا اسم غريب لأن هذا كان قبل الإسلام ولم يكن في
كلام الفرس ضاد فلا أعرف صحته فهو مفتقر إلى تأمل ورواه نصر بالغين المعجمة وقد
ذكر في موضعه كما ذكره
باب العين والطاء وما يليهما
عطالة كذا رواه الأزهري بالفتح وقال رأيت بالسودة ديارات بني سعد جبلا منيفا يقال
له عطالة وهو الذي يقول فيه سويد بن كراع العكلي خليلي قوما في عطالة فانظرا أنارا
تري من ذي أبانين أم برقا فإن كان برقا فهو في مشمخرة تغادر ماء لا قليلا ولا طرقا
وإن كان نارا فهي نار بملتقى من الريح تشبيها وتصفقها صفقا لأم علي أوقدتها طماعة
لأوبة سفر أن تكون لهم وفقا وقال العمراني عطالة بالضم جبل لبني تميم وقال
الخارزنجي هضبة ما بين اليمامة والبحرين وقيل الهجران اسم للمشقر وعطالة حصنان
باليمن وقال أبو عبيدة في قول جرير ولو علقت خيل الزبير حبالنا لكان كناج في عطالة
أعصما قال عطالة جبل بالبحرين منيع شامخ
العطش سوق العطش ببغداد قد ذكر في سوق
العطف موضع بنجد ويضاف إليه ذو وقال يزيد ابن الطثرية اجد جفون العين في بطن دمنة
بذي العطف همت أن تحم فتدمعا
قفا
ودعا نجدا ومن حل بالحمى وقل لنجد عندنا أن يودعا سأثني على نجد بما هو أهله قفا
راكبي نجد لنا قلت اسمعا
عطم بضم أوله وسكون ثانيه موضع عن الأديبي وقال أبو منصور العطم الصوف المنفوش
والعطم الهلكى واحدهم عطيم وعاطم والله أعلم
باب العين والظاء وما يليهما
العظاءة بالفتح وبعد الألف الساكنة همزة وهي دابة من الحشرات على خلقة سام أبرص أو
أعظم منه شيئا قال الخارزنجي العظاءة ماء لبني كعب بن ابي بكر وقال نصر العظاءة
ماء مستو بعضه لبني قيس بن جزء وبعضه لبني مالك بن الأحزم بن كعب بن عوف بن عبد
وقيل هو موضع كانت فيه وقعة بين بني شيبان وبني يربوع انتصر بنو يربوع فيها وقتل
مفروق بن عمرو وقيل آخر يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم في الجاهلية
عظام مثل قطام موضع بالشام في قول عدي بن الرقاع حيث قال يا من رأى برقا أرقت
لضوئه أمسى تلألأ في حواركه العلى فأصاب أيمنه المزاهر كلها واقتم أيسره أثيدة
فالحثا فعظام فالبرقات جاد عليهما وأبث أبطنه الثبور به النوى
العظالى قال أبو أحمد العسكري يوم العظالى العين مضمومة غير معجمة والظاء منقوطة
تسمى بذلك لأن الناس فيه ركب بعضهم وقيل بل لأنه ركب الاثنان والثلاثة فيه الدابة
الواحدة وقيل لتعاظلهم على الرياسة والتعاظل الاجتماع والاشتباك وفر بسطام بن قيس
الشيباني في هذا اليوم فقال فيه ابن حوشب فإن يك في يوم الغبيط ملامة فيوم العظالى
كان أخزى وألوما وفر أبو الصهباء إذ حمس الوغى وألقى بأبدان السلاح وسلما وأيقن أن
الخيل إن تلتبس به تئم عرسه أو تملأ البيت مأتما ولو أنها عصفورة لحسبتها مسومة
تدعو عبيدا وأزنما وقال قطبة بن سيار اليربوعي ألم تر جثمان الحمار بلاءنا غداة
العظالى والوجوه بواسر ومضربنا أفراسنا وسط غمرة وللقوم في صم العوالي جوابر ونجت
أبا الصهباء كبداء نهدة غداتئذ وأنسأته المقادر تمطت به فوق اللجام طمرة بسول إذا
دنى البطاء المحامر
عظرة بفتح أوله وسكون ثانيه ويروى بكسر ثانيه والإعظار الامتلاء من الشراب وهي
ماءان في موضع
عظم بضم أوله وسكون ثانيه وعظم الشيء ومعظمه أكثره وذو عظم بضمتين كأنه جمع عظيم
عرض من أعراض خيبر فيه عيون جارية ونخيل عامرة قال ابن هرمة
لو
هاج صحبك شيئا من رواحلهم بذي شناصير أو بالنعف من عظم ويروى عظم بفتحتين
العظوم ذات العظوم في شعر الحصين بن الحمام المري حيث قال كأن دياركم بجنوب بس إلى
ثقف إلى ذات العظوم
عظير بالتصغير والعظرة وهو الذي تقدم ماءان بئار للضباب وماء عذب في أرض الرمث بين
قنة يقال لها العناقة
باب العين والفاء وما يليهما
عفار بالفتح وآخره راء العفر في اللغة التراب يقال عفرت فلانا عفرا وهو منعفر
الوجه أي أصاب وجهه التراب وعفار النخل تلقيحها ومنه الحديث أن رجلا جاء إلى النبي
صلى الله عليه و سلم فقال إني ما قربت أهلي منذ عفار النخل وقد حملت فلاعن بينهما
والمرخ والعفار شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ومنه في كل شجر نار
واستمجد المرخ والعفار وعفار موضع بين مكة والطائف ويقال هناك صحب معاوية بن أبي
سفيان وائل بن حجر فقال له معاوية وقد بلغ منه حر الرمضاء أردفني فقال له وائل لست
من أرداف الملوك ثم إن وائلا جاء معاوية وقد ولي الخلافة فأذكره ذلك في قصة
عفاريات عقد بنواحي العقيق وهو واد قال كثير فلست بزائل تزداد شوقا إلى أسماء ما
سمر السمير أتنسى إذ تودع وهي باد مقلدها كما برق الصبير ومجلسنا لها بعفاريات
ليجمعنا وفاطمة المسير وقال بعضهم في شرح قول كثير وهيجني بحزم عفاريات وقد يهتاج
ذو الطرب المهيج قال عفارية جبل أحمر بالسيالة والسيالة بين ملل والروحاء
العفافة من مياه بني نمير عن أبي زياد
عفراء بفتح أوله وسكون ثانيه والمد وهو تأنيث الأعفر والعفرة البياض ليس بناصع
ولكنه يشبه لون الأرض ومنه ظبي أعفر وظبية عفراء وعفراء حصن من أعمال فلسطين قرب
البيت المقدس
عفر جمع أعفر وهو الذي تقدم قبله قال خالد بن كلثوم في قول أبي ذؤيب لقد لاقى
المطي بنجد عفر حديث إن عجبت له عجيب قال نجد عفر ونجد مريع ونجد كبكب وقال
الأديبي العفر رمال بالبادية في بلاد قيس قال نصر نجد عفر موضع قرب مكة وبلد لقيس
بالعالية
عفربلا بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وبعدها باء موحدة بلد بغور الأردن قرب بيسان
وطبرية
عفرى بكسر أوله والقصر ماء بناحية فلسطين قال ابن إسحاق بعث فروة بن عمرو بن
النافرة الجذامي ثم النفاثي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رسولا بإسلامه
وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان
منزله
معان وما حولها من أرض الشام فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه
عندهم ثم أخرجوه ليصلبوه على ماء يقال له عفرى بفلسطين فقال عند ذلك ألا هل أتى
سلمى بأن خليلها على ماء عفرى بين إحدى الرواحل على ناقة لم يضرب الفحل أمها مشذبة
أطرافها بالمناجل ثم قال أيضا بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي ثم
ضربوا عنقه وصلبوه على ذلك الماء رحمة الله عليه وقال عدي بن الرقاع العاملي عرفت
بعفرى أو برجلتها ربعا رمادا وأحجارا بقين بها سفعا الرجلة مسايل الماء من الروضة
إلى الوادي والجمع رجل
عفرين بكسر أوله وثانيه وتشديد الراء والكلام فيه كالكلام في سيلحين منهم من يجعله
كلمة واحدة فلا يغيره في وجوه إعرابه عن هذه الصيغة ويجريه مجرى ما لا ينصرف ومنهم
من يقول هذه عفرون ورأيت عفرين ومررت بعفرين دويبة تأوي التراب في أصول الحيطان
ويقال هو أشجع من ليث عفرين وقال أبو عمرو هو الأسد وقيل دابة كالحرباء يتعرض
للراكب وهو منسوب إلى عفرين اسم بلد
عفرين بكسر أوله وسكون ثانيه وراء بلفظ الجمع الصحيح اسم نهر في نواحي المصيصة
يخرج إلى أعمال نواحي حلب له ذكر في الأخبار
عفزة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم زاي وهو واحدة العفز وهو الجوز الذي يؤكل وهي بلدة
قديمة قرب الرقة الشامية على شاطىء الفرات وهي الآن خراب
عفلان بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون إن لم يكن فعلان من العفل وهو شيء يخرج من
فرج المرأة فلا أدري ما هو وعفلان اسم جبل لأبي بكر بن كلاب بنجد قال الراجز
أنزعها وتنقض الجنوب كأن عفلان بها مجنوب أنزعها يعني الدلو والجنوب جمع جنب
والإنقاض صوت العظام عظام الجنوب يصف عظم الدلو قال وخرج رجل من بني أبي بكر إلى
الشام ثم رجع فوجد البلاد قد تغيرت وهلك ناس ممن كان يعرف فأنشأ يقول ألا لا أرى
عفلان إلا مكانه ولا السرح من وادي أريكة يبرح فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات
عفلانة بلفظ تأنيث الذي قبله ماءة عادية كانت لكلب ثم صارت لبني كلاب قرب عفلان
المذكور قبله في كتاب الأصمعي في جزيرة العرب قال العفلانة ماء لبني وقاص من بني
كعب ابن أبي بكر بن كلاب وحذاءها أسفل منها المحدثة وهي ماءة لبني يزيد ليقطان
ودكين وهاتان الماءتان من ضرية على مسيرة ثلاثة أميال للغنم تساق هما على طريق حاج
اليمامة بهما يسقون وينزلون وبهما يضعون وضائعهم وبين الماءتين ثلاثة أميال
و العفلانة بين المحدثة وبين القبلة وعين المحدثة فمان قال ابن دريد أي ماءتان
صغيرتان وهما متواجهتان والعفلانة واحد
الماء
رواء وهي متوح أيضا إلا أنها أقرب قعرا وثم جبيل يقال له عفلان وهذا الماءة التي
يقال لها عفلانة في أصل ذلك الجبيل
عفيصا ماء عند أنف طخفة الغربي كانت ثم وقعة
العفيف موضع أنشد ابن الأعرابي وما أم طفل قد تجمم روقه تفري به سدرا وطلحا تناسقه
بأسفل غلان العفيف مقيلها أراك وسدر قد تحضر وارقه تناسقه تأكل على نسق ووارقه أي
يأكل الورق والله الموفق والمعين
باب العين والقاف وما يليهما
العقاب بالضم وآخره باء موحدة بلفظ الطائر الجارح والعقاب العلم الضخم والعقاب
الصخرة العظيمة في عرض الجبل نجد العقاب موضع يسمى العقاب راية خالد بن الوليد عن
الخوارزمي وثنية العقاب فرجة في الجبل الذي يطل على غوطة دمشق من ناحية حمص تقطعه
القوافل المغربة إلى دمشق من الشرق
عقاراء بالفتح والمد لعله فعالاء من عقر الدار أي وسطها قال الأزهري هو اسم موضع
في قول حميد بن ثور ركود الحميا طلة شاب ماءها لها من عقاراء الكروم زبيب يصف خمرا
عقار بضم أوله وهو اسم للخمر قيل سميت بذلك لأنها تعقر العقل وقيل للزومها الدن
يقال عاقره إذا لازمه وكلأ عقار أي يعقر الإبل ويقتلها وهو موضع بحري يقال له غب
العقار قريب من بلاد مهرة وقال العمراني عقار موضع ينسب إليه الخمر ولو صح هذا
لكان عقاري وقال أبو أحمد العسكري يوم العقار العين مضمومة غير معجمة وبعدها قاف
يوم على بني تميم قتل فيه فارسهم شهاب بن عبد قيس قتله سيار بن عبيد الحنفي وفي
ذلك يقول الشاعر وأوسعنا بني يربوع طعنا فأجلوا عن شهاب بالعقار
العقار بالفتح قال إبراهيم الحربي في تفسير حديث فرد النبي صلى الله عليه و سلم
عليهم ذراريهم وعقار بيوتهم
قال أراد بعقار بيوتهم أراضيهم ورد ذلك الأزهري وقال عقار بيوتهم ثيابهم وأدواتهم
قال وعقار كل شيء خياره ويقال للنخل خاصة من بين المال عقار والعقار رملة قريبة من
الدهناء عن العمراني وقال نصر العقار موضع في ديار باهلة بأكناف اليمامة وقيل
العقار رمل بالقريتين وقال أبو عبيدة في قول الفرزدق أقول لصاحبي من التعزي وقد
نكبن أكثبة العقار أكثبة جمع كثيب والعقار أرض ببلاد بني ضبة
أعياني على زفرات قلب يحن برامتين إلى البوار إذا ذكرت نوازله استهلت مدامع مسبل
العبرات جاري وعقار أيضا حصن باليمن وقال أبو زياد عقار الملح من مياه بني قسير
قال وهو الذي ذكره الضبابي حين أجد
قلت
لها بالرمل وهي تضبع رمل عقار والعيون هجع بالسلع ذات الحلقات الأربع ألمعاذ أنت
أم للأقرع
عقبة بالتحريك وهو الجبل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب إلى صعود الجبل
والعقبة منزل في طريق مكة بعد واقصة وقبل القاع لمن يريد مكة وهو ماء لبني عكرمة
من بكر ابن وائل
و عقبة السير بالثغور قرب الحدث وهي عقبة ضيقة طويلة
و العقبة وراء نهر عيسى قريبة من دجلة بغداد محلة ينسب إليها أبو احمد حمزة بن
محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث الدهقان العقبي سمع العباس بن محمد الدوري
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وكان ثقة روى عنه الدارقطني وابن رزقويه وغيرهما
ومات سنة 743 في ذي القعدة
و عقبة الطين موضع بفارس
و عقبة الركاب قرب نهاوند قال سيف لما توجه المسلمون إلى نهاوند وقد ازدحمت ركابهم
في هذه العقبة سموها عقبة الركاب قال ابن الفقيه بنهاوند قصب يتخذ منه ذريرة وهو
هذا الحنوط فما دام بنهاوند أو شيء من رساتيقها فهو والخشب بمنزلة لا رائحة له
فاذا حمل منها وجاوز العقبة التي يقال لها عقبة الركاب فاحت رائحته وزالت الخشبية
عنه قال وهو الصحيح لا يتمارى فيه أحد وفي كتاب الفتوح للبلاذري كان مسلمة بن عبد
الملك لما غزا عمورية حمل معه نساءه وحمل ناس ممن معه نساءهم فلم تزل بنو أمية
تفعل ذلك إرادة الجد في القتال للغيرة على الحرم فلما صار في عقبة بغراس عند
الطريق المستدقة التي تشرف على الوادي سقط محمل فيه امرأة إلى الحضيض فأمر مسلمة
أن تمشي سائر النساء فمشين فسميت تلك العقبة عقبة النساء إلى الآن وقد كان المعتصم
بنى على جد تلك الطريق حائطا من حجارة وبنى الجسر الذي على طريق أذنة من المصيصة
وأما العقبة التي بويع فيها النبي صلى الله عليه و سلم بمكة فهي عقبة بين منى ومكة
بينها وبين مكة نحو ميلين وعندها مسجد ومنها ترمى جمرة العقبة وكان من حديثها أن
النبي صلى الله عليه و سلم كان في بدء أمره يوافي الموسم بسوق عكاظ وذي المجاز
ومجنة ويتتبع القبائل في رحالها يدعوهم إلى أن يمنعوه ليبلغ رسالات ربه فلا يجد
أحدا ينصره حتى إذا كانت سنة إحدى عشرة من النبوة لقي ستة نفر من الأوس عند هذه
العقبة فدعاهم صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام وعرض عليهم أن يمنعوه فقالوا هذا والله
النبي الذي تعدنا به اليهود يجدونه مكتوبا في توراتهم فآمنوا به وصدقوه وهم أسعد
بن زرارة وقطبة بن عامر بن حديدة ومعاذ بن عفراء وجابر بن عبد الله بن رئاب وعوف
بن عفراء وعقبة بن عامر فانصرفوا إلى المدينة وذكروا أمر رسول الله صلى الله عليه
و سلم فأجابهم ناس وفشا فيهم الإسلام ثم لما كانت سنة اثنتي عشرة من النبوة وافى
الموسم منهم اثنا عشر رجلا هؤلاء الستة وستة أخر أبو الهيثم بن التيهان وعبادة بن
الصامت وعويم بن أبي ساعدة ورافع بن مالك وذكوان بن عبد القيس وأبو عبد الرحمن بن
ثعلبة فآمنوا وأسلموا فلما كانت سنة ثلاث عشرة من النبوة أتى منهم سبعون رجلا
وامرأتان أم عامر وأم منيع ورئيسهم البراء بن معرور ويطول تعدادهم إلا أنك إذا
رأيت في الأنصار من يقال له بدري فهو منسوب إلى أنه شهد مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم غزاة بدر وإذا قيل عقبي فهو منسوب إلى
مبايعة
النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع
عقد قال نصر بضم العين وفتح القاق والدال موضع بين البصرة وضرية وأظنه بفتح العين
وكسر القاف
عقدة بضم أوله وسكون ثانيه قال ابن الأعرابي العقدة من المرعى هي الجنبة ما كان
فيها من مرعى عام أول فهي عقدة وعروة والجنبة اسم لنبوت كثيرة وأصله جانب الشجر
الذي له سوق كبار والتي لا أرومة لها وما بين ذلك كالشيح والنصي والعرفج والصليان
وقد يضطر المال إلى الشجر فسمي عقدة قال خصبت لها عقد البراق حنينها من عكرها
علجانها وعرادها وعقدة أرض بعينها كثيرة النخل لا تصرف
وعقدة الأنصاف اسم موضع آخر وهو جمع ناصفة وهو كل أرض رحبة يكون بها شجر فان لم
يكن بها شجر فليست بناصفة وقد تجمع على نواصف وهو القياس قال طرفة خلايا سفين
بالنواصف من دد وقال عبد مناف بن ربع الهذلي وإن بعقدة الأنصاف منكم غلاما خر في
علق شنين ويروى الأنصاب بالباء
و عقدة الجوف موضع آخر في سماوة كلب بين الشام والعراق ذكره المتنبي في قوله إلى
عقدة الجوف حتى شفت بماء الجراوي بعض الصدى وقد مر تفسير الجوف في موضعه
و عقدة مدينة في طرف المفازة قرب يزد من نواحي فارس
عقرباء بلفظ العقرب من الحشرات ذات السموم والألف الممدودة فيه لتأنيث البقعة أو
الأرض كأنها لكثرة عقاربها سميت بذلك وعقرباء منزل من أرض اليمامة في طريق النباج
قريب من قرقرى وهو من أعمال العرض وهو لقوم من بني عامر بن ربيعة كان لمحمد بن
عطاء أحد فرسان ربيعة المذكورين وخرج إليها مسيلمة لما بلغه سرى خالد إلى اليمامة
فنزل بها في طرف اليمامة ودون الأموال وجعل ريف اليمامة وراء ظهره فلما انقضت
الحرب وقتل مسيلمة قتله وحشي مولى جبير بن مطعم قاتل حمزة قال ضرار بن الأزور ولو
سئلت عنا عقرباء لأخبرت عشية سالت عقرباء وملهم وسال بفرع الواد حتى ترقرقت حجارته
فيه من القوم بالدم عشية لا تغني الرماح مكانها ولا النبل إلا المشرفي المصمم فإن
تبتغي الكفار غير ملية جنوب فإني تابع الدين مسلم أجاهد إذ كان الجهاد غنيمة ولله
بالمرء المجاهد أعلم وكان للمسلمين مع مسيلمة الكذاب عنده وقائع
و عقرباء أيضا اسم مدينة الجولان وهي كورة من كور دمشق كان ينزلها ملوك غسان
العقربة وهي الأنثى من العقارب ويقال للذكر عقربان قال بعض العربان كأن مرعى أمكم
إذ غدت عقربة يكومها عقربان
وقال
أبو عبيد السكوني العقربة رمال شرقي الخزيمية في طريق الحاج وقال الأديبي العقربة
ماء لبني أسد
العقر بفتح أوله وسكون ثانيه قال الخليل سمعت أعرابيا من أهل الصمان يقول كل فرجة
تكون بين شيئين فهو عقر وعقر لغتان قال ووضع يديه على قائمي المائدة ونحن نتغدى
فقال ما بينهما عقر قال والعقر القصر الذي يكون معتمدا لأهل القرية قال لبيد كعقر
الهاجري إذا ابتناه بأشباه حذين على مثال وقال غيره العقر القصر على أي حال كان والعقر
الغمام
وعقر بني شليل قال تأبط شرا شنئت العقر عقر بني شليل إذا هبت لقارئها الرياح وشليل
من بجيلة وهو جد جرير بن عبد الله البجلي
والعقر عدة مواضع منها عقر بابل قرب كربلاء من الكوفة وقد روي أن الحسين رضي الله
عنه لما انتهى إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال ما اسم تلك القرية
وأشار إلى العقر فقيل له اسمها العقر فقال نعوذ بالله من العقر فما اسم هذه الأرض
التي نحن فيها قالوا كربلاء قال أرض كرب وبلاء وأراد الخروج منها فمنع حتى كان ما
كان
قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في سنة 201 وكان خلع طاعة بني مروان ودعا إلى
نفسه وأطاعه أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط وخرج في مائة وعشرين ألفا فندب له
يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فواقفة بالعقر من أرض بابل فأجلت الحرب عن قتل يزيد
بن المهلب وقال الفرزدق يشبب بعاتكة بنت عمرو بن يزيد الأسدي زوج يزيد بن المهلب إذا
ما المزونيات أصبحن حسرا وبكين أشلاء على عقر بابل وكم طالب بنت الملاءة أنها تذكر
ريعان الشباب المزايل و العقر أيضا قرية بين تكريت والموصل تنزلها القوافل وهي أول
حدود أعمال الموصل من جهة العراق
و العقر قرية على طريق بغداد إلى الدسكرة ينسب إليها أبو الدر لؤلؤ بن أبي الكرم
بن لؤلؤ بن فارس العقري من هذه القرية
و العقر أيضا قلعة حصينة في جبال الموصل أهلها أكراد وهي شرقي الموصل تعرف بعقر
الحميدية خرج منها طائفة من أهل العلم منهم صديقنا الشهاب محمد بن فضلون بن أبي
بكر بن الحسين بن محمد العدوي العقري النحوي اللغوي الفقيه المتكلم الحكيم جامع
أشتات الفضل سمع الحديث والأدب على جماعة من أهل العلم وكنت مرة أعارض معه إعراب
شيخنا أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري لقصيدة الشنفرى اللامية إلى أن بلغنا
إلى قوله وأستف ترب الأرض كي لا يرى له علي من الطول امرؤ متطول فأنشدني في معناه
لنفسه يقول مما يؤجج كربي أنني رجل سبقت فضلا ولم أحصل على السبق يموت بي حسدا مما
خصصت به من لا يموت بداء الجهل والحمق إذا سغبت استففت الترب في سغبي ولم أقل
للئيم سد لي رمقي
وإن
صديت وكان الصفو ممتنعا فالموت أنفع لي من مشرب رنق وكم رغائب مال دونها رمق زهدت
فيها ولم أقدر على الملق وقد ألين وأجفو في محلهما فالسهل والحزن مخلوقان من خلقي
فقلت له قول الشنفرى أبلغ لأنه نزه نفسه عن ذي الطول وأنت نزهتها عن اللئيم فقال
صدقت لأن الشنفرى كان يرى متطولا فينزه نفسه عنه وأنا لا أرى إلا اللئيم فكيف أكذب
فخرج من اعتراضي إلى أحسن مخرج
و العقر ويروى بالضم أيضا أرض بالعالية في بلاد قيس قال طفيل الغنوي بالعقر دار من
جميلة هيجت سوالف حب في فؤادك منصب و عقر السدن من قرى الشرطة بين واسط والبصرة
منها كان الضال المضل سنان داعية الإسماعيلية ودجالهم ومضلهم الذي فعل الأفاعيل
التي لم يقدر عليها أحد قبله ولا بعده وكان يعرف السيميا
العقر بالتحريك من قرى الرملة في حسبان السمعاني ونسب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد
بن أبراهيم العقري الرحلي يروي عن عيسى بن يونس الفاخوري روى عنه أبو بكر المقرىء
سمع منه بعد سنة 013
عقرقس اسم واد في بلاد الروم قال أبو تمام وقد ذكره وبوادي عقرقس لم يفرد عن رسيم
إلى الوغى وعنيق وقال البحتري وأنا الشجاع وقد رأيت مواقفي بعقرقس والمشرفية شهد
عقرقوف هو عقر أضيف إليه قوف فصار مركبا مثل حضرموت وبعلبك والقوف في اللغة الكل
فيقال أخذه بقوف قفاه إذا أخذه كله وقال قوم القوف القفا وقوف الأذن مستدار سمها
وهي قرية من نواحي دجيل بينها وبين بغداد أربعة فراسخ وإلى جانبها تل عظيم من تراب
يرى من خمسة فراسخ كأنه قلعة عظيمة لا يدرى ما هو إلا أن ابن الفقيه ذكر أنه مقبرة
الملوك الكيانيين وهم ملوك كانوا قبل آل ساسان من النبط وإياه عنى أبو نواس بقوله
إليك رمت بالقوم هوج كأنما جماجمها تحت الرحال قبور رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا من
الصبح مفتوق الأديم شهير فما نجدت بالماء حتى رأيتها مع الشمس في عيني أباغ تغور
وقد ذكر أهل السير أن هذه القرية سميت بعقرفوف بن طهمورث الملك قال محمد بن سعد بن
زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى وأمه أم زيد
بنت الحارث بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم الحبلى كان لزيد بن وديعة من
الولد سعد وأمامة وأم كلثوم وأمهم زينب بنت سهل بن صعب بن قيس بن مالك بن سالم
الحبلى وكان سعد بن زيد ابن وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فنزل بعقرقوف سمعت ابن أبي قطيفة يقول ما أخذ ملك الروم أحدا من أهل بغداد إلا
سأله عن تل عقرفوف فإن قال له إنه بحاله قال لا بد أن أطأه فصار ولده بها يقال لهم
بنو عبد الواحد بن بشير بن محمد
ابن
موسى ابن سعد بن زيد بن وديعة وليس بالمدينة منهم أحد وشهد زيد بن وديعة بدرا
وأحدا
عقل حصن بتهامة قال الكناني قتلت بهم بني ليث بن بكر بقتلى أهل ذي حزن وعقل
عقرما بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والقصر مرتجلا لا أدري ما هو موضع باليمن
قال ابن الكلبي في جمهرة النسب لبني الحارث بن كعب مازن وهو عيص البأس يريد أصل
البأس كما قالوا جذل الطعان منهم أسلم بن مالك بن مازن كان رئيسا قتله جعفر بعقرما
موضع باليمن وأنشد أبو الندى لرجل من جعفر فقال جدعتم بأفعى بالذهاب أنوفنا فملنا
بأنفكم فأصبح أصلما فمن كان مخزونا بمقتل مالك فإنا تركناه صريعا بعقرما
عقفان بضم أوله وسكون ثانيه والفاء وآخره نون قال النسابة البكري للنمل جدان فازر
وعقفان ففازر جد السود وعقفان جد الحمر وعقفان موضع بالحجاز
عقمة موضع في شعر الحطيئة حيث قال وحلوا بطن عقمة والتقونا إلى نجران من بلد رخي
ويروى عقية بالياء
عقنة بالتحريك والنون عجمي لا أصل له في كلام العرب قلعة بأران بنواحي جنزة
العقوبان قال أبو زياد العقوبان مكانان وأنشد كأن خزامى بالعقوبين عسكرت بها الريح
وانهلت عليها ذهابها تضمنها بردي مليكة إذ غدت وقرب للبين المشت ركابها
العقور بالضم جمع عقر وقد فسر اسم موضع
عقوقس بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وقاف أخرى وسين مهملة ويروى عقرقس بدل الواو
راء ولا أدري ما هما اسم موضع ذكره العمراني في كتابه
عقيربا ناحية بحمص عن نصر
العقير تصغير العقر وقد مر تفسيره قرية على شاطىء البحر بحذاء هجر
و العقير باليمامة نخل لبني ذهل بن الدئل بن حنيفة وبها قبر الشيخ إبراهيم بن عربي
الذي كان والي اليمامة في أيام بني أمية
و العقير أيضا نخل لبني عامر بن حنيفة باليمامة كلاهما عن الحفصي
العقير بفتح أوله وكسر ثانيه وهو فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى مقتول اسم فلاة
فيها مياه ملحة ويروى بلفظ التصغير عن ابن دريد
العقيرة تصغير عقرة بلفظ المرة الواحدة من عقره يعقره عقرة قرية بينها وبين أقر
نصف يوم وقد مر ذكر أقر قال النابغة قوم تدارك بالعقيرة ركضهم أولاد زردة إذ تركت
ذميما وقال الحازمي العقيرة مدينة على البحر بينها وبين هجر ليلة
العقيق بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت قال أبو منصور والعرب
تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق قال وفي بلاد العرب أربعة
أعقة وهي أودية عادية شقتها السيول وقال الأصمعي الاعقة
الأودية قال فمنها عقيق عارض اليمامة وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدفق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء قال السكوني عقيق اليمامة لبني عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له عقيق تمرة وهو عن يمين الفرط منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير وفيه يقول الشاعر تربع ليلى بالمضيح فالحمى ونحفر من بطن العقيق السواقيا ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل وقال غيره هما عقيقان الأكبر وهو مما يلي الحرة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلي الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى البقيع والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة وفي عقيق المدينة يقول الشاعر إني مررت على العقيق وأهله يشكون من مطر الربيع نزورا ما ضركم إن كان جعفر جاركم أن لا يكون عقيقكم ممطورا وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي له عقب وفي ولده رياسة ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم كان من وجوه الأشراف بدمشق ومدحه أبو الفرج الواوا ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة 873 ودفن بالباب الصغير وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب وقال القاضي عياض العقيق واد عليه أموال أهل المدينة وهو على ثلاثة أميال أو ميلين وقيل ستة وقيل سبعة وهي أعقة أحدها عقيق المدينة عق عن حرتها أي قطع وهذا العقيق الأصغر وفيه بئر رومة والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه وهو من بلاد مزينة وهو الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه و سلم بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات ومنها العقيق الذي جاء فيه إنك بواد مبارك هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها وهو الذي جاء فيه أنه مهل أهل العراق من ذات عرق ومنها العقيق الذي في بلاد بني عقيل قال أبو زياد الكلابي عقيق بني عقيل فيه منبر من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حمير العقيلي حيث قال أأم ابن إدريس ألم يأتك الذي صبحنا ابن إدريس به فتقطرا فليتك تحت الحافقين ترينه وقد جعلت درعا عليها ومغفرا يريد العقيق ابن المهير ورهطه ودون العقيق الموت وردا وأحمرا وكيف تريدون العقيق ودونه بنو المحصنات اللابسات السنورا ومنها عقيق ولا يدخلون عليه الألف واللام قرية قرب سواكن من ساحل البحر في بلاد البجاه يجلب منها التمر هندي وغيره ومنها العقيق ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقضي به لبني جرم فقال معاوية بن عبد
البصرة
وهو واد مما يلي سفوان قال يموت بن المزرع أنشدنا محمد بن حميد قال أنشدتني صبية
من هذيل بعقيق البصرة ترثي خالها فقالت أسائل عن خالي مذ اليوم راكبا إلى الله
أشكو ما تبوح الركائب فلو كان قرنا يا خليلي غلبته ولكنه لم يلف للموت غالب قال
يموت رأيت هذه الجارية تغنيها بالعقيق عقيق البصرة ومنها عقيق آخر يدفع سيله في
غوري تهامة وإياه عنى فيما أحسب أبو وجزة السعدي بقوله يا صاحبي انظرا هل تؤنسان
لنا بين العقيق وأوطاس بأحداج وهو الذي ذكره الشافعي رضي الله عنه فقال لو أهلوا
من العقيق كان أحب إلي ومنها عقيق القنان تجري فيه سيول قلل نجد وجباله ومنها عقيق
تمرة قرب تبالة وبيشة وقد مر وصفه في زبية وقيل عقيق تمرة هو عقيق اليمامة وقد ذكر
وذكر عرام ما حوالي تبالة زبية بتقديم الباء ثم قال وعقيق تمرة لعقيل ومياهها بثور
والبئر يشبه الأحساء تجري تحت الحصى مقدار ذراع وذراعين ودون ذلك وربما أثارته الدواب
بحوافرها وقال السكري في قول جرير إذا ما جعلت السي بيني وبينها وحرة ليلى والعقيق
اليمانيا
العقيق واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد مما يلي اليمن وأرض
غطفان في نجد مما يلي الشام وإياه أيضا عني الفرزدق بقوله ألم تر أني يوم جو سويقة
بكيت فنادتني هنيدة ماليا فقلت لها إن البكاء لراحة به يشتفي من ظن أن لا تلاقيا
قفي ودعينا يا هنيد فإنني أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا وقال أعرابي ألا
أيها الركب المحثون عرجوا بأهل العقيق والمنازل من علم فقالوا نعم تلك الطلول
كعهدها تلوح وما معنى سؤالك عن علم فقلت بلى إن الفؤاد يهيجه تذكر أوطان الأحبة
والخدم وقال أعرابي أيا سروتي وادي العقيق سقيتما حيا غضة الأنفاس طيبة الورد
ترويتما مح الثرى وتغلغلت عروقكما تحت الذي في ثرى جعد ولا تهنن ظلا كما إن تباعدت
وفي الدار من يرجو ظلالكما بعدي وقال سعيد بن سليمان المساحقي يتشوق عقيق المدينة
وهو في بغداد ويذكر غلاما له اسمه زاهر وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبته فقال أرى
زاهرا لما رآني مسهدا وأن ليس لي من أهل بغداد زائر أقام يعاطيني الحديث وإننا
لمختلفان يوم تبلى السرائر يحدثني مما يجمع عقله أحاديث منها مستقيم وحائر وما كنت
أخشى أن أراني راضيا
وما
كنت أخشى أن أراني راضيا يعللني بعد الأحبة زاهر وبعد المصلى والعقيق وأهله وبعد
البلاط حيث يحلو التزاور إذا أعشبت قريانه وتزينت عراض بها نبت أنيق وزاهر وغنى
بها الذبان تغزو نباتها كما واقعت أيدي القيان المزاهر وقد أكثر الشعراء من ذكر العقيق
وذكروه مطلقا ويصعب تمييز كل ما قيل في العقيق فنذكر مما قيل فيه مطلقا قال أعرابي
أيا نخلتي بطن العقيق أمانعي جنى النخل والتين انتظاري جناكما لقد خفت أن لا
تنفعاني بطائل وأن تمنعاني مجتنى ما سواكما لو أن أمير المؤمنين على الغنى يحدث عن
ظليكما لاصطفاكما وزوجت أعرابية ممن يسكن عقيق المدينة وحملت إلى نجد فقالت إذا
الريح من نحو العقيق تنسمت تجدد لي شوق يضاعف من وجدي إذا رحلوا بي نحو نجد وأهله
فحسبي من الدنيا رجوعي إلى نجدي
عقيل من قرى حوران من ناحية اللوى من أعمال دمشق إليها ينسب الفقيه أبو عبد الله
محمد بن يوسف العقيلي الحوراني كان من أصحاب أبي حنيفة صحب برهان الدين أبا الحسن
علي بن الحسن البلخي بدمشق أخذ عنه وتقدم في الفقه وصار مدرسا بجامع قلعة دمشق
وتوفي في سنة 564 وله شعر منه ما أليق الإحسان بالأحسن عقلا إلى الكافر والمؤمن
وأقبح الظلم بذي ثروة حكم في الأرواح مستأمن يا من تولى عاتبا معرضا يعدل في هجري
ولا ينثني
باب العين والكاف وما يليهما
عكا عككته أعكه عكا إذا حبسته عن حاجته وامرأة عكاء وهو اسم موضع غير عكة التي على
ساحل بحر الشام
عكاد جبل باليمن قرب زبيد ذكرته في عكوتين
عكاش بضم أوله وتشديد ثانيه وآخره شين معجمة الكعاشة العنكبوت وبها سمي الرجل
والعكاشة نبت يلتوي على الشجر وشجر عكش كثير الأغصان متشنجها وعكش الرجل على القوم
إذا حمل عليهم قالوا وعكاش جبل يناوح طمية ومن خرافاتهم أن عكاش زوج طمية وقال أبو
زياد عكاش ماء عليه نخل وقصور لبني نمير من وراء حظيان بالشريف قال الراعي النميري
ظعنت وودعت الخليط اليمانيا سهيلا وآذناه أن لا تلاقيا وكنا بعكاش كجاري كفاءة
كريمين حما بعد قرب تنائيا وهو حصن وسوق لهم فيه مزارع بر وشعير قال عمارة ولو
ألحقتناهم وفينا بلولة وفيهن واليوم العبوري شامس لما آب عكاشا مع القوم معبد
وأمسى وقد تسفي عليه الروامس
3 -
كاظ بضم أوله وآخره ظاء معجمة قال الليث سمي عكاظ عكاظا لأن العرب كانت تجتمع فيه
فيعكظ بعضهم بعضا بالفخار أي يدعك وعكظ فلان خصمه باللدد والحجج عكظا وقال غيره
عكظ الرجل دابته يعكظها عكظا إذا حبسها وتعكظ القوم تعكظا إذا تحبسوا ينظرون في
أمورهم قال وبه سميت عكاظ وحكى السهيلي كانوا يتفاخرون في سوق عكاظ إذا اجتمعوا
ويقال عكظ الرجل صاحبه إذا فاخره وغلبه بالمفاخرة فسميت عكاظ بذلك
وعكاظ اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ في كل
سنة ويتفاخرون فيها ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون
وأديم عكاظي نسب إليه وهو مما يحمل إلى عكاظ فيباع فيها وقال الأصمعي عكاظ نخل في
واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث ليال وبه كانت تقام سوق العرب
بموضع منه يقال له الأثيداء وبه كانت أيام الفجار وكان هناك صخور يطوفون بها
ويحجون إليها قال الواقدي عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر
الظهران وهذه أسواق قريش والعرب ولم يكن فيه أعظم من عكاظ قالوا كانت العرب تقيم
بسوق عكاظ شهر شوال ثم تنتقل إلى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوما من ذي العقدة ثم تنتقل
إلى سوق ذي المجاز فتقيم فيه إلى أيام الحج
عكبرا بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وقد يمد ويقصر والظاهر أنه ليس
بعربي وقد جاء في كلام العرب العكبرة من النساء الجافية الخلق وقال حمزة الأصبهاني
بزرج سابور معرب عن وزرك شافور وهي المسماة بالسريانية عكبرا وقال طول عكبرا تسع
وستون درجة ونصف وثلث درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف أطول نهارها أربع عشرة
درجة ونصف وهو اسم بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا بينها وبين بغداد عشرة
فراسخ والنسبة إليها عكبري وعكبراوي منها شيخنا إمام عصره محب الدين أبو البقاء
عبد الله بن الحسين النحوي العكبري مات في ربيع الأول سنة 616 وقرىء على سارية
بجامع عكبر لله درك يا مدينة عكبرا أيا خيار مدينة فوق الثرى إن كنت لا أم القرى
فلقد أرى أهليك أرباب السماحة والقرى هذا مقصور ومده البحتري فقال ولما نزلنا
عكبراء ولم يكن نبيذ ولا كانت حلالا لنا الخمر دعونا لها بشرا
ورب عظيمة دعونا لها بشرا فأصرخنا بشر
العكرشة باليمامة من مياه بني عدي بن عبد مناة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
عك بفتح أوله والعك في اللغة الحبس والعك ملازمة الحمى والعك استعادة الحديث مرتين
وعك قبيلة يضاف إليها مخلاف باليمن ومقابله مرساها فهلك قال أبو القاسم الزجاجي
سميت بعك حين نزولها واشتقاقها في اللغة جائز أن يكون من العك وهو شدة الحر يقال
يوم عك أي أك شديد الحر وقال الفراء يقال عك الرجل إبله عكا إذا حبسها فهي معكوكة
وقال الأصمعي عكة بشر عكا إذا كرره عليه وقال ابن الأعرابي عك فلان الحديث إذا
فسره وقال سألت القناني عن شيء
أن
ترد قول الرجل ولا تقبله والعك الدق وقد اختلف في نسب عك فقال ابن الكلبي هو عك بن
مالك بن زيد بن كهلان بن سليم بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو قول من نسبه في اليمن
وقال آخرون هو عك بن عدنان بن أدد أخو معد بن عدنان
عكل بضم أوله وسكون ثانيه وآخره لام قال الأزهري يقال رجل عاكل وهو القصير البخيل
الميشوم وجمعه عكل وعكل قبيلة من الرباب تستحمق يقولون لمن يستحمقونه عكلي وهو اسم
امرأة حضنت بني عوف بن وائل بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر فغلبت
عليهم وسموا باسمها وهم الحارث وجشم وسعد وعلي بنو عوف بن وائل وأمهم بنت ذي
اللحية من حمير وعكل اسم بلد عن العمراني وأظن أن الكلاب العكلية تنسب إليه وهي
هذه التي في الأسواق والسلوقية التي يصاد بها
العكلية مثل الذي قبله وزيادة ياء نسبة المؤنث اسم ماء لبني أبي بكر بن كلاب قال
الأصمعي وهو يذكر منازل قيس بنجد فقال وأما أبو بكر بن كلاب فمن أدنى بلادها إلى
آخرها مما يلي بني الأضبط العكلية وهي ماءة عليها خمسون بئرا وجبلها أسود يقال له
أسود النسا
عكوتان بضم أوله وسكون ثانيه بلفظ تثنية عكوة وهو أصل الذنب وقد تفتح عينه والعكوة
واحدة العكى وهو الغزل يخرج من المغزل وهو اسم جبلين منيعين مشرفين على زبيد
باليمن من أحدهما عمارة بن أبي الحسن اليمني الشاعر من موضع فيه يقال له الزرائب
وقال الراجز الحاج يخاطب عينه إذ نفر إذا رأيت جبلي عكاد وعكوتين من مكان باد
فأبشري يا عين بالرقاد وجبلا عكاد فوق مدينة الزرائب وأهلها باقون على اللغة
العربية من الجاهلية إلى اليوم لم تتغير لغتهم بحكم أنهم لم يختلطوا بغيرهم من
الحاضرة في مناكحة وهم أهل قرار لا يظعنون عنه ولا يخرجون منه
عكة بفتح أوله وتشديد ثانيه قال أبو زيد العكة الرملة حميت عليها الشمس وقال الليث
العكة من الحر الفورة الشديدة في القيظ وهو الوقت الذي تركد فيه الريح وقد تقدم في
عك ما فيه كفاية قال صاحب الملحمة طول عكة ست وستون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة
وفي ذرع أبي عون طولها ثمان وخمسون درجة وخمس وعشرون دقيقة وعرضها ثلاث وثلاثون
درجة وثلث وهي في الإقليم الرابع و عكة اسم بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن
وهي من أحسن بلاد الساحل في أيامنا هذه وأعمرها قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
أبي بكر البناء البشاري عكة مدينة حصينة كبيرة الجامع فيه غابة زيتون يقوم بسرجه
وزيادة ولم تكن على هذه الحصانة حتى قدمها ابن طولون وكان قد رأى صور واستدارة
الحائط على مينائها فأحب أن يتخذ لعكة مثل ذلك الميناء فجمع صناع الكور وعرض عليهم
ذلك فقيل له لا يهتدي أحد إلى البناء في الماء في هذا الزمان ثم ذكر له جدنا أبو
بكر البناء وقيل له إن كان عند أحدهم فيه علم فهو عنده
فكتب
إليه وأتي به من المقدس وعرض عليه ذلك فاستهان به والتمس منهم إحضار فلق من خشب
الجميز غليظة فلما حضرت عمد يصفها على وجه الماء بقدر الحصن البري وضم بعضها إلى
بعض وجعل لها بابا عظيما من ناحية الغرب ثم بنى عليها الحجارة والشيد وجعل كلما
بنى خمس دوامس ربطها بأعمدة غلاظ ليشتد البناء وجعلت الفلق كلما ثقلت نزلت حتى إذا
علم أنها قد استقرت على الرمل تركها حولا كاملا حتى أخذت قرارها ثم عاد فبنى من
حيث ترك وكلما بلغ البناء إلى الحائط الذي قبله أدخله فيه ثم جعل على الباب قنطرة
والمراكب كل ليلة تدخل الميناء وتجر سلسلة بينها وبين البحر الأعظم مثل صور قال
فدفع إليه ألف دينار سوى الخلع والمركوب واسمه عليه مكتوب إلى اليوم قال وكان
العدو قبل ذلك يغير على المراكب وفتحت عكة في حدود سنة 51 على يد عمرو بن العاص
ومعاوية بن أبي سفيان وكان لمعاوية في فتحها وفتح السواحل أثر جميل ولما ركب منها
إلى غزوة قبرص رمها وأعاد ما تشعث منها وكذلك فعل بصور ثم خربت فجددها هشام بن عبد
الملك وكانت فيها صناعة بلاد الأردن وهي محسوبة من حدود الأردن ثم نقل هشام
الصناعة منها إلى صور فبقيت على ذلك إلى قرابة أيام الإمام المقتدر ثم اختلفت أيدي
المتغلبين عليها وعمرت عكة أحسن عمارة وصارت بها الصناعة إلى يومنا ذا وهي للإفرنج
وفي الحديث طوبي لمن رأى عكة وقال الفراء هذه أرض عكة وأرض عكة تضاف ولا تضاف أي
حارة وكانت قديما بيد المسلمين حتى أخذها الإفرنج ومعديهم بغدوين صاحب بيت المقدس
من زهر الدولة بناء الجيوشي منسوب إلى أمير الجيوش بدر الجمالي أو ابنه وكان بها
من قبل المصريين فقصد الإفرنج برا وبحرا في سنة 794 فقاتلهم أهل عكة حتى عجوزا
عنهم لقصور المادة بهم وكان أهل مصر لا يمدونهم بشيء فسلموها إليهم وقتلوا منها
خلقا كثيرا وسبوا جماعة أخرى حملوهم إلى خلف البحر وخرج زهر الدولة حتى وصل إلى
دمشق ثم عاد إلى مصر ولم تزل في أيديهم حتى افتتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في
جمادى الأولى سنة 385 وأشحنها بالرجال والعدد والميرة فعاد الأفرنج ونزلوا عليها
وخندقوا دونهم خندقا وجاءهم صلاح الدين ونزل دونهم وأقام حولهم ثلاث سنين حتى استعادها
الأفرنج من المسلمين عنوة في سابع جمادى الآخرة سنة 785 وأحضروا أسارى المسلمين
وكانوا نحو ثلاثة آلاف وحملوا عليهم حملة واحدة فقتلوهم عن آخرهم وهي في أيديهم
إلى الآن وقد نسب إليها قوم منهم الحسن بن إبراهيم العكي يروي عن الحسن بن جرير
الصوري روى عنه عبد الصمد بن الحكم
باب العين واللام وما يليهما
العلا بضم أوله والقصر وهو جمع العليا وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها
وبين الشام نزله رسول الله صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى تبوك وبني مكان مصلاه
مسجد
و العلا أيضا ركيات عند الحصا من ديار كلاب
و العلا أيضا موضع في ديار غطفان
العلاء بفتح أوله والمد بمعنى الرفعة موضع بالمدينة أطم أو عنده أطم
وسكة العلاء ببخارى معروفة ينسب إليها أبو سعيد الكاتب العلائي روى عنه أبو كامل
البصيري وغيره
العلاتان
بلفظ تثنية العلاة وهي السندان وتشبه بها الناقة الصلبة وكورة العلاتين بنواحي حمص
بالشام
العلاة بالفتح هي السندان كما ذكر قبله والعلاة أيضا صخرة محوط حولها بالأخثاء
واللبن والرماد ثم يطبخ فيها الأقط وجمعها علا وهو جبل في ديار النمر بن قاسط لبني
جشم بن زيد مناة
و علاة لبني هزان باليمامة على طريق الحاج وبها المحالي وهي حجارة بيض يحك بعضها
ببعض ويكتحل بتلك الحكاكة
و علاة حلب بالشام وقال الحفصي العلاة والعلية لبني هزان وبني جشم والحارث ابني
لؤي قال أتتك هزانك من نعامها ومن علاتها ومن آكامها
العلاة كورة كبيرة من عمل معرة النعمان من جهة البر تشتمل على قرى كثيرة ويطؤها
القاصد من حلب إلى حماة
علاف مثل قطام كأنه أمر بالعلف موضع
العلاقمة بليدة في الحوف الشرقي من أرض مصر دون بلبيس فيها أسواق وبازار يقوم
للعرب
العلاقي حصن في بلاد البجة في جنوبي أرض مصر به معدن التبر بينه وبين مدينة أسوان
في أرض فياحة يحتفر الإنسان فيها فإن وجد فيها شيئا فجزء منه للمحتفر وجزء منه
لسلطان العلاقي وهو رجل من بني حنيفة من ربيعة وبينه وبين عيذاب ثماني رحلات
علان بكسر العين من نواحي صنعاء اليمن
العلانة من نواحي ذمار باليمن حصن أو بلد
العلاية لا أدري أي شيء هذه الصيغة إلا أنها اسم موضع قال فيه أبو ذؤيب الهذلي فما
أم خشف بالعلاية دارها تنوش البرير حيث نال اهتصارها فسود ماء المرد فاها فوجهها
كلون الثؤور وهي أدماء سارها بأحسن منها حين قامت فأعرضت تواري الدموع حين جد
انحدارها وقال أبو سهم الهذلي أرى الدهر لا يبقي على حدثانه أنور بأطراف العلاية
فارد
علب بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره باء موحدة علب الكرمة آخر حد اليمامة إذا خرجت
منها تريد البصرة فأما العلب فهو الأرض الغليظة التي لو مطرت دهرا لم تنبت خضرا
وكل موضع صلب خشن من الأرض فهو علب والعلب منبت السدر وجمعه علوب والعلب أثنة
غليظة من الشجر تتخذ مقطرة وأما الكرمة فمعناها الكرامة ومنه أفعل ذلك كرمة لك
وكرمى لك
علبية بكسر أوله وسكون ثانيه هو فعلية من الذي قبله وهو مويهة بالدآث
العلث بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره ثاء مثلثة إن كان عربيا فهو من العلث وهو خلط
البر بالشعير يقال علث الطعام يعلثه علثا وهي قرية على دجلة بين عكبرا وسامراء ذكر
الماوردي في الأحكام السلطانية أن العلث قرية موقوفة على العلويين وهي في أول
العراق في شرقي دجلة وفيها يقول أحمد بن جعفر جحظة وحانة بالعلث وسط السوق نزلتها
وصارمي رفيقي على غلام من بني الخليف
بكل
فعل حسن خليق فجاء بالجام وبالإبريق أما رأيت قطع العقيق أما رأيت شقق البروق أما
شممت نكهة المعشوق ما أحسن الأيام بالصديق على صبوح وعلى غبوق إن لم يحل ذاك إلى
التفريق وقد نسب إليها جماعة من المحدثين منهم أبو محمد طلحة بن مظفر بن غانم
الفقيه العلثي سمع يحيى بن ثابت وأحمد بن المبارك المرقعاني وابن البطيء وغيرهم
قرأ بنفسه وكان موصوفا بحسن الخط والقراءة دينا ثقة فاضلا توفي سنة 395 وبنوه عبد
الرحمن ومكارم ومظفر سمعوا الحديث جميعا
علثم بفتح أوله وسكون ثانيه ثم ثاء مثلثة مفتوحة اسم موضع لا أعرف له أصلا
علجان موضع في شعر أبي دؤاد الإيادي ولقد نظرت الغيث تحفزه ريح شآمية إذا برقت
بالبطن من علجان حل به دان فويق الأرض إذ ودقت
علجانة موضع في قول حبيب الهذلي ولقد نظرت ودون قومي منظر من قيسرون فبلقع فسلاب
فجبال أيلة فالمحصب دوننا فألات ذي علجانة فذهاب
العلدة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم دال مهملة والعلد الصلب الشديد كأن فيه يبسا من
صلابته وأنث كأنه صفة للأرض وهو اسم موضع في شعر هذيل
علطة نقب باليمامة وإنما سميت بذلك لأن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما جاز
بالنقب قالوا هذا نقب يحدرنا عن بلاد مسيلمة فقال اعلوطوه فسميت العلطة
علعال جبل بالشام مشرف على البثنية بين الغور وجبال الشراة
علق مخلاف باليمن
علق بالتحريك وآخره قاف وهو لجميع آلة الاستسقاء بالبكرة على الأبيار من الخطاف
والمحور والبكرة والنعامتين وحبالها كله يقال له علق والعلق الدم الجامد في قوله
تعالى ثم خلقنا النطفة علقة ومنه قيل للدابة التي تكون في الماء علقة لأنها حمراء
كالدم أو لأنها إذا علقت بدابة شربت دمها فبقيت كأنها قطعة دم أو لأنها تسرع
التعلق بحلوق الدواب وذو علق جبل معروف في أعلاه هضبة سوداء قال الأصمعي وأنشد أبو
عبيدة لابن أحمر ما أم غفر على دعجاء ذي علق ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل ويوم
ذي علق من أيامهم قال لبيد بن ربيعة فإما تريني اليوم أصبحت سالما فلست بأحيا من
كلاب وجعفر ولا الأحوصين في ليال تتابعا ولا صاحب البراض غير المغمر ولا من ربيع
المقترين رزئته بذي علق فاقني حياءك واصبري يعني بربيع المقترين أباه وكان مات في
هذا الموضع
علقماء
بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وبعدها ميم وألف ممدودة اسم موضع وقالوا هو علقام
فقلب هكذا نقله الأديبي والعلقم شجر الحنظل وألفه الممدودة لتأنيث الأرض فيما أحسب
علقمة بفتح أوله ثم السكون وقاف مفتوحة وميم وهاء مدينة على ساحل جزيرة صقلية
عللان بالتحريك فعلان من العلل وهو شرب الإبل الثاني والأول يقال له النهل يعني
أنه موضع لذلك ويجوز أن يكون من التعليل وهو كالمدافعة والاشتغال والإلهاء وهو ماء
بحسمى
العلم بالتحريك والعلم في لغة العرب الجبل وجمعه الأعلام قال جرير إذا قطعن علما
بدا علم وأنشد أحمد بن يحيى سقى العلم الفرد الذي في ظلاله غزالان مكحولان مؤتلفان
طلبتهما صيدا فلم أستطعهما وختلا ففاتاني وقد قتلاني ويقال لما يبنى على جواد
الطرق من المنار ومما يستدل به على الطرق أعلام واحدها علم والعلم الراية التي
إليها يجتمع الجند والعلم للثوب رقمة على أطرافه والعلم العلامة والعلم شق في
الشفة العليا والعلم جبل فرد شرقي الحاجر يقال له أبان فيه نخل وفيه واد لو دخله
مائة من أهل بيت بعد أن يملكوا عليهم المدخل لم يقدر عليهم أبدا وفيه عيون ونخيل
ومياه
و علم بني الصادر يواجه القنوين تلقاء الحاجر ولا أدري أهو الذي قبله أم آخر
و علم السعد ودجوج جبلان من دومة على يوم وهما جبلان منيفان كل واحد منهما يتصل
بالآخر ودجوج رمل متصل مسيرة يومين إلى دون تيماء بيوم يخرج منه إلى الصحراء وهو
الذي عناه المتنبي بقوله طردت من مصر أيديها بأرجلها حتى مرقن بنا من جوش والعلم
قال هما جبلان بينهما وبين حسمى أربع ليال
علمان يضاف إليها ذو فيقال ذو علمان من قرى ذمار باليمن
العلندى نبت ويضاف إليه ذات فيصير اسم موضع في قول الراعي تحملن حتى قلت لسن
بوارحا بذات العلندى حيث نام المفاخر
علن واد في ديار بني تميم
علوس بفتح أوله وضم ثانيه ثم واو ساكنة وسين مهملة اسم قرية والعلس ضرب من القمح
يكون في الكمام منه حبتان يكون بناحية اليمن ويقال ما ذقت علوسا ولا ألوسا أي
طعاما
علوس بتشديد اللام من قلاع البختية الأكراد من ناحية الأرزن عن ابن الأعرابي
العلوي نسبة إلى عالية نجد وإنما ذكر ههنا لأن هذا النسب جاء على غير قياس وربما
خفي عن كثير من الناس وقد ذكرنا العالية في موضعها وحددناها قال المرار بن منقذ
الفقعسي مما رواه الأسود أبو محمد أعاشر في داراء من لا أوده وبالرمل مهجور إلي
حبيب لعمرك ما ميعاد عينيك والبكا بداراء إلا أن تهب جنوب إذا هب علوي الرياح
وجدتني
وكانت
رياح الشام تكره مرة فقد جعلت تلك الرياح تطيب هنيئا لخوط من بشام يرفه إلى برد
شهد بهن مشوب بما قد تسقى من سلاف وضمه بنان كهداب الدمقس خضيب إذا تركت وحشية
النجد لم يكن لعينيك مما تشكوان طبيب
علياباذ معناه عمارة علي عدة قرى بنواحي الري منها واحدة تحت قلعة طبرك والباقي
متفرق في نواحيها كذا خبر ابن الرازي
عليب بضم أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة وآخره باء موحدة العلوب
الآثار وعلب النبت يعلب علبا فهو علب إذا جسا وعلب اللحم إذا غلظ والعلب الوعل
الضخم المسن وأما هذا الوزن وهذه الصيغة فلم يجىء عليهما بناء غير هذا وقال
الزمخشري فيما حكاه عنه العمراني أظن أن قوما كانوا في هذا الموضع نزولا فقال
بعضهم لأبيه عل يا أب فسمي به المكان وقال المرزوقي كأنه فعيل من العلب وهو الأثر
والوادي لا يخلو من انخفاض وحزن وقال صاحب كتاب النبات عليب موضع بتهامة وقال جرير
غضبت طهية أن سببت مجاشعا عضوا بصم حجارة من عليب إن الطريق إذا تبين رشده سلكت
طهية في الطريق الأخيب يتراهنون على التيوس كأنما قبضوا بقصة أعوجي مقرب وقول أبي
دهبل يدل على أنه واد فيه نخل والنخل لا ينبت في رؤوس الجبال لأنه يطلب الدفء ألا
علق القلب المتيم كلثما لجوجا ولم يلزم من الحب ملزما خرجت بها من بطن مكة بعدما
أصات المنادي للصلاة وأعتما فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي
يلملما ومرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسما وجازت على البزواء
والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فما ذر قرن الشمس حتى تبينت بعليب نخلا
مشرفا ومخيما ومرت على أشطان روقة بالضحى فما جررت بالماء عينا ولا فما فما شربت
حتى ثنيت زمامها وخفت عليها أن تجن وتكلما فقلت لها قد بعت غير ذميمة وأصبح وادي
البرك غيثا مديما قال موسى بن يعقوب أنشدني أبو دهبل هذا الشعر فقلت ما كنت إلا على
الريح يا عم فقال يا ابن أخي إن عمك كان إذا هم فعل وقال أبو دهبل أيضا لقد غال
هذا اللحد من بطن عليب فتى كان من أهل الندى والتكرم وقال ساعدة بن جؤية الهذلي
والأثل من سعيا وحلية منزل والدوم جاء به الشجون فعليب
العليب
بلفظ التصغير موضع بين الكوفة والبصرة قال معن بن أوس إذا هي حلت كربلاء فلعلعا
فجو العليب دونها فالنوائحا
العليبة بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مفتوحة وباء موحدة مويهة بالدآث من بلاد بني
أسد بقرب جبل عبد وقد قال فيها الشاعر شر مياه الحارث بن ثعلبه ماء يسمى بالحرير
العليبه
العلية بضم أوله وفتح ثانيه وتحريك الياء بالفتح مشددة هو في الأصل تصغير العلية
والعلية والعلاة جبلان باليمامة وبالعلية أودية كثيرة ذكرت متفرقة في مواضعها من
هذا الكتاب منها الدخول الذي ذكره امرؤ القيس قال الحفصي وهما لبني هزان وبني جشم
والحارث ابني لؤي وأنشد أتتك هزانك من نعامها ومن علاتها ومن آكامها
علي بفتح أوله وسكون ثانيه وياء صحيحة بوزن ظبي وما أراه إلا بمعنى العلو وهو موضع
في جبال هذيل قال أمية بن أبي عائذ لمن الخيام بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع
الأبواص
باب العين والميم وما يليهما
عما بفتح أوله وتشديد ثانيه والقصر اسم عجمي لا أدريه إلا أنه يكون تأنيث رجل عم
وامرأة عما من العمومة أخو الأب مثل سكر وسكرى وهو كفر عما صقع في برية خساف بين
بالس وحلب عن الحازمي
عما بالضم اسم صنم لخولان باليمن فيه نزل قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث
والأنعام نصيبا الآية
العماد بكسر أوله قال المفسرون في قوله تعالى إرم ذات العماد قال المبرد يقال رجل
طويل العماد إذا كان معمدا أي طويلا قال وقوله إرم ذات العماد أي ذات الطول وقيل
ذات العماد ذات البناء الرفيع وقال الفراء ذات العماد أي أنهم كانوا ذوي عمد
ينتقلون إلى الكلإ حيث كان ثم يرجعون إلى منازلهم ويقال لأهل الأخبية أهل العماد
وغور العماد موضع بعينه قرب مكة في ديار بني سليم يسكنه بنو صبيحة منهم
و عماد الشبا موضع بمصر
العمادية قلعة حصينة مكينة عظيمة في شمالي الموصل ومن أعمالها عمرها عماد الدين
زنكي بن آق سنقر في سنة 735 وكان قبلها حصنا للأكراد فلكبره خربوه فأعاده زنكي
وسماه باسمه في نسبه إليه وكان اسم الحصن الأول آشب
العمارة ماءة جاهلية لها جبال بيض وتليها الأغربة جبال سود وتليها براق رزمة بيض
العمارة بالكسر وبعد الألف راء ضد الخراب والعمارة الحي العظيم ينفرد بظعنه وهي
دون القبيلة والعمارة الصدر وبها سميت القبيلة وهو ماء بالسليلة من جبل قطن به نخل
العمارية كأنها منسوبة إلى عمار قرية باليمامة لبني عبد الله بن الدؤل
عماس بكسر العين كان اليوم الثالث من أيام القادسية يقال له يوم عماس ولا أدري أهو
موضع أم هو من العمس مقلوب المعس
عماق
بفتح أوله وآخره قاف موضع
العماكر من قرى سنحان باليمن
عمان بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند
وعمان في الإقليم الأول طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها تسع عشرة
درجة وخمس وأربعون دقيقة في شرقي هجر تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن
حرها يضرب به المثل وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب
إلا طارىء غريب وهم لا يخفون ذلك وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض
سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا
قال الأزهري يقال أعمن وعمن إذا أتى عمان وقال رؤبة نوى شآم بان أو معمن ويقال
أعمن يعمن إذا أتى عمان قال الممزق واسمه شاس بن نهار أحقا أبيت اللعن أن ابن
فرتنا على غير أجرام بريق مشرق فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق
أكلفتني أدواء قوم تركتهم فإن لا تداركني من البحر أغرق فإن يتهموا أنجد خلافا
عليهم وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة كفلت عليهم
والكفالة تعتق وقال ابن الأعرابي العمن المقيمون في مكان يقال رجل عامن وعمون ومنه
اشتق عمان وقيل أعمن دام على المقام بعمان وقصبة عمان صحار وعمان تصرف ولا تصرف
فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفة والنكرة ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة وقال
الزجاجي سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل وقال ابن الكلبي سميت بعمان بن سبإ بن
يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمان وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدل على
أنها المرادة في حديث الحوض لقوله ما بين بصرى وصنعاء وما بين مكة وأيلة ومن مقامي
هذا إلى عمان وفي مسلم من المدينة إلى عمان وفيه ما بين أيلة وصنعاء اليمن ومثله
في البخاري وفي مسلم وعرضه من مقامي هذا إلى عمان وروى الحسن بن عادية قال لقيت
ابن عمر فقال من أي بلد أنت قلت من عمان قال أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه و سلم قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني
لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطىء البحر الحجة منها أفضل أو خير من
حجتين من غيرها وعن الحسن يأتين من كل فج عميق قال عمان وعنه عليه الصلاة و السلام
من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان وقال القتال الكلابي حلفت بحج من عمان تحللوا
ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها يسوقون أنضاء بهن عشية وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنة من ناسك متعبد يمور على متن الحنيف بلالها لئن جعفر فاءت علينا صدورها
بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت
وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفة ومصالها وينسب إلى عمان داود بن عفان
العماني روى عن أنس بن مالك ونفر سواه وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر وأبو هارون
غطريف العماني روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس روى عنه الحكم بن أبان العدني وأبو
بكر قريش بن حيان العجلي أصله من عمان وسكن البصرة يروي عن ثابت البناني روى عنه
شعبة والبصريون
عمان بالفتح ثم التشديد وآخره نون يجوز أن يكون فعلان من عم يعم فلا ينصرف معرفة
وينصرف نكرة ويجوز أن يكون فعالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد وعمان
بلد في طرف الشام وكانت قصبة أرض البلقاء والأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي
ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا وفي الترمذي من عدن إلى عمان البلقاء والبلقاء بالشام
وهو المراد في الحديث لذكره مع أذرح والجرباء وأيلة وكل من نواحي الشام وقيل إن
عمان هي مدينة دقيانوس وبالقرب منها الكهف والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد والله
أعلم وقد قيل غير ذلك وذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله أن لوطا عليه
السلام لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار
إلى زغر ولم ينج غيره وأخيه وابنتيه وتوهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا
بأن تقيما نسلا من أبيهما وعمهما فأسقتاهما نبيذا وضاجعت كل واحدة منهما واحدا
فحبلتا ولم يعلم الرجلان بشيء من ذلك وولدت الواحدة ابنا فسمته عمان أي أنه من عم
وولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد
منهما مدينة بالشام وسماها باسمه وهما متقاربتان في برية الشام وهذا كما تراه
ونقلته كما وجدته والله أعلم بحقه من باطله وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد
البشاري عمان على سيف البادية ذات قرى ومزارع ورستاقها البلقاء وهي معدن الحبوب
والأنعام بها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس
الصحن شبه مكة وقصر جالوت على جبل يطل عليها وبها قبر أورياء النبي عليه السلام
وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود عليه السلام وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه غير
أن أهلها جهال والطرق إليها صعبة قال الأحوص بن محمد الأنصاري أقول بعمان وهل طربي
به إلى أهل سلع إن تشوقت نافع أصاح ألم يحزنك ريح مريضة وبرق تلال بالعقيقين لامع
وإن غريب الدار مما يشوقه نسيم الرياح والبروق اللوامع وكيف اشتياق المرء يبكي
صبابة إلى من نأى عن داره وهو طامع وقد كنت أخشى والنوى مطمئنة بنا وبكم من علم ما
الله صانع أريد لأنسى ذكرها فيشوقني رفاق إلى أرض الحجاز رواجع وقال الخطيم العكلي
اللص يذكر عمان أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها وعمان ما غنى الحمام وغردا فذاك الذي
استنكرت
وإني
لماضي العزم لو تعلمينه وركاب أهوال يخاف بها الردى وينسب إلى عمان أسلم بن محمد
بن سلامة بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني العماني قال الحافظ أبو
القاسم من أهل عمان مدينة البلقاء قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن
حفص العماني المخزومي ومحمد بن هرون بن بكار وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني
القاضي روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن
رحيم البزاز قال ابن أبي مسلم مات أبو دفافة سنة 423 وقال الرازي سنة 523 وأبو
الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم
الطرسوسي ونفر سواه
ودير عمان بنواحي حلب ذكر في الديرة ومحمد ابن كامل العماني روى عن أبان بن يزيد
العطار روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي
عمايتان تثنية عماية بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف ياء مثناة من تحت وباقيه
للتثنية وعماية ويذبل جبلان بالعالية وثني عماية وهو جبل كما ثني رامتان قال جرير
لو أن عصم عمايتين ويذبل سمعت حديثك أنزلا الأوعالا قال أبو علي الفارسي أراد عصم
عمايتين وعصم يذبل فحذف المضاف
عماية بفتح أوله وتخفيف ثانيه وياء مثناة من تحت اسم جبل يجوز أن يكون من العما
وهو الطول يقال ما أحسن عما هذا الرجل أي طوله ويجوز أن يكون من عمى يعمى إذا سأل
والعمي مثال الظبي دفع الأمواج القذى والزبد من أعاليها وقيل العماية الغواية وهي
اللجاجة والعماية السحابة الكثيفة المطبقة وقال نصر عمايتان جبلان عماية العليا
اختلطت فيها الحريش وقشير والعجلان وعماية القصيا هي لنهم شرقيها كله ولباهلة
جنوبيها وللعجلان غربيها وقيل هي جبال حمر وسود سميت به لأن الناس يضلون فيها
يسيرون فيها مرحلتين وقال السكري عماية جبل معروف بالبحرين قاله في شرح قول جرير
يخاطب الحجاج فقال وخفتك حتى استنزلتني مخافتي وقد حال دوني من عماية نيق يسر لك
البغضاء كل منافق كما كل ذي دين عليك شفيق وقال أبو زياد الكلابي عماية جبل بنجد
في بلاد بني كعب للحريش وحق والعجلان وقشير وعقيل قال وإنما سمي عماية لأنه لا
يدخل فيه شيء إلا عمي ذكره وأثره وهو مستدير وأقل ما يكون العرض والطول عشرة فراسخ
وهي هضبات مجتمعة متقاودة حمر ومعنى متقاودة متتابعة فيها الأوشال وفيها الآوى
وفيها النمر وأكثر شجرها البان ومعه شجر كثير وفيه قلال لا تؤتى أي لا تقطع قال
السكري قتل القتال الكلابي واسمه عبد الله بن مجيب رجلا وهرب حتى لحق بعماية وهو
جبل بالبحرين فأقام به قيل عشر سنين وأنس به هناك نمر فكان إذا اصطاد النمر شيئا
شاركه القتال فيه وإذا اصطاد القتال شيئا شاركه النمر فيه إلى أن أصلح أهله حاله
مع السلطان وأراد الرجوع إلى أهله فعارضه النمر ومنعه من الذهاب حتى هم بأكله فخاف
على نفسه فضربه بسهم فقتله وقال فيه جزى الله خيرا والجزاء بكفه عماية عنا أم كل
طريد
فلا
يزدهيها القوم إن نزلوا بها وإن أرسل السلطان كل بريد حمتني منها كل عيطاء عيطل
وكل صفا جم القلات كؤود وقال يذكر النمر وفي ساحة العنقاء أو في عماية أو الأدمى
من رهبة الموت موئل ولي صاحب في الغار هدك صاحبا أبو الجون إلا أنه لا يعلل إذا ما
التقينا كان أنس حديثنا سكات وطرف كالمعابل أطحل كلانا عدو لو يرى في عدوه مهزا
وكل في العداوة مجمل وكانت لنا قلت بأرض مظلة شريعتها لأينا جاء أول
عمتا قرية بالأردن بها قبر أبي عبيد بن الجراح رضي الله عنه ويقال هو بطبرية وقال
المهلبي من عمان إلى عمتا وبها يعمل النبل الفائقة وهي في وسط الغور اثنا عشر
فرسخا ومنها إلى مدينة طبرية اثنا عشر فرسخا
عمدان بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو في اللغة رئيس العسكر قال الأزهري قال
ابن المظفر عمدان اسم جبل أو موضع قال الأزهري أراه غمدان بالغين المعجمة فصحفه
وهو حصن في رأس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن وهذا كتصحيفه يوم بعاث وهو من
مشاهير أيام العرب فأخرجه في باب الغين المعجمة فصحفه قال عبيد الله الفقير إليه
وذكرته أنا لتعرفه فلا تغتر به إلا أن يكون ما ذهب إليه الليث موضعا غير عمدان
عمران بالتحريك كأنه ضم إلى عمر الذي في بلاد هذيل موضعا آخر فقال عمران ولم يرد
التثنية والعمر بالتحريك منديل أو غيره تغطي به نساء الأعراب رؤوسهن وهو عمر وإنما
ثناه ضرورة إقام الوزن ويفعلون ذلك كثيرا وربما جمعوه أيضا وهو واحد قال صخر الغي
يصف سحابا أسال من الليل أشجانه كأن ظواهره كن جوفا فذاك السطاع خلاف النجاء تحسبه
ذا طلاء نتيفا إلى عمرين إلى غيقة فيليل يهدي ربحلا رجوفا
العمرانية قرية كبيرة وقلعة في شرقي الموصل متاخمة لناحية شوش والمرج فيها رستاق
وكروم والقلعة آلت إلى الخراب ما بقي منها شيء وبها كهف يقولون إنه كهف داود يزار
عمران بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو ضد الخراب موضع في بلاد مراد بالجوف كان
فيه يوم من أيامهم
عمرو بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ اسم رجل وهو واحد عمور الأسنان وهو اللحم المتدلي
بين كل سنين والعمر والعمر واحد وهو جبل بالسراة سمي بعمرو بن عدوان كذا ذكره
الحازمي وليس لعدوان في رواية الكلبي ابن اسمه عمرو وإنما هو عدوان بن عمرو وقال
الأديبي عمرو جبل في بلاد هذيل
عمر بالتحريك قد ذكرنا أن العمر منديل أو غيره تغطي به نساء الأعراب رؤوسهن وهذا
هو الجبل الذي ذكر آنفا أنه ضم إلى آخر فقيل العمران
وهو
جبل في بلاد هذيل قال صخر الغي يصف سحابا وأقبل مرا إلى مجدل سياق المقيد يمشي
رسيفا فلما رأى العمق قدامه ولما رأى عمرا والمنيفا قالوا عمر جبل يصب في مسيل مكة
أسال من الليل أشجانه كأن ظواهره كن جوفا
عمر الحبيس من نواحي بغداد ذكره أبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأزرقي في شعر
له فقال ليتني والمنى قديما سفاه وضلال وحبرة وغناء كنت صادفت منك يوما بعما وبدير
الحبيس كان اللقاء فتوافيك ضرة الشمس تختا ل كأن العيان منها هباء لذ منها طعم
وطاب نسيم فلها الفخر كله والسناء
عمر الزعفران بنواحي الجزيرة وآخر في جبل نصيبين قد ذكرا في دير الزعفران
عمر كسكر بضم أوله وسكون ثانيه فأما كسكر فيذكر في بابه وأما العمر فهو الدير
للنصارى ذكر أبو حنيفة الدينوري في كتاب النبات أن العمر الذي للنصارى إنما سمي
بذلك لأن العمر في لغة العرب نوع من النخل وهو المعروف بالسكري خاصة وكان النصارى
بالعراق يبنون ديرتهم عنده فسمي الدير به وهذا قول لا أرتضيه لأن العمر قد يكون في
مواضع لا نخل به البتة كنحو نصيبين والجزيرة وغيرهما والذي عندي فيه أنه من قولهم
عمرت ربي أي عبدته وفلان عامر لربه أي عابد وتركت فلانا يعمر ربه أي يعبده فيجوز
أن يكون الموضع الذي يتعبد فيه يسمى العمر ويجوز أن يكون مأخوذا من الاعتمار
والعمرة وهي الزيارة وأن يراد أنه الموضع الذي يزار ويقال جاءنا فلان معتمرا أي
زائرا ومنه قوله وراكب جاء من تثليث معتمر ويقال عمرت ربي وحججته أي خدمته فيجوز
أن يكون العمر الموضع الذي يخدم فيه الرب وقد يغلب الفرع على الأصل حتى يلغى الأصل
بالكلية ألا ترى إلى قولهم لعمرك أنه يميز بالعمر فلا يقال لعمرك بالضم البتة
ويجوز أن يكون من العمر الذي هو الحياة كأنهم سموه بما يؤول إليه لأن النصراني
يفني عمره فيه كقول الرجل لأبويه هما جنتي وناري فهذا هو الحق في اشتقاقه والله
أعلم
وكسكر هي ناحية واسط وهذا العمر في شرقي واسط بينه وبين المدينة نحو فرسخ وهو عند
قرية تسمى برجونية وفي هذا العمر كرسي المطران وهو عمر حسن جيد البناء مشهور عند
النصارى يحيط به بساتين نخيل بينه وبين دجلة فلا يراه القاصد حتى يلتصق بحائطه وقد
أكثر الشعراء من ذكره فقال محمد بن حازم الباهلي بعمر كسكر طاب اللهو واللعب
والبازكارات والأدوار والنخب وفتية بذلوا للكاس أنفسهم وأوجبوا لرضيع الكاس ما يجب
وأنفقوا في سبيل القصف ما وجدوا وأنهبوا مالهم فيها وما كسبوا
محافظين
إن استنجدتهم دفعوا وأسخياء إن استوهبتهم وهبوا نادمت منهم كراما سادة نجبا مهذبين
نمتهم سادة نجب فلم نزل في رياض العمر نعمرها قصفا وتعمرنا اللذات والطرب فالزهر
يضحك والأنواء باكية والناي يسعد والأوتار تصطحب والكاس في فلك اللذات دائرة تجري
ونحن لها في دورها قطب والدهر قد طرفت عنا نواظره فما تروعنا الأحداث والنوب
عمر نصر بسامرا وفيه يقول الحسين بن الضحاك يا عمر نصر لقد هيجت ساكنة هاجت بلابل
صب بعد إقصار لله هاتفة هتت مرجعة زبور داود طورا بعد أطوار يحثها دالق بالقدس
محتنك من الأساقف مزمور بمزمار عجت أساقفها في بيت مذبحها وعج رهبانها في عرصة
الدار خمار حانتها إن زرت حانته أذكى مجامرها بالعود والغار يهتز كالغصن في سلب
مسودة كأن دارسها جسم من القار تلهيك ريقته عن طيب خمرته سقيا لذاك جنى من ريق
خمار أغرى القلوب به ألحاظ ساجية مرهاء تطرف عن أجفان سحار
عمر واسط هو عمر كسكر الذي تقدم ذكره وفيه يقول أبو عبد الله بن حجاج قالوا غدا
العيد فاستبشر به فرحا فقلت ما لي وما للعيد والفرح قد كان ذا والنوى لم تمس نازلة
بعقوتي وغراب البين لم يصح أيام لم يخترم قربي البعاد ولم يغد الشتات على شملي ولم
يرح فاليوم بعدك قلبي غير متسع لما يسر وصدري غير منشرح وطائر ناح في خضراء مونقة
على شفا جدول بالعشب متشح بكى وناح ولولا أنه سبب لكان قلبي لمعنى فيه لم ينح في
العمر من واسط والليل ما هبطت فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح بيني وبينك ود لا
يغيره بعد المزار وعهد غير مطرح فما ذكرتك والأقداح دائرة إلا مزجت بدمعي باكيا
قدحي ولا استمعت لصوت فيه ذكر نوى إلا عصيت عليه كل مقترح
العمرية محلة من محال باب البصرة ببغداد منسوبة إلى رجل اسمه عمر لا أعرفه ينسب
إليها محمد أبو الكرم وأبو الحسن عبد الرحمن ابنا أحمد بن محمد العمري كان أبو
الحسن قاضيا شاهدا روى الحديث وسمع أبو الكرم أبا القاسم هبة الله بن محمد بن
الحصين
الحارث
علي بن محمد العمري سمع الحديث أيضا ورواه
العمرية ماء بنجد لبني عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة
عمق بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره قاف عمق الشيء ومعقه قعره والعمق المطمئن من
الأراضي وهو واد من أودية الطائف نزله رسول الله صلى الله عليه و سلم لما حاصر
الطائف وفيه بئر ليس بالطائف أطول رشاء منها
و العمق أيضا موضع قرب المدينة وهو من بلاد مزينة قال عبيد الله بن قيس الرقيات
يوم لم يتركوا على ماء عمق للرجال المشيعين قلوبا ويروى عمقى بوزن سكرى بغير تنوين
وقال الشريف علي العمق عين بوادي الفرع وقال ساعدة بن جؤية يصف سحابا أفعنك لا برق
كأن وميضه غاب تشيمه ضرام مثقب ساد تخرم في البضيع ثمانيا يلوي بعيقات البحار
ويجنب لما رأى عمقا ورجع عرضه هدرا كما هدر الفنيق المصعب ويروى لما رأى عرقا
و العمق أيضا واد يسيل في وادي الفرع يسمى عمقين والعين لقوم من ولد الحسين بن علي
وفيها تقول أعرابية منهم جلت إلى ديار مضر أقول لعيوق الثريا وقد بدا لنا بدوة
بالشام من جانب الشرق جليت مع الجالين أم لست بالذي تبدى لنا بين الخشاشين من عمق
والخشاشان جبلان ثمه وقال عمرو بن معدي كرب لمن طلل بالعمق أصبح دارسا تبدل آراما
وعينا كوانسا بمعترك ضنك الحبيا ترى به من القوم محدوسا وآخر حادسا تساقت به
الأبطال حتى كأنها حني براها السير شعثا بوائسا و العمق أيضا كورة بنواحي حلب
بالشام الآن وكان أولا من نواحي أنطاكية ومنه أكثر ميرة أنطاكية وإياه عنى أبو
الطيب المتنبي حيث قال وما أخشى نبوك عن طريق وسيف الدولة الماضي الصقيل وكل شواة
غطريف تمنى لسيرك أن مفرقها السبيل ومثل العمق مملوء دماء مشت بك في مجاريه الخيول
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول وقال أبو العباس الصفري شاعر
سيف الدولة يذكر العمق وكم شامخ عالي الذرى قد تركته وأرفعه دك وأسفله سهب وأوقعت
بالاشراك في العمق وقعة تزلزل من أهوالها الشرق والغرب
عمق بوزن زفر علم مرتجل على جادة الطريق إلى مكة بين معدن بني سليم
تقول
العمق بضمتين وهو خطأ قال الفراء وهو دون النقرة وأنشد لابن الأعرابي وذكر ناقته
كأنها بين شرورى والعمق وقد كسون الجلد نضحا من عرق نواحة تلوى بجلباب خلق
العمقة قال أبو زياد من مياه بني نمير العمقة ببطن واد يقال له العمق
عمقيان حصن في جبل جحاف باليمن
عمقين بلفظ تثنية العمق وقد ذكر في العمق
العمقى بكسر أوله وسكون ثانيه والقاف وألف مقصورة ذكر في هذا الموضع لأنه لا يكتب
إلا بالياء وهو في الأصل اسم نبت ويروى بالضم وهو واد في بلاد هذيل وقيل هو أرض
لهم قال أبو ذؤيب يرثي صاحبا له مات في هذه الأرض نام الخلي وبت الليل مشتجرا كأن
عيني فيها الصاب مذبوح لما ذكرت أخا العمقى تأوبني همي وأفرد ظني الأغلب الشيح
عمل بفتح أوله وثانيه وآخره لام معروف وهو اسم موضع
عملة بفتح أوله وتشديد ثانيه لا أدري ما أصله وهو اسم موضع في قول النابغة
الذبياني تأوبني بعملة اللواتي منعن النوم إذ هدأت عيون ويروى عن الزمخشري عملة
عملى بالفتح ثم السكون بوزن سكرى إذا قيل رجل عملان من العمل قيل امرأة عملى وهو
اسم موضع وذكره ابن دريد في جمهرته بفتحتين
العم بلفظ أخي الأب اسم موضع
عم بكسر أوله وتشديد ثانيه ولا أراها إلا عجمية لا أصل لها في العربية وهي قرية
غناء ذات عيون جارية وأشجار متدانية بين حلب وأنطاكية وكل من بها اليوم نصارى وقد
نسب إليها قديما قوم من أهل العلم والحديث منهم بشر بن علي العمي الأنطاكي روى عن
عبد الله بن نصر الأنطاكي روى عنه الطبراني وأنشد ابن الأعرابي لرجل من طيء يصف
جملا أقسمت أشكيك من أين ومن نصب حتى ترى معشرا بالعم أزوالا قال و العم بلد بحلب
وقال ابن بطلان في رسالته التي كتبها في سنة 045 إلى ابن الصابي وخرجنا من حلب إلى
أنطاكية فبتنا في بلدة للروم تعرف بعم فيها عين جارية يصاد فيها السمك ويدور عليها
رحى وفيها من مشاوير الخنازير ومباح النساء والزنا والخمور أمر عظيم وفيها أربع
كنائس وجامع يؤذن فيه سرا
عمواس رواه الزمخشري بكسر أوله وسكون الثاني ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره
سين مهملة وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس قال البشاري عمواس ذكروا أنها
كانت القصبة في القديم وإنما تقدموا إلى السهل والبحر من أجل الآبار لأن هذه على
حد الجبل وقال المهلبي كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق
بيت المقدس ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم فشا
في أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم وذلك
في
سنة 81 للهجرة ومات فيه من المشهورين أبو عبيدة بن الجراح وعمره ثمان وخمسون سنة
وهو أمير الشام ولما بلغت وفاته عمر رضي الله عنه ولى مكانه على الشام يزيد بن أبي
سفيان ومعاذ بن جبل والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو والفضل بن العباس وشرحبيل بن
حسنة ويزيد بن أبي سفيان وقيل مات فيه خمسة وعشرون ألفا من المسلمين وفي هذه السنة
كان عام الرمادة بالمدينة أيضا وقال الشاعر رب خرق مثل الهلال وبيضا ء حصان بالجزع
من عمواس قد لقوا الله غير باغ عليهم وأقاموا في غير دار ائتناس فصبرنا صبرا كما
علم الل ه وكنا في الصبر أهل إياس
عمورية بفتح أوله وتشديد ثانيه بلد في بلاد الروم غزاه المعتصم حين سمع شراة
العلوية قيل سميت بعمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام وقد ذكرها
أبو تمام فقال يا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنى حفلا معسولة الحلب قال بطليموس
مدينة عمورية طولها أربع وتسعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وست عشرة دقيقة
طالعها العقرب بيت حياتها تسع درجات من الدلو تحت أربع عشرة درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان
وهي في الإقليم الخامس وفي زيج أبي عون عمورية في الإقليم الرابع طولها ثلاث
وخمسون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي التي فتحها المعتصم في سنة 322 وفتح
أنقرة بسبب أسر العلوية في قصة طويلة وكانت من أعظم فتوح الإسلام
و عمورية أيضا بليدة على شاطىء العاصي بين فامية وشيزر فيها آثار خراب ولها دخل
وافر ولها رحى تغل مالا
عميانس بضم العين وسكون الميم وياء وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة قال أبو
المنذر وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان يقسمون له من أنعامهم وحروثهم
قسما بينه وبين الله عز و جل بزعمهم فما دخل في حق الله من حق
عميانس
ردوه عليه وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له تركوه له وهم بطن من خولان
يقال لهم الاذوم وهم الاسوم وفيهم نزل فيما بلغنا قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ
من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم
فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون
العمير بلفظ تصغير العمر موضع قرب مكة يصب منه نخلة الشامية وبئر عمير في حزم بني
عوال وهو ههنا اسم رجل
و عمير اللصوص قرية من قرى الحيرة قال عدي بن زيد أبلغ خليلي عند هند فلا زلت
قريبا من سواد الخصوص موازي القرة أو دونها غير بعيد من عمير اللصوص وهو في شعر
عبيد أيضا عن نصر
العميس بفتح أوله وكسر ثانيه وهو بوزن فعيل والعميس في اللغة الأمر المغطى وهو واد
بين ملل وفرش كان أحد منازل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر كذلك ضبطه أبو
الحسن بن الفرات في غير موضع وكذلك يقوله المحققون قال ابن موسى ويقال له عميس
الحمام
العميم بفتح أوله وكسر ثانيه وهو العام في الأصل وهو اسم موضع عن العمراني
باب العين والنون وما يليهما
العناب بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره باء موحدة قال النضر العناب بظر المرأة وقال
أبو عبيد العناب الرجل الضخم الأنف وقال النضر النبكة الطويلة في السماء الفاردة
المحددة الرأس يكون أحمر وأسود وأسمر وعلى كل لون والغالب عليه السمرة وهو جبل
طويل في السماء لا ينبت شيئا مستدير قال والعناب واحد ولا تعمه أي لا تجمعه ولو
جمعت لقلت العنب وفي كتاب العين العناب الجبل الصغير الأسود قال شمر و عناب جبل في
طريق مكة قال المرار جعلن يمينهن رعان حبس وأعرض عن شمائلها العناب وقال غيره
العناب طريق المدينة من فيد وقال أبو محمد الأعرابي في قول جامع بن عمرو ابن مرخية
أرقت بذي الآرام وهنا وعادني عداد الهوى بين العناب وخنثل قال العناب جبل أسود
لكعب بن عبدويه والعنابة ماء لهم وقال السكري العناب جبل أسود بالمروت قاله في شرح
قول جرير أنكرت عهدك غير أنك عارف طللا بألوية العناب محيلا فتعز ان نفع العزاء
مكلفا بالشوق يظهر للفراق عويلا وأبو النشناش جعل العناب صحراء فقال كأني بصحراء
العناب وصحبتي تزوع إذا زعنا مزونية ربدا
العنابة مثل الذي قبله وزيادة هاء في آخره موضع على ثلاثة أميال من الحسينية في
طريق مكة فيها بركة لأم جعفر بعد قباب على ثلاثة أميال تلقاء سميراء وبعد توز
وماؤها ملح غليظ هذا من كتاب أبي عبيد السكوني وقال نصر عنابة قارة سوداء أسفل من
الرويثه بين مكة والمدينة قال كثير
فقلت
وقد جعلن براق بدر يمينا والعنابة عن شمال وماءة في ديار كلاب في مستوى الغوط
والرمة بينها وبين فيد ستون ميلا على طريق كانت تسلك إلى المدينة وقيل بين توز
وسميراء وكان علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنه يسكنها وأصحاب الحديث
يشددونه
العناج قال الأزدي العناج بضم العين موضع والعناج حبل يشد في الدلو قال ابن مقبل
أفي رسم دار بالعناج عرفتها إذا رامها سيل الحوالب عردا
عناذان بفتح أوله وبعد الألف ذال معجمة وآخره نون بعد الألف الأخرى
قرية من قرى قنسرين من كورة الأرتيق من العواصم أعجمي لا أصل له في كلام العرب
عناصر في قول زيد الخيل ونبئت أن ابنا لشيماء ههنا تغنى بنا سكران أو متساكرا وإن
حوالي فردة فعناصر فكتلة حيا يا ابن شيما كراكرا
عناقان تثنية العناق من المعز يذكر اشتقاقه في العناق بعده وهو اسم موضع ذكره كثير
فقال قوارض حضني بطن ينبع غدوة قواصد شرقي العناقين عيرها
عناق بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره قاف والعناق الأنثى من المعز إذا أتت عليها
السنة وجمعها عنوق وهو نادر وعناق الأرض دابة فويق الكلب الصيني يصيد كما يصيد
الفهد ويأكل اللحم وهو من السباع يقال إنه ليس شيء من الدواب يعفى أثره إذا عدا
غيره وغير الأرنب وجمعه عنوق أيضا والفرس تسميه سياه كوش قال الأزهري وقد رأيته في
البادية أسود الرأس أبيض سائره قال ورأيت في البادية منارة عادية مبنية بالحجارة
ورأيت غلاما من بني كلب ثم من بني يربوع يقول هذه عناق ذي الرمة لأنه ذكرها في
قوله يصف حمارا فقال عناق فأعلى واحفين كأنه من البغي للأشباح سلم مصالح قال أي لا
يعرف بها شخصا فلا يفزع في الفلاة كأنه مسالم للأشباح فهو آمن ولا توقف في جريه
ولقيت منه أذني عناق أي الداهية ووادي العناق بالحمى في أرض غني
العناقة بالفتح هكذا جاء في اسم هذا الموضع فإن كان من عناق المعز فلا يؤنث لأنه
لا يقال للذكر وهو ماء لغني قال أبو زياد وإذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة
فإن أول منزل ينزله ويصدق عليه أريكة ثم يرحل من أريكة إلى العناقة وهي لغني فيصدق
عليه غنيا كلها وبطونا من الضباب وبطونا من بني جعفر بن كلاب ويصدق إلى مدعى وفيه
شعر في الربع الأول من كتاب اللصوص لم يحضرني الآن وقال ابن هرمة وأروع قد دق
الكري عظم ساقه كضغث الخلا أو طائر المتنسر وقلت له قم فارتحل ثم صل بها غدوا
وملطا بالغدو وهجر فإنك لاق بالعناقة فارتحل بسعد أبي مروان أو بالمخصر
عنان بالكسر وآخره نون أخرى يقال عانه يعانه عنانا ومعانة كما يقال عانه يعانه
عنانا ومعانة كما يقال عارضه يعارضه عراضا
ومعارضة
والعنن الاعتراض ومنه شركة العنان كأنه عن لهما فاشتركا فيه وسمي عنان اللجام
عنانا لاعتراض سيريه على صفحتي عنق الدابة من عن يمينه وشماله وعنان واد في ديار
بني عامر معترض في بلادهم أعلاه لبني جعدة وأسفله لبني قشير
عنبان بضم أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة وآخره نون
عنبب بضم أوله وثانيه ثم باءان موحدتان الأولى مضمومة وقد تفتح في شعر أبي صخر
الهذلي حيث قال قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة المحصب ومن دونها قاع
النقيع فأسقف فبطن العقيق فالخبيت فعنبب ورواه السكري عنبب وهو في أمثلة سيبويه
بفتح الباء الأولى وقال نصر هو واد باليمن
العنبرة قرية بسواحل زبيد منها علي بن مهدي الحميري الخارج بزبيد والمستولي على
نواح كثيرة من اليمن
عنبة بلفظ واحدة العنب بئر أبي عنبة قرب المدينة تقدم ذكرها في بئر أبي عنبة
وذكرها العمراني فقال عتبة والأول أصح ولا يعرج على هذا البتة وإنما هو ذكر ليجتنب
بئر على ميل من المدينة اعترض هناك رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه عند
مسيره إلى بدر
عندل مدينة عظيمة للصدف بحضرموت قال ابن الحائك وكان امرؤ القيس قد زار الصدف
إليها وفيها يقول كأني لم أسمر بدمون مرة ولم أشهد الغارات يوما بعندل
عنز بلفظ العنز من الشاء موضع بناحية نجد بين اليمامة وضرية
ومسجد بني عنز بالكوفة منسوب إلى عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن
جديلة بن أسد بن نزار
و عنز أيضا موضع في شعر الراعي حيث قال بأعلام مركوز فعنز فغرب مغاني أم الوبر إذ
هي ما هيا
عنس بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة وهي الناقة الصلبة تسمى بذلك إذا تمت
سنها واشتدت قوتها وهو مخلاف باليمن ينسب إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب
بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان رهط الأسود العنسي الذي
تنبأ في أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم
عنصل بضم أوله وسكون ثانيه وضم الصاد وفتحها وهو الكراث البري يعمل منه خل يقال له
العنصلاني وهو اسم موضع في ديار العرب وطريق العنصل من البصرة إلى اليمامة وقال
آخر العنصل طريق تشق الدهناء من طرق البصرة
عنصلاء بالمد موضع آخر قال منذر بن درهم الكلبي لتخرجني عن واحد ورياضه إلى عنصلاء
بالزميل وعاسم
العنصلان بلفظ التثنية قال أبو منصور قال أبو حاتم سألت الأصمعي عن طريق العنصلين
ففتح الصاد وقال لا يقال بضمها قال ويقول العامة إذا أخطأ إنسان الطريق أخذ طريق
العنصلين وذلك
أن
الفرزدق ذكر في شعره إنسانا ضل في هذه الطريق فقال أراد طريق العنصلين فياسرت فظنت
العامة أن كل من ضل ينبغي أن يقال له هذا وطريق العنصلين طريق مستقيم والفرزدق
وصفه على الصواب فظن الناس أن وصفه على الخطإ فاستعملوه كذلك
عنقاء بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وألف ممدودة يقال رجل أعنق وامرأة عنقاء طويلة
العنق وقيل في قولهم طارت بهم العنقاء المغرب إن العنقاء اسم ملك والتأنيث للفظ
العنقاء وقيل العنقاء اسم الداهية وقيل العنقاء طائر لم يبق في أيدي الناس من
صفتها إلا اسمها وقال أبو زيد العنقاء أكمة فوق جبيل مشرف أوى إليه القتال وهو عبد
الله بن مجيب وكان قتل رجلا فخاف السلطان ثم قال وأظنه بنواحي البحرين لأنه ذكر
عماية معه وهو موضع بالبحرين وأرسل مروان إلي رسالة لآتيه إني إذا لمضلل وما بي
عصيان ولا بعد مزحل ولكنني من سجن مروان أوجل سأعتب أهل الدين مما يريبهم وأتبع
عقلي ما هدى لي أول أو الحق بالعنقاء في أرض صاحة أو الباسقات بين غول وغلغل وفي
صاحة العنقاء أو في عماية أو الأدمى من رهبة الموت موئل
عنقز بالضم والقاف والزاي وهو المرزنجوش إلا أن المشهور الفتح فلا أدري ما هو وذات
العنقز موضع في ديار بكر بن وائل
عنكب بالفتح ثم السكون والكاف مفتوحه وهو أصل حروف العنكبوت وباقيه زوائد وهو ماء لبني
فرير بأجإ أحد جبلي طيء وهو فرير بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن
طيء
عنك بلفظ زفر وآخره كاف عن نصر علم مرتجل لاسم قرية بالبحرين
العنك موضع قال عمرو بن الأهتم إلى حيث حال الميث في كل روضة من العنك حواء
المذانب محلال
عن بضم أوله وتشديد ثانيه يجوز أن يكون من عن له أي اعترضه إما منقول عن فعل ما لم
يسم فاعله وإما أن يكون جمعا للعنن وهو الاعتراض وهو جبل يناوح مران في جوفه مياه
وأوشال على طريق مكة من البصرة
و عن أيضا قلت في ديار خثعم وقيل بالفتح قال بعضهم وقالوا خرجنا م القفا وجنوبه
وعن فهم القلب أن يتصدعا وقال الأديبي عن اسم قلت تحاربوا عليه
عنوب بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والباء الموحدة لا أدري ما أصله وقال ابن
دريد هو بوزن خروع اسم واد حكاه عنه العمراني وقد حكي عن ابن دريد أنه قال ليس في
كلام العرب على وزن خروع إلا عتود اسم موضع فإن صحت هذه فهي ثالثة ولست على ثقة من
صحتها
عنة بضم أوله وتشديد ثانيه قال الفراء العنة والعنة الاعتراض بالفضول وغيره وقال
أبو منصور سمعت العرب تقول كنا في عنة من الكلإ أي في
كلإ
كثير وخصب وعنة من مخاليف اليمن وقيل قرية باليمن
عنيبسات في شعر الأعشى حيث قال فمثلك قد لهوت بها وأرض مهامه لا يقود بها المجيد
قطعت وصاحبي شرخ كناز كركن الرعن ذعلبه قصيد كأن قتودها بعنيبسات تعطفهن ذو جدد
فريد
عنيزة بضم أوله وفتح ثانيه وبعد الياء زاي يجوز أن يكون تصغير أشياء منها العنزة
وهو رمح قصير قدر نصف الرمح أو أكثر شيئا وفيها زج كزج الرمح والعنزة وهو دويبة من
السباع تكون بالبادية دقيقة الخطم تأخذ البعير من قبل دبره وقل ما ترى ويزعمون أنه
شيطان فلا يرى البعير فيه إلا مأكولا ولعنزة من الظباء والشاء زيدت الهاء فيه
لتأنيث البقعة أو الركية أو البئر فأما العنز فهو بغير هاء أو العنز من الأرض وهو
ما فيه حزونة من أكمة أو تل أو حجارة والهاء فيه أيضا لتأنيث البقعة وهو موضع بين
البصرة ومكة قال شيخ لقوم هل رأيتم عنيزة قالوا نعم قال أين قالوا عند الظرب الذي
قد سد الوادي قال ليس تلك عنيزة عنيزة بينها وبين مطلع الشمس عند الأكمة السوداء
وقال ابن الأعرابي عنيزة على ما أخبرني به الفزاري تنهية للأودية ينتهي ماؤها
إليها وهي على ميل من القريتين ببطن الرمة وهي لبني عامر بن كريز قال أبو عبيد
السكوني استخرج عنيزة محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو أمير على
البصرة وقيل بل بعث الحجاج رجلا يحفر المياه كما ذكرناه في الشجي بين البصرة ومكة
فقال له احفر بين عنيزة والشجي حيث تراءت للملك الضليل فقال تراءت لنا بين النقا
وعنيزة وبين الشجي مما أحال على الوادي والله ما تراءت له إلا على الماء وقال امرؤ
القيس تراءت لنا يوما بسفح عنيزة وقد حان منها رحلة وقلوص وقال ابن الفقيه عنيزة
من أودية اليمامة قرب سواج وقرى عنيزة بالبحرين قال جرير أمسى خليطك قد أجد فراقا
هاج الحزين وهيج الأشواقا هل تبصران ظعائنا بعنيزة أم هل تقول لنا بهن لحاقا إن
الفؤاد مع الذين تحملوا لم ينظروا بعنيزة الإشراقا وقد ذكره مهلهل بن ربيعة أخو
كليب في قوله فدى لبني شقيقة يوم جاؤوا كأسد الغاب لجت في زئير كأن رماحهم أشطان
بئر بعيد بين جاليها جرور غداة كأننا وبني أبينا بجنب عنيزة رحيا مدير وقال أدخل
بعض الأعراب عليها الألف واللام فقال لعمري لضب بالعنيزة صائف تضحى عرادا فهو ينفخ
كالقرم أحب إلينا أن يجاور أهلها من السمك الجريث والسلجم الوخم
عنيزتين
تثنية الذي قبله بمعناه قال العمراني هو موضع آخر والذي أظنه أنه موضع واحد كما
قالوا في عماية عمايتان وفي رامة رامتان وأمثالها كثيرة والله أعلم قال بعضهم
أقرين انك لو رأيت فوارسي بعنيزتين إلى جوانب ضلفع
عنيق بلفظ تصغير عناق موضع في قول جرير ما هاج شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق أو
بصلب مطار
العنيق تصغير العنق وهو على معان العنق للإنسان والدواب معروف والعنق الجماعة ومنه
قوله ان العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا أي مالوا إليك جميعا وقال ابن الأعرابي
العنق الجمع الكثير والعنق القطعة من المال وغيره وذات العنيق ماءة قرب الحاجر في
طريق مكة من الكوفة على ميل من النشناش قال فيها الشاعر ألا تلكما ذات العنيق
كأنها عجوز نفى عنها أقاربها الدهر وقال أعرابي رأيت وأصحابي بأظلم موهنا سنا
البرق يجلو مكفهرا يمانيا قعدت له من بعد ما نام صحبتي يسح على ذات العنيق
العزاليا
باب العين والواو وما يليهما
العوادر بلد في شرقي الجند كان به الفقيه عبد الله بن زيد العريقي من السكاسك من
قبيلة يقال لهم الأعروق منهم بنو عبد الوهاب أصحاب الجند صنف كتابا في الفقه لم
يذكر فيه قولين ولا وجهين وسماه المذهب الصحيح والبيان الشافي وكان يذهب إلى تكفير
تارك الصلاة ويكفر من لا يكفره وتبعه جماعة وافرة من العرب وافتتن به خلق كثير
وكان الرجل إذا مات في بلاده وهو تارك الصلاة ربطوا في رجله حبلا وجروه ورموه
للكلاب وكتابه إلى اليوم يقرأ بريمة وجبل حراز وكان المعز إسماعيل سير إليه جيشا
فقال الفقيه لأصحابه لا تخشوهم فإنهم إذا رموكم بالنشاب انعكست عليهم نصالها
فقتلتهم فلما واقعوهم لم يكن من ذلك شيء وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة فبطل أمره
ومات بالعوادر في تلك الأيام
عوادن من حصون ذمار باليمن كذا أملاه علي المفضل
عوار هو ابن عوار جبل عن نصر
عوارض بضم أوله وبعد الألف راء مكسورة وآخره ضاد اسم علم مرتجل لجبل ببلاد طيء قال
العمراني أخبرني جار الله أن عليه قبر حاتم طيء وقيل هو لبني أسد وقال الأبيوردي
قنا و عوارض جبلان لبني فزارة وأنشد فلأبغينكم قنا وعوارضا والصحيح أنه ببلاد طيء
وقال نصر عوارض جبل أسود في أعلا ديار طيء وناحية دار فزارة وقال البرج بن مسهر
الطائي إلى الله أشكو من خليل أوده ثلاث خلال كلها لي غائض فمنهن أن لا تجمع الدهر
تلعة بيوتا لنا يا تلع سيلك غامض
ومنهن
أن لا أستطيع كلامه ولا وده حتى يزول عوارض ومنهن أن لا يجمع الغزو بيننا وفي
الغزو ما يلقى العدو المباغض ويروى لمجنون ليلى ألا ليت شعري عن عوارضتي قنا لطول
التنائي هل تغيرتا بعدي وهل جارتانا بالثقيل إلى الحمى على عهدنا أم لم تدوما على
العهد وعن علويات الرياح إذا جرت بريح الخزامى هل تدب إلى نجد وعن أقحوان الرمل ما
هو فاعل إذا هو أسرى ليلة بثرى جعد وهل ينفضن الدهر أفنان لمتي على لاحق المتنين
مندلق الوخد وهل أسمعن الدهر أصوات هجمة تحدر من نشز خصيب إلى وهد
عوارض جمع عارض وقد تقدم اشتقاقه وهذه يقال لها عوارض الرجاز اسم بلد
عوارم بضم أوله وبعد الألف راء ثم ميم يجوز أن يكون من العرم الذي تقدم تفسيره
ويجوز أن يكون من العرم وهو كل ذي لونين من كل شيء أو من قولهم يوم عارم إذا كان
نهاية في البرد نهاره وليله وهو هضبة وماء لبني جعفر ورواه بعضهم عوارم جمع عارم
وهو حد الشيء وشدته من قولهم يوم عارم كما تقدم قال الشاعر على غول وساكن هضب غول
وهضب عوارم مني السلام وقال نصر عوارم جبل لبني أبي بكر بن كلاب
عوارة قال أبو عبيدة عوارة ماء لبني سكين وسكين رهط من فزارة منهم ابن هبيرة قال
النابغة وعلى عوارة من سكين حاضر وعلى الدثينة من بني سيار هكذا رواية أبي عبيدة
الدثينة بضم الدال وغيره يرويه بفتحها وكسر الثاء قال نصر عوارة بشاطىء الجريب
لفزارة
العواصم هو جمع عاصم وهو المانع ومنه قوله تعالى لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من
رحم وهو صفة فلذلك دخله الألف واللام والعواصم حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب
وأنطاكية وقصبتها أنطاكية كان قد بناها قوم واعتصموا بها من الأعداء وأكثرها في
الجبال فسميت بذلك وربما دخل في هذا ثغور المصيصة وطرسوس وتلك النواحي وزعم بعضهم
أن حلب ليست منها وبعضهم يزعم أنها منها ودليل من قال إنها ليست منها أنهم اتفقوا
على أنها من أعمال قنسرين وهم يقولون قنسرين والعواصم والشيء لا يعطف على نفسه وهو
دليل حسن والله أعلم وقال أحمد بن محمد بن جابر لم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى
حمص حتى كان زمان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وأنطاكية ومنبج وذواتها جندا فلما
استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فصيرها جندا وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس
وأنطاكية وتيزين وما بين ذلك من الحصون فسماها العواصم لأن المسلمين كانوا يعتصمون
بها فتعصمهم وتمنعهم من العدو إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر وجعل مدينة
العواصم منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد
الله
بن عباس في سنة 371 فبنى فيها أبنية مشهورة وذكرها المتنبي في مدح سيف الدولة فقال
لقد أوحشت أرض الشام طرا سلبت ربوعها ثوب البهاء تنفس والعواصم منك عشر فتعرف طيب
ذلك في الهواء
العواقر جمع العاقر وهو العظيم من الرمل وقال الأصمعي العاقر من الرمال التي لا
تنبت شيئا وهي مواضع بنجد قال مسلم بن قرط الأشجعي تطربني حب الأباريق من قنى كأن
امرأ لم يخل عن داره قبلي فيا ليت شعري هل بعيقة ساكن إلى السعد أم هل بالعواقر من
أهلي فمن لامني في حب نجد وأهله وإن بعدت داري فليم على مثلي على قرب أعداء ونأي
عشيرة ونائبة نابت من الزمن المحل وقال ابن السكيت في قول كثير وسيل أكناف المرابد
غدوة وسيل عنه ضاحك والعواقر
العواقر جبال في أسفل الفرش وعن يسارها وهي إلى جانب جبل يقال له صفر من أرض
الحجاز
عوالص جبال لبني ثعلبة من طيء قال حاتم الطائي وسال الأعالي من نقيب وثرمد وأبلغ
أناسا أن وقران سائل وأن بني دهماء أهل عوالص إذا خطرت فوق القسي المعابل
عوال بضم أوله وآخره لام موضعان يجوز أن يكون من عول الفريضة وهو ارتفاع الحساب في
الفرائض أو من العول وهو قوت العيال وهو حزم بني عوال بأكناف الحجاز على طريق
المدينة وهو لغطفان وفيه مياه آبار عن أبي الأشعث الكندي وقد ذكر في حزم بني عوال
في موضعه وقال ابن موسى عوال أحد الأجبل الثلاثة التي تكتنف الطرف على يوم وليلة
من المدينة والآخران ظلم واللعباء
و عوال أيضا ناحية يمانية
العوالية بالضم كأنه من العول أو من الذي قبله وهو مكان بأعلى عدنة لبني أسد وقد
ذكرت في بابها
العوالي بالفتح وهو جمع العالي ضد السافل وهو ضيعة بينها وبين المدينة أربعة أميال
وقيل ثلاثة وذلك أدناها وأبعدها ثمانية
عوام بضم أوله وآخره ميم والعوم السباحة والإبل تعوم في سيرها وكأن العوام موضع
ذلك أو فعله ويجوز أن يكون من عام الرجل يعام وهو شهوة اللبن والعطش والعوام مثل
هيام من هام يهيم وعوام اسم موضع بعينه
عوانة بالفتح وبعد الألف نون وهو علم مرتجل غير منقول وعوانة من عوان كرواحة من
رواح كأنهما من أحداث الأعلام كذا قال ابن جني وكأنه لم يقف على أن العوانة النخلة
الطويلة المنفردة وبها سمي الرجل ويقال له القرواح أيضا ولا بلغه أيضا أن العوانة
دودة تخرج من الرمل فتدور أشواطا كثيرة وقال الأصمعي العوانة دابة دون القنفذ تكون
في وسط الرملة اليتيمة وهي المنفردة من الرملات فتظهر أحيانا وتدور
تغوص
قال وبالعوانة الدابة سمي الرجل و عوانة ماءان بالعرمة
و العوانة موضع جاء في الأخبار
عوائن هو جمع عوان وهي البكر وقيل المسن من الحيوان بين السنين وأكثر ما جمع عوان
على عون والذي ذكرناه قياس ويجوز أن يكون جمع عوين وهم الأعوان وقال العمراني هو
جمع عاينة كأنه الذي يصيب بالعين وقد روي فيه عوائن بالضم وهو جبل بالسراة كثير
العشب تطرد المياه على ظهره
العوجاء تأنيث الأعوج وهو معروف وهي هضبة تناوح جبلي طيء أي أجإ وسلمى وهو اسم
امرأة وسمي الجبل بها ولذلك قصة ذكرت فيما تقدم في أجإ
و العوجاء أيضا نهر بين أرسوف والرملة من أرض فلسطين من السواحل وقال أبو بكر بن
موسى العوجاء ماء لبني الصموت ببطن تربة
و العوجاء في عدة مواضع أيضا وقال عمرو بن براء عفا عطن العوجاء والماء آجن سدام
فحل الماء مغرورق صعب كأن لم ير الحيين يمسون جيرة جميعا ولم ينبح بقفيانها الكلب
القفيان جمع قفا وهو الرمل
العوجان بالتحريك اسم لنهر قويق الذي بحلب مقابل جبل جوشن قال ابن أبي الخرجين في
قصيدة ذكرت بعضها في أشمونيث هل العوجان الغمر صاف لوارد وهل خضبته بالخلوق مدود
عوج بضم أوله جمع أعوج ضد المستقيم ويجوز أن يكون جمع عوجاء كما يقال صوراء وصور
ويجوز أن يكون جمع عائج كأنه في الأصل عوج بضم الواو مخففة كما قال الأخطل فهن
بالبذل لا بخل ولا جود أراد لا بخل ولا جود وهو اسم لجبلين باليمن يقال لهما جبلا
عوج قال خالد الزبيدي وكان قد قدم الجزيرة فشرب من شراب سنجار فحن إلى وطنه فقال
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا مقيلا ولا مشتى ولا متربعا فلو جبلا عوج شكونا إليهما
جرت عبرات منهما أو تصدعا
العوراء بلفظ تأنيث الأعور دجلة العوراء دجلة البصرة
عورتا كلمة أظنها عبرانية بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وتاء مثناة من فوق بليدة
بنواحي نابلس بها قبر العزير النبي عليه السلام في مغارة وكذلك قبر يوشع بن نون
عليه السلام ومفضل بن عم هارون ويقال بها سبعون نبيا عليهم السلام
عورش بفتح أوله وسكن ثانيه وفتح الراء وشين معجمة علم غير منقول يجوز أن يكون من
قولهم بئر معروشة وهي التي تطوى قدر قامة من أسفلها بالحجارة ثم يطوى سائرها
بالخشب وحده فذلك الخشب هو العرش أو من العريش وهو ما يستظل به وقد ذكر في العريش
ويوم عورش من أيامهم قال عمرو ذو الكلب فلست لحاصن إن لم تروني ببطن ضريحة ذات
النجال
وأمي
قينة إن لم تروني بعورش وسط عرعرها الطوال
عوساء موضع بالمدينة عن نصر
العوسج قال الحفصي موضع باليمامة وهو شجر
عوسجة بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة والعوسج شجر كثير الشوك وهو الذي يوضع على
حيطان البساتين لمنع من يريد التسرق منه له ثمر أحمر قال أبو عمرو في بلاد باهلة
من معادن الفضة يقال لها عوسجة
عوس بضم أوله قال الأديبي هو موضع بالشام وأنشد موالي ككباش العوس سحاح أي سمان
كأنها تسح الودك وقال الأزهري العوس الكباش البيض فيظهر من هذا أن الذي ذكره
الأديبي هو خطأ وأنه صفة للكباش لا اسم موضع بعينه والله أعلم
العوصاء في أخبار بني صاهلة كانت إبل عمرو بن قيس الشمخي الهذلي هاملة بشعبة منها
يقال لها العوصاء وذكر قصة قال فيها عمرو بن قيس أصابك ليلة العوصاء عمدا بسهم
الليل ساعدة بن عمرو
عوض بلفظ الذي بمعنى البدل اسم بلد بعيد عنا في أواسط بلاد الهند تأتيه التجار بعد
مشقة
عوف بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره فاء والعوف طائر في قولهم نعم عوفك والعوف الذكر
والعوف الضيف وقيل منه نعم عوفك وقيل العوف فيه الحال والعوف من أسماء الأسد لأنه
يتعوف بالليل فيطلب وكل من ظفر في الليل بشيء فذلك عوافته والعوف نبت والعوف الكاد
على عياله والعوف الذئب والعوف البال وعوف جبل بنجد ذكره كثير فقال فأقسمت لا
أنساك ما عشت ليلة وإن شحطت دار وشط مزارها وما استن رقراق السراب وما جرى ببيض
الربى وحشيها ونوارها وما هبت الأرياح تجري وما ثوى مقيما بنجد عوفها وتعارها
العوقبان بفتح العين والواو وسكون القاف وباء موحدة وألف ونون موضع أراه في ديار
بني أبي بكر بن كلاب فقال دعي الهوى يوم البجادة قادني وقد كان يدعوني الهوى فأجيب
فيا حادييها بالعوقبين عرجا أصابكما من حاديين مصيب ولم أهو ورد الماء حتى وردته
فمورده يحلو لنا ويطيب أظاعنة غدوا غضوب ولم تزر وبائتة بعد الجوار غضوب وآباؤها
الشم الذين تقابلوا عليها فجاءت غير ذات عيوب
عوق بضم أوله وآخره قاف والعوق الرجل الذي لا خير عنده ويجوز أن يكون جمع عائق مثل
مائق وموق و عوق حي من اليمن وعوق أبو عوج بن عوق قال أبو منصور عوق موضع بالحجاز
قال فعوق فرماح فاللوى من أهله قفر و عوق موضع بالبصرة سمي بالقبيلة وهي العوقة
عوق
بالفتح وهو الأمر الشاغل يقال عاقه يعوقه عوقا ومنه الاعتياق والتعويق وذلك إذا
أردت أمرا فصرفك عنه صارف وذلك الصارف هو العوق والعوق أرض في ديار غطفان بين نجد
وخيبر
عوقة بفتح أوله وثانيه يقال رجل عوقة ذو تعويق للناس عن الخيرات وأما عوقة فهو جمع
عائق وهي محلة من محال البصرة ينسب إليها محمد بن سنان العوقي والمحلة تنسب إلى
القبيلة كذا ذكره الحازمي وأخاف أن لا يكون ضبطه فإن القبيلة هي عوق بالضم
والتسكين كما ضبطه الأزهري بخطه وهو أيضا موضع بالبصرة وأنشد الأزهري بعد أن قال
العقوان هي من اليمن فقال عند ذلك إني امرؤ حنظلي في أرومتها لا من عتيك ولا
أخوالي العوقه وقيل العوقة بطن من عبد القيس نسبت المحلة إليهم وقد نسب إلى هذه
المحلة محمد بن سنان الباهلي العوقي روى عن هشام بن محمد وهشيم وموسى بن علي بن
رباح روى عنه أبو مسلم الكجي توفي سنة 222 أو 322 وكان قد سكنها هذا الباهلي فنسب
إليها وممن ينسب إلى هذا البطن من عبد القيس أبو نصر المنذر بن مالك بن قطعة
العوقي يروي عن أبي سعيد الخدري ويقال فيه العبدي والعصري
عوقة بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه المرة الواحدة من العوق المقدم ذكره قرية
باليمامة تسكنها بنو عدي بن حنيفة
عوكلان بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وآخره نون والعوكلة الرملة العظيمة والعوكلة
الأرنب وعوكلان موضع في قول الطرماح حيث قال خليلي مد طرفك هل ترى لي ظعائن باللوى
من عوكلان ألم تر أن غزلان الثريا تهيج لي بقزوين احتزاني
عوم في شعر إبراهيم بن بشير أخي النعمان بن بشير حيث قال أشاقتك أظعان الحدوج
البواكر كنخل النجير الكارمات المواقر تحملن من وادي العشيرة غدوة إلى أرض عوم
كالسفين المواخر
العونيد موضع قرب مدين بين مصر والمدينة من أعمال مصر قرب الحوراء
عوهق موضع في شعر ابن هرمة فيه برقة ذكر في البرق قال قفا ساعة واستنطقا الرسم
ينطق بسوقة أهوى أو ببرقة عوهق
عويج يجوز أن يكون تصغير العوج وهو ضد المستقيم أو تصغير العوج وهو الميل دارة
عويج قد ذكرت في الدارات
عوير يجوز أن يكون تصغيرا لعدة أشياء لعار الفرس إذا أفلت وللعير والعور وغير ذلك
وهو اسم موضع في شعر خالد بن زهير الهذلي ويروى بالغين المعجمة وذكر في موضعين
كلاهما من كتاب السكري حيث قال ويوم عوير إذ كأنك مفرد من الوحش مشفوف أمام كليب
قال السكري عوير بلدة
كلاب
و عوير أيضا جبل في البحر يذكر مع كسير يشفقون على المراكب منهما وهما بين البصرة
وعمان
عوير بفتح أوله وكسر ثانيه وهو فعيل من أشياء يطول ذكرها من قرى الشام أو ماء بين
حلب وتدمر قال أبو الطيب وقد نزح العوير فلا عوير ونهيا والبييضة والجفار وقال أبو
دهبل بن سالم القريعي حنت قلوصي أمس بالأردن حنة مشتاق بعيد الهن حني فما ظلمت أن
تحني ودون إلفيك رحى الحزنن وعرض السماوة القسون والرمل من عالج البحون ورعن سلمى
وأجا الأخشن ثم غدت وهي تهال مني جاعلة العوير كالمجن وحارثا بالجانب الأيمن عامدة
أرض بني أنفن يريد بني أنف الناقة حارث الجولان وهو جعفر بن قريع وقال الراعي أمن
آل وسنى آخر الليل زائر ووادي العوير دوننا والسواجر تخطت إلينا ركن هيف وحافر
طروقا وأنى منك هيف وحافر وأبواب حوارين يصرفن دوننا صريف المكان فحمته المحاور
وقال ابن قيس الرقيات يرثي طلحة الطلحات ويمدح ابنه عبد الله إنما كان طلحة الخير بحرا
شق للمعتفين منه بحور مرة فوق حلة وصد الدر ع ويوما يجري عليه العبير سوف يبقى
الذي تسلفت عندي إنني دائم الإخاء شكور وسرت بغلتي إليك من الشا م وحوران دونها
والعوير وسواء وقريتان وعين ال تمر خرق يكل فيه البعير
عويرضات بالضم والضاد المعجمة تصغير جمع عارضة وهو معروف اسم موضع قال عامر بن
الطفيل وقد صبحن يوم عويرضات قبيل الصبح باليمن الحصيبا
عويص يجوز أن يكون تصغير العوص وهو الأصل أو تصغير العيص وهو ما التف من عاسي
الشجر وكثر وهو مثل السلم والطلح والسيال والسدر والسمر والعرفط والعضاه وهو واد
من أودية اليمامة وفي كتاب هذيل عاص وعويص واديان عظيمان بين مكة والمدينة
العويط موضع
العويند قرية باليمامة لبني خديج إخوة بني منقر عن الحفصي وقال أبو زياد من مياه
بني نمير العويند ببطن الكلاب
عوي بلفظ تصغير عاء موضع عن ابن دريد والله الموفق للصواب
باب
العين والياء وما يليهما
عيار هضبة في ديار الإواس بن الحجر ويوم حراق من أيامهم غزت غامد الإواس بن الحجر
بن الهنو بن الأزد فوجدوا خمسين رجلا من الإواس في حصار فأحرقوهم في هضبة يقال لها
عيار فقال زهير الغامدي هذين البيتين تبغي الإواس بأرضها وسمائها حتى انتهينا في
دواب تكبدا حتى انتهينا في عيار كأننا أظب وقد لبد الرؤوس من الندى
عيان بفتح أوله وتشديد ثانيه يجوز أن يكون من قولهم عان الماء يعين إذا سال أو من
عين التاجر إذا باع سلعته بعين وهو عيان أو من عين الماء مكان عيان كثير العيون أو
يكون رجل عيان الذي يصيب بالعين كثيرا ويجوز غير ذلك وهو بلد باليمن من ناحية
مخلاف جعفر
عيانة بالضم حصن من حصون ذمار باليمن كان لولد عمران بن زيد
عيانة بكسر أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف نون علم مرتجل موضع في ديار بني الحارث
بن كعب بن خزاعة وقال المسيب بن علس ويوم العيانة عند الكثي ب يوم أشائمه تنعب
عيبان جبل باليمن عن نصر
عيبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة بلفظ واحدة العياب التي يطرح فيها الثياب من
منازل بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر
عيثة بالفتح ثم السكون ثم ثاء مثلثة والعيثة الأرض السهلة قال ابن أحمر الباهلي
إلى عيثة الأطهار غير وسمها نبات البلى من يخطىء الموت يهرم وقال الأصمعي عيثة بئر
بالشريف قال مؤرج العيثة بلد بالجزيرة وروى بيت القطامي على مناد دعانا دعوة كشفت
عنا النعاس وفي أعناقنا ميل سمعتها ورعان الطود معرضة من دونها وكثيب العيثة السهل
وقال عيثة موضع باليمن وأيضا ناحية بالشام
عيجاء من قرى حوران قرب جاسم كان أهل أبي تمام الطائي ينزلون بها وبجاسم
عيدان موضع في قول بشر بن أبي خازم وقد جاوزت من عيدان أرضا لأبوال البغال بها
وقيع
عيذاب بالفتح ثم السكون وذال معجمة وآخره باء موحدة بليدة على ضفة بحر القلزم هي
مرسى المراكب التي تقدم من عدن إلى الصعيد
عيذاب بالفتح ثم السكون وذال معجمة وآخره باء موحدة بليدة على ضفة بحر القلزم هي
مرسى المراكب التي تقدم من عدن إلى الصعيد
العيرات بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره تاء جمع عيرة وهو علم مرتجل غير منقول اسم
موضع
عير بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ حمار الوحش والعير المثال الذي في الحدقة والعير
الوتد والعير الطبل والعير العظم الناتىء في وسط الكتف والعير عير النصل وهو
الناتىء في وسطه وعير القدم الناتىء في ظهرها وعير الورقة الناتىء
في
وسطها قالوا في قول الحارث بن حلزة زعموا أن كل من ضرب العي ر موال لنا وأنا
الولاء قال أبو عمرو ذهب من يحسن تفسيره ثم قال العير هو الناتىء في بؤبؤ العين
ومنه أتيتك قبل عير وما جرى أي قبل أن ينتبه نائم وقيل العير جبل بالحجاز قال عرام
عير جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق تريد مكة ومن عن يسارك شوران وهو
جبل مطل على السد وذكر لي بعض أهل الحجاز أن بالمدينة جبلين يقال لأحدهما عير
الوارد والآخر عير الصادر وهما متقاربان وهذا موافق لقول عرام وقال نصر عير جبل
مقابل الثنية المعروفة بشعب الخوز وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم حرم ما
بين عير إلى ثور وهما جبلان عير بالمدينة وثور بمكة وهذه رواية لا معنى لها لأن
ذلك بإجماعهم غير محرم وقد ذكر في ثور وقال بعض أهل الحديث إنما الرواية الصحيحة
أنه عليه الصلاة و السلام حرم ما بين عير إلى أحد وهما بالمدينة و العير واد في
قوله وواد كجوف العير قفر هبطته قوله كجوف العير أي كوادي العير وكل واد عند العرب
جوف وقال صاحب العين العير اسم واد كان مخصبا فغيره الدهر فأقفر فكانت العرب تضرب
به المثل في البلد الوحش وقال ابن الكلبي إنه كان لرجل من عاد يقال له حمار بن
مويلع كان مؤمنا بالله ثم ارتد فأرسل الله على واديه نارا فاسود وصار لا ينبت شيئا
فضرب به المثل وإنما قيل جوف في المثل لأن الحمار ليس في جوفه شيء ينتفع به وقال
السكري في قول أبي صخر الهذلي فجلل ذا عير ووالى رهامه وعن مخمص الحجاج ليس بناكب
قال هو جبل ومخمص اسم طريق فيه ويروى ذا عير
العيرة موضع بأبطح مكة
العيزارة بالفتح ثم السكون ثم زاي وبعد الألف راء مهملة قال أبو عمرو محالة عيزارة
شديدة الأسر وقد عيزرها صاحبها وهي البكرة العظيمة تكون للسانية والعيزار الغلام
الخفيف الروح النشيط والعيزارة قرية على ستة أميال من الرقة على البليخ منها كان
ربيعة الرقي الشاعر القائل لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن
حاتم يزيد سليم سالم المال والفتى أخو الأزد للأموال غير مسالم فهم الفتى الأزدي
إتلاف ماله وهم الفتى القيسي جمع الدراهم فلا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلت
أهل المكارم فيا ابن أسيد لا تسام ابن حاتم فتقرع إن ساميته سن نادم هو البحر إن
كلفت نفسك خوضه تهالكت في موج له متلاطم
عيساباذ هذا مما تقدم كثير من أمثاله وذكرنا أن باذ فيه مما تستعمله الفرس ومعنى
باذ العمارة فكأن معناه عمارة عيسى ويسمون العامر أباذان هذه محلة كانت بشرقي
بغداد منسوبة إلى عيسى بن المهدي وأمه وأم الرشيد والهادي الخيزران هو أخوهما
له وبها
مات موسى ابن المهدي بن الهادي وبنى بها المهدي قصره الذي سماه قصر السلام فبلغت
النفقة عليه خمسين ألف ألف درهم
عيسطان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وطاء كذلك وآخره نون موضع بنجد مرتجل له
عيشان قرية من قرى بخارى ينسب إليها إبراهيم بن أحمد العيشاني روى عن أبي سهل
السري بن عاصم البخاري وغيره روى عنه صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ وذكره شيرويه
العيصان بكسر أوله تثنية العيص وهو منبت خيار الشجر قال عمارة العيص من السدر
والعوسج وما أشبهه إذا تدانى والتف والعيصان من معادن بني نمير بن كعب قريب من
أضاخ البرم يكون فيه ناس من بني حنيفة وقيل العيصان ناحية بينها وبين حجر خمسة
أيام من عمل اليمامة بها معدن لبني نمير
العيص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة قد ذكر اشتقاقه في الذي قبله وفي العويص
آنفا أيضا وهو موضع في بلاد بني سليم به ماء يقال له ذنبان العيص قاله أبو الأشعث
وهو فوق السوارقية وقال ابن إسحاق في حديث أبي بصير خرج حتى نزل بالعيص من ناحية
ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يأخذون منها إلى الشام وقال أفنون
التغلبي واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب لو أنني كنت من عاد ومن
إرم غذيت فيهم ولقمان وذي جدن لما فدوا بأخيهم من مهولة أخا السكون ولا حادوا عن
السنن سألت عنهم وقد سدت أباعرهم من بين رحبة ذات العيص فالعدن
عيقة بالفتح ثم السكون والقاف قال الأموي ما في سقاية عيقة من رب كأنه ذهب به إلى
قولهم ما عاقت ولا ذاقت وغيره يقول عبقة بالباء الموحدة قال الأصمعي العيقة ساحل
البحر ويجمع عيقات وقال أبو الحسن الخوارزمي عيقة موضع ذكره في هذا الباب من العين
مع الياء
عيكتان تثنية عيكة وعيكان كلاهما واحد ولم أجد في كلامهم ما عينه ياء وإنما العوك
الكر في الحرب والذهاب والعائك الكسوب وهو اسم موضع في شعر تأبط شرا إني إذا خلة
ضنت بنائلها وأمسكت بضعيف الحبل أحذاق نجوت منها نجائي من بجيلة إذ ألقيت ليلة خبت
الرهط أوراقي ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم بالعيكتين لدى معدى ابن براق وقال أبو
زياد العيكان جبلان في قول العجير السلولي ثوى ما أقام العيكان وعريت دقاق الهوادي
محرثات رواحله وقال ابن مقبل تخير نبع العيكتين ودونه متالف هضب يحبس الطير أوعرا
عينا ثبير تثنية عين وهو معروف وثبير قد تقدم اشتقاقه وهو شجر في رأس ثبير جبل مكة
عينان تثنية العين ويذكر اشتقاقه في العين بعد وهو هضبة جبل أحد
أحد
ويقال ليوم أحد يوم عينين وفي حديث عمر لما جاءه رجل يخاصمه في عثمان قال وإنه فر
يوم عينين الحديث وقيل عينين جبل من جبال أحد بينهما واد يسمى عام أحد وعام عينين
كذا ذكره البخاري في حديث وحشي وقيل عينان جبل بأحد قام عليه إبليس ونادى أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قتل وفي مغازي ابن إسحاق وأقبل أبو سفيان بمن معه حتى
نزلوا بعينين جبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة وفي شعر
الفرزدق ونحن منعنا يوم عينين منقرا ولم ننب في يومي جدود عن الأسل وقال أبو سعيد
عينين بالبحرين أيضا ماء من مياه العرب وقال غيره هو في ديار عبد القيس وهي بالبحرين
وإليه ينسب خليد عينين الشاعر وقيل
عينان اسم جبل باليمن بينه وبين غمدان ثلاثة أميال ويوم عينين ذكر بعد في عينين
عينب بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح النون وآخره باء موحدة أظنه من العناب وهو الجبل
الفارد المحدد الرأس وقد ذكر قبل وهو اسم أرض من بلاد الشحر بين عمان واليمن قال
أبو أحمد العسكري عينب اسم موضع العين مفتوحة غير معجمة والياء ساكنة تحتها نقطتان
والنون مفتوحة وتحت الباء نقطة ويصحف بعتيب على وزن فعيل وإنما بنو عتيب قبيلة من
بني شيبان لهم جفرة بالبصرة يقال أصلهم ناقلة من جذام والله أعلم وفي الحديث أن النبي
صلى الله عليه و سلم أقطع معقل بن سنان المزني ما بين مسرح غنمه من الصخرة إلى
أعلى عينب ولا أعلم في ديار مزينة ولا في الحجاز موضعا له هذا الاسم قاله نصر
عينم في وزن الذي قبله أراه منقولا من الفعل الماضي من العنم وهو ضرب من شجر الشوك
لين الأغصان لطيفها كأنه بنان العذارى واحدتها عنمة والعنم ضرب من الوزغ يشبه
العظاية إلا أنه أحسن منها وأشد بياضا وقيل العنم شجرة لها ثمر أحمر كالعناب تكون
بالحجاز يشبه بها بنان النساء سمي بذلك لكثرته فيه أو يكون اسما غير عن صيغته فرقا
بين الموضع وما فيه
العين من عان الرجل فلانا يعينه عينا إذا أصابه بالعين و العين الطليعة للعسكر
وغيره والعين من الماء معلومة وعين الحيوان معروفة أيضا ويقال ما بالدار عين ولا
عاينة أي أحد قال الفراء لقيته أول عين أي أول شيء والعين الذهب والفضة والعين
النقد الحاضر والعين عين الركية وهي نقرة الركية والعين المطر يدوم خمسة أيام
وأكثر لا يقلع والعين ما عن يمين قبلة أهل العراق وعين الشيء نفسه والعين للميزان
خلل فيها والعين عين الشمس وعين القوس التي يوضع فيها البندق وعين الركية منبعها
والعين يقال للرجل يظهر من نفسه ما لا يفي به
والعين
المعاينة في قولهم ما أطلب أثرا بعد عين والعين الدينار الراجح بمقدار ما يميل معه
الميزان وعين سبعة دنانير ونصف دانق فهذا عشرون معنى للعين والعين غير مضافة قرية
تحت جبل اللكام قرب مرعش وإليها ينسب درب العين النافذ إلى الهارونية مدينة لطيفة
في ثغور المصيصة ذكرت في موضعها
والعين بالعراق عين التمر تذكر
و العين قرية باليمن من مخلاف سنحان
وعين موضع في بلاد هذيل قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا لما رأى نعمان حل
بكرفىء عكر كما لبخ البزول الأركب فالسدر مختلج وأنزل طافيا ما بين عين إلى نباتى
الأثأب
عين أباغ بضم الهمزة وبعدها باء موحدة وآخره غين معجمة إن كان عربيا فهو من بغى
يبغي بغيا وباغ فلان على فلان إذا بغى وفلان ما يباغ عليه ويقال إنه لكريم لا يباغ
وأنشد إما تكرم إن أصبت كريمة فلقد أراك ولا تباغ لئيما وهذا من تباغ أنت وأباغ
أنا كأنه لم يسم فاعله وقد ذكرت في أباغ أيضا وقال أبو الحسين التميمي النسابة
وكانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب
إليه وفي كتاب الكلبي يباغ بن اسليجا الجرمقاني قال أبو بكر بن أبي سهل الحلواني
وفيه لغات يقال عين باغ ويباغ وأباغ وقيل في قول أبي نواس فما نجدت بالماء حتى
رأيتها مع الشمس في عيني أباغ تغور حكي عن أبي نواس أنه قال جهدت على أن تقع في
الشعر عين أباغ فامتنعت علي فقلت عيني أباغ ليستوي الشعر عين أباغ ليست بعين ماء
وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام وقوله تغور أي تغرب فيها
الشمس لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها
عين أبي نيزر كنية رجل يأتي ذكره ونيزر بفتح النون وياء مثناة من تحت وزاي مفتوحة
وراء وهو فيعل من النزارة وهو القليل أو من النزر وهو الإلحاح في السؤال وروى يونس
عن محمد بن إسحاق بن يسار أن أبا نيزر الذي تنسب إليه العين هو مولى علي بن أبي
طالب رضي الله عنه كان ابنا للنجاشي ملك الحبشة الذي هاجر إليه المسلمون لصلبه وأن
عليا وجده عند تاجر بمكة فاشتراه منه وأعتقه مكافأة بما صنع أبوه مع المسلمين حين
هاجروا إليه وذكروا أن الحبشة مرج عليها أمرها بعد موت النجاشي وأنهم أرسلوا وفدا
منهم إلى أبي نيزر وهو مع علي ليملكوه عليهم ويتوجوه ولا يختلفوا عليه فأبى وقال
ما كنت لأطلب الملك بعد أن من الله علي بالإسلام قال وكان أبو نيزر من أطول الناس
قامة وأحسنهم وجها قال ولم يكن لونه كألوان الحبشة ولكنه إذا رأيته قلت هذا رجل
عربي قال المبرد رووا أن عليا رضي الله عنه لما أوصى إلى الحسن في وقف أمواله وأن
يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة فهذا غلط لأن وقفه
هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته حدثنا أبو محلم محمد بن هشام في إسناده قال
كان أبو نيزر من أبناء بعض الملوك الأعاجم قال وصح عندي بعد أنه من ولد النجاشي
فرغب في الإسلام صغيرا فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وكان
معه في بيوته فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم صار مع فاطمة وولدها رضي
الله عنهم قال أبو نيزر جاءني علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنا أقوم بالضيعتين
عين أبي نيزر والبغيبغة فقال هل عندك من طعام فقلت طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين
قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة فقال علي به فقام إلى الربيع وهو جدول فغسل
يديه ثم أصاب من ذلك شيئا ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضم
يديه كل واحدة منهما إلى أختها وشرب منهما حسى من الربيع ثم قال يا أبا نيزر إن
الأكف أنظف الآنية ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال من أدخله بطنه النار فأبعده
الله ثم أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضح جبينه عرقا
فانتكف العرق من جبينه ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم
فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا وقال أشهد الله أنها صدقة علي بدواة وصحيفة قال
فعجلت بهما إليه فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير
المؤمنين تصدق بالضيعتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن
السبيل ليقي بهما وجهه حر النار يوم القيامة لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله
وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما وليس لأحد
غيرهما قال أبو محلم محمد بن هشام فركب الحسين دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر
مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع وقال إنما تصدق بهما أبي ليقي الله وجهه حر النار
ولست بائعهما بشيء
وقد ذكرت هذه القصة في البغيبغة وهو كاف فلا يكتب ههنا
عين أنا ويروى عينونا وقد ذكرت بعد هذا ومن قال بهذا قال أنا واد بين الصلا ومدين
وهو على الساحل وقال السكري هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا وأنا واد وروي
قول كثير يجتزن أودية البضيع جوازعا أجواز عين أنا فنعف قبال وغيره يروي عينونا
عين البقر قرب عكا تزار يزورها المسلمون والنصارى واليهود ويقولون إن البقر الذي
ظهر لآدم فحرث عليه منها خرج وعلى هذه العين مشهد ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي
الله عنه فيه حكاية غريبة
عين تاب قلعة حصينة ورستاق بين حلب وأنطاكية وكانت تعرف بدلوك ودلوك رستاقها وهي
الآن من أعمال حلب
عين التمر بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها موضع يقال له شفاثا منهما
يجلب القسب والتمر إلى سائر البلاد وهو بها كثير جدا وهي على طرف البرية وهي قديمة
افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 21 للهجرة وكان
فتحها عنوة فسبى نساءها وقتل رجالها فمن ذلك السبي والدة محمد بن سيرين وسيرين اسم
أمه وحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان فيه يقول عبيد الله بن الحر الجعفي في وقعة
كانت بينه وبين أصحاب مصعب ألا هل أتى الفتيان بالمصر أنني أسرت بعين التمر أروع
ماجدا
وفرقت
بين الخيل لما تواقفت بطعن امرىء قد قام من كان قاعدا
عين ثرماء قرية في غوطة دمشق منها داود بن محمد المعيوفي الحجوري حدث عن أبي عمرو
المخزومي ونمير بن أوس الأشعري روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السلمي وأحمد بن
عبد الواحد الجويري وصدقة بن محمد بن محمد بن خالد بن معيوف أبو الفتح الهمذاني
العين ثرمي حدث عن أبي الجهم بن طلاب روى عنه تمام بن محمد وعبد الواحد بن محمد بن
عمرو بن حميد بن معيوف أبو المقدم المعيوفي الهمذاني قاضي عين ثرماء حدث عن خيثمة
بن سليمان روى عنه علي الحنائي وعلي بن الحصين ومات في منتصف ربيع الأول سنة 904
وأحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن معيوف أبو المجد الهمذاني من أهل عين ثرماء
قال الحافظ لم يقع إلي ذكره كتب عنه أبو الحسين الرازي والد تمام وقال كان شيخا
جليلا مات في محرم سنة 331
عين جارة بلفظ تأنيث واحدة الجيران قال أبو علي التنوخي حدثني الحسين بن بنت غلام
الببغا وكتب لي خطه وشهد له الببغا بصحة الحكاية قال كانت في أعمال حلب ضيعة تعرف
بعين جارة بينها وبين الهونة أو قال الحونة أو الجومة حجر قائم كالتخم بين
الضيعتين وربما وقع بين أهل الضيعتين شر فيكيدهم أهل الهونة بأن يلقوا ذلك الحجر
القائم فكلما يقع الحجر يخرج أهل الضيعتين من النساء ظاهرات متبرجات لا يعقلن على
أنفسهن طلبا للجماع ولا يستحيين في الحال ما عليهن من غلبة الشهوة إلى أن يتبادر
الرجال إلى الحجر فيعيدوه إلى حالته الأولى قائما منتصبا فتتراجع النساء إلى
بيوتهن وقد عاد إليهن التمييز باستقباح ما كن فيه وهذه الضيعة كان سيف الدولة
أقطعها أبا علي أحمد بن نصر البازيار وكان أبو علي يتحدث بذلك ويسمعه الناس منه
وقد ذكر هذه الحكاية بخطه في الأصل قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب قد
سألت بحلب عن هذه الضيعة فعرفوها وذكروا أن هناك أهوية كالخسف في وسطها عمود قائم
لا يدرون ما هو ولم يعرفوا هذا الذي ذكر من أنه إذا ألقي شبقت النساء وهي ضيعة
مشهورة يعرفها جميع أهل حلب
عين الجالوت اسم أعجمي لا ينصرف وهي بليدة لطيفة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين
كان الروم قد استولوا عليها مدة ثم استنقذها منهم صلاح الدين الملك الناصر يوسف بن
أيوب في سنة 975
عين الجر موضع معروف بالبقاع بين بعلبك ودمشق يقولون إن نوحا عليه السلام منه ركب
في السفنية
عين جمل بنواحي الكوفة من النجف قرب القطقطانة وهي مع عدة عيون يقال لها العيون
يرحل منها إلى القيارة مات عندها جمل فسميت به وقيل بل الذي استخرجها اسمه جمل وفي
كتاب العزيزي من البصرة إلى عين جمل لمن أراد الكوفة ثلاثون ميلا ثم إلى عين صيد
ثلاثون ميلا
عين زربى بفتح الزاي وسكون الراء وباء موحدة وألف مقصورة يجوز أن يكون من زرب
الغنم وهو مأواها وهو بلد بالثغر من نواحي المصيصة قال ابن الفقيه كان تجديد زربى
وعمارتها على يد أبي سليمان التركي الخادم في حدود سنة 091 وكان قد ولي الثغور من
قبل الرشيد ثم استولى عليها الروم فخربوها فأنفق سيف الدولة بن حمدان ثلاثة آلاف
ألف درهم حتى أعاد عمارتها ثم استولى الروم عليها
في
أيام سيف الدولة كما ذكرنا في طرسوس وهي في أيديهم إلى الآن وأهلها اليوم أرمن وهي
من أعمال ابن ليون وقد نسب إليها قوم من أهل العلم منهم أبو محمد إسماعيل بن علي
الشاعر العين زربي القائل وحقكم لا زرتكم في دجنة من الليل تخفيني كأني سارق ولا
زرت إلا والسيوف هواتف إلي وأطراف الرماح لواحق ومحمد بن يونس بن هاشم المقرىء
العين زربي المعروف بالإسكاف روى عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي وأبي
عمر محمد بن موسى بن فضالة وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام ابن حسان وأحمد ابن
عمرو بن معاذ الرازي وأحمد بن عبد الله بن عمر بن جعفر المالكي ومحمد ابن الخليل
الأخفش وجمع عدد آي القرآن العظيم روى عنه عبد العزيز الكناني والأهوازي المقرىء
وأبو علي الحسين بن معشر الكناني وعلي بن خضر السلمي ومات في ثامن عشر ذي الحجة
سنة 114 قال الواقدي ولما كانت سنة 081 أمر الرشيد ببناء مدينة عين زربى وتحصينها
وندب إليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم وأقطعهم بها المنازل ثم لما كانت أيام
المعتصم نقل إليها وإلى نواحيها قوما من الزط الذين كانوا قد غلبوا على البطائح
بين واسط والبصرة فانتفع أهل الثغر بهم
عين سلوان يقال سلوت عنه أسلو سلوا وسلوانا وكان نصر بن أبي نصير يعرض على الأصمعي
بالري فجاء على قول الشاعر لو أشرب السلوان ما سلوت فقال لنصر ما السلوان فقال
يقال إنها خرزة تسحق وتشرب بماء فتورث شاربها سلوة فقال اسكت لا يسخر منك هؤلاء
إنما السلوان مصدر قولك سلوت أسلو سلوانا فقال لو أشرب السلوان أي السلو ما سلوت
قال أبو عبد الله البشاري المقدسي سلوان محلة في ربض مدينة بيت المقدس تحتها عين
عذبة تسقي جنانا عظيمة وقفها عثمان بن عفان رضي الله عنه على ضعفاء البلد تحتها
بئر أيوب ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء هذه العين ليلة عرفة قال عبيد الله الفقير
ليس من هذا الوصف اليوم شيء لأن عين سلوان محلة في وادي جهنم في ظاهر البيت المقدس
لا عمارة عندها البتة إلا أن يكون مسجدا أو ما يشابهه وليس هناك جنان ولا ربض ولعل
هذا كان قديما والله أعلم
عين سيلم بفتح السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح اللام مرتجل إن كان
عربيا وإلا فهو عجمي بينه وبين حلب نحو ثلاثة أميال كانت العرب تنزلها وكانت بها
وقعة بين عطية بن صالح ومحمود بن صالح ابني مرداس في سنة 554
عين شمس بلفظ الشمس التي في السماء اسم مدينة فرعون موسى بمصر بينها وبين الفسطاط
ثلاثة فراسخ بينه وبين بلبيس من ناحية الشام قرب المطرية وليست على شاطىء النيل
وكانت مدينة كبيرة وهي قصبة كورة اتريب وهي الآن خراب وبها
آثار
قديمة وأعمدة تسميها العامة مسال فرعون سود طوال جدا تبين من بعد نخيل بلا رؤوس
قال الحسن بن إبراهيم المصري ومن عجائب مصر عين شمس وهي هيكل الشمس وبها قدت زليخا
على يوسف القميص وبها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما ولا من بنائهما وهما
مبنيان على وجه الأرض بغير أساس طولهما في السماء خمسون ذراعا فيهما صورة إنسان
على دابة وعلى رؤوسهما شبه الصومعتين من نحاس فاذا جرى النيل رشحتا وقطر الماء
منهما وهما رصد لا تجاوزهما الشمس في الانتهاء فاذا دخلت أول دقيقة من الجدي وهو
أقصر يوم في السنة انتهت إلى العمود الجنوبي وقطعت على قبة رأسه فاذا نزلت أول
دقيقة من السرطان وهو أطول يوم في السنة انتهت إلى العمود الشمالي وقطعت على قبة
رأسه ثم تطرد بينهما ذاهبة وجائية سائر السنة ويرشح من رأسها ماء إلى أسفل حتى
يصيب أسفلهما وأصولهما فينبت العوسج وغيره من الشجر قال ومن عجائب عين شمس أنها
تخرب من أول الإسلام وتحمل حجارتها ولا تفنى وبعين شمس يزرع البلسان ويستخرج دهنه
وبالصعيد مقابل طهنة بلد يقال له عين شمس غير التي عند المطرية قال كثير يرثي عبد
العزيز بن مروان أتاني ودوني بطن غول ودونه عماد الشبا من عين شمس فعابد نعي ابن
ليلى فاتبعت مصيبة وقد ضقت ذرعا والتجلد آيد و عين شمس أيضا ماء بين العذيب
والقادسية له ذكر في أيام الفتوح
عين صيد من صاد يصيد صيدا سميت بذلك لكثرة السمك الذي كان يصاد بها وهي بين واسط
العراق وخفان بالسواد مما يلي البر تعد في الطف بالكوفة قال محمد بن موسى عين صيد
موضع من ناحية كلواذة من السواد بين الكوفة والحزن حكاه ابن حبيب وفي كتاب العزيزي
من البصرة إلى عين صيد عمل ثلاثون ميلا قال المتلمس ولا تحسبني خاذلا متخلفا ولا
عين صيد من هواي ولعلع
عين ظبي بلفظ واحد الظباء موضع بين الكوفة والشام في طرف السماوة
عين عمارة قال أبو منصور رأيت بالسودة عينا يقال لها عين عمارة شربت من مائها
أحسبها نسبت إلى عمارة من ولد جرير
عين غلاق بفتح الغين المعجمة وآخره قاف والغلاق إسلام القاتل إلى ولي المقتول يحكم
في دمه بما شاء وعين غلاق اسم موضع
عين محلم بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام المشددة ثم ميم يجوز أن يكون من الحلم
وهو مفعل أي يعلم الحلم غيره ويجوز أن يكون من حلمت البعير إذا نزعت عنه الحلم
والمحلم الذي يفعل ذلك وهو اسم رجل نسبت العين إليه في رأي الأزهري قال الكلبي
محلم بن عبد الله زوج هجر بنت المكفف من الجرامقة وقال صاحب العين محلم نهر
بالبحرين وقال أبو منصور محلم عين فوارة بالبحرين رأيت عينا أكثر ماء منها وماؤها
حار في منبعها فاذا برد فهو ماء عذب ولهذه العين إذا جرت في نهرها خلج كثيرة تتخلج
منها تسقي نخيل جواثاء وعسلج وقريات من
قرى
هجر
عين مكرم مفعل من الكرامة أكرمته فهو مكرم بلد لبني حمان ثم لمكرم
عين الوردة بلفظ واحدة الورد الذي يشم ويقال لكل نور ورد والورد من ألوان الدواب
لون يضرب إلى الصفرة الحسنة والأنثى وردة وقد قلنا في قوله تعالى فكانت وردة
كالدهان وهو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب ويوم من
أيامهم وكان أحد رؤسائهم يومئذ رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس بن جعال بن بدا
بن فتيان جمع فتى وبعض يصحف بالقاف والباء الموحدة
عين يحنس كانت للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه استنبطها له غلام يقال له
يحنس باعها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم من الوليد بن عتبة بن
أبي سفيان بسبعين ألف دينار قضى بها دين أبيه وكان الحسين رضي الله عنه قتل وعليه
دين هذا مقداره
عينون بالفتح كلمة عبرانية جاءت بلفظ جمع سلامة العين ولا يجوز في العربية وهو
بوزن هينون ولينون إلا أن يريد به العين الوبيئة فإنه حينئذ يجوز قياسا ولم نسمعه
قيل هي من قرى بيت المقدس وقيل قرية من وراء البثنية من دون القلزم في طرف الشام
ذكره كثير إذ هن في غلس الظلام قوارب أعداد عين من عيون أثال يجتزن أودية البضيع
جوازعا أجواز عينونا فنعف قبال قال يعقوب سمعت من يقول هي عين أنا وهي بين الصلا
ومدين على الساحل قال البكري هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا وأنا واد وقد
نسب إليها عبد الصمد بن محمد العينوني المقدسي روى عن أبي ميسرة الوليد بن محمد
الدمشقي روى عنه أبو القاسم الطبراني
عينين وهو تثنية عين ولكن بعضهم يتلفظ به على هذه الصيغة في جميع أحواله فإن
الأزهري ذكره فقال مبتدئا عينين جبل بأحد وقد بسطت القول فيه في عينان قال أبو
عبيدة في قول البعيث ونحن منعنا يوم عينين منقرا ولم ننب في يومي جدود عن الأسل
قال أما يوم عينين بالبحرين فكانت بنو منقر بن عبيد الله بن الحارث والحارث هو
مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد خرجوا ممتارين فعرضت لهم بنو عبد القيس فاستعانوا بني
مجاشع فحموهم حتى استنقذوهم وقال الحفصي عينين بالبحرين وأنشد يتبعن عودا قاليا
لعينين راج وقد مل ثواء البحرين ينسل منهن إذا تدانين مثل انسلال الدمع من جفن
العين وإليها يضاف خليد عينين الشاعر وقال الراعي يحث بهن الحاديان كأنما يحثان
جبارا بعينين مكرعا قال ثعلب عينين مكان بشق البحرين به نخل والمكرع الذي يشرع في
الماء
العيون جمع عين الماء وهو في مواضع ومن أشهرها عند العرب قال السكوني من واسط إلى
مكة
طريق يخرجون إليه من واسط فينزلون العيون وهي صماخ وأدم ومشرجة
و العيون مدينة بالأندلس من أعمال لبلة يقال لها جبل العيون وبالبحرين موضع يقال
له العيون ينسب إليه شاعر قدم الموصل وأنا بها واسمه علي بن المقرب بن الحسن بن
عزيز بن ضبار بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم العيوني البحراني لقيته بالموصل في
سنة 671 وقد مدح بها بدر الدين وغيره من الأعيان ونفق فأرفدوه وأكرموه ومن شعره من
قصيدة في بدر الدين صاحب الموصل حطوا الرحال فقد أودت بها الرحل ما كلفت سيرها خيل
ولا إبل بلغتم الغاية القصوى فحسبكم هذا الذي بعلاه يضرب المثل وليست بالطائل عندي
عيهم بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الهاء والعيهم الناقة السريعة والبعير الذي أنضاه
السير شبهت الدار في دروسها به ويقال للفيل الذكر عيهم أيضا وهو موضع بالغور من
تهامة قال وللشآمين طريق المشيم وللعراق في ثنايا عيهم قال ابن الفقيه عيهم جبل
بنجد على طريق اليمامة إلى مكة قال جابر بن حني التغلبي ألا يا لقومي للجديد
المصرم وللحلم بعد الزلة المتوهم وللمرء يعتاد الصبابة بعدما أتى دونها ما فرط حول
مجرم فيا دار سلمى بالصريمة فاللوى إلى مدفع القيقاء فالمتثلم أقامت بها بالصيف ثم
تذكرت منازلها بين الجواء فعيهم قال ابن السكيت في قول عمرو بن الأهتم فنحن كررنا
خلفكم إذ كررتم ونحن حملنا كلكم يوم عيهما
عيهوم بالفتح أيضا ومعناه معنى الذي قبله وقيل العيهوم الأديم الأملس قال أبو دؤاد
فتعفت بعد الرباب زمانا فهي قفر كأنها عيهوم وهو اسم موضع عن العمراني والله
الموفق للصواب
غ
باب الغين والألف وما يليهما
غاب آخره باء موحدة والغاب في اللغة الأجمة وهو موضع باليمن
غابر حصن باليمن أظنه من أعمال صنعاء
غابة مثل الذي قبله وزيادة هاء قال الهوازني الغابة الوطأة من الأرض التي دونها
شرفة وهو الوهدة وقال أبو جابر الأسدي الغابة الجمع من الناس والغابة الشجر الملتف
الذي ليس بمرتوب لاحتطاب الناس ومنافعهم وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه
أموال لأهل المدينة وهو المذكور في حديث السباق من الغابة إلى موضع كذا ومن أثل
الغابة وفي تركة الزبير اشتراها بمائة وسبعين ألفا وبيعت في تركته بألف ألف
وستمائة ألف وقد صحفه بعضهم فقال الغاية وقال الواقدي الغابة بريد من المدينة على
طريق الشام وصنع منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم من طرفاء الغابة وروى محمد بن
الضحاك عن أبيه قال كان العباس بن عبد المطلب يقف على سلع فينادي غلمانه وهم
بالغابة فيسمعهم وذاك من آخر الليل وبين سلع والغابة ثمانية أميال وقال محمد بن
موسى الحازمي من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن غزا الغابة وهي غزاة
ذي قرد ووفدت السباع على النبي صلى الله عليه و سلم أن يفرض لها ما تأكل خمس سنين
وأربعة أشهر وأربعة أيام
و الغابة أيضا قرية بالبحرين
غادة بالدال المهملة بلفظ الغادة من النساء وهي الناعمة اللينة اسم موضع في شعر
الهذليين
كأنهم بغادة فتخاء الجناح تحوم
الغار آخره راء نبات طيب الرائحة على الوقود ومنه السوس والغار من الفم نطعاه في
الحنكين والغار مغارة في الجبل كأنه سرب والغار لغة في الغيرة والغار الجماعة من
الناس والغاران الإنسان وفرجه والغار الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يتحنث
فيه قبل النبوة غار في جبل حراء وقد مر ذكر حراء والغار الذي أوى إليه هو وأبو بكر
رضي الله عنه في جبل ثور بمكة
وذات الغار بئر عذبة كثيرة الماء
من
ناحية السوارقية على نحو ثلاثة فراسخ منها قال الكندي قال غزيرة بن قطاب السلمي
لقد رعتموني يوم ذي الغار روعة بأخبار سوء دونهن مشيبي و غار الكنز موضع في جبل
أبي قبيس دفن فيه آدم كتبه فيما زعموا
وغار المعرة في جبل نساح بأرض اليمامة لبني جشم بن الحارث بن لؤي عن الحفصي
الغاضرية بعد الألف ضاد معجمة منسوبة إلى غاضرة من بني أسد وهي قرية من نواحي
الكوفة قريبة من كربلاء
غافط بعد الألف فاء مكسورة وطاء مهملة علم مرتجل مهمل الاستعمال في دار العرب وهو
اسم موضع عن الأديبي
غاف آخره فاء قال أبو زيد الغاف شجرة من العضاه الواحدة غافة وهي شجرة نحو القرظ
شاكة حجازية تنبت في القفاف وقال صاحب العين الغاف ينبوت عظام كالشجر يكون بعمان
الواحدة غافة وهو اسم موضع بعمان سمي به لكثرته فيه قال عبيد الله بن الحر جعلت
قصور الأزد ما بين منبج إلى الغاف من وادي عمان المصوب بلادا نفت عنها العدو
سيوفنا وصفرة عنها نازح الدار أجنب يريد بصفرة أبا المهلب بن أبي صفرة وقال مالك
بن الريب من الرمل رمل الحوش أو غاف راسب وعهدي برمل الحوش وهو بعيد وقال الفرزدق
وكان المهلب حجبه فإن تغلق الأبواب دوني وتحتجب فما لي من أم بغاف ولا أب ولكن أهل
القريتين عشيرتي وليسوا بواد من عمان مصوب ولما رأيت الأزد تهفو لحاهم حوالي مزوني
لئيم المركب مقلدة بعد القلوس أعنة عجبت ومن يسمع بذلك يعجب وقال في أخرى ذكرت في
خارك ولو رد المهلب حيث ضمت عليه الغاف أرض بني صفار
غافر بطن غافر موضع عن نصر
غافق الغفق القدوم من سفر أو الهجوم على الشيء بغتة وغافق حصن بالأندلس من أعمال
فحص البلوط منها أبو الحسن علي بن محمد بن الحبيب بن الشماخ الغافقي روى عن أبيه
والقاضي أبي عبد الله بن السباط وغيرهما وكان من أهل النبل وتولى الأحكام ببلدة
غافق مدة طويلة قدر خمس وستين سنة ومات سنة 305
غافل من الغفلة بعد الألف فاء اسم موضع
غالب موضع بالحجاز قال كثير فدع عنك سلمى إذ أتى النأي دونها وحلت بأكناف الخبيت
فغالب إلى الأبيض الجعد ابن عاتكة الذي له فضل ملك في البرية غالب
الغامرية قرية في أرض بابل قرب حلة بني مزيد منها كان أبو الفتح بن جياء الكاتب
الشاعر
غامية من قرى حمص قال القاضي عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص دخل
حتى
صار إلى غامية ونزل بها فلم يضيفوه فارتحل عنهم فقالوا يا أبا هريرة لم ارتحلت عنا
قال لأنكم لم تضيفوني فقالوا ما عرفناك فقال إنما تضيفون من تعرفونه قالوا نعم
فارتحل عنهم
غانظ بعد الألف نون وآخره ظاء معجمة والغنظ الهم اللازم والكرب وذكر عمر بن عبد
العزيز الموت فقال غنظ ليس كالغنظ وكظ ليس كالكظ وهو اسم موضع في نونية لابن مقبل
غانفر بعد الألف نون بالتقاء الساكنين ثم فاء مفتوحة وآخره راء وهي محلة كبيرة
بسمرقند
غانماباذ كأنه عمارة غانم قلعة في الجبال في جهة نهاوند
غان إن كان منقولا عن الفعل الماضي من قولهم غانت نفسه تغين إذا غثت وإلا فلا أدري
ما هو وهو واد باليمن يقال له ذو غان
غانة بعد الألف نون كلمة عجمية لا أعرف لها مشاركا من العربية وهي مدينة كبيرة في
جنوبي بلاد المغرب متصلة ببلاد السودان يجتمع إليها التجار ومنها يدخل في المفازات
إلى بلاد التبر ولولاها لتعذر الدخول إليهم لأنها في موضع منقطع عن الغرب عند بلاد
السودان فمنها يتزودون إليها وقد ذكرت القصة في ذلك في التبر
غاوة لا أعرف اشتقاقه وهو اسم جبل وقيل قرية بالشام وقال ابن السكيت قرية قرب حلب
وقال المتلمس يخاطب عمرو بن هند فإذا حللت ودون بيتي غاوة فابرق بأرضك ما بدا لك
وارعد
غائط بني يزيد نخل وروض باليمامة عن أبي حفصة
و الغائط موضع فيه نخل في الرمل لبني نمير
باب الغين والباء وما يليهما
غباء بالفتح والمد موضع بالشام قال عدي بن الرقاع لمن المنازل أقفرت بغباء لو شئت
هيجت الغداة بكائي
الغبارات جمع غبارة وهو القطعة من الغبار اسم موضع
الغبارة كأنه اسم للقطعة من الغبار ماءة لبني عبس ببطن الرمة قرب أبانين في موضع
يقال له الخيمة وفي كتاب نصر الغبارة ماءة إلى جنب قرن التوباذ في بلاد محارب
الغبارى طلح الغبارى في الجبلين لبني سنبس قال زيد الخيل وحلت سنبس طلح الغبارى
وقد رغبت بنصر بني لبيد
غباغب جمع غبغب وهو الغبب المتدلي في رقاب البقر والشاء وللديك أيضا غبغب وهي قرية
في أول عمل حوران من نواحي دمشق بينهما ستة فراسخ قال الحافظ أبو القاسم عبد الله
بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الليث بن شعبة بن البحتري بن إبراهيم بن زياد بن
الليث بن شعبة بن فراص بن جالس أبو القاسم ويقال أبو محمد التميمي المعلم الغباغبي
حدث عن الحسن ابن يزيد القطان وضرار بن سهل الضراري ويحيى بن إسحاق بن سافري روى
عنه عبد الوهاب الكلابي وكان كذابا قال أبو الحسن الرازي أبو القاسم الغباغبي كان
معلما على باب الجابية سمعت منه ومات سنة 525
غب
بالضم بلد بحري تنسب إليه الثياب الغبية وهي خفاف رقاق من قطن عن نصر
غبب يضاف إليه ذو فيقال ذو غبب من نواحي ذمار
وهجرة ذي غبب قرية أخرى
الغبراء بالمد وهي من الأرض الحمراء والغبراء الأرض نفسها والوطأة الغبراء الدارسة
والغبراء من قرى اليمامة بها بنو الحارث بن مسلمة بن عبيد لم تدخل في صلح خالد بن
الوليد رضي الله عنه أيام مسيلمة الكذاب قال الشاعر يا هل بصوت وبالغبراء من أحد
وقال أبو محمد الأسود الغبراء أرض لبني امرىء القيس من أرض اليمامة قال قيس بن
يزيد السعدي ألا ابلغ بني الحران أن قد حويتم بغبراء نهبا فيه صماء مؤيد ألم يك
بالسكن الذي صفت ظلة وفي الحي عنهم بالزعيقاء مقعد وغبراء الخبيبة في شعر عبيد بن
الأبرص حيث قال أمن منزل عاف ومن رسم أطلال بكيت وهل يبكي من الشوق أمثالي ديارهم
إذ هم جميع فأصبحت بسابس إلا الوحش في البلد الخالي فإن يك غبراء الخبيبة أصبحت
خلت منهم واستبدلت غير ابدال فقدما أرى الحي الجميع بغبطة بها والليالي لا تدوم
على حال
الغبر بفتح أوله وثانيه ثم راء والغبر انتقاض الجرح بعد الالتئام ومنه ضماء الغبر
الداهية والغبر البقاء وقيل الغبر أن يبرأ ظاهر الجرح وباطنه دو والغبر داء في
باطن خف البعير والغبر الماء القليل والغبر آخر محال سلمى بجانب جبل طيء وبه نخل
ومياه تجري أبدا قال بعضهم لما بدا ركن الجبيل والغبر والغمر الموفي على صدى سفر
غبر بوزن زفر يجوز أن يكون معدولا عن الغابر وهو الباقي والغابر الماضي ووادي غبر
عند حجر ثمود بين المدينة والشام
و غبر أيضا موضع في بطيحة كبيرة متصلة بالبطائح
الغبرة بكسر الباء من قرى عثر من جهة اليمن
الغبغب بتكرير الغين المعجمة والباء الموحدة وهو لغة في الغبب المتدلي في عنق
البقر وغيره والغبغب المنحر بمنى وهو جبيل وقيل كان لمعتب بن قيس بيت يقال له غبغب
كانوا يحجون إليه كما يحجون إلى البيت الشريف وقيل الغبغب هو الموضع الذي كان ينحر
فيه للات والعزى بالطائف وخزانة ما يهدى إليهما بها وقيل هو بيت كان لمناف وهو صنم
كان مستقبل الركن الأسود وله غبغبان أسودان من حجارة تذبح بينهما الذبائح و الغبغب
حجر ينصب بين يدي الصنم كان لمناف مستقبل ركن الحجر الأسود مثل الحجر الذي ينصب
عند الميل منه إلى المدينة ثلاثة فراسخ قال أبو المنذر وكان للعزى منحر ينحرون فيه
هداياهم يقال له الغبغب فله يقول الهذلي يهجو رجلا تزوج امرأة جميلة يقال لها
أسماء لقد نكحت أسماء لحي بقيرة من الأدم أهداها امرؤ من بني غنم رأى قذعا في
عينها إذ يسوقها إلى غبغب العزى فوضع بالقسم
هداياهم
فيمن حضرها وكان عندها فلغبغب يقول نهيكة الفزاري لعامر بن الطفيل يا عام لو قدرت
عليك رماحنا والراقصات إلى منى بالغبغب للمست بالرصعاء طعنة فاتك حران أو لثويت
غير محسب وله يقول قيس بن منقذ بن عبيد بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعي ولدته
امرأة من بني حداد من كنانة وناس يجعلونها من حداد محارب وهو قيس بن الحدادية
الخزاعي تكسا ببيت الله أول خلقه وإلا فأنصاب يسرن بغبغب يسرن يرتفعن
غبيب بلفظ تصغير الغبب الكائن في العنق للبقر وغيره وتصغير الغب وهو أن تشرب الإبل
يوما وتترك يوما وغب اللحم إذا أنتن فإن كان منه فهو تصغير الترخيم لأن اللحم غاب
وغبيب ناحية باليمامة لها ذكر في شعرهم
غبير بلفظ التصغير أيضا يجوز أن يكون تصغير الغبار تصغير الترخيم أو تصغير الغابر
وهو الماضي والباقي دارة غبير لبني الأضبط من بني كلاب في ديارهم وهو بنجد
و الغبير أيضا ماء لمحارب بن خصفة كلاهما عن نصر
الغبير بفتح أوله وكسر ثانيه فعيل من الغبرة أو الغابر وهو ماء لبني محارب قال
شبيب بن البرصاء ألم تر أن الحي فرق بينهم نوى بين صحراء الغبير لجوج عن العمراني
ولعله الذي قبله
الغبيطان تثنية الغبيط وهو من مراكب النساء يقتب بشجار ويكون للحرائر دون الإماء
ويوم الغبيطين من أيامهم أسر فيه هانىء بن قبيصة الشيباني أسره وديعة بن أوس بن
مرثد التميمي وفيه يقول شاعرهم حوت هانئا يوم الغبيطين خيلنا وأدركن بسطاما وهن
شوازب هكذا ذكره أبو أحمد العسكري فجعل يوم الغبيطين غير يوم الغبيط ولا أبعد أن
يكونا واحدا لأنهم يكثرون في الشعر اسم الموضع بلفظ الاثنين كقولهم رامتان
وعمايتان وأمثالهما
الغبيط بفتح أوله وكسر ثانيه كأنه فعيل من الغبطة وهو حسن الحال أو من الغبط وهو
قريب من الحسد عند بعضهم وبعضهم فرق فقال الحسد أن يتمنى المرء انتقال نعمة
المحسود إليه والغبط أن يتمنى أن يكون له مثلها والغبيط من مراكب النساء الحرائر
والغبيط اسم واد ومنه صحراء الغبيط في كتاب ابن السكيت في قول امرىء القيس وألقى
بصحراء الغبيط بعاعه نزول اليماني ذي العياب المحمل قال الغبيط أرض لبني يربوع
وسميت الغبيط لأن وسطها منخفض وطرفها مرتفع كهيئة الغبيط وهو الرحل اللطيف وفي
كتاب نصر وفي حزن بني يربوع وهو قف غليظ مسيرة ثلاث في مثلها وهو بين الكوفة وفيد
أودية منها الغبيط وإياد وذو طلوح وذو كريب ويوم الغبيط من أفضل أيامهم ويقال له
يوم غبيط المدرة وغبيط الفردوس وهو في ديار بني يربوع يوم لبني يربوع دون مجاشع
ولا
شهدت يوم الغبيط مجاشع ولا نقلان الخيل من قلتي نسر وهذا اليوم الذي أسر فيه عتيبة
بن الحارث بن شهاب اليربوعي بسطام بن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقة ثم أطلقه وجز
ناصيته فقال الشاعر رجعن بهانىء وأصبن بشرا وبسطام يعض به القيود وقد ذكر في يوم
العظالى وقال لبيد بن ربيعة فإن امرأ يرجو الفلاح وقد رأى سواما وحيا بالأفاقة
جاهل غداة غدوا منها وآزر سربهم مواكب تحدى بالغبيط وجامل
غبية بفتح أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت مفتوحة وهي الدفعة من المطر وغبية
التراب ما سطع منه وغبية ذي طريف موضع
باب الغين والثاء وما يليهما
الغثاة قرية من حوران من أعمال دمشق منها عبد الله بن خليفة بن ماجد أبو محمد
الغثوي النجار سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار الكرندي قال
الحافظ أبو القاسم سمعت منه شيئا يسيرا وكان رجلا مستورا لم يكن الحديث من صنعته
وكان ملازما لحلقتي فسمع الحديث إلى أن مات روى عنه الحافظ وابنه القاسم أيضا
غثث بضم أوله وفتح ثانيه ثم ثاء أخرى وهو جمع غثة يقال اغتثت الخيل واغتفت إذا
أصابت شيئا من الربيع وهي الغثة والغفة والغث الرديء من كل شيء وذو غثث ماء لغني
عن الأصمعي وقال أبو بكر بن موسى ذو غثث جبل بحمى ضرية تخرج سيول التسرير منه ومن
نضاد
باب الغين والجيم وما يليهما
غجدوان بضم أوله وسكون ثانيه وضم الدال وآخره نون من قرى بخارى
غجساج بضم أوله وسكون ثانيه ثم سين مهملة وآخره جيم موضع عجمي لأن الغين والجيم
قلما يجتمعان في كلمة قال الخليل الغين والجيم لا يجتمعان إلا مع اللام والنون
والباء والميم ثم ذكر خمسة ألفاظ فقط غلج وغنج وجغب ومغج وغبج
باب الغين والدال وما يليهما
غدامس بفتح أوله ويضم وهي عجمية بربرية فيما أحسب وهي مدينة بالمغرب ثم في جنوبيه
ضاربة في بلاد السودان بعد بلاد زافون تدبغ فيها الجلود الغدامسية وهي من أجود
الدباغ لا شيء فوقها في الجودة كأنها ثياب الخز في النعومة والإشراق وفي وسطها عين
أزلية وعليها أثر بنيان عجيب رومي يفيض الماء فيها ويقسمه أهل البلدة بأقساط
معلومة لا يقدر أحد أن يأخذ أكثر من حقه وعليه يزرعون وأهلها بربر يقال لهم تناورية
غدان بالفتح قرية من قرى نسف بما وراء النهر وقيل من قرى بخارى ينسب إليها أحمد بن
إسحاق الغداني سمع مع أبي كامل الحديث من شيوخه
غداود بفتح أوله وبعد الألف واو مفتوحة ودال محلة من حائط سمرقند على فرسخ
غدر بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء بلفظ الغدر ضد الوفاء من قرى الأنبار
غدر
بوزن زفر يجوز أن يكون معدولا من غادر من مخاليف اليمن وفيه ناعط ويذكر في موضعه
وهو حصن عجيب وهو الكثير الحجارة الصعب المسلك وهو من البناء القديم ويصحف بعذر
غدشفرد بضم أوله وفتح ثانيه وشين معجمة ساكنة وفاء مفتوحة وراء ساكنة ودال مهملة من
قرى بخارى
غدق بالتحريك وآخره قاف بئر غدق بالمدينة ذكرت في بئر غدق وعندها أطم البلويين
الذي يقال له القاع
غدير تصغير الغدر ضد الوفاء وتصغير غدير الماء على الترخيم واد في ديار مضر له ذكر
في الشعر
غدير بفتح أوله وكسر ثانيه وأصله من غادرت الشيء إذا تركته وهو فعيل بمعنى مفعول
كأن السيل غادره في موضعه فصار كل ماء غودر من ماء المطر في مستنقع صغيرا كان أو
كبيرا غير أنه لا يبقى إلى القيظ سمي غديرا وغدير الأشطاط في شعر ابن قيس الرقيات
ذكر في الأشطاط و غدير خم بين مكة والمدينة بينه وبين الجحفة ميلان وقد ذكر خم في
موضعه وقال بعض أهل اللغة الغدير فعيل من الغدر وذاك أن الإنسان يمر به وفيه ماء
فربما جاء ثانيا طمعا في ذلك الماء فإذا جاءه وجده يابسا فيموت عطشا وقد ضربه
صديقنا فخر الدولة محمد بن سليمان قطرمش مثلا في شعر له فقال إذا ابتدر الرجال ذرى
المعالي مسابقة إلى الشرف الخطير يفسكل في غبارهم فلان فلا في العير كان ولا
النفير أجف ثرى وأخدع من سراب لظمآن وأغدر من غدير و الغدير ماء لجعفر بن كلاب
و غدير الصلب ماء لبني جذيمة قال الأصمعي والصلب جبل محدد قال مرة بن عباس كأن
غدير الصلب لم يصح ماؤه له حاضر في مربع ثم رابع و الغدير بلد أو قرية على نصف يوم
من قلعة بني حماد بالمغرب ينسب إليها أبو عبد الله الغديري المؤدب أحد العباد عن
السلفي قال أبو زياد الغدير من مياه الضباب على ثلاث ليال من حمى ضرية من جهة
الجنوب
والغدير الأسفل لربيعة بن كلاب والله الموفق للصواب
باب الغين والذال وما يليهما
غذقذونة بفتح أوله وسكون ثانيه وقاف مفتوحة وذال معجمة مضمومة وواو ساكنة ونون هو
اسم جامع للثغر الذي منه المصيصة وطرسوس وغيرهما ويقال له خذقذونة أيضا قال
الطبراني حدثني أبو زرعة الدمشقي قال سمعت أبا مسهر يقول استخلف يزيد بن معاوية
وهو ابن أربع وثلاثين سنة وعاش أربعين سنة إلا قليلا وكان مقيما بدير مران فأصاب
المسلمين سباء في بلاد الروم فبلغ ذلك يزيد فقال وما أبالي بما لاقت جموعهم
بالغذقذونة من حمى ومن موم إذا اتكأت على الأنماط مرتفقا ببطن مران عندي أم كلثوم
يعني أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز
فبلغ
معاوية ذلك فقال لا جرم والله ليلحقن بهم فيصيبه ما أصابهم وإلا خلعته فتهيأ يزيد
للرحيل وكتب إلى أبيه تجنى لا تزال تعد ذنبا لتقطع حبل وصلك من حبالي فيوشك أن
يريحك من بلائي نزولي في المهالك وارتحالي
غذم بضم أوله وثانيه جمع غذم وهو نبت قال القطامي في عثعث ينبت الحوذان والغذما
وقيل الغذيمة كل كلإ وشيء يركب بعضه بعضا ويقال هي بقلة تنبت بعد مسير الناس من
الدار وذو غذم موضع من نواحي المدينة قال إبراهيم بن هرمة ما بالديار التي كلمت من
صمم لو كلمتك وما بالعهد من قدم وما سؤالك ربعا لا أنيس به أيام شوطى ولا أيام ذي
غذم وقال قرواش بن حوط نبئت أن عقال وابن خويلد بنعاف ذي غذم وأن لا أعلما ينمي
وعيدهما إلي وبيننا شم فوارع من هضاب يلملما لا تسأما لي من رسيس عداوة أبدا فليس
بمنتي أن تسلما
غذوان بالفتح والتحريك وآخره نون والغذوان النشيط من الخيل وغذا السقاء يغذو غذوانا
إذا سال و الغذوان المسرع قال امرؤ القيس كتيس ظباء الحلب الغذوان وغذوان اسم ماء
بين البصرة والمدينة عن نصر
باب الغين والراء وما يليهما
الغراء بالفتح والمد وهو تأنيث الأغر وفرس أغر إذا كان ذا غرة وهو بياض في مقدم
وجهه والغر طيور سود بيض الرؤوس من طير الماء الواحدة غراء ذكرا كان أو أنثى
والأغر الأبيض وقد يستعار لكل ممدوح وقال الأصمعي الغراء موضع في ديار بني أسد
بنجد وهي جريعة في ديار ناصفة وناصفة قويرة هناك وأنشد كأنهم ما بين ألية غدوة
وناصفة الغراء هدي محلل في أبيات وذكر ابن الفقيه في عقيق المدينة قال ثم ذو
الضروبة ثم ذو الغراء وقال أبو وجزة كأنهم يوم ذي الغراء حين غدت نكبا جمالهم
للبين فاندفعوا لم يصبح القوم جيرانا فكل نوى بالناس لا صدع فيها سوف تنصدع
الغرابات بلفظ جمع غرابة موضع في شعر لبيد وهي أمواه لخزاعة أسفل كلية وقال كثير
أقيدي دما يا أم عمرو هرقته فيكفيك فعل القاتل المتعمد ولن يتعدى ما بلغتم براكب
زورة أسفار تروح وتغتدي فظلت بأكناف الغرابات تبتغي مظنتها واستبرأت كل مرتد وقال
الحفصي الغرابات قرب العرمة
لمن
الدار تعفى رسمها بالغرابات فأعلى العرمه
غراب بلفظ واحد الغربان موضع معروف بدمشق قال كثير فلولا الله ثم ندى ابن ليلى
وأني في نوالك ذو ارتغاب وباقي الود ما قطعت قلوصي مسافة بين مصر إلى غراب ومما
يدل على أن غرابا بالشام قول عدي بن الرقاع حيث قال كلما ردنا شطا عن هوها شطنت
دار ميعة حقباء بغراب إلى الإلاهة حتى تبعت أمهاتها الأطلاء فترددن بالسماوة حتى
كذبتهن غدرها والنهاء وكل هذه بالشام هكذا ذكر ابن السكيت في شرح شعر كثير
و غراب أيضا جبل قرب المدينة قال ابن هشام في غزاة النبي صلى الله عليه و سلم لبني
لحيان خرج من المدينة فسلك على غراب جبل بناحية المدينة على طريقه إلى الشام وإياه
أراد معن بن أوس المزني لأنها منازل مزينة تأبد لأي منهم فعقائده فذو سلم أنشاجه
فسواعده فمندفع الغلان من جنب منشد فنعف الغراب خطبه فأساوده
الغرابة باليمامة قال الحفصي هي جبال سود وإنما سميت الغرابة لسوادها قال بعض بني
عقيل يا عامر بن عقيل كيف يكفركم كعب ومنها إليكم ينتهي الشرف أفنيتم الحر من سعد
ببارقة يوم الغرابة ما في برقها خلف ومما أقطعها النبي صلى الله عليه و سلم مجاعة
بن مرارة الغورة وغرابة والحبل
الغرابة بالفتح بعد الألف باء موحدة وهو الشيء الغريب فيما أحسب موضع في قول
الشاعر تذكرت ميتا بالغرابة ثاويا
الغرابي من حصون بلاد اليمن و الغرابي أيضا رمل معروف بطريق مصر بين قطية والصالحة
صعب المسلك
غرار بالضم وتكرير الراء بوزن غراب مرتجل فيما أحسب اسم جبل بتهامة
غراز بالفتح وآخره زاي يجوز أن يكون مبنيا مثل نزال وغراز من الغرز بالإبرة وغيرها
وهو موضع عن الزمخشري
الغراف هو فعال بالتشديد من الغرف وهو نهر كبير تحت واسط بينها وبين البصرة كأنه
يغترف كثيرا لأن فعالا بالتشديد من أبنية التكثير وإن كان قد جاء منه ما ليس
للتكثير وهو قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد وقول طرفة ولست بحلال التلاع مخافة
ولكن متى يسترفد القوم أرفد فإنه إذا امتنع الكثير وقع القليل والله منزه عن قليل
الظلم وكثيره وكذلك طرفة لم يرد أنه يحل التلاع قليلا مخافة من الرفد ولكن أراد أن
يمتنع عن ذلك بالكلية وعلى هذا النهر كورة فيها قرى كثيرة وهي بطائح وقد نسب إليها
قوم من أهل العلم
غراق
مكان يمان فيما يحسب نصر
الغراميل جمع غرمول وهو الذكر الضخم لا أعرف له معنى غيره وهي هضاب حمر قال الشماخ
محويين سنام عن يمينهما وبالشمال مشان فالغراميل حوى عدا
غران بضم أوله وتخفيف ثانيه كذا ضبطه أبو منصور وجعل نونه أصلية مثل غراب وما أراه
إلا علما مرتجلا وقال هو اسم موضع بتهامة وأنشد بغران أو وادي القرى اضطربت نكباء
بين صبا وبين شمال وقال كثير عزة يصف سحابا إذا خر فيه الرعد عج وأرزمت له عوذ
منها مطافيل عكف إذا استدبرته الريح كي تستخفه تزاجر ملحاح إلى المكث مرجف ثقيل
الرحى واهي الكفاف دنا له ببيض الربى ذو هيدب متعصف رسا بغران واستدارت به الرحى
كما يستدير الزاحف المتغيف فداك سقى أم الحويرث ماؤه بحيث انتوت واهي الأسرة مرزف
وقال ابن السكيت غران واد ضخم بالحجاز بين ساية ومكة وقال عرام بن الأصبغ وادي
رهاط يقال له غران وقد ذكر رهاط في موضعه وأنشد فان غرانا بطن واد أجنه لساكنه عقد
علي وثيق قال وفي غربيه قرية يقال لها الحديبية وقال الفضل بن العباس بن عتبة بن
أبي لهب من خط بن اليزيدي تأمل خليلي هلى ترى من ظعائن بذي السرح أو وادي غران
المصوب جزعن غرانا بعدما متع الضحى على كل موار الملاط مدرب قال ابن إسحاق في غزاة
الرجيع فسلك رسول الله صلى الله عليه و سلم على غراب جبل بناحية المدينة على طريقه
إلى الشام ثم على مخيض ثم على البتراء ثم صفق ذات اليسار ثم خرج على يين ثم على
صخيرات اليمامة ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكة ثم استبطن السيالة
فأغذ السير سريعا حتى نزل على غران وهي منازل بني لحيان و غران واد بين أمج وعسفان
إلى بلد يقال له ساية قال الكلبي ولما تفرقت قضاعة عن مأرب بعد تفرق الأزد انصرفت
ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هنى بن
بلي في أهله وولده في جماعة من قومه فنزلت أمج وغران وهما واديان يأخذان من حرة
بني سليم ويفرغان في البحر فجاءهم سيل وهم نيام فذهب بأكثرهم وارتحل من بقي منهم
فنزل حول المدينة
الغران بفتح أوله وتشديد ثانيه تثنية الغر وهو الكسر في الجلد من السمن والغر زق
الطائر فرخه والغر الشرك في الطريق ومنه اطو الثوب على غره أي على كسره والغر
النهر الصغير اسم موضع في قول مزاحم العقيلي أتعرف بالغرين دارا تأبدت من الوحش
واستفت عليها العواصف
صبا
وشمال نيرج يقتفيهما أحايين لمات الجنوب الزفازف وقفت بها لا قاضيا لي لبانة ولا
أنا عنها مستمر فصارف سراة الضحى حتى ألاذ بخفها بقية منقوص من الظل ضايف وقال
صحابي بعد طول سماحة على أي شيء أنت في الدار واقف
الغربات بالضم وبعد الراء باء موحدة كأنه جمع غربة يجوز أن يكون سمي عدة مواضع كل
واحد منها غربة ثم جمعت وهي اسم موضع قتل فيه بعض بني أسد فقال شاعرهم ألا يا طال
بالغربات ليلي وما يلقى بنو أسد بهنه وقائلة أسيت فقلت جير أسي إنني من ذاك إنه
غرب بضم أوله وتشديد ثانيه وآخره باء موحدة علم مرتجل لهذا الموضع اسم جبل دون
الشام في ديار بني كلب وعنده عين ماء تسمى غربة قال المتنبي عشية شرقي الحدالى
وغرب وقال أبو زياد غرب ماء بنجد ثم بالشريف من مياه بني نمير قال جران العود
النميري أيا كبدا كادت عشية غرب من الشوق إثر الظاعنين تصدع عشية ما في من أقام
بغرب مقام ولا في من مضى متسرع قال لبيد فأي أوان ما تجئني منيتي بقصد من المعروف
لا أتعجب فلست بركن من أبان وصاحة ولا الخالدات من سواج وغرب قضيت لبانات وسليت
حاجة ونفس الفتى رهن بغمزة مؤرب أي بغمزة ذي إرب ودهي
غربنكي بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة وكاف مكسورة البلخ اثنا عشر
نهرا عليها ضياعها ورساتيقها هذا أحدها
غربة بالضم والتشديد ثم باء موحدة ماء عند جبل غرب
غربة بالتحريك كأنه واحدة من شجر الغرب وهو الخلاف أحد أبواب دار الخلافة المعظمة
ببغداد سمي بغربة كانت فيه وقال أبو زياد الغرب والواحدة غربة وهي شجرة ضخمة شاكة
خضراء يتخذ منها القطران تكون بالحجاز هذا عند العرب وأما أهل بغداد فلا يعرفون
الغرب إلا شجر الخلاف وقد نسب إليها بعض الرواة منهم أبو الخطاب نصر بن أحمد بن
عبد الله بن البطر القارىء الغربي سمع أصحاب المحاملي وعمر حتى رحل إليه أصحاب
الحديث وانفرد بالرواية عن جماعة منهم أبو الحسن بن رزق البزاز وأبو عبد الله عبد
الله بن يحيى البيع وغيرهما روى عنه قاضي المارستان وغيره ومات سنة 464 ومولده سنة
793 أو 893 وكان ثقة
الغرتان بفتح أوله وتشديد ثانيه وتاء تثنية غرة بلفظ المرة الواحدة من الغرور وهما
أكمتان سوداوان يسرة الطريق إذا خرجت من توز إلى سميراء
الغرد قال نصر بسكون الراء ولم يزد في إيضاحه قال وهو بناء للمتوكل بسر من رأى في
دجلة
أنفق
عليه ألف ألف درهم ولم يصح لي أنا ضبطه وما أظنه إلا الفرد والله أعلم
الغرد بفتح أوله وكسر ثانيه وكل صايت طرب الصوت غرد وهو جبل بين ضرية والربذة
بشاطىء الجريب الأقصى لبني محارب وفزارة وقيل من شاطىء ذي حسى بأطراف ذي ظلال
غرديان بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وياء مثناة من تحت وآخره نون قرية من
قرى كس بما وراء نهر جيحون
الغر بالفتح ثم التشديد تقدم اشتقاقه في الغران وهو موضع بينه وبين هجر يومان قال
الراجز فالغر ترعاه فجنبي جفر قال نصر و غر ماء لبني عقيل بنجد أحد ماءين يقال
لهما الغران
غرزة موضع في بلاد هذيل قال مالك بن خالد الهذلي لميثاء دار كالكتاب بغرزة قفار
وبالمنحاة منها مساكن
الغرس بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة والغرس في لغتهم الفسيل أو الشجر الذي
يغرس لينبت والغرس غرسك الشجر وبئر غرس بالمدينة جاء ذكرها في غير حديث وهي بقباء
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يستطيب ماءها ويبارك فيه وقال لعلي رضي الله عنه
حين حضرته الوفاة إذا أنا مت فاغسلني من ماء بئر غرس بسبع قرب وقد ورد عنه عليه
الصلاة و السلام أنه بصق فيها وقال إن فيها عينا من عيون الجنة وفي حديث ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قاعد على شفير غرس رأيت الليلة كأني
جالس على عين من عيون الجنة يعني بئر غرس وقال الواقدي كانت منازل بني النضير
ناحية الغرس وما والاها مقبرة بني حنظلة
ووادي الغرس بين معدن النقرة وفدك
غرسة بضم العين وسكون الراء والسين مهملة قرية ذات كروم وأشجار عثرية من كورة بين
النهرين بين الموصل ونصيبين
غرشستان بالفتح ثم السكون وشين معجمة مكسورة وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره
نون يراد به النسبة إلى غرش معناه موضع الغرش ويقال غرشتان وهي ولاية برأسها ليس
لها سلطان ولا لسلطان عليها سبيل هراة في غربيها والغور في شرقيها ومرو الروذ عن
شماليها وغزنة عن جنوبيها وقال البشاري هي غرج الشار والغرج هي الجبال والشار هو
الملك فتفسيره جبال الملك والعوام يسمونها غرجستان وملوكها إلى اليوم يخاطبون
بالشار وهي ناحية واسعة كثيرة القرى بها عشرة منابر أجلها ببشير وفيها مستقر الشار
ولهم نهر وهو نهر مرو الروذ قال وعلى هذه الولاية دروب وأبواب حديد لا يمكن أحدا
دخولها إلا بإذن وثم عدل حقيقي وبقية من عدل العمرين وأهلها صالحون وعلى الخير
مجبولون وقال الإصطخري غرج الشار لها مدينتان إحداهما تسمى بشير والأخرى سورمين
وهما متقاربتان في الكبر وليس بهما مقام للسلطان إنما الشار الذي تنسب إليه المملكة
مقيم في قرية في الجبل تسمى بليكان ولهاتين المدينتين مياه كثيرة وبساتين ويرتفع
من بشير أرز كثير يحمل إلى البلدان ومن سورمين زبيب كثير يحمل إلى البلدان ومن
بشير إلى
سورمين
نحو مرحلة مما يلي الجنوب في الجبل وقد نسب البحتري الشاه ابن ميكائيل إلى غرش أو
الغور فقال من قصيدة لتطلبن الشاه عيدية تغص من مدن بمن النسوع بالغرش أو بالغور
من رهطه أروم مجد ساندتها الفروع ليس الندى فيهم بديعا ولا ما بدأوه من جميل بديع
غرش بفتح أوله وسكون ثانيه وهو بين الشين المعجمة والجيم على لغة الفرس وبعض يقول
غرج وهو الموضع الذي ذكر آنفا فقيل فيه غرجستان وهو بين غزنة وكابل وهراة وبلخ
والغالب على تسميته اليوم على لسان أهل خراسان بالغور
غرف بالفتح ثم السكون ثم الفاء شجر يدبغ به الأديم ومنه الأديم الغرفي وقال
العمراني الغرف موضع ولم يزد
غرفة بضم أوله وسكون ثانيه والفاء والغرفة العلية من البناء وهو اسم قصر باليمن
قال لبيد ولقد جرى لبد فأدرك جريه ريب المنون وكان غير مثقل لما رأى لبد النسور
تطايرت رفع القوادم كالعقير الأعزل من تحته لقمان يرجو نهضه ولقد يرى لقمان ألا
يأتلي غلب الليالي خلف آل محرق وكما فعلن بهرمز وبهرقل وغلبن أبرهة الذي ألفيته قد
كان خلد فوق غرفة موكل وقيل موكل اسم رجل وقال الأسود بن يعفر فإن يك يومي قد دنا
وإخاله لوارده يوما إلى ظل منهل فقبلي مات الخالدان كلاهما عميد بني جحوان وابن
المضلل وعمرو بن مسعود وقيس بن خالد وفارس رأس العين سلمى بن جندل وأسبابه أهلكن
عادا وأنزلت عزيزا يغني فوق غرفة موكل تغنيه بحاء الغناء مجيدة بصوت رخيم أو سماع
مرتل وقال نصر غرفة بأوله غين معجمة مفتوحة ثم راء ساكنة بعدها فاء موضع من اليمن
بين جرش وصعدة في طريق مكة قلت والأول أصح وبيت لبيد يشهد له إلا أن يكون هذا
موضعا آخر
الغرفي موضع باليمن قال الأفوه الأودي جلبنا الخيل من غيدان حتى وقعناهن أيمن من
صناف وبالغرفي والعرجاء يوما وأياما على ماء الطفاف
غرقد بفتح أوله وسكون ثانيه وقاف مفتوحة ثم دال وهو نبت وهو كبار العوسج وبه سمي
بقيع الغرقد مقبرة أهل المدينة
الغرقدة قال الأصمعي فوق الثلبوت من أرض نجد ماءة يقال لها الغرقدة لنفر من بني
نمير بن صعصعة ثم من بني هوازن من قيس عيلان وقال نصر لنفر من بني عمير بن نصر بن
قعين تحت ماءة الخربة لبني الكذاب من غنم بن دودان
غرق
بالفتح ثم السكون وآخره قاف من قرى مرو وهي غير غزق الذي هو بالزاي من قرى مرو
أيضا فإن كان عربيا فهو اسم أقيم مقام المصدر الحقيقي كقوله تعالى والنازعات غرقا
والناشطات نشطا وهو من أغرقت النبل وغرقته إذا بلغت به غاية المد في القوس والله
أعلم وقال أبو سعد السمعاني المروزي لا أعرف بمرو غزق بالزاي وإنما أعرف غرق
بالراء الساكنة ولعل الأمير أبا نصر بن ماكولا اشتبه عليه فذكرها بالزاي وينسب
إليها جرموز بن عبد الله الغرقي يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأبي نميلة وهو
ضعيف
غرق بضم أوله وفتح ثانيه بوزن زفر كأنه معدول عن غارق من الغرق في الماء ويجوز أن
يكون من اغترق الفرس الخيل إذا سبقها بعد أن خالطها و غرق مدينة باليمن لهمدان
غرقة بفتح أوله وسكون ثانيه وغرقة قرية باليمامة ذكرها ذو الرمة قرية ونخل لبني
عدي بن حنيفة
غرمى بالتحريك والقصر على وزن بشكى وجمزى وأصله من الغرم وهو أداء شيء يلزم فيما
أحسب هكذا ضبطه الأديبي وقال هو اسم موضع
غرناطة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون وبعد الألف طاء مهملة قال أبو بكر بن طرخان
بن بجكم قال لي أبو محمد عفان الصحيح أغرناطة بالألف في أوله أسقطها العامة كما
أسقطوها من البيرة فقالوا لبيرة قال ابن بجكم وقال لي الشيخان أبو الحجاج يوسف بن
علي القضاعي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد البردي الحياني غرناطة بغير ألف
قال ومعنى غرناطة رمانة بلسان عجم الأندلس سمي البلد لحسنه بذلك قال الأنصاري وهي
أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها يشقها النهر
المعروف بنهر قلزم في القديم ويعرف الآن بنهر حداره يلقط منه سحالة الذهب الخالص وعليه
أرحاء كثيرة في داخل المدينة وقد اقتطع منه ساقية كبيرة تخترق نصف المدينة فتعم
حماماتها وسقاياتها وكثيرا من دور الكبراء وله نهر آخر يقال له سنجل واقتطع لها
منه ساقية أخرى تخترق النصف الآخر فتعمه مع كثير من الأرباض وبينها وبين البيرة
أربعة فراسخ وبينها وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا
الغرنق كذا ضبطه نصر وقال هو موضع بالحجاز وقيل غرنق ماء بأبلى بين معدن بني سليم
والسوارقية
غرنيطوف بفتح أوله وسكون ثانيه ونون مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة وطاء مهملة
مضمومة وواو ساكنة وفاء بلد في أقصى المغرب على ساحل البحر بعد سلا وليس بعده
عمارة
غروب بالضم وآخره باء وهو جمع غرب وهو التمادي ومنه كف غربه وغرب كل شيء حده وسيف
غرب قاطع والغرب يوم السقي والغرب الدلو الكبير الذي يستقى فيه بالسانية وفرس غرب
كثير العدو والغروب الدموع التي تخرج من العين والغرب التنحي والغرب المغرب ويجوز
أن يكون جمع غرب بالتحريك وهو ورم في مآقي العين تسيل منه والغرب الموضع الذي يسيل
فيه الماء
بين
البئر والحوض والغرب ماء الأسنان الذي يجري عليها والغرب شجر معروف والغرب جام من
فضة وأصابه سهم غرب إذا كان لا يدرى من رماه وهو مضاف وقد يقال غير ذلك والغروب
موضع ذكره صاحب كتاب البيان وهو في شعر النابغة الجعدي ومسكنها بين الغروب إلى
اللوى إلى شعب ترعى بهن فعيهم ليالي تصطاد الرجال بفاحم وأبيض كالإغريض لم يتثلم
غرور بضم أوله وتكرير الراء وهي الأباطيل
كأنه جمع غر مصدر غررته غرا وهو أحسن من أن يجعل مصدر غررته غرورا لأن المتعدي من
الأفعال لا تكاد تقع مصادرها على فعول إلا شاذا والغرور في قوله تعالى ولا يغرنكم
بالله الغرور هو ما تقدم وقيل ما اغتر به من متاع الدنيا وقرىء بالفتح وليس كلامنا
فيه والغرور جبل بدمخ في ديار عمرو بن كلاب وفي كتاب الأصمعي غرور جبل ماؤه الثلماء
وقال أبو زياد الغرورة ماء لبني عمرو بن كلاب وهي حذاء جبل يسمى غرورا وأنشد للسري
بن حاتم يقول تلبث عن بهية حادياها قليلا ثم قاما يحدوان كأنهما وقد طلعا غرورا
جناحا طائر يتقلبان و الغرور أيضا ثنية باليمامة وهي ثنية الأحيسى ومنها طلع خالد
بن الوليد رضي الله عنه على مسيلمة الكذاب قال امرؤ القيس عفا شطب من أهله فغرور
فموبولة إن الديار تدور
غرة بضم أوله وتشديد ثانيه في الحديث جعل في الجنين غرة عبدا أو أمة وقال أبو سعيد
الضرير الغرة عند العرب أنفس شيء يملك وهو العبد والمال والفرس والبعير والفاضل من
كل شيء وغرة القوم سيدهم ويقال لثلاث ليال من أول الشهر غرر الواحدة غرة وغرة
الفرس بياض في جبهته وفيه غير ذلك و غرة أطم بالمدينة لبني عمرو بن عوف بني مكانه
منارة مسجد قباء
الغرو بفتح أوله وسكون ثانيه والواو معربة موضع قرب المدينة قال عروة بن الورد عفت
بعدنا من أم حسان غضور وفي الرمل منها آية لا تغير وبالغرو والغراء منها منازل
وحول الصفا وأهلها متدور ليالينا إذ جيبها لك ناصح وإذ ريحها مسك ذكي وعنبر
غريان قلعة باليمن في جبل شطب
الغريان تثنية الغري وهو المطلي الغراء ممدود وهو الغراء الذي يطلى به والغري فعيل
بمعنى مفعول والغري الحسن من كل شيء يقال رجل غري الوجه إذا كان حسنا مليحا فيجوز
أن يكون الغري مأخوذا من كل واحد من هذين والغري نصب كان يذبح عليه العتائر
والغريان طربالان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال ابن دريد الطربال قطعة من جبل أو قطعة من حائط تستطيل في السماء
وتميل وفي الحديث كان عليه الصلاة و السلام إذا مر بطربال مائل أسرع المشي والجمع
الطرابيل
وقيل
الطربال القطعة العالية من الجدار والصخرة العظيمة المشرفة من الجبل وطرابيل الشام
صوامعها
و الغريان أيضا خيالان من أخيلة حمى فيد بينهما وبين فيد ستة عشر ميلا يطؤهما طريق
الحاج عن الحازمي والخيال ما نصب في أرض ليعلم أنها حمى فلا تقرب وحمى فيد معروف
وله أخيلة وفيهما يقول الشاعر فيما أحسب وهل أرين بين الغريين فالرجا إلى مدفع
الريان سكنا تجاوره لأن الرجا والريان قريتان من هذا الموضع وقال ابن هرمة أتمضي
ولم تلمم على الطلل القفر لسلمى ورسم بالغريين كالسطر عهدنا به البيض المعاريب
للصبا وفارط أحواض الشباب الذي يقري وقال السمهري العكلي ونبئت ليلى بالغريين سلمت
علي ودوني طخفة ورجامها عديد الحصى والأثل من بطن بيشة وطرفائها ما دام فيها حمامها
قال فأما الغريان بالكوفة فحدث هشام بن محمد الكلبي قال حدثني شرقي بن القطامي قال
بعثني المنصور إلى بعض الملوك فكنت أحدثه بحديث العرب وأنسابها فلا أراه يرتاح
لذلك ولا يعجبه قال فقال لي رجل من أصحابه يا أبا المثنى أي شيء الغري في كلام
العرب قلت الغري الحسن والعرب تقول هذا رجل غري وإنما سميا الغريين لحسنهما في ذلك
الزمان وإنما بني الغريان اللذان في الكوفة على مثل غريين بناهما صاحب مصر وجعل
عليهما حرسا فكل من لم يصل لهما قتل إلا أنه يخيره خصلتين ليس فيهما النجاة من
القتل ولا الملك ويعطيه ما يتمنى في الحال ثم يقتله فغبر بذلك دهرا قال فأقبل قصار
من أهل إفريقية ومعه حمار له وكذين فمر بهما فلم يصل فأخذه الحرس فقال ما لي
فقالوا لم تصل للغريين فقال لم أعلم فذهبوا به إلى الملك فقالوا هذا لم يصل
للغريين فقال له ما منعك أن تصلي لهما قال لم أعلم وأنا رجل غريب من أهل إفريقية
أحببت أن أكون في جوارك لأغسل ثيابك وثياب خاصتك وأصيب من كنفك خيرا ولو علمت
لصليت لهما ألف ركعة فقال له تمن فقال وما أتمنى فقال لا تتمن الملك ولا أن تنجي
نفسك من القتل وتمن ما شئت قال فأدبر القصار وأقبل وخضع وتضرع وأقام عذره لغربته
فأبى أن يقبل فقال إني أسألك عشرة آلاف درهم فقال علي بعشرة آلاف درهم قال وبريدا
فأتى البريد فسلم إليه وقال إذا أتيت إفريقية فسل عن منزل فلان القصار فادفع هذه
العشرة آلاف درهم إلى أهله ثم قال له الملك تمن الثانية فقال أضرب كل واحد منكم
بهذا الكذين ثلاث ضربات واحدة شديدة وأخرى وسطى وأخرى دون ذلك قال فارتاب الملك
ومكث طويلا ثم قال لجلسائه ما ترون قالوا نرى أن لا تقطع سنة سنها آباؤك قالوا
فبمن تبدأ قال أبدأ بالملك ابن الملك الذي سن هذا قال فنزل عن سريره ورفع القصار
الكذين فضرب أصل قفاه فسقط على وجهه فقال الملك ليت شعري أي الضربات هذه والله لئن
كانت الهينة ثم جاءت الوسطى والشديدة لأموتن فنظر إلى الحرس وقال أولاد الزنا
تزعمون أنه لم يصل وأنا والله رأيته حيث صلى خلوا سبيله
سبيله واهدموا الغريين قال فضحك القصار حتى جعل يفحص برجله من كثرة الضحك قلت أنا فالذي يقع لي ويغلب على ظني أن المنذر لما صنع الغريين بظاهر الكوفة سن تلك السنة ولم يشرط قضاء الحوائج الثلاث التي كان يشرطها ملك مصر والله أعلم وأن الغريين بظاهر الكوفة بناهما المنذر بن امرىء القيس بن ماء السماء وكان السبب في ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نضلة والآخر عمرو بن مسعود فثملا فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه فأمر وهو سكران فحفر لهما حفيرتان في ظهر الكوفة ودفنهما حيين فلما أصبح استدعاهما فأخبر بالذي أمضاه فيهما فغمه ذلك وقصد حفرتهما وأمر ببناء طربالين عليهما وهما صومعتان فقال المنذر ما أنا بملك إن خالف الناس أمري لا يمر أحد من وفود العرب إلا بينهما وجعل لهما في السنة يوم بؤس ويوم نعيم يذبح في يوم بؤسه كل من يلقاه ويغري بدمه الطربالين فإن رفعت له الوحش طلبتها الخيل وإن رفع طائر أرسل عليه الجوارح حتى يذبح ما يعن ويطليان بدمه ولبث بذلك برهة من دهره وسمى أحد اليومين يوم البؤس وهو اليوم الذي يقتل فيه ما ظهر له من إنسان وغيره وسمى الآخر يوم النعيم يحسن فيه إلى كل من يلقى من الناس ويحملهم ويخلع عليهم فخرج يوما من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر وقد جاء ممتدحا فلما نظر إليه قال هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد فقال عبيد أتتك بحائن رجلاه فأرسلها مثلا فقال له المنذر أو أجل قد بلغ أناه فقال رجل ممن كان معه أبيت اللعن اتركه فإني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما تريد من قتله فاسمع فإن سمعت حسنا فاستزده وإن كان غيره قتلته وأنت قادر عليه فأنزل فطعم وشرب ثم دعا به المنذر فقال له زدنيه ما ترى قال أرى المنايا على الحوايا ثم قال له المنذر أنشدني فقد كان يعجبني شعرك فقال عبيد حال الجريض دون القريض وبلغ الحزام الطبيين فأرسلهما مثلين فقال له بعض الحاضرين أنشد الملك هبلتك أمك فقال عبيد وما قول قائل مقتول فأرسلها مثلا أي لا تدخل في همك من لا يهتم بك قال المنذر قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك قال عبيد من عز بز فأرسلها مثلا فقال المنذر أنشدني قولك أقفر من أهله ملحوب فقال عبيد أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد عنت له منية تكود وحان منها له ورود فقال له المنذر أسمعني يا عبيد قولك قبل أن أذبحك فقال والله إن مت ما ضرني وإن عشت ما عشت في واحده فأبلغ بني وأعمامهم بأن المنايا هي الوارده لها مدة فنفوس العباد إليها وإن كمهت قاصده فلا تجزعوا لحمام دنا فللموت ما تلد الوالده فقال المنذر ويلك أنشدني فقال هي الخمر بالهزل تكنى
فقال المنذر يا عبيد لا بد من الموت وقد علمت أن النعمان ابني لو عرض لي يوم بؤسي لم أجد بدا من أن أذبحه فأما أن كانت لك وكنت لها فاختر إحدى ثلاث خلال إن شئت فصدتك من الأكحل وإن شئت من الأبجل وإن شئت من الوريد فقال عبيد أبيت اللعن ثلاث خلال كساحيات واردها شر وارد وحاديها شر حاد ومعاديها شر معاد فلا خير فيها لمرتاد إن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت منها ذواهلي فشأنك وما تريد من مقاتلي فاستدعى له المنذر الخمر فشرب فلما أخذت منه وطابت نفسه وقدمه المنذر أنشأ يقول وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه خلالا أرى في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة سحائب ما فيها لذي خيرة أنق سحائب ريح لم توكل ببلدة فتتركها إلا كما ليلة الطلق ثم أمر به المنذر ففصد حتى نزف دمه فلما مات غرى بدمه الغريين فلم يزل على ذلك حتى مر به في بعض أيام البؤس رجل من طيء يقال له حنظلة فقرب ليقتل فقال أبيت اللعن إني أتيتك زائرا ولأهلي من بحرك مائرا فلا تجعل ميرتهم ما تورده عليهم من قتلي قال له المنذر لا بد من قتلك فسل حاجتك تقض لك قبل موتك فقال تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي فأحكم فيهم بما أريد ثم أسير إليك فينفذ في أمرك فقال له المنذر ومن يكفلك أنك تعود فنظر حنظلة في وجوه جلسائه فعرف شريك بن عمرو بن شراحيل الشيباني فقال يا شريك يا ابن عمرو هل من الموت محاله يا شريك يا ابن عمرو يا أخا من لا أخا له يا أخا المنذر فك ال يوم رهنا قد أنى له يا أخا كل مضاف وأخا من لا أخا له إن شيبان قبيل أكرم الناس رجاله وأبو الخيرات عمرو وشراحيل الحماله رقباك اليوم في المج د وفي حسن المقاله فوثب شريك وقال أبيت اللعن يدي بيده ودمي بدمه إن لم يعد إلى أجله فأطلقه المنذر فلما كان من القابل قعد المنذر في مجلسه في يوم بؤسه ينتظر حنظلة فأبطأ عليهم فقدم شريك ليقتل فلم يشعر إلا وراكب قد طلع فإذا هو حنظلة وقد تحنط وتكفن ومعه نادبته تندبه فلما رأى المنذر ذلك عجب من وفائه وقال ما حملك على قتل نفسك فقال أيها الملك إن لي دينا يمنعني من الغدر قال وما دينك قال النصرانية فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معا وأبطل تلك السنة وكان سبب تنصره وتنصر أهل الحيرة فيما زعموا وروى الشرقي بن القطامي قال الغري الحسن من كل شيء وإنما سميا الغريين لحسنهما وكان المنذر قد بناهما على سورة غريين كان بعض ملوك مصر بناهما وقرأت على ظهر كتاب شرح سيبويه للمبرد بخط الأديب عثمان بن عمر الصقلي النحوي الخزرجي ما صورته وجدت بخط أبي بكر السراج رحمه الله على ظهر جزء من أجزاء
كتاب
سيبويه أخبرني أبو عبد الله اليزيدي قال حدثني ثعلب قال مر معن بن زائدة بالغريين
فرأى أحدهما وقد شعث وهدم فأنشأ يقول لو كان شيء له أن لا يبيد على طول الزمان لما
باد الغريان ففرق الدهر والأيام بينهما وكل إلف إلى بين وهجران
غريب بضم أوله وفتح ثانيه يجوز أن يكون تصغير غرب لنوع من الشجر وقد تقدم معنى
الغرب قبل هذا أو تصغير غير ذلك مما يطول وهو واد في ديار كلب وجاء في شعر مضافا
إلى ضاح
الغريراء تصغير الغراء تأنيث الأغر موضع بحوف مصر كانت فيه وقعة موسى بن مصعب والي
مصر من قبل المهدي قتل فيها موسى بن مصعب في شوال سنة 168
الغريز آخره زاي هو تصغير غرز بالإبرة أو غيرها والغرز ركاب الرحال أو يكون تصغير
الغرز بالتحريك وهو نبت جاء في حديث عمر حين رأى في روث فرس شعيرا في عام الرمادة
فقال لئن عشت لأجعلن له من غرز البقيع ما يكفيه ويغنيه عن قوت المسلمين و الغريز
ماء بضرية في ممتنع العلم يستعذبه الناس لشفاههم لقلته وقيل هي رديهة عذبة لشفه
الناس في بلاد أبي بكر بن كلاب والردهة المورد والردهة أيضا صخرة تكون في مستنقع
الماء
الغريض بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وضاد معجمة والغريض الطري من كل شيء وكل
من ورد الماء باكرا فهو غارض والماء غريض و الغريض موضع عن الخوارزمي
غريف بالكسر ثم السكون وياء مثناة من تحت مفتوحة ثم فاء والغريف في كلامهم شجرة
معروفة قال لحا قبة الشوع والغريف والغريف جبل لبني نمير قال الخطفي جد جرير بن
عطية بن الخطفي الشاعر واسمه حذيفة كلفني قلبي ما قد كلفا هوازنيات حللن غريفا
أقمن شهرا بعدما تصيفا حتى إذا ما طرد الهيف السفا قربن بزلا ودليلا مخشفا إذا حبا
الرمل له تعسفا يرفعن بالليل إذا ما أسجفا أعناق جنان وهاما رجفا وعنقا بعد الكلال
خيطفى
غريفة مثل الذي قبله وزيادة هاء اسم ماء عند غريف الذي قبله في واد يقال له
التسرير وعمود غريفة أرض بالحمى لغني بن أعصر قال أبو زياد التسرير واد كما ذكرناه
في موضعه وفيه ماء يقال له غريفة ولها جبل يسمى غريفا
الغريفة تصغير الغرفة موضع في قول عدي بن الرقاع حيث قال يا من رأى برقا أرقت
لضوئه أمسى تلألأ في حواركه العلى لما تلحلح بالبياض عماؤه حول الغريفة كاد يثوي
أو ثوى
الغريق بلفظ تصغير غرق وهو الراسب في الماء واد لبني سليم
الغرية
بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء قرية من أعمال زرع من نواحي حوران ينسب إليها يعيش
بن عبد الرحمن بن يعيش الضرير الغروي سمع من أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن
قدامة المقدسي
الغرية بلفظ تصغير الغرا وهو ما طليت به شيئا أغزر ماء لغني قرب جبلة
غري تصغير الغرا وهو الشيء الذي يغرى أي يطلى به وهو ماء في قبلي أجإ أحد جبلي طيء
الغري بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء أحد الغريين اللذين أطلنا القول فيهما
آنفا والله الموفق للصواب
الغري بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء أحد الغريين اللذين أطلنا القول فيهما
آنفا والله الموفق للصواب
باب الغين والزاي وما يليهما
غزال بلفظ الغزال ذكر الظباء ثنية يقال لها قرن غزال قال الأزهري الغزال الشادن
حين يتحرك ويمشي قبل الإثناء قال عرام وعلى الطريق من ثنية هرشى بينها وبين الجحفة
ثلاثة أودية مسميات منها غزال وهو واد يأتيك من ناحية شمنصير وذروة وفيه آبار وهو
لخزاعة خاصة وهم سكانه أهل عمود ولذلك قال كثير يذكر إبلا قلن عسفان ثم رحن سراعا
طالعات عشية من غزال قصد لفت وهن متسقات كالعدولي لاحقات التوالي
غزائل بضم أوله وبعد الألف همزة ولام قال الأصمعي ماء بنجد لعبادة خاصة يقال له ذو
غزائل
غزران بضم أوله وسكون ثانيه وراء مهملة وآخره نون جمع غزير مثل كثيب وكثبان هو اسم
موضع
غزق بالتحريك وهو مهمل في كلام العرب قرية من قرى مرو الشاهجان وهي غير غرق التي
تقدم ذكرها ينسب إلى ذات الزاي جرموز بن عبيد روى عن أبي نعيم وأبي نميلة روى عنه
أبو نصر نصير بن مقاتل بن سليمان وهو ضعيف عندهم ذكر ذلك ابن ماكولا وقال أبو سعد
لا أعرف بمرو غزق بالزاي وأعرف فيها غرق ونسب إلى غرق بالراء جرموزا وأبا نميلة
والله أعلم قال أبو سعد غزق بالتحريك والزاي قرية من قرى فرغانة ينسب إليها القاضي
أبو نصر منصور بن أحمد بن إسماعيل الغزقي كان إماما فاضلا فقيها مبرزا سكن سمرقند
وحدث عنه أولاده في سنة 465
غزنة بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون هكذا يتلفظ بها العامة والصحيح عند العلماء
غزنين ويعربونها فيقولون جزنة ويقال لمجموع بلادها زابلستان وغزنة قصبتها وغزن في
وجوهه الستة مهمل في كلام العرب وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان وهي
الحد بين خراسان والهند في طريق فيه خيرات واسعة إلا أن البرد فيها شديد جدا بلغني
أن بالقرب منها عقبة بينهما مسيرة يوم واحد إذا قطعها القاطع وقع في أرض دفيئة
شديدة الحر ومن هذا الجانب برد كالزمهرير وقد نسب إلى هذه المدينة من لا يعد ولا
يحصى من العلماء وما زالت آهلة بأهل الدين ولزوم طريق أهل الشريعة والسلف الصالح
وهي كانت منزل بني محمود بن سبكتكين إلى أن انقرضوا
غزنيان بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون وقبل الألف ياء مثناة من تحت وآخره نون من
قرى كس بما وراء النهر
غزنيز
بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة وزاي من قرى خوارزم
من ناحية مراغرد
غزنين بوزن الذي قبله إلا أن آخره نون وهو الصحيح في اسم غزنة التي تقدم ذكرها قال
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المنجم وذكر من صحب من الملوك ثم قال ولما مضوا
واعتضت عنهم عصابة دعوا بالتناسي فاغتنمت التناسيا وخلفت في غزنين لحما كمضغة على
وضم للطير للعلم ناسيا في قصيدة ذكرتها في كتاب معجم الأدباء
غزوان بالفتح ثم السكون وآخره نون فعلان من الغزو وهو القصد وهو الجبل الذي على
ظهره مدينة الطائف
و غزوان أيضا محلة بهراة
غزة بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب أربع
وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وفي كتاب المهلبي أن غزة
والرملة من الإقليم الرابع قال أبو زيد العرب تقول قد غز فلان بفلان واغتز به إذا
اختصه من بين أصحابه و غزة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان
فرسخان أو أقل وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان قال أبو المنذر غزة كانت امرأة صور
الذي بنى صور مدينة الساحل قريبة من البحر وإياها أراد الشاعر بقوله ميت بردمان
وميت بسل مان وميت عند غزات وقال أبو ذؤيب الهذلي فما فضلة من أذرعات هوت بها
مذكرة عنس كهازئة الضحل سلافة راح ضمنتها إداوة مقيرة ردف لمؤخرة الرحل تزودها من
أهل بصرى وغزة على جسرة مرفوعة الذيل والكفل بأطيب من فيها إذا جئت طارقا ولم
يتبين صادق الأفق المجلي وفيها مات هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه و
سلم وبها قبره ولذلك يقال لها غزة هاشم قال أبو نواس وأصبحن قد فوزن من أرض فطرس
وهن عن البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وبالفرما من حاجهن شقور وقال
أحمد بن يحيى بن جابر مات هاشم بغزة وعمره خمس وعشرون سنة وذلك الثبت ويقال عشرون
سنة وقال مطرود بن كعب الخزاعي يرثيه مات الندى بالشام لما أن ثوى فيه بغزة هاشم
لا يبعد لا يبعدن رب الفتاء يعوده عود السقيم يجود بين العود محقانة ردم لمن
ينتابه والنصر منه باللسان وباليد وبها ولد الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس
الشافعي رضي الله عنه وانتقل طفلا إلى الحجاز فأقام وتعلم العلم هناك ويروى له
يذكرها وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى
الله أرضا لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني وإليها ينسب أبو عبد الله
محمد بن عمرو بن الجراح الغزي يروي عن مالك بن أنس والوليد بن مسلم وغيرهما روى
عنه أبو زرعة الرازي ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وإليها ينسب أيضا إبراهيم
بن عثمان الأشهبي الشاعر الغزي سافر الدنيا ومات بخراسان وكان قد خرج من مرو يقصد
بلخ فمات في الطريق في سنة 425 ومولده سنة 144 قال أبو منصور ورأيت في بلاد بني
سعد بن زيد مناة بن تميم رملة يقال لها غزة فيها أحساء جمة ونخل وقد نسب الأخطل
الوحش إلى غزة فقال يصف ناقة كأنها بعد ضم السير خيلها من وحش غزة موشي الشوى لهق
و غزة أيضا بلد بإفريقية بينه وبين القيروان نحو ثلاثة أيام ينزلها القوافل
القاصدة إلى الجزائر ذكر ذلك أبو عبيد البكري والحسن بن محمد المهلبي في كتابيهما
الغزيز بلفظ التصغير وهو بزايين ماء يقع عن يسار القاصد إلى مكة من اليمامة قال
أبو عمرو الغزيز ماء لبني تميم معروف قال جرير فهيهات هيهات الغزيز ومن به وهيهات
خل بالغزيز نواصله وقال نصر الغزيز بزايين معجمتين ماء قرب اليمامة في قف عند
الوركة لبني عطارد بن عوف بن سعد وقيل للأحنف بن قيس لما احتضر ما تتمنى قال شربة
من ماء الغزيز وهو ماء مر وكان موته بالكوفة والفرات جاره
الغزيل تصغير الغزال من الوحش دارة الغزيل لبني الحارث بن ربيعة بن بكر بن كلاب
غزية بضم الغين وفتح الزاي وتشديد الياء وقيل بفتح الغين وكسر الزاي وقيل بفتح
الراء المهملة موضع قرب فيد وبينهما مسافة يوم وثم ماء يقال له غمر غزية قيل إنه
أغزر ماء لغني وهو قرب جبلة عن نصر
باب الغين والسين وما يليهما
غسان يجوز أن يكون فعلان بالفتح من الغس وهو دخول الرجل في البلاد ومضيه فيها قدما
أو من غسسته في الماء إذا غطته ويجوز أن يكون فعالا من قولهم علمت أن ذلك من غسان
قلبك أي من أقصى نفسك أو من قولهم للشيء الجميل هو ذو غسن وأصل الغسن خصل الشعر من
المرأة والفرس وهو اسم ماء نزل عليه بنو مازن بن الأزد بن الغوث وهم الأنصار وبنو
جفنة وخزاعة فسموا به وفي كتاب عبد الملك بن هشام غسان ماء بسد مأرب باليمن كان
شربا لبني مازن بن الأزد بن الغوث ويقال غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفة وقال نصر
غسان ماء باليمن بين رمع وزبيد وإليه تنسب القبائل المشهورة وقيل هو اسم دابة وقعت
في هذا الماء فسمي الماء بها فأما الأنصار فهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة
بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث وأما
جفنة فهو ابن عمرو ابن عامر بن حارثة بن امرىء القيس وأما خزاعة فهم ولد عمرو بن
ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس وكان عمرو أول من بحر
البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وغير دين إسماعيل عليه السلام ودعا العرب إلى
عبادة
الأوثان
قال ابن الكلبي وغسان ماء باليمن قرب سد مأرب كان شربا لولد مازن بن الأزد بن
الغوث نزلوا عليه فسموا به وهذا فيه نظر لأن مازن من ولد مازن بن الأزد وقد قال هو
في جمهرة النسب إنه ليس من غسان والعتيك من ولد مازن ولم يقل إنه من غسان ويقال
غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفة والذين شربوا منه سموا به فسمي به قبائل من ولد
مازن بن الأزد وقد ذكرتهم الشعراء قال حسان وقيل سعد بن الحصين جد النعمان بن بشير
يا بنت آل معاذ إنني رجل من معشر لهم في المجد بنيان شم الأنوف لهم عز ومكرمة كانت
لهم من جبال الطود أركان إما سألت فإنا معشر نجب الأزد نسبتنا والماء غسان
غسل بضم أوله قال أبو منصور الغسل تمام غسل الجلد كله والغسل بالفتح المصدر والغسل
الخطمي وغسل جبل من عن يمين سميراء وبه ماء يقال له غسلة
غسل بالتحريك بوزن عسل النحل منقول عن الفعل الماضي من الغسل جبل بين تيماء وجبلي
طيء في الطريق بينه وبين لفلف يوم واحد
غسل بكسر أوله وسكون ثانيه ما يغسل به الرأس من الخطمي وغيره وذات غسل بين اليمامة
والنباج بينها وبين النباج منزلان كانت لبني كليب بن يربوع ثم صارت لبني نمير قاله
ابن موسى وقال العمراني ذو غسل قرية لبني امرىء القيس في شعر ذي الرمة وقال الراعي
وأظعان طلبت بذات لوث يزيد رسيمها سرعا ولينا أنخن جمالهن بذات غسل سراة اليوم
يمهدن الكدونا وقال أبو عبيد الله السكوني من أراد اليمامة من النباج فمن أشي إلى
ذات غسل وكانت لبني كليب بن يربوع رهط جرير وهي اليوم لنمير ومن ذات غسل إلى أمرة
قرية وأنشد الحفصي بثرمداء شعب من عقل وذات غسل ما بذات غسل وبها روضة تدعى ذات
غسل
الغسولة قال الحافظ أبو القاسم رسلان بن إبراهيم بن بلال أبو الحسن الكردي سمع أبا
القاسم عبد الواحد بن جعفر الطرميسي ثم البغدادي بصور في سنة 084 وحدث بالغسولة من
قرى دمشق سنة 525 سمع منه أبو المجد بن أبي سراقة وأبو الوقار رشيد بن إسماعيل بن
واصل المقري
و الغسولة منزل للقوافل فيه خان على يوم من حمص بين حمص وقارا
باب الغين والشين وما يليهما
غشاوة بضم أوله وبعد الألف واو هكذا جاء فيكون علما مرتجلا لأن الغشاوة التي من
الغشاء إنما هي بالكسر وهو يوم من أيام العرب أغار فيه بسطام بن قيس بكر بن وائل
على بني سليط
غشب بالفتح ثم السكون وآخره باء موحدة موضع عن ابن دريد نسب إليه الغشبي وهو رجل
ولم أجد لهذا البناء أصلا في كلام العرب
غشدان بضم أوله ثم السكون ودال مهملة وآخره نون من قرى سمرقند
غشم
وهو الغصب في لغة العرب واد من أودية السراة
غشيب موضع في الجمهرة حكاه عنه نصر
غشيد بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة ساكنة وآخره دال مهملة من قرى بخارى ينسب
إليها أبو حاتم محمود بن يونس بن مكرم الغشيدي البخاري يروي عن أبي طاهر أسباط بن
اليسع وغيره روى عنه ابنه أبو بكر ومحمد بن محمود الوزان
غشية بالفتح ثم الكسر والياء مشددة موضع من ناحية معدن القبيلة روي عسية بمهملتين
غشي بلفظ تصغير غشاء وهو ما يشتمل على الشيء فيغطيه اسم موضع ورواه ابن دريد غشى
باب الغين والصاد وما يليهما
الغصن بالضم ثم السكون وآخره نون والغصن من الشجر معروف ذو الغصن واد قريب من
المدينة تنصب فيه سيول الحرة وقيل من حرة بني سليم يعد في العقيق قال كثير لعزة من
أيام ذي الغصن هاجني بضاحي قرار الروضتين رسوم
باب الغين والضاد وما يليهما
غضا شجر مضموم والضاد معجمة مقصور وشجر بالتحريك موضع بين الأهواز ومرج القلعة وهو
الذي كان النعمان بن مقرن أمر مجاشع بن مسعود أن يقيم به في غزاة نهاوند قاله نصر
ورواه غيره بالعين المهلمة وذكر في موضعه
الغضا مقصور مفتوح وهو من شجر البادية يشبه الأثل إلا أنه لا يعظم عظمة الأثل وهو
من أجود الوقود وأبقاه نارا والغضا أرض في ديار بني كلاب كانت بها وقعة لهم
و الغضا واد بنجد وقال أعرابي يقر بعيني أن أرى رملة الغضا إذا ظهرت يوما لعيني
قلالها ولست وإن أحببت من يسكن الغضا بأول راجي حاجة لا ينالها وقال مالك بن الريب
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا فليت الغضا لم يقطع
الركب عرضه وليت الغضا ماشى الركاب لياليا وليت الغضا يوم ارتحلنا تقاصرت بطول
الغضا حتى أرى من ورائيا لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا مزار ولكن الغضا ليس
دانيا
غضا قال نصر هو بضم الغين وتشديد الضاد المعجمتين ماء لبني عامر بن ربيعة ما خلا
بني البكاء
الغضاب ناحية بالحجاز من ديار هذيل
غضار بالضم وآخره راء يجوز أن يكون من الغضارة وهو الطين اللازب وأن يكون من قولهم
غضر فلان بالمال والسعة إذا أخصب بعد إقتار والغضراء الأرض السهلة الطيبة التربة
والمال وغضار اسم جبل قال ابن نجدة الهذلي تغني نسوة كنقا غضار كأنك بالنشيد لهن
رأم الرأم الولد
الغضاض
بالفتح وتكرير الضاد المعجمة يجوز أن يكون من الغض وهو الطريء أو الغض وهو الفتور
في الطرف أو من الغض وهو الطلع الناعم أو من الغض وهو الذل وهو ماء بينه وبين
الطرق ثلاثة أميال والأخاديد منه على يوم
الغضبان بلفظ ضد الراضي قصر الغضبان في ظاهر البصرة وأظنه منسوبا إلى الغضبان بن
القبعثرى البكري وفي دعاء لأنس بالمطر لبستانه فلم يجاوز قصر الغضبان
و غضبان أيضا جبل في أطراف الشام بينه وبين أيلة مكان أصحاب الكهف وعن أبي نصر
غضيان وقد ذكر
غضور بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وبالراء وهو نبت شبه السبط لا يعقد الدواب
من أكله شحما وهو ماء على يسار رمان ورمان جبل في طرف سلمى أحد جبلي طيء قال ابن
السكيت غضور مدينة فيما بين المدينة إلى بلاد خزاعة وكنانة قال ذلك في شرح قول
عروة بن الورد عفت بعدنا من أم حسان غضور وفي الرمل منها آية لا تغير وقال رجل من
بني أسد تبعت الهوى يا طيب حتى كأنني من أجلك مضروس الجرير قوود تعجرف دهرا ثم
طاوع قلبه فصرفه الرواض حيث تريد وإن ذياد الحب عنك وقد بدت لعينيك آيات الهوى
لشديد وما كل ما في النفس للناس مظهر ولا كل ما لا تستطيع تذود وإني لأرجو الوصل
منك وقد رجا صدى الجوف مرتادا كداه صلود وكيف طلابي وصل من لو سألته قذى العين لم
يطلب وذاك زهيد ومن لو رأى نفسي تسيل لقال لي أراك صحيحا والفؤاد جليد فيا أيها
الريم المحلى لبانه بكرمين كرمي فضة وفريد أجدي لا أمشي برمان خاليا وغضور إلا قيل
أين تريد
غضور بفتح أوله وثانيه وتشديد الواو ثم راء موضع آخر قال الشماخ فأوردها ماء
الغضور آجنا له عرمض كالغسل فيه طموم
ذو الغضوين بفتح الغين والضاد بلفظ تثنية الغضا جاء ذكره في حديث الهجرة قال ابن
إسحاق ثم تبطن بهما يعني الدليل مرجح من ذي الغضوين بالغين والضاد المعجمتين ويقال
من ذي العصوين بالعين والصاد المهملتين عن ابن هشام
غضيان بالفتح ثم السكون وآخره نون أظنه جمعا لمواضع الغضا أو جمع الغضيا وهي
المائة من الإبل وهو موضع بين الحجاز والشام وأنشد ابن الأعرابي تعشبت من أول
التعشب بين رماح القين وابني تغلب من يلحهم عند القرى لم يكذب فصبحت والشمس لم
تقضب عينا بغضيان سحوح العنبب
وهذه
صفة ما ذكرناه آنفا في الغضبان وهذا عن الحازمي وذلك عن العمراني
غضيف بالتصغير قال ابن السكيت الغضف مصدر غضفت أذنه غضفا إذا كسرتها والغضف
انكسارها خلقة وسبع أغضف وغضيف اسم موضع
الغضي بفتح أوله بوزن ظبي قال ابن السكيت قفا الغضي جبل صغير في قول كثير عزة حيث
قال كأن لم يدمنها أنيس ولم يكن لها بعد أيام الهدملة عامر ولم يعتلج في حاضر
متجاور قفا الغضي من وادي العشيرة سامر ويروى قفا الغضن
غضي تصغير الغضا شجر تقدم ذكره ماء لعامر بن ربيعة جميعا ما خلا بني البكاء قاله
الأصمعي وفي كتاب الفتوح غضي جبال البصرة وفي كتاب الفتوح أيضا وبعث مجاشع بن
مسعود السلمي إلى الأهواز وقال اتصل منها إلى ماء لتوالي النعمان بن مقرن لحرب
نهاوند فخرج حتى إذا كان بغضي شجر أمره النعمان بن مقرن أن يقيم مكانه فأقام بين
غضي شجر ومرج القلعة كذا ذكره ولا أدري صوابه والله أعلم بالصواب
باب الغين والطاء وما يليهما
الغطاط موضع قال الكميت بن ثعلبة جد الكميت بن معروف فمن مبلغ عليا معد وطيئا
وكندة من أصغى لها وتسمعا يمانيهم من حل بحران منهم ومن حل أكناف الغطاط فلعلعا
ألم يأتهم أن الفزاري قد أبى وإن ظلموه أن يذل ويضرعا وقال نصر الغطاط موضع في
بلاد بكر
غطط رستاق بالكوفة متصل بشانيا من السيب الأعلى قرب سورا
غطيف تصغير الغطف وهو أن تطول أشفار العين ثم تنعطف وغطيف اسم رجل سمي به مخلاف من
مخاليف اليمن
باب الغين والفاء وما يليهما
غفارة بالكسر والغفارة سحابة تراها كأنها فوق سحابة والغفارة خرقة تكون على رأس
المرأة توقي بها الخمار من الدهن وكل ثوب يغطى به فهو غفارة وغفارة اسم جبل
الغفارية من قرى مصر من ناحية الشرقية
الغفارتين من قرى مصر من ناحية الجيزية
غفجمون قبيلة من البربر من هوارة من أرض المغرب ولهم أرض تنسب إليهم منهم أبو
عمران موسى بن عيسى محج بن أبي حاج بن ولهم بن الخير الغفجموني حدث بمصر عن أبي
الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس العبسقي المكي روى عنه أبو عمران موسى بن
علي بن محمد بن علي النحوي الصقلي
غفر حصن باليمن من أعمال أبين والله الموفق والمعين
باب الغين واللام وما يليهما
غلاس بالفتح فعال من الغلس كأنه كثير التغليس أي المبكر لحاجته والغلس الظلام في
آخر الليل
وأول
الصبح الصادق المنتشر في الآفاق وحرة غلاس إحدى حرار العرب
غلافق بضم أوله وبعد الألف فاء مكسورة ثم قاف والغلفق الطحلب قال ومنهل طام عليه
الغلفق وغلافق اسم موضع في بلاد العرب
غلافقة بالفتح اشتقاقه من الذي قبله وكأنه جمعه وهو بلد على ساحل بحر اليمن مقابل
زبيد وهي مرسى زبيد وبينها وبين زبيد خمسة عشر ميلا ترفأ إليها سفن البحر القاصدة
لزبيد
غلاق بالفتح وآخره قاف كأنه معدول عن غالق والغلاق إسلام القاتل إلى أولياء
المقتول تفعل فيه ما تشاء وعين غلاق موضع
غلائل من بلاد خزاعة بالحجاز
غلز موضع في ديار غطفان فيما يرى نصر كانت به وقعة لحصين بن الحمام المري
غلطان بفتح أوله وثانيه وطاء مهملة وآخره نون كأنه مأخوذ من الغلط ضد الصواب قرية
بينها وبين مرو أربعة فراسخ
غلغل بالضم والتكرير والغلغة الإسراع في السير وتغلغل في الشيء إذا أمعن فيه وغلغل
جبل في نواحي البحرين ومر شاهده في العنقاء وهو أو الحق بالعنقاء من أرض صاحة أو
الباسقات بين روق وغلغل
الغلغلة بالفتح والتكرير أيضا اشتقاقه كالذي قبله وهو شعاب تسيل من الريان وهو جبل
طويل أسود بأجإ عن أبي الفتح الإسكندري
غلفان بفتح أوله كأنه جمع غلف من قولهم رأيت أرضا غلفاء إذا كانت لم ترع قبل
وكلؤها باق كما يقال غلام أغلف إذا لم تقطع غلفته وقال أبو عمرو الغلف الخصب بالكسر
وغلفان اسم موضع
غلفة بضم أوله وسكون ثانيه الغلفة والقلفة بمعنى والغلف الخصب والأرض غلفة كأنها
غلفت بالكلإ وهو اسم موضع في بلاد العرب
باب الغين والميم وما يليهما
غما بضم أوله وتشديد ثانيه والقصر والأولى كتابته بالياء وكتبناه بالألف على اللفظ
حسب ما اشترطناه من الترتيب يقال صمنا على الغما والغمى إذا صاموا على غير رؤية
والغمى الأمر الملتبس كأنه من غممت الشيء إذا غطيته وأخفيته وغمى قرية من نواحي
بغداد قرب البردان وعكبرا وكان والبة بن الحباب الشاعر ماجنا فشرب يوما بغمى وقال
شربت وفاتك مثلي جموح بغمى بالكؤوس والبواطي يعاطيني الزجاجة أريحي رخيم الدل بورك
من معاطي أقول له على طلب ألطني ولو بمواجر علج يناطي فما خير الشراب بغير فسق
يتابع بالزناء وباللواط جعلت الحج في غمى وبنى وفي قطربل أبدا رباطي فقل للخمس آخر
ملتقانا إذا ما كان ذاك على الصراط
وقال
جحظة البرمكي يذكر غمى قد متع الله بالخريف وقد بشر بالفطر رقة القمر وطاب رمي
الإوز واللغلغ الراتع بين المياه والخضر فهل معين على الركوب إلى حانات غمى فالخير
في البكر وقهوة تستحث راكبها في السير تحدى بالناي والوتر في بطن زنجية مقيرة لا
تتشكى مآلم السفر فالحمد لله لا شريك له رب البرايا ومنزل السور أقعدني الدهر عن
بزوغى وكر كين وغمى بالعسر والكبر وليس في الأرض محسن يكشف العسر عن المعسرين
باليسر قوم لو أن القضاء أسعدهم ضنوا على المجدبين بالمطر
الغماد بكسر أوله يجوز أن يكون جمع غمد السيف إلا أنه لا معنى له في أسماء الأمكنة
فيجب أن يكون من غمدت الركية إذا كثر ماؤها وقال أبو عبيدة غمدت البئر إذا قل
ماؤها فهو إذا جمع غمد مثل جمال وجمل وهو برك الغماد وقد ذكر في موضعه
الغمار بالكسر وآخره راء وهو جمع غمر
وهو الماء المغرق اسم واد بنجد وقيل ذو الغمار موضع قال القعقاع بن حريث بن الحكم
بن سلامة بن محصن بن جابر بن كعب بن عليم الكلبي ويعرف بابن درماء وهي أم محصن بن
جابر شيبة من بني تميم ولطمه امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم فلم
يغظ بلطمته فلحق ببني بحتر من طيء فنزل بانيف بن مسعود بن قيس في الجاهلية فطرب
إلى أهله فقال تبصر يا ابن مسعود بن قيس بعينك هل ترى ظعن القطين خرجن من الغمار
مشرقات تميل بهن أزواج العهون بذمك يا امرأ القيس استقلت رعان غوارب الجبلين دوني
غمازة بضم أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف زاي وهاء يجوز أن يكون مأخوذا من الغمز
وهو الرذال من الإبل والغنم والضعاف من الرجال أو من الغميزة وهو ضعف في العمل أو
نقص في العقل قال أبو منصور وعين غمازة معروفة بالسودة من تهامة ذكرها ذو الرمة
فقال توخى بها العينين عيني غمازة أقب رباع أو أقيرح عام وقال أيضا أعين بني بو
غمازة مورد لها حين تجتاب الدجى أم أثالها بو اسم رجل وقيل غمازة بئر معروفة بين
البصرة والبحرين وقال ربيعة بن مقروم تجانف عن شرائع بطن قو وحاد بها عن السيف
الكراع وأقرب منهل من حيث راحا أثال أو غمازة أو نطاع
غمدان بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وقد صحفه الليث فقال عمدان بالعين المهملة كما صحف بعاث بالعين المهملة فجعله بالغين المعجمة يجوز أن يكون جمع غمد مثل ذئب وذؤبان وغمد الشيء غشاؤه ولبسته فكأن هذا القصر غشاء لما دونه من المقاصير والأبنية قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي إن ليشرح بن يحصب أراد اتخاذ قصر بين صنعاء وطيوة فأحضر البنائين والمقدرين لذلك فمدوا الخيط ليقدروه فانقضت على الخيط حدأة فذهبت به فاتبعوه حتى ألقته في موضع غمدان فقال ليشرح ابنوا القصر في هذا المكان فبني هناك على أربعة أوجه وجه أبيض ووجه أحمر ووجه أصفر ووجه أخضر وبنى في داخله قصرا على سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعا وكان ظله إذا طلعت الشمس يرى على عينان وبينهما ثلاثة أميال وجعل في أعلاه مجلسا بناه بالرخام الملون وجعل سقفه رخامة واحدة وصير على كل ركن من أركانه تمثال أسد من شبه كأعظم ما يكون من الأسد فكانت الريح إذا هبت إلى ناحية تمثال من تلك التماثيل دخلت من دبره وخرجت من فيه فيسمع له زئير كزئير السباع وكان يأمر بالمصابيح فتسرج في ذلك البيت ليلا فكان سائر القصر يلمع من ظاهره كما يلمع البرق فإذا أشرف عليه الإنسان من بعض الطرق ظنه برقا أو مطرا ولا يعلم أن ذلك ضوء المصابيح وفيه يقول ذو جدن الهمذاني دعيني لا أبا لك لن تطيقي لحاك الله قد أنزفت ريقي وهذا المال ينفد كل يوم لنزل الضيف أو صلة الحقوق وغمدان الذي حدثت عنه بناه مشيدا في رأس نيق بمرمرة وأعلاه رخام تحام لا يعيب بالشقوق مصابيح السليط يلحن فيه إذا يمسي كتوماض البروق فأضحى بعد جدته رمادا وغير حسنه لهب الحريق وقال قوم إن الذي بنى غمدان سليمان بن داود عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لبلقيس ثلاثة قصور بصنعاء غمدان وسلحين وبينون وفيها يقول الشاعر هل بعد غمدان أو سلحين من أثر أو بعد بينون يبني الناس أبياتا وفي غمدان وملوك اليمن يقول دعبل بن علي الخزاعي منازل الحي من غمدان فالنضد فمأرب فظفار الملك فالجند أرض التبابع والأقيال من يمن أهل الجياد وأهل البيض والزرد ما دخلوا قرية إلا وقد كتبوا بها كتابا فلم يدرس ولم يبد بالقيروان وباب الصين قد زبروا وباب مرو وباب الهند والصغد وقال أبو الصلت يمدح ذا يزن أرسلت أسدا على بقع الكلاب فقد أضحى شريدهم في الأرض فلالا فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا في رأس غمدان دارا منك محلالا
تلك
المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا وهدم غمدان في أيام عثمان بن
عفان رضي الله عنه فقيل له إن كهان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يقتل فأمر بإعادة
بنائه فقيل له لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان فتركه وقيل وجد على خشبة
لما خرب وهدم مكتوب برصاص مصبوب اسلم غمدان هادمك مقتول فهدمه عثمان رضي الله عنه
فقتل
الغمران بالفتح وهو تثنية الغمر وهو الماء الكثير المغرق وهو اسم موضع في بلاد بني
أسد وقالت رامة بنت حصين الأسدية جاهلية تذكر مواضع بني أسد أنشده أبو الندى ألام
على نجد ومن يك ذا هوى يهيجه للشوق شيء يرابعه تهجه الجنوب حين تغدو بنشرها يمانية
والبرق إن لاح لامعه ومن لامني في حب نجد وأهله فليم على مثلي وأوعب جادعه لعمرك
للغمران غمرا مقلد فذو نجب غلانه فدوافعه وخو إذا خو سقته ذهابه وأمرع منه تينه
وربائعه وصوت مكاكي تجاوب موهنا من الليل من يأرق له فهو سامعه أحب إلينا من
فراريج قرية تزاقى ومن حي تنق ضفادعه
الغمر بفتح أوله وثانيه وهو في الأصل السهك وقد غمرت يده غمرا وهو اسم جبل قال
والغمر الموفي على صدى سفر وهو في الجمهرة بالعين المهملة ولا أحق أهما روايتان في
هذا البيت أم كل واحد منهما موضع غير الآخر
غمر بوزن زفر وجرذ وهو القعب الصغير ومنه ويروي شربه الغمر وذو غمر واد بنجد قال
عكاشة بن مسعدة السعدي حيث تلاقى واسط وذو أمر وقد تلاقت ذات كهف وغمر
الغمر بفتح أوله وسكون ثانيه وهو الماء الكثير المغرق وثوب غمر إذا كان سابغا
والغمر بئر قديمة بمكة قال أبو عبيدة وحفرت بنو سهم الغمر فقال بعضهم نحن حفرنا
الغمر للحجيج تثج ماء أيما ثجيج و غمر أراكة موضع آخر
و غمر بني جذيمة بالشام بينه وبين تيماء منزلان من ناحية الشام قال عدي بن الرقاع
لمن المنازل أقفرت بغباء لو شئت هيجت الغداة بكائي فالغمر غمر بني جذيمة قد ترى
مأهولة فخلت من الأحياء لولا التجلد والتعزي إنه لا قوم إلا عقرهم لفناء ناديت
أصحابي الذين توجهوا ودعوت أخرس ما يجيب دعائي و غمر طيء قال ابن الكلبي سمي بطيء
رجل من العرب الأولى
و غمر ذي كندة موضع وراء وجرة بينه وبين مكة مسيرة يومين قال
بن
أبي ربيعة فيه إذا سلكت غمر ذي كندة مع الصبح قصدا لها الفرقد هنالك إما تعزي
الفؤاد وإما على إثرهم تكمد قال ابن الكلبي في كتاب الافتراق وكان لجنادة بن معد
الغمر غمر ذي كندة وما صاقبها وبها كانت كندة دهرها الأول ومن هنالك احتج القائلون
في كندة ما قالوا لمنازلهم في غمر ذي كندة يعني من نسبهم في عدنان وقال أبو عبيد
السكوني الغمر بحذاء توز شرقيه جبل يقال له الغمر وتوز من منازل طريق مكة من
البصرة معدود في أعمال اليمامة قال بنى بالغمر أرعن مشمخرا يغني في طرائقه الحمام
يصف قصرا وطرائقه عقوده وفي حديث الردة خرج خالد بن الوليد من الأكناف أكناف سلمى
حتى نزل الغمر ماء من مياه بني أسد بعد أن حسن إسلام طيء وأدوا زكاتهم فقال رجل من
المسلمين جزى الله عنا طيئا في بلادها ومعترك الأبطال خير جزاء هم أهل رايات
السماحة والندى إذا ما الصبا ألوت بكل خباء هم ضربوا بعثا على الدين بعدما أجابوا
منادي فتنة وعماء وخال أبونا الغمر لا يسلمونه وثجت عليهم بالرماح دماء مرارا
فمنها يوم أعلى بزاخة ومنها القصيم ذو زهى ودعاء وهو واد فيه ثماد ماؤها قليل وهو
بين ثجر وتيماء
غمرة بفتح أوله وسكون ثانيه الغمرة منهمك الباطل ومرتكض الهوى غمرة الحب ويقال هو
يضرب في غمرة اللهو ويتسكع في غمرة الفتنة وغمرة الموت شدة همومه هذا قول اللغويين
والذي يظهر لي أن الغمرة هو ما يغمر الشيء ويعمه فهو يصلح للباطل والحق وهو منهل
من مناهل طريق مكة ومنزل من منازلها وهو فصل ما بين تهامة ونجد وقال ابن الفقيه
غمرة من أعمال المدينة على طريق نجد أغزاها النبي صلى الله عليه و سلم عكاشة بن
محصن وقال نصر غمرة سوداء فيما بين صاحة وعمايتين جبلين
و غمرة جبل يدل على ذلك قول الشمردل بن شريك سقى جدثا أعراف غمرة دونه ببيشة ديمات
الربيع هواطله وما في حب الأرض إلا جوارها صداه وقول ظن أني قائله وقال ذو الرمة
تقضين من أعراف لبن وغمرة فلما تعرفن اليمامة عن عفر تقضين من الانقضاض وكان به
يوم من أيامهم قال الحارث بن ظالم وإني يوم غمرة غير فخر تركت النهب والأسرى
الرغابا وقال عمرو بن قياس المرادي من قصيدته التي أولها ألا يا بيت بالعلياء بيت
وقد
علم المعاشر غير فخر بأني يوم غمرة قد مضيت فوارس من بني حجر بن عمرو وأخرى من بني
وهب حميت متى ما يأتني يومي تجدني شبعت من اللذاذة واستقيت
الغمرية كأنها منسوبة إلى رجل اسمه غمر مثل الذي قبله بسكون وسطه وهو ماء لبني عبس
غمز بالتحريك والزاي جبل عن أبي الفتح نصر
الغمل بالفتح ثم السكون وآخره لام والغمل أن يلف الإهاب بعدما يسلخ ثم يغم يوما
وليلة حتى يسترخي شعره أو صوفه ثم يمرط فإن ترك أكثر من يوم وليلة فسد وكذلك البسر
وغيره إذا غم ليدرك فهو مغمول ويقال غمل النبت يغمل غملا وغملا إذا التف وغم بعضه
بعضا فعفن والغمل اسم موضع قال بعضهم كيف تراها والحداة تقبض بالغمل ليلا والرحال
تنغض
غملى بفتح أوله وتحريك ثانيه وفتح اللام والغملى من النبات ما ركب بعضه بعضا فبلي
و غملى موضع
غمير بلفظ تصغير الغمر وهو الماء الكثير قال أبو المنذر سمي الغمير لأن الماء الذي
غمر ذلك الموضع غير كثير موضع بين ذات عرق والبستان وقبله بميلين قبر أبي رغال و
غمير أيضا موضع في ديار بني كلاب عند الثلبوت
و غمير الصلعاء من مياه أجإ أحد جبلي طيء بقرب الغري قال عبيد بن الأبرص تبصر
خليلي هل ترى من ظعائن سلكن غميرا دونهن غموض وفوق الجمال الناعجات كواعب مخاضيب
أبكار أوانس بيض وخبت قلوصي بعد هدء وهاجها مع الشوق برق بالحجاز وميض فقلت لها لا
تعجلي إن منزلا نأتني به هند إلي بغيض
غميز الجوع بالفتح ثم الكسر وزاي تل عنده مويهة في طرف رمان في غربي سلمى أحد جبلي
طيء أخبر به محمود بن زغل صاحب مسعود بن بريك بحلب
الغموض بالضاد المعجمة أحد حصون خيبر وهو حصن بني الحقيق وبه أصاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم صفية بنت حيي بن أخطب وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق
فاصطفاها لنفسه ويظهر أنه محرف عن القموص
الغميس تصغير الغمس من قولك غمست الشيء في الشيء إذا غططته فيه وأخفيته قال أبو
منصور الغميس الغميم وهو الأخضر من الكلإ تحت اليابس فيجوز أن يكون الغميس تصغيره
تصغير الترخيم والغميس على تسعة أميال من الثعلبية وعنده قصر خراب ويوم الغميس من
أيام العرب فيه هاجت الحرب بين بني قنفد وقد ذكر الغميس الشعراء فقال أعرابي أيا
نخلتي وادي الغميس سقيتما وإن أنتما لم تنفعا من سقاكما فعما تسودا الأثل حسنا
وتنعما ويختال من حسن النبات ذراكما
غميس
بفتح أوله وكسر ثانيه قال ابن إسحاق في غزاة بدر مر النبي صلى الله عليه و سلم على
تربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام كذا ضبطه قال الأعشى ما بكاء الكبير في
الأطلال وسؤالي فهل ترد سؤالي دمنة قفرة تعاورها الصي ف بريحين من صبا وشمال لات
هنا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال حل أهلي بطن الغميس فبادو لى وحلت
علوية بالسخال
الغميسة مثل الذي قبله وزيادة هاء التأنيث للبقعة أو البئر أو البركة موضع قال فيه
بعض الأعراب أيا سرحتي وادي الغميسة أسلما وكيف بظل منكما وفنون تعاليتما في النبت
حتى علوتما على السرح طولا واعتدال متون
الغميصاء تصغير الغمصاء تأنيث الأغمص وهو ما يخرج من العين والغميصاء من النجوم
تقول العرب في أحاديثها إن الشعرى العبور قطعت المجرة فسميت عبورا وبكت الأخرى على
أثرها حتى غمصت فسميت الغميصاء والغميصاء موضع في بادية العرب قرب مكة كان يسكنه
بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد رضي الله
عنه عام الفتح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم إني أبرأ إليك مما صنع
خالد ووداهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقالت امرأة منهم ولولا مقال القوم للقوم أسلموا للاقت سليم يوم ذلك ناطحا لماصعهم
بشر وأصحاب جحدم ومرة حتى يتركوا الأمر صابحا فكائن ترى يوم الغميصاء من فتى أصيب
ولم يجرح وقد كان جارحا ألظت بخطاب الأيامى وطلقت غداتئذ منهن من كان ناكحا وقال
آخر وكائن تسرى بالغميصاء من فتى جريحا ولم يجرح وقد كان جارحا
الغميم بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وميم أخرى وهو الكلأ الأخضر تحت
اليابس والغميم فعيل بمعنى مفعول أي مغموم وهو الشيء المغطى كراع الغميم موضع بين
مكة والمدينة والغميم موضع له ذكر كثير في الحديث والمغازي وقال نصر الغميم موضع
قرب المدينة بين رابغ والجحفة قال كثير قم تأمل فأنت أبصر مني هل ترى بالغميم من
أجمال قاضيات لبانة من مناخ وطواف وموقف بالخيال فسقى الله منتوى أم عمرو حيث أمت
به صدور الرحال أقطعه رسول الله صلى الله عليه و سلم أوفى بن موالة العنبري وشرط
عليه إطعام ابن السبيل والمنقطع وكتب له كتابا في أديم أحمر وسبب تسمية الغميم
بهذا ذكر في أجإ وهو اسم رجل سمي به وقد ذكر في كراع الغميم
الغميم
تصغير الغم هكذا ذكره نصر بتخفيف الياء وقال واد في ديار حنظلة من بني تميم وقال
شبيب بن البرصاء ألم تر أن الحي فرق بينهم نوى بين صحراء الغميم لجوج نوى شطبتهم
عن هوانا وهيجت لنا طربا إن الخطوب تهيج فأصبح مسرورا ببينك معجب وباك له عند
الديار نشيج
الغميم تصغير الغميم بمعنى المغموم كما تقدم أو تصغير الغميم الكلأ الأخضر الذي
تحت اليابس فلم يذكره نصر فإما أن يكون صحف الذي ذكر عنه قبله فإني لم أجده لغيره
أو لم يظفر بهذا المشدد فإنه صحيح جاء في أشعارهم وقد قيل لليلى بالغميم ضوء نار
يلوح كأنه الشعرى العبور وقال السكري الغميم ماء لبني سعد ذكر ذلك في شرح قول جرير
يا صاحبي هل الصباح منير أم هل للوم عواذلي تفتير إنا نكلف بالغميم حاجة نهيا
حمامة دونها وجفير ليت الزمان لنا يعود بيسره إن اليسير بذا الزمان عسير وقال مالك
بن الريب رأيت وقد أتى بحران دوني لليلى بالغميم ضوء نار إذا ما قلت قد خمدت زهاها
عصي الزند والعصف السواري
باب الغين والنون وما يليهما
الغناء بالفتح والمد قال أبو منصور الغناء بفتح الغين والمد الإجزاء والكفاية يقال
رجل مغن أي مجز كاف وأما الغناء بالكسر والمد فهو الصوت المطرب وأما الغنى من
المال فهو بالكسر والقصر ورمل الغناء مفتوح الأول ممدود في شعر الراعي رواية ثعلب
مقروءة عليه لها غضون وأرداف ينوء بها رمل الغناء وأعلى متنها رود وبكسر الغين قال
ذو الرمة تنطقن من رمل الغناء وعلقت بأعناق أدمان الظباء القلائد أي اتخذن من رمل
الغناء أعجازا كالكثبان وكأن أعناقهن أعناق الظباء وقال أبو وجزة وما أنت أما أم
عثمان بعدما حبا لك من رمل الغناء خدود
غناج بالفتح ثم التشديد وآخره جيم بليدة بنواحي الشاش
غنادوست بالفتح ثم التخفيف ودال مهملة وواو ساكنة وسين مهملة ساكنة وتاء مثناة من
فوق من قرى سرخس
غناظ بكسر أوله وآخره ظاء معجمة والغنظ الهم اللازم وهو موضع باليمامة فيه روضة
قال بعضهم وإن تك عن روض الغناظ معاصما تغض بها سور يخاف انقصامها
غنثر بالضم ثم السكون وثاء مثلثة مضمومة وما أظنها إلا عجمية وهو واد بين حمص
وسليمة بالشام
في
قول أبي الطيب غطا بالغنثر البيداء حتى تحيرت المتالي والعشار كذا رواه ابن جني
وغيره يرويه بالعثير وهو الغبار
غنداب بالفتح ثم السكون ودال مهملة وآخره باء موحدة محلة من محال مرغينان مدينة من
بلاد فرغانة ينسب إليها أبو محمد عمر بن أحمد بن أبي الحسن الغندابي المرغيناني
المعروف بالفرغاني كان فقيه سمرقند وصاحب الفتوى بها سمع ببلخ أبا جعفر محمد بن
الحسين السمنجاني وذكره أبو جعفر في شيوخه وقال مولده سنة 584
غندجان بالضم ثم السكون وكسر الدال وجيم وآخره نون بليدة بأرض فارس في مفازة قليلة
الماء معطشة ولذلك فيما قيل أخرجت جماعة من أهل الأدب والعلم منهم أبو محمد الأعرابي
واسمه الحسن بن أحمد المعروف بالأسود صاحب التصانيف في الأدب وأبو الندى محمد بن
أحمد شيخه وغيرهما قال الإصطخري يرتفع من الغندجان وهي قصبة دشت بارين من البسط
والستور والمقاعد وأشباه ذلك ما يوازى به عمل الأرمن وبها طراز للسلطان ويحمل منها
إلى الآفاق قال ابن نصر كان أبو طالب الغندجاني بالبصرة وكان وضيع الأصل فارتفع في
البذل ووجد له توقيع فيه وكتب خامس المهرجان فقال أبو الحسن السكري توالت عجائب
هذا الزمان وأعجبها نظر الغندجاني وأعجب من ذاك توقيعه لخمس خلون من المهرجان
غندوذ بالضم ثم السكون ودال مضمومة ثم واو ساكنة وذال من قرى هراة
غنيمات بلفظ تصغير جمع غنيمة موضع في بلاد العرب
باب الغين والواو وما يليهما
الغوارة بالفتح ثم التخفيف وبعد الألف راء مهملة قرية بها نخل وعيون إلى جنب
الظهران
غوبذين بالضم ثم السكون قرية بينها وبين نسف فرسخ ينسب إليها الحسن بن عبد الله بن
محمد بن الحسين بن معدل سمع أبا بكر محمد بن أحمد البلدي سمع منه أبو سعد ستة
أجزاء من كتاب صحيح البخاري
غورج بالضم ثم السكون ثم فتح الراء وجيم وأهل هراة يسمونها غورة قرية على باب
مدينة هراة منها أحمد بن محمد الغورجي مات سنة 503 وأبو بكر بن مطيع الغورجي مات
سنة 503
غورجك بالضم ثم السكون وفتح الراء والجيم الساكنة والكاف قرية من الصغد من نواحي
إشتيخن ثم من نواحي سمرقند
الغور بالفتح ثم السكون وآخره راء والغور المنخفض من الأرض وقال الزجاج الغور أصله
ما تداخل وما هبط فمن ذلك غور تهامة يقال للرجل قد أغار إذا دخل تهامة وغور كل شيء
قعره وكل ما وصفنا به تهامة فهو من صفة الغور لأنهما اسمان لمسمى واحد قال أعرابي
أراني ساكنا من بعد نجد بلاد الغور والبلد التهاما فربتما مشيت بحر نجد وربتما
ضربت به الخياما
وربتما
رأيت بحر نجد على اللأواء أخلاقا كراما أليس اليوم آخر عهد نجد بلى فاقروا على نجد
السلاما قال الأزهري الغور تهامة وما يلي اليمن وقال الأصمعي ما بين ذات عرق إلى
البحر غور تهامة وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج وأولها من قبل نجد مدارج
ذات عرق والمدارج الثنايا الغلاظ وقال الباهلي كل ما انحدر سيله مغربا عن تهامة
فهو غور وقال الأصمعي يقال غار الرجل يغور إذا سار في بلاد الغور وهكذا قال
الكسائي وأنشد قول جرير يا أم طلحة ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغائر لو
كان من أغار لكان مغيرا فلما قال الغائر دل على أنه من غار يغور وسئل الكسائي عن
قول الأعشى نبي يرى ما لا ترون وذكره أغار لعمري في البلاد وأنجدا فقال ليس هذا من
الغور وإنما هو من أغار إذا أسرع وكذلك قال الأصمعي وروى ابن الأنباري أن الأصمعي
كان يروي هذا البيت نبي يرى ما لا ترون وذكره لعمري غار في البلاد وأنجدا وروي عن
ابن الأعرابي أنه قال غار القوم وأغاروا إذا انحدروا نحو الغور قال والعرب تقول ما
أدري أغار فلان أم أنجد أي ما أدري أتى الغور أم أتى نجدا وكذلك قال الفراء واحتج
بقول الأعشى
و الغور غور الأردن بالشام بين البيت المقدس ودمشق وهو منخفض عن أرض دمشق وأرض
البيت المقدس ولذلك سمي الغور طوله مسيرة ثلاثة أيام وعرضه نحو يوم فيه نهر الأردن
وبلاد وقرى كثيرة وعلى طرفه طبرية وبحيرتها ومنها مأخذ مياهها وأشهر بلاده بيسان
بعد طبرية وهو وخم شديد الحر غير طيب الماء وأكثر ما يزرع فيه قصب السكر ومن قراه
أريحا مدينة الجبارين وفي طرفه الغربي البحيرة المنتنة وفي طرفه الشرقي بحيرة
طبرية
و غور العماد موضع في ديار بني سليم
و الغور أيضا غور ملح ماء لبني العدوية قال الهيش بن شراحيل المازني مازن بني عمرو
بن تميم فإن قتلت أخي إذ حم مقتله فلست أول عبد ربه قتلا لقيته طيبا نفسا بميتته
لما رأى الموت لا نكسا ولا وكلا وقد دعوتك يوم الغور من ملح إلى النزال فلم تنزل
كما نزلا فلا عدمت امرأ هالتك خيفته حتى حسبت المنايا تسبق الأجلا ولا أسنة قوم
أرشدوك بها سبل الفرار فلم تعدل بها سبلا وكان الهيش من قتال بني مازن وشجعانها
وشعرائها والأيام والأحاديث في الغور كثيرة وقالت ماجدة البكرية ألا يا جبال الغور
خلين بيننا وبين الصبا يجري علينا شنينها لقد طال ما جالت ذراكن بيننا وبين ذرى
نجد فما نستبينها
وقال
جميل يغور إذا غارت فؤادي وإن تكن بنجد يهم مني الفؤاد إلى نجد أتيت بني سعد صحيحا
مسلما وكان سقام القلب حب بني سعد وقال الأحوص وإنك إن تنزح بك الدار آتكم وشيكا
وإن يصعد بك العيس أصعد وإن غرت غرنا حيث كنت وغرتم أو انجدت أنجدنا مع المتنجد
متى تنزلي عينا بأرض وتلعة أزرك ويكثر حيث كنت ترددي
غور بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء جبال وولاية بين هراة وغزنة وهي بلاد باردة
واسعة موحشة وهي مع ذلك لا تنطوي على مدينة مشهورة وأكبر ما فيها قلعة يقال لها
فيروز كوه يسكن ملوكهم فيها ومنها كان آل سام منهم شهاب الدين ينسب إليها أبو
القاسم فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغوري من أهل بغداد ولعله غوري الأصل روى
عن أحمد بن عبد الخالق الوراق ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهما روى عنه
ابنه أبو الفرج محمد وأبو الحسن بن رزق وغيرهما وتوفي سنة 843 وكان ثقة وولده أبو
الفرج محمد بن فارس يعرف بابن الباغندي سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن
المنادي وعلي بن محمد المصري وأحمد بن سليمان النجاد وغيرهم وكان صالحا دينا صدوقا
روى عنه محمد بن مخلد إجازة وأبو بكر الخطيب وكان يملي في جامع المهدي وتوفي في
شعبان سنة 904
غورشك بالضم ثم السكون ثم راء مفتوحة بعدها شين معجمة وكاف من قرى سمرقند
غوروان من قرى هراة منها بعض الرواة
الغورة بفتح أوله ورواه بعضهم بالضم ثم السكون والراء والهاء موضع جاء ذكره في
الأخبار فيما أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم مجاعة بن مرارة من نواحي اليمامة
الغورة وغرابة والحبل
غوره قرية من باب هراة ينسب إليها بعضهم
غورين أرض في قول العبقسي حيث قال ألم تر كعبا كعب غورين قد قلا معالي هذا الدهر
غير ثمان فمنهن تقوى الله بالغيب إنها رهينة ما تجني يدي ولساني ومنهن جري جحفلا
لجب الوغى إلى جحفل يوما فيلتقيان ومنهن شربي الكأس وهي لذيذة من الخمر لم تمزج
بماء شنان وهي أبيات كثيرة
غوريان بالضم ثم السكون ثم راء مكسورة وياء مثناة من تحت وآخره نون من قرى مرو
غوزم بالضم ثم السكون وزاي مفتوحة وميم قرية من قرى هراة ينسب إليها أبو حامد أحمد
بن محمد بن حسنويه الغوزمي حدث عن الحسين بن إدريس وغيره روى عنه أبو بكر البرقاني
وغيره وأبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغوزمي روى عن أبي علي أحمد ابن
محمد بن رزين الباساني الهروي روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجمه وذكر
أنه كتب عنه بغوزم
غوسنان بسين مهملة ونون وآخره نون من قرى هراة ينسب إليها أبو العلاء صاعد بن أبي
بكر
ابن
أبي منصور الغوسناني سمع أبا إسماعيل الأنصاري سمع منه أبو سعد ومحمد بن أحمد بن
عبد الله أبو نصر الغوسناني الهروي فقيه صائن عفيف متعبد تفقه بنيسابور على علي بن
محمد بن يحيى وسمع أبا القاسم الفضل بن محمد بن أحمد العطار الأبيوردي وسمع الكثير
من مشايخ هراة وكتب عنه أبو سعد وكانت ولادته قبل سنة 005 وتوفي بقريته في خامس
شعبان سنة 945
غوشفنج بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة ساكنة أيضا وفاء مكسورة ونون ساكنة ثم
جيم مدينة بينها وبين جرجانية خوارزم نحو العشرين فرسخا وهي مدينة جيدة عامرة عهدي
بها كذلك في سنة 616 ثم دخل التتر تلك البلاد ولا أدري ما حدث بعدي
الغوطة بالضم ثم السكون وطاء مهملة وهو من الغائط وهو المطمئن من الأرض وجمعه
غيطان وأغواط وقال ابن الأعرابي الغوطة مجتمع النبات وقال ابن شميل الغوطة الوهدة
في الأرض المطمئنة و الغوطة هي الكورة التي منها دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا
يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ولا سيما من شماليها فان جبالها عالية جدا
ومياهها خارجة من تلك الجبال وتمد في الغوطة في عدة أنهر فتسقي بساتينها وزروعها
ويصب باقيها في أجمة هناك وبحيرة والغوطة كلها أشجار وأنهار متصلة قل أن يكون بها
مزارع للمستغلات إلا في مواضع كثيرة وهي بالإجماع أنزه بلاد الله وأحسنها منظرا
وهي إحدى جنان الأرض الأربع وهي الصغد والأبلة وشعب بوان والغوطة وهي أجلها قال
ابن قيس الرقيات أجلك الله والخليفة بال غوطة دارا بها بنو الحكم المانعو الجار أن
يضام فما جار دعا فيهم بمهتضم وقال أيضا أقفرت منهم الفراديس فالغو طة ذات القرى
وذات الظلال فضمير فالماطرون فحورا ن قفار بسابس الأطلال
الغوطة بالضم أيضا يقال غاط في الأرض غوطا وهي غوطة أي منخفضة وهي بلد في بلاد طيء
لبني لام منهم قريب من جبال صبح لبني فزارة وماء يوصف بالرداءة والملوحة لبني عامر
بن جوين الطائي وهما غوطتان عن نصر وقال أبو محمد الأعرابي و الغوطة برث أبيض يسير
فيه الراكب يومين لا يقطعه به مياه كثيرة وغيطان وجبال مطرحة لبني أبي بكر بن كلاب
غولان فعلان من الغول بالفتح من قولهم ما أبعد غول هذه الأرض أي ما أبعد ذرعها
وإنها لبعيدة الغول والغول بعد الأرض وأغوالها أطرافها وإنما سميت غولا لأنها تغول
السابلة أي تقذف بهم وتسقطهم وتبعدهم و غولان اسم موضع
غول بالفتح وهو مثل الذي قبله قال أبو حنيفة إذا أنبتت الأرض الطلح وحده سمي غولا
وجمعه أغوال كما أنه إذا أنبتت العرفط وحده سمي وهطا قالوا في قول لبيد عفت الديار
محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها
غول
والرجام جبلان وقيل الغول ماء معروف للضباب بجوف طخفة به نخل يذكر مع قادم وهما
واديان وقال الأصمعي قال العامري غول والخصافة جميعا للضباب وهما حيال مطلع الشمس
من ضرية في أسفل الحمى أما غول فهو واد في جبل يقال له إنسان وإنسان ماء في أسفل
الجبل سمي الجبل به
و غول واد فيه نخل وعيون قال العامري والخصافة ماء للضباب عليه نخل كثير وكلاهما
واد وفي كتاب الاصمعي غول جبل للضباب حذاء ماء فيسمى الجبل هضب غول وكانت في غول
وقعة للعرب لضبة على بني كلاب قال أوس بن غلفاء وقد قالت أمامة يوم غول تقطع يا
ابن غلفاء الحبال وقال أعرابي ألا ليت شعري هل تغير بعدنا معارف ما بين اللوى
فأبان وهل برح الريان بعدي مكانه وغول ومن يبقى على الحدثان وقيل غول اسم جبل ويوم
غول قتل جثامة بن عمرو بن محلم الشيباني قتله أبو شملة طريف ابن تميم التميمي وفي
ذلك يقول شاعرهم أجثام ما ألفيتني إذ لقيتني هجينا ولا غمرا من القوم أعزلا تذكرت
ما بين النجاء فلم تجد لنفسك عن ورد المنية مزحلا
غولقان بالفتح ثم السكون وفتح اللام والقاف وآخره نون قرية من نواحي مرو بينها
وبين مرو خمسة فراسخ
غويث بالتصغير وآخره ثاء مثلثة ولم يتحقق عندي أوله هل هو بالعين أو بالغين وهي
قرية بعد الطائف من اليمن من أمهات القرى عن عرام
الغوير هو تصغير الغور وقد تقدم اشتقاقه قيل هو ماء لكلب بأرض السماوة بين العراق
والشام وقال أبو عبيد السكوني الغوير ماء بين العقبة والقاع في طريق مكة فيه بركة
وقباب لأم جعفر تعرف بالزبيدية
والغوير موضع على الفرات فيه قالت الزباء عسى الغوير أبؤسا قال القصري قلت لأبي
علي الوشاني قوله عسى الغوير مهلكا
و الغوير واد قال ابن الخشاب إن الغوير تصغير الغار وأبؤس جمع بأس والمعنى أنه كان
للزباء سرب تلجأ إليه إذا حزبها أمر فلما لجأت إليه في قصة قصير ارتابت واستشعرت
فقالت عسى الغوير أبؤسا وفيه من الشذوذ أنها تجيز خبر عسى اسما والمستعمل أن يقال
عسى الغوير أن يهلك وما أشبه ذلك أخرجته على الأصل المرفوض لكنها أخرجته مخرج
المثل والأمثال كثيرا ما تخرج على أصولها المرفوضة
غوير موضع في شعر هذيل ويروى بالعين المهملة قال عبد مناف بن ربع الهذلي ألا أبلغ
بني ظفر رسولا وريب الدهر يحدث كل حين أحقا أنكم لما قتلتم نداماي الكرام هجرتموني
فإن لدى التناضب من غوير أبا عمرو يخر على الجبين
غويل هو تصغير غول وقد تقدم اشتقاقه وهو اسم موضع
باب
الغين والياء وما يليهما
غياية على وزن فعلانة بالفتح ثم التشديد ونون بعد الألف من الغي ضد الرشد حصن
بالأندلس من أعمال شنتبرية
غياية بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف ياء أخرى مفتوحة خفيفة والغياية كل شيء
أظلك فوق رأسك مثل السحابة والغبرة والظل والطير وغياية كثيب قرب اليمامة في ديار
قيس بن ثعلبة
غيدان بالفتح ثم السكون كأنه فعلان من الغيد وفتاة غيداء وغادة وهي الناعمة
المائلة العنق الناعسته وهو موضع باليمن ينسب إلى غيدان بن حجر بن ذي رعين بن زيد
بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل الحيري قال الأفوه
الأودي جلبنا الخيل من غيدان حتى وقعناهن أيمن من صناف
غيزان بكسر الغين وسكون الياء وزاي وآخره نون من قرى هراة فيما هو الغالب على الظن
ينسب إليها محمد بن أحمد بن موسى بن عيسى الغيزاني سمع أبا سعد يحيى بن منصور
الزاهد روى عنه القاضي أبو المظفر منصور بن إسماعيل الحنفي ومات فيما ذكره العرابة
سنة 593
غيشتى بكسر أوله وسكون ثانيه ثم شين مفتوحة وتاء مثناة من فوق مفتوحة وألف مقصورة
وهي من قرى بخارى ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام الغيشتي
الأمير روى عن أبي يعقوب إسرائيل بن السميدع وأبي سهيل سهل بن بشر الكندي وغيرهما
وتوفي سنة 436
الغيض بالفتح ثم السكون يقال غاض الماء يغيض غيضا إذا نقص وغار في أرض أو غيرها و
الغيض موضع بين الكوفة والشام قال الأخطل فهو بها سيء ظنا وليس له بالبيضتين ولا
بالغيض مدخر
الغيضة ناحية في شرقي الموصل من أعمال العقر الحميدي عليها عدة قرى وتأوي إليها
الوحوش والطيور يحصل منها في كل عام ما يزيد على خمسة آلاف دينار من ثمن خشب وقصب
ومستغل أراض ومزدرعات وأرحاء
غيطلة وذات أسلام موضع بأرض اليمامة في رحبة الهدار قال مخيس بن أرطاة تبدلت ذات
أسلام فغيطلة
غيفة بفتح أوله وسكون ثانيه وفاء ثم هاء يقال أغفت الشجرة فغافت وهي تغيف إذا
تغيفت أغصانها يمينا وشمالا وشجرة غيفاء ويجوز أن يكون موضع ذلك غيفة قال أبو بكر
محمد بن موسى غيفة ضيعة تقارب بلبيس وهي بليدة من مصر إليها مرحلة ينزل فيها الحاج
إذا خرجوا من مصر بغيفة مشهد يقال فيه عرف صاع العزيز بران ينسب إليها أبو علي
حسين بن إدريس الغيفي مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه حدث عن سلمة بن شبيب
وغيره
غيق موضع في قول البعيث الجهني ونحن وقعنا في مزينة وقعة غداة التقينا بين غيق
وعيهما وقد تقدم عيهم
غيقة بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء الغاقة والغاق من طير الماء وغاق حكاية
صوت الغراب
فيجوز
أن يسمى الموضع الذي يكثر ذلك فيه الغيقة قال أبو محمد الأسود اذا أتاك عيقة في
شعر هذيل فهو بالعين المهملة وإذا أتاك في شعر كثير فهو بالغين المعجمة وهو موضع
بظهر حرة النار لبني ثعلبة بن سعد بن ذبيان قال كثير فلما بلغن المنتضى بين غيقة
ويليل مالت فاحزألت صدورها وقيل غيقة بين مكة والمدينة في بلاد غفار وقيل غيقة خبت
في ساحل بحر الجار فيه أودية ولها شعبتان إحداهما ترجع فيها والأخرى في يليل وهو
بوادي الصفراء قال ابن السكيت غيقة حساء على شاطىء البحر فوق العذيبة وقال في موضع
آخر في غيقة مويهة عليها نخل بطرف جبل جهينة الأشعر
و غيقة أيضا سرة واد لبني ثعلبة وقال كثير عفت غيقة من أهلها فجنوبها فروضة حسمى
قاعها فكثيبها منازل من أسماء لم يعف رسمها رياح الثريا خلفة فضريبها خلفة أي ريح
تخلف الأخرى والضريب الجليد
غيل بالفتح ثم السكون ثم لام وهو الماء الذي يجري على وجه الأرض ومنه الحديث ما
يسقي الغيل ففيه الغيل والغيل في حديث آخر لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ثم ذكرت أن
فارس والروم يفعلونه فلا يضرهم قالوا الغيلة هو الغيل وهو أن يجامع المرأة وهي
مرضع وقيل أن ترضع الطفل أمه وهي حامل والغيل أيضا الساعد الممتلىء الريان وغيل
موضع في صدر يلملم في قول ذؤيب بن بيئة بن لام لعمري لقد أبكت قريم وأوجعوا بجزعة
بطن الغيل من كان باكيا و غيل أيضا موضع قرب اليمامة قال بعضهم يبري لها من تحت
أرواق الليل غملس ألزق من حمى الغيل و الغيل أيضا واد لبني جعدة في جوف العارض
يسير في الفلج وبينهما مسيرة يوم وليلة
و الغيل غيل البرمكي وهو نهر يشق صنعاء اليمن وفيه يقول شاعرهم وا عويلا إذا غاب
الحبيب عن حبيبه إلى من يشتكي يشتكي إلى والي البلد ودموعه مثل غيل البرمكي وهذا
شعر غير موزون وهو مع ذلك ملحون أوردناه كما سمعناه من الشيخ أبي الربيع سليمان بن
عبد الله الريحاني صديقنا أيده الله وأنشد أبو علي لأبي الجياش والغيل شطان حل
اللؤم بينهما شط الموالي وشط حله العرب تغلغل اللؤم في أبدان ساكنه تغلغل الماء
بين الليف والكرب وقال أبو زياد الغيل فلج من الأفلاج وقد مر الفلج في موضعه وقال
نصر الغيل واد لجعدة بين جبلين ملآن نخيلا وبأعلاه نفر من بني قشير وبه منبر وبينه
وبين الفلج سبعة فراسخ أو ثمانية والفلج قرية عظيمة لجعدة وقال البحتري الجعدي ألا
يا ليل قد برح النهار وهاج الليل حزنا والنهار
كأنك
لم تجاوز آل ليلى ولم يوقد لها بالغيل نار وقال عثمان بن صمصامة الجعدي ومر به
حمزة بن عبد الله بن قرة يريد الغيل وقد قلت للقري إن كنت رائحا إلى الغيل فاعرض
بالسلام على نعم على نعمنا لا نعم قوم سوائنا هي الهم والأحلام لو يقع الحلم فإن
غضب القري في أن بعثته إليها فلا يبرح على أنفه الرغم و الغيل بلد بصعدة باليمن
خرج منه بعض الشعراء منهم محمد بن عبيد أبو عبد الله بن أبي الأسود الصعدي شاعر
قديم وأصله من غيل صعدة
الغيلة بكسر أوله وسكون ثانيه مثل قولهم قتل فلان غيلة أي في اغتيال وخفية اسم
موضع في شعر الأعشى
الغيلم بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وهو السلحفاة والغيلم المدرى في قول
الليث وأنشد يشذب بالسيف أقرانه كما فرق اللمة الغيلم ورده الأزهري وقال الغيلم
العظيم قال ومن الرواية الصحيحة في البيت وهو للهذلي ويحمي المضاف إذا ما دعا إذا
فر ذو اللمة الغيلم قال وقد أنشده غيره كما فرق اللمة الفيلم بالفاء قال ابن
الأعرابي الغيلم المرأة الحسناء والغيلم الشاب العريض المفرق الكثير الشعر والغليم
اسم موضع في شعر عنترة كيف المزار وقد تربع أهلها بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
غيناء بالفتح ثم السكون ثم النون وألف ممدودة والغيناء الشجرة الكثيرة الورق
الملتفة الأغصان وغيناء قنة في أعلى ثبير الجبل المطل على مكة قال الباهلي غينا
ثبير قنة ثبير التي في أعلاه تسمى غينا مقصور وهو حجر كأنه قبة قال ذلك في تفسير
قول أبي جندب الهذلي لقد علمت هذيل أن جاري لدى أطراف غينا من ثبير أحض فلا أجير
ومن أجره فليس كمن يدلى بالغرور
الغين بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو الشجر الملتف وغين اسم موضع كثير الحمى
غينة بالكسر ثم السكون ثم نون قال أبو العميثل الغينة الأشجار الملتفة في الجبال
وفي السهول بلا ماء فاذا كانت بماء فهي غيضة والغينة بالكسر الأرض الشجراء عن أبي
عبيدة وغينة موضع باليمامة قال الأعشى حتى تحمل منه الماء تكلفة روض القطا فكثيب
الغينة السهل
غينة بالفتح موضع بالشام عن أبي الفتح والله أعلم بحقائق الأمور
ف
باب الفاء والألف وما يليهما
فابجان بعد الألف باء موحدة مكسورة وجيم وآخره نون قال أبو سعد قرية من قرى أصبهان
وقال لا أدري أهي الفابزان أم غيرها
فابزان بعد الألف باء موحدة وزاي وآخره نون موضع وقيل قرية وقيل بليدة ينسب إليها
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن صالح العقيلي الأصبهاني الفابزاني سمع بدمشق إسماعيل
بن عمار ودحيما ومحمد بن مسلم روى عنه أحمد بن محمود بن صبيح وأبو عثمان إسحاق بن
إبراهيم وأبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال وأبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن
صالح بن زياد بن عبد الله العقيلي الفابزاني روى عن أبيه روى عنه محمد بن أحمد بن
يعقوب الأصبهاني وتوفي سنة 103
فابستين وجدته بخط بعض الفضلاء كما تراه وقال هو اسم موضع
فاثور بعد الألف ثاء مثلثة وواو ساكنة وآخره راء والفاثور عند العامة هو الطشت خان
وأهل الشام يتخذون خوانا من رخام يسمونه الفاثور والناجود والباطية يقال لها
الفاثور أيضا والفاثور اسم موضع أو واد بنجد قال لبيد ومقام ضيق فرجته بمقامي
ولساني وجدل لو يقوم الفيل أو فياله زل عن مثل مقامي وزحل ولدى النعمان مني موقف
بين فاثور أفاق فالدحل وقال ابن مقبل حي محاضرهم شتى ومجمعهم دوم الإياد وفاثور
إذا اجتمعوا لا يبعد الله أقواما تركتهم لم أدر بعد غداة البين ما صنعوا دوم
الإياد موضع وقال عدي بن زيد سقى بطن العقيق إلى أفاق ففاثور إلى لبب الكثيب
الفاخرة بعد الألف خاء معجمة ومعناه معلوم اسم سميت به بخارى بما وراء النهر في بعض
الأخبار لأنه
روي
أنه بعث إليها أيوب النبي عليه السلام فدعا لها بالخير فصارت بذلك فاخرة على غيرها
فاذجان بعد الألف ذال معجمة ثم جيم وآخره نون من قرى أصبهان
فاراب بعد الألف راء وآخره باء موحدة ولاية وراء نهر سيحون في تخوم بلاد الترك وهي
أبعد من الشاش قريبة من بلاساغون ومقدارها في الطول والعرض أقل من يوم إلا أن بها
منعة وبأسا وهي ناحية سبخة لها غياض ولهم مزارع في غربي الوادي تأخذ من نهر الشاش
وقد خرج منها جماعة من الفضلاء منهم إسماعيل بن حماد الجوهري مصنف الصحاح في اللغة
وخاله أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم صاحب ديوان الأدب في اللغة وغيرهما وإليها
ينسب أبو نصر محمد بن محمد الفارابي الحكيم الفيلسوف صاحب التصانيف في فنون
الفلسفة مات بدمشق سنة 933 وكان تلميذ يوحنا بن جيلان وكانت وفاة يوحنا قبله في
زمان المقتدر وعبد الله بن محمد ابن سلمة بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد المقدسي
الفارابي سمع بدمشق هشام بن عمار وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان وعباس بن
الوليد الخلال وأبا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي ودحيما روى عنه أبو
بكر وأبو زرعة ابنا أبي دجانة وأبو بكر بن المقرىء وأثنى عليه الحسن بن منير
والحسن بن رشيق وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح
النسوي وغيرهم
فاران بعد الألف راء وآخره نون كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة ذكرها في
التوراة قيل هو اسم لجبال مكة قال ابن ماكولا أبو بكر نصر بن القاسم بن قضاعة
القضاعي الفاراني الإسكندراني سمعت أن ذلك نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز
وفي التوراة جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من فاران مجيئه من سيناء
تكليمه لموسى عليه السلام وإشراقه من ساعير وهي جبال فلسطين هو إنزاله الإنجيل على
عيسى عليه السلام واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه و
سلم قالوا و فاران جبال مكة
و فاران أيضا قرية من نواحي صغد من أعمال سمرقند نسب إليها أبو منصور محمد بن بكر
بن إسماعيل السمرقندي الفاراني روى عن محمد بن الفضل الكرماني ونصر بن أحمد الكندي
الحافظ روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الكاغدي السمرقندي وقال أبو
عبد الله القضاعي فاران والطور كورتان من كور مصر القبلية
فارجك باب فارجك بالراء المكسورة والجيم المفتوحة
والكاف محلة كبيرة ببخارى
فار بلفظ واحد الفيران بلدة من نواحي أرمينية نسب إليها بعض المتأخرين
و ذو فار حصن من أعمال ذمار باليمن
فارد فاعل من الفرد وهو الواحد كأنه منفرد عن أمثاله جبل بنجد
فارزة بتقديم الراء المكسورة على الزاي المفتوحة محلة ببخارى
فارسجين بالراء المكسورة وسين مهملة ساكنة وجيم مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة
ونون وربما قالوا فارسين بطرح الجيم من فارسجين ليست من نواحي همذان إنما هي من
أعمال قزوين بينها وبين قزوين مرحلتان وبين أبهر مرحلة وبينها وبين همذان نحو
ثماني مراحل من رستاق الألمر التي يقال لها
الأعلم
ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين أبو منصور القومساني بن أبي علي
الزاهد ذكرته في القومسان نزل هذه القرية فنسب إليها روى عن أبيه وعبد الرحمن بن
حمدان الجلاب وأبي جعفر محمد بن محمد الصفار وأبي الحسين أحمد بن محمد بن صالح
وأبي سعيد عمر بن الحسين الصرام روى عنه أبو الحسن بن حميد وحميد بن المأمون قال
شيرويه وحدثنا عنه ابن ابنه أبو علي أحمد بن طاهر بن محمد القومساني وغيره وهو ثقة
صدوق توفي عشية يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 324 وروى عنه أبو نعيم
الحافظ الأصبهاني وأحمد بن طاهر بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين أبو علي
القاضي بفارسجين سمع الحديث ورواه وكان صدوقا
فارس ولاية واسعة وإقليم فسيح أول حدودها من جهة العراق أرجان ومن جهة كرمان
السيرجان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران قال أبو علي في
القصريات فارس اسم البلد وليس باسم الرجل ولا ينصرف لأنه غلب عليه التأنيث كنعمان
وليس أصله بعربي بل هو فارسي معرب أصله بارس وهو غير مرتضى فعرب فقيل فارس قال
بطليموس في كتاب ملحمة البلاد مدينة فارس طولها ثلاث وستون درجة وعرضها أربع
وثلاثون درجة طالعها الحوت تسع درجات منه تحت عشر درج من السرطان من الإقليم
الرابع لها شركة في سرة الجوزاء يقابلها عشر درج من الجدي بيت عاقبتها مثلها من
الميزانبيت ملكها مثلها من الحمل وهي في هذه الولاية من أمهات المدن المشهورة غير
قليل وقد ذكرت في مواضعها وقصبتها الآن شيراز سميت بفارس بن علم بن سام بن نوح
عليه السلام وقال ابن الكلبي فارس بن ماسور بن سام ابن نوح وقال أبو بكر أحمد بن
أبي سهل الحلواني الذي أحفظ فارس بن مدين بن إرم بن سام بن نوح وقيل بل سميت بفارس
بن طهمورث وإليه ينسب الفرس لأنهم من ولده وكان ملكا عادلا قديما قريب العهد من
الطوفان وكان له عشرة بنين وهم جم وشيراز وإصطخر وفسا وجنابة وكسكر وكلواذى
وقرقيسيا وعقرقوف فأقطع كل واحد منهم البلد الذي سمي به ووافق من العربية أن يقال
رجل فارس بين الفروسية والفراسة من ركوب الفرس وفارس بين الفراسة إذا كان جيد
النظر والحدس هذا مصدره بالكسر ويقال إنه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالما به
والفارس الحاذق بما يمارس والعجم لا يقولون لهذا البلد إلا بارس بالباء الموحدة
وقال الإصطخري فارس على التربيع إلا من الزاوية التي تلي أصبهان والزاوية التي تلي
كرمان مما يلي المفازة وفي الحد الذي يلي البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره وإنما
قلنا إن في زاويتها مما يلي كرمان وأصبهان زنقة لأن من شيراز وهي وسط فارس إليهما
من المسافة نحوا من نصف ما بين شيراز وخوزستان وبين شيراز وجروم كرمان وليس بفارس
بلد إلا وبه جبل أو يكون الجبل بحيث لا تراه إلا اليسير وكورها المشهورة خمس
فأوسعها كورة إصطخر ثم أردشير خره ثم كورة دارابجرد ثم كورة سابور ثم قباذ خره
ونحن نصف كل كورة من هذه في موضعها وبها خمسة رموم أكبرها رم جيلويه ثم رم أحمد بن
الليث ثم رم أحمد بن الصالح ثم رم شهريار ثم رم أحمد ابن الحسن فالرم منزل الأكراد
ومحلتهم وقد روي في فارس فضائل كثيرة منها
قال ابن لهيعة فارس والروم قريش العجم وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال أبعد الناس إلى الإسلام الروم ولو كان الإسلام معلقا بالثريا لتناولته فارس وكانت أرض فارس قديما قبل الإسلام ما بين نهر بلخ إلى منقطع أذربيجان وأرمينية الفارسية إلى الفرات إلى برية العرب إلى عمان ومكران وإلى كابل وطخارستان وهذا صفوة الأرض وأعدلها فيما زعموا وفارس خمس كور إصطخر وسابور وأردشير خره ودارابجرد وأرجان قالو وهي مائة وخمسون فرسخا طولا ومثلها عرضا وأما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء الحضرمي عامل أبي بكر ثم عامل عمر على البحرين وجه عرفجة بن هرثمة البارقي في البحر فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيرة مما يلي فارس فأنكر عمر ذلك لأنه لم يستأذنه وقال غررت المسلمين وأمره أن يلحق بسعد بن أبي وقاص بالكوفة لأنه كان واجدا على سعد فأراد قمعه بتوجهه إليه على أكره الوجوه فسار نحوه فلما بلغ ذا قار مات العلاء الحضرمي وأمر عمر عرفجة بن هرثمة أن يلحق بعتبة بن فرقد السلمي بناحية الجزيرة ففتح الموصل وولى عمر رضي الله عنه عثمان بن أبي العاصي الثقفي على البحرين وعمان فدوخها واتسقت له طاعة أهلها فوجه أخاه الحكم بن أبي العاصي في البحر إلى فارس في جيش عظيم ففتح جزيرة لافت وهي جزيرة بركاوان ثم سار إلى توج ففتحها كما نذكره في توج واتسق فتح فارس كلها في أيام عثمان بن عفان كما نذكره متفرقا عند كل مدينة نذكرها وكان المستولي على فارس مرزبان يقال له سهرك فجمع جموعه والتقى المسلمين بريشهر فانهزم جيشه وقتل كما نذكره في ريشهر فضعفت فارس بعده وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عثمان بن أبي العاصي أن يعبر إلى فارس بنفسه فاستخلف أخاه المغيرة وقيل إنه جاءه حفص بالبحرين وعمان وعبر إلى فارس ومدينة توج وجعل يغير على بلاد فارس وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري بمظاهرة عثمان بن أبي العاصي على أرض فارس فتتابعت إليه الجيوش حتى فتحت وكان أبو موسى يغزو فارس من البصرة ثم يعود إليها وخراج فارس ثلاثة وثلاثون ألف ألف درهم بالكفاية وذكر أن الفضل بن مروان وزير المتوكل قبلها بخمسة وثلاثين ألف ألف درهم بالكفاية على أنه لا مؤونة على السلطان وجباها الحجاج بن يوسف مع الأهواز ثمانية عشر ألف ألف درهم وقال بعض شعراء الفرس يمدح هذه البلاد في بلدة لم تصل عكل بها طنبا ولا خباء ولا عك وهمدان ولا لجرم ولا الأتلاد من يمن لكنها لبني الأحرار أوطان أرض يبني بها كسرى مساكنه فما بها من بني اللخناء إنسان وبنواحي فارس من أحياء الأكراد ما يزيد على خمسمائة ألف بيت شعر ينتجعون المراعي في الشتاء والصيف على مذاهب العرب وبفارس من الأنهار الكبار التي تحمل السفن نهر طاب ونهر سيرين ونهر الشاذكان ونهر درخيد ونهر الخوبذان ونهر سكان ونهر جرسق ونهر الإخشين ونهر كر ونهر فرواب ونهر بيرده ولها من البحار بحر فارس وبحيرة البجكان وبحيرة دشتأرزن وبحيرة التوز وبحيرة الجوذان وبحيرة جنكان قال وأما القلاع فإنه يقال فيما بلغني إن لفارس زيادة على خمسة آلاف قلعة مفردة في الجبال
وبقرب
المدن وفي المدن ولا يتهيأ تقصيها إلا من الدواوين ومنها قلاع لا يمكن فتحها البتة
بوجه من الوجوه منها قلعة ابن عمارة وهي قلعة الديكدان وقلعة الكاريان وقلعة
سعيداباذ وقلعة جوذرز وقلعة الجص وغير ذلك ونحن نصفها في مواضعها من هذا الكتاب إن
شاء الله تعالى
الفارسكر من قرى مصر قرب دمياط من كورة الدقهلية
الفارسية منسوبة إلى رجل اسمه فارس قرية غناء نزهة ذات بساتين مونقة ورياض مشرفة
على ضفة نهر عيسى بعد المحول من قرى بغداد بينهما فرسخان ينسب إليها الشيخ مسلم بن
الحسن بن أبي الجود الفارسي ثم الحوري من حورى قرية من قرى دجيل انتقل منها إلى
الفارسية واتخذ بها مليكا وخدم الفقراء فغلبت عليه ومات يوم الأحد حادي عشر المحرم
سنة 495 ودفن بها من الغد وعمل عليه قبة تهدى إليها النذور وتزار رأيتها
فارع قال أبو عدنان الفارع المرتفع العالي الهيء الحسن وقال ابن الأعرابي الفارع
العالي والفارع المستفل وفرعت إذا صعدت وفرعت إذا نزلت وفارع اسم أطم وهو حصن
بالمدينة قال ابن السكيت وهو اليوم دار جعفر بن يحيى ذكر ذلك في قول كثير رسا بين
سلع والعقيق وفارع إلى أحد للمزن فيه غشامر كلها بالمدينة قال عرام وساية وادي
الشراة بالشين المعجمة وفي أعلاه قرية يقال لها الفارع بها نخل كثير وسكانها من
أفناء الناس ومياهها عيون تجري تحت الأرض وأسفل منها مهايع قرية كان رجل من
الأنصار قتل هشام بن صبابة خطأ فقدم أخوه مقيس بن صبابة على النبي صلى الله عليه و
سلم مظهرا للإسلام وطلب دية أخيه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدا على
قاتل أخيه فقتله ولحق بمكة وقال شفى النفس أن قد مات بالقاع مسندا تضرج ثوبيه دماء
الأخادع وكانت هموم النفس من قبل قتله تلم فتحميني وطاء المضاجع حللت به وتري
وأدركت ثؤرتي وكنت إلى الأوثان أول راجع ثأرت به قهرا وحملت عقله سراة بني النجار
أرباب فارع
فارفان بعد الراء المكسورة فاء أخرى وآخره نون من قرى أصبهان ينسب إليها القاضي
أبو منصور شابور بن محمد بن محمود الفارفاني شيخ لأبي سعد وأبو بكر محمد بن محمود
بن إبراهيم الفارفاني روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله المستملي روى عن أبي الخير
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هرون بن داره
فارمذ بالراء الساكنة يلتقي بسكونها ساكنان وفتح الميم وآخره ذال معجمة من قرى طوس
ينسب إليها أبو علي الفضل بن محمد بن علي الفارمذي الواعظ وابنه عبد الواحد بن
الفضل أبو بكر الطوسي قال شيرويه قدم علينا مرارا روى عنه ابنه وغيره وكان واعظا
حسن الكلام لين الجانب وذكر في التحبير الفضل بن علي بن الفضل بن محمد بن علي
الفارمذي أبو علي بن أبي المحاسن بن أبي علي الطوسي من بيت العلم والتصوف
والتقدم
سمع أباه سمع منه أبو سعد وأبو القاسم وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة سنة 735
الفاروث بضم الراء ثم واو ساكنة وآخره ثاء مثلثة قرية كبيرة ذات سوق على شاطىء
دجلة بين واسط والمذار أهلها كلهم روافض وربما نسبوا إلى الغلو واشتقاقه إما من
الفرث وهو السرجين أو من قولهم أفرث الرجل أصحابه إفراثا إذا عرضهم للسلطان أو
لأئمة الناس
فاروز بعد الألف راء مضمومة وواو ساكنة وزاي من قرى نسا نسب إليها بعض المحدثين
فاروق بضم الراء بعدها واو ثم قاف من قرى إصطخر فارس ينسب إليها جماعة من أهل
العلم والفضل منهم شارح المصابيح للبغوي الشرح المعروف بالفاروقي وآخرون
فارويه بالراء المضمومة وواو ساكنة وياء مثناة من تحت مفتوحة محلة بنيسابور
فارة بالراء المشددة والهاء بلفظ قولهم امرأة فارة أي هاربة مدينة في شرقي الأندلس
من أعمال تطيلة
فارياب بكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت وآخره باء مدينة مشهورة بخراسان من أعمال
جوزجان قرب بلخ غربي جيحون وربما أميلت فقيل لها فيرياب ومن فارياب إلى شبورقان
ثلاث مراحل ومن فارياب إلى طالقان ثلاث مراحل ومن فارياب إلى بلخ ست مراحل ينسب
إليها جماعة من الأئمة منهم محمد بن يوسف الفاريابي صاحب سفيان الثوري وغيره فأما
عبد الرحمن بن حبيب الفاريابي فأصله بغدادي سكنها روى عن بقية بن الوليد وإسحاق بن
نجيح وحكي أنه كان يضع الحديث على الثقات كذا قال أبو حاتم محمد بن حبان في كتاب
الضعفاء
فاريانان اسم قرية قال ابن مندة محمد بن تميم السغدي من أهل فاريان ولم يزد وأحمد
بن اعبد الله بن حكيم الفارياناني المروزي عن النضر بن محمد المروزي والفضل بن
موسى متروك الحديث مات سنة 842
فازر بتقديم الزاي المكسورة على الراء قال ابن شميل الفازر الطريق يعلو الفزر
فيفزرها كأنها تخد في رؤوسها خدودا تقول أخذنا الفازر وأخذنا في طريق فازر وهو
طريق في رؤوس الجبال وفازر اسم رملة في أرض خثعم على سمت اليمامة وثم الأطهار قرية
من نجران هكذا ضبطه نصر وقد ترى أنه لا جامع بين اشتقاقه والرمل وأخاف أن يكون
بتقديم الراء على الزاي لأن الفارز طريقة تأخذ في رملة في دكادك لينة كأنها صدع من
الأرض منقاد طويل خلقة حكاه الأزهري عن الليث
فاز بعد الألف زاي بلفظ قولهم فاز الرجل يفوز فوزا وهو النجاة من الشر بلدة بنواحي
مرو ينسب إليها أبو العباس محمد بن الفضل بن العباس الفازي المروزي حدث عن علي بن
حجر روى عنه أبو سوار محمد بن أحمد بن عاصم المروزي ودخلت بمرو على شيخنا أبي
المظفر عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن أبي بكر بن محمد بن أبي المظفر
السمعاني للسماع منه وذلك في سنة 651 فأحضرنا بطيخا ثم قال أخرجوا سكاكينكم فقال
أكثرنا ليس معنا سكاكين فقال أنشدنا شيخنا فلان الفازي وقد حضر البطيخ إما قال لنفسه
أو لغيره أحق الورى بالحزن عندي ثلاثة فتى لان حينا فالتحى فامتحى لينه وحاضر
معشوق وقد نام عضوه وحاضر بطيخ وقد ضاع سكينه
و
فاز أيضا من قرى طوس ينسب إليها أبو بكر محمد بن وكيع بن دواس الفازي وأحمد بن عبد
الله ابن أحمد بن محمد بن عمر بن أبي حامد الفازي الصوفي سمع أبا بكر عبد الله بن
محمد الفازي الخطيب وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواس ذكره في
التحبير
فاس بالسين المهملة بلفظ فاس النجار مدينة مشهورة كبيرة على بر المغرب من بلاد
البربر وهي حاضرة البحر وأجل مدنه قبل أن تختط مراكش وفاس مختطة بين ثنيتين
عظيمتين وقد تصاعدت العمارة في جنبيها على الجبل حتى بلغت مستواها من رأسه وقد
تفجرت كلها عيونا تسيل إلى قرارة واديها إلى نهر متوسط مستنبط على الأرض منبجس من
عيون في غربيها على ثلثي فرسخ منها بجزيرة دوي ثم ينساب يمينا وشمالا في مروج خضر
فاذا انتهى النهر إلى المدينة طلب قرارتها فيفترق منه ثمانية أنهار تشق المدينة
عليها نحو ستمائة رحى في داخل المدينة كلها دائرة لا تبطل ليلا ولا نهارا تدخل من
تلك الأنهار في كل دار ساقية ماء كبار وصغار وليس بالمغرب مدينة يتخللها الماء
غيرها إلا غرناطة بالأندلس وبفاس يصبغ الأرجوان والأكسية القرمزية وقلعتها في أرفع
موضع فيها يشقها نهر يسمى الماء المفروش إذا تجاوز القلعة أدار رحى هناك وفيها
ثلاثة جوامع يخطب يوم الجمعة في جميعها قال أبو عبيد البكري مدينة فاس مدينتان
مفترقتان مسورتان وهي مدينتان عدوة القرويين وعدوة الأندلسيين وعلى باب دار الرجل
رحاه وبستانه بأنواع الثمر وجداول الماء تخترق في داره وبالمدينتين أكثر من
ثلاثمائة رحى وبها نحو عشرين حماما وهي أكثر بلاد المغرب يهودا يختلفون منها إلى
جميع الآفاق ومن أمثال أهل المغرب فاس بلد بلا ناس وكلتا عدوتي فاس في سفح جبل
والنهر الذي بينهما مخرجه من عين في وسط بلد من عسرة على مسيرة نصف يوم من فاس
وأسست عدوة الأندلسيين في سنة 291 وعدوة القرويين في سنة 391 في ولاية إدريس بن
إدريس ومات إدريس بمدينة
وليلى من أرض فاس على مسافة يوم من جانب الغرب في سنة 312 وبعدوة الأندلسيين تفاح
حلو يعرف بالأطرابلسي جليل حسن الطعم يصلح بها ولا يصلح بعدوة القرويين وسميد عدوة
الأندلسيين أطيب من سميد القرويين لحذقهم بصنعته وكذلك رجال عدوة الأندلسيين أشجع
وأنجب وأنجد من القرويين ونساؤهم أجمل من نساء القرويين ورجال القرويين أجمل من
رجال الأندلسيين وفي كل واحدة من العدوتين جامع مفرد وقال محمد بن إسحاق المعروف
بالجليلي يا عدوة القرويين التي كرمت لا زال جانبك المحبوب ممطورا ولا سرى الله
عنها ثوب نعمته أرض تجنبت الآثام والزورا وقال إبراهيم بن محمد الأصيلي والد
الفقيه أبي محمد عبد الله دخلت فاسا وبي شوق إلى فاس والحين يأخذ بالعينين والراس
فلست أدخل فاسا ما حييت ولو أعطيت فاسا بما فيها من الناس وقال أحمد بن فتح قاضي
تاهرت في قصيدة طويلة اسلح على كل فاسي مررت به بالعدوتين معا لا تبقين أحدا قوم
غذوا اللؤم حتى قال قائلهم من لا يكون لئيما لم يعش رغدا
ومنها
إلى سبتة عشرة أيام وسبتة أقرب منها إلى الشرق وقال البكي يهجو أهل فاس فراق الهم
عند خروج فاس لكل ملمة تخشى وباس فأما أرضها فأجل أرض وأما أهلها فأخس ناس بلاد لم
تكن وطنا لحر ولا اشتملت على رجل مواسي وله فيهم أيضا اطعن بأيرك من تلقى من الناس
من أرض مصر إلى أقصى قرى فاس قوم يمصون ما في الأرض من نطف مص الخليع زمان الورد
للكاس وله أيضا فيهم دخلت بلدة فاس أسترزق الله فيهم فما تيسر منهم أنفقته في
بنيهم وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو عمر عمران بن موسى بن عيسى بن
نجح الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته نزل بها وكان قد سمع بالمغرب من جماعة ورحل
وسمع بالمشرق جماعة من العلماء وكان من أهل الفضل والطلب وغيره
فاشان بالشين المعجمة وآخره نون قرية من نواحي مرو رأيتها وقد نسب إليها طائفة من
أهل العلم منهم موسى بن حاتم الفاشاني حدث عن المقري وأبي الوزير حدث عنه محمود بن
والان وغيره وينسب إلى المروزية أيضا أبو زيد محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
محمد الفاشاني الفقيه الشافعي المنقطع القرين في وقته تفقه على أبي إسحاق المروزي
وكان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرا فيه وأزهدهم في الدنيا سمع الحديث
من جماعة من أصحاب علي بن حجر وغيرهم وسمع صحيح البخاري من الفربري وروى عنه
الحاكم أبو عبد الله والدارقطني ومات سنة 173 ثالث عشر رجب
فاشوق بالقاف في آخره وشين معجمة من قرى بخارى عن السمعاني
فاشون بالنون موضع ببخارى عن العمراني
فاضجة بالضاد المعجمة والجيم كذا ضبطه أبو الفتح وقال هي أرض في جبال ضرية بينها
وبين ضرية تسعة أميال قال وقيل بالحاء وهو أيضا أطم لبني النضير بالمدينة
فاضح موضع قرب مكة عند أبي قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجاتهم سمي بذلك لأن بني
جرهم وبني قطوراء تحاربوا عنده فافتضحت قطوراء يومئذ وقتل رئيسهم السميدع فسمي
بذلك وقال ابن الكلبي إنما سمي فاضحا لأن جرهما والعماليق التقوا به فهزمت
العماليق وقتلوا به فقال الناس افتضحوا به فسمي بذلك وهو عند سوق الرقيق إلى أسفل
من ذلك
و فاضح واد بالشريف شريف بني نمير بنجد قال الشاعر فإن لا تكن سيفا فإن هراوة
مقططة عجراء من طلح فاضح قال ذلك رجل رأى قومه وقد جمعوا سلاحا فقالوا له أين سيفك
فقال هذا وأشار إلى عصاه وقال نصر فاضح جبل قرب رئم وهو واد قرب المدينة
فاطماباذ
من قرى همذان قال شيرويه قيل إن مسجد جامع همذان كان بفاطماباذ وإنه كان بجنب
المسجد الجامع اليوم كروم وزروع
فاغ بالغين المعجمة من قرى سمرقند
فاغ بالغين المعجمة من قرى سمرقند
فافان بفاءين وآخره نون موضع على دجلة تحت ميافارقين يصب في دجلة عنده وادي الرزم
فاقر بالقاف مكسورة وراء وهو فاقر من الفقر أو من الفقار وهو خرز الظهر والفاقرة
الداهية التي تكسر الفقار ويوم فاقر من أيام العرب ويجوز أن يكون افتقر فيه قوم أو
كسر فيه فقار قوم فسمي بذلك
فاق بالقاف هو في الأصل الجفنة المملوءة طعاما من قوله ترى الأضياف ينتجعون فاقي
وقيل الفاق الزيت المطبوخ في قول الشماخ قامت تريك أثيث النبت منسدلا مثل الأساود
قد مسحن بالفاق وقال أبو عمرو الفاق الصحراء وقال مرة هي أرض هذا اسم صريح ويجوز
أن يكون مأخوذا من الفعل من فاق غيره يفوقهم إذا فضلهم و فاق أرض في شعر أبي نجيد
فاقوس بالقاف وآخره سين مهملة يجوز أن يكون من قولهم فقس الرجل إذا مات أو من تفقس
الفخ على العصفور إذا انقلب على عنقه وفاقوس اسم مدينة في حوف مصر الشرقي من مصر
إلى مشتول ثمانية عشر ميلا ومن مشتول إلى سفط طرابية ثمانية عشر ميلا ومنها إلى
مدينة فاقوس ثمانية عشر ميلا وهي في آخر ديار مصر من جهة الشام في الحوف الأقصى
فالق قالوا الفلق الصبح وقيل الفلق الخلق في قوله تعالى فالق الحب والنوى والفلق
المطمئن من الأرض بين المرتفعين والفلق الفطرة والفلق الشق ونخلة فالق إذا انشقت
عن الكافور وهو الطلع وفالق اسم موضع بعينه قال الأصمعي ومن منازل أبي بكر بن كلاب
بنجد الفالق وهو مكان مطمئن بين حزمين به مويهة يقال لها ماء الفالق وجوي جبل لبني
أبي بكر بن كلاب ويقال خليته بفالق الوركاء وهي رملة عن الأزهري والخارزنجي
فال بعد الألف الساكنة لام وهي قرية كبيرة شبيهة بالمدينة في آخر نواحي فارس من
جهة الجنوب قرب سواحل البحر يمر بها القاصد إلى هرمز وإلى كيش على طريق هزو فهي
على هذا فارسية وحظها من العربية يقال رجل فال الرأي وفيله وفائله إذا كان ضعيفا
قال جرير رأيتك يا أخيطل إن جرينا وجربت الفراسة كنت فالا والفال عرق يستبطن
الفخذين في قول امرىء القيس له حجبات مشرفات على الفال وقيل أراد الفايل لأنه أحد
الفائلين والفأل بالهمز ضد الطيرة منهم من يجعله بمعناه
فالة بزيادة الهاء عن الذي قبله بلدة قريبة من أيذج من بلاد خوزستان ينسب إليها
أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي المؤدب سمع بالبصرة من القاضي أبي
عمرو أحمد ابن إسحاق بن جربان وحدث بشيء يسير ورأيت بالعراق خشبة في رأسها حديدة
ذات ثلاثة شعب كالأصابع إلا أنها
أطول
يصطاد بها الدراج يقال لها فالة وبالة وأظنها فارسية
فامية بعد الألف ميم ثم ياء مثناة من تحت خفيفة مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص
وقد يقال لها أفامية بالهمزة في أوله وقد ذكرت في موضعها وذكر قوم أن الأصل في
فامية ثانية بالثاء المثلثة والنون وذاك أنها ثاني مدينة بنيت في الأرض بعد
الطوفان قال البلاذري سار أبو عبيدة في سنة 71 بعد افتتاح شيزر إلى فامية فتلقاه
أهلها بالصلح فصالحهم على الجزية والخراج وقال العساكري عبد القدوس بن الريان بن
اسماعيل البهراني قاضي فامية سمع بدمشق محمد بن عائذ وبغيرها عبيد بن جناد روى عنه
أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني الوراق و فامية أيضا قرية من قرى واسط
بناحية الصلح ينسب إليها أبو عبد الله عمر بن إدريس الصلحي ثم الفامي حدث عن أبي
مسلم الكجي روى عنه أبو العلاء محمد بن يعقوب الواسطي سكن بغداد وحدث بها وذكر
أحمد ابن أبي طاهر أنه رفع إلى المأمون أن رجلا من الرعية لزم بلجام رجل من الجند
يطالبه بحق له فقنعه بالسوط فصاح الفامي واعمراه ذهب العدل منذ ذهبت فرفع ذلك إلى
المأمون فأمر بإحضارهما فقال للجندي ما لك وله فقال إن هذا رجل كنت أعامله وفضل له
علي شيء من النفقة فلقيني على الجسر فطالبني فقلت إني أريد دار السلطان فاذا رجعت
وفيتك فقال لو جاء السلطان ما تركتك فلما ذكر الخلافة يا أمير المؤمنين لم أتمالك
أن فعلت ما فعلت فقال للرجل ما تقول فيما يقول فقال كذب علي وقال الباطل فقال
الجندي إن لي جماعة يشهدون إن أمر أمير المؤمنين بإحضارهم أحضرتهم فقال المأمون
ممن أنت قال من أهل فامية فقال أما عمر بن الخطاب فكان يقول من كان جاره نبطيا
واحتاج إلى ثمنه فليبعه فإن كنت إنما طلبت سيرة عمر فهذا حكمه في أهل فامية ثم أمر
له بألف درهم وأطلقه وهذه فامية التي عند واسط بغير شك قال عيسى بن سعدان الحلبي
شاعر معاصر يذكر فامية يا دار علوة ما جيدي بمنعطف إلى سواك ولا قلبي بمنجذب ويا
قرى الشام من ليلون لا بخلت على بلادكم هطالة السحب ما مر برقك مجتازا على بصري
إلا وذكرني الدارين من حلب ليت العواصم من شرقي فامية أهدت إلي نسيم البان والغرب
ما كان أطيب أيامي بقربهم حتى رمتني عوادي الدهر من كثب وقد اختلف في أبي جعفر
أحمد بن محمد بن حميد المقرئي الفامي الملقب بالفيل فقيل هو منسوب إلى الصنعة وقيل
إلى البلدة أخذ عرضا عن أبي جعفر عمرو بن الصباح بن صبيح الضرير الكوفي عن أبي عمر
حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز الأسدي عن عاصم بن أبي النجود الأسدي وأخذ أيضا
عن يحيى بن هاشم بن أبي كبير الغساني السمسار عن حمزة بن حبيب الزيات وسمع علي ابن
عاصم بن علي بن عاصم وآخرين روى عنه أبو بكر محمد بن خلف بن حيان ووكيع القاضي
البغدادي خليفة عبدان على قضاء الأهواز وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي
وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن أبي
الكوفي
وأحمد بن عبد الرحمن بن البحتري الدقاق المعروف بالولي وقال الولي هذا هو من فامية
وكان يلقب فيلا لعظم خلقته توفي سنة 782 وقرأ على عمرو بن الصباح في سنة 812 وقال
غيره 022 ومات عمرو هذا سنة 122 وكان يتولى فامية رجل كردي يقال له أبو الحجر
المؤمل بن المصبح نحو أربعين سنة من قبل الخليفة فلما حضر القرمطي في سنة 092
بالشام مال إليه وأغراه بأهل المعرة حتى قتلهم قتلا ذريعا فلما قتل القرمطي أسرى
إلى هذا الكردي إبراهيم وانجو ابنا يوسف القصصي فأوقعا به فهرب منهما حتى ألقى
نفسه في بحيرة أفامية فأقام بها أياما وقتل ابنه فقال فيه بعض شعراء المعرة توهم
الحرب شطرنجا يقلبها للقمر ينقل منه الرخ والشاها جازت هزيمته أنهار فامية إلى
البحيرة حتى غط في ماها
فامين بالميم مكسورة وياء مثناة من تحت ونون من قرى بخارى
فامين بالميم مكسورة وياء مثناة من تحت ونون من قرى بخارى
فاو بسكون الألف والواو صحيحة معربة كلمة قبطية قرية بالصعيد شرقي النيل في البر
تعرف بابن شاكر أمير من أمراء العرب وفيها دير أبي بخوم وبالصعيد أخرى يقال لها
قاو بالقاف ذكرت في موضعها
فاوة من مخاليف الطائف
فايا كورة بين منبج وحلب كبيرة وهي من أعمال منبج في جهة قبلتها قرب وادي بطنان
ولها قرى عامرة فيها بساتين ومياه جارية ينسب إليها القاضي أبو المعالي رافع بن
عبد الله بن نصر بن سلمان الحنفي الفايائي سمع البرهان أبا الحسن علي بن محمد
البلخي الحنفي سمع منه عبد القادر الرهاوي وروى عنه
الفائحة من نواحي اليمامة وهو سهل حزن
فائد بعد الألف ياء مهموزة ودال مهملة يجوز أن يكون من قولهم فأدت الصيد أفأده
فأدا إذا أصبت فؤاده فأنا فائده وفأدت الخبز أفأده إذا خبزته في الملة وأنا فائد
وفائد اسم جبل في طريق مكة سمي باسم رجل يقال له فائد ذكرت قصته في أجإ من هذا الكتاب
فائش بعد الألف ياء مهموزة يقال جاؤوا يتفايشون أي يتفاخرون وفائش واد في أرض
اليمن وبه سمي سلامة بن يزيد بن عريب بن تريم بن مرثد الحميري ذا فائش وكان هذا
الوادي له أو لأبيه والله الموفق للصواب
باب الفاء والباء وما يليهما
فب بالضم ثم التشديد موضع بالكوفة وقيل بطن من همدان ينسب إليها سعدان بن بشر
الفبي وقيل اسمه سعيد وسعدان لقب والله أعلم
باب الفاء والتاء وما يليهما
الفتات من نواحي مراد قال كعب بن الحارث المرادي ألم تربع على طلل
عداني
أن أزورك حرب قوم وأنباء طرقن مشمرات
فتاخ بالكسر وآخره خاء معجمة يجوز أن يكون جمع فتخ مثل زند وزناد وهو اللين ويقال
للبراجم إذا كان فيها لين فتخ ويجوز أن يكون جمع فتخ مثل جمل وجمال والفتخ في
الرجلين طول العظم وقلة اللحم وقيل غير ذلك وفتاخ أرض بالدهناء ذات رمال كأنها
للينها سميت بذلك قال ذو الرمة لمية إذ مي مغان تحلها فتاخ وحزوى في الخليط
المجاور وقال أيضا رأيتهم وقد جعلوا فتاخا وأجرعه المقابلة الشمالا
فتاق بالكسر وآخره قاف وهو جمع فتق وهو الموضع الذي لم يمطر وقد مطر ما حوله
والفتاق انفتاق الغيم عن الشمس والفتاق أصل الليف الأبيض يشبه الوجه لنقائه
والفتاق خميرة ضخمة لا يلبث العجين إذا نزلت فيه أنه يدرك والفتاق أدوية مدقوقة
تفتق وتخلط بدهن الزنبق كي تفوح ريحه وفتاق موضع في شعر الحارث بن حلزة وفي قول
الأعشى أتاني وغور الحوش بيني وبينه كرانس من جنبي فتاق فأبلقا وقال الراعي تبصر
خليلي هل ترى من ظعائن تحملن من جنبي فتاق فثهمد
فتق بضم أوله وثانيه وآخره قاف كأنه جمع لشيء من الذي قبله مثل جدار وجدر وحمار
وحمر قرية بالطائف وفي كتب المغازي أن النبي صلى الله عليه و سلم سير قطبة بن عامر
بن حديدة إلى تبالة ليغير على خثعم في سنة تسع فسلك على موضع يقال له فتق وقرأت
بخط بعض الفضلاء الفتق من مخاليف الطائف بفتح الفاء وسكون التاء وفي كتاب الأصمعي
في ذكر نواحي الطائف فقال وقرية الفتق
فتك بالفتح ثم السكون وآخره كاف وهو أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيقتله وفتك
ماء بأجإ أحد جبلي طيء قال زيد الخيل منعنا بين شرق إلى المطالي بحي ذي مكابرة
عنود نزلنا بين فتك والخلاقى بحي ذي مدارأة شديد وحلت سنبس طلح الغبارى وقد رغبت
بنصر بني لبيد
الفتين في نوادر أبي عمرو الشيباني وما شن من وادي الفتين مشرقا فهيمانه لم ترعه
أم كاسب أم كاسب امرأة وهيمانه جباله وما شن ما انفرد
باب الفاء والجيم وما يليهما
فج موضع أو جبل في ديار سليم بن منصور عن أبي الفتح
فج حيوة فج بفتح أوله وتشديد ثانيه وحيوة بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الواو والفج
الطريق الواسع بين الجبلين وجمعه فجاج ثم كل طريق فج والفج الذي لم يبلغ من
البطيخ
والفواكه وغيرها وأما حيوة فشاذ في بابه لأن الياء والواو إذا التقتا وسبقت
إحداهما بالسكون وجب إدغامها وأظهرت ههنا لئلا يلتبس بالحية وحيوة اسم رجل وفج
حيوة موضع بالأندلس من أعمال طليطلة
فج الروحاء قد تقدم اشتقاقهما في موضعهما وفج الروحاء بين مكة والمدينة كان طريق
رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح وعام الحج
فج زيدان بلد مطل على مدينة طبنة بإفريقية وإياه عنى عبد الله السبيعي بقوله من
كان مغتبطا بلين حشية فحشيتي وأريكتي سرجي من كان يعجبه ويبهجه نقر الدفوف ورنة
الصنج فأنا الذي لا شيء يعجبني إلا اقتحامي لجة الرهج سل عن جيوشي إذ طلعت بها يوم
الخميس ضحى من الفج
الفجيرة بضم أوله بلفظ تصغير فجرة للواحدة من الفجور اسم موضع
فجكش قرية بربع الريوند من أرباع نواحي نيسابور منها محمد بن الحسن بن علي بن عبد
الرحمن بن التيلويه أبو الفضائل المعيني الريوندي الفجكشي الضرير الأديب شيخ فاضل
عارف باللغة والأدب يقرأ الناس عليه سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواس كتب
عنه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي وكانت ولادته بفجكش ومات بنيسابور في شوال سنة
735
باب الفاء والحاء وما يليهما
الفحص بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره صاد مهملة بالمغرب من أرض الأندلس مواضع عدة
تسمى الفحص وسألت بعض أهل الأندلس ما تعنون به فقال كل موضع يسكن سهلا كان أو جبلا
بشرط أن يزرع نسميه فحصا ثم صار علما لعدة مواضع فأما في لغة العرب فالفحص شدة
الطلب خلال كل شيء ومفحص القطاة موضع بيضها والدجاجة تفحص برجلها لتتخذ أفحوصة
تبيض فيها أو تجثم و الفحص ناحية كبيرة من أعمال طليطلة ثم عمل طلبيرة
و الفحص أيضا إقليم من أقاليم أكشونية و الفحص أيضا إقليم بإشبيلية
وفحص البلوط ذكر في البلوط
و فحص الأجم حصن منيع من نواحي إفريقية
و فحص سورنجين بطرابلس ذكر في سورنجين
الفحفاح بفتح أوله وتكرير الفاء والحاء أيضا الفحفاح الأبح من الرجال لا أعرف فيه
غيره وهو اسم نهر في الجنة وذكره ههنا بارد إلا أنه خير من مكانه بياض
فحفح قال أبو موسى في مشيخته سألت عبد الحكيم الفحفحي عن نسبه فقال ننسب إلى فحفح
ناحية من الكرخ في طريق بغداد كان أبي منها
الفحلاء بالفتح ثم السكون والمد والفحل من صفة الذكور وفحلاء من صفات الإناث فإن
لم يكن أريد به تأنيث الأرض فلا أدري ما هو وهو اسم موضع
فحل بفتح أوله وكسر ثانيه لعله منقول عن الفعل الماضي من فحل يفحل إذا صار فحلا
وهو اسم
موضع
حكاه أبو الحسن الخوارزمي
فحل بالفتح ثم السكون واللام بلفظ فحل الإبل وفحل النخل وفحل جبل بتهامة يصب منه
واد يسمى شجوة وقيل فحل جبل لهذيل وقال الأصمعي وهو يعد جبال هذيل فقال ولهم جبل
يقال له فحل يصب منه واد يقال له شجوة وأسفله لقوم من بني أمية بالأردن قرب طبرية
فحل بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره لام اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع
الروم ويوم فحل مذكور في الفتوح وأظنه عجميا لم أره في كلام العرب قتل فيه ثمانون
ألفا من الروم وكان بعد فتح دمشق في عام واحد قال القعقاع بن عمرو التميمي
كم من أب لي قد ورثت فعاله جم المكارم بحره تيار وغداة فحل قد رأوني معلما والخيل
تنحط والبلا أطوار ما زالت الخيل العراب تدوسهم في حوم فحل والهبا موار حتى رمين
سراتهم عن أسرهم في روعة ما بعدها استمرار وكان يوم فحل يسمى يوم الردغة أيضا ويوم
بيسان
الفحلان جبلان من أجإ مشتهبان إلى الحمرة
فحلين بلفظ تثنية الذي قبله موضع في جبل أحد قال القتال الكلابي عبد السلام تأمل
هل ترى ظعنا إني كبرت وأنت اليوم ذو بصر لا يبعد الله فتيانا أقول لهم بالأبرق
الفرد لما فاتهم نظري يا هل تراءى بأعلى عاسم ظعن نكبن فحلين واستقبلن ذا بقر صلى
على عمرة الرحمن وابنتها ليلى وصلى على جاراتها الأخر هن الحرائر لا ربات أخمرة سود
المحاجر لا يقرأن بالسور
الفحلتان في غزاة زيد بن حارثة إلى بني جذام قدم رفاعة بن زيد إلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم فشكا ما صنع بهم زيد بن حارثة وكان رفاعة بن زيد قد أسلم ورجع إلى
قومه فأنفذ رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا إلى زيد ينزع ما في يده ويد أصحابه
ويرده إلى أربابه فسار فلقي الجيش بفيفاء الفحلتين فأخذ ما في أيديهم حتى كانوا
ينزعون لبد الرحل من تحت المرأة
باب الفاء والخاء وما يليهما
فخ بفتح أوله وتشديد ثانيه والفخ الذي يصاد به الطير معرب وليس بعربي واسمه
بالعربية طرق وهو واد بمكة وقال السيد علي الفخ وادي الزاهر ويروى قول بلال ألا
ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وعندي إذخر وجليل ويوم فخ كان أبو عبد الله الحسين بن
علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج يدعو إلى نفسه في ذي القعدة سنة
169 وبايعه جماعة من العلويين بالخلافة بالمدينة وخرج إلى مكة فلما كان بفخ لقيته
جيوش بني العباس وعليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وغيره فالتقوا
يوم التروية سنة 169 فبذلوا الأمان أريد
فيقال
إن مباركا التركي رشقه بسهم فمات وحمل رأسه إلى الهادي وقتلوا جماعة من عسكره وأهل
بيته فبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع ولهذا يقال لم تكن مصيبة بعد
كربلاء أشد وأفجع من فخ قال عيسى بن عبد الله يرثي أصحاب فخ فلأبكين على الحسي ن
بعولة وعلى الحسن وعلى ابن عاتكة الذي واروه ليس بذي كفن تركوا بفخ غدوة في غير
منزلة الوطن كانوا كراما هيجوا لا طائشين ولا جبن غسلوا المذلة عنهم غسل الثياب من
الدرن هدي العباد بجدهم فلهم على الناس المنن وأنشد موسى بن داود بن سلم لأبيه في
أصحاب فخ يا عين بكي بدمع منك منهمر فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن صرعى بفخ تجر
الريح فوقهم أذيالها وغوادي دلح المزن حتى عفت أعظم لو كان شاهدها محمد ذب عنها ثم
لم تهن وفي هذا الموضع دفن عبد الله بن عمر ونفر من الصحابة الكرام
و فخ أيضا ماء أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم عظيم بن الحارث المحاربي حكى ذلك
الحازمي
فخراباذ كان فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي قد استأنف عمارة قلعة الري
القديمة وأحكم بناءها وعظم قصورها وخزائنها وحصنها وشحنها بالأسلحة والذخائر
وسماها فخراباذ وهي مشرفة على البساتين والمياه الجارية أنزه شيء يكون وأظنها قلعة
طبرك والله أعلم
و فخراباذ أيضا من قرى نيسابور
باب الفاء والدال وما يليهما
فدان قرية من أعمال حران بالجزيرة يقال بها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام
والصحيح أن مولده بأرض بابل و تل فدان بحران أظنه منسوبا إلى هذه القرية
فدك بالتحريك وآخره كاف قال ابن دريد فدكت القطن تفديكا إذا نفشته وفدك قرية
بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه
و سلم في سنة سبع صلحا وذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل خيبر وفتح
حصونها ولم يبق إلا ثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك فهي مما
لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم وفيها عين
فوارة ونخيل كثيرة وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه
و سلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي الله عنه أريد لذلك شهودا ولها قصة ثم أدى اجتهاد
عمر ابن الخطاب بعده لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردها
إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان علي بن أبي طالب رضي
الله
عنه والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها فكان علي يقول إن النبي صلى الله عليه و
سلم جعلها في حياته لفاطمة وكان العباس يأبى ذلك ويقول هي ملك لرسول الله صلى الله
عليه و سلم وأنا وارثه فكانا يتخاصمان إلى عمر رضي الله عنه فيأبى أن يحكم بينهما
ويقول أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا فيما يؤتى واحد منكما
من قلة معرفة فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره
برد فدك إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز
فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس
السفاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيم عليها
يفرقها في بني علي بن أبي طالب فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم
فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده
إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها
فكتب السجل وقرىء على المأمون فقام دعبل الشاعر وأنشد أصبح وجه الزمان قد ضحكا برد
مأمون هاشم فدكا وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي
بكر وآل رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء
وأصح ما ورد عندي في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب الفتوح له فانه
قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد منصرفه من خيبر إلى أرض فدك محيصة بن
مسعود ورئيس فدك يومئذ يوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام فوجدهم مرعوبين
خائفين لما بلغهم من أخذ خيبر فصالحوه على نصف الأرض بتربتها فقبل ذلك منهم وأمضاه
رسول الله صلى الله عليه و سلم وصار خالصا له صلى الله عليه و سلم لأنه لم يوجف
عليه بخيل ولا ركاب فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل ولم يزل أهلها بها
حتى أجلى عمر رضي الله عنه اليهود فوجه إليهم من قوم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها
إلى اليهود وأجلاهم إلى الشام وكان لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت
فاطمة رضي الله عنها لأبي بكر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل
لي فدك فأعطني إياها وشهد لها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألها شاهدا آخر
فشهدت لها أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه و سلم فقال قد علمت يا بنت رسول الله
أنه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين فانصرفت وروي عن أم هانىء أن فاطمة
أتت أبا بكر رضي الله عنه فقالت له من يرثك فقال ولدي وأهلي فقالت له فما بالك
ورثت رسول الله صلى الله عليه و سلم دوننا فقال يا بنت رسول الله ما ورثت ذهبا ولا
فضة ولا كذا ولا كذا ولا كذا فقالت سهمنا بخيبر وصدقتنا بفدك فقال يا بنت رسول
الله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما هي طعمة أطعمنيها الله تعالى
حياتي فاذا مت فهي بين المسلمين
وعن عروة بن الزبير أن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلن عثمان بن عفان
إلى أبي بكر يسألن مواريثهن من سهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه
صدقة إنما هذا المال لآل
لنائبتهم
وضيفهم فاذا مت فهو إلى والي الأمر من بعدي فأمسكن فلما ولي عمر بن عبد العزيز خطب
الناس وقص قصة فدك وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه كان ينفق منها
ويضع فضلها في أبناء السبيل وذكر أن فاطمة سألته أن يهبها لها فأبى وقال ما كان لك
أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك وكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل وإنه عليه
الصلاة و السلام لما قبض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي مثله فلما ولي معاوية
أقطعها مروان بن الحكم وإن مروان وهبها لعبد العزيز ولعبد الملك ابنيه ثم إنها
صارت لي وللوليد وسليمان وإنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصته
فوهبها لي أيضا فاستجمعتها وإنه ما كان لي مال أحب إلي منها وإنني أشهدكم أنني
رددتها على ما كانت عليه في أيام النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان
وعلي فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل فلما كانت سنة 012 أمر
المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة وكتب إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة أنه كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى ابنته فاطمة رضي الله عنها فدك وتصدق عليها
بها وأن ذلك كان أمرا ظاهرا معروفا عند آله عليه الصلاة و السلام ثم لم تزل فاطمة
تدعي منه بما هي أولى من صدق عليه وأنه قد رأى ردها إلى ورثتها وتسليمها إلى محمد
بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله
بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ليقوما بها لأهلهما
فلما استخلف جعفر المتوكل ردها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه و
سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ومن بعده من الخلفاء وقال
الزجاجي سميت بفدك بن حام وكان أول من نزلها وقد ذكر غير ذلك وهو في ترجمة أجإ
وينسب إليها أبو عبد الله محمد بن صدقة الفدكي سمع مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن
المنذر الحزامي وكان مدنسا وقال زهير لئن حللت بجو في بني أسد في دين عمرو وحالت
بيننا فدك ليأتينك مني منطق قذع باق كما دنس القبطية الودك
فديك تصغير الذي قبله قال العمراني هو موضع
الفدين تصغير الفدن وهو القصر المشيد وهو قرية على شاطىء الخابور ما بين ماكسين
وقرقيسيا كانت بها وقعة
الفدين استوفد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فقهاء من أهل المدينة فيهم
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه يستفتيهم عن الطلاق
قبل النكاح فمات عبد الرحمن بالفدين من أرض حوران ودفن بها وسعيد بن خالد بن محمد
بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية الأموي العثماني
الفديني خرج في أيام المأمون وادعى الخلافة بعد أبي العميطر علي بن يحيى خرج وأغار
على ضياع بني شرنبث السعدي وجعل يطلب القيسية ويقتلهم ويتعصب لأهل اليمن فوجه إليه
يحيى بن صالح في جيش فلما كان بالقرب من حصنه المعروف بالفدين هرب منه العثماني
فوقف يحيى بن صالح على الحصن حتى هدمه وخرب زيزاء وتحصن العثماني في عمان في قرية
يقال لها ماسوح وصار يحيى بن صالح إلى عمان واستمد العثماني بزيوندية
الغور
وبأراشة وبقوم من غطفان وانضمت إليه عيارة من بني أمية ومن جلا عن دمشق من أصحاب
أبي العميطر ومسلمة فصار في زهاء عشرين ألفا فلم يزل يحيى بن صالح يحاصره ويحاربه
حتى أجلاه عن القريتين جميعا فصار إلى قرية حسبان وبها حصن حصين فأقام به وتفرق
عنه أصحابه ولا أعرف ما جرى بعد ذلك
باب الفاء والذال وما يليهما
فذايا من قرى دمشق ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن أبي
الشعثاء ويقال له ابن أبي الأشعث أبو بكر الفذايي يعرف بابن الخراط ذكره الحافظ
أبو القاسم وقال روى عن سليمان بن عبد الرحمن وأيوب بن أبي حجر الأيلي ومحمد بن يوسف
بن بشر القرشي وهشام بن عمار ومحمد بن خالد الفذايي ويحيى بن الغمر وقاسم بن عثمان
الجوعي وإبراهيم بن المنذر الحزامي روى عنه أبو إسحاق بن سنان وأبو الطيب محمد بن
أحمد بن حمدان الرسعني وأحمد بن سليمان بن حذام وأبو عبد الرحمن عمر بن عبد الله
بن مكحول وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن علي الأيلي وأبو علي بن شعيب وأبو علي
بن مكحول والقاسم بن عيسى العضاد والحسن بن حبيب الحظايري وأبو الفضل أحمد بن عبد
الله السلمي قال ابن مندة مات بعد الثمانين أو 092
فذورد بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء ساكنة ودال مهملة قرية
فذيانكث بفتح أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وبعد الألف نون مفتوحة وكاف
مفتوحة وثاء مثلثة من نواحي هيطل بما وراء النهر
باب الفاء والراء وما يليهما
الفراء جبل عند المدينة عند خاخ وثنية الشريد
فراب بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره باء موحدة قرية في سفح جبل بينها وبين سمرقند
ثمانية فراسخ ينسب إليها أبو الفتح أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الفرابي العبسي
سكنها فنسب إليها سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي
الحافظ سمع منه أبو سعد ومات يوم عرفة سنة 505 ومولده سنة 465
فراب بتشديد ثانيه وآخره باء موحدة قرية من قرى أردستان من نواحي أصبهان ينسب
إليها بعض المتأخرين قاله أبو موسى الحافظ الأصبهاني
الفرات بالضم ثم التخفيف وآخره تاء مثناة من فوق قال حمزة والفرات معرب عن لفظه
وله اسم آخر وهو فالاذروذ لأنه بجانب دجلة كما بجانب الفرس الجنيبة والجنيبة تسمى
بالفارسية فالاذ والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه قال عز و جل هذا عذب فرات
وهذا ملح أجاج وقد فرت الماء يفرت فروتة وهو فرات إذا عذب ومخرج الفرات فيما زعموا
من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط ويدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم ويجيء
إلى كمخ ويخرج إلى ملطية ثم إلى سميساط ويصب إليه أنهار صغار نحو نهر سنجة ونهر
كيسوم ونهر ديصان والبليخ حتى ينتهى إلى قلعة نجم مقابل منبج ثم يحاذي بالس إلى
دوسر إلى الرقة إلى رحبة مالك بن طوق ثم إلى عانة ثم إلى هيت فيصير أنهارا تسقي
زروع السواد منها نهر سورا وهو أكبرها ونهر الملك وهو نهر صرصر ونهر==
ج8. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]
عيسى
بن علي وكوثا ونهر سوق أسد والصراة ونهر الكوفة والفرات العتيق ونهر حلة بني مزيد
وهو نهر سورا فاذا سقت الزروع وانتفع بمياهها فمهما فضل من ذلك انصب إلى دجلة منها
ما يصب فوق واسط ومنها ما يصب بين واسط والبصرة فتصير دجلة والفرات نهرا واحدا
عظيما عرضه نحو الفرسخ ثم يصب في بحر الهند وللفرات فضائل كثيرة روي أن أربعة
أنهار من الجنة النيل والفرات وسيحون وجيحون وروي عن علي كرم الله وجهه أنه قال يا
أهل الكوفة إن نهركم هذا يصب إليه ميزابان من الجنة وعن عبد الملك بن عمير أن الفرات
من أنهار الجنة ولولا ما يخالطه من الأذى ما تداوى به مريض إلا أبرأه الله تعالى
وأن عليه ملكا يذود عنه الأدواء وروي أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق شرب من
ماء الفرات ثم استزاد واستزاد فحمد الله وقال نهر ما أعظم بركته ولو علم الناس ما
فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب ولولا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه
ذو عاهة إلا برأ ومما يروى عن السدي والله أعلم بحقه من باطله قال مد الفرات في
زمن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فألقى رمانة قطعت الجسر من عظمها فأخذت فكان
فيها كر حب فأمر المسلمين أن يقتسموها بينهم وكانوا يرونها من الجنة وهذا باطل لأن
فواكه الجنة لم توجد في الدنيا ولو لم أر هذا الخبر في عدة مواضع من كتب العلماء
ما استجزت كتابته وسقى الفرات كورا ببغداد منها الأنبار وهيت وقد نسب إليها قوم من
رواة العلم قال رفاعة بن أبي الصفي ألم تر هامتي من حب ليلى على شاطي الفرات لها
صليل فلو شربت بصافي الماء عذبا من الأقذاء زايلها الغليل و فرات البصرة كورة بهمن
أردشير وقد ذكرت في مواضعها وذكر أحمد بن يحيى بن جابر قال لما فتح عتبة بن غزوان
الأبلة عنوة عبر الفرات فخرج لهم أهل الفرات بمساحيهم فظفر بهم المسلمون وفتحوا الفرات
وقيل إن ما بين الفهرج والفرات فتح صلحا وسائر الأبلة عنوة ولما فرغ من الأبلة أتى
المذار وقال عوانة بن الحكم كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة امرأته أزدة بنت
الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكر وزياد إخوتها فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت
امرأته أزدة تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح
الله على المسلمين تلك المدينة
الفراخ ذات الفراخ موضع بالحجاز في ديار بني ثعلبة بن سعد بن غطفان ويقال بالحاء
المهملة في شعر الجعدي قاله نصر
الفرادخ موضع في جبلي طيء نزله جيش طليحة بن خويلد الأسدي المتنبي بالأيسر منه
الفراديس جمع فردوس وأصله رومي عرب وهو البستان هكذا قال المفسرون وقد قيل إن
الفردوس تعرفه العرب وتسمي الموضع الذي فيه كرم فردوسا وقيل كل موضع في فضاء فردوس
والفردوس مذكر وإنما أنث في قوله تعالى الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون لأن
عنى به الجنة وفي الحديث مسالك الفردوس الأعلى وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين
الفراديس و الفراديس موضع بقرب دمشق
أبواب
دمشق قال ابن قيس الرقيات أقفرت منهم الفراديس والغو طة ذات القرى وذات الظلال قال
أبو القاسم في تاريخ الشام يحيى بن منقذ الفراديسي سمع مكحولا روى عنه الوليد بن
مسلم وقال آخر شيخ من الجند يقال له يحيى بن منقذ من أهل الفراديس وإسحاق بن يزيد
أبو النضر القرشي الفراديسي مولى أم الحكم بنت عبد العزيز ويقال انه مولى عمر بن
عبد العزيز روى عن سعيد بن عبد العزيز وصدقة بن خالد وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي
ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة كثيرة روى عنه البخاري في صحيحه
والحسن بن علي الحلواني وأبو داود السجستاني في سننه وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة
الدمشقي وجماعة غيرهم قال أبو عبد الرحمن هو دمشقي ليس به بأس وقال أبو زرعة
الدمشقي حدثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي قال ولدت سنة 141 وكان أبو مسهر
يوثقه قال أبو زرعة وكان من الثقات البكائين وتوفي سنة 722
و الفراديس موضع قرب حلب بين برية خساف وحاضر طيء من أعمال قنسرين وإياها عنى
المتنبي بقوله وقد اجتاز بها فسمع زئير الأسد أجارك يا أسد الفراديس مكرم فتسكن
نفسي أم مهان فمسلم ورائي وقدامي عداة كثيرة أحاذر من لص ومنك ومنهم
فراس بنو فراس قرية بقرب تونس من إفريقية إليها ينسب عبد الرحمن بن محمد الفراسي
الشاعر التونسي في كتاب الأنموذج مات بسوسة سنة 804
فراشا بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف شين معجمة وفراش القاع والطين ما يبس بعد
نضوب الماء من الطين على وجه الأرض والفراش شيء يطير كالبعوض يتهافت في النار
والخفيف من الرجال فراشهم وكل رقيق من عظم أو حديد فهو فراشة ومنه فراشة القفل
وفراشا قرية مشهورة في سواد بغداد ينزلها الحاج قال فيها محمد بن إبراهيم المعثري
المعروف بابن قربة نزلنا فراشا فراشت لنا من النبل غزلانها أسهما فصرنا فراشا لنار
الهوى ترانا على وردها حوما ونحن أناس نحب الحديث ونكره ما يوجب المأثما وقد
أنشدني هذه الأبيات صديقنا نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني قال
أنشدنيها ابن قربة المذكور بمكة لنفسه
وببغداد محلة في نهر المعلى يقال لها درب فراشة
و فراشة موضع بالبادية قال الأخطل وأقفرت الفراشة والحبيا وأقفر بعد فاطمة الشفير
فراص صنم كان في بلاد سعد العشيرة عن أبي الفتح الأسكندري
فراض بكسر أوله وآخره ضاد معجمة جمع الفرضة مثل برمة وبرم وصحبة وصحاب وهي المشرعة
والأصل في الفرضة الثلمة في النهر والفراض موضع بين البصرة واليمامة قرب فليج من
ديار بكر بن وائل وفي كتاب الفتوح لما قصد خالد بن الوليد رضي الله عنه بغتة بني
غالب
إلى
الفرائض و الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات واجتمعت عليه الروم
والعرب والفرس فأوقع بهم وقعة عظيمة قال سيف قتل فيها مائة ألف ثم رجع خالد إلى
الحيرة لعشر بقين من ذي الحجة سنة 21 قال القعقاع لقينا بالفراض جموع روم وفرس
غمها طول السلام أبدنا جمعهم لما التقينا وبيتنا يجمع بني رزام فما فتئت جنود
السلم حتى رأينا القوم كالغنم السوام وفي ذكر الفراض خبر استحسنته فأثبته ههنا قال
أبو محمد الأسود كان أبو شافع العامري شيخا كبيرا فتزوج امرأة من قومه شابة فمكثت
عنده حينا ثم دب إليها بعض الغواة وقال لها إنك تبلين شبابك مع هذا الشيخ وراودها
عن نفسها فزجرته وقالت له لولا أني أعرف أمك وعفتها لظننتك لغير أبيك ويحك أتزني
الحرة فانصرف عنها ثم تلطف لمعاودتها واستمالتها فقالت أما فجورا فلا ولكني إن
ملكت يوما نفسي كنت لك قال فإن احتلت لأبي شافع حتى يصير أمرك بيدك أتختارين نفسك
قالت نعم قال فخلا به يوما وقال يا أبا شافع ما أظن للنساء عندك طائلا ولا لك فيهن
خيرا فقال كيف تظن ذاك يا ابن أخي وما خلق الله خلقا أشد من إعجاب أم شافع بي قال
فهل لك أن تخاطرني في عشرين من الإبل على أن تخيرها نفسها فإن اختارتك فهي لك وإلا
كانت لي قال انتظرني أعد إليك ثم أتى أم شافع فقص عليه أمره وما دعاه إليه فقالت
يا أبا شافع أو تشك في حبي لك واختياري فرجع إليه وراهنه وأشهد بذلك على نفسه عدة
من قومه ثم خيرها فاختارت نفسها فلما انقضت عدتها تزوجها الفتى فأنشد أبو شافع
يقول حننت ولم تحنن أوان حنين وقلبت نحو الركب طرف حزين جرى بيننا الواشون يا أم
شافع ففاضت دما بعد الدموع شؤوني كأن لم يكن منها الفراض محلة ولم يمس يوما ملكها
بيميني ولن أتبطنها حلالا ولم تبت معاصمها دون الوساد تلني بلى ثم لم أملك سوابق
عبرتي فواحسدا من أنفس وعيون فلا يثقن بعدي امرؤ بملاطف فما كل من لاطفته بأمين
وما زادني الواشون يا أم شافع بكم وتراخي الدار غير حنين يشوق الحمى أهل الحمى
ويشوقني حمى بين أفخاذ وبين بطون
فراغان بالفتح وبعد الألف غين معجمة وآخره نون من قرى مرو
فراغ بكسر أوله وآخره غين معجمة يجوز أن يكون جمع فرغ الدلاء وهو ما بين العراقي
وكل إناء عند العرب فراغ وفراغ اسم موضع
فراقد بالضم وبعد الألف قاف مكسورة والفرقد والفرقود ولد البقرة وفراقد شعبة قرب
المدينة قال ابن السكيت فراقد من شق
غيقة
تدفع إلى وادي الصفراء وقال في موضع آخر فراقد هضبة حمراء في الحرة بواد يقال له
راهط قال كثير وعن لنا بالجزع فوق فراقد أيادي سبا كالسحل بيضا سفورها
فران بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون لا أدري ما أصله لأني لم أجد في بابه إلا
الخبز الفرني ومختبزه الفرن وفران ماء لبني سليم يقال له معدن فران به ناس كثيرة
وهو منسوب إلى فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة نزلت على بني سليم فدخلوا
فيهم وصاروا منهم فكان يقال لهم بنو القين فلذلك قال خفاف بن عمرو متى كان للقينين
قين طمية وقين بلي معدن بفران وقال حاتم بن رباب السلمي أتحسب نجدا ما فران إليكم
لهنك في الدنيا بنجد لجاهل أفي كل عام يضربون وجوهكم على كل نهب وجهته الكوامل
أراد إنك لجاهل إذ تحسب ماء فران نجدا وقصر ماء وهو ممدود ضرورة يحتمل أن يكون ما
زائدة وهو أجود
فراوة بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة وهي بليدة من أعمال نسا بينها وبين دهستان
وخوارزم خرج منها جماعة من أهل العلم ويقال لها رباط فراوة بناها عبد الله بن طاهر
في خلافة المأمون وممن نسب إليها أبو نعيم محمد بن القاسم الفراوي صاحب الرباط
بفراوة سمع حميد بن زنجويه وغيره روى عنه أبو إسحاق محمد بن يحيى وغيره وكان
مجتهدا في العبادة وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الفراوي
شيخ شيوخنا كان إماما متفننا مناظرا محدثا واعظا مكرما لأهل العلم سمع أبا عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور وأبا بكر
محمد بن القاسم الصفار وأبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي وأبا بكر أحمد بن الحسن
البيهقي وأبا القاسم القشيري وأبا المعالي الجويني وخلقا كثيرا سواهم روى عنه
شيخنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة
بالإجازة وله مجالس في الوعظ والتذكير مجموعة ومات سنة 305 في شوال بنيسابور ودفن
عند قبر محمد بن إسحاق بن حربة وكان مولده سنة إحدى وستين أو أربعين وأربعمائة
ومنصور ابن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي أبو القاسم بن أبي
المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود النيسابوري أحد العدول
المزكين من بيت مشهور بالرواية قدم منصور بغداد وحدث بها عن جده أبي البركات وعن
جد أبيه أبي عبد الله الفراوي وعاد إلى بلده وروى هناك الكثير عن جد أبيه وعن وجيه
بن طاهر الشحامي ومولده في شهر رمضان سنة 225 وتوفي بنيسابور سنة 680
فراهان من رساتيق همذان ذكر حاله فيما بعد في فرهان
فراهينان بالفتح وبعد الألف هاء ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ونون وآخره نون من قرى
مرو
فربر بكسر أوله وقد فتحه بعضهم وثانيه مفتوح ثم باء موحدة ساكنة وراء بليدة بين
جيجون وبخارى بينها وبين جيحون نحو الفرسخ وكان يعرف برباط طاهر بن علي وقد خرج
منها جماعة من العلماء
والرواة
منهم محمد بن يوسف البخاري راوية صحيح محمد بن اسماعيل البخاري يقال سمع الجامع من
البخاري سبعون ألفا لم يبق أحد منهم سوى الفربري وروى أيضا عن علي بن خشرم المروزي
روى عنه أبو زيد القاشاني وأبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي وغيرهما
ومات في ثالث شوال سنة 023 ومولده سنة 132 ومحمد بن علي بن عبد العزيز بن إبراهيم
الكرابيسي ثم الفربري أبو البشر المعروف بالصغير فقيه صالح سمع أبا محمد عبد
الكريم بن زكرياء بن سعيد الحافظ وأبا نصر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الريغذموني
أجاز لأبي سعد وكانت ولادته في سنة 074 وتوفي في أوائل سنة 945 بفربر
فربيا من قرى عسقلان ينسب إليها أبو الغنائم محمود بن الفضل بن حيدر بن مطر
الفربياني المطري لقيه السلفي وسمع الحديث عليه وعلى غيره
فربيط من كور مصر لها ذكر في الفتوح
فرتاج بكسر أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوقها وآخره جيم قال ابن الأعرابي من
سمات الإبل الفرتاج ولم نجده قال الأزهري فرتاج موضع في بلاد طيء وقال غيره فرتاج
ماء لبني أسد قال زيد الخيل الطائي فلو ان نصرا أصلحت ذات بينها لضجت رويدا عن
مطالبها عمرو ولكن نصرا أدمنت وتخاذلت وقالوا عمرنا من محبتنا القفر فإن تمنعوا
فرتاج فالعمر منهم فإن لهم ما بين جرثم فالغفر وقال الراعي المزني الكلبي كذا قال
الآمدي قال وقد دخلت هذه القصيدة في شعر الراعي النميري ليوافق ابن سليمان حيث قال
ما زال يفتح أبوابا ويغلقها دوني وأفتح بابا بعد إرتاج حتى أضاء سراج دونه بقر حور
العيون ملاح طرفها ساج يكشرن للهو واللذات عن برد تكشف البرق عن ذي لجة داج كأنما
نظرت دوني بأعينها عين الصريمة أو غزلان فرتاج وقال الأصمعي ويسيل في الثلبوت واد
يقال له الرحبة فيه ماء لبني أسد يقال له فرتاج وأنشد لرجل من عذرة بفرتاج من أرض
الخليفين أرقت جنوب وما لاح السماك ولا النسر ومن دون مسراها الذي طرقت به شماريخ
من ريان يروى بها الغفر الغفر ولد الأروية والجمع أغفار وغفرة
فرتنى بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوق ونون مفتوحة مقصور يقال للأمة
فرتنى وفرتنى قصر بمرو الروذ وكان أبو حازم قد حاصر فيه زهير بن ذؤيب العدوي الذي
يقال له هزار مرد والهزار مرد أيضا عمرو بن حفص المهلبي كان واليا على إفريقية
الفرجان بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم وبعد الألف نون تثنية الفرج وهو ههنا الثغر
المخوف والجمع فروج سمي فرجا لأنه غير مسدود والفرج اسم يجمع سوآت الرجال والنساء
والقبلان وما حواليهما كله فروج والفرج كل فرجة
بين
شيئين وكان يقال لخراسان وسجستان الفرجان
فرج بضم أوله وسكون ثانيه وآخره جيم جمع فرج مثل سقف وسقف ونذكر معناه في فرج بعد
وهي اسم مدينة آخر أعمال فارس
الفرج بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم قد تقدم في الفرجان بعض اشتقاقه ونزيد ههنا
قول النضر بن شميل فرج الوادي ما بين عدوتيه وهو بطنه والفرج طريق بين أضاخ وضرية
وعن جنبتيه طخفة والرجام جبلان عن نصر
وفرج بيت الذهب هي مدينة الملتان كان المسلمون قد افتتحوها وبهم ضائقة فوجدوا فيها
ذهبا كثيرا فاتسعوا به فسميت فرج بيت الذهب لذلك
فرج بالتحريك والجيم مدينة بالأندلس تعرف بوادي الحجارة وهي بين الجوف والشرق من
قرطبة ولها مدن بينها وبين طليطلة ينسب إليها أيوب بن الحسين بن محمد بن أحمد بن
عوف بن حميد بن تميم من أهل مدينة الفرج يكنى أبا سليمان ويعرف بابن الطويل رحل
إلى المشرق فسمع من ابن أبي الموت ومن عبد الكريم بن أحمد بن شعيب الشيباني وعبد
الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلمة بن قتيبة وغيرهم واستقضاه الحكم المستنصر
ببلده وكان أديبا حكيما قدم قرطبة وسمعت منه وتوفي سنة 283 أو 383 بوادي الحجارة
وأنا يومئذ بالمشرق قاله ابن الفرضي
فرجيا بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والياء المثناة من تحت من قرى سمرقند
فرخشا بفتح أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة والشين وألف مقصورة من قرى بخارى
فرخشة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء المعجمة والشين قال العمراني اسم موضع
فرخوزديزه بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وواو ساكنة وزاي ودال مكسورة وياء بعدها
زاي مفتوحة وهاء من قرى نسف على فرسخ منها منها عمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي
أبو حفص من مشيخة أبي المظفر السمعاني روى عنه عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد
البلدي بلد نسف ذكر بأكثر من ذا في بيران
فردجان قلعة مشهورة من نواحي همذان من ناحية جرا ويقال لها براهان مات بها طاهر بن
محمد بن أبي الحسن أبو منصور الإمام الهمذاني حفيد عبد الرحمن الإمام في ربيع الآخر
سنة 324 وحمل إلى همذان قاله شيرويه
الفرد قال نصر بفتح الفاء وسكون الراء جبل من جبلين يقال لهما الفردان في ديار
سليم بالحجاز وجاء في الشعر الفرد والفرد والفردان على الجمع
فردد بالفتح ثم السكون ودال مفتوحة وأخرى بعدها من قرى سمرقند
الفرد بالكسر ثم السكون ثم دال مهملة علم مرتجل موضع عند بطن إياد من ديار يربوع
بن حنظلة كانت به وقعة كذا ضبطه نصر
فردوس بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال المهملة وواو ساكنة وسين مهملة تقدم
اشتقاقه في الفراديس وهو اسم روضة دون اليمامة قال السيرافي فردوس فعلول اسم روضة
دون اليمامة
و فردوس الإياد في بلاد بني يربوع وهي الأولى فيما أحسب قال مالك بن نويرة ورد
عليهم سرحهم حول دارهم ضراب ولم يستأنف المتوحد
حلول
بفردوس الإياد وأقبلت سراة بني البرشاء لما تأبدوا وقال مضرس بن ربعي وذكر فردوس
إياد فلما لحقناهم قرأنا عليهم تحية موسى ربه إذ يجاوره وقلن على الفردوس أول مشرب
أجل جير إن كانت أبيحت دعائره فأما الأصيل الحلم منا فزاجر خفافا جلالا أو مشيرا
فذاعره وأما بغاة اللهو منا ومنهم مع الربرب التالي الحسان محاجره فلما رأينا بعض
من كان منهم أذى القول مخبوءا لنا وهو آخره صرفنا ولم نملك دموعا كأنها بوادي جمان
بين أيد تناثره فألقت عصا التسيار عنها وخيمت بأرجاء عذب الماء بيض حفائره وباب
الفردوس أحد أبواب دار الخلافة ببغداد وقال أبو عبيد السكوني الفردوس ماء لبني
تميم عن يمين طريق الحاج من الكوفة منها فلاة إلى فلج إلى اليمامة وإليه يضاف غبيط
الفردوس الذي ينسب إليه يوم الغبيط من أيام العرب
وقلعة الفردوس من أعمال قزوين مشهورة
فردة بالفتح ثم السكون ودال مهملة تأنيث الفرد وهو ما كان وحده ورواه نصر بالقاف
وفتح الراء والله أعلم وهو اسم جبل بالبادية سمي بذلك لانفراده عن الجبال
و الفردة ماء بالثلبوت لبني نعامة وقال الراعي النميري عجبت من السارين والريح قرة
إلى ضوء نار بين فردة فالرحا إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد يكرم الأضياف والقد
يشتوى وقال نصر فردة جبل في ديار طيء يقال له فردة الشموس وقيل ماء لجرم في ديار
طيء هناك قبر زيد الخيل قال أبو عبيدة قفل زيد الخيل من عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم ومن معه قال إني قد أثرت في هذا الحي من قيس آثارا ولست أشك في قتالهم
إياي إن مررت بهم وأنا أعطي الله عهدا ألا أقاتل مسلما أبدا فتنكبوا عن أرضهم
وأخذوا به على ناحية من طريق طيء حتى انتهوا إلى فردة وهو ماء من مياه جرم فأخذته
الحمى فمكث ثلاثا ثم مات وقال قبل موته أمطلع صحبي المشارق غدوة وأترك في بيت
بفردة منجد سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد هنالك إني لو
مرضت لعادني عوائد من لم يشف منهن يجهد فليت اللواتي عدنني لم يعدنني وليت اللواتي
غبن عني عودي كذا ذكر جماعة من أهل اللغة ووجدت بخط ابن الفرات مقيدا في غير موضع
قردة بالقاف وقال الواقدي ذو القردة من أرض نجد وقال ابن إسحاق وسرية زيد بن حارثة
الذي بعثه النبي صلى الله عليه و سلم فيها حين أصابت عير قريش وفيها أبو سفيان بن
حرب على الفردة ماء من مياه نجد كذا ضبطه ابن الفرات بفتح الفاء وكسر الراء
وقال
غير ابن إسحاق هو موضع بين المدينة والشام وقال موسى بن عقبة وغزوة زيد بن حارثة
بثنية القردة كذا ضبطه أبو نعيم بالقاف قال وهذا الباب فيه نظر إلى الآن لم يتحقق
فيه شيء
فردى موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال لمن الديار تلوح كالوشم بالجابتين فروضة
الحزم فبرملتي فردى فذي عشر فالبيض فالبردان فالرقم
الفردين فلاة بعيدة في قول طرفة فغودر بالفردين أرض نطية مسيرة شهر دائب لا نواكله
فرزاذ بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه ثم زاي وآخره ذال معجمة من قرى الري
فرزاميثن بالفتح ثم السكون وزاي وبعد الألف ميم مكسورة وياء متأخرة وثاء مثلثة
ونون محلة بسمرقند
الفرزل ناحية من نواحي معرة النعمان في العلاة والعلاة كورة من كورها و الفرزل
أيضا من قرى بقاع بعلبك كبيرة نزهة في لحف جبلها الغربي فيها الزبيب الجوزاني
ويعمل بها الملبن المسمى بجلد الفرس وهو من خصائصها وبها قوم يعرفون ببني رجاء وهم
رؤساؤها معروفون بالكرم وإقراء الضيوف والتجمل الظاهر في الملبس والمأكل والمشرب
والمركب
فرزن بفتح أوله وثانيه والزاي والنون من قرى هراة
الفرزة قال الحفصي بحد الحفيرة باليمامة جبل يقال له المرقب ثم تمضي في فلاة حتى
تفضي إلى الفرزة وبحذائها شناخيب من العارض يقال لها أسنان بلالة
فرزين من نواحي كرمان ثم من قرى خناب
فرزين بفتح أوله وتشديد ثانيه وكسر الزاي وياء ساكنة ونون اسم قلعة على باب الكرج
بين همذان وأصبهان
فرس بفتح أوله وسكون الراء والسين مهملة في أرض هذيل قال أبو بثينة القرمي الهذلي
ألا أبلغ يمانينا بأنا جدعنا آنف الحدرات أمس تركناهم ولا نرثي عليهم كأن جلودهم
طليت بورس فأعلوهم بنصل السيف ضربا وقلت لعلهم أصحاب فرس
فرساباذ بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال من قرى مرو
فرسان بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون بلفظ جمع فارس من قرى إفريقية نحو المغرب
فرسان بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون من قرى أصبهان وقاله السلفي بضم الفاء وقد
نسب إليها قوم من أهل الحديث منهم أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم بن شيث بن يزيد مولى
بني أسد أسد قريش كان يحفظ فتاوى أبي مسعود الرازي سمع من أبي نعيم وغيره وأبو
الحسن علي بن عمر بن عبد العزيز بن عمران الفرساني حدث عنه ابن مردويه في تاريخه
وأبو إسحاق إبراهيم بن أيوب الفرساني العنبري من أهل أصبهان يروي عن الثوري
والمبارك بن فضالة وغيرهما روى عنه عبد الله بن داود وكان عابدا وبذال بن سعد بن
خالد
ابن
محمد بن أيوب أبو محمد الفرساني روى عن محمد بن بكير الحضرمي حدث عنه عبد الله بن
عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد
فرسان بالفتح والتحريك وآخره نون من نواحي فرسان ويقال سواحل فرسان قال ابن الكلبي
مال عنق من البحر إلى حضرموت وناحية أبين وعدن ودهلك فاستطار ذلك العنق وطعن في
تهائم اليمن في بلاد فرسان والحكم بن سعد العشيرة وكل ذلك يقال له سواحل فرسان قال
ابن الكلبي فرسان منهم من ينتسب إلى كنانة ومنهم من ينتسب إلى تغلب وقال ابن
الحائك من جزائر اليمن جزائر فرسان و فرسان قبيلة من تغلب كانوا قديما نصارى ولهم
في جزائر فرسان كنائس قد خربت وفيهم بأس وقد تحاربهم بنو مجيد ويحملون التجارة إلى
بلد الحبش ولهم في السنة سفرة وينضم إليهم كثير من الناس ونساب حمير يقولون إنهم
من حمير
الفرس بضم الفاء وقيل بكسرها والسين مهملة واد بين المدينة وديار طيء على طريق
خيبر بين ضرغد وأول
الفرس بالكسر ثم السكون وآخره سين مهملة وهو في لغة العرب ضرب من النبات واختلف
الأعراب فيه فقال أبو المكارم بضم الميم هو القضقاض وقال غيره هو الشرشر وقال آخر
هو الحبن وقال قوم هو البروق والفرس جبل بناحية عدنة على مسيرة يوم من النقرة لبني
مرة بن عوف بن كعب وحكى الأديبي أن قصر الفرس أحد قصور الحيرة الأربعة
فرشابور بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة وباء موحدة بعد الألف وواو ساكنة وراء
وعامة تلك البلاد يقولون برشاوور مدينة وولاية واسعة من أعمال لهاور بينها وبين
غزنة لها ذكر في الأخبار
الفرش بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره شين معجمة والفرش يأتي في كلامهم على معان
الفرش من فرشت الفراش معلوم والفرش الزرع إذا صار بثلاث ورقات أو أكثر والفرش
اتساع في رجل البعير وهو مدح فاذا كثر فهو عقل وهو ذم والفرش صغار الإبل في قوله
تعالى و من الأنعام حمولة وفرشا وقال بعض أهل التفسير والبقر والغنم أيضا من الفرش
والفرش أيضا واد بين غميس الحمام وملل وفرش وصخيرات الثمام كلها منازل نزلها رسول
الله صلى الله عليه و سلم حين سار إلى بدر
وملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو متبدى بني حسن
بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم ثم
يفرغ في البحر و فرش الجبا موضع في الحجاز أيضا قال كثير أهاجك برق آخر الليل وأصب
تضمنه فرش الجبا فالمسارب حدث الزبير بن بكار وغيره قال كان محمد بن بشير الخارجي
من بني خارجة بن عدوان منقطعا إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن
المطلب بن عبد العزى جد ولد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي
الله عنهم من جهة أمهم هند بنت أبي عبيدة وكان إليه محسنا وبه بارا قد كفاه عياله
وفرغ عن طلب المعيشة باله
فمات
أبو عبيدة وكان ينزل الفرش من ملل فجزعت ابنته هند أم ولد عبد الله بن الحسن جزعا
شديدا فكلم عبد الله بن الحسن الخارجي في أن يدخل إليها فيعزيها ويؤنسها عن أبيها
فدخل معه إليها فلما وقعت عينه عليها صاح بأعلى صوته فقومي اضربي عينيك يا هند لن
تري أبا مثله تسمو إليه المفاخر وكنت إذا فاخرت أسميت والدا يزين كما زان اليدين
الأساور فإن تعوليه تشف يوم عويله غليلك أو يعذرك في القوم عاذر وتحزنك ليلات طوال
وقد مضت بذي الفرش ليلات السرور القصائر فلقاك ربا يغفر الذنب رحمة إذا بليت يوم
الحساب السرائر وقد علم الإخوان أن بناته صوادق إذ يندبنه وقواصر إذا ما ابن زاد
الركب لم يمس ليلة قفا صفر لم يقرب الفرش صافر ألا أيها الناعي ابن زينب غدوة نعيت
فتى دارت عليه الدوائر لعمري لقد أمسى قرى الضيف عاتما بذي الفرش لما غيبتك
المقابر إذا شرقوا نادوا صداك ودونه من البعد أنفاس الصدور الزوافر قال فقامت هند فصكت
وجهها وعينها وصاحت بويلها وحربها والخارجي يصيح معها حتى لقيا جهدا فقال له عبد
الله بن الحسن ألهذا دعوتك ويحك فقال أظننت أنني أعزيها عن أبي عبيدة والله ما
يسليني عنه أحد ولا لي عزاء عنه فكيف يسليها عنه من ليس يسلوه
فرشوط بكسر أوله وسكون ثانيه وشين معجمة مفتوحة وواو ساكنة وطاء مهملة قرية كبيرة
على شاطىء غربي النيل من الصعيد
الفرضة بضم أوله وسكون ثانيه وضاد معجمة وقد تقدم اشتقاقه في فراض قرية بالبحرين
لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس يكثر بها التعضوض نوع من التمر ينسب إليها أحمد
بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضي أبو عبد الله المقرىء كان من أهل
البصرة سكن دسكرة نهر الملك وتولى الخطابة بها إلى حين وفاته قرأ القرآن على أبي
ياسر الحمامي والحسن بن محمد الملاح وثابت بن بندار وسمع من أبي الحسن علي بن قريش
وروى عنهم وكان الناس يخرجون إليه ويسمعون منه فكتب عنه جماعة منهم المبارك بن
كامل وإبراهيم بن محمود الشعار وأحمد بن طارق وعبد العزيز بن الأخضر
فرضة نعم بشط الفرات قال ابن الكلبي سميت بأم ولد لتبع ذي معاهر وهو حسان بن تبع
أسعد أبي كرب الحميري يقال لها نعم وكان أنزلها على الفرضة وبنى لها بها قصرا
فسميت بها
فرطس بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والسين المهملة من قرى سواد بغداد ينسب إليها
أحمد بن أبي الفضل بن علي أبو العباس المقرىء الضرير الفرطسي سمع أبا الغنائم محمد
بن علي بن ميمون النرسي وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الفضل محمد بن
ناصر وغيرهم سمع منه أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي وعبد العزيز بن الأخضر
فرطسا قرية بمصر قرب الإسكندرية
فرط
بالفتح ثم السكون وآخره طاء مهملة والفرط العجلة والفرط اليوم بين اليومين وفرط
موضع بتهامة قرب الحجاز قال غاسل بن غزية الجربي الهذلي أمن أميمة لا طيف ألم بنا
بجانب الفرع والأعداء قد رقدوا سرت من الفرط أو من رملتين فلم ينشب بها جانبا
نعمان فالنجد وقيل الفرط طريق بتهامة وقال عبد مناف بن ربع الهذلي فما لكم والفرط
لا تقربونه وقد خلته أدنى مآب لقافل
فرط بضمهما والطاء المهملة والفرط الجبل الصغير وجمعه أفراط وهي آكام شبيهات بالجبال
وفرط موضع بعينه قال أبو زياد الفرط طرف العارض عارض اليمامة حيث انقطع في رمل
الجزء وأنشد أبو زياد لوعلة الجرمي في ذلك اسأل مجاور جرم هل جنيت لهم جرما يفرق
بين الجزء والخلط وهل علوت بجرار له لجب يعلو المخارم بين السهل والفرط وهل تركت
نساء الحي معولة في عرصة الدار يستوقدن بالغبط هذا كله عن أبي زياد
فرعان فعلان بالضم من الفرع وهو من كل شيء أعلاه وهو جبل من ذي خشب يتبدى إليه
الناس قال كثير كأن أناسا لم يحلوا بتلعة فيسموا ومغناهم من الدار بلقع ويمرر
عليها فرط عامين قد خلت وللوحش فيها مستراد ومرتع إذا ما علتها الشمس ظل حمامها
على مستقلات الغضا يتفجع ومنها بأجزاع المقاريب دمنة وبالسفح من فرعان آل مصرع
مغاني ديار لا تزال كأنها بأفنية الشطآن ريط مضلع
الفرع بضم أوله وسكون ثانيه وآخره عين مهملة هو جمع إما للفرع مثل سقف وسقف وهو
المال الطائل المعد وإما جمع الفارع مثل بازل وبزل وهو العالي من كل شيء الحسن
وإما جمع الفرع بالتحريك مثل فلك وفلك كانت الجاهلية إذا تمت إبل أحدهم مائة قدم
منها بكرا فنحره لصنمه فذلك الفرع والفرع أيضا طول الشعر والفرع قرية من نواحي
المدينة عن يسار السقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة وقيل أربع
ليال بها منبر ونخل ومياه كثيرة وهي قرية غناء كبيرة وهي لقريش الأنصار ومزينة
وبين الفرع والمريسيع ساعة من نهار وهي كالكورة وفيها عدة قرى ومنابر ومساجد لرسول
الله صلى الله عليه و سلم قال ابن الفقيه فأما أعراض المدينة فأضخمها الفرع وبه
منزل الوالي وبه مسجد صلى به النبي صلى الله عليه و سلم وقال السهيلي هو بضمتين
قال ويقال هي أول قرية مارت إسماعيل وأمه التمر بمكة وهي من ناحية المدينة وفيها
عينان يقال لهما الربض والنجف تسقيان عشرين ألف نخلة
الفرع بالفتح ثم السكون والعين مهملة وهو أعلى الشيء وهو المال الطائل أيضا وذو
الفرع
أطول
جبل بأجإ وأوسطه وقال نصر الفرع موضع من وراء الفرك
الفرع بالتحريك وآخره عين مهملة والفرع كثرة الشعر كأنه لعشبه سمي بذلك وهو موضع
بين الكوفة والبصرة قال سويد أرق العين خيال لم يدع من سليمى ففؤادي منتزع حل أهلي
حيث لا أطلبها جانب الحصن وحلت بالفرع وقال الأعشي فاحتلت الغمر فالجدين فالفرعا
الفرعة بالفتح ثم السكون وعين مهملة والفرعة جلدة تزاد في القربة إذا لم تكن وفراء
تامة والفرعة قرية لبولان في أجإ وما أظنه أريد به إلا الفرع بمعنى العلو وإنما
أنث لتأنيث القربة
فرغان بلد باليمن من مخلاف زبيد
فرغانة بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الألف نون مدينة وكورة واسعة بما وراء
النهر متاخمة لبلاد تركستان في زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين
القاصد لبلاد الترك كثيرة الخير واسعة الرستاق يقال كان بها أربعون منبرا بينها
وبين سمرقند خمسون فرسخا ومن ولايتها خجندة قال بطليموس مدينة فرغانة طولها مائة
وثلاث وعشرون درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل
بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت حياتها وبيت حياة العالم برج الثور تسع درجات
منه وطالعها الحوت وبفرغانة في الجبال الممتدة بين الترك وبينها من الأعناب والجوز
والتفاح وسائر الفواكه والورد والبنفسج وأنواع الرياحين مباح ذلك كله لا مالك له
ولا مانع يمنع الآخذ منه وكذلك في جبالها وجبال كثيرة مما وراء النهر من الفستق
المباح ما ليس ببلد غيره قال الإصطخري فرغانة اسم الإقليم وهو عريض موضوع على سعة
مدنها وقراها وقصبتها أخسيكث وليس بما وراء النهر أكثر من قرى فرغانة وربما بلغ حد
القرية مرحلة لكثرة أهلها وانتشار مواشيهم وزروعهم وممن ينسب إلى فرغانة حاجب بن
مالك ابن اركين أبو العباس التركي الفرغاني سكن دمشق وحدث بها عن أحمد بن إبراهيم
بن فيل البالسي وأحمد بن حمدون وعمرو بن علي وعلي بن حرب وأبي حاتم الرازي وهلال
بن العلاء وغيرهم كثيرين روى عنه أبو سعيد بن الأعرابي ويوسف بن القاسم الميانجي
وأبو بكر بن أبي دجانة وجماعة وافرة سواهم أئمة نحو أبي أحمد بن عدي وأبي القاسم
الطبراني قال الدارقطني ليس به بأس مات بدمشق سنة 036 قاله أبو نعيم الحافظ وفي
كتاب ابن الفقيه كان أنوشروان بناها ونقل إليها من كل أهل بيت واحدا وسماها أزهر
خانه أي من كل بيت ويقال فرغانة قرية من قرى فارس ينسب إليها أبو الفتح محمد بن
إسماعيل الفارسي الفرغاني دخل نيسابور وسمع من أبي يعلى المهلبي وغيره قال البحتري
يصف شعره إن شعري سار في كل بلد واشتهى رقته كل أحد أهل فرغانة قد غنوا به وقرى
السوس وألطا وسدد وقرى طنجة والسوس التي بمغيب الشمس شعري قد ورد
الفرغ
بالفتح ثم السكون وآخره غين معجمة والفرغ مفرغ الدلو وهو ما بين العراقي وفرغ
القبة وفرغ الحفر بلدان لتميم بين الشقيق وأود وخفاف وفيها ذئاب تأكل الناس
فرغليط بضم أوله وسكون ثانيه وغين معجمة مضمومة ولام مكسورة وياء ساكنة وطاء مهملة
قرية من نواحي شقورة بالأندلس منها أبو الحسن علي بن سليمان المرادي الشقوري
الفرغليطي الفقيه الشافعي الحافظ رحل إلى خراسان سنة 525 وأقام بها مدة وتفقه على
محمد بن يحيى الخبري وسمع بها الحديث الكثير عن أبي عبد الله الفراوي وأبي محمد
السيدي وأبي المظفر القشيري وأبي القاسم الشحامي وأبي المعالي القاري وغيرهم وكتب
الكثير بخطه وصحب الشيخ أبا عبد الرحمن الأكاف الزاهد وتأدب بأدبه ثم رجع إلى
العراق وحج ثم عاد إلى دمشق وأقام بها يسيرا ثم ندب إلى التدريس بحلب فتوجة إليها
وأقام بها مدة يدرس في مدرسة ابن العجمي إلى أن أدركه أجله وكان متعيشا صلبا في
السنة ومات بحلب في سابع ذي الحجة سنة 445
فرغول بالفتح ثم السكون وغين معجمة وواو ساكنة ولام من قرى دهستان منها عمر بن
محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرغولي الدهستاني الجرجاني الأديب أبو حفص ولد
بدهستان ونشأ بجرجان مدة وسكن نيسابور مدة ثم انتقل عنها إلى مرو وتوطنها إلى أن
مات بها وكان أديبا فاضلا متكلما عالما باللغة والنحو صحب الأئمة وكان كثير
المحفوظ من الحكايات في نكت المشايخ وسيرهم والأشعار المليحة سمع الحديث ببلاده
غالبا فأفاده عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وسمع بنفسه بنيساور وسائر بلاد
خراسان وكانت له ثروة حسنة وكفاية وكان يحتلط في أداء الزكاة ويبالغ في إكرام أهل الرباط
وسمع بدهستان أبا أحمد عبد الحكيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الخياط
الأسفراييني الواعظ صاحب عبد الرحمن السلمي وبجرجان أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة
الإسماعيلي وابن عمه أبا نصر أحمد بن المبشر بن إسماعيل الإسماعيلي وأبا تميم كامل
بن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الخلالي وبنيسابور
أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الكناني المقري وأبا القاسم إسماعيل بن زاهر
النوقاني وطاهر بن محمد الشحامي وموسى بن عمران الأنصاري وعثمان بن المحمى وأحمد
بن خلف الشيرازي وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي سمع منه أبو سعد وأبو القاسم
الدمشقي وكان مولده في سادس عشر شعبان سنة 546 ومات بمرو في جمادى الآخرة سنة 835
فرفقاباذ من قرى أرمية منها الحسن بن الحسن الشحام أبو علي الأرموي الفرفقاباذي
قدم نيسابور وحدث عن أبي بكر محمد بن علي الفرفقاباذي من مشايخ ناحيته ذكره في
السياق
فرقب بضم أوله وسكون ثانيه وقاف وباء موحدة موضع قال الفراء ينسب إليه زهير
الفرقبي من أهل القرآن وقال الأزهري الفرقبية ثياب بيض من كتان والقرقبية كذلك
فرقد بالفتح ثم السكون ثم قاف مفتوحة ودال وهو ولد البقرة اسم موضع ببخارى
فرقصة
بالضم ثم السكون وقاف مضمومة وصاد مهملة حصن من أعمال دانية بالأندلس ينسب إليها
الأكسية الفرقصية
فرقلس بضم أوله وسكون ثانيه وضم القاف وسكون اللام وسين مهملة عجمي اسم ماء قرب
سلمية بالشام
فرقين بالفتح ويروى بالكسر ثم السكون والقاف بلفظ تثنية فرق ذات فرقين هضبة بين
البصرة والكوفة لبني أسد وهو جبل متفرق مثل سنام الفالج قال عبيد فراكس فثعيلبات
فذات فرقين فالقليب وقال الأصمعي ذو فرقين علم بشمالي قطن
فركان بضم أوله وثانيه وتشديد الكاف وآخره نون قال العمراني فركان وضبطه بالكسر
أرض واسعة وحكى عن غيره بأن قال فركان بضمتين وتشديد الكاف قيده هكذا موضع وهو من
أبنية سيبويه
فرك بفتح أوله وسكون ثانيه والكاف وبعض يفتح الراء من قرى أصبهان ونسبوا إليها
بسكون الراء أبا النجم بدر بن دلف بن يوسف الفركي سمع من أبي نصر الكسار حدث عنه
أبو طاهر السلفي الحافظ ومات سنة 205 وقال الفرك قرية من قرى الدور
فرك موضع في شعر الشاعر هل تعرف الدار بأعلى ذي فرك
الفرك بالكسر ثم السكون ثم الكاف قرية كانت قرب كلواذى ذكرها أبو نواس في شعره
فقال أحين ودعنا يحيى لرحلته وخلف الفرك واستعلى لكواذى وينسب إلى الفرك محفوظ بن
إبراهيم الفركي حدث عن سلام بن سليمان المدائني روى عنه أبو عيسى الختلي موسى بن
موسى يعرف بالشص
الفرما بالتحريك والقصر في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب أربع وخمسون درجة
وأربعون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وهو اسم عجمي أحسبه يونانيا ويشركه
من العربية وقد يمد إن الفرم شيء تعالج به المرأة قبلها ليضيق ومنه يقال يا ابن
المستفرمة بعجم الزبيب وقيل هو الخرق التي تستد بها إذا حاضت وأفرمت الحوض ملأته
في لغة هذيل قال أبو بكر محمد ابن موسى الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر ينسب
إليها أبو علي الحسين بن محمدب بن هارون بن يحيى بن يزيد الفرمي قيل إنه من موالي
شرحبيل بن حسنة حدث عن أحمد بن داود المكي ويحيى بن أيوب العلاف مات في سنة 433
وقال الحسن بن محمد المهلبي وأما الفرما فحصن على ضفة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء
وخمه لأنه من كل جهة حوله سباخ تتوحل فلا تكاد تنضب صيفا ولا شتاء وليس بها زرع
ولا ماء يشرب إلا ماء المطر فإنه يخزن في الجباب ويخزنون أيضا ماء النيل يحمل
إليهم في المراكب من تنيس وبظاهرها في الرمل ماء يقال له العذيب ومياه غيره في
آبار بعيدة الرشاء وملحة تنزل عليها القوافل والعساكر وأهلها نحاف الأجسام متغيرو
الألوان وهم من القبط وبعضهم من العرب من بين جرى وسائر جذام وأكثر متاجرهم في
النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم ولهم بظاهر مدينتهم نخل كثير له
رطب
فائق وتمر حسن يجهز إلى كل بلد قال أهل السير كان الفرما والإسكندر أخوين بنى كل
واحد مدينة فقال الإسكندر قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت
بهجتها ونضرتها إلى اليوم وقال الفرما قد بنيت مدينة إلى الناس فقيرة وعن الله
غنية فلا يمر يوم إلا وفيها شيء ينهدم حتى إنه في زماننا هذا لا يعرف أحد أثر
بنائها لأنها خربت وسفت عليها الرمال وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط قرب
قطية وشرقي تنيس على ساحل البحر على يمين القاصد لمصر وبينها وبين بحر القلزم
المتصل ببحر الهند أربعة أيام وهو أقرب موضع بين البحرين بحر المغرب وبحر المشرق
وهي كثيرة العجائب غريبة الآثار ذكر أهل مصر أنه كان فيها طريق إلى جزيرة قبرس في
البر فغلب عليها ماء البحر وكان بها مقطع الرخام الأبلق فغلب عليه البحر أيضا وكان
مقطع الرخام الأبيض بلوينة غربي الإسكندرية وقال ابن قديد كان أحمد بن المدبر قد
أراد هدم أبواب الفرما وكانت من حجارة شرقي حصن الفرما فخرج أهل الفرما ومنعوه من
ذلك وقالوا إن هذه الأبواب التي ذكرت في كتاب الله قال يعقوب لبنيه يا بني لا
تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة فتركها ونخلها كان من العجب فإنه كان
يتمر حين ينقطع البسر والرطب من سائر البلدان فإنه يبتدىء حين يأتي كوانين فلا
ينقطع أربعة أشهر حتى يجيء البلح في الربيع في غيرها من البلاد ولا يوجد هذا بالبصرة
ولا غيرها ويكون في بسرها ما تزن البسرة قريبا من عشرين درهما ويكون منه ما يقارب
أن يكون فترا وفتحها عمرو بن العاص عنوة في سنة 81 في أيام عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وقد ذكرها أبو نواس في قصيدته التي مدح فيها الخصيب فقال وأصبحن قد فوزن عن
نهر فطرس وهن عن البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وبالفرما من حاجهن شقور
ولما أتت فسطاط مصر أجارها على ركبها ألا تزال مجير من القوم بسام كأن جبينه سنا
الصبح يسري ضوؤه فينير وينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى
الفرمي حدث عن أحمد بن داود المكي وكان ثقة توفي سنة 433 في ذي القعدة
فرميشكان قرية لا أدري أين هي وما أظنها إلا فارسية منها أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن الحسين الفرميشكاني الفقيه الأديب نزيل البيضاء سمع منه أبو مسعود كوتاه
عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني البيضاوي المنتقى من أسماء القرى روى
له عن أبي الحسن محمد بن منصور بن محمد بن عمر الشيرازي
فرمانيرداباذ قرية على طريق هراة خرجت وبقيت آثارها على رأس جبل هناك
فرناباذ بعد الراء الساكنة نون وبعد الألف الأولى باء موحدة وآخره ذال قرية كبيرة
عامرة بينها وبين مرو خمسة فراسخ
فرنداباذ بالكسر ثم الفتح ثم نون ودال بعدها ألف ثم باء موحدة وآخره ذال قرية على
باب نيسابور
فرنداذ بكسر أوله وثانيه ثم نون ساكنة بعدها دال وآخره ذال قال أبو منصور هو جبل
بناحية
الدهناء وبحذائه جبل آخر يقال لهما الفرنداذان قال ذو الرمة تنفي الطوارف عنه
دعصتا بقر ويافع من فرنداذين ملموم وقوله الطوارف يعني العيون الواحدة طارفة ويافع
ما أشرف من الرمل وملموم مدار مجموع
يقول الدعصتان تحجبان عن الظبي الأبصار وقد أفرده رؤبة بن العجاج فقال وبالفرنداذ
له أمطي الأمطي شجر قال معمر بن المثنى لما حضرت ذا الرمة الوفاة قال أين تريدون
أن تدفنوني قالوا وأين ندفنك إلا في بطن من بطون الأرض قال إن مثلي لا يدفن في
البطون والوهاد قالوا فما نصنع قال أين أنتم عن الفرنداذين قال فحملنا الشوك
والشجر إلى فرنداذين فحفرنا له في أعلاه وزبرناه بالشوك والشجر فأنت إذا رأيت موضع
قبره رأيته من مسيرة ثلاث في أعلى فرنداذين وهما رملان بالدهناء مرتفعان جدا
فرنكد بفتحتين وسكون النون وفتح الكاف ودال مهملة قرية قريبة من سمرقند
فرنة موضع في شعر هذيل روى أبو عمرو الشيباني لأهبان بن لغط الدؤلي ألا أبلغ لديك
بني قريم مغلغلة يجيء بها الخبير فما إن حب غانية عناني ولكن رجل فرنة يوم صير
وروى غيره رجل راية
فرنيفثان بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر النون وياء ساكنة ثم فاء مفتوحة وثاء مثلثة
وآخره نون قرية من قرى خوارزم
فروات بفتح أوله وثانيه وآخره تاء موضع بفارس
فرواجان بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الألف جيم آخره نون قرية من قرى مرو
فروان بفتح أوله وآخره نون بليدة قريبة من غزنة ينسب إليها أبو وهب منبه بن محمد
بن أحمد بن المخلص الفرواني الواعظ
كان زاهدا سمع أبا حامد محمد بن أحمد الشجاعي روى عنه أبو الفتح محمد بن محمد بن
إبراهيم القهستاني وحدث عنه بحلب أبو بكر محمد بن الحسن الغزنوي وغيرهما توفي في
حدود سنة 005
الفروان ساق الفروين جبل في أرض بني أسد بنجد وأنشد الحفصي أقفر من خولة ساق فروين
فالحضر فالركن من أبانين وساق جبل آخر يذكر مفردا ومضافا
وذو الفروين جبال بالشام
الفرود بالفتح كأنه فعول من الإفراد اسم موضع قال عبيد بن أيوب يذكره ولو أن قارات
حوالي جلاجل يسمين سلمى والفرود وحوملا يوازن ما بي من هوى وصبابة لكان الذي ألقى
من الشوك أثقلا
الفروسيج بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وسكون السين فالتقى ساكنان لأنها عجيمة
وياء مثناة من تحت مفتوحة وآخره جيم موضع من أعمال بادوريا أدخل المنصور في عمارة
بغداد أكثره
الفروع وقد ذكرنا معناه فيما تقدم دارة الفروع موضع قال البريق الهذلي
ألم
تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أوحشت منها الموازج والحضر وقد هاجني منها بوعساء
فروع وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر
الفروق جمع فرق وهو موضع المفرق من الرأس والفروق جمع تفريق ما بين الشيئين ويجوز
أن يكون جمع فرق وهو القطيع العظيم من الغنم أو جمع فرق وهو الطائفة من الناس قال
أبو منصور وفروق موضع أو ماء في ديار بني سعد قال وأنشدني رجل منهم لا بارك الله
على الفروق ولا سقاها صائب البروق هكذا ضبطه الأزهري بخط يده بضم أوله
الفروق بالفتح وباقيه كالذي قبله من قولهم فلان فروق أي جزوع عقبة دون هجر إلى نجد
بين هجر ومهب الشمال وكان فيه يوم من أيامهم لبني عبس على بني سعد بن زيد مناة بن
تميم فقال عنترة العبسي ألا قاتل الله الطلولو البواليا وقاتل ذكراك السنين
الخواليا ونحن منعنا بالفروق نساءنا نطرف عنها مشعلات غواشيا حلفنا لكم بالخيل
تدمى نحورها ندومن لكم حتى تهزوا العواليا في قصيدة طويلة ويوم الفروقين أيضا من
أيامهم قال ذو الرمة كأنها أخدري بالفروق له على جواذب كالأدراك تغريد الجاذبة
القليلة اللبن والأدراك جمع درك وهو الجبل وتغريد تطريب وقال سبيع بن الخطيم ولقد
هبطت الغيث أصبح عازبا أنفا به عوذ النعاج وقوف متهجمات بالفروق وثبرة حين ارتبأن
كأنهن سيوف و الفروق لقب للقسطنطينية في شعر أبي تمام حيث قال وقعة زعزعت مدينة
قسطنطين حين ارتخت بسور فروق إنه أراد بفروق القسطنطينية وسوق فروق موضع بالقسطنطينية
فرهاذجرد بالكسر ثم السكون ثم هاء وبعد الألف ذال معجمة وجيم مكسورة وراء ساكنة
ودال مهملة من قرى مرو
فرهان بالفتح ثم السكون وهاء وآخره نون وبعض يقول فراهان ملاحة في رستاق همذان وهي
بحيرة تكون أربعة فراسخ في مثلها فإذا كانت أيام الخريف واستغنى أهل تلك الرساتيق
عن المياه صوبوها إلى هذه البحيرة فإذا امتلأت صارت ملحا يأخذه الناس ويحمله
الأكراد وغيرهم إلى البلدان فيباع وزعم ابن الكلبي أن بليناس طلسم هذه البحيرة أن
تكون ملحا ما لم يمنع منها الناس فمتى منع منها نشفت أولا ولم يوجد فيها شيء من
الملح
فرهاذان أظنها من قرى نسا بخراسان ينسب إليها عبد الله بن محمد بن سيار أبو محمد
الفرهاذاني ويقال الفرهياني النسائي سمع بدمشق هشيم بن عمار وأبا عثمان القاسم بن
عبد الملك ودحيما وبمصر عبد الملك بن شعيب بن الليث وجعفر بن مسافر التنيسي وعبد
الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وحرملة بن يحيى وبخراسان قتيبة بن سعيد ومحمد بن
الوزير الواسطي وسويد بن نصر المروزي روى عنه أبو
عمرو
بن حمدان وأثنى عليه وبشر بن أحمد الأسفراييني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر محمد
بن الحسن النقاش
فره بفتح أوله وثانيه ثم هاء خالصة مدينة من نواحي سجستان كبيرة ولها رستاق يشتمل
على أكثر من ستين قرية ولها نهر كبير عليه قنطرة وهي على يمين القاصد من سجستان
إلى خراسان
فرياب بكسر أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وآخره باء موحدة بلدة من نواحي
بلخ وهي مخففة من فارياب وقد ذكر ينسب إليها أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن
المستفاض الفريابي أحد الأئمة رحل إلى الشرق والغرب وولي القضاء بمدينة الدينور
مدة وسكن بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد وعلي بن المديني
وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو الحسن أحمد بن جعفر
المنادي وأبو بكر الشافعي وأحمد بن مالك القطوي وغيرهم وكتب عنه الناس وكان ثقة
أمينا حجة وتوفي ببغداد في المحرم سنة 103
فرياض بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وآخره ضاد معجمة هو مرتجل لاسم
موضع وهي عين فرياض بوادي الستار عن الأزهري وقال الحفصي فرياض نخيلات لبني مالك
بن سعد قال رؤبة ومن قرى فرياض شيخا ديسقا
فريانان بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وبعد الألف نونان من قرى مرو
فريانة بضم أوله وتشديد ثانيه وكسره ثم ياء مثناة من تحت وبعد الألف نون قرية
كبيرة من نواحي إفريقية قرب سفاقس ينسب إليها أبو الحسين أحمد الفرياني شيخ سفاقس
وفقيهها جمع بين الدنيا والدين رحمه الله
فريث من قرى واسط نزلها عمران بن حطان في آخر عمره لما هرب فأقام بها إلى أن مات
فريرة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وراء أخرى وهاء حصن بالأندلس من أعمال
كورة البيرة
فريز هند بفتح الفاء وكسر الراء وياء ساكنة وزاي معجمة وهاء ونون ساكنة ودال مهملة
من قرى أصبهان من ناحية ميمة نسب إليها أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبان أبو
العباس الفريزهندي سمع من أبي بكر محمد بن سليمان بن الحسن المعداي ذكره يحيى بن
مندة في تاريخ أصبهان وابن أخيه محمد بن علي بن إبراهيم قال ابن مندة حدث عنه عمي
الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة
فريزن بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون ثالثه ثم زاي مفتوحة بعدها نون قرية على باب
هراة يقال لها فريزه ينسب إليها أبو محمد سعيد بن زيد بن أبي نصر الفريزني يروي عن
أبي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي روى عنه أبو الفتح
سالم بن عبد الله بن عمر العمري ومات سنة 194
فريش بكسر أوله وثانيه وسكون ثالثة ثم شين معجمة مدينة بالأندلس غربي فحص البلوط
بين الجوف والغرب من قرطبة وأكثر انحرافها إلى الغرب يكون بها الرخام الأبيض الجيد
وفيها البندق الكثير والشجر وبها معادن الحديد ولها رستاق فيه قرى ينسب إليها خلف
بن يسار الفريشي مذكور بفضل وطلب محدث مات بالأندلس سنة 723
فريقات
جمع تصغير فرقة موضع بعقيق المدينة قالوا وإياها عنى كثير حيث قال ألا ليت شعري هل
تغير بعدنا ارال بقصوى فرقة وتناضب
فريق تصغير فرق أو فرق وكلاهما معلوم قد ذكر في فروق قيل اسم موضع بتهامة
فريق فلاة قرب البحرين في طريق اليمامة
فريم بكسر أوله وثانيه موضع في جبال الديلم قال الإصطخري وأما جبال قارن فإنها قرى
لا مدينة بها إلا شمهار وفريم على مرحلة من سارية ومستقر آل قارن في مدينة فريم
وهو موضع حصنهم وذخائرهم ومكان ملكهم يتوارثونه من أيام الأكاسرة
فرين تصغير فرن مال بالشام كان لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان قاله
الزبير
فرين بكسر أوله وثانيه وسكون ثالثه وآخره نون موضع في شعر ابن مناذر
باب الفاء والزاي وما يليهما
فزان بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون ولاية واسعة بين الفيوم وطرابلس الغرب وهو
في الإقليم الأول وعرضه إحدى وعشرون درجة قيل سميت بفزان بن حام بن نوح عليه
السلام بها نخل كثير وتمر كثير ومدينتها زويلة السودان والغالب على ألوان أهلها
السواد وقد ذكرهم جرير في شعر له فقال قفرا تشابه آجال النعام به عيدا تلاقت به
فزان والنوب
فزح ناحية بفارس عن نصر
فز ضبطه السمعاني بالفتح والحازمي بالضم واتفقا على التشديد في الزاي وهي محلة
بنيسابور ويقال لها أيضا بوزكان ينسب إليها أحمد بن سليمان الفزي روى عن ابن
المبارك ونفر سواه ونسب إليها من المتأحرين أبو القاسم أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن
ابراهيم بن أحمد بن أيوب المقرىء الفزي روى عنه أبو سعد وكان إماما فاضلا كثير
العبادة سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل الثعلبي وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي
وفاطمة بنت علي الدقاق وأبا سعد عبد الرحمن ابن منصور بن غامش الغازي قال أبو سعد
كتبت عنه بنيسابور في سنة 035 ومات بعد ذلك بسنتين أو ثلاث وأبو سعيد عبد الرحمن
بن محمد بن حسنك الحاكم الفزي رحل إلى العراق والجزيرة وسمع أبا يعلى الموصلي وأبا
القاسم البغوي وغيرهما ولي قضاء ترمذ وغيرها ومات سنة 433 عن 29 سنة
فزرانيا بكسر أوله وسكون ثانيه وراء وبعد الألف نون مكسورة وياء آخر الحروف قرية
من قرى نهر الملك من ضواحي بغداد وأكثر ما يتلفظ بها أهلها بغير الألف فيقولون
فزرينيا كأنهم يميلون الألف فترجع ياء ينسب إليها محمد بن أحمد بن هبة الله بن
ثعلبة الفزراني يلقب بالبهجة كان قارئا نحويا صحب أبا محمد بن الخشاب وسمع من أبي
بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري وغيرهما وروى الحديث ومات في السابع والعشرين من
صفر سنة 630 ومولده سنة 035
باب الفاء والسين وما يليهما
فسا بالفتح والقصر كلمة عجمية وعندهم بسا بالباء وكذا يتلفظون بها وأصلها في
كلامهم الشمال
من
الرياح مدينة بفارس أنزه مدينة بها فيما قيل بينها وبين شيراز أربع مراحل وهي في
الإقليم الرابع طولها سبع وسبعون درجة وربع وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان قال
الإصطخري وأما كورة دارابجرد فإن أكبر مدنها فسا وهي مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع
تقارب في الكبر شيراز وهي أصح هواء من شيراز وأوسع أبنية وبناؤهم من طين وأكثر
الخشب في أبنتيهم السرو وهي مدينة قديمة ولها حصن وخندق وربص وأسواقها في ربضها
وهي مدينة يجتمع فيها ما يكون في الصرود والجروم من البلح والرطب والجوز والأترج
وغير ذلك وباقي مدن دارابجرد متقاربة وبين فسا وكازرون ثمانية فراسخ ومن شيراز إلى
فسا سبعة وعشرون فرسخا وقال حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة المنسوب إلى مدينة فسا
من كورة دارابجرد يسمى بساسيري ولم يقولوا فسائي وقولهم بساسير مثل قولهم كرم سير
وسردسير وكذلك النسبة إلى كسنا ناحية قرب نائين كسناسيري وإليها ينسب أبو علي
الفارسي الفسوي وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي الإمام رحل إلى
المشرق والمغرب وسمع فأكثر وصنف مع الورع والنسك روى عن عبد الله بن موسى وغيره
روى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي وتوفي سنة 772 قال ابن عساكر أبو سفيان بن أبي
معاوية الفارسي الفسوي قدم دمشق غير مرة وسمع بها روى عنه أبو عبد الرحمن الساوي
في سننه وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبو محمد أحمد بن
السري بن صالح بن أبان الشيرازي ومحمد بن يعقوب الصفار والحسن بن سفيان وأبو عوانة
الأسفراييني وغيرهم وكان يقول كتبت عن ألف شيخ كلهم ثقات قال الحافظ أبو القاسم
أنبأنا ابن الأكفاني عن عبد العزيز الكناني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن أحمد إجازة
سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان يقول لما قدم يعقوب بن الليث صاحب خراسان إلى فارس
أخبر أنه هناك رجل يتكلم في عثمان بن عفان وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي
فإنه كان يتشيع فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز فلما قدم علم الوزير ما وقع في نفس
يعقوب بن الليث فقال أيها الأمير إن هذا الرجل قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن
عفان شيخنا وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وإنما
توهمت أنه تكلم في عثمان بن عفان السجزي ولم يتعرض له
فساران بالضم وبعد الألف راء وآخره نون من قرى أصبهان
فستقان بالضم وبعد السين تاء مثناة من فوق وآخره نون من قرى مرو وأهلها يسمونها
بستكان
فستجان من نواحي شيراز ينسب إليها أبو الحسن علي الشيرازي الفستجاني ذكره ابن مندة
قال قدم أصبهان في أيام أبي المظفر عبد الله بن شبيب وقرأ عليه القرآن وكان دينا
فاضلا مات بأصبهان قال ابن حبان في سنة 103 فيها مات حماد بن مدرك الفستجاني وأبو
إسحاق الهنجاني
الفسطاط وفيه لغات وله تفسير واشتقاق وسبب يذكر عند ذكر عمارته وأنا أبدأ بحديث
فتح مصر ثم أذكر اشتقاقه والسبب في استحداث بنائه حدث الليث بن سعد وعبد الله بن
لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب وعبيدالله بن أبي جعفر وعياش بن عباس القتباني وبعضهم يزيد على بعض في الحديث وهو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم الجابية خلا به عمرو بن العاص وذلك في سنة 81 من التاريخ فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي في المسير إلى مصر فإنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم وهي أكثر الأرضين أموالا وأعجز عن حرب وقتال فتخوف عمر بن الخطاب على المسلمين وكره ذلك فلم يزل عمرو بن العاص يعظم أمرها عنده ويخبره بحالها ويهون عليه أمرها في فتحها حتى ركن عمر بن الخطاب لذلك فعقد له على أربعة آلاف رجل كلهم من عك قال أبو عمر الكندي إنه سار ومعه ثلاثة آلاف وخمسمائة ثلثهم من غافق فقال له سر وأنا مستخير الله تعالى في تسييرك وسيأتيك كتابي سريعا إن شاء الله تعالى فإن لحقك كتابي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها أو شيئا من أرضها فانصرف وإن دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك واستعن بالله واستنصره فسار عمرو بن العاص بالمسلمين واستخار عمر بن الخطاب الله تعالى فكأنه تخوف على المسلمين فكتب إلى عمرو يأمره أن ينصرف فوصل إليه الكتاب وهو برفح فلم يأخذ الكتاب من الرسول ودافعه حتى نزل العريش فقيل له إنها من مصر فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين وقال لمن معه تعلمون أن هذه القرية من مصر قالوا نعم قال فإن أمير المؤمنين عهد الي إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع وقد دخلت أرض مصر فسيروا على بركة الله فكان أول موضع قوتل فيه الفرما قتالا شديدا نحو شهرين ففتح الله له وتقدم لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوا من الشهر حتى فتح الله عز و جل له ثم مضى لا يدافع إلا بأمر خفيف حتى أتى أم دنين وهي المقس فقاتلوه قتالا شديدا نحو شهرين وكتب إلى عمر رضي الله عنه يتسمده فأمده باثني عشر ألفا فوصلوا إليه أرسالا يتبع بعضهم بعضا وكتب إليه قد أمددتك باثني عشر ألفا وما يغلب اثنا عشر ألفا من قلة وكان فيهم أربعة آلاف عليهم أربعة من الصحابة الكبار الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم وقيل إن الرابع خارجة بن حذافة دون مسلمة ثم أحاط المسلمون بالحصن وأمير الحصن يومئذ المندفور الذي يقال له الأعيرج من قبل المقوقس بن فرقب اليوناني وكان المقوقس ينزل الإسكندرية وهو في سلطان هرقل غير أنه حاصر الحصن حين حاصره المسلمون ونصب عمرو فسطاطه في موضع الدار المعروفة بإسرائيل على باب زقاق الزهري وأقام المسلمون على باب الحصن محاصري الروم سبعة أشهر ورأى الزبير بن العوام خللا مما يلي دار أبي صالح الحراني الملاصقة لحمام أبي نصر السراج عند سوق الحمام فنصب سلما وأسنده إلى الحصن وقال إني أهب نفسي لله عز و جل فمن شاء أن يتبعني فليفعل فتبعه جماعة حتى أوفى على الحصن فكبر وكبروا ونصب شرحبيل بن حجية المرادي سلما آخر مما يلي زقاق الزمامرة ويقال إن السلم الذي صعد عليه الزبير كان موجودا في داره التي بسوق وردان إلى أن وقع حريق في هذه الدار فاحترق بعضه ثم أحرق ما بقي منه في ولاية عبد العزيز بن محمد بن النعمان أخزاه الله لقضاء الإسماعيلية وذلك بعد سنة 093 فلما رأى المقوقس أن العرب قد ظفروا بالحصن جلس في سفينة هو وأهل
القوة وكانت ملصقة بباب الحصن الغربي ولحقوا بالجزيرة وقطعوا الجسر وتحصنوا هناك والنيل حينئذ في مده وقيل إن الأعيرج خرج معهم وقيل أقام بالحصن وسأله المقوقس في الصلح فبعث إليه عمرو عبادة بن الصامت وكان رجلا أسود طوله عشرة أشبار فصالحه المقوقس عن القبط والروم على أن للروم الخيار في الصلح إلى أن يوافي كتاب ملكهم فإن رضي تم ذلك وإن سخط انتقض ما بينه وبين الروم وأما القبط فبغير خيار وكان الذي انعقد عليه الصلح أن فرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط ديناران على كل نفس في السنة من البالغين شريفهم ووضيعهم دون الشيوخ والأطفال والنساء وعلى أن للمسلمين عليهم النزول حيث نزلوا ثلاثة أيام وأن لهم أرضهم وأموالهم لا يعترضون في شيء منها وكان عدد القبط يومئذ أكثر من ستة آلاف ألف نفس والمسلمون خمسة عشر ألفا فمن قال إن مصر فتحت صلحا تعلق بهذا الصلح وقال إن الأمر لم يتم إلا بما جرى بين عبادة بن الصامت والمقوقس وعلى ذلك أكثر علماء مصر منهم عقبة بن عامر وابن أبي حبيب والليث بن سعد وغيرهم وذهب الذين قالوا إنها فتحت عنوة إلى أن الحصن فتح عنوة فكان حكم جميع الأرض كذلك وبه قال عبد الله بن وهب ومالك بن أنس وغيرهما وذهب بعضهم إلى أن بعضها فتح عنوة وبعضها فتح صلحا منهم ابن شهاب وابن لهيعة وكان فتحها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 02 للهجرة وذكر يزيد بن أبي حبيب أن عدد الجيش الذين شهدوا فتح الحصن خمسة عشر ألفا وخمسمائة وقال عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص إن الذين جرت سهامهم في الحصن من المسلمين اثنا عشر ألفا وثلاثمائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت وكان قد أصابهم طاعون ويقال إن الذين قتلوا من المسلمين دفنوا في أصل الحصن فلما حاز عمرو ومن معه ما كان في الحصن أجمع على المسير إلى الإسكندرية فسار إليها في ربيع الأول سنة 02 وأمر عمرو بفسطاطه أن يقوض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه فقال لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف وتطير فراخها فأقر فسطاطه ووكل به من يحفظه أن لا تهاج ومضى إلى الإسكندرية وأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها الله عليه فكتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في سكناها فكتب إليه لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم فيه نهر ولا بحر فقال عمرو لأصحابه أين ننزل فقالوا نرجع أيها الأمير إلى فسطاطك فنكون على ماء وصحراء فقال للناس نرجع إلى موضع الفسطاط فرجعوا وجعلوا يقولون نزلت عن يمين الفسطاط وعن شماله فسميت البقعة بالفسطاط لذلك وتنافس الناس في المواضع فولى عمرو بن العاص على الخطط معاوية بن حديج وشريك بن سمي وعمرو بن قحزم وجبريل بن ناشرة المعافري فكانوا هم الذين نزلوا القبائل وفصلوا بينهم وللعرب ست لغات في الفسطاط يقال فسطاط بضم أوله وفسطاط بكسره وفساط بضم أوله واسقاط الطاء الأولى وفساط بإسقاطها وكسر أوله وفستاط وفستاط بدل الطاء تاء ويضمون ويفتحون ويجمع فساطيط وقال الفراء في نوادره ينبغي أن يجمع فساتيط ولم أسمعها فساسيط وأما معناه فإن الفسطاط الذي كان لعمرو بن العاص هو بيت من أدم أو شعر وقال صاحب العين الفسطاط ضرب من الأبنية قال والفسطاط أيضا مجتمع أهل الكورة حوالي مسجد جماعتهم يقال هؤلاء أهل الفسطاط وفي الحديث عليكم
بالجماعة
فإن يد الله على الفسطاط يريد المدينة التي يجتمع فيها الناس وكل مدينة فسطاط قال
ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص الفسطاط روي عن الشعبي أنه قال في
العبد الآبق إذا أخذ في الفسطاط ففيه عشرة دراهم وإذا أخذ خارج الفسطاط ففيه
أربعون وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم فلما فتحت مصر التمس أكثر
المسلمين الذين شهدوا الفتح أن تقسم بينهم فقال عمرو لا أقدر على قسمتها حتى أكتب
إلى أمير المؤمنين فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها ويعلمه أن المسلمين طلبوا قسمتها
فكتب إليه عمر لا تقسمها وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم
فأقرها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج ففتحت مصر كلها صلحا بفريضة دينارين
دينارين على كل رجل لا يزاد على أحد منهم في جزية رأسه أكثر من دينارين إلا أنه
يلزم بقدر ما يتوسع فيه من الأرض والزرع إلا أهل الإسكندرية فإنهم كانوا يؤدون
الجزية والخراج على قدر ما يرى من وليهم لأن الإسكندرية فتحت عنوة بغير عهد ولا
عقد ولم يكن لهم صلح ولا ذمة وحدث الليث بن سعد بن عبد الله بن جعفر قال سألت شيخا
من القدماء عن فتح مصر فقال هاجرنا إلى المدينة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وأنا محتلم وشهدت فتح مصر وقلت إن ناسا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد فقال لا يبالي
أن لا يصلي من قال إنه ليس لهم عهد فقلت هل كان لهم كتاب قال نعم كتب ثلاثة كتاب
عند طلما صاحب إخنى وكتاب عند قرمان صاحب رشيد وكتاب عند يحنس صاحب البرلس قلت
فكيف كان صلحهم قال ديناران على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين قلت أفتعلم ما كان
من الشروط قال نعم ستة شروط لا يخرجون من ديارهم ولا تنتزع نساؤهم ولا كنوزهم ولا
أراضيهم ولا يزاد عليهم وقال عقبة بن عامر كانت شروطهم ستة أن لا يؤخذ من أرضهم
شيء ولا يزاد عليهم و لا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وأن يقاتل عنهم عدوهم
من ورائهم وعن يحيى بن ميمون الحضرمي قال لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح جميع من
فيها من الرجال من القبط ممن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ليس فيهم صبي ولا امرأة
ولا شيخ على دينارين دينارين فأحصوا لذلك فبلغت عدتهم ثلاثمائة ألف ألف وذكر آخرون
أن مصر فتحت عنوة روى ابن وهب عن داود بن عبد الله الحضرمي أن أبا قنان حدثه عن
أبيه أنه سمع عمرو بن العاص يقول قعدت في مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد
ولا عقد إلا لأهل انطابلس فإن لهم عهدا نوفي لهم به إن شئت قتلت وإن شئت خمست وإن
شئت بعت وروى ابن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن
عمرو بن العاص فتح مصر بغير عقد ولا عهد وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حبس درها
وصرها أن يخرج منها شيء نظرا للإمام وأهله والله الموفق
جامع ابن طولون قال القضاعي كان السبب في بنائه أن أهل مصر شكوا إلى أحمد بن طولون
ضيق مسجد الجامع يعنون مسجد عمرو بن العاص فأمر بإنشاء مسجد الجامع بجبل يشكر ابن
جزيلة من لخم وهو الآن بين مصر والقاهرة فابتدأ ببنائه في سنة 264 وفرغ منه في سنة
266 وذكر أحمد بن يوسف في سيرة أحمد بن طولون أن مبلغ النفقة على هذا الجامع مائة
وعشرون ألف دينار ومات أحمد بن طولون سنة 072 وهو الآن فارغ تسكنه المغاربة
ولا
تقام فيه جمعة
وأما جامع عمرو بن العاص فهو في مصر وهو العامر المسكون وكان عمرو بن العاص لما
حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن وكان موضع
هذا الجامع جبانة حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله
فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا
فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 12 وكان طوله
خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من
الصحابة الكرام منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وأبو
الدرداء وأبو ذر الغفاري وغيرهم قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتى أعاد بناءها على ما
هي اليوم قرة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه ثم ولي
مصر مسلمه بن مخلد الأنصاري من قبل معاوية سنة 35 وبيضه وزخرفه وزاد في أرجائه
وأبهته وكثر مؤذنيه ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 29 هدمه بأمر الوليد
بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع
ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه وهو أول
من ولي مصر من بني هاشم وذلك في سنة 331 ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن
العوام ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 571 فزاد فيه أيضا ثم قدم عبد
الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 112 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم
ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول
وخروجه في رجب من هذه السنة ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن
شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد وكان صاحب الخراج بمصر وذلك في سنة 852 ثم
وقع في الجامع حريق في سنة 572 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه
بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي
في رجب سنة 336 ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره
تسعة أذرع في سنة 753 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 853 ثم زاد
فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في
سنة 873 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيض مواضعه قال
الشريف محمد بن أسعد بن علي بن الحسن الجواني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه
النقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى
بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة
754 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش
بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي فأما
الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد
والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والألبوع والأكحول والربذ والقرافة ومن الشرقي
الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى
دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون فدخل أمير
الجيوش
مصر وهذه المواضع خاوية على عروشها وقد أقام النيل سبع سنين يمد وينزل فلا يجد من
يزرع الأرض وقد بقي من أهل مصر بقايا يسيرة ضعيفة كاسفة البال وقد انقطعت عنها
الطرق وخيفت السبل وبلغ الحال بهم إلى أن الرغيف الذي وزنه رطل من الخبز يباع في
زقاق القناديل كبيع الطرف في النداء بأربعة عشر درهما وبخمسة عشر درهما ويباع إردب
القمح بثمانين دينارا ثم عرم ذلك وتزايد إلى أن أكلت الدواب والكلاب والقطاط ثم
اشتدت الحال إلى أن أكل الرجال الرجال ولذلك سمي الزقاق الذي يحضره الغشم زقاق
القتلى لما كان يقتل فيه وكان جماعة من العبيد الأقوياء قد سكنوا بيوتا قصيرة
السقوف قريبة ممن يسعى في الطرقات ويطوف وقد أعدوا سكاكين وخطاطيف وهراوات ومجاذيف
فإذا اجتاز أحد في الطريق رموا عليه الكلاليب وأشالوه إليهم في أقرب وقت وأسرع أمر
ثم ضربوه بتلك الهراوات والأخشاب وشرحوا لحمه وشووه وأكلوه فلما دخل أمير الجيوش
فسح للناس والعسكر في عمارة المساكن مما خرب فعمروا بعضه وبقي بعضه على خرابه ثم
اتفق في سنة 564 نزول الافرنج على القاهرة فأضرمت النار في مصر لئلا يملكها العدو
إذ لم يكن لهم بها طاقة قال ومن الدليل على دثور الخطط أنني سمعت الأمير تأييد
الدولة تميم بن محمد المعروف بالصمصام يقول حدثني القاضي أبو الحسن علي بن الحسين
الخلعي يقول عن القاضي أبي عبد الله القضاعي أنه قال كان في مصر من المساجد ستة
وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حماما وفي سنة 275
قدم صلاح الدين يوسف بن أيوب من الشام بعد تملكه عليها إلى مصر وأمر ببناء سور على
الفسطاط والقاهرة والقلعة التي على جبل المقطم فذرع دوره فكان تسعة وعشرين ألف
ذراع وثلاثمائة ذراع بالذراع الهاشمي ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين
فبلغ دوره على هذا سبعة أميال ونصف الميل وهي فرسخان ونصف
فسكرة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف وراء ويقال بالباء في أوله وهو موضع أحسبه
فارسيا
فسنجان بكسرتين ثم النون الساكنة والجيم وآخره نون أخرى بلدة من نواحي فارس ينسب
إليها أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجاني حدث عن أبي عمر الحوضي وغيره روى
عنه محمد بن بدر الحمامي وتوفي سنة 103
فسيل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام حكى أبو عبيدة عن الأصمعي أول ما يقلع
من صغار النخل للغرس فهو الفسيل والودي ويجمع على فسائل ويقال للواحدة فسيلة ويجمع
فسيلا وفسيل اسم موضع في شعر جرير
باب الفاء والشين وما يليهما
فشال قرية كبيرة بينها وبين زبيد نصف يوم على وادي رمع و فشال أم قرى وادي رمع
ينسب إليها شاعر يقال له مسرور الفشالي مجيد وهو القائل حدثني أبو الربيع سليمان
بن عبد الله الريحاني قال كان الفشالي مدح عمي المنتجب أبا علي الحسن بن علي
بقصيدة وهو باليمن وعاد إلى مكة ونسي أن يصله فلما حصل بها ذكر ذلك فعظم عليه
فأنفذ إليه صلته وهو بزبيد فكتب إليه بهذه الأبيات
هذا هو الجود لا ما قيل في القدم عن ابن سعد وعن كعب وعن هرم
جود
سرى يقطع البيداء مقتحما هول السرى من نواحي البيت والحرم حتى أناخ بأجناف الحصيب
وقد نام البخيل على عجز ولم ينم وافى إلي ولم تسع له قدمي كلا ولا ناب عن سعي له
قلمي ولا امتطيت إليه ظهر ناجية تأتي وأخفافها منعولة بدم أحبب به زائرا قرت
بزورته عن المديح وقامت حجة الكرم فأي عذر إذا لم أجز همته شكرا يقوم بالغالي من
القيم
فشتجان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها مفتوحة وجيم وآخره نون قرية
فشنة بفتح أوله وثانيه ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو زكرياء يحيى بن زكرياء بن
صالح الفشني البخاري يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحسين وأسباط بن اليسع البخاري
وغيرهما
الفشن قرية بمصر من أعمال البهنسا
فشيذيزه بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت وذال معجمة مكسورة وياء مثناة من
تحت أخرى وزاي من قرى بخارى
باب الفاء والصاد وما يليهما
الفصا بالضم والقصر كأنه جمع فصية من قولهم تفصى من كذا أي تخلص منه ثنية باليمن
الفص من حصون صنعاء باليمن
فصيص بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وصاد أخرى من قولهم الجرح وغيره إذا سال يفص
فصيصا أو من قولهم لهذا الشيء فصيص أي صوت ضعيف وفصيص اسم عين بعينها سميت بذلك
لما ذكرنا
باب الفاء والضاد وما يليهما
الفضاء بالمد ومعناه معلوم موضع بالمدينة
الفضاض موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي حيث قال وردنا الفضاض قبلنا شيفاتنا
بأرعن ينفي الطير عن كل موقع الشيفة الطليعة
الفضل معناه معلوم من أسماء جبال هذيل
الفضلية قرية كبيرة كالمدينة من نواحي شرقي الموصل وأعمال نينوى قرب باعشيقا متصلة
بالأعمال بها نهر جار وكروم وبساتين وبها سوق وقيسارية وبازار تشبه باعشيقا إلا أن
باعشيقا أكثر دخلا وأشيع ذكرا
باب الفاء والطاء وما يليهما
فطرس بالضم اسم نهر قرب الرملة بأرض فلسطين ذكر في نهر أبي فطرس
فطيمة تصغير فاطمة اسم موضع بالبحرين كانت به وقعة بين بني شيبان وبني ضبيعة وتغلب
من ربيعة أيضا ظفر فيها بنو تغلب على بني شيبان فقال الأعشى ونحن غداة العسر يوم
فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم جبهناهم بالطعن حتى توجهوا وهن صدور السمهري
المقوم
وقال
الأعشى أيضا نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
باب الفاء والعين وما يليهما
فعرى قال ابن السكيت فعرى بفتح الفاء جبل قال البكري فعرى تصحيف إنما هو فعرى هو
جبل يصب في وادي الصفراء وقال في موضع آخر فعرى جبل تصب شعابه في غيقة قال كثير
وأتبعتها عيني حتى رأيتها ألمت بفعرى والقنان تزورها
فعمعم بالفتح وتكرير العين من قولهم شيء مفعم ونهر مفعوم أي ممتلىء اسم موضع
فعن من حصون بني زبيد باليمن
باب الفاء والغين وما يليهما
فغانديز بالفتح وبعد الألف نون ساكنة أيضا ودال مهملة مكسورة وياء مثناة من تحت
ساكنة وزاي من قرى بخارى
فغديز بالكسر ثم السكون وآخره زاي من قرى بخارى أيضا عن السمعاني
فغدين ليس بينه وبين الذي قبله فرق إلا أن هذا بالنون قال العمراني قرية من قرى
بخارى
فغر بالفتح ثم السكون وهو فتح الفم في اللغة والفغر الورد إذا فتح وهو اسم موضع في
شعر كثير
فغشت بكسر أوله وثانيه وسكون الشين والتاء المثناة من قرى بخارى
فغندرة بفتح أوله وثانيه وسكون النون ودال مهملة مفتوحة وراء بعدها هاء محلة
بسمرقند
الفغواء بالفتح ثم السكون والمد كذا ضبطه الأديبي وقال من قرى بخارى وهذه لفظة
عربية لا أدري كيف سمي بها قرية ببخارى لأن الفغو هو النور والبقعة فغواء بالمد لا
أعرفها في غير كلام العرب
الفغوة الفغو النور واحدته فعوة وهو الزهر وهي قرية في لحف آرة جبل بين مكة
والمدينة
فغيطوسين بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة وطاء مهملة وواو ساكنة وسين مهملة وياء
أخرى ساكنة ونون من قرى بخارى
فغيفد بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وفاء ودال مهملة قرية بالصغد
باب الفاء والقاف وما يليهما
الفقء بالفتح وسكون القاف وآخره همزة قال ابن الأعرابي الفقء الحفرة في الجبل وقال
غيره الفقء الحفرة في وسط الحرة وجمعه فقآت وهو اسم موضع بعينه قال نصر الفقء قرية
باليمامة بها منبر وأهلها ضبة والعنبر
الفقار وهي خرزة الظهر اسم جبل قال أبو صخر الهذلي يصف سحابا يميل فقارا لم يك
السيل قبله أضر بها فيها حباب الثعالب
الفقأة من مياه بني عقيل بنجد
الفقتين من قرى مخلاف صداء من أعمال صنعاء باليمن
فقعاء
القنينات أما الأول فهو من الفقع وهو الكمأة البيضاء وأرضه التي تنبته فقعاء وأما
قنينات قياسا فهو تصغير جمع القنة وهو أعلى الجبل وهو بجملته اسم موضع
الفقير بالفتح ثم الكسر وهو ذو الحاجة وقد اختلف الفقهاء في الفرق بين الفقير
والمسكين بما نخاف إن ذكرناه نسبنا إلى التطويل والحشو فتركناه وعلى ذلك فأصل
الفقير المكسور الفقار وهو خرزات الظهر وبه سمي الفقير وقال الأصمعي الودية إذا
غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بترنوق المسيل والدمن فتلك البئر هي الفقير
وقال أبو عبيدة الفقير له ثلاثة مواضع يقال نزلنا ناحية فقير بني فلان يكون الماء
فيه ههنا ركيتان لقوم فهم عليه وههنا ثلاث وههنا أكثر فيقال فقير بني فلان أي
حصتهم كقول بعضهم توزعنا فقير مياه أقر لكل بني أب منا فقير فحصة بعضنا خمس وست
وحصة بعضنا منهن بير والثاني أفواه سقف القني وأنشد فوردت والليل لما ينجل فقير
أفواه ركيات القني والثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسيلة فهي فقير كقوله احفر لكل
نخلة فقيرا وقال غيره يقال للبئر العتيقة فقير وعن جعفر بن محمد أن النبي صلى الله
عليه و سلم أقطع عليا رضي الله عنه أربع أرضين الفقيرين وبئر قيس والشجرة وأقطعه
عمر ينبع وأضاف إليها غيرها وقال مليح الهذلي وأعليت من طود الحجاز نجوده إلى
الغور ما اجتاز الفقير ولفلف وقال الأديبي الفقير ركي بعينه وقيل بئر بعينها
ومفازة بين الحجاز والشام قال بعضهم ما ليلة الفقير إلا شيطان مجنونة تؤذي قريح
الأسنان لأن السير فيها متعب
فقير يجوز أن يكون تصغير ترخيم الذي قبله ويجوز غير ذلك قال العمراني موضع قرب
خيبر وقال محمد بن موسى الفقير موضع في شعر عامر الخصفي من بني محارب عفا من آل
فاطمة الفقير فأقفر يثقب منها فإير قال ويروى بتقديم القاف
فقيم تصغير فقم وهو رؤد إلى الذقن والأفقم الأعوج المخالف وقد فقم يفقم فقما أن
تتقدم الثنايا العليا فلا يقع عليها السفلى إذا ضم الرجل فاه
الفقي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء ولا أدري ما أصله قال السكوني من خرج من
القريتين متياسرا يعني القريتين اللتين عند النباج فأول منزل يلقاه الفقي وأهله
بنو ضبة ثم السحيمية والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية
وقيل هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها
وكانوا قتلوا مع مسيلمة وبها منبر وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم ومنبرها أكبر
منابر اليمامة وقال عبيد بن أيوب أحد لصوص بني العنبر بن عمرو
بن
تميم لقد أوقع البقال بالفقي وقعة سيرجع إن ثابت إليه جلائبه فإن يك ظني صادقا يا
ابن هانىء فأيامئذ ترحل لحرب نجائبه أيا مسلم لا خير في العيش أو يكن لقران يوم لا
توارى كواكبه
الفقي بلفظ تصغير الأول وما أظنه إلا غيره ولا أدري أي شيء أصله وقال الحفصي في
ذكره نواحي اليمامة الفقي بفتح الفاء ماء يسقي الروضة وهي نخل ومحارث لبني العنبر
وشعر القتال يروى بالروايتين قال القتال هل حبل مامة هذه مصروم أم حب مامة هذه
مكتوم يا أم أعين شادن خذلت له عيناء فاضحة بها ترقيم بنقا الفقي تلألأت فحظا لها
طفل نداد ما يكاد يقوم إني لعمر أبيك لو تجزينني وصال من وصل الحبال صروم وقد ثناه
بن مقبل فقال ليالي دهماء الفؤاد كأنها مهاة ترعى بالفقيين مرشح
باب الفاء واللام وما يليهما
الفلا بالفتح قرية قريبة من ميهنة من نواحي طوس فهي على هذا عجمية لكن مخرجها من
العربية أن الفلا جمع الفلاة وهي الصحراء التي لا ماء بها ولا أنيس ويجوز أن يكون
منقولا عن الفعل قال ابن الأعرابي فلا الرجل إذا سافر وفلا إذا عقل بعد جهل وفلا
إذا قطع وفأى رأسه
فلا بالفتح والتشديد أنشد ابن الأعرابي من نعف تلا فدباب الأخشب فرد عليه أبو محمد
الأعرابي وقال إنما هو بنعف فلا فدباب المعتب قال وفلا من دون الشام والمعتب واد
دون مآب بالشام ودباب ثنايا يأخذها الطريق
فلاج بكسر أوله وآخره جيم ويجوز أن يكون جمع فلج مثل قدح وقداح أو جمع فلج مثل زند
وزناد وكل واحد من مفرده اسم لموضع يذكر تفسيره فيه إن شاء الله تعالى بعد هذا قال
الزبير هي الفلجة فتجمع بما حولها فيقال فلاج قال أبو الأشعث الكندي بأعلى وادي
رولان وهي من ناحية المدينة رياض تسمى الفلاج جامعة للناس أيام الربيع وبها مساك
كبير لماء السماء يكتفون به صيفهم وربيعهم إذا مطروا وليس بها آبار ولا عيون منها
غدير يقال له المختبىء لأنه بين عضاه وسدر وسلم وخلاف وإنما يؤتى من طرفيه دون
جنبيه لأن له جرفين لا يقدر عليه من جهتهما وإياها عنى أبو وجزة بقوله إذا تربعت
ما بين الشريق إلى روض الفلاج ألات السرح والعبب واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ فما
لها من ملاقاة ولا طلب
فلاكرد بالفتح وكسر الكاف وسكون الراء وآخره دال مهملة من قرى مرو
الفلاليج بالفتح قال الليث فلاليج السواد قراها إحداها فلوجة
فلام
بالفتح موضع دون الشام
فلانان بالفتح ونونين من قرى مرو
فلانان بالفتح ونونين من قرى مرو
فلتوم بالفتح وبعد اللام الساكنة تاء مثناة من فوق وواو ساكنة وميم حصن بناه
سليمان ابن داود عليه السلام
فلج بفتح أوله وثانيه وآخره جيم والفلج الماء الجاري من العين قال العجاج تذكر
أعينا رواء فلجا أي جارية يقال عين فلج وماء فلج قال أبو عبيدة الفلج النهر والفلج
تباعد ما بين الأسنان والفلج تباعد ما بين القدمين أو اليدين وفلج مدينة بأرض
اليمامة لبني جعدة وقشير وكعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة كما أن حجر مدينة بني
ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
و فلج مدينة قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وبها منبر ووال قال
ويقال لها فلج الأفلاج قال السكوني قال أبو عبيد ووراء المجازة فلج الأفلاج وهو ما
بين العارض ومطلع الشمس تصب فيه أودية العارض وتنتهي إليه سيولها وليس باليمامة
ملك لقوم خلصوا به مثلها وهي أربعة فراسخ طولا وعرضا مستديرة قال أبو زياد يزيد بن
عبد الله الحر في نوادره إنما سمي فلج الأفلاج لأنها أفلاج كثيرة وأعظمها هذا
الفلج لأنه أكثرها نخلا ومزارع وسيوحا جارية وسوى ذلك من الأفلاج الخطائم مكان
كثير الزرع والأطواء ليس فيه نخل والزرنوق موضع آخر فيه الزروع وأطواء كثيرة وهو
فلج من الأفلاج وحرم فلج وأكمة فلج والشطبتان فلج من الأفلاج فهذا إنما سمي فلج
الأفلاج لأنه أعظمها وأكثرها نخلا والأفلاج لبني جعدة وفيها لبني قشير والحريش
موضع وكل ما يجري سيحا من عين فهو فلج وكل جدول شق من عين على وجه الأرض فهو فلج
وأما البحور والسيول فلا تسمى أفلاجا هذا آخر كلام أبي زياد الكلابي حرفا حرفا
وقال أبو الدنيا فلج الأفلاج نخل لبني جعدة كثير وسيوح تجري مثل الأودية تنقب فيها
قني فتساح وقال القحيف بن حمير العقيلي وقال أبو زياد هي لرجل من بني هزان سلوا
فلج الأفلاج عنا وعنكم وأكمة إذ سالت سرارتها دما عشية لو شئنا سبينا نساءكم ولكن
صفحنا عزة وتكرما عشية جاءت من عقيل عصابة تقدم من أبطالها من تقدما وقال القحيف
أيضا بدانا فقلنا أثاب البحر واكتست أسافله حتى ارجحن وأودا أم التين في قريانه تم
نبته خضيدا ولولا لينه ما تخضدا أم النخل من وادي القرى انحرفت له يمانية هن القنا
فتأودا سقى فلج الأفلاج من كل همة ذهاب ترويه دماثا وقودا ويروى سقى الفلج العادي
به نجد الصيد الغريب ومنظرا أنيقا ورخصات الأنامل خردا وقال الجعدي نحن بنو جعدة
أرباب الفلج نحن منعنا سيله حتى اعتلج
ويوم
فلج لبني عامر على بني حنيفة ويقال فلج الأفلاج والفلج العادي أيضا قال القحيف
تركنا على النشاس بكر بن وائل وقد نهلت منها السيوف وعلت وبالفلج العادي قتلى إذا
التقت عليها ضباع الغيل باتت وظلت وكان فلج هذا من مساكن عاد القديمة
فلج بفتح أوله وسكون ثاني وآخره جيم والفلج في لغتهم القسم يقال هذا فلجي أي قسمي
والفلج القهر وكذلك الفلج بالضم والفلج قيام الحجة يقال فلج الرجل يفلج أصحابه إذا
علاهم وفاقهم قال أبو منصور فلج اسم بلد ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى
اليمامة طريق بطن فلج وأنشد للأشهب وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم
يا أم خالد هم ساعد الدهر الذي يتقى به وما خير كف لا تنوء بساعد وقال غيره فلج
واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم من طريق
مكة وبطن واد يفرق بين الحزن والصمان يسلك منه طريق البصرة إلى مكة ومنه إلى مكة
أربع وعشرون مرحلة وقال أبو عبيدة فلج لبني العنبر بن عمرو بن تميم وهو ما بين
الرحيل إلى المجازة وهي أول الدهناء وقال بعض الأعراب ألا شربة من ماء مزن على
الصفا حديثة عهد بالسحاب المسخر إلى رصف من بطن فلج كأنها إذا ذقتها بيوتة ماء سكر
وقالت امرأة من بني تميم إذا هبت الأرواح هاجت صبابة علي وبرحا في فؤادي همومها
ألا ليت أن الريح ما حل أهلها بصحراء فلج لا تهب جنوبها وآلت يمينا لا تهب شمالها
ولا نكبها إلا صبا تستطيبها تؤدي لنا من رمث حزوى هدية إذا نال طلا حزنها وكثيبها
فلجرد بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة وراء ساكنة ودال مهملة من بلاد الفرس
فلجة بالتحريك قال نصر أحسبه موضعا بالشام وشدد جيمه في الشعر ضرورة والفلجات في
شعر حسان بالشام كالمشارف والمزالف بالعراق
فلجة بالفتح ثم السكون والجيم وهو والذي قبله من واد واحد قال أبو عبيد الله
السكوني فلجة منزل على طريق مكة من البصرة بعد أبرقي حجر وهو لبني البكاء وقال أبو
الفتح فلجة منزل لحاج البصرة بعد الزجيج وماؤه ملح وفي منازل عقيق المدينة بعد
الصوير فلجة وفي شعر لأبي وجزة الفلاج
فلخار بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وآخره راء قرية بين مرو الروذ وبنج ده ينسب
إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عطاء العطائي الفلخاري
المروروذي روى عنه أبو سعد السمعاني وهو تفقه بمرو الروذ على الحسن بن عبد الرحمن
الببنهي وأحكم الفقه عليه ثم قدم مرو وتلمذ لأبي المظفر السمعاني وكان ذا رأي سمع
كثيرا من الحديث سمع ببلده أبا عبد الله محمد بن محمد بن
محمد
بن العلاء البغوي وذكر جماعة ببنج ده ومرو وقال قتل في وقعة خوارزم شاه بمرو سنة
356 ووصفه بالصلاح والدين وقال مات والدي وكان وصيه علي وعلى أخي فأحسن الوصية حتى
إذا دخل المدرسة لا يشرب الماء منها وكانت ولادته في ذي القعدة سنة 563 ببخارى
الفلس بضم أوله ويجوز أن يكون جمع فلس قياسا مثل سقف وسقف إلا أنه لم يسمع فهو علم
مرتجل لاسم صنم هكذا وجدناه مضبوطا في الجمهرة عن ابن الكلبي فيما رواه السكري عن
ابن حبيب عنه ووجدناه في كتاب الأصنام بخط ابن الجواليقي الذي نقله من خط ابن
الفرات وأسنده إلى الكلبي فلس بفتح الفاء وسكون اللام قال ابن حبيب الفلس اسم صنم كان
بنجد تعبده طيء وكان قريبا من فيد وكان سدنته بني بولان وقيل الفلس أنف أحمر في
وسط أجإ وأجأ أسود قال ابن دريد الفلس صنم كان لطيء بعث إليه رسول الله صلى الله
عليه و سلم عليا رضي الله عنه ليهدمه سنة تسع ومعه مائة وخمسون من الأنصار فهدمه
وأصاب فيه السيوف الثلاثة مخذم ورسوب واليماني وسبى بنت حاتم وقرأت بخط أبي منصور
الجواليقي في كتاب الأصنام وذكر أنه من خط أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات
مسندا إلى الكلبي أبي المنذر هشام بن محمد أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد
الجبار بن أحمد الصيرفي أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلم أخبرنا أبو عبد
الله المرزباني أنبأنا الحسن بن عليل العنزي أنبأنا أبو الحسن علي بن الصباح بن
الفرات الكاتب قال قرأت على هشام بن محمد الكلبي في سنة 102 قال أنبأنا أبو باسل
الطائي عن عمه عنترة بن الأخرس قال كان لطيء صنم يقال له الفلس هكذا ضبطه بفتح
الفاء وسكون اللام بلفظ الفلس الذي هو واحد الفلوس الذي يتعامل به وقد ضبطناه عمن
قدمنا ذكره بالضم قال عنترة وكان الفلس أنفا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجأ
كأنه تمثال إنسان وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم ولا يأتيه خائف
إلا أمن ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت ولم تخفر حويته وكان سدنته
بني بولان وبولان هو الذي بدأ بعبادته فكان آخر من سدنه منهم رجل يقال له صيفي
فاطرد ناقة خلية لامرأة من كلب من بني عليم كانت جارة لمالك ابن كلثوم الشمخي وكان
شريفا فانطلق بها حتى أوقفها بفناء الفلس وخرجت جارة مالك وأخبرته بذهاب ناقتها
فركب فرسا عريا وأخذ رمحا وخرج في أثره فأدركه وهو عند الفلس والناقة موقوفة عند
الفلس فقال خل سبيل ناقة جارتي فقال إنها لربك قال خل سبيلها قال أتخفر إلهك فنوله
الرمح وحل عقالها وانصرف بها مالك وأقبل السادن إلى الفلس ونظر إلى مالك ورفع يده
وهو يشير بيده إليه ويقول يا رب إن يك مالك بن كلثوم أخفرك اليوم بناب علكوم وكنت
قبل اليوم غير مغشوم يحرضه عليه وعدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده وجلس هو ونفر
يتحدثون بما صنع مالك وفزع من ذلك عدي بن حاتم وقال انظروا ما يصيبه في يومه فمضت
له أيام لم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر ولم يزل متنصرا حتى جاء
الله بالإسلام فأسلم فكان مالك أول من أخفره فكان السادن بعد ذلك إذا طرد طريدة
أخذت منه
فلم
يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه فهدمه وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان قلده
إياهما يقال لهما مخذم ورسوب وهما اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة فقدم بهما إلى
النبي صلى الله عليه و سلم فتقلد أحدهما ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب فهو سيفه
الذي كان يتقلده
فلسطين بالكسر ثم الفتح وسكون السين وطاء مهملة وآخره نون والعرب في إعرابها على
مذهبين منهم من يقول فلسطين ويجعلها بمنزلة ما لا ينصرف ويلزمها الياء في كل حال
فيقول هذه فلسطين ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعل
إعرابها بالحرف الذي قبل النون فيقول هذه فلسطون ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين بفتح
الفاء واللام كذا ضبطه الأزهري والنسبة إليه فلسطي قال الأعشى ومثلك خود بادن قد
طلبتها وساعيت معصيا لدينا وشاتها متى تسق من أنيابها بعد هجعة من الليل شربا حين
مالت طلاتها تقله فلسطيا إذا ذقت طعمه على ربذات الني حمش لثاتها وهي آخر كور
الشام من ناحية مصر قصبتها البيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة
وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين وقيل في تحديدها إنها أول
أجناد الشام من ناحية الغرب وطولها للراكب مسافة ثلاثة أيام أولها رفح من ناحية
مصر وآخرها اللجون من ناحية الغور وعرضها من يافا إلى أريحا نحو ثلاثة أيام أيضا
وزغر ديار قوم لوط وجبال الشراة إلى أيلة كله مضموم إلى جند فلسطين وغير ذلك
وأكثرها جبال والسهل فيها قليل وقيل إنها سميت بفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن
نوح عليه السلام وقال الزجاجي سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح وقال هشام
بن محمد نقلته من خط جخجخ إنما سميت فلسطين بفليشين بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح
ويقال ابن صدقيا بن عيفا بن حام بن نوح ثم عربت فليشين قال الشاعر ولو أن طيرا
كلفت مثل سيره إلى واسط من إيلياء لكلت سما بالمهارى من فلسطين بعدما دنا الشمس من
فيء إليها فولت وقال العميد أبو سعد عبد الغفار بن فاخر بن شريف البستي وكان ورد
بغداد رسولا من غزنة يذكر فلسطين والتزم ما لا يلزمه من الطاء والياء والنون يمدح
عميد الرؤساء أبا طاهر محمد بن أيوب وزير القادر بالله ثم القائم العبد خادم
مولانا وكاتبه ملك الملوك وسلطان السلاطين قد قال فيك وزير الملك قافية تطوي
البلاد إلى أقصى فلسطين كالسحر يخلب من يرعيه مسمعه لكنه ليس من سحر الشياطين
فأرعه سمعك الميمون طائره لا زال حليك حلي الكتب والطين
وعشت
أطول ما تختار من أمد في ظل عز وتوطيد وتوطين وفي كتاب ابن الفقيه سميت بفلسطين بن
كسلوخيم بن صدقيا بن كنعان بن حام بن نوح وقد نسبوا إليها فلسطي وقال ابن هرمة كأن
فاها لمن تؤنسه بعد غبوب الرقاد والعلل كاس فلسطية معتقة شيبت بماء من مزنة السبل
وقال ابن الكلبي في قوله تعالى يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم هي
أرض فلسطين وفي قوله تعالى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي فلسطين وقال
عدي بن الرقاع فكأني من ذكركم خالطتني من فلسطين جلس خمر عقار عتقت في الدنان من
بيت رأس سنوات وما سبتها التجار فهي صهباء تترك المرء أعشى في بياض العينين عنها
احمرار قال البشاري و فلسطين أيضا قرية بالعراق
فلطاح بالكسر ثم السكون وطاء مهملة وآخره حاء مهملة وهو العريض يقال رأس مفلطح أي
عريض وهو اسم موضع
فلفلان بالكسر ثم السكون ثم فاء أخرى مكسورة أيضا وآخره نون من قرى أصبهان
الفلق من قرى عثر من ناحية اليمن
فلق بكسر أوله وسكون ثانيه وقاف من نواحي اليمامة عن الحفصي
فلق بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره قاف وهو القضيب يشق فيقال لكل قطعة منه فلقة ويجمع
على فلق وفلق من قرى نيسابور ينسب إليها طاهر بن يحيى بن قبيصة النيسابوري الفلقي
اختصر مصنفات إبراهيم بن طهمان وكان من كبار المحدثين لأصحاب الرأي روى عن أحمد بن
حفص روى عنه أبو الحسين بن علي الحافظ ومات سنة 513 وابنه أبو الحسين محمد بن طاهر
الفلقي سمع أباه وأبا العباس الثقفي ومات بنيسابور سنة 473
فلك بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره كاف إن كانت عربية فأصلها من التدوير كقولهم فلكة
المغزل وفلكة ثدي الجارية وهي قرية من قرى سرخس ينسب إليها محمد بن رجا الفلكي
السرخسي يروي عن أبي مسلم الكجي وأبي حفص الحضرمي مطين وغيرهما
الفلوجة بالفتح ثم التشديد وواو ساكنة وجيم قال الليث فلاليج السواد قراها وإحداها
الفلوجة والفلوجة الكبرى والفلوجة الصغرى قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة
قرب عين التمر ويقال الفلوجة العليا والفلوجة السفلى أيضا وفي الصحاح الفلوجة
الأرض المصلحة للزرع ومنه سمي موضع على الفرات الفلوجة والجمع فلاليج وقد نسب
إليها قوم قال ابن قيس الرقيات ظعنت لتحزننا كثيره ولقد تكون لنا أميره أيام فلك
كأنها حوراء من بقر غريره شبت أمام لداتها بيضاء سابغة الغديره
ريا
الروادف غادة بين الطويلة والقصيره حلت فلاليج السوا د وحل أهلي بالجزيره
فليج تصغير فلج أو فلج وقد تقدما موضع قريب من الأحفار لبني مازن وقال نصر فليج
واد يصب في فلج بين البصرة وضرية و غيران فليج من العيون التي يجتمع فيها فيوض
أودية المدينة وهي العقيق وقناة بطحان قال هلال بن الأشعر المازني أقول وقد جاوزت
نعمى وناقتي تحن إلى جنبي فليج مع الفجر سقى الله يا ناق البلاد التي بها هواك وإن
عنا نأت سبل القطر وقال مسعر بن ناشب المازني من مازن بن عمرو بن تميم تغيرت
المعارف من فليج إلى وقباه بعد بني عياض هم جيل تليذ به الأعادي وناب لا تفل من
العضاض كأن الدهر من أسف سليم أصم حين يسؤر وهو قاضي
فليجة تصغير فلجة وقد تقدم موضع
فليش من قرى نمرقة بشرقي الأندلس ينسب إليها ابن سلفة محمد بن عبد الله بن محمد بن
ملوك التنوخي الفليشي سمع منه بالأسكندرية وقال غاب أبو عمران موسى بن بهيج الكفيف
الفليشي عن عشائره بالمشرق فعمل بمصر موشحا وذكر منه بيتا نادرا
الفليق من مخاليف الطائف و الفليق من قرى عثر من ناحية اليمن
باب الفاء والميم وما يليهما
فم الصلح قال النحويون وأما فو وفي وفا فالأصل في بنائها فوه حذفت الهاء من آخرها
وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترت الواو ضروب النحو إلى نفسها فصارت
كأنها مدة تتبع الفاء وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة فأما إذا لم يضف فإن
الميم تجعل عمادا للفاء لأن الواو والياء والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون
اسم بحرف معلق فعمدت الفاء بالميم فقيل وقد اضطر العجاج إلى أن قال خالط من سلمى
خياشيم وفا وهو شاذ وأما الصلح فما أحسبه إلا مقصورا من الصلاح يعني المصالحة وإلا
فهو عجمي أو مرتجل وهو نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبل عليه عدة قرى وفيه كانت
دار الحسن بن سهل وزير المأمون وفيه بنى المأمون ببوران وقد نسب إليه جماعة من
الرواة والمحدثين وغيرهم وهو الآن خراب إلا قليلا
باب الفاء والنون وما يليهما
فنا بفتح أوله والقصر وهو عنب الثعلب ويقال نبت آخر قال زهير كأن فتات العهن في كل
منزل نزلن به حب الفنا لم يحطم وفنا جبل قرب سميراء قال الأصمعي ثم فوق الثلبوت من
أرض نجد ماءة يقال لها الفناة لبني جذيمة ابن مالك بن نصر بن قعين وهو إلى جنب جبل
يقال
له
فنا وبه قال محصن بن رباب الجرمي يهيج علي الشوق أن تحزأ الضحى فنا أو أرى من بعض
أقطاره قطرا فليت جبال الهضب كانت وراءه رواسي حتى يؤنس الناظر الغمرا يقول ألا
تهدي لأم محمد قصائد عورا ما أتيت إذا عذرا لبئس إذا ما سرت إذ بلغ المدى وما صنت
عرضي إذ هجوت به نصرا ولكنني أرمي العدى من ورائهم بصم تؤم الرأس أو تكسر الوترا
الفناة مثل الذي قبله وزيادة هاء ماء لبني جذيمة ابن مالك بن نصر بن قعين بن أسد
بجنب جبل يقال له فنا وقد ذكر
فناخره كورة بناحية فارس كانت مفردة ثم أدخلت في كورة أردشيرخره
فنجديه بالفتح ثم السكون ثم فتح الجيم وكسر الدال وياء ثم هاء خالصة وينسب إليها
فنجديهي وهو كلمة مركبة أصلها بنج ديه ومعناها خمس قرى وكذا هي بليدة فيهاخمس قرى
قد اتصلت عمارة بعضها ببعض قرب مرو الروذ وقد ذكرت في الباء
فنجكان بالفتح ثم السكون وجيم بعدها كاف وآخره نون قرية من قرى مرو
فنجكرد بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وكاف مكسورة وراء ساكنة ودال مهملة قرية من
نواحي نيسابور ينسب إليها أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الفقيه الأديب سمع أبا
عمرو بن مطر وأبا علي حامد بن محمد الرفاء روى عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد
بن المظفر بن محمد بن داود الداودي مات ببوشنج سنة 993 وأحمد بن عمر بن أحمد ابن
علي أبو حامد الفنجكردي الطوسي سمع أبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا المظفر موسى بن
عمران الصوفي وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي ذكره في التحبير وقال مات
بنيسابور في آخر يوم من المحرم سنة 435
فنجة بالفتح ثم السكون وجيم قال ابن الأعرابي الفنج الثقلاء من الرجال فنجة موضع
في شعر أبي الأسود الدؤلي وما أظنه إلا عجميا
فند بالفتح ثم السكون وآخره دال وهو في الأصل قطعة من الجبل وهو اسم جبل بعينه بين
مكة والمدينة قرب البحر
الفندق بالضم ثم السكون ثم دال مضمومة أيضا وقاف موضع بالثغر قرب المصيصة وهو في
الأصل اسم الخان بلغة أهل الشام
و فندق الحسين موضع آخر
فندلاو أظنه موضعا بالمغرب ينسب إليه يوسف بن درناس الفندلاوي المغربي أبو الحجاج
الفقيه المالكي قدم الشام حاجا فسكن بانياس مدة وكان خطيبا بها ثم انتقل إلى دمشق
فاستوطنها ودرس بها على مذهب مالك رضي الله عنه وحدث بالموطإ وكتاب التلخيص لأبي
الحسن القابسي علق عنه أحاديث أبي القاسم الحافظ الدمشقي كان صالحا فكها متعصبا
للسنة وكان الأفرنج قد نزلوا على دمشق يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة 345
ونزلوا بأرض قتيبة إلى جانب التعديل من زقاق الحصى وارتحلوا يوم السبت سادسه وكان
خرج إليهم أهل دمشق يحاربونهم فخرج الفندلاوي فيمن خرج فلقيه الأمير المتولي
لقتالهم ذلك اليوم قبل أن يتلاقوا وقد
لحقه
مشقة من المشي فقال له أيها الشيخ الإمام ارجع فأنت معذور للشيوخية فقال لا أرجع
نحن بعنا واشترى منا يريد قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فما انسلخ النهار حتى حصل له ما تمنى من
الشهادة قال ذلك ابن عساكر
الفندم موضع بالأهواز لا أدري ما هو من كتاب نصر
فندورج بالضم ثم السكون ثم الضم وواو ساكنة وراء مفتوحة وجيم من قرى نيسابور
فندوين قال أبو سعد في التحبير عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الله
أبو محمد الفندويني المقرىء من فندوين من قرى مرو كان فقيه القرية وكان صالحا
صائبا سمع أبا المظفر السمعاني وقال السيد أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي
قرأت عليه وتوفي في الخامس من ذي الحجة سنة 035
فنديسجان قرية من قرى نهاوند قتل بها نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس
الطوسي الوزير أبو علي ليلة الجمعة حادي عشر رمضان سنة 584
فندين بالضم ثم السكون وكسر الدال المهملة وياء مثناة من تحت ونون من قرى مرو ينسب
إليها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الفنديني المعروف بالرازي يروي عن أحمد بن سيار
وأحمد بن منصور الزيادي ومحمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو بن الحسن بن أبي عمرو
الفنديني أبو الفضل المروزي كان شيخا فقيها عالما صالحا قانعا تفقه على الإمام عبد
الرحمن الزاز السرخسي وسمع أبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي وأبا القاسم
إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وأبا سعد محمد بن الحارث الحارثي كتب عنه أبو سعد
وكانت ولادته في سادس عشر محرم سنة 294 بفندين ووفاته بها في العشرين من المحرم
سنة 445
فنسجان بكسر الفاء وسكون النون وجيم بعد السين المهملة وآخره نون بلد من ناحية
فارس من كورة دارابجرد لها ذكر في الفتوح فتوح عبد الله بن عامر
فنكد بالفتح ثم السكون وفتح الكاف ودال مهملة من قرى نسف
فنك بالفتح أولا وثانيا وكاف قرية بينها وبين سمرقند نصف فرسخ
و فنك أيضا قلعة حصينة منيعة للأكراد البشنوية قرب جزيزة ابن عمر بينهما نحو من
فرسخين ولا يقدر صاحب الجزيرة ولا غيره مع مخالطتهم للبلاد عليها وهي بيد هؤلاء
الأكراد منذ سنين كثيرة نحو الثلثمائة سنة وفيهم مروة وعصبية ويحمون من يلتجىء
إليهم ويحسنون إليه
فنونى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو ونون أخرى وألف مقصورة موضع في بلاد العرب
الفنيدق من أعمال حلب كانت به عدة وقعات وهو الذي يعرف اليوم بتل السلطان بينه
وبين حلب خمسة فراسخ وبه كانت وقعات الفنيدق بين ناصر الدولة بن حمدان وبني كلاب
من بني مرداس في سنة 254 فأسره بنو كلاب
الفنيق بالفتح ثم الكسر وياء وآخره قاف وأصله الجمل الفحل اسم موضع قرب المدينة
فنين بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت ساكنة ونون وأهلها يقولون فني بغير نون
قرية عهدي بها عامرة أحسن من مدينة مرو بها قبر
سليمان
بن بريدة بن الخصيب صاحب النبي صلى الله عليه و سلم ينسب إليها أبو الحكم عيسى بن
أعين الفنيني مولى خزاعة وهو أخو بديل خازن بيت المال لأبي مسلم الخراساني صاحب الدولة
وفي بيته نزل أبو مسلم وبث الرسل في خراسان و الفنين واد بنجد عن نصر
باب الفاء والواو وما يليهما
الفوارس جمع فارس وهو شاذ في القياس لأن فواعل جمع فاعلة وللنحويين فيه كلام طويل
واحتجاج وهي جبال رمل بالدهناء قال الأزهري قد رأيتها قال وعن أيمانهن الفوارس
الفوارع جمع فارعة وهي العالية والمستفلة من الأضداد وفرعت إذا صعدت وفرعت إذا
نزلت قال الأزهري الفوارع تلال مشرفات على المسايل
الفوارة قال الأصمعي بين أكمة الخيمة وبين الشمال جبل يقال له الظهران وقرية يقال
لها الفوارة بجنب الظهران بها نخيل كثيرة وعيون للسلطان وبحذائها ماء يقال له
المقنعة
فوتق بضم أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوق والقاف من قرى مرو
الفودجات بضم أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وجيم وآخره تاء والفودج في كلامهم
والهودج متقاربا المعنى مركب من مراكب النساء وهو موضع في شعر ذي الرمة فالفودجات
فجنبي واحف صخب
فود جبل في قول أبي صخر الهذلي بنا إذا أطرت شهرا أزمتها ووازنت من ذرى فود بأرياد
فوذان بالضم ثم السكون وذال معجمة وآخره نون من قرى أصبهان ينسب إليها أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن حيلان الفوذاني الأصبهاني يروي عن سمويه يروي عنه السرنجاني
فورارد بالضم ثم السكون وراء مكررة وآخره دال مهلمة من قرى الري
فوران بالضم ثم السكون وراء وآخره نون قرية قريبة من همذان على مرحلة منها للقاصد
إلى أصبهان ينسب إليها أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن أبي العباس الفوراني
حدث عن أبي الوقت السجزي سمع منه محمد بن عبد الغني بن نقطة بفوران قال وسماعه
صحيح وذكر أبو سعد السمعاني أن الإمام عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران
الفوراني المروزي الفقيه الشافعي تلميذ أبي بكر القفال الشاشي صاحب كتاب الإبانة
وغيره منسوب إلى الجد لا إلى هذا الموضع والله أعلم قال ومات سنة 461 وقال أبو
عبيدة اللبو قوم ينزلون في قلعة يقال لها معسر فوق سيراف في موضع يقال له فوران
الفور بالضم ثم السكون وهو في كلام العرب الظباء لا يفرد لا واحد لها من لفظها وهي
قرية من قرى بلخ ينسب إليها أبو سورة بن قائد هميم البلخي الفوري سمع ابن خشرم روى
عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق توفي سنة 292 أو 392
الفور بالفتح ثم السكون وآخره راء والفور الوقت فعله من فوره أي من وقته وفارت
عروقه
تفور فورا إذا ظهر بها نفخ وهو موضع باليمامة جاء في حديث مجاعة ورواه الزمخشري
فورة بالهاء وفي كتاب الحفصي الفورة بالضم قال وهي روض ونخل وأهل اليمامة إذا
غزتهم خيل كثيرة أو دهمهم أمر شديد قالوا بلغت الخيل الفورة
فورجرد من قرى همذان قال أبو شجاع شيرويه محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن
دينار السعيدي الصوفي أبو جعفر ويعرف بالقاضي روى من أهل همذان عن عبد الرحمن
الإمام وأحمد بن الحسين الإمام وذكر جماعة وافرة ومن الغرباء عن أبي نصر محمد بن
علي الخطيب الزنجاني وذكر جماعة أخرى وافرة وسمعت منه بهمذان وفورجرد وكان ثقة
صدوقا كنت إذا دخلت بيته بفورجرد ضاق قلبي لما رأيت من سوء حاله وكان أصم توفي
بفورجرد في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة 274 وقبره بها وسألته عن مولده
فقال ولدت سنة 083
فورفاره بالضم ثم السكون وفاء أخرى وراء ثم هاء من قرى الصغد
فوز بالفتح ثم السكون وآخره زاي من قرى حمص ينسب إليها أبو عثمان سليم بن عثمان
الفوزي الحمصي يروي عن زياد بن محمد الالهاني روى عنه سلمان بن سلمة الخبائري وعبد
الجبار بن سليم الفوزي يروي عن إسماعيل بن عياش روى عنه أبو القاسم الطبراني
فوزكرد بالضم ثم السكون وزاي ساكنة أيضا وكاف مكسورة ودال مهملة من قرى أستراباذ
فوشنج بالضم ثم السكون وشين معجمة مفتوحة ونون ساكنة ثم جيم ويقال بالباء في أولها
والعجم يقولون بوشنك بالكاف وهي بليدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير
الشجر والفواكه وأكثر خيرات مدينة هراة مجلوبة منها خرج منها طائفة كثيرة من أهل
العلم
الفوعة بالضم ولا اشتقاق له على ذلك وإنما الفوعة بالفتح للطيب رائحته وفوعة السم
حمته وفوعة النهار أوله وكذلك الليل وهي قرية كبيرة من نواحي حلب وإليها ينسب دير
الفوعة
فولو بالضم ثم السكون ولام بعدها واو ساكنة يقال فولو محلة بنيسابور ينسب إليها
أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل بن أحمد ويعرف بباشة المؤذن سمع أبا الحسن علي بن
أحمد المديني وأبا سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري سمع منه أبو سعد السمعاني
بنيسابور
الفولة بالضم بلفظ واحدة الفول وهي الباقلا بلدة بفلسطين من نواحي الشام
فونكه بلدة بالأندلس ينسب إليها محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب يعرف بابن السقاط
قاضي الفونكه يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي ذر الهروي صحيح
البخاري سنة 514 ولقي أبا بكر بن عقار وأخذ عنه كتاب الجوزقي وغير ذلك وكتب وكان
حسن الخط سريع الكتابة ثقة وامتحن في آخر عمره وذهبت كتبه وماله ومات سنة 584 أو
نحوها بدانية ومولده سنة 593
فوة بالضم ثم التشديد بلفظ الفوة العروق التي تصبغ بها الثياب الحمر بليدة على
شاطىء النيل من نواحي مصر قرب رشيد بينها وبين البحر نحو خمسة فراسخ أو ستة وهي
ذات أسواق ونخل كثير
فويدين
بالضم ثم الفتح وياء مثناة من تحت ساكنة ودال ثم ياء أخرى ونون من قرى نسف
باب الفاء والهاء وما يليهما
الفهدات بالتحريك كأنه جمع فهدة ساكنة الأوسط فإذا جمعت حرك وسطها لأنها اسم مثل
جمرات وجمرة وفهدتا البعير عظمان ناتئان خلف الأذنين والفهدات قارات في باطن ذي
بهدى قال جرير رأوا بثنية الفهدات وردا فما عرفوا الأغر من البهيم
الفهدة قال محمد بن إدريس بن أبي حفصة الفهدة قارة هي بأقصى الوشم من أرض اليمامة
فهرمد من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسين بن زيد العلوي وبين ابن ميكال
وكان ابن ميكال من قبل الطاهر في أيام المستعين
الفهرج بلدة بين فارس وأصبهان معدودة من أعمال فارس ثم من أعمال كورة إصطخر عن
الإصطخري ولها منبر بين الفهرج وكثه مدينة يزد خمسة فراسخ من أنار إلى فهرج خمسة
وعشرون فرسخا
و الفهرج موضع بالبصرة من أعمال الأبلة ذكره في الفتوح كثير ولا أدري أين موقعه من
البصرة
فهلفهرة مدينة مشهور من نواحي مكران
فهلو بالفتح ثم السكون ولام ويقال فهله قال حمزة الأصبهاني في كتاب التنبيه كان
كلام الفرس قديما يجري على خمسة ألسنة وهي الفهلوية والدرية والفارسية والخوزية
والسريانية فأما الفهلوية فكان يجري بها كلام الملوك في مجالسهم وهي لغة منسوبة
إلى فهله وهو اسم يقع على خمسة بلدان أصبهان والري وهمذان وماه نهاوند وأذربيجان
وقال شيرويه بن شهردار وبلاد الفهلويين سبعة همذان وماسبذان وقم وماه البصرة
والصيمرة وماه الكوفة وقرميسين وليس الري وأصبهان والقومس وطبرستان وخراسان
وسجستان وكرمان ومكران وقزوين والديلم والطالقان من بلاد الفهلويين وأما الفارسية
فكان يجري بها كلام الموابذة ومن كان مناسبا لهم وهي لغة أهل فارس وأما الدرية فهي
لغة مدن المدائن وكان يتكلم بها من بباب الملك فهي منسوبة إلى حاضرة الباب والغالب
عليها من بين لغات أهل المشرق لغة أهل بلخ وأما الخوزية فهي لغة أهل خوزستان وبها
كان يتكلم الملوك والأشراف في الخلاء وموضع الاستفراغ وعند التعري للحمام والأبزن
والمغتسل وأما السريانية فهي لغة منسوبة إلى أرض سورستان وهي العراق وهي لغة النبط
وذكر أبو الحسين محمد بن القاسم التميمي النسابة أن الفهلوية منسوبة إلى فهلوج بن
فارس
الفهميين كأنه جمع فهمي اسم قبيلة الفهميين بالأندلس من أعمال طليطلة
فهندجان بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون النون وبعد الدال جيم وآخره نون من قرى همذان
ينسب إليها أبو الربيع سلمان بن الحسن بن المبارك الفهندجاني حدث عن محمد بن مقاتل
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقور التمار
باب الفاء والياء وما يليهما
فيادسون بالكسر وبعد الألف دال مهملة وسين مهملة وبعد الواو الساكنة نون من قرى
بخارى
الفياشل بعد الألف شين معجمة ماء لبني حصين بن الحويرث بن عمرو بن كعب بن عمرو
ابن
عبد بن أبي بكر بن كلاب سميت بذلك بآكام حمر حوالي الماء يقال لها الفياشل قال
القتال الكلابي فلا يسترث أهل الفياشل غارتي أتتكم عتاق الطير يحملن أنسرا
فياض معجمة الآخر نهر بالبصرة قديم واسع عليه قرى ومزارع قاله نصر والمعروف الفيض
فيجكث بالكسر ثم السكون وفتح الجيم وكاف مفتوحة ثم ثاء مثلثة من قرى نسف
الفيجة بالكسر ثم السكون وجيم قرية بين دمشق والزبداني عندها مخرج نهر دمشق بردى
وبحيرة
فيحان فعلان من فاحت رائحة الطيب تفيح فيحا ويجوز أن يكون من الفيح وهو سطوع الحر
وفي الحديث شدة الحر من فيح جهنم ويجوز أن يكون من قولهم أفيح للواسع وفياح وفيحاء
وفيحان موضع في بلاد بني سعد وقيل واد قال الراعي أو رعلة من قطا فيحان حلأها من
ماء يثربة الشباك والرصد وقال أبو وجزة الحسين بن مطير الأسدي من كل بيضاء مخماص
لها بشر كأنه بذكي المسك مغسول فالخد من ذهب والثغر من برد مفلج واضح الأنياب
مصقول كأنه حين يستسقي الضجيع به بعد الكرى بمدام الراح مشمول ونشرها مثل ريا روضة
أنف لها بفيحان أنوار أكاليل
فيحة بالحاء المهملة من ديار مزينة قال معن بن أوس أعاذل هل تأتي القبائل حظها من
الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا أعاذل من يحتل فيفا وفيحة وثورا ومن يحمي الأكاحل
بعدنا
فيد بالفتح ثم السكون ودال مهملة قال ابن الأعرابي الفيد الموت والفيد الشعرات فوق
جحفلة الفرس وقيل للمؤرج لم اكتنيت بأبي فيد قال فيد منزل بطريق مكة والفيد ورد
الزعفران ويجوز أن يكون من قولهم استفاد الرجل فائدة وقل ما يقولون فاد فائدة قاله
الزجاجي
وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن يودع الحاج فيها أزوادهم وما
يثقل من أمتعتهم عند أهلها فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من
ذلك وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول
العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليهم قال الزجاجي سميت فيد بفيد بن حام وهو أول
من نزلها وقال السكوني فيد نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة وهي أثلاث ثلث
للعمريين وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لبني نبهان من طيء وبين فيد ووادي
القرى ست ليال على العريمة وليس من دون فيد طريق إلى الشام بتلك المواضع رمال لا
تسلك حتى تنتهي إلى زبالة أو العقبة على الحزن فربما وجد به ماء وربما لم يوجد
فيجنب سلوكه قالوا وقول زهير فيد القريات موضع آخر والله أعلم وقال الحازمي فيد
بالياء أكرم نجد قريب من أجإ وسلمى جبلي طيء ينسب إليه محمد بن يحيى بن ضريس
الفيدي ومحمد بن جعفر بن أبي مواتية الفيدي وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي
الكوفي
سكن فيد يروي عن موسى الجهني روى عنه أبو عبد الله عامر بن زرارة الكوفي وغيرهم
فيدة مثل الذي قبله وزيادة هاء حزم فيدة موضع قال كثير حزيت لي بحزم فيدة تحدى
كاليهودي من نطاة الرقال حزيت رفعت كاليهودي كتحدي اليهودي يصف ظعنا
فيذوقية بالفتح ثم السكون وذال معجمة وواو ساكنة وقاف مكسورة وياء مخففة موضع في
الشعر قال أبو تمام في كماة يكسون نسج السلوقي وتعدى بهم كلاب سلوقي وطئت هامة
الضواحي فلما أخذت حقها من الفيذوق
فير بالكسر ثم السكون وراء مهملة بلدة بالأندلس
فيروزاباذ بالكسر ثم السكون وبعد الراء واو ساكنة ثم زاي وألف وباء موحدة وآخره
ذال معجمة بلدة بفارس قرب شيراز كان اسمها جور فغيرها عضد الدولة كما ذكرنا في جور
و فيروزاباذ أيضا قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ يقال لها فيروزاباذ خرق
و فيروزاباذ قلعة حصينة من أعمال أذربيجان بينها وبين خلخال فرسخ واحد
و فيروزاباذ أيضا موضع بظاهر هراة فيه خانقاه للصوفية قال البشاري ومعنى فيروزاباذ
أتم دولة وقد نسب إلى كل واحدة من هذه قوم وأكثرهم من التي بفارس فإنها مدينة
مشهورة
فيروزان من قرى أصبهان ثم من ناحية النخان من أحسن القرى وأطيبها هواء وماء كثيرة
الفواكه المعجبة وفيها جامع طيب
فيروزرام من قرى الري كان عبد الملك بن مروان ولى الري يزيد بن الحارث بن يزيد بن
رؤيم أبا حوشب وقيل ولاه مصعب بن الزبير فورد الري أيامه الزبير بن الماخور
الخارجي بمواطأة من الفرخان ملك الري وإمداده بالمال والرجال فواقعوا يزيد بن
الحارث بقرية فيروزرام فقتلوه وثلثمائة رجل من أشراف الكوفة وقتلت معه امرأته أم
حوشب فقال فيه الشاعر وذاق يزيد قوم بكر بن وائل بفيروزرام ألصفيح الميمما
فيروزسابور فيروز هو اسم للدولة بالفارسية وسابور اسم ملك من ملوك ساسان وهو اسم
لمدينة الأنبار وما اتصل بها إلى قرى بغداد بناها سابور ذو الأكتاف بن هرمز وقرأت
بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي المعروف بابن برد الخيار سار سابور ذو الأكتاف
يرتاد موضعا يجعله حصنا وبابا لبلاد السواد مما يلي الروم فأتى شط الفرات فرأس
موضعا مستويا وفيه مساكن للعرب فنقل العرب إلى بقة والعقير وبنى في ذلك الموضع
مدينة حصينة وركب للنظر إليها لأن يسميها باسم يختاره فسنحت له ظباء فيها تيس مسن
يحميها فقال لمرازبته إني قد تفاءلت بهذه الظباء فأيكم أخذ فحلها رتبته في هذه
المدينة وجعلته مرزبانا عليها فانبثوا في طلبها وكان فيهم رجل من أولاد المرازبة
يقال له شيلى بن فرخ زادان كان بمرو الشاهجان فجنى جناية فحمله سابور معه مقيدا ثم
شفع إليه فيه فأطلقه فانتهز الفرصة في ذلك القول وقدر أن يسل سخيمة صدره عليه فرمى
ذلك الظبي مبادرا فأصاب مؤخره
ونفذ
السهم في جوفه وخرج من صدره فوقع الظبي على باب المدينة ميتا فاحتمله شيلى برجليه
حتى أتى به سابور فاستحسن فعله وقال له ده ثلاث مرات فأعطاه اثني عشر دينارا ورضي
عنه وتفاءل سابور بالنصر وسمى المدينة فيروز سابور أي نصر سابور وكورها كورة وضم
إليها ما جاوزها إلى حدود دجلة وكان حدها من هيت وعانات إلى قطربل واستعمل على
مرزبتها شيلى وضم إليه مرزبة سقي الفرات وأسكنها ألفين من قواده فأقاموا بها ولم
تزل هيت وعانات مضمومة إلى عمل الأنبار إلى أن ملك معاوية بن أبي سفيان فأفردها من
الأنبار وجعلها من عمل الجزيرة
فيروزقباذ قباذ هو والد أنو شروان الملك العادل من آل ساسان وفيروزقباذ مدينة كانت
قرب باب الأبواب المعروف بالدربند وكان أنوشروان بنى هناك قصرا وسماه باب
فيروزقباذ و مغ فيروزقباذ أحد طساسيج بغداد
فيروزكند قرية على باب جرجان هكذا وجدتها
فيروزكوه هذا معناه الجبل الأزرق وأكثر ما يقولونه بالباء وبيروزه بلغة أهل خراسان
الزرقة وهي قلعة عظيمة حصينة في جبال غورشستان بين هراة وغزنة وهي دار مملكة من
يتملك تلك النواحي وهي بلد شهاب الدين بن سام الذي ملك غزنة وخراسان وبلاد الهند
كان رجلا صالحا وأخوه غياث الدين أكبر منه
و فيروزكوه قلعة في بلاد طبرستان قرب دنباوند مشرفة على بلدة يقال لها ويمة رأيتها
فيروز من نواحي أستراباذ من صقع طبرستان ينسب إليها محمد بن أحمد بن عبد الواحد
أبو الربيع الأستراباذي الوراق الفيروزي قدم أصبهان وسمع الطبراني وأبا بكر بن
المعري وطبقتهما وسمع ببغداد وكان فقيها يفهم الحديث ويحفظه ويكتبه توفي سنة 904
فيرياب بالكسر وبعد الراء ياء أخرى وآخره باء قال محمد بن موسى من بلاد خراسان
ينسب إليها محمد بن موسى الفيريابي صاحب سفيان الثوري وغيره وجعفر بن محمد بن
الحسن بن المستفاض أبو بكر الفيريابي القاضي قدم دمشق وسمع بها من سليمان بن عبد
الرحمن بن هشام الغساني ووليد بن عتبة ورياح بن أبي الفرج ومحمد بن عائذ وصفوان بن
صالح وبحمص من عمرو بن عثمان رأى بني هشام بن عبد الملك ومحمد بن مصفى وبالرملة من
يزيد بن خالد البرمكي وحدث عنهم وعن قتيبة بن سعيد وأبي بكر عثمان بن أبي شيبة
وهدبة بن خالد وشيبان بن أروح وإسحاق بن راهويه وخلق غيرهم روى عنه محمد بن يحيى
بن عبد الكريم الأزدي البصري وهو أكبر منه ويحيى بن صاعد وهو من أقرانه وأبو بكر
الجرجاني وأبو جعفر الطحاوي وأبو أحمد بن عدي وسليمان الطبراني وأبو بكر
الإسماعيلي وأبو الفضل الزبيري وهو آخر من روى عنه الخطيب فقال كان ثقة أمينا
مولده سنة 702 ومات ببغداد ودفن بباب الأنبار لأربع بقين من المحرم سنة 103
فيشابور بليد من نواحي الموصل من ناحية جزيرة ابن عمر لهم فيه وقائع
فيشان من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه أيام مسيلمة
وقال الحفصي فيشان قرية ونخل وتلاع ومياه لبني عامر ابن حنيفة باليمامة قال القحيف
العقيلي
أتنسون
يا حزنان طخفة نسوة تركن سبايا بين فيشان فالنقب
فيشون بالشين المعجمة بوزن جيرون اسم نهر
فيشة بليدة بمصر من كورة الغربية
الفيض من قولهم فاض الماء يفيض فيضا نهر بالبصرة معروف وقد قيل لموضع من نيل مصر
الفيض
و الفيض محلة بالبصرة قرب النهر المفضي إلى البصرة وفيض اللوى في قول أبي صخر
الهذلي حيث قال فلولا الذي حملت من لاعج الهوى بفيض اللوى غرا وأسماء كاعب وقال
مليح فمن حب ليلى بعد فيض أراكة ويوما بقرن كدت للموت تشرف
فيفاء بالفتح وتكرير الفاء الفيف المفازة التي لا ماء فيها من الاستواء والسعة
فإذا أنث فهي الفيفاء وجمعها الفيافي قال المؤرج الفيف من الأرض مختلف الرياح وقيل
الفيفاء الصحراء الملساء وقد أضيف إلى عدة مواضع منها فيفاء الخبار وقد ذكرناه في
الخبار وهو بالعقيق من جماء أم خالد وفيفاء رشاد موضع آخر قال كثير وقد علمت تلك
المطية أنكم متى تسلكوا فيفا رشاد تحردوا و فيفاء غزال بمكة حيث ينزل الناس منها
إلى الأبطح قال كثير أناديك ما حج الحجيج وكبرت بفيفا غزال رفقة وأهلت وكانت لقطع
الوصل بيني وبينها كناذرة نذرا فأوفت وحلت فقلت لها يا عز كل مصيبة إذا وطنت يوما
لها النفس ذلت ولم يلق إنسان من الحب منعة تعم ولا عمياء إلا تجلت وفيفاء خريم قال
كثير فأجمعن هينا عاجلا وتركنني بفيفا خريم واقفا أتلدد وبين التراقي واللهاة
حرارة مكان الشجى ما تطمئن فتبرد فلم أر مثل العين ضنت بدمعها علي ولا مثلي على
الدمع يحسد
فيف غير مضاف من منازل مزينة قال معن بن أوس المزني أعاذل من يحتل فيفا وفيحة
وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا
فيف الريح بفتح أوله وقد ذكرنا ما الفيف في الذي قبله وفيف الريح معروف بأعالي نجد
عن أبي هفان قال أخبر المخبر عنكم أنكم يوم فيف الريح أبتم بالفلج وهو يوم من
أيامهم فقئت فيه عين عامر بن الطفيل فقأها مسهر الحارث بالرمح وفيه يقول عامر
لعمري وما عمري علي بهين لقد شان حر الوجه طعنة مسهر فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا
جبانا فما عذري لدى كل محضر وقد علموا أني أكر عليهم عشية فيف الريح كر المدور
فلو
كان جمع مثلنا لم نبالهم ولكن أتتنا أسرة ذات مفخر فجاؤوا بشهران العريضة كلها
وأكلب طرا في لباس السنور
فيق بالكسر ثم السكون وآخره قاف كأنه فعل ما لم يسم فاعله من فاق يفوق قال أبو بكر
الهمذاني فيق مدينة بالشام بين دمشق وطبرية ويقال أفيق بالألف
وعقبة فيق لها ذكر في أحاديث الملاحم قلت أنا عقبة فيق ينحدر منها إلى الغور غور
الأردن ومنها يشرف على طبرية وبحيرتها وقد رأيتها مرارا قال الشاعر وقطعت من عافي
الصوى متحرفا ما بين هيت إلى مخارم فيق وهي قصيدة ذكرت في رحا البطريق ومصر
فيلان بالكسر وآخره نون بلد وولاية قرب باب الأبواب من نواحي الخزر يقال لملكها
فيلانشاه وهم نصارى ولهم لسان ولغة وقال المسعودي فيلانشاه هو اسم يختص بملك
السرير فعلى هذا ولاية السرير يقال لها فيلان قيل كورة السرير بها
فيل بلفظ الفيل من الدواب الهندية كانت مدينة ولاية خوارزم يقال لها فيل قديما ثم
سميت المنصورة وهي الآن تدعى كركانج قال كعب الأشقري يذكر فتح قتيبة بن مسلم إياها
رامتك فيل بما فيها وما ظلمت ورامها قبلك الفجفاجة الصلف
فيمان بالكسر وآخره نون قرية قريبة من مدينة مرو
فين بالكسر ثم السكون ونون من قرى قاشان من نواحي أصبهان
فيوازجان بالفتح ثم السكون وبعد الألف زاي ثم جيم وآخره نون موضع أو قرية بفارس
الفيوم بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم وهي في موضعين أحدهما بمصر والآخر
موضع قريب من هيت بالعراق فأما التي بمصر فهي ولاية غربية بينها وبين الفسطاط
أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء بها ولا مرعى مسيرة يومين وهي في منخفض الأرض
كالدارة ويقال إن النيل أعلى منها وإن يوسف الصديق عليه السلام لما ولي مصر ورأى
ما لقي أهلها في تلك السنين المقحطة اقتضت فكرته أن حفر نهرا عظيما حتى ساقه إلى
الفيوم وهو دون محمل المراكب وبتشطط علوه وانخفاض أرض الفيوم على جميع مزارعها
تشرب قراه مع نقصان النيل ثم يتفرق في نواحي الفيوم على جميع مزارعها لكل موضع شرب
معلوم وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا هشام بن إسحاق أن يوسف
لما ولي مصر عظمت منزلته من فرعون وجازت سنه مائة سنة قالت وزراء الملك إن يوسف
ذهب علمه وتغير عقله ونفدت حكمته فعنفهم فرعون ورد عليهم مقالتهم وأساء اللفظ لهم
فكفوا ثم عاودوه بذلك القول بعد سنين فقال لهم هلموا ما شئتم من شيء نختبره به
وكانت الفيوم يومئذ تدعى الجوبة وإنما كانت لمصالة ماء الصعيد وفضوله فاجتمع رأيهم
على أن تكون هي المحنة التي يمتحن بها يوسف فقالوا لفرعون سل يوسف أن يصرف ماء
الجوبة فيزداد بلد إلى بلدك وخراج إلى خراجك فدعا يوسف وقال قد تعلم مكان ابنتي
فلانة مني فقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا وإني لم أصب لها إلا الجوبة وذاك
أنه بليد قريب
لا يؤتى من ناحية من نواحي مصر إلا من مفازة أو صحراء إلى الآن قال والفيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد لأن مصر لا تؤتى من ناحية من نواح إلا من صحراء أو مفازة وقد أقطعتها إياها فلا تتركن وجها ولا نظرا إلا وبلغته فقال يوسف نعم أيها الملك متى أردت ذلك عملته قال إن أحبه إلي أعجله فأوحي إلى يوسف أن تحفر ثلاثة خلج خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا شرقيا من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا غربيا من موضع كذا إلى موضع كذا فوضع يوسف العمال فحفر خليج المنهى من أعلى أشمون إلى اللاهون وأمر الناس أن يحفروا اللاهون وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي وحفر خليجا بقرية يقال لها تيهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي فصب في صحراء تيهمت إلى الغرب فلم يبق في الجوبة ماء ثم أدخلها الفعلة تقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها وكان ذلك في ابتداء جري النيل وقد صارت الجوبة أرضا نقية برية فارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهى فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل خليجها فسقاها فصارت لجة من النيل وخرج الملك ووزراؤه إليه وكان هذا في سبعين يوما فلما نظر الملك إليه قال لوزرائه هذا عمل ألف يوم فسميت بذلك الفيوم وأقامت تزرع كما تزرع غوائط مصر ثم بلغ يوسف قول الوزراء له فقال للملك إن عندي من الحكمة غير ما رأيت فقال الملك وما هو قال أنزل الفيوم من كل كورة من كور مصر أهل بيت وآمر كل أهل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية فكانت قرى الفيوم على عدد كور مصر فإذا فرغوا من بناء قراهم صيرت لكل قرية من الماء بقدر ما أصير لها من الأرض لا يكون في ذلك زيادة عن أرضها ولا نقصان وأصير لكل قرية شرب زمان لا ينالهم الماء إلا فيه وأصير مطأطئا للمرتفع ومرتفعا للمطأطىء بأوقات من الساعات في الليل والنهار وأصير لها قبضين فلا يقصر بأحد دون قدره ولا يزداد فوق قدره فقال فرعون هذا من ملكوت السماء قال نعم فأمر يوسف ببنيان القرى وحد لها حدودا وكانت أول قرية عمرت بالفيوم يقال لها شنانة وفي نسخة شانة كانت تنزلها ابنة فرعون ثم أمر بحفر الخليج وبنيان القناطر فلما فرغ من ذلك استقبلوا وزن الأرض ووزن الماء ومن يومئذ وجدت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك وقال ابن زولاق مدينة الفيوم بناها يوسف الصديق بوحي فدبرها وجعلها ثلثمائة وستين قرية يجيء منها في كل يوم ألف دينار وفيها أنهار عدد أنهار البصرة وكان فرعون يوسف وهو الريان بن الوليد أحضر يوسف من السجن واستخلصه لنفسه وحمله وخلع عليه وضرب له بالطبل وأشاع أن يوسف خليفة الملك فقام له في الأمر كله ثم سعي به بعد أربعين سنة فقالوا قد خرف فامتحنه بإنشاء الفيوم فأنشأها بالوحي فعظم شأن يوسف وكان يجلس على سرير فقال له الملك اجعل سريرك دون سريري باربع أصابع ففعل وحدثني أحمد بن محمد بن طرخان الكاتب قال عقدت الفيوم لكافور في سنة 553 ستمائة ألف وعشرين ألف دينار وفي الفيوم من المباح الذي يعيش به أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه وقيل إن عرضه سبعون ذراعا وقيل بني بالفيوم ثلثمائة وستون قرية وقدر أن كل قرية تكفي أهل مصر يوما واحدا وعمل على أن مصر إذا لم يزد النيل اكتفى أهلها بما يحصل من زراعتها
وأتقن
ذلك وأحكمه وجرى الأمر عليه مدة أيامه وزرعت بعده النخيل والبساتين فصارت أكثر
ولايتها كالحديقة ثم بعد تطاول السنين وإخلاق الجدة تغيرت تلك القوانين باختلاف
الولاة المتملكين فهي اليوم على العشر مما كانت عليه فيما بلغني وقيل إن مروان بن
محمد بن مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية قتل ببعض نواحيها وقال أعرابي في فيوم
العراق عجبت لعطار أتانا يسؤمنا بدسكرة الفيوم دهن البنفسج فويحك يا عطار هلا
أتيتنا بضغث خزامى أو بخوصة عرفج كأن هذا الأعرابي أنكر على العطار أن جاءه بما هو
موجود بالفيوم وسأله أن يأتيه بما ألفه في صحاريه
في بالفتح ثم التشديد من قرى الصغد بين إشتيخن والكشانية ينسب إليها سراب الفيي
روى عن البخاري محمد بن إسماعيل ذكره أبو سعد الإدريسي والله الموفق للصواب
ق
باب القاف والألف وما يليهما
قابس إن كان عربيا فهو من أقبست فلانا علما ونارا أو قبسته فهو قابس بكسر الباء
الموحدة مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر فيها نخل وبساتين غربي
طرابلس الغرب بينها وبين طرابلس ثمانية منازل وهي ذات مياه جارية من أعمال إفريقية
في الإقليم الرابع وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها مع فتح القيروان سنة 72 على
ما يذكر في القيروان قال البكري قابس مدينة جليلة مسورة بالصخر الجليل من بنيان
الأول ذات حصن حصين وأرباض وفنادق وجامع وحمامات كثيرة وقد أحاط بجميعها خندق كبير
يجرون إليه الماء عند الحاجة فيكون أمنع شيء ولها ثلاثة أبواب وبشرقيها وقبليها
أرباض يسكنها العرب والأفارق وفيها جميع الثمار والموز فيها كثير وهي تمير القيروان
بأصناف الفواكه وفيها شجر التوت الكثير ويقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما
لا يقوم من خمس شجرات غيرها وحريرها أجود الحرير وأرقه وليس في عمل إفريقية حرير
إلا في قابس واتصال بساتين ثمارها مقدار أربعة أميال ومياهها سائحة مطردة يسقى بها
جميع أشجارها وأصل هذا الماء من عين خرارة في جبل بين القبلة والغرب منها يصب في
بحرها وبها قصب السكر كثير وبقابس منار كبير منيف يحدو به الحادي إذا ورد من مصر
يقول يا قوم لا نوم ولا قرارا حتى نرى قابس والمنارا وساحل مدينة قابس مرفأ للسفن
من كل مكان وحوالي قابس قبائل من البربر لواتة ولماتة ونفوسة وزواوة وقبائل شتى
أهل أخصاص وكانت ولايتها منذ دخل عبيد الله إفريقية تتردد في بني لقمان الكناني
ولذلك يقول الشاعر لولا ابن لقمان حليف الندى سل على قابس سيف الردى وبين مدينة
قابس والبحر ثلاثة أميال ومما يذكرون من معائبهم أن أكثر دورهم لا مذاهب لهم فيها
وإنما يتبرزون في الأفنية فلا يكاد أحد منهم يفرغ من
قضاء
حاجته إلا وقد وقف عليه من يبتدر أخذ ما خرج منه لطعمة البساتين وربما اجتمع على
ذلك النفر فيتشاحون فيه فيخص به من أراد منهم وكذلك نساؤهم لا يرين في ذلك حرجا
عليهن إذا سترت إحداهن وجهها ولم يعلم من هي ويذكر أهل قابس أنها كانت أصح البلاد
هواء حتى وجدوا طلسما ظنوا أن تحته مالا فحفروا موضعه فأخرجوا منه قربة غبراء فحدث
عندهم الوباء من حينئذ بزعمهم وأخبر أبو الفضل جعفر بن يوسف الكلبي وكان كاتبا
لمونس صاحب إفريقية أنهم كانوا في ضيافة ابن وانمو الصنهاجي فأتاه جماعة من أهل
البادية بطائر على قدر الحمامة غريب اللون والصورة ذكروا أنهم لم يروه قبل ذلك
اليوم في أرضهم كان فيه من كل لون أجمله وهو أحمر المنقار طويله فسأل ابن وانمو
العرب الذين أحضروه هل يعرفونه ورأوه فلم يعرفه أحد ولا سماه فأمر ابن وانمو بقص
جناحيه وإرساله في القصر فلما جن الليل أشعل في القصر مشعل من نار فما هو إلا أن
رآه ذلك الطائر فقصده وأراد الصعود إليه فدفعه الخدام فجعل يلح في التقدم إلى
المشعل فأعلم ابن وانمو بذلك فقام وقام من حضر عنده قال جعفر وكنت ممن حضر فأمر
بترك الطائر في شأنه فطار حتى صار في أعلى المشعل وهو يتأجج نارا واستوى في وسطه
وجعل يتفلى كما يتفلى الطائر في الشمس فأمر ابن وانمو بزيادة الوقود في المشعل من
خرق القطران وغيره فزاد تأجج النار والطائر فيه على حاله لا يكترث ولا يبرح ثم وثب
من المشعل بعد حين فلم ير به ريب واستفاض هذا بإفريقية وتحدث به أهلها والله أعلم
وقد نسب إليها طائفة وافرة من أهل العلم منهم عبد الله بن محمد القابسي من مشايخ
يحيى بن عمر ومحمد بن رجاء القابسي حدث عنه أبو زكرياء البخاري وعيسى بن أبي عيسى
ابن نزار بن بجير أبو موسى القابسي الفقيه المالكي الحافظ سمع بالمغرب أبا عبد
الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي وأبا علي الحسن بن حمول التونسي وبمكة أبا ذر
الهروي وببغداد أبا الحسن روح الحرة العتيقي وأبا القاسم بن أبي عثمان التنوخي
وأبا الحسين محمد بن الحسين الحراني وأبا محمد الجوهري وأبا بكر بن بشران وأبا
الحسن القزويني وغيرهم وحدث بدمشق فروى عنه عبد العزيز الكناني وأبو بكر الخطيب
ونصر المقدسي وكان ثقة ومات بمصر سنة 744
القابل بعد الألف باء موحدة المسجد أو الجبل الذي عن يسارك من مسجد الخيف بمكة عن
الأصمعي
القابلة من نواحي صنعاء الشرقية باليمن
قابون موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق في وسط البساتين
القاحة بالحاء المهملة قاحة الدار وباحتها واحد وهو وسطها وقاحة مدينة على ثلاث
مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل قال نصر موضع بين الجحفة وقديد وقال عرام
القاحة في ثافل الأصغر وهو جبل ذكر في موضعه دوار في جوفه يقال له القاحة وفيها
بئران عذبتان غزيرتان وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم ذكره في السيرة في حديث
الهجرة القاحة والفاجة
قادس بعد الألف دال مكسورة مهملة ثم سين كذلك جزيرة في غربي الأندلس تقارب أعمال
شذونة طولها اثنا عشر ميلا قريبة من البر بينها وبين البر الأعظم خليج صغير قد
حازها إلى البحر عن البر وفي قادس الطلسم المشهور الذي عمل لمنع البربر من دخول
جزيرة الأندلس في قصة تلخيصها أن صاحب
هذه
الجزيرة من ملوك الروم قبل الإسلام كانت له بنت ذات جمال وأن ملوك النواحي خطبوها
إلى أبيها فقالت البنت لا أتزوج إلا بمن يصنع في جزيرتي طلسما يمنع البربر من
الدخول إليها بغضا منها لهم أو يسوق الماء إليها من البر بحيث يدور فيها الرحى
فخطبها إليه ملكان فاختار أحدهما سوق الماء والآخر عمل الطلسم على أن من سبق منهما
يكون هو صاحب البنت فسبق صاحب الماء فأبو البنت لم يظهر ذلك خوفا من أن يبطل
الطلسم فلما فرغ صاحب الطلسم ولم يبق إلا صقله أجرى صاحب الرحى الماء ودارت رحاه
فقيل لصاحب الطلسم إنك سبقت فألقى نفسه من أعلى الموضع الذي عليه الطلسم فمات فحصل
لصاحب الرحى الجارية والطلسم والرحى قالوا وهو من حديد مخلوط بصفر على صورة بربري له
لحية وفي رأسه ذؤابة من شعر جعد قائمة في رأسه لجعودتها متأبط صورة كساء قد جمع
فضلتيه على يده اليسرى قائم على رأس بناء عال مشرف طوله نيف وستون ذراعا وطول
الصورة قدر ستة أذرع قد مد يده اليمنى بمفتاح قفل في يده قابضا عليه مشيرا إلى
البحر كأنه يقول لا عبور وكان البحر الذي تجاهه يسمى الإبلاية لم ير قط ساكنا ولا
كانت تجري فيه السفن حتى سقط المفتاح من يد الطلسم بنفسه فحينئذ سكن البحر وعبرته
السفن وقرأت في بعض كتبهم أن هذا الطلسم هدم في سنة 045 رجاء أن يوجد فيه مال فلم
يوجد فيه شيء
وكان في الأندلس سبعة أصنام قد ذكرها أرسطاطاليس وغيره في كتبهم وأما الماء الذي
ذكرنا أنه جيء إليها به فإنه بني في وسط البحر من البر بناء محكم ووثق بالرصاص
والحجارة الصلبة وهندس مجوفا بحيث لا يتشرب من ماء البحر وسرح الماء من نهر فيه من
البر حتى وصل إلى آخر جزيرة قادس قالوا وأثره إلى الآن في البحر ظاهر مبين ولكنه
قد انهدم لطول المدة وقال ابن بشكوال الكامل بن أحمد بن يوسف الغفاري القادسي من
أهل قادس سكن إشبيلية وله رحلة إلى الشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وأبي الحسن
القابسي وأبي بكر ابن عبد الرحمن الرادنجي واللبيدي وغيرهم وكان من أهل الذكاء
والحفظ والخير حدث عنه أبو خروج وقال توفي بإشبيلية سنة 034 ونجله بقادس يعرفون
ببني سعد
وقادس أيضا قرية من قرى مرو عند الدزق العليا
القادسية قال أبو عمرو القادس السفينة العظيمة قال المنجمون طول القادسية تسع
وستون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة
وثلثان وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال قيل
سميت القادسية بقادس هراة وقال المدايني كانت القادسية تسمى قديسا وروى ابن عيينة
قال مر إبراهيم بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزا فغسلت رأسه فقال قدست من
أرض فسميت القادسية وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين
والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16 من الهجرة وقاتل المسلمون
يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنسب إلى الجبن فقال رجل من المسلمين ألم تر أن
الله أنزل نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس
فيهن أيم وقال بشر بن ربيعة في ذلك اليوم
ألم خيال من أميمة موهنا وقد جعلت أولى النجوم تغور ونحن بصحراء العذيب ودوننا حجازية إن المحل شطير فزارت غريبا نازحا جل ماله جواد ومفتوق الغرار طرير وحلت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص علي أمير تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والمكر ضرير عشية ود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير إذا برزت منهم إلينا كتيبة أتونا بأخرى كالجبال تمور فضاربتهم حتى تفر جمعهم وطاعنت إني بالطعان مهير وعمرو أبو ثور شهيد وهاشم وقيس ونعمان الفتى وجرير والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة وكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطىء نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة وإنما عن يمين القادسية فيض من فيوض مياههم وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألب لأهل فارس قد خفوا لهم واستعدوا لنا وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية وكان الفتح للمسلمين وقتل رستم جازويه ولم يقم للفرس بعده قائمة وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال إنما سميت القادسية لأن ثمانية آلاف من ترك الخزر كانوا قد ضيقوا على كسرى بن هرمز وكتب قادس هراة إلى كسرى إن كفيتك مؤونة هؤلاء الترك تعطيني ما أحتكم عليك قال نعم فبعث النريمان إلى أهل القرى أني سأنزل عليكم الترك فاصنعوا ما آمركم وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم تشتوا في أرضي العام ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدور وقال ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يغدو إلي بسبلته ففعلوا ذلك وذبحوهم عن آخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال قد وفيت لك فأوف لي بما شرطت عليك فبعث إليه كسرى أن اقدم علي فقدم عليه النريمان فقال له كسرى احتكم فقال له النريمان تضع لي سريرا مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجا مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل ففعل ذلك به ثم قال أوفيت قال نعم فقال له كسرى لا والله لا ترى هراة أبدا فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى وأنزله موضع القادسية ليكون ردأ له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة آلاف فكانوا بالقادسية فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان بن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر قال هشام
فالشاه
بن الشاه من ولد نريمان وهو الشاه بن الشاه بن لان بن نريمان بن نريمان قال ويقال
إنما سميت القادسية بقديس وكان قصرا بالعذيب وقد نسب إلى القادسية عدة قوم من
الرواة منهم علي بن أحمد القادسي القطان روى عن عبد الحميد بن صالح يروي عنه جعفر
الخلدي
و القادسية أيضا قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حربى وسامرا يعمل بها الزجاج وقد
نسب إليها قوم من الرواة وإليها ينسب الشيخ أحمد المقري الضرير وولده محمد بن أحمد
القادسي الكتبي وفي هذه القادسية يقول جحظة إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي به
القصر بين القادسية والنخل في قصيدة ذكرت في القاطول
قادم اشتقاقه ظاهر وهو قرن بجنب البرقانية بقربه حفير خالد قال فبقادم فالحبس
فالسوبان وأنشد أبو الندى أتتني يمين من أناس لتركبن علي ودوني هضب غول فقادم قال
هضب غول وقادم واديان للضباب وقال الحارث بن عمرو بن خرجة ذكرت ابنة السعدي ذكرى
ودونها رحا جابر واحتل أهلي الأداهما فحزم قطيات إذ البال صالح فكبشة معروف فغولا
فقادما
القادمة تأنيث الذي قبله ماءة لبني ضبينة بن غني
قارات جمع قارة والقور أيضا جمع قارة وهي أصاغر الجبال وأعاظم الآكام وهي متفرقة
خشنة كثيرة الحجارة قارات الحبل موضع باليمامة بينه وبين حجر اليمامة يوم وليلة
قال الشاعر ما أبالي ألئيم سبني أم عوى ذئب بقارات الحبل
قارز بكسر الراء ثم زاي قرية من قرى نيسابور على نصف فرسخ منها ويقال لها كارز
وتذكر في الكاف أيضا وعرف بهذه النسبة أبو جعفر غسان بن محمد العابد القارزي
النيسابوري سمع عبد الله بن مسلم الدمشقي ومحمد بن رافع روى عنه أبو الحسن بن
هانىء العدل
قار القار والقير لغتان في هذا الأسود الذي تطلى به السفن والقار شجر مر قال بشر
يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار وذو قار ماء لبكر بن وائل قريب من
الكوفة بينها وبين واسط وحنو ذي قار على ليلة منه وفيه كانت الوقعة المشهورة بين
بكر بن وائل والفرس وكان من حديث ذي قار أن كسرى لما غضب على النعمان بن المنذر
بسبب عدي بن زيد وزيد ابنه في قصة فيها طول أتى النعمان طيئا فأبوا أن يدخلوه
جبلهم وكانت عند النعمان ابنة سعد بن حارثة بن لأم فأتاهم للصهر فلما أبوا دخوله
مر في العرب ببني عبس فعرضت عليه بنو رواحة النصرة فقال لهم لا أيدي لكم بكسرى
وشكر ذلك لهم ثم وضع وضائع له عند أحياء العرب واستودع ودائع فوضع أهله وسلاحه عند
هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود أحد بني ربيعة بن ذهل بن شيبان وتجمعت العربان
مثل بني عبس وشيبان وغيرهم وأرادوا الخروج على كسرى فأتى رسول كسرى بالأمان على
الملك النعمان وخرج
النعمان معه حتى أتى المدائن فأمر به كسرى فحبس بساباط فقيل إنه مات بالطاعون وقيل طرحه بين أرجل الفيلة فداسته حتى مات ثم قيل لكسرى إن ماله وبيته قد وضعه عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود الشيباني فبعث إليه كسرى إن أموال عبدي النعمان عندك فابعث بها إلي فبعث إليه أن ليس عندي مال فعاوده فقال أمانة عندي ولست مسلمها إليك أبدا فبعث كسرى إليه الهامرز وهو مرزبانة الكبير في ألف فارس من العجم وخناير في ألف فارس وإياس بن قبيصة وكان قد جعله في موضع النعمان ملك الحيرة في كتيبتين شهباوين ودوسر وخالد بن يزيد البهراني في بهراء وإياد والنعمان بن زرعة التغلبي في تغلب والنمر بن قاسط قال وإن العربان المجتمعة عند هانىء بن قبيصة أشاروا عليه أن يفرق دروع النعمان على قومه وعلى العربان فقال هي أمانة فقيل له إن ظفر بك العجم أخذوها هي وغيرها وإن ظفرت أنت بهم رددتها على عادتها ففرقها على قومه وغيرهم وكانت سبعة آلاف درع وعبى بنو شيبان تعبية الفرس ونزلوا أرض ذي قار بين الجلهتين ووقعت بينهم الحرب ونادى منادي العرب إن القوم يغرقونكم بالنشاب فاحملوا عليهم حملة رجل واحد وبرز الهامرز فبرز إليه يزيد بن حرثة اليشكري فقتله وأخذ ديباجه وقرطيه وأسورته وكان الاستظهار في ذلك اليوم الأول للفرس ثم كان ثاني يوم وقع بينهم القتال فجزعت الفرس من العطش فصارت إلى الجبابات فتبعتهم بكر وباقي العربان إلى الجبابات يوما فعطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار وبها اشتدت الحرب وانهزمت الفرس وكانت وقعة ذي قار المشهورة في التاريخ أنها يوم ولادة رسول الله صلى الله عليه و سلم وكسرت الفرس كسرة هائلة وقتل أكثرهم وقيل كانت وقعة ذي قار عند منصرف النبي صلى الله عليه و سلم من وقعة بدر الكبرى وكان أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبرسول الله صلى الله عليه و سلم انتصفوا وهي من مفاخر بكر بن وائل قال أبو تمام يمدح أبا دلف العجلي إذا افتخرت يوما تميم بقوسها وزادت على ما وطدت من مناقب فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم عروش الذين استرهنوا قوس حاجب وذكر أبو تمام ذلك مرارا فقال يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني ألاك بنو الأفضال لولا فعالهم درجن فلم يوجد لمكرمة عقب لهم يوم ذي قار مضى وهو مفرد وحيد من الأشباه ليس له صحب به علمت صهب الأعاجم أنه به أعربت عن ذات أنفسها العرب هو المشهد الفرد الذي ما نجا به لكسرى بن كسرى لا سنام ولا صلب وقال جرير يذكر ذا قار فلما التقى الحيان ألقيت العصا ومات الهوى لما أصيبت مقاتله أبيت بذي قار أقول لصحبتي لعل لهذا الليل نحبا نطاولة فهيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله عشية بعنا الحلم بالجهل وانتحت بنا أريحيات الصبا ومجاهلة
و
قار أيضا قرية بالري قال أبو الفتح نصر منها أبو بكر صالح بن شعيب القاري أحد
أصحاب العربية المتقدمين قدم بغداد أيام ثعلب وحكي أنه قال كنت إذا جاريت أبا
العباس في اللغة غلبته وإذا جاريته في النحو غلبني
قارض بليدة بطخارستان العليا
قارعة الوادي هي العقبة التي يرمى منها الجمرة فمن كان له فقه فإنه يرميها من بطن
الوادي لأنها عالية على بطنه
قارونية بتخفيف الياء جعلها ابن قلاقس قارون في قوله وتركتها والنوء ينزل راحتي عن
مال قارون إلى قارون
قارة قال ابن شميل القارة جبيل مستدق ملموم في السماء لا يقود في الأرض كأنه جثوة
وهو عظيم مستدير وقال الأصمعي القارة أصغر من الجبل
وذو القارة إحدى القريات التي منها دومة وسكاكة وهي أقلهن أهلا وهي على جبل وبها
حصن منيع
و قارة أيضا اسم قرية كبيرة على قارعة الطريق وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى
دمشق وهي كانت آخر حدود حمص وما عداها من أعمال دمشق وأهلها كلهم نصارى وهي على
رأس قارة كما ذكرنا وبها عيون جارية يزرعون عليها وقال الحفصي القارة جبل بالبحرين
ويوم قارة من أيام العرب وقال أبو المنذر القارة جبيل بنته العجم بالقفر والقير
وهو فيما بين الأطيط والشبعاء في فلاة من الأرض إلى اليوم وإياه أريد بقولهم في
المثل قد أنصف القارة من رماها وهذا أعجب لأن الكلبي يقول في جمهرة النسيب إن
القارة المذكورة في المثل هي القارة أبناء الهون بن خزيمة بن مدركة
قارغوان مدينة وقلعة بين خلاط وقرص من أرض أرمينية
قاسان بالسين المهملة وآخره نون وأهلها يقولون كاسان مدينة كانت عامرة آهلة كثيرة
الخيرات واسعة الساحات متهدلة الأشجار حسنة النواحي والأقطار بما وراء النهر في
حدود بلاد الترك خربت الآن بغلبة الترك عليها وقال البحتري لقاسين ليلا دون قاسان
لم تكد أواخره من بعد قطريه تلحق بحيث العطايا مومضات سوافه إلى كل عاف والمواعيد
فرق أرحن علينا الليل وهو ممسك وصبحنا بالصبح وهو مخلق وقد نسب إليها جماعة من
الفقهاء والعلماء قال الحازمي وقاسان ناحية بأصبهان ينسب إليها أيضا قال وسألت
محمد بن أبي نصر القاساني عن نسبته فقال أظن أن أصلنا من هذه القرية
قاسم من قولهم قسم يقسم فهو قاسم اسم حصن بالأندلس من أعمال طليطلة ونواحي غدة
قاسيون بالفتح وسين مهملة والياء تحتها نقطتان مضمومة وآخره نون وهو الجبل المشرف
على مدينة دمشق وفيه عدة مغاور وفيها آثار الأنبياء وكهوف وفي سفحه مقبرة أهل
الصلاح وهو جبل معظم مقدس يروى فيه آثار وللصالحين فيه أخبار قال القاضي محيي
الدين أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري وهو بحلب يرثي كمال
الدين قاضي القضاة بالشام وقد مات بدمشق سنة 275
ألموا
بسفحي قاسيون فسلموا على جدث بادي السنا وترحموا وأدوا إليه عن كئيب تحية يكلفكم
إهداءها القلب لا الفم وبالرغم من نأي أناجيه بالمنى وأسأل مع بعد المدى من يسلم
ولو أنني أسطيع وافيت ماشيا على الرأس أستاف التراب وألثم لحى الله دهرا لا تزال
صروفه على الصيد من أبنائه تتغشرم إذا ما رأينا منه يوما بشاشة أتانا قطوب بعده
وتجهم ومن عرف الدنيا ولؤم طباعها وأصبح مغرورا بها فهو ألأم ترديك وشيا معلما وهو
صارم وتعطيك كفا رخصة وهو لهذم وتصفيك ودا ظاهرا وهي فارك وتسقيك شهدا رائقا وهو
علقم فأين ملوك الأرض كسرى وقيصر وأين مضى من قبل عاد وجرهم كأنهم لم يسكنوا الأرض
مرة ولم يأمروا فيها ولم يتحكموا سلبت أبا يا دهر مني ممدحا وإني إن لم أبكه لمذمم
وقد كان من أقصى أماني أنني أجرع كاسات الحمام ويسلم سأنسي الورى الخنساء حزنا
وحسرة ويخجل من وجدي عليه متمم لقد عظمت بالرغم مني مصيبتي وإن ثوابي لو صبرت
لأعظم وكيف أرجي الصبر والقلب تابع لأمر الأسى فيما يقول ويحكم وما الصبر إلا طاعة
غير أنه على مثل رزئي فيك رزء ومأثم سلام عليكم أهل جلق واصل إليكم يواليه وداد
مخيم وأوصيكم بالجار خيرا فإنه يعز على أهل الوفاء ويكرم وبه مغارة تعرف بمغارة
الدم يقال بها قتل قابيل أخاه هابيل وهناك شبيه بالدم يزعمون أنه دمه باق إلى الآن
وهو يابس وحجر ملقى يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته وفيه مغارة الجوع يزعمون
أنه مات بها أربعون نبيا
قاشان بالشين المعجمة وآخره نون مدينة قرب أصبهان تذكر مع قم ومنها تجلب الغضائر
القاشاني والعامة تقول القاشي وأهلها كلهم شيعة إمامية قرأت في كتاب ألفه أبو
العباس أحمد بن علي بن بابة القاشي وكان رجلا أديبا قدم مرو وأقام بها إلى أن مات
بعد الخمسمائة ذكر في كتاب ألفه في فرق الشيعة إلى أن انتهى إلى ذكر المنتظر فقال
ومن عجائب ما يذكر مما شاهدته في بلادنا قوم من العلوية من أصحاب التنايات يعتقدون
هذا المذهب فينتظرون صباح كل يوم طلوع القائم عليهم ولا يرضون بالانتظار حتى إن
جلهم يركبون متوشحين بالسيوف شاكين في السلاح فيبرزون من قراهم مستقبلين لإمامهم
ويرجعون متأسفين لما يفوتهم قال هذا وأشباهه منامات من فسد دماغه واحترقت أخلاطه
لا
يكاد يسكن إليه عاقل ولا يطمئن إليه حازم وأنشد ابن الهبارية فيها وفي عدة مدن من
مدن الجبل لا بارك الله في قاشان من بلد زرت على اللؤم والبلوى بنائقه ولا سقى أرض
قم غير ملتهب غضبان تحرق من فيها صواعقه وأرض ساوة أرض ما بها أحد يرجى نداه ولا
تخشى بوائقه فاضرط عليها إلى قزوين ضرط فتى تجد من كل ما فيها علائقه وبين قم
وقاشان اثنا عشر فرسخا وبين قاشان وأصبهان ثلاث مراحل ومن قاشان إلى أردستان أربع
مراحل وبقاشان عقارب سود كبار منكرة وينسب إليها طائفة من أهل العلم منهم أبو محمد
جعفر بن محمد القاشاني الرازي يروي عنه أبوسهل هارون بن أحمد الأستراباذي وكتب عنه
جماعة من أهل أصبهان
قاشره بعد الشين راء مضمومة وهاء ساكنة التقى ساكنان الألف والشين فيه من أقاليم
لبلة ووجدت في نسخة أخرى من كتاب خطط الأندلس قاتيده فتحقق
قاصرة بعد الألف صاد مهملة مكسورة وراء مدينة بأرض الروم
قاصرين بلد كان بقرب بالس له ذكر في الفتوح وقد ذكر في بالس
القاطول فاعول من القطل وهو القطع وقد قطلته أي قطعته والقطيل المقطول أي المقطوع
اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر وكان الرشيد
أول من حفر هذا النهر وبنى على فوهته قصرا سماه أبا الجند لكثرة ما كان يسقي من
الأرضين وجعله لأرزاق جنده وقيل بسامرا بنى عليه بناء دفعه إلى اشناس التركي مولاه
ثم انتقل إلى سامرا ونقل إليها الناس كما ذكرنا في سامرا وفوق هذا القاطول القاطول
الكسروي حفره كسرى أنوشروان العادل يأخذ من جانب دجلة في الجانب الشرقي أيضا وعليه
شاذروان فوقه يسقي رستاقا بين النهرين من طسوج بزرجسابور وحفر بعده الرشيد هذا
القاطول الذي قدمنا ذكره تحته مما يلي بغداد وهو أيضا يصب في النهروان تحت
الشاذروان وقال جحظة البرمكي يذكر القاطول والقادسية المجاورة له ألا هل إلى
الغدران والشمس طلقة سبيل ونور الخير مجتمع الشمل ومستشرف للعين تغدو ظباؤه صوائد
ألباب الرجال بلا نبل إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي به القصر بين القادسية
والنخل إلى مجمع للطير فيه رطانة يطيف به القناص بالخيل والرجل فجاءته من عند
اليهودي انها مشهرة بالراح معشوقة الأهل وكم راكب ظهر الظلام مغلس إلى قهوة صفراء
معدومة المثل إذا نفذ الخمار دنا بمبزل تبينت وجه السكر في ذلك البزل وكم من صريع
لا يدير لسانه ومن ناطق بالجهل ليس بذي جهل
نرى
شرس الأخلاق من بعد شربها جديرا ببذل المال والخلق السهل جمعت بها شمل الخلاعة
برهة وفرقت مالا غير مصغ إلى عذل لقد غنيت دهرا بقربي نفيسة فكيف تراها حين فارقها
مثلي
قاعس فاعل من القعس وهو نقيض الحدب قال ابن الأعرابي الأقعس الذي في ظهره انكباب
وفي عنقه ارتداد وقاعس من جبال القبلية وقال ابن السكيت قاعس والمناخ ومنزل أنقب
يؤدين إلى ينبع إلى الساحل
القاع هو ما انبسط من الأرض الحرة السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها
وهي مستوية ليس فيها تعطامن ولا ارتفاع وقاع في المدينة يقال له أطم البلويين
وعنده بئر تعرف ببئر غدق
و قاع منزل بطريق مكة بعد العقبة لمن يتوجه إلى مكة تدعيه أسد وطيء ومنه يرحل إلى
زبالة ويوم القاع من أيام العرب قال أبو أحمد يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم
وفي هذا اليوم أسر أوس بن حجر أسره بسطام بن قيس الشيباني وأنشد غيره بقاع منعناه
ثمانين حجة وبضعا لنا أخراجه ومسائله و قاع النقيع موضع في ديار سليم ذكره كثير في
شعره و قاع موحوش باليمامة قال يحيى بن طالب بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى وعن قاع
موحوش وزدنا على البعد وإياه أراد بقوله أيضا أيا أثلات القاع من بطن توضح حنيني
إلى أطلالكن طويل في أبيات ذكرت في قرقرى
قاعون اسم جبل بالأندلس قرب دانية شاهق يرى من مسيرة يومين قال أبو حفص العروضي
الزكرمي ما راجب مثلي لوكس عدله لو كان يعدل وزنه قاعونا في أبيات ذكرت في زكرم
القاعة من بلاد سعد بن زيد مناة بن تميم قبل يبرين
قاف بلفظ القاف الحرف من حروف المعجم إن كان عربيا فهو منقول من الفعل الماضي من قولهم
قاف أثره يقوفه قوفا إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الأرض فيستدير حولها
وقاف مذكور في القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض قالوا وهو من
زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء من خضرته قالوا وأصله من الخضرة التي فوقه وإن جبل
قاف عرق منها قالوا وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف ذكر بعضهم أن بينه وبين
السماء مقدار قامة رجل وقيل بل السماء مطبقة عليه وزعم بعضهم أن وراءه عوالم
وخلائق لا يعلمها إلا الله تعالى ومنهم من زعم أن ما وراءه معدود من الآخرة ومن
حكمها وأن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الستار لها عن الأرض وتسميه القدماء البرز
القاقزان بعد الألف قاف أخرى ثم زاي وآخره نون ثغر من نواحي قزوين تهب فيه ريح
شديدة قال الطرماح يفج الريح فج القاقزان
قاقون
بعد القاف الثانية واو ساكنة ونون حصن بفلسطين قرب الرملة وقيل هو من عمل قيسارية
من ساحل الشام منها أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن أبي حرب القاقوني إمام مسجد
الجامع بقيسارية يروي عن سلامة بن منير المجدلي عن أبي أحمد بن محمد بن عبد الرحيم
بن ربيعة القيسراني كتب عنه قيس الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار من معجم شيوخه
شبل بن علي بن شبل بن عبد الباقي أبو القاسم الصويني القاقوني سمع بدمشق أبا الحسن
محمد بن عوف وأبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان روى عنه أبو الفتيان
الدهستاني عمر بن عبد الكريم
قالس بكسر اللام وسين مهملة والقلس ما جمع من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقيء
والرجل قالس إذا غلبه ذلك والسحابة تقلس الندى والقلس الشرب الكثير من النبيذ
والقلس الرقص والغناء وقالس موضع أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم بني الأحب من
عذرة قال عمرو بن حزم وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك كتابا نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله بني الأحب أعطاهم قالسا وكتب
الأرقم
قالع بكسر اللام وآخره عين مهملة جبل وواد بين البحرين والبصرة
قالوص قال أبو عبد الله بن سلامة القضاعي في كتابه من خطط مصر رأيته بخط جماعة
القالوص بألف والذي يكتب أهل هذا الزمان القلوص بغير ألف والقلوص من الإبل والنعام
الشابة والقلوص أيضا الحبارى فلعل هذا المكان يسمى القلوص لأنه في مقابلة الجمل
الذي كان على باب الريمان وأما القالوص بألف فهي كلمة رومية ومعناها بالعربية
مرحبا بك ولعل الروم كانوا يخضعون لراكب الجمل فيقولون مرحبا بك كذا قال وهو موضع
بمصر
قاليقلا بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية
الرابعة قال أحمد بن يحيى ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس منذ أيام أنوشروان حتى
جاء الإسلام وكانت أمور الدنيا تتشتت في بعض الأحايين وصاروا كملوك الطوائف حتى
ملك أرمينيا قس وهو رجل من أهل أرمينية فاجتمع له ملكهم ثم مات فملكتهم بعده امرأة
وكانت تسمى قالي فبنت مدينة وسمتها قالي قاله ومعناه إحسان قالي وصورت نفسها على
باب من أبوابها فعربت العرب قالي قاله فقالوا قاليقلا قال النحويون حكم قاليقلا
حكم معدي كرب إلا أن قاليقلا غير منون على كل حال إلا أن تجعل قالي مضافا إلى قلا
وتجعل قلا اسم موضع مذكر فتنونه فتقول هذا قاليقلا فاعلم والأكثر ترك التنوين قال
الشاعر سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا بقاليقلا أو من وراء دبيل قال بطليموس مدينة
قاليقلا طولها ستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة تحت أربع عشرة درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان
ويشبه أن تكون في الإقليم الخامس وقال أبو عون في زيجه قاليقلا في الإقليم الرابع
طولها ثلاث وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وتعمل بقاليقلا
هذه البسط المسماة بالقالي اختصروا في النسبة إلى بعض اسمه لثقله وإليها
ينسب
الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل
ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة
وبها ظهر علمه ومات هناك في سنة 536 ومن عجائب أرمينية البيت الذي بقاليقلا قال
ابن الفقيه أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي
أن بقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبير يكون فيه مصاحفهم وصلبانهم فإذا كانت
ليلة الشعانين يفتح موضع من ذلك البيت معروف ويخرج منه تراب أبيض فلا يزال ليلته
تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضم موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرهبان
ويدفعونه إلى الناس وخاصيته النفع من السموم ولدغ العقارب والحيات يداف منه وزن
دانق بماء ويشربه الملسوع فيسكن للوقت وفيه أيضا أعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيع منه
شيء لم ينتفع به صاحبه ويبطل عمله قال إسحاق بن حسان الخرمي وأصله من الصغد يفتخر
بالعجم ألا هل أتى قومي مكري ومشهدي بقاليقلا والمقربات تشوب تداعت معد شيبها
وشبابها وقحطان منها حالب وحليب لينتهبوا مالي ودون انتهابه حسام رقيق الشفرتين
خشيب وناديت من مرو وبلخ فوارسا لهم حسب في الأكرمين حسيب فيا حسرتا لا دار قومي
قريبة فيكثر منهم ناصري فيطيب وإن أبي ساسان كسرى بن هرمز وخاقان لي لو تعلمين
نسيب ملكنا رقاب في الشرك كلهم لنا تابع طوع القياد جنيب نسومكم خسفا ونقضي عليكم
بما شاء منا مخطىء ومصيب فلما أتى الإسلام وانشرحت له صدور به نحو الأنام تنيب
تبعنا رسول الله حتى كأنما سماء علينا بالرجال تصوب وقال الراجز أقبلن من حمص ومن
قاليقلا يجبن بالقوم الملا بعد الملا ألا ألا ألا ألا ألا ألا
قامهل مدينة في أول حدود الهند ومن صيمور إلى قامهل من بلد الهند ومن قامهل إلى
مكران والبدهة وما وراء ذلك إلى حد الملتان كلها من بلاد السند ولأهل قامهل مسجد
جامع تقام فيه الصلاة للمسلمين وعندهم النارجيل والموز والغالب على زروعهم الأرز
وبين المنصورة وقامهل ثماني مراحل ومن قامهل إلى كنباية نحو أربع مراحل وقال في
موضع آخر من كتابه قامهل هي على مرحلة من المنصورة والله أعلم
القامة قال الليث القامة مقدار كهيئة الرجل يبنى على شفير البئر يوضع عليه عود
البكرة والجمع القيم كل شيء كذلك فوق سطح نحوه فهو قامة قال الأزهري رادا عليه
الذي قاله الليث في القامة غير صحيح والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها
الماء من البئر والقامة اسم جبل بنجد
قان آخره نون والقان شجر ينبت في جبال تهامة لمحارب قال ساعدة
تأوي
إلى مشمخرات مصعدة شم بهن فروع القان والنشم ويجوز أن يكون منقولا من الفعل الماضي
من قولهم قان الحداد الحديد يقينه قينا إذا سواه وقان من بلاد اليمن في ديار نهد
بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة والحارث بن كعب وقيل قوان
و قان موضع بثغور أرمينية
القانون بنونين منزل بين دمشق وبعلبك
قانيش بعد النون المفتوحة ياء مثناة من تحت وشين معجمة حصن بالأندلس من أعمال
سرقسطة
قاو بعد الألف واو صحيحة قرية بالصعيد على شاطىء النيل الشرقي تحت إخميم وهناك قرية
أخرى يقال لها فاو بالفاء ذكرت في موضعها وعند هذه القرية يفترق النيل فرقتين تمضي
واحدة إلى بردنيش ثم ترجع إلى النيل عند قرية يقال لها بوتيج
القاوية بكسر الواو والياء مفتوحة وهي في لغتهم البيضة سميت بذلك لأنها قويت عن
فرخها والقاوية الأرض الخالية الملساء والقاوية روضة بعينها
القاهرة مدينة بجنب الفسطاط يجمعها سور واحد وهي اليوم المدينة العظمى وبها دار
الملك ومسكن الجند وكان أول من أحدثها جوهر غلام المعز أبي تميم معد بن إسماعيل
الملقب بالمنصور بن أبي القاسم نزار الملقب بالقائم بن عبيد الله وقيل سعيد الملقب
بالمهدي وكان السبب في استحداثها أن المعز أنفذه في الجيوش من أرض إفريقية
للاستيلاء على الديار المصرية في سنة 853 فسار في جيش كثيف حتى قدم مصر وقد تمهدت
القواعد بمراسلات تقدمت وذلك بعد موت كافور فأطاعه أهل مصر واشترطوا عليه ألا
يساكنهم فدخل الفسطاط وهي مدينة الديار المصرية فاشتقها بعساكره ونزل تلقاء الشام
بموضع القاهرة اليوم وكان هذا الموضع اليوم تبرز إليه القوافل إلى الشام وشرع فبنى
فيه قصرا لمولاه المعز وبنى للجند حوله فانعمر ذلك الموضع فصار أعظم من مصر
واستمرت الحال إلى الآن على ذلك فهي أطيب وأجل مدينة رأيتها لاجتماع أسباب الخيرات
والفضائل بها
القائم بنية كانت قرب سامرا من أبنية المتوكل
القائمة بلد باليمن من خان بني سهل
قاين بعد الألف ياء مثناة من تحت وآخره نون بلد قريب من طبس بين نيسابور وأصبهان
كذا قال السمعاني ونسب إليها خلقا كثيرا من أهل العلم والفقه وقال أبو عبد الله
البشاري قاين قصبة قوهستان صغيرة ضيقة غير طيبة لسانهم وحش وبلدهم قذر ومعاشهم
قليل إلا أن عليهم حصنا منيعا واسمها نعمان كبير ويحمل منها بز كثير وهي فرضة
خراسان وخزانة كرمان وشربهم من قني وبين قاين ونيسابور تسع مراحل ومن قاين إلى
هراة نحو ثماني مراحل وإلى زوزن نحو ثلاث مراحل وإلى طبس مسينان يومان ومن قاين
إلى خوست مرحلة جيدة ومن قاين إلى الطبسين ثلاث مراحل
باب القاف والباء وما يليهما
قبا بالضم وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها وهي مساكن بني عمرو بن عوف من
الأنصار وألفه واو يمد ويقصر ويصرف ولا يصرف قال عياض وأنكر البكري فيه القصر ولم
يحك فيه القالي سوى المدة قال الخليل هو مقصور قلت فمن قصر جعله جمع قبوة وهو الضم
والجمع في لغة أهل
المدينة وقد قبوت الحرف إذا ضممته قال النحويون لم تجمع فعلة على فعل مما لامه حرف علة إلا بروة وبرى للتي تجعل في أنف البعير وقرية وقرى وكوة وكوى وقد ألحقت أنا هذا الحرف به والجامع فيه وكأن الناس انضموا في هذا الموضع فسمي بذلك والله أعلم قال أبو حنيفة رحمه الله في اشتقاق قبا إنه مأخوذ من القبو وهو الضم والجمع ولم يذكر أهو جمع أو مفرد ولا يصح أن يكون على قوله جمعا لأن فعل لا يجمع عى فعل فيما علمت وإن كان مفردا فلا أدري ما المراد بهذه البنية والتغيير عن الأصل فصار ما ذكرته أنا وقسته أبين وأوضح وهي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة بها أثر بنيان كثير وهناك مسجد التقوى عامر قدامه رصيف وفضاء حسن وآبار ومياه عذبة وبها مسجد الضرار يتطوع العوام بهدمه كذا قال البشاري قال أحمد بن يحيى بن جابر كان المتقدمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقباء مسجدا يصلون فيه الصلاة سنة إلى البيت المقدس فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وورد قباء صلى بهم فيه وأهل قباء يقولون هو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم وقيل إنه مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد وسع مسجد قباء وكبر بعد وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا دخله صلى إلى الأسطوانة المحلقة وكان ذلك مصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام لما هاجر بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وركب يوم الجمعة يريد المدينة فجمع في مسجد بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج فكانت أول جمعة جمعت في الإسلام وقد جاء في فضائل مسجد قباء أحاديث كثيرة وممن ينسب إليها أفلح بن سعيد القبائي وعبد الرحمن بن عباس الأنصاري القبائي ومحمد بن سليمان المدني القبائي من أهل قباء يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف روى عنه عبد العزيز الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبي الموالي وزيد بن الحباب وغيرهم و قبا أيضا موضع بين مكة والبصرة وقال السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري ولها مربع ببرقة خاخ ومصيف بالقصر قصر قباء كفنوني إن مت في درع أروى واغسلوني من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصي ف سراج في الليلة الظلماء و قباء أيضا مدينة كبيرة من ناحية فرغانة قرب الشاش نسب إليها قوم من أهل العلم بكل فن عن ابن طاهر ونسب إليها أبو سعد أبا المكارم رزق الله بن محمد بن أبي الحسن بن عمر القبائي كان من أهل قبا أحد بلاد فرغانة سكن بخارى وكان أديبا صالحا وسمعت منه وإبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق القبائي الصوفي شيخ الصوفية بالثغر يرجع إلى ستر طاهر وسمت حسن وطريقة مستقيمة كثير الدرس للقرآن طويل الصمت لازم لما يعنيه ولد بما وراء النهر وخرج صغيرا وتغرب وسافر إلى خراسان والعراق والحجاز ثم نزل صور فاستوطنها إلى أن مات بها وحدث بها كثير عنه وكان سماعه صحيحا وأقام بصور نحو أربعين سنة وسئل عن مولده فقال سنة 493 أو 593 وتوفي عاشر
جمادى
الآخرة سنة 174 ولم يكن قد بقي بالشام شيخ لهذه الطائفة يجري مجراه
القباب جمع قبة موضع بسمرقند ينسب إليه أحمد بن لقمان بن عبد الله أبو بكر
السمرقندي المعروف بالقبابي حدث بالري وغيرها روى عن أبي عبيدة عبد الوارث بن
إبراهيم بن ماهان العسكري ذكره ابن طاهر و قباب أيضا كانت أقصى محلة بنيسابور على
طريق العراق ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن العلاء القبابي النيسابوري سمع
محمد بن يحيى وإسحاق بن منصور وعبد الله بن هاشم وعمار بن رجاء وغيرهم وتوفي سنة
413 ذكره الحازمي وأبو العباس محمد بن محمود القبابي روى عن أبي حامد بن الشرقي
ذكره ابن طاهر و قباب الحسين كانت خارج بغداد على طريق خراسان منسوبة إلى الحسين
بن سكين الفزاري في قول ابن الكلبي وقال غيره حسين بن قرة الفزاري وكان قرة ممن
خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج
و القباب أيضا موضع بنجد على طريق حاج البصرة
قباب ليث قرية قريبة من بعقوبا من نواحي بغداد ينسب إليها محمد بن المؤمل بن نصر
بن المؤمل أبو بكر بن أبي طاهر بن أبي القاسم كان يذكر أنه من ولد الليث بن نصر بن
سيار وسكن بعقوبا ودخل بغداد وسمع من أبي الوقت عبد الأول السنجري وغيره ومولد سنة
045 ببعقوبا وتوفي بها في ثامن وعشرين جمادى الأولى سنة 671
القبابة بالضم وتكرير الباء واحدة القباب ضرب من السمك يشبه الكنعد وهو أطم من
آطام المدينة
قباذ خره بالضم وذال وخاء معجمتين وراء مهملة من كور فارس عمرها قباذ الملك ومعناه
فرح قباذ
قباذق ولاية واسعة في بلاد الروم حدها جبال طرسوس وأذنة والمصيصة وفيها حصون منها
قرة وخضرة وأنطيغوس ومن مدنها المعروفة قونية وملقونية
قباذيان بالضم وبعد الألف ذال وياء مثناة من تحت وآخره نون من نواحي بلخ
قباقب بالضم وتكرير القاف والباء قباقب ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة
ذكره أبو الفرج الأصبهاني في أخبار السليك بن سلكة واسم نهر بالثغر وقد ذكره
المتنبي فقال وكرت فمرت في دماء ملطية ملطية أم للبنين ثكول وأضعفن ما كلفنه من
قباقب فأضحى كأن الماء فيه عليل وهو قرب ملطية وهو نهر يدفع في الفرات وبقباقب قتل
نوق بن بريد البكائي ابن امرأة كعب الأحبار وكان قد خرج في الصائفة
قبال بلفظ قبال النعل بكسر أوله وآخره لام وهو السير الذي يكون بين الإبهام
والسبابة من النعل وهو جبل بالبادية عال في أرض بني عامر ورواه ابن جني قبال
بالفتح قال وهو جبل عال بقرب دومة الجندل والأول رواية القاضي علي بن عبد العزيز
الجرجاني قالا ذلك في قول المتنبي فوحش نجد منه في بلبال يخفن في سلمى وفي قبال
وقال كثير
يجتزن
أودية النصيع جوازعا أجواز عين أبا فنعف قبال
قبان بالفتح والتشديد وآخره نون بوزن القبان الذي يوزن به وهي مدينة وولاية
بأذربيجان قرب تبريز بينها وبين بيلقان خبرني بها رجل من أهلها
القبائض مصانع لبني قبيصة قال ابن مقبل منها بنعف جراد فالقبائض من وادي جفاف مرا
دنيا ومستمع أراد مرأى دنيا بوزن مرعى فترك الهمز للضرورة
قبثور قال ابن بشكوال سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب
الخطيب بجزيرة قبثور وغيرها يكنى بأبي عثمان يروي عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء
وأبي زكرياء العائذي وأبي بكر الزبيدي وغيرهم وسمع من أبي علي البغدادي يسيرا وهو
صغير وكان شيخا صالحا من أئمة القرآن عالما بمعانيه وقراءته عالما بفنون العربية
متقدما في ذلك كله حافظا فهما ثبتا وتوفي في حدود سنة 024
قبحاطة قلعة ومدينة من أعمال جيان بالأندلس
قبحان كأنه فعلان بضم أوله من القبح ضد الحسن محلة بالبصرة قريبة من سوقها
قبدة بالفتح ثم السكون ثم دال علم مرتجل ماء بذي بحار واد يصب في التسرير لبني
عمرو بن كلاب
قبذاق مدينة من نواحي قرطبة بالأندلس ينسب إليها أبو الوليد يوسف بن المفضل بن
الحسن الأنصاري القبذاقي لقيه السلفي بالإسكندرية وكتب عنه وقال سمع بقرطبة نفرا
من المتأخرين وكان حريصا على الأخذ فكتب عني واستجازني الأمير أبا سفيان بن علي
ملك المغرب سافر إلى المغرب ولم أسمع له خبرا
قبراثا بالفتح ثم السكون وألف وثاء مثلثة وألف مقصورة قرية من نواحي بقعاء الموصل
ومن قبراثا كان أبو جورة محمد بن عباد الخارجي الذي خرج على هارون الشاري الخارجي
أيضا وفي شعر أبي تمام يمدح مالك بن طوق يا مالك ابن المالكين أرى الذي كنا نؤمل
من إيابك راثا لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة عن برقعيد وأرض باعيناثا والكامخية لم
تكن لي منزلا فمقابر اللذات في قبراثا لم آتها من أي وجه جئتها إلا حسبت بيوتها
أجداثا بلد الفلاحة لو أتاها جرول أعني الحطيئة لاغتدى حراثا تصدى بها الأفهام بعد
صقالها وترد ذكران العقول إناثا
قبرونيا موضع أظنه من نواحي الجبل أنشدني ابن أبي الثياب في يوم مهرجان ابتداء
قصيدة أقبرونيا طلت نداك يد الطل وحيا الحيا المشكور تالك من تل فتطير من الافتتاح
بذكر القبر وتنغص باليوم والشعر
قبر بلفظ القبر الذي يدفن فيه خيف ذي القبر بلد قرب عسفان وهو خيف سلام وقد مر
ذكره وإنما اشتهر بخيف ذي القبر لأن أحمد بن الرضا قبره هناك ذكره أبو بكر
الهمذاني
قبر العبادي منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم المغيثة ثم واقصة ثم
العقبة ثم
القاع
ثم زبالة ثم شقوق ثم قبر العبادي ثم الثعلبية وهي ثلث الطريق قال أهل السير كان
روزبه بن بزرجمهر بن ساسان من أهل همذان وكان من أهل كسرى على فرج من فروج الروم
فأدخل عليهم سلاحا فأخافه الأكاسرة فلم يأمن حتى قدم سعد بن أبي وقاص ومصر الكوفة
فقدم عليه وبنى له قصره والمسجد الجامع ثم كتب معه إلى عمر رضي الله عنه فأخبره
بحاله فأسلم وفرض له عمر وأعطاه وصرفه إلى سعد فصرفه إلى أكريائه والأكرياء يومئذ
هم العباد أهل الحيرة حتى إذا كان بالمكان الذي يقال له قبر العبادي مات فحفروا له
ثم انتظروا به من يمر بهم ممن يشهدون موته فمر بهم قوم من الأقراب وقد حفروا له
على الطريق فأروهم إياه ليبرؤوا من دمه وأشهدوهم ذلك فغلب عليه قبر العبادي لمكان
الأكرياء ظنوه منهم
قبر النذور مشهد بظاهر بغداد على نصف ميل من السور يزار وينذر له قال التنوخي كنت
مع عضد الدولة وقد أراد الخروج إلى همذان فوقع نظره على البناء الذي على قبر
النذور فقال لي يا قاضي ما هذا البناء قلت أطال الله بقاء مولانا هذا مشهد النذور
ولم أقل قبر لعلمي بتطيره من دون هذا فاستحسن اللفظ وقال قد علمت أنه قبر النذور
وإنما أردت شرح أمره فقلت له هذا قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان بعض الخلفاء أراد قتله خفية فجعل هناك زبية
وستر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا وشهر بالنذور لأنه لا يكاد
ينذر له شيء إلا ويصح ويبلغ الناذر ما يريد وأنا أحد من نذر له وصح مرارا لا
أحصيها فلم يقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا وقع اتفاقا فتسوق العوام بأضعاف
ذلك ويروون الأحاديث الباطلة فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في
موضعنا استدعاني وذكر لي أنه جربه لأمر عظيم ونذر له وصح نذره في قصة طويلة
قبرس بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء وسين مهملة كلمة رومية وافقت من العربية
القبرس النحاس الجيد عن أبي منصور وهي جزيرة في بحر الروم وبأيديهم دورها مسيرة
ستة عشر يوما وذكر بطيلموس في كتاب ملحمة الأرض قال مدينة قبرس طولها إحدى وستون
درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاث عشرة دقيقة في الإقليم الرابع
طالعها القوس لها شركة في قلب العقرب أربع درج تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وسبع
وخمسين دقيقة يقابلها إحدى عشرة درجة وسبع وخمسون دقيقة من الجدي رابعها مثل ذلك
من الميزان بيت ملكها مثل ذلك من الحمل
قبرة بلفظ ثأنيث القبر أظنها عجمية رومية وهي كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال
قرطبة من قبليها وهي أرض زكية تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن تذكر في مواضعها
متفرقة من هذا الكتاب وهي مخصوصة بكثرة الزيتون وقصبتها بيانة ينسب إليها تمام بن
وهب القبري الأندلسي فقيه لقي أبا محمد عبد الله بن أبي زيد بالقيروان وأبا الحسن
القابسي وغيرهما وعبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن زياد بن يزيد
بن أبي يحيى المرادي القبري أصله من قبرة وسكن قرطبة سمع من تقي بن مخلد كثيرا
وصحبه وكان هو والحسن بن سعد آخر من حدث عنه وسمع من محمد بن عبدالسلام الخشني
وأحمد بن ميسرة الطرطوشي
وسعيد
بن عثمان الأغنامي وسمع غيرهم وسمع منه الناس كثيرا قال ابن الفرضي وحدثني غير
جماعة أنه مات في شهر رمضان سنة 033 وهو ابن سبع وسبعين سنة ومحمد بن يوسف بن
سليمان الجهني من أهل قبرة سكن قرطبة أيضا وكان من أهل القرآن واتخذه عبد الرحمن
الناصر إماما في قصره ثم ولاه الصلاة والخطبة بمدينة الزهراء وولاه قضاء قبرة ومات
سنة 273 وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي من قصيدة يمدح حبران العامري
صاحب المرية وإني لفل القبط في مصر مؤئل وقد غيل فرعون وأهلك هامان فيا ذل أعلام
الهدى بعد عزهم ويا عز أعلام الهدى بك إذ هانوا حفرت لهم في يوم قبرة بالقنا قبورا
هواء الجو منهن ملآن يطير بهم نسر وهام وناعب ويغدو بها ذيخ وذئب وسرحان
قبريان بالضم ثم السكون وفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت وآخره نون من قرى إفريقية
قبرين بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت ونون علم مرتجل لعقبة
بتهامة
قبش بضم القاف وتشديد الباء وفتحها والشين معجمة قال السلفي أبو بكر الحسن بن محمد
بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري المعروف بالقبشي روى عن خلف بن قاسم بن سهل
الحافظ وآخرين وقد روى عن أبي عمر أحمد بن محمد بن عفيف القرظي في تاريخه وزاد فيه
وتمم وهو من أعلام علماء الأندلس وممن يعول على قوله ويستحسن كلامه لبلاغته
وبراعته وإنما قيل له القبشي لسكناه غربي قرطبة بالقرب من عين قبش قال ابن بشكوال
وجمع كتابا سماه كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة
والفقهاء ومات بعد 034 ومولده سنة 343
قبط بالكسر ثم السكون بلاد القبط بالديار المصرية سميت بالجيل الذي كان يسكنها
ونحن نزيد القول فيها في قفط إن شاء الله تعالى
و قبط أيضا ناحية بسامرا تجمع أهل الفساد كالحانات
قبق بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره أيضا قاف كلمة عجمية وهو جبل متصل بباب الأبواب
وبلاد اللان وهو آخر حدود أرمينية قال ابن الفقيه وجبل القبق فيه اثنان وسبعون
لسانا لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان ويقال إن طوله خمسمائة فرسخ وهو
متصل ببلاد الروم إلى حد الخزر واللان ويقال إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين
مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسنير من دمشق ويمضي
فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللكام ثم يمتد إلى ملطية وشمشاط وقليقلا
إلى بحر الخزر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق قال البحتري أتسلى عن الحظوظ
وآسى لمحل من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي وهم
خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسى
مغلق
بابه على جبل القب ق إلى دارتي خلاط ومكس حلل لم تكن كأطلال سعدى في قفار من
البسابس ملس وفي شعر بعضهم القبج بالجيم وهو في شعر سراقة بن عمرو وذكر في باب
الأبواب
قبل بالتحريك قال الأصمعي القبل أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها ولم يكن
حيالها قبل ذلك شيء وقال الفراء أفعل ذلك من ذي قبل أي فيما يستقبل والقبل النشز
من الأرض يستقبلك يقال رأيت فلانا في ذلك القبل والقبل أن يرى الهلال ولم ير قبل
ذلك يقال رأيت الهلال قبلا والقبل أن يتكلم الرجل بالكلام ولم يستعد له يقال تكلم
فلان قبلا فأجاد وقبل جبل قيل إنه بدومة الجندل
القبلار بالضم ثم الفتح وتشديد اللام وآخره راء موضع في الثغر ذكره أبو تمام فقال
في كماة يكسون نسج السلوقي وتعدو بهم كلاب سلوق وطئت هامة الضواحي إلى أن أخذت
حظها من الفيذوق شنها شزبا فلما استباحت بالقبلار كل سهب ونيق سار مستقدما إلى
البأس يزجي رهجا باسقا إلى الإبسيق
قبلى بضم أوله وسكون ثانيه والقصر ببلاد كلب وبلاد كلاب وديارهم ما بين غرب إلى
الريان وقال أبو الطرامة الكلبي وإنا لممدودون ما بين غرب إلى شعب الريان مجدا
وسؤددا وقال جواس بن القعطل الحنائي تعفى من جلالة روض قبلى فأقرية الأعنة فالدخول
قبلة بالتحريك مدينة قديمة قرب الدربند وهو باب الأبواب من أعمال أرمينية أحدثها
قباذ الملك أبو أنوشروان إليها ينسب فيما أحسب أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الحكم
الثغري المعروف بالقبلي حدث ببغداد عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك وغيره وكان
ضعيفا في الحديث روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو الفتح الأزدي الموصلي
القبلية بالتحريك كأنه نسبة الناحية إلى قبل بالتحريك وقد تقدم اشتقاقه وهو من
نواحي الفرع بالمدينة قال العمراني أخبرني جار الله عن علي الشريف قال القبلية
سراة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى
أودية المدينة سمي بالقبلية وحدها من الشام ما بين الحت وهو جبل من جبال بني عرك
من جهينة وما بين شرف السيالة أرض يطأها الحاج وفيها جبال وأودية قد مر ذكرها
متفرقا وقال الطبراني في المعجم الكبير أنبأنا الحسن بن إسحاق أنبأنا هارون بن عبد
الله أنبأنا محمد بن الحسن حدثني حميد بن صالح عن عمار وبلال ابني يحيى بن بلال بن
الحارث عن أبيهما بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقطعه
هذه القطيعة وكتب له فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال
بن الحارث أعطاه معادن القبلية غوريها وجلسيها غشية وذات النصب وحيث صلح
الزرع
من قدس إن كان صادقا وكتب معاوية ويروى وحيث يصلح الزرع من قريس وفي رواية محمد
الصيرفي غشية بالغين والشين معجمتين وفي رواية فاطمة بالعين والسين مهملتين
قبودية بالفتح ثم التشديد والضم وواو ساكنة ودال مهملة وياء خفيفة ساحل على بر
إفريقية
قبة بالكسر ثم الفتح والتخفيف ماء لعبد القيس بالبحرين
قبة بالضم والتشديد بلفظ القبة من البناء معروفة قبة الكوفة وهي الرحبة بها ينسب
إليها عمرو بن كثير القبي الكوفي سمع سعيد بن جبير روى عنه حسان بن أبي يحيى
الكندي نسبه يحيى بن معين قال ابن طاهر ذكره الأمير ثم قال وعمران بن سليمان القبي
روى عن قتادة حدث عنه يزيد بن أبي حبيب قال وأظن هذا هو الذي ذكره ابن سليم ووهم
وأظنه من القبيلة وسعد بن بشر الجهني القبي عن أبي مجاهد الطائي عن أبي المدلة لا
أدري من أيهما هو أمن القبيلة التي من مراد أم من هذه القبة
قال وقبة جالينوس بمصر قد نسب إليها جماعة قال ذكره بعض أهل الإسكندرية وقبة
الرحمة بالإسكندرية سميت بذلك لأن مبرح بن شهاب كان مع عمرو بن العاص في فتحه
للإسكندرية فدخل من باب سليمان وخارجة بن سليمان من البقيطا فجعلا يقتتلان حتى
التقيا بالقبة فرفعا السيف فسمي ذلك المكان قبة الرحمة لذلك وبه يعرف إلى الآن و
قبة الحمار كانت دارا في دار الخلافة ببغداد أنشأها المكتفي بالله بن المعتضد
وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها على حمار له لطيف ويشرف على ما حولها وكانت
شكل نصف الدائرة احترقت في أيام المقتفي بالله بصاعقة وقعت فيها
و قبة الفرك موضع كان بكلواذى ذكره أبو نواس فقال وقائل هل تريد الحج قلت له نعم
إذا فنيت لذات بغذاذ أما وقطربل منها بحيث أرى وقبة الفرك من أكناف كلواذ
فالصالحية فالكرخ التي جمعت شذاذ بغذاذ ما هم لي بشذاذ وهبك من قصف بغذاذ تخلصني
كيف التخلص لي من طيزناباذ
القبيبات جمع تصغير الذي قبله بئر دون المغيثة في طريق مكة بخمسة أميال بعد وادي
السباع وهي بئر وحوض وماؤها قليل عذب ورشاؤها نيف وأربعون قامة
و القبيبات محلة ببغداد وماء في منازل بني تميم وموضع بالحجاز
و القبيبات محلة جليلة بظاهر مسجد دمشق
قبيس أبو قبيس جبل مشرف على مسجد مكة ذكر في باب الألف في أبو
القبيصة فعيلة بالضم ثم الفتح تصغير القبصة من قبصته إذا تناولته بأطراف الأصابع
وهو موضع في شعر الأعشى
القبيصة منسوبة إلى رجل اسمه قبيصة بالفتح ثم الكسر قرية من أعمال شرقي مدينة
الموصل بينهما مقدار فرسخين و القبيصة أيضا قرية أخرى قرب سامرا ذكرها جحظة في
قطعة ذكرت في دير العلث منها واعدلا بي إلى القبيصة الزه راء حتى أعاشر الرهبانا
وإلى
واحدة منهما ينسب أبو الصقر القبيصي المنجم كان أديبا شاعرا ومن شعره قال ابن نصر
كان بعض أصدقاء أبي صقر وعده بسمك ثم وعده بحمل ومطله بهما ولم يحمله وكانت تلك
حاله فكتب إليه أيا واعدي سمكا ما حصل ومتبعه حملا ما حمل فيا سمكا في محل السماك
ويا حملا في محل الحمل لقد ضعفت حيلتي فيكما كما ضعفت في المحال الحيل
قبيلا مدينة بأرض السند بينها وبين الديبل أربع مراحل
قبين بالضم ثم الكسر والتشديد وياء مثناة من تحت وآخره نون اسم أعجمي لنهر وولاية
بالعراق ذكر عن الأقيشر واسمه المغيرة بن عبد الله الأسدي أن الحارث بن عبد الله
بن أبي ربيعة المعروف بالقباع أخرجه مع قومه لقتال أهل الشام ولم يكن عند الأقيشر
فرس فخرج على حمار فلما عبر على جسر سوراء نزل بقرية يقال لها قبين فتوارى عند
خمار نبطي تبذل زوجته الفجور فباع حماره وجعل ينفقه هناك إلى أن قفل الجيش فقال
عند ذلك خرجت من المصر الحواري أهله بلا نية فيها احتساب ولا جعل إلى جيش أهل
الشام أغزيت كارها سفاها بلا سيف حديد ولا نصل ولكن بسيف ليس فيه حمالة ورمح ضعيف
الزج منصدع الأصل حباني به ظلم القباع ولم أجد سوى أمره والسير شيئا من الفعل
فأزمعت أمري ثم أصبحت غازيا وسلمت تسليم الغزاة على أهلي جوادي حمار كان حينا
لظهره إكاف وآثار المزادة والحبل فسرنا إلى قبين يوما وليلة كأنا بغايا ما يسرن
إلى بعل مررنا على سوراء نسمع جسرها يئط نقيضا من سفائنه العصل فلما بدا جسر
الصراة وأعرضت لنا سوق فراغ الحديث إلى الشغل نزلنا إلى ظل ظليل وباءة حلال برغم
القلطبان وما يغلي بشارطة من شاء كان بدرهم عروسا بما بين المشبه والفسل فأتبعت
رمح السوء سنة نصله وبعت حماري واسترحت من الثقل مهرتهما جرديقة فتركتها طموحا
بطرف العين شائلة الرجل تقول طبانا قل قليلا ألا ليا فقلت لها إصوي فإني على رسلي
باب القاف والتاء وما يليهما
قتات بالضم ثم التخفيف وآخره تاء أخرى والقت النميمة ورجل قتات أي نمام ولا أبعد
أن يكون منه وهو موضع باليمن
قتاد بالفتح وهو شجر له شوك لا تأكله الإبل إلا في عام جدب فيجيء الرجل ويضرم فيه
النار ليحرق شوكه ثم يرعيه إبله و ذات القتاد موضع من وراء الفلج
قتاد
بالضم مرتجل علم في ديار سليم قرب الحجاز كذا ضبطه لأبي الفتح نصر ووجدته للعمراني
بالفتح فقال قتاد علم لبني سليم
قتائد بالضم وبعد الألف ياء مهموزة ودال بغير هاء قال الأديبي اسم موضع
قتائدة مثل الذي قبله وزيادة هاء قال الأزهري جبل وقال الأديبي ثنية مشهورة وأنشد
حتى إذا أسلكوها في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا
قتائدات كأنه جمع الذي قبله جمع في الشعر على قاعدة العرب في أمثال له لإقامة
الوزن وهو جبل وقيل قتائدات نخيل بين المنصرف والروحاء قال كثير فكدت وقد تغورت
التوالي وهن خواضع الحكمات عوج وقد جاوزن هضب قتائدات وعن لهن من ركك شروج أموت
صبابة وتجللتني وقد أتهمن مردمة ثلوج
قتبان بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره نون يجوز أن يكون جمع قتب مثل خرب وخربان
موضع في نواحي عدن
قتندة بلدة بالأندلس ثغر سرقسطة كانت بها وقعة بين المسلمين والأفرنج استشهد بها
إمام المحدثين بالأندلس القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فيره بن حيون بن سكرة
الصدفي السرقسطي في ربيع الأول سنة 415 عن ستين سنة وكان أمير المسلمين علي بن
يوسف بن تاشفين ألزمه أن يقلده القضاء بمرسية في شرقي الأندلس فتقلده على كره منه
في سنة 505 ثم استعفى من القضاء فلم يعفه فاختفى مدة وخضع حتى أعفاه وهو مغضب عليه
فكتب ابن فيره إلى أمير المسلمين كتابا يقوم فيه بعذره وضمنه حديثا ذكره بإسناد له
عن إبراهيم بن أبي عبلة قال بعث إلي هشام بن عبد الملك وقال يا إبراهيم إنا قد
عرفناك صغيرا واخترناك كبيرا فرضينا سيرتك وحالك وقد رأيت أن أخالطك بنفسي وخاصتي
وأشركك في عملي وقد وليتك خراج مصر فقلت أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين
فالله تعالى يجزيك ويثيبك وكفى به جازيا ومثيبا وأما الذي أنا عليه فما لي بالخراج
بصر وما لي عليه قوة قال فغضب حتى اختلج وجهه وكان في عينيه قبل فنظر إلي نظرا
منكرا ثم قال لي لتلين طائعا أو لتلين كارها قال فأمسكت عن الكلام حتى رأيت غضبه قد
انكسر وسورته قد طفئت فقلت يا أمير المؤمنين أتكلم قال نعم قلت إن الله سبحانه
وتعالى قال في كتابه الكريم إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين ولا أكرههن
إذ كرهن وما أنا بحقيق أن تغضب علي إذ أبيت أو تكرهني إذ كرهت قال فضحك هشام حتى
بدت نواجذه ثم قال يا إبراهيم أبيت إلا فقها قد رضينا عنك وأعفيناك قال فأجابه
أمير المسلمين بما آنسه وحضه على الرجوع إلى إفادة الناس ونشر العلم ولهذا الرجل
فضائل كثيرة ورحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة وعمل له القاضي عياض مشيخة في عدة
أجزاء كتبت هذا منها وكانت بخط أبي عبيد الله الأشيري
القتود
جمع قتد اسم جبل قال عدي بن الرقاع قرية حبك المقيظ وأهلها يخشى مآب ثرى قصور
قراها واحتل أهلك ذا القتود وغربا فالصحصحان فأين منك نواها قوله حبك المقيظ أي
حبس القيظ وهو من حبك الصائد الصيد
باب القاف والجيم وما يليهما
قجنجمة من قرى مصر على نهر الدقهلية والله الموفق
باب القاف والحاء وما يليهما
قحقح بالضم والتكرير وهو في لغة العرب ملتقى الوركين من باطن قال ابن الأعرابي قال
الأصمعي هو العصعص وقال أبو أحمد العسكري قحقح بالقافين المضمومين أرض قتل بها
مسعود بن القريم فارس بكر بن وائل قال ونحن تركنا ابن القريم بقحقح صريعا ومولاه
المجبه للفم قتله حشيش بن نمران والحاء من حشيش مضمومة غير معجمة والشينان معجمتان
كذا قال
القحمة بليدة قرب زبيد وهي قصبة وادي ذوال بينها وبين زبيد يوم واحد من ناحية مكة
وهي للأشاعرة فيها خولان وهمدان
باب القاف والدال وما يليهما
قداح بالفتح والتشديد وآخره حاء مهملة دارة القداح موضع في ديار بني تميم
قداس اسم موضع عن العمراني
قدام مبني على الكسر منهل بالبحرين
القدامي اسم قرية بالوشم ذات نخيل من قرى اليمامة عن ابن أبي حفصة
قدس بالضم ثم السكون قال الليث القدس تنزه الله عز و جل وهو جبل عظيم بأرض نجد قال
ابن دريد قدس أوارة جبل معروف وأنشد الآمدي للبعيث الجهني ونحن وقعنا في مزينة
وقعة غداة التقينا بين غيق وعيهما ونحن جلبنا يوم قدس وآرة قبابل خيل تترك الجو أقتما
قال الأزهري قدس وآرة جبلان لمزينة وهما معروفان بحذاء سقيا مزينة وقال عرام
بالحجاز جبلان يقال لهما القدسان قدس الأبيض وقدس الأسود وهما عند ورقان فأما
الأبيض فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها ركوبة وهو جبل شامخ ينقاد إلى المتعشي
بين العرج والسقيا وأما قدس الأسود فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها حمت
والقدسان جميعا لمزينة وأموالهم ماشية من الشاة والبعير وهم أهل عمود وفيها أوشال
كثيرة
و القدس اسم للبيت المقدس نذكره في بابه إن شاء الله تعالى
قدس بالتحريك والسين المهملة أيضا بلد بالشام قرب حمص من فتوح شرحبيل بن حسنة
وإليه تضاف بحيرة قدس وقد ذكرت في موضعها
قدقداء قال نصر من البلاد اليمانية
قدقد بالكسر والتكرير جبيل قرب مكة فيه معدن البرام وهو من الجبال التي لا يوصل
إلى
ذروتها
عن نصر وقد ضبط عن غيره قرقد بالراء
قدم بضم أوله وثانيه ويروى قدم بوزن قثم وهو مخلاف باليمن مقابل قرية مهجرة سمي
باسم قدم أي القبيلة التي تنسب إليها الثياب القدمية وفيها يقول زياد بن منقذ لا
حبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا شعوب هوى منا ولا نقم ولن أحب بلادا قد رأيت بها
عنسا ولا بلدا حلت به قدم فأما من رواه قدم فهو معدول عن قادم وهو معروف ومن رواه
قدم بالضم فهو ضد أخر مثل قبل ودبر وقدم جمع القدوم التي ينحت بها الخشب
القدوم بالفتح وتخفيف الدال وواو ساكنة وميم وهو في لغة العرب الفأس التي ينحت بها
الخشب وجمعها قدم قال فقلت أعيراني القدوم لعلني أخط بها قبرا لأبيض ماجد قال أبو
منصور قال ابن شميل في قول النبي صلى الله عليه و سلم أول من اختتن إبراهيم
بالقدوم قال قطعه بها فقيل له يقولون قدوم قرية بالشام فلم يعرفها وثبت على قوله
وقال أبو الحسن الخوارزمي القدوم بتشديد الدال اسم قرية بالشام ختن بها إبراهيم
الخليل عليه السلام نفسه وعن جار الله العلامة القدوم بالألف واللام والتشديد وهي
الفأس العظيمة قال وأما قدوم بغير ألف ولام غير مصروف فهو اسم البلد و قدوم أيضا
اسم ثنية بالسراة
و قدوم بالتخفيف موضع من نعمان وقدوم حصن باليمن قال أبو بكر بن موسى قدوم بتخفيف
الدال قرية كانت عند حلب وقيل كان اسم مجلس إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وفي
الحديث اختتن إبراهيم بالقدوم وقدوم بالتخفيف موضع من نعمان
أنبأنا ابن كليب عن ابن نبهان إذنا عن أبي الحسين الصابي عن الرماني عن الحلواني
قال قال محمد بن الحسن عن عبد الله بن إبراهيم الجمحي كانت بنو ظفر من بني سليم
وبنو خناعة حربا فدل رجل من بني خناعة بني ظفر على بني وائلة بن مطحل وهم بالقدوم
من نعمان فبيتوهم فقتلوا من بني وائلة خالدا ومخلدا وصبيا بثلاثة من بني خراق فقال
المعترض بن حبواء الظفري قتلنا مخلدا بابني خراق وآخر جحوشا فوق الفطيم وخالدا
الذي تأوي إليه أرامل لا يؤبن إلى حميم وإما تقتلوا نفرا فإنا فجعناكم بأصحاب
القدوم و القدوم اسم جبل بالحجاز قرب المدينة وفي حديث قريعة بنت مالك قالت خرج
زوجي في طلب أعلاج له إلى طرف القدوم قال وأما قدوم بتشديد الدال أنبأنا محمد بن
عبد الملك أنبأنا أحمد ابن عبد الجبار عن أبي القاسم التنوخي قال أنبأنا ابن حيويه
قال أنبأنا أبو بكر الأنصاري قال سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول القدوم بتشديد
الدال اسم موضع قال أبو بكر بن موسى إن أراد أبو العباس أحد هذين الموضعين اللذين
ذكرناهما فلا يتابع على ذلك لاتفاق أئمة النقل على خلافه وإن أراد موضعا ثالثا صح
ما قاله ويكون تمام الباب
وقال
القاضي عياض المغربي في كتاب مطالع الأنوار قدوم ضأن ويروى ضان غير مهموز مفتوح
القاف مخفف الدال وعند المروزي بضم القاف وفي كتاب المغازي من رأس ضان قال الحربي
هو جبل ببلاد دوس وقدومة تثنية بفتح القاف على رواية المروزي يكون قدوم من قدم من
سفره ويرد هذا رواية من روى رأس ضان وكذلك يرد قول الحربي إنه ثنية الجبل ووقع في
موضع آخر رأس ضال باللام وهي رواية ابن السكن القابسي والهمذاني وزاد في رواية
المستملي والضال السدر وهو وهم وما تقدم من تفسير الحربي أولى أنه ثنية جبل وأن
ضالا جبل وقال بعضهم يقال في الجبل ضان وضال وتأوله بعضهم على أنه الضأن من الغنم
وجعل قدومها رؤوسها المتقدمة منها وفيه تعسف وأما الذي قال في حديث إبراهيم عليه
السلام فلم يختلف في فتح قافه واختلف في تشديد داله وأكثر الرواة على تشديدها حكاه
الباجي وهو رواية الأصيلي والقابسي في حديث قتيبة قال الأصيلي وكذا قرأها علينا
أبو زيد وأنكر يعقوب ابن شيبة التشديد قال البكري وهو قول أكثر أهل العلم وهي قرية
بالشام حيث اختتن إبراهيم عليه السلام وقد قيل إنها الآلة التي للنجار وإنه لا
يجوز تشديد الدال منه وأما طرف القدوم موضع إلى جنب القريعة فبفتح القاف وتشديد
الدال في قول الأكثر وقد خففه بعضهم ورواه أحمد بن سعيد الصدفي أحد رواة الموطإ
بضم القاف وتشديد الدال ثنية بجبل من بلاد دوس وهذا آخر قول عياض فانظر رعاك الله
إلى هذا التخبيط والحيرة والتخليط ونص هذا على ما يخالفه هذا واعتماد هذا على ما
يضعف ذا وشارك في الحيرة
قدومى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وميم وألف مقصورة موضع بالجزيرة أو ببابل عن
الدريدي
القدونين بضم أوله وثانيه وسكون الواو ثم نون مكسورة وياء ساكنة ونون أخرى موضع في
بلاد الروم عن العمراني
قدة بالكسر ثم التشديد بلفظ واحدة القد من اللحم والقدة السوط من الجلد الذي لم
يدبغ اسم ماءة بالكلاب وقيل قدة بوزن عدة اسم للماء الذي يسمى بالكلاب ومنه ماء في
يمين جبلة وشمام قالوا وإنما سمي الكلاب لما لقوا فيه من الشر
قديد تصغير القد من قولهم قددت الجلد أو من القد بالكسر وهو جلد السخلة أو يكون
تصغير القدد من قول تعالى طرائق قددا وهي الفرق وسئل كثير فقيل له لم سمي قديد
قديدا ففكر ساعة ثم قال ذهب سيله قددا وقديد اسم موضع قرب مكة قال ابن الكلبي لما
رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا
وبذلك قال عبيد الله بن قيس الرقيات قل لفند تشيع الأظعانا ربما سر عيشنا وكفانا
صادرات عشية عن قديد واردات مع الضحى عسفانا وينسب إلى قديد حزام بن هشام بن حبيش
بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم بادية بالحجاز روى عن أبيه وأخيه
عبد الله بن هشام وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه مع أخيه روى عنه عبد الله بن إدريس
والقعنبي عبد الله بن مسلمة ومحرز
بن
مهدي القديدي وأيوب بن الحكم إمام مسجد قديد ووكيع أبو سعيد مولى بني هشام
والواقدي ويسرة بن صفوان ويحيى بن يحيى النيسابوري وغيرهم وكان ثقة وأبو هشام أدرك
عمر بن الخطاب وسافر معه وبقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز
قديس موضع بناحية القادسية قال سيف وقدم سعد القادسية فنزل في القديس ونزل زهرة
بحيال قنطرة العتيق موضع القادسية اليوم فقال شاعر وحلت بباب القادسية ناقتي وسعد
بن وقاص علي أمير تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والمكر ضرير أي ضار وقد نسب
هذه النسبة أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار القديسي البغدادي
قال أبو سعد وظني أنها قرية ببغداد سمع محمد بن مخلد الدوري روى عنه أبو بكر
البرقاني وهو ثقة
القديمة جبل بالمدينة ولذلك قال عبد الله بن مصعب الزبيري أشرف على ظهر القديمة هل
ترى برقا سرى في عارض متهلل في أبيات ذكرت في صلصل
باب القاف والذال وما يليهما
قذاران بعد الألف راء وآخره نون وهي رومية قرية من نواحي حلب ذكرها امرؤ القيس
فقال ولا مثل يوم في قذاران ظلته كأني وأصحابي بقلة غندرا ويروى على قرن أعفرا
ويروى ولا مثل يوم في قذار وهذه القرية موجودة إلى الآن معروفة وبحلب قرية يقال
لها أقذار ملك لبني أبي جرادة
القذاف بكسر أوله وآخره فاء كأنه جمع قذف الوادي وهي جوانبه وقيل القذاف ما أطقت
حمله بيدك وقذفت به وهو موضع في شق حزوى ويقال له أيضا روض القذافين وفي كتاب
الخالع القذاف وقوان موضعان من ديار بني سعد بن زيد مناة وأنشد لذي الرمة جاد
الربيع له روض القذاف إلى قوين وانعدلت عنه الأصاريم
باب القاف والراء وما يليهما
قراب بضم أوله وآخره باء موحدة علم مرتجل لاسم جبل باليمن عن الأزهري
قرابين بفتح أوله وبعد الباء ياء مثناة من تحت ساكنة ونون واد بنجد كانت فيه وقعة
لهم ذكر في الشعر قال ثعلب قال الحطيئة في غضبة غضبها على بني بدر فذكرهم يوم
قرابين وهو يوم قتل عوف بن بدر من فزارة وكان أول قتيل بين القوم سالت قرابين
بالخيل الجياد لكم مثل الأتي زفاه القطر فانفغما حتى حطمن بأولى حد سنبكها عوف بن
بدر فلا عوف ولا أرما
قرات بضم أوله وآخره تاء مثناة من فوق ويقال قرت الدم يقرت قروتا ودم قارت يبس بين
الجلد واللحم ومسك قارت وهو أخفه وأجوده وأنشد يعل بقرات من المسك فاتن وهو واد
بين تهامة والشام كانت به وقعة وفيه قال
عبيدة
أحد بني قيس بن ثعلبة بالقرات ورئيسهم ربيعة بن حذار بن مرة الكاهن وهو أحد سادات
العرب كثير الغارات أليسوا فوارس يوم القرا ت والخيل بالقوم مثل السعالي فاقتتلوا
قتالا شديدا وقتلت بنو أسد عديا
قراح بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره حاء مهملة قال أبو عبيدة القراح سيف القطيف
وأنشد للنابغة قراحية ألوت بليف كأنها عفاء قلوص طار عنها تواجر تواجر تنفق في
البيع لحسنها وقال جرير ظعائن لم يدن مع النصارى ولا يدرين ما سمك القراح وقال أبو
عمرو في قول الشاعر وأنت قراحي بسيف الكواظم قراح قرية على شاطىء البحر وقراحية
نسبة إليها والقراحي والقرحان الذي لم يشهد الحرب وفي كتاب الحازمي قال أبو عبيدة
في بيت النابغة قراحية نسبها إلى قراح سيف هجر والزارة سيف القطيف قال ورواه غيره
بفتح القاف
قراحصار مرج كبير من نواحي شمال حلب نزلها صلاح الدين وقراحصار اسم لأماكن كثيرة
ومدن جليلة غالبها ببلاد الروم منها قراحصار على يوم من أنطاكية ومنها قراحصار
ببلاد عثمان ومنها قراحصار قرب قيسارية
قراح بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره حاء قد ذكر اللغويون في القراح أقوالا مختلفة
قال الليث القراح الماء الذي لا يخالطه ثفل من سويق وغيره وهو الماء الذي يشرب على
أثر الطعام هذا لفظه وأنشد لجرير تعلل وهي ساغبة بينها بأنفاس من الشبم القراح قال
والقراح من الأرض كل قطعة على حيالها من منابت النخل وغير ذلك قال أبو منصور
القراح من الأرض البارز الظاهر الذي لا شجر فيه وهذا عكس قول الليث قال أبو عبيد
القراح من الأرض التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شيء قلت أنا والمراد به ههنا
اصطلاح بغدادي فإنهم يسمون البستان قراحا وفي بغداد عدة محال عامرة الآن آهلة يقال
لكل واحدة منها قراح إلا أنها تضاف إلى رجل تعرف باسمه كانت قديما بساتين ثم دخلت
في عمارة بغداد وهي متقاربة منها قراح ابن رزين بتقديم الراء على الزاي وهو اسم رجل
وهي أقرب هذه المحال المسماة بهذا الاسم إلى وسط البلد وذلك أنك تخرج من رحبة جامع
القصر مشرقا حتى تتجاوز عقد المصطنع وهو باب عظيم في وسط المدينة فهناك طريقان
أحدهما يأخذ ذات اليمين إلى ناحية المأمونية وباب الأزج والآخر يأخذ ذات الشمال
مقدار رمية سهم إلى درب يقال له درب النهر عن يمين القاصد إلى قراح ابن رزين ثم
يمتد قليلا ويشرق فحينئذ يقع في قراح ابن رزين فإذا صار في وسطه فعن يمينه درب
النهر واللوزية وعن يساره المحلة المقتدية التي استحدثها المقتدي بالله ثم يمر في
هذه المحلة أعني قراح ابن رزين نحو شوط فرس جيد فحينئذ ينتهي إلى عقد هناك وباب
فإذا خرج منه وجد طريقين أحدهما يأخذ ذات الشمال يفضي إلى المحلة المعروفة
بالمختارة فيتجاوزها إلى مقبرة باب بيرز بطولها طالبا للشمال فإذا انتهت المحلة
وقع في محلة تعرف بقراح ظفر اسم رجل فهاتان اثنتان ثم يأخذ من ذلك العقد الذي
ذكرنا
أنه آخر قراح ابن رزين ذات اليمين نحو رمية سهم طالبا للجنوب فعن يسارك حينئذ درب
واسع فذلك يفضي إلى محلة يقال لها قراح القاضي وإن سرت طالبا للجنوب مقابل وجهك
قبل أن تدخل قراح القاضي فتلك المحلة يقال لها قراح أبي الشحم فهذه أربع محال كبار
عامرة آهلة كل واحدة منها تقرب أن تكون مدينة وفيها أسواق ومساجد ودروب كثيرة
قرادد بضم القاف من قرى اليمن
قراديس جمع قردوس اسم أبي حي من اليمن وهو درب بالبصرة ينسب إلى هذا الحي وقد نسب
إليها بعض الرواة
قرار بالفتح والتخفيف وبعد الألف راء أخرى والقرار المستقر من الأرض وقال ابن شميل
القرار بطون الأرض لأن الماء يستقر فيها وقال غيره القرار مستقر الماء في الروضة
والقرار النقد من الشاة وهي صغارها أو هي قصار الأرجل قباح الوجوه وقال نصر قرار
واد قرب المدينة في ديار مزينة وقال العمراني قرار موضع بالروم
قرار بالضم موضع في شعر كعب الأشقري عن نصر
القراري بياء النسبة كأنه منسوب إلى الذي قبله ماء بين العقبة وواقصة على ستة
أميال من واقصة فيه خرابة وقبيبات خربة وأنا مشك فيه هل أوله قاف أم فاء ولعله
منسوب إلى رجل من بني فزارة وقد أذنت لمن حققه أن يصلحه ويقره
قراس بالضم والفتح وآخره سين مهملة والقرس أكثف الصقيع وأبرده ويقال للبارد قريس
وقارس وهو القرس والقرس لغتان قال الأصمعي آل قراس بالفتح هضاب بناحية السراة
وكأنهن سمين آل قراس لبردهن رواه عنه أبو حاتم بفتح القاف وتخفيف الراء ويقال آل
قراس بضم القاف وفتحها قال يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل ومائد
بعد الألف همزة ويروى مابد بالباء الموحدة جبلان في بلاد هذيل وقيل باليمن وأرمية
جمع رمي وهو السحاب كحل أي سود وفي جامع الكوفي قراس بالفتح موضع من بلاد هذيل
وقال أبو صخر الهذلي كأن على أنيابها مع رضابها وقد دنت الشعرى ولم يصدع الفجر
مجاجة نحل من قراس سبيئة بشاهقة جلس يزل بها الغفر وقال العمراني قراش بالشين موضع
ولم يزد وما أظنه إلا غلطا ثم ذكر بعد ذلك قراس بالسين المهملة قريبا مما تقدم
قراص ماء في ديار كلاب لبني عمرو بن كلاب
قراضة حصن باليمن لابن البليدم القدمي
قراضم بالضم وبعد الألف ضاد معجمة وميم يقال قرضت الشيء أي قطعته وميمه زائدة كأنه
من قرضته والله أعلم وهو اسم موضع بالمدينة في قول الأحوص يخاطب كسرى لما ادعى أن
خزاعة من ولد النضر بن كنانة وأصبحت لا كعبا أباك لحقته ولا الصلت إذ ضيعت جدك
تلحق وأصبحت كالمهريق فضله مائة لضاحي سراب بالملا يترقرق
دع
القوم ما احتلوا ببطن قراضم وحيث تفشى بيضه المتفلق وقال ابن هرمة عفا أمج من أهله
فالمشلل إلى البحر لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله
فتحملوا
قراضية بالضم وبعد الألف ضاد معجمة وياء مثناة من تحتها وهو موضع في شعر بشر بن
أبي خازم حيث قال وحل الحي حي بني سبيع قراضية ونحن له إطار قال روى بعضهم قراضبة
وأنكر ابن الأعرابي وقال قراضية بالياء المثناة من تحتها موضع معروف
قراف بالفتح وآخره فاء القرف القشر والقرف الوباء وقراف قرية في جزيرة من بحر
اليمن بحذاء الجار سكانها تجار كنحو أهل الجار يؤتون بالماء العذب من نحو فرسخين
القرافة مثل الذي قبله وزيادة هاء في آخره خطة بالفسطاط من مصر كانت لبني غصن بن
سيف بن وائل من المعافر و قرافة بطن من المعافر نزلوها فسميت بهم وهي اليوم مقبرة
أهل مصر وبها أبنية جليلة ومحال واسعة وسوق قائمة ومشاهد للصالحين وترب للأكابر
مثل ابن طولون والماذرائي تدل على عظمة وجلال وبها قبر الإمام أبي عبد الله محمد
بن إدريس الشافعي رضي الله عنه في مدرسة للفقهاء الشافعية وهي من نزه أهل القاهرة
ومصر ومتفرجاتهم في أيام المواسم قال أبو سعد محمد بن أحمد العميدي إذا ما ضاق
صدري لم أجد لي مقر عبادة إلا القرافه لئن لم يرحم المولى اجتهادي وقلة ناصري لم
ألق رافه ونسب إليها قوم من المحدثين منهم أبو الحسن علي بن صالح الوزير القرافي
وأبو الفضل الجوهري القرافي ونسبوا إلى البطن من المعافر أبا دجانة أحمد بن
إبراهيم بن الحكم بن صالح القرافي حدث عن حرملة بن يحيى وهو وزير سعيد الإربلي
وغيره وتوفي سنة 994 قاله ابن يونس
و القرافة أيضا موضع بالإسكندرية يروى عنه حكايات وأنشد أبو سعد محمد بن أحمد
العميدي يذكر قرافة مصر وأعاد البيتين المذكورين
قراقر بضم أوله وبعد الألف قاف أخرى مكسورة وراء وهو علم مرتجل لاسم موضع إلا أن
يكون من قولهم قرقر الفحل إذا هدر والقرقرة قرقرة الحمام إذا هدر والقرقرة قرقرة
البطن والقرقرة نحو القهقهة والقرقرة الأرض الملساء ليست بحد واسع فإذا اتسعت غلب
عليها اسم التذكير فقالوا قرقر قال عبيد بن الأبرص نزجي مرابعها في قرقر ضاحي وقال
شمر القرقر المستوي من الأرض الأملس الذي لا شيء فيه وقراقر اسم واد أصله من
الدهناء وقد ذكر في الدهناء وقيل هو ماء لكلب عن الغوري ويوم قراقر وهو يوم ذي قار
الأكبر قرب الكوفة و قراقر أيضا واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق نزله خالد بن
الوليد عند قصده الشام وفيه قيل
لله
در رافع أنى اهتدى خمسا إذا ما سارها الجيش بكى ما سارها من قبله إنس يرى فوز من
قراقر إلى سوى وقال السكوني قراقر وحنو قراقر وحنو ذي قار وذات العجرم والبطحاء
كلها حول ذي قار وقد أكثر الشعراء من ذكر قراقر فقال الأعشى فدى لبني ذهل بن شيبان
ناقتي وراكبها يوم اللقاء وقلت هم ضربوا بالحنو حنو قراقر مقدمة الهامرز حتى تولت
و قراقر أيضا قاع ينتهي إليه سيل حائل وتسيل إليه أودية ما بين الجبلين في حق أسد
وطيء وهو الذي ذكره سبرة بن عمرو الفقعسي في قوله وقد عير ضمرة بن ضمرة كثرة إبله
وشحه فيها فقال أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلم وقد سال من ذل عليك قراقر ونسوتكم في
الروع باد وجوهها يخلن إماء والإماء حرائر أعيرتنا ألبانها ولحومها وذلك عار يا
ابن ريطة ظاهر نحابي بها أكفاءنا ونهينها ونشرب من أثمانها ونقامر قال نحابي من
الحباء وهو العطاء وإياه أراد النابغة حيث قال له بفناء البيت سوداء فحمة تلقم
أوصال الجزور العراعر بقية قدر من قدور تورثت لآل الجلاح كابرا بعد كابر تظل
الإماء يبتدرن قديحها كما ابتدرت كلب مياه قراقر وقال ابن الكلبي في كتاب الجمهرة
اختصمت بنو القين بن جسر وكلب في قراقر كل يدعيه فقال عبد الملك بن مروان أليس
النابغة الذي يقول يظل الإماء يبتدرن قديحها كما ابتدرت كلب مياه قراقر فقضى بها
لكلب بهذا البيت
قراقر بالفتح يصح أن يكون جمعا لجميع ما ذكرناه في تفسير الذي قبله قال نصر قراقر
موضع من أعراض المدينة لآل حسين بن علي بن أبي طالب
قراقرة من مياه الضباب بنجد بالحمى حمى ضرية
قراقري بضم أوله وبلفظ النسبة إلى المذكور قبل الذي قبله موضع عن الأزهري
القرانع بعد الألف نون مكسورة حصن حصين من حصون صنعاء اليمن يقابل المصانع أقام
عليه الملك المسعود ابن الملك الكامل سنة حتى فتح
قران بالضم يجوز أن يكون جمع قر أو قر من البرد أو فعلان منه ويقال يوم قر وليلة
قرة فيجوز على ذلك أن يقال أيام قران وموضع قر ومواضع قران وقران اسم واد قرب
الطائف في شعر أبي ذؤيب قال ويروى لأبي جندب وحي بالمناقب قد حموها لدى قران حتى
بطن ضيم كلها بين مكة والطائف و قران قرية باليمامة وقيل قران بين مكة والمدينة
بلصق أبلى وقد ذكر في ابلي وقال ذو الرمة
تزاورن
عن قران عمدا ومن به من الناس وازورت سواهن عن حجر وقال السكري في قول جرير كأن
أحداجهم تحدى مقفية نخل بملهم أو نخل بقرانا قال ملهم وقران قريتان باليمامة لبني
سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة والأحداج مراكب النساء قلت فهذا الذي ذكرنا أنه بين
مكة والمدينة فهما موضعان مسميان بهذا الاسم وقال عطارد اللص أقول وقد قرنت عيسا
شملة لها بين نسعيها فضول نفانف علي دماء البدن إن لم تمارسي أمورا على قران فيها
تكالف وقال ابن سيرين في تاريخه وفيها يعني في سنة 013 انتقل أهل قران من اليمامة
إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسماتهم وجدب أرضهم فلما انتهى خبرهم
إلى أهل البصرة سعى أبو الحسن أحمد بن الحسين بن المثنى في مال جمعه لهم فقووا به
على الشخوص إلى البصرة فدخلوا على حال سيئة فأمر لهم سبك أمير البصرة بكسوة ونزلوا
بالمسامعة محلة بها
و قران قرية بمر الظهران بينها وبين مكة يوم
و قران قصبة البذين بأذربيجان حيث استوطن بابك الخرمي عن نصر
قران بالتخفيف قال نصر ناحية بالسراة من بلاد دوس كان بها وقعة قال و قران من
الأصقاع النجدية وقيل جبل من جبال الجديلة وهي منزل لحاج البصرة قال وأظنه المشدد
فخفف في الشعر
قراوى قرية بالغور من أرض الأردن يزرع بها السكر الجيد رأيتها غير مرة و قراوى
أيضا قرية من أعمال نابلس يقال لها قراوى بني حسان ونسب إليها أبو محمد عبد الحميد
وأحمد ابنا مري بن ماضي القراوي الحساني سمع عبد الحميد أبا الفرج عبد المنعم بن
كليب وأبا الفرج بن الجوزي وغيرهما
القرائن جمع قرين من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه وأصله من القرن وهو الحبل
يقرن به البعيران والقرين الصاحب وكل شيء ضممته إلى شيء فهو قرينه والقرائن بركة
وقصر بين الأجفر وفيد
و القرائن موضع بالمدينة قال أبو قطيفة ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جبوب المصلى أم
كعهدي القرائن وقد تقدمت هذه الأبيات في البلاط
و القرائن جبال معروفة مقترنة في قول البريق الهذلي ومر على القرائن من بحار فكاد
الوبل لا يبقى بحارا
قرب ضد البعد يوم ذات قرب من أيام العرب
قربى بالضم ثم السكون وفتح الباء الموحدة اسم ماء قريب من تبالة قال مزاحم العقيلي
فما أم أحوى الحدتين خلا لها بقربى ملاحي من المرد ناطف
قرباقة بالتحريك والباء الموحدة وبعد الألف قاف حصن شمالي مرسية ينسب إليه أبو
الحسن العباس القرباقي شاعر مجيد
قربق بالضم ثم السكون وفتح الباء الموحدة والقاف لا أعرف له وجها في اللغة اسم
موضع
رواه
أبو عبيد بالكاف وبالقاف أيضا وقال هو البصرة عن الجوهري قال وأنشد الأصمعي يتبعن
ورقاء كلون العوهق لاحقة الرجل عنود المرفق يا ابن رقيع هل لها من مغبق ما شربت
بعد قليب القربق من قطرة غير النجاء الأدفق وقال النضر بن شميل هو فارسي معرب
وأصله كلبه وهو الحانوت
قربة بالضم ثم الفتح وباء موحدة بوزن همزة لمزة من القرب اسم واد عن الجوهري
قربيط بضم القاف وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وياء ساكنة وطاء مهملة من كور
أسفل الأرض بمصر
قرتان بالتحريك والتاء المثناة من فوق وآخره نون قال الخوارزمي هو موضع ولا أدري
ما أصله
قرتا بالتحريك وتشديد التاء المثناة من فوقها من قرى البصرة ينسب إليها أبو عبد
الله محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب النهرديري ويعرف بالقرتاي سكن الصليق
من البطائح حدث عن أبي شجاع محمد بن فارس والحسن بن أحمد بن أبي زيد البصريين كذا
ضبطه الخطيب أبو بكر بخطه وذكره السلفي بكسر أوله وثانيه فقال القرتاي وهو أبو
تمام محمد بن إدريس بن خلف القرتاي حدث عنه السلفي
القرتب من قرى وادي زبيد باليمن
قرتوه بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مضمومة والواو قال وهو اسم موضع وحكمه
كالذي قبله
قرتيا بفتح أوله وثانيه وتاء مثناة من فوق وياء مثناة من تحت مشددة وألف بلد قرب
بيت جبرين من نواحي فلسطين من أعمال البيت المقدس
قرج بالفتح ثم السكون والجيم كورة بالري ينسب إليها علي بن الحسين القرجي يروي عن
إبراهيم بن موسى الفراء روى عنه العقيلي
القرحاء بالفتح والمد والحاء مهملة من قرى بني محارب بالبحرين
قرحان بالضم ثم السكون وآخره نون والقرحان واحدته قرحانة ضرب من الكمأة بيض صغار
ذوات رؤوس كرؤوس الفطر والقرحان الذي لم يمسه قرح ولا جدري ولم تصبه في حرب جراحة
ويوم قرحان من أيام العرب قال جرير الله ساق إلى قيس بن حنظلة خزيا إذا ذكرت أيام
قرحانا
قرحتاء من قرى دمشق كان يكسنها يحيى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي
سفيان الأموي وغيره من أشراف بني أمية وعبد الملك بن وهيب بن هارون القرحتاوي من
أهل قرحتاء حكى عن عمه عبد الله هارون حكى عنه أبو بكر أحمد البحتري قاله ابن
عساكر وعبد الله بن هارون القرحتاوي أحد الصالحين حكى عن محمد بن صالح بن بيهس حكى
عنه ابن أخيه عبد الملك بن وهيب
قرح بالضم ثم السكون والقرح والقرح لغتان في عض السلاح ونحوه مما يجرح الجسد وهو
سوق
وادي
القرى وفي حديث ابن شموس البلوي بنى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد الذي
في صعيد قرح فعلمنا مصلاه بعظم وأحجار فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى
قال عبد الله بن رواحة جلبنا الخيل من آجام قرح يغر من الحشيش لها العكوم وقيل
بهذه القرية كان هلاك عاد قوم هود عليه السلام قال أمية بن أبي الصلت أهل قرح بها
قد أمسوا ثغورا أي متفرقين جافلين الواحد ثغر وكانت من أسواق العرب في الجاهلية
قال السدي قرح سوق وادي القرى وقصبتها وأنشد لبعض بني أسد من اللصوص لقد علمت ذود
الكلابي أنني لهن بأجواز الفلاة مهين تتابعن في الأقران حتى حبستها بقرح وقد ألقين
كل جنين ولما رأيت التجر قد عصبوا بها مساومة خفت بهن يميني فأرأيت منها عنسة ذات
جلة كسر أبي الجارود وهو بطين
قرحياء بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الحاء والياء المثناة من تحت والمد قال الحسن
المهلبي موضع قال وكل أرض ملساء قرحياء
قرحى بالفتح ثم السكون والحاء المهملة والقصر جمع قريح اسم موضع عن ابن الأعرابي
يقال له ذو القرحى بوادي القرى وأنشد إذا أخذت إبلا من تغلب فلا تشرق بي ولكن غرب
وبع بقرحى أو بحوض الثعلب وإن نسبت فانتسب ثم اكذب ولا ألومنك في التنقب
قردد جبل قال مالك بن نمط الهمذاني لما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم في
وفد همدان وأسلم وكتب له كتابا حلفت برب الراقصات إلى منى صوادر بالركبان من هضب
قردد بأن رسول الله فينا مصدق رسول أتى من عند ذي العرش مهتد فما حملت من ناقة فوق
كورها أبر وأوفى ذمة من محمد ويروى أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه وأمضى بحد المشرفي المهند
قرد بضم أوله وفتح ثانيه بوزن زفر مرتجل موضع عن العمراني
قرد بالتحريك مرتجل وقيل القرد الصوف الردي ورواه أبو محمد الأسود قرد بضمتين أيضا
هكذا يقوله أئمة العلم ذو قرد ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر وكان
رسول الله صلى الله عليه و سلم انتهى إليه لما خرج في طلب عيينة حين أغار على
لقاحه قال أبان بن عثمان صاحب المغازي وذو قرد ماء لطلحة بن عبيد الله اشتراه
فتصدق به على مارة الطريق قال عياض القاضي جاء في حديث قبيصة في الصحيح أن بذي قرد
كان سرح جمال رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أغارت عليه غطفان وهذا غلط إنما
هو بالغابة قرب المدينة قال
وذو
قرد حيث انتهى المسلمون آخر النهار وبه وباتوا ومنه انصرفوا فسميت به الغزوة وقد
بينه في حديث سلمة ابن الأكوع في السير وقال بعض شيوخ مسلم في آخر حديث قتيبة
فلحقهم بذي قرد يدل على ذلك لأنهم لم يأخذوا السرح ويقيموا بمكانهم حتى لحق بهم
الطلب قال القاضي وبين ذي قرد والمدينة نحو يوم وقال محمد ابن موسى الخوارزمي غزوة
الغابة هي غزوة ذي قرد كانت في سنة ست ذكرت في الغابة قال حسان بن ثابت أخذ الإله
عليهم بحزامة ولعزة الرحمن بالاسداد كانوا بدار ناعمين فبدلوا أيام ذي قرد وجوه
عباد وقال العمراني وغزوة ذي قرد لرسول الله صلى الله عليه و سلم
القردودة لما تنبأ طليحة ونزل بسميراء أرسل إليه ثمامة بن أوس بن لام الطائي أن
معي من جديلة خمسمائة فإن دهمكم أمر فنحن بالقردودة وإلا بسردوين الرمل
قردوس بالضم وهو واحد القراديس التي قدمنا ذكرها ويقال لتلك الخطط بالبصرة القردوس
قردة بالتحريك مرتجل ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرمة لبني نعامة وقد كتبناه
في باب الفاء عن العمراني بالفاء والله أعلم وذو القردة بنجد ولعله غير الذي قبله
قردا بالتحريك في تاريخ دمشق أحمد بن الضحاك ابن مازن أبو عبد الله الأسدي القردي
مولى أيمن بن خزيم إمام جامع دمشق قال أبو عبد الله بن النجار الحافظ قال لنا
الشيخ زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله وأبو مسهر
وخالد بن عمرو بن محمد بن عبيد الله بن سعيد بن العاصي سمع منه أحمد بن أبي
الحواري وهو من أقرانه وروى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري وأبو حاتم
الرازي ومات في ربيع الأول سنة 252
قردى بالفتح ثم السكون ثم دال مهملة والقصر قردى وبازبدى قريتان قريبتان من جبل
الجودي بالجزيرة وبقربها قرية الثمانين قرب جزيرة ابن عمر وعندها رست سفينة نوح
عليه السلام قال الشاعر بقردى وبازبدى مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل برود وقال
أبو الحسن بن عبد الكريم الجزري حرسه الله تعالى بازبدى قرية في غربي الجزيرة يضاف
إليها قرى كثيرة وهي على دجلة مقابل الجزيرة وقردى في شرقي دجلة الجزيرة ومن
أعمالها تنسب إليها ولاية كبيرة نحو مائتي قرية منها الجودي وثمانين وغير ذلك ومن
نواحي قردي فيروز سابور قرية كبيرة فيها عمارات واسعة وآثار ويوم قردى وقعة كانت
قريبا من هذا الموضع بين خثعم وبني عامر
القردية بفتح أوله وثانيه وبعد الدال ياء النسبة ماءة بين الحاجر ومعدن النقرة
ملحة على طريق الحاج
قر بالفتح وتشديد الراء بوزن بر قال ابن الأعرابي القر تزيدك الكلام في أذن الأبكم
حتى تفهمه والقر صب الماء دفعة واحدة والقر البارد والقر اسم موضع
قرزاحل بالضم ثم السكون وزاي وألف وحاء مهملة ولام من نواحي حلب ثم من نواحي العمق
قتل بها مسلم بن قريش العقيلي أمير الشام قتله سليمان بن قتلمش في سنة 874
قرس
بكسر القاف والسين مهملة جبل بالحجاز في ديار جهينة قرب حرة النار
قرشفة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وفاء وهاء موضع ببلاد الروم
القرشية بالضم نسبة تأنيث إلى قريش إما إلى القبيلة وإما إلى رجل قرية بسواحل حمص
وهي آخر أعمالها مما يلي حلب وأنطاكية وبحلب قوم من وجوهها يقال لهم بنو القرشي
منسوبون إليها والناس يظنونهم من قريش كذا حدثني من أثق به
قرص بفتح القاف وسكون الراء والصاد مهملة مدينة أرمينية من نواحي تفليس يجلب منها
الإبريسم خبرني بذلك رجل من أهلها بينها وبين تفليس يومان
قرص بالضم بلفظ القرص من الخبز تل بأرض غسان في شعر عبيد بن الأبرص قال فانتجعنا
الحارث الأعرج في جحفل كالليل خطار العوالي ثم عجناهن خصوصا كالقطا القاريات الماء
من إثر الكلال نحو قرص ثم جالت جولة الخيل قبا عن يمين وشمال
قرطاجنة بالفتح ثم السكون وطاء مهملة وجيم ونون مشددة وقيل إن اسم هذه المدينة
قرطا وأضيف إليها جنة لطيبها ونزهتها وحسنها بلد قديم من نواحي إفريقية قال
بطليموس في كتاب الملحمة طولها أربع وثلاثون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة تحت
إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت
عاقبتها مثلها من الميزان لها ثلاث درجات من الدلو بيت حياتها خمس عشرة درجة من
السنبلة كانت مدينة عظيمة شامخة البناء أسوارها من الرخام الأبيض وبها من العمد الرخام
المتنوع الألوان ما لا يحصى ولا يحد وقد بنى المسلمون من رخامها لما خربت عدة مدن
ولم يزل الخراب فيها منذ زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه وإلى هذه الغاية على
حالها عمودان أحمران من الحجر الماتع في مجلس الملك أحدهما قائم والآخر قد وقع دور
كل عمود منهما ستة وثلاثون شبرا وطوله فوق الأربعين ذراعا وهي على ساحل البحر
بينها وبين تونس اثنا عشر ميلا وتونس عمرت من خراب قرطاجنة وحجارتها وقد بقي من
حجارتها ما يعمر به مدينة أخرى ولم يكن بقربها عين جارية ولا قناة سارية فجلب
عامرها إليها الماء من نواحي القيروان وبينهما مسيرة ثلاثة أيام في جبال منحازة
بعضها من بعض وقد وصل بين تلك الجبال بعقود معقودة وعمد مبنية كالمنائر العالية
وجعل مجرى الماء فوق ذلك المعقود والأزج المحكم المنحوت وأهل تلك البلاد يسمونها
الحنايا وهي مئون كثيرة ومن نظر إلى هذه المدينة عرف عظم شأن بانيها وسبح وقدس
مبيد أهلها ومفنيها وذكر أهل السير أن عبد الملك بن مروان ولى حسان بن النعمان
الأزدي إفريقية فلما قدمها نزل القيروان وقال أي مدينة بإفريقية أشد قيل له ليس
مثل قرطاجنة فإنها دار الملك فنازلها وقاتل أهلها قتالا شديدا ثم طلبوا الأمان
فأعطاهم إياه ثم غدروا فرجع إليهم حتى ملكها وهدمها فهو أول من أمر بهدمها وذلك في
نحو سنة 07
و قرطاجنة مدينة أخرى بالأندلس تعرف بقرطاجنة الحلفاء قريبة من ألش من أعمال تدمير
خربت أيضا لأن ماء البحر استولى على أكثرها فبقي منها طائفة وبها إلى الآن قوم
وكانت عملت على مثال قرطاجنة التي بإفريقية
قرطبة بضم أوله وسكون ثانيه وضم الطاء المهملة أيضا والباء الموحدة كلمة فيما أحسب عجمية رومية ولها في العربية مجال يجوز أن يكون من القرطبة وهو العدو الشديد قال بعضهم إذا رآني قد أتيت قرطبا وجال في جحاشه وطرطبا وقال الأصمعي طعنه فقرطبه إذا صرعه وقال ابن الصامت الجشمي رقوني وقالوا لا ترع يا ابن صامت فظلت أناديهم بشدي مجدد وما كنت مغرا بأصحاب عامر مع القرطبا بلت بقائمه يدي وقال القرطبا السيف كأنه من قرطبه أي قطعه وهي مدينة عظيمة بالأندلس وسط بلادها وكانت سريرا لملكها وقصبتها وبها كانت ملوك بني أمية ومعدن الفضلاء ومنبع النبلاء من ذلك الصقع وبينها وبين البحر خمسة أيام قال ابن حوقل التاجر الموصلي وكان طرق تلك البلاد في حدود سنة 053 فقال وأعظم مدينة بالأندلس قرطبة وليس لها في المغرب شبيه في كثرة الأهل وسعة الرقعة ويقال إنها كأحد جانبي بغداد وإن لم تكن كذلك فهي قريبة منها وهي حصينة بسور من حجارة ولها بابان مشرعان في نفس السور إلى طريق الوادي من الرصافة والرصافة مساكن أعالي البلد متصلة بأسافله من ربضها وأبنيتها مشتبكة محيطة من شرقيها وشماليها وغربها وجنوبها فهو إلى واديها وعليه الرصيف المعروف بالأسواق والبيوع ومساكن العامة بربضها وأهلها متمولون متخصصون وأكثر ركوبهم البغلات من خورهم وجبنهم أجنادهم وعامتهم ويبلغ ثمن البغلة عندهم خمسمائة دينار وأما المائة والمائتان فكثير لحسن شكلها وألوانها وقدودها وعلوها وصحة قوائمها قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب كانت صفتها هكذا إلى حدود سنة 044 فإنه انقضت مدة الأمويين وابن أبي عامر وظهر المتغلبون بالأندلس وقويت شوكة بني عباد وغيرهم واستولى كل أمير على ناحية وخلت قرطبة من سلطان يرجع إلى أمره وصار كل من قويت يده عمرت مدينته وخربت قرطبة بالجور عليها فعمرت إشبيلية ببني عباد عمارة صارت بها سرير ملك الأندلس فهي إلى الآن على ذلك من العمارة وخربت قرطبة وصارت كإحدى المدن المتوسطة وقد رثوها فأكثروا فيها وممن تشوق إليها القاضي محمد ابن أبي عيسى بن يحيى الليثي قاضي الجماعة بقرطبة فقال فيها ويل ام ذكراي من ورق مغردة على قضيب بذات الجزع مياس رددن شجوا شجا قلبي الخلي فقل في شجو ذي غربة ناء عن الناس ذكرنه الزمن الماضي بقرطبة بين الأحبة في لهو وإيناس هجن الصبابة لولا همة شرفت فصيرت قلبه كالجندل القاسي وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي قرأ عليه كثير من شيوخنا وكان أديبا فاضلا مقرئا عارفا بالنحو واللغة سمع كثيرا من كتب الأدب وورد الموصل فأقام بها يفيد أهلها ويقرؤون عليه فنون العلم إلى أن مات بها في سنة 567 وممن ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد البر أبو عبد الملك من
موالي
بني أمية سمع محمد بن أحمد بن الزراد وابن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وغيرهم وله
كتاب مؤلف في الفقهاء بقرطبة ومات في السجن لليلتين بقيتا من رمضان سنة 833 قال
ابن الفرضي وأحمد بن محمد بن موسى بن بشير بن حناذ بن لقيط الرازي الكناني من
أنفسهم من أهل قرطبة يكنى أبا بكر وفد أبوه على الإمام محمد وكان أبوه من أهل
اللسانة والخطابة وولد أحمد بالأندلس وسمع من أحمد ابن خالد وقاسم بن أصبغ وغيرهما
وكان كثير الرواية حافظا للأخبار وله مؤلفات كثيرة في أخبار الأندلس وتواريخ دول
الملوك منها توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة 443 ومولده في عاشر ذي الحجة
سنة 472 قاله ابن الفرضي وخباب ابن عبادة الفرضي أبو غالب القرطبي له تآليف في
الفرائض وحسن بن الوليد بن نصر أبو بكر يعرف بابن الوليد وكان فقيها عالما
بالمسائل نحويا خرج إلى الشرق في سنة 362 وخالد بن سعد القرطبي أحد أئمة الأندلس
كان المستنصر يقول إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن مروان أتيناهم بخالد بن سعد
وصنف كتابا في رجال الأندلس ومات فجأة سنة 253 عن ابن الفرضي وقد نيف على الستين
وخلف بن القاسم بن سهل بن محمد بن يونس بن الأسود أبو القاسم المعروف بابن الدباغ
الأزدي القرطبي ذكره الحافظ في تاريخ دمشق وقد سمع بدمشق أبا الميمون بن راشد وأبا
القاسم بن أبي العقب وبمكة أبا بكر أحمد بن محمد بن سهل بن رزق الله المعروف ببكير
الحداد وأبا بكر بن أبي الموت وبمصر عبد الله بن محمد المفسر الدمشقي والحسن بن
رشيق روى عنه أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر الحافظ وأبو الوليد عبد الله بن
محمد بن يوسف الفرضي وأبو عمرو الداني كان حافظا للحديث عالما بطرقه ألف كتبا
حسانا في الزهد ومولده سنة 523 ومات سنة 393 في ربيع الآخر
قرطسا بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وسين مهملة قرية من قرى مصر القديمة كان أهلها
ممن أعان على عمرو بن العاص فسباهم كما ذكرنا في بلهيب ثم ردهم عمر بن الخطاب أسوة
للقبط ويضاف إليها كورة فيقال كورة قرطسا ومصيل والملبدين كلها كورة واحدة
قرطمة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الطاء والميم مدينة بالأندلس غير قرطبة التي
ذكرناها آنفا وهذه من أعمال رية صالحة الأهل
قرظان من حصون زبيد باليمن
قرظ بالتحريك وآخره ظاء معجمة وهو ورق شجر يقال له السلم يدبغ به الأدم وذو قرظ
ويقال ذو قريظ موضع باليمن عن الأزهري
القرعاء تأنيث الأقرع كأنها سميت بذلك لقلة نباتها وهو منزل في طريق مكة من الكوفة
بعد المغيثة وقبل واقصة إذا كنت متوجها إلى مكة وبين المغيثة والقرعاء الزبيدية
ومسجد سعد والخبراء وبين القرعاء وواقصة على ثلاثة أميال بئر تعرف بالمرتمى وبين
القرعاء وواقصة ثمانية فراسخ وفي القرعاء بركة وركايا لبني غدانة وكانت بها وقعة
بين بني دارم بن مالك وبني يربوع بسبب هيج جرى بينهم على الماء فقتل رجل من بني
غدانة يقال له أبو بدر وأراد بنو دارم أن يدوا فلم يقبل بنو يربوع فهاجت الحرب
قرعد حصن في جبل ريمة من نواحي اليمن
القرع
كأنه جمع أقرع اسم لأودية في بادية الشام سميت بذلك لأنها لا تنبت شيئا
قرقد بالكسر ثم السكون وقاف أخرى مكسورة أيضا ودال مهملة ولا أدري ما أصله جبل قرب
مكة وقال الكندي يتاخم معدن البرام ويسوم وهذه البلاد كلها لغامد وخثعم وسلول
وسواءة بن عامر بن صعصعة وخولان وغيرهم قال بعضهم سمعت وأصحابي تحث ركابهم بنا بين
ركن من يسوم وقرقد فقلت لأصحابي قفوا لا أبا لكم صدور المطايا إنه صوت معبد وقال
غير الكندي هو قدقد بدالين وجعلهما الكندي موضعين
القرفية من مياه بني عقيل بنجد عن أبي زياد
قرقر قال أبو الفتح هو جانب من القرية به أضاة لبني سنبس قال وأظن القرية هذه بين
الفلج ونجران
قرقرة بالفتح وتكرير القاف والراء والقرقرة الأرض الملساء وليست ببعيدة وهو موضع
يقال له قرقرة الكدر جمع الكدرة من اللون ويجوز أن يكون جمع الكدرة وهو القلاعة
الضخمة من مدر الأرض المثار ونحو ذلك وهو قريب من المعدن يذكر في الكدر
قرقرى بتكرير القاف والراء وآخره مقصور وقد تقدم اشتقاقه أرض باليمامة إذا خرج
الخارج من وشم اليمامة يريد مهب الجنوب وجعل العارض شمالا فإنه يعلو أرضا تسمى
قرقرى فيها قرى وزروع ونخيل كثيرة ومن قراها الهزيمة فيها ناس من بني قريش وبني
قيس بن ثعلبة وقرما والجواء والأطواء وتوضح وعلى قرقرى يمر قاصد اليمامة من البصرة
يدخل مرأة قرية المرأي الشاعر ينسب إليها وفي قرقرى أربعة حصون حصن لكندة وحصن
لتميم وحصنان لثقيف قال ذلك كله أبو عبيد الله السكوني رحمه الله تعالى فقد سرني
بما أوضحه مما لم يتعرض له غيره علي وحدث ابن الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن
محمد بن بشار حدثني محمد بن حفص بإسناده عن يزيد بن العلاء بن مرقش قال حدثني أخي
موسى بن العلاء قال كنا مع يحيى بن طالب الحنفي أحد بني ذهل بن الدؤل بن حنيفة كان
مولى لقريش وكان شيخا دينا يقرىء أهل اليمامة وكانت له ضيعة باليمامة يقال لها
البرة العليا وكان يشتري غلات السلطان بقرقرى وكان عظيم التجارة وكان سخيا فأصاب
الناس جدب فجلا أهل البادية فنزلوا قرقرى ففرق يحيى بن طالب فيهم الغلات وكان
معروفا بالسخاء فباع عامل السلطان أملاكه وعزه الدين فهرب إلى العراق وقد كان كتب
ضيعة من ضياعه لقوم قرارا لهم بها لئلا يبيعها السلطان فيما يبيع فكابره القوم
عليها فخرج من اليمامة هاربا من الدين يريد خراسان فلما وصل إلى بغداد بعث رسولا
إلى اليمامة وكنا معه فلما رآه في الزورق اغرورقت عيناه بالدموع وكان معدودا من
الفصحاء فأنشأ يقول أحقا عباد الله أن لست ناظرا إلى قرقرى يوما وأعلامها الغبر
كأن فؤادي كلما مر راكب جناح غراب رام نهضا إلى وكر أقول لموسى والدموع كأنها
جداول فاضت من جوانبها تجري ألا هل لشيخ وابن ستين حجة بكى طربا نحو اليمامة من
عذر
وزهدني
في كل خير صنعته إلى الناس ما جربت من قلة الشكر إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة دهاك
الهوى واهتاج قلبك للذكر فواحزني مما أجن من الأسى ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجري
تغربت عنها كارها وهجرتها وكان فراقيها أمر من الصبر فيا راكب الوجناء أبت مسلما
ولا زلت من ريب الحوادث في ستر إذا ما أتيت العرض فاهتف بأهله سقيت على شحط النوى
مسبل القطر فإنك من واد إلي مرجب وإن كنت لا تزداد إلا على عقري المرجب المعظم
ومنه قول الأنصاري أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب
وبه سمي رجب لتعظيمهم إياه وحدث أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال أخبرني أبو الحسن
علي بن محمد المدائني قال كان يحيى بن طالب الحنفي مولى لقريش باليمامة وكان شيخا
فصيحا دينا يقرىء الناس وكان عظيم التجارة وذكر مثل ما تقدم فخرج إلى خراسان هاربا
من الدين فلما وصل إلى قومس قال أقول لأصحابي ونحن بقومس ونحن على أثباج ساهمة جرد
بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى وعن قاع موحوش وزدنا على البعد فلما وصل إلى خراسان
قال أيا أثلات القاع من بطن توضح حنيني إلى أطلالكن طويل ويا أثلاث القاع قلبي موكل
بكن وجدوى غيركن قليل ويا أثلاث القاع قد مل صحبتي مسيري فهل في ظلكن مقيل ألا هل
إلى شم الخزامى ونظرة إلى قرقرى قبل الممات سبيل فأشرب من ماء الحجيلاء شربة يداوى
بها قبل الممات عليل أحدث عنك النفس أن لست راجعا إليك فحزني في الفؤاد دخيل أريد
انحدارا نحوها فيصدني إذا رمته دين علي ثقيل قال أبو بكر بن الأنباري وقد غني بهذه
الأبيات عند الرشيد فسأل عن قائلها فأخبر فأمر برده وقضاء دينه فسئل عنه فقيل إنه
مات قبل ذلك بشهر وقد قال خليلي عوجا بارك الله فيكما على البرة العليا صدور
الركائب وقولا إذا مانوه القوم للقرى ألا في سبيل الله يحيى بن طالب
قرقسان بالفتح ثم السكون وقاف أخرى مفتوحة وسين مهملة وآخره نون موضع
قرقشندة قرية بأسفل مصر ولد بها الليث بن سعد بن عبد الرحمن المصري الفقيه مولى
بني فهم ثم مولى آل خالد بن ثابت بن طاعن وأهل بيته يقولون إن أصله من الفرس من
أهل أصبهان ولد في سنة 49 وتوفي في نصف شبعان سنة 571 قال القضاعي
دار
الليث بن سعد ومسجده عند ثقيفة مفلس بالحمراء في زقاق الليث وكان لليث دار
بقرقشندة بالريف بناها فهدمها ابن رفاعة أمير مصر عنادا له وكان ابن عمه ثم بناها
الليث ثانية فهدمها ابن رفاعة فلما كان الثالثة أتاه آت في المنام وقال له قم يا
ليث ثم قرأ له قوله تعالى ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض الآية فأصبح
وقد فلج ابن رفاعة فأوصى إليه ومات بعد ثلاث
قرقشونة قال ابن الفرضي أخبرنا علي بن معاذ قال أخبرني سعيد بن فجلون عن يوسف بن
يحيى المغامي أن حبان بن أبي جبلة القرشي مولاهم غزا موسى بن نصير حين افتتح
الأندلس حتى أتى حصنا من حصونها يقال له قرقشونة فتوفي بها والله أعلم وبين
قرقشونة وقرطبة مسافة خمسة وعشرين يوما وفيها الكنيسة العظيمة عندهم المساة بشنت
مرية فيها سواري فضة لم ير الراؤون مثلها ولا يحزم الأنسان بذراعيه واحدة منها مع
طول مفرط وقيل إن حبان بن أبي جبلة توفي بإفريقية سنة 521 وكان بعثة عمر بن عبد
العزيز في جماعة من الفقهاء يفقهون أهلها
قرقوب بالضم ثم السكون وقاف أخرى وبعد الواو الساكنة باء موحدة بلدة متوسطة بين
واسط والبصرة والأهواز وكانت تعد من أعمال كسكر
قرقونس قال أبو عون في زيجه قرقونس في جزيرة قبرس في الإقليم الرابع طولها سبع
وخمسون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة
قرقيسياء بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف
ممدودة ويقال بياء واحدة قال شاعر لعن سخطه من خالقي أو لشقوة تبدلت قرقيسياء من
دارة الردم قال حمزة الأصبهاني قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم
لأرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة وكثيرا ما يجيء في الشعر مقصورا وقال سعد بن
أبي وقاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة 16 إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن
مالك الزهري فنزلوا على حكمه فقال عند ذلك ونحن جمعنا جمعهم في حفيرهم بهيت ولم
نحفل لأهل الحفائر وسرنا على عمد نريد مدينة بقرقيسيا سير الكماة المساعر فجئناهم
في دارهم بغتة ضحى فطاروا وخلوا أهل تلك المحاجر فنادوا إلينا من بعيد بأننا ندين
بدين الجزية المتواتر قبلنا ولم نردد عليهم جزاءهم وحطناهم بعد الجزا بالبواتر بلد
على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصب الخابور في الفرات
فهي في مثلث بين الخابور والفرات قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك قال بطليموس
مدينة قرقيسيا طولها أربع وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة
وهي من الإقليم الرابع طالعها السماك الأعزال ولها شركة مع الجوزاء بيت حياتها تسع
درج من العقرب تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وعشرين دقيقة يقابلها مثلها من
الجدي
بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج طولها أربع
وستون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وربع ولما فتح عياض بن غنم الجزيرة في سنة
تسع عشرة وجه حبيب بن مسلمة الفهري إلى قرقيسيا ففتحها على مثل صلح أهل الرقة فلما
مات عياض بن غنم وولي الجزيرة عمير بن سعد وولي رأس عين سلك الخابور وما يليه حتى
أتى قرقيسيا وقد نقض أهلها فصالحهم على مثل صلحهم الأول
قرقنة قال أبو عبيد البكري ويقابل سفاقس في البحر جزيرة تسمى قرقنة هكذا يكتب أهل
الدراية ويتلفظ بها أهل تلك البلاد بالتخفيف فيقولون قرقنة وهي في وسط البحر بينها
وبين سفاقس في ذلك البحر الميت القصير القعر عشرة أميال وليس لبحر هناك حركة في
وقت وبحذاء هذا الموضع في البحر على رأس هذا القصر بيت مشرف مبني بينه وبين البر
الكبير نحو أربعين ميلا فإذا رأى ذلك البيت أصحاب السفن الواردة من الإسكندرية
وغيرها أداروها إلى مواضع معلومة وفي هذه الجزيرة آثار بنيان وصهاريج للماء كثيرة
ويدخل أهل سفاقس إليها دوابهم لأنها خصبة
قرقية بالكسر ثم السكون وقاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت خفيفة بلد بالأندلس من
نواحي لبلة
قركان بكسر أوله وثانيه وتشديد الكاف وآخره نون أرض كذا قال علي بن الخوارزمي
قرلون بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وسكون الواو وآخره نون مدينة بسواحل جزيرة
صقيلة
قرما بالتحريك والتخفيف وميم بعدها ألف مقصورة بوزن جمزى وبشكى من القرم وهو الأكل
الضعيف يقال قرم يقرم قرما والقرم بالتحريك شهوة اللحم قال ثعلب ليس في كلام العرب
فعلاء إلا ثأداء وله ثأداء أي أمة وقرماء وهذا كما ثراه جاء به ممدودا وقد روى
الفراء السحناء وهو الهيئة قال ابن كيسان أما الثأداء والسحناء فإنما حركتا لمكان
حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل الشعر والنهر وقرما ليست فيه هذه العلة وأحسبها
مقصورة مدها الشاعر ضرورة ونظيرها الجمزى في باب القصر وهي قرية بوادي قرقرى
باليمامة قال أبو زياد أكثر منازل بني نمير بالشريف بنجد قرب حمى ضرية ولنمير دار
باليمامة أخرى لبطن منهم يقال لهم بنو ظالم وبنو ظالم شهاب ومعاوية وأوس ولهم عدد
كثير وهم بناحية قرقرى التي تلي مغرب الشمس ولهم قرما قرية كثيرة النخل وهي التي ذكرها
جرير في هجاء بني نمير حيث قال سيبلغ حائطي قرماء عني قواف لا أريد بها عتابا وقال
السليك بن سلكة كأن حوافر النحام لما تروح صحبتي أصلا محار على قرماء عالية شواه
كأن بياض غرته خمار وقال الأعشى عرفت اليوم من تيا مقاما بجو أو عرفت لها خياما
فهاجت شوق مخزون طروب فأسبل دمعه فيها سجاما
ويوم
الخرج من قرماء هاجت صباك حمامة تدعو حماما فهذا كله ممدود وروى الغوري في جامعه
قرماء بسكون الراء قرية عظيمة لبني نمير وأخلاط من العرب بشط قرقرى وحكى نصر قرما
من حواشي اليمامة يذكر بكثرة النخل في بلاد نمير وقال الحفصي قرما من قرى امرىء
القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة قال و قرما أيضا بين مكة واليمن على طريق حاج
زبيد
قرمان بالفتح ثم السكون من قولهم رجل قرمان إذا اشتهى اللحم موضع قاله ابن دريد في
جمهرته بالراء
قرماسين بالفتح ثم السكون وبعد الألف سين مكسورة وياء ساكنة ونون قال العمراني
موضع منه إلى الزبيدية ثمانية فراسخ قلت أظنه في طريق مكة وليست قرميسين التي قرب
همذان
قرمد بالفتح ثم السكون وفتح الميم ودال وهو الصخور وقيل حجارة تحرق وتقرمد بها
الحياض أي تطلى وقرمد موضع قال شاعر وقد هاجني منها بوعساء قرمد وأجراع ذي اللهباء
منزلة قفر
قرمس بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسين مهملة بلد من أعمال ماردة بالأندلس
قرملاء بالفتح ثم السكون وفتح الميم والمد موضع والقرمل دون الشجر الذي لا أصل له
قرمونية بالفتح ثم السكون وضم الميم وسكون الواو ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء كورة
بالأندلس يتصل عملها بأعمال إشبيلية غربي قرطبة وشرقي إشبيلية قديمة البنيان عصت
على عبد الرحمن بن محمد الأموي فنزل عليها بجنوده حتى افتتحها وخربها ثم عادت إلى
بعض ما كانت عليه وبينها وبين إشبيلية سبعة فراسخ وبين قرطبة اثنان وعشرون فرسخا
وأكثر ما يقول الناس قرمونة ينسب إليها خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد أبو المغيرة
الإيادي القرموني صاحب قرطبة سمع من محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز
وأحمد بن خالد وقاسم بن أصبغ ورحل إلى المشرق وحج سنة 332 وسمع محمد بن الأعرابي
وخلقا غيره وعاد إلى الأندلس وروى وسمع منه ابن الفرضي وذكره في تاريخه وقال سألته
عن مولده فقال سنة 472 وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة 273 وكان بصيرا
بالنحو واللغة وقال ابن صارة الأندلسي في بعض ملوك العرب وكان قد فتح قرمونة أطل
على قرمونة متجليا مع الصبح حتى قلت كانا على وعد فأرملها بالسيف ثم أعارها من النار
أثواب الحداد على النقد فيا حسن ذاك السيف في راحة العلى ويا برد تلك النار في كبد
المجد
قرميسين بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت وسين مهملة مكسورة وياء
أخرى ساكنة ونون وهو تعريب كرمان شاهان بلد معروف بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا
قرب الدينور وهي بين همذان وحلوان على جادة الحاج ذكر ابن الفقيه أن قباذ بن فيروز
نظر في بلاده فلم يجد فيما بين المدائن إلى بلخ بقعة على الجادة أنزه ولا أعذب ماء
ولا نسيما من قرميسين إلى عقبة همذان فأنشأ قرميسين وبنى بها لنفسه معتمدا على ألف
كرم
وبها قصر شيرين والطاق الذي فيه صورة شبديز فرس أبرويز وشيرين جاريته وقد ذكرت ذلك
في حرف الشين وبقرميسين الدكان الذي اجتمع عليه ملوك الأرض منهم فغفور ملك الصين
وخاقان ملك الترك وداهر ملك الهند وقيصر ملك الروم عند كسرى أبرويز وهو دكان مربع
مائة ذراع في مثلها من حجارة مهندمة مسمرة بمسامير من حديد لا يبين فيها ما بين
الحجرين فلا يشك من رآه أنه قطعة واحدة وينسب إليها أبو بكر عمر بن سهل بن إسماعيل
بن جعد الحافظ الفرميسني الدينوري الملقب بكدر قال شيرويه قدم همذان سنة 713 ثم
عاد سنة 923 وروى عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ومحمد بن جهم السمري
وذكر جماعة من أهل الطبقة وافرة روى عنه أبو الحسين بن صالح وابنه صالح وعبد
الرحمن الأنماطي وكان ثقة صدوقا حافظا ويقال إنه كان أفهم وأحفظ عندهم من ابن وهب
مات سنة 033
القرنتان تثنية القرنة والقرنة من كل شيء حده بضم أوله وسكون ثانيه ثم نون موضع
على أحد عشر ميلا من فيد للقاصد مكة فيها بئر ماء ملح غليظ ورشاؤها عشرة أذرع
وهناك بركة مدورة وقال نصر القرنتان تثنية قرنة بين البصرة واليمامة في ديار تميم
عندها أحد طرفي العارض جبل اليمامة بينه وبين الطرف الآخر مسيرة شهر قال ابن
الكلبي ثعلبة بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة
يعرف بالفاتك وهو الذي قتل داود بن هبولة السليحي وقال نحن الأولى أردت ظبات
سيوفنا داود بين القرنتين بحارب وكذلك إنا لاتزال سيوفنا تنفي العدى وتفيد رعب
الراعب خطرت عليه رماحنا فتركنه لما قصدن له كأمس الذاهب ويوم القرنتين كانت فيه
وقعة لغطفان على بني عامر بن صعصعة قال لبيد بن ربيعة وغداة قاع القرنتين أتينهم
رهوا يلوح خلالها التسويم بكتائب رجح تعود كبشها نطح الكباش كأنهن نجوم فارتث
قتلاهم عشية هزمهم حتى بمنعرج المسيل مقيم
قرنطاؤوس كلمة مركبة من قرن وطاؤوس موضع ذكره أبو تمام
قرنفيل مركبة أيضا من القرن والفيل قرية بمصر
قرن بالتحريك وآخره نون يقال للحبل الذي يقرن به البعير قرن والقرن السيف والنبل
يقال رجل قارن إذا كانا معه والقرن جعبة من جلود وقيل من خشب والقرن الجمل المقرون
والقرن تباعد ما بين الثنيتين وإن تدانت أصولهما قال الجوهري القرني وقال الغوري
وهو منسوب إلى بني قرن وغير الجوهري يقوله بسكون الراء وقرن جبل معروف كان به يوم
بني قرن على بني عامر بن صعصعة لغطفان قال عبيد الله بن قيس الرقيات
ظعن الأمير بأحسن الخلق وغدوا بلبك مطلع الشرق
مرت
على قرن يقاد بها جمل أمام برازق زرق وبدت لنا من تحت كلتها كالشمس أو كغمامة
البرق ما صبحت بعلا برؤيتها إلا غدا بكواكب الطلق
قرن بالفتح ثم السكون وآخره نون ومعناه يأتي في اللغة على معان القرن الجبل الصغير
والقرن قرن الشاة والبقر وغيرهما والقرن من الناس قال الله تعالى ألم يروا كم أهلكنا
من قبلهم من قرن قال الزجاجي القرن ثمانون سنة وقيل سبعون وقال أبو منصور والذي
يقع عندي والله أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبي أو كان فيها طبقة من أهل
العلم قلت السنون أو كثرت والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة و السلام خير القرون
قرني يعني أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم يعني التابعين وتابعي التابعين
وكأنه مشتق من الاقتران والقرن السن يقال هو على قرنه والقرن كالعفلة للمرأة
والقرن الدفعة من العرق والقرن الخصلة من الشعر والقرن جمعك بين دابتين في حبل
والقرن أحد قرني البئر وهو ما بني فعرض ليجعل عليه خشبة توضع عليها البكرة وقال
ابن الحائك قرن باليمن سبعة أودية كبار منها الماذنة والغولة والجحلة ومهار ذو دوم
وذو خيشان وذو عسب كلها أخلاط من مراد والقرن الحجر الأملس النقي قرنا أو قرنين أي
مرة أو مرتين و القرن قال الأصمعي جبل مطل بعرفات وقال الغوري هو ميقات أهل اليمن
والطائف يقال له قرن المنازل قال عمرو بن أبي ربيعة ألم تسأل الربع أن ينطقا بقرن
المنازل قد أخلقا وقال القاضي عياض قرن المنازل وهو قرن الثعالب بسكون الراء ميقات
أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة وهو قرن أيضا غير مضاف وأصله الجبل بعضهم بفتح الراء
وهو غلط إنما قرن قبيلة من اليمن وفي تعليق عن القابسي من قال قرن بالإسكان أراد
الجبل المشرف على الموضع ومن قال قرن بالفتح أراد الطريق الذي يفترق منه فإنه موضع
فيه طرق مختلفة مفترقة وقال الحسن بن محمد المهلبي قرن قرية بينها وبين مكة أحد
وخمسون ميلا وهي ميقات أهل اليمن بينها وبين الطائف ذات اليمين ستة وثلاثون ميلا
و قرن البوباة واد يجيء من ا لسراة لسعد ابن بكر ولبعض قريش وبه منبر وفيه يقول
الشاعر لا تقمرن على قرن وليلته لا إن رضيت ولا إن كنت مغتصبا و قرن معية من
مخاليف الطائف ذكره في الفتوح وقيل قرن واد بين البوباة والمناقب وهو جبل
و قرن ظبي ماء فوق السعدية وقيل جبل لبني أسد بنجد قال ابن مقبل أقول وقد سندن
بقرن ظبي بأي مراء منحدر تماري فلست كما يقول القوم إن لم تجامع دارهم بدمشق داري
و قرن غزال ثنية معروفة قال الشاعر لبئس مناخ الضيف يلتمس القرى إذا نزلوا بالقرن
بدر وضمضم
وهل
يكرم الأضياف إن نزلوا به إذا نزلوا أشغى لئيم وأجذم و قرن الذهاب موضع آخر في قول
أبي داود الكلبي لمن طلل كعنوان الكتاب ببطن أواق أو قرن الذهاب و قرن جبل
بإفريقية له ذكر في الفتوح و قرن عشار حصن باليمن و قرن بقل حصن باليمن أيضا وقال
أبو عبيد الله السكوني قرن قرية بين فلج وبين مهب الجنوب من أرض اليمامة فيها نخل
وأطواء وليس وراءها من قرى اليمامة ولا مياهها شيء وهي لبني قشير وليست من العارض
وإياها عنى ابن مقبل بقوله وافى الخيال وما وافاك من أثم من أهل قرن وأهل الضيق من
حرم من أهل قرن فما اخضل العشاء له حتى تنور بالزوراء من خيم ومقص قرن مطل على
عرفات عن الأصمعي وأنشد وأصبح عهدها بمقص قرن فلا عين تحس ولا أثار و قرن باعر
باليمن حصن و القرن أيضا قرية من نواحي بغداد بين قطربل والمزرفة ينسب إليها خالد
بن يزيد القرني ويقال ابن أبي يزيد يروي عن شعبة وحماد بن يزيد يروي عنه محمد بن
إسحاق الصاغاني وعباس الدوري وغيرهما ولم يكن به بأس
القرنين بالفتح تثنية قرن قال الكندي في أعلى وادي دولان من ناحية المدينة قلت
يقال له ذات القرنين لأنه بين جبلين صغيرين وإنما ينزع منه الماء نزعا بالدلاء إذا
انخفض قليلا
قرنين بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر النون وآخره نون أيضا قرية من رستاق نيشك من
نواحي سجستان قال أحمد بن سهل البلخي قرنين مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق وهي على
مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست على فرسخين من سرور منها الصفارون الذين
تغلبوا على فارس وخراسان وسجستان وكرمان وكانوا أربعة إخوة يعقوب وعمرو وطاهر وعلي
وهم بنو الليث فأما طاهر فإنه قتل بباب بست وأما يعقوب فإنه مات بجنديسابور بعد أن
ملك أكثر بلاد العجم بعد رجوعه من بغداد وقبره هناك وأما علي فكان استأمن إلى رافع
بجرجان ومات بدهستان وقبره هناك وأما عمرو فقبض عليه في حرب وحمل إلى بغداد وطيف
به على فالج ومات وأما بدء أمرهم فإن يعقوب أكبرهم وكان غلاما لبعض الصفارين يخدمه
في عمل الصفر وكان لهم خال يسمى كثير بن رفاق وكان قد تجمع إليه جمع من وجوه
الخوارج وبلغ السلطان خبره فأنفذ من حاصره في قلعة تسمى ملاذه وضيق عليه حتى قبض
عليه وقتل وتخلص هؤلاء وفروا إلى أرض بست وقد صار لهم ذكر وصيت وكان بتلك الناحية
رجل عنده جمع كثير يظهرون الزهد والقتال على الحسبة في الغزو للخوارج يسمى دريم بن
نصر فصار هؤلاء الإخوة في جملة أصحابه فقصدوا لقتال الشراة محتسبين فنزلوا باب
سجستان وأظهروا من الزهد والتقشف ما استمال إليهم العامة حتى صاروا في دريم بن نصر
وأصحابه من البلد وقاتلوا الشراة وكان للشراة رئيس يعرف بعمار بن ياسر فانتدب
لقتاله يعقوب بن الليث فظهر منه في ذلك نجدة وعزم وحزم حتى قتل عمارا وأباد ذكره
فجعلوا بعد ذلك لا يعروهم أمر شديد إلا انتدب له يعقوب فعظم قدره واستمال دريم بن
نصر حتى مالوا إليه وقلدوه الرياسة عليهم
وصار
الأمر له وصار دريم بن نصر بعد ذلك من أثباته وما زال محسنا إلى دريم حتى استأذنه
دريم في الحج فأذن له فحج وعاد فأقام ببغداد مدة ثم رجع رسولا من السلطان إلى
يعقوب فنقم عليه فقتله واستفحل أمر يعقوب حتى استولى على خراسان وفارس وكرمان
وخوزستان وبعض العراق فلما مات يعقوب صار الأمر إلى أخيه عمرو بن الليث فوقعت بينه
وبين إسمعيل الساماني حرب أسر فيها عمرو بن الليث فلم يفلح بعد ذلك وإنما ذكرت
قصتهم ههنا مع إعراضي عن مثلها لأنك قل ما تجدها في كتاب ولقد غبرت علي مدة لا
أعرف لابتداء أمرهم خبرا حتى وقفت على هذا فكتبته
قرورى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وراء أخرى مفتوحة مقصورة مرتجل قال سيبويه هو
فعوعل فيكون أصله على هذا من القرو وهو القصد وقروت السهم أي قصدته والقرو أيضا
شبه حوض ممدود مستطيل إلى جنب حوض ضخم ترده الإبل والغنم وكذلك إن كان من خشب
والقرو كل شيء على طريقة واحدة والقرو أصل النخلة ينقر فينبذ فيه والقرو ميلغ
الكلب فعلى هذا يكون قد ضوعفت الواو والراء فصار قرورو فاستثقلوا تكرار الواو
فقلبوا الأخيرة وهي الأصلية لأنها في آخر الاسم ألفا ويجوز أن يكون من القرا وهو
الظهر فضوعفت الراء وزيدت الواو وبقي آخره على أصله ويجوز أن يكون فعولى من قولهم
امرأة قرور لا تمنع يد لامس لأنها تقر وتسكن ولا تنفر والقرور الماء البارد يغتسل
به وقد اقتررت به وأصله من القر وهو البرد زيد في آخره ألف للتكثير وقرورى موضع
بين المعدن والحاجر على اثني عشر ميلا من الحاجر فيها بركة لأم جعفر وقصر وبئر
عذبة الماء رشاؤها نحو أربعين ذراعا وبقرورى يفترق الطريقان طريق النقرة وهو
الطريق الأول عن يسار المصعد وطريق معدن النقرة وهو عن يمين المصعد قال الراجز بين
قرورى ومرورياتها قال السكوني وقال السكري قرورى ماء لبني عبس بين الحاجر والنقرة
وأنشد قول جرير أقول إذا أتين على قرورى وآل البيد يطرد اطرادا عليكم ذا الندى عمر
بن ليلى جوادا سابقا ورث الجيادا فما كعب بن مامة وابن سعدى بأجود منك يا عمر
الجوادا كعب بن مامة الإيادي وابن سعدى أوس بن حارثة بن لام الطائي وقال المهلبي
قرورى ماء بحزن بني يربوع قال جرير أقول إذا أتين على قرورى وآل البيد يطرد اطرادا
القروط موضع في بلاد هذيل قال ساعدة بن جؤية الهذلي ومنك هدو الليل برق فهاجني
يصدع رمدا مستطيرا عقيرها أرقت له حتى إذا ما عروضه تحادت وهاجتها بروق تطيرها أضر
به ضاح فنبطا أسالة فمر فأعلى حوزها فخصورها فرحب فأعلام القروط فكافر فنخلة تلى
طلحها فسدورها
القروق
بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره قاف أخرى من قولهم قاع قرق مستو أو من القرق وهو
الأصل الرديء أو من القرق وهو لعب السدر من لعب صبيان الأعراب والقرق سنن الطريق
والقروق واد بين هجر والصمان
قروقد بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وكسر القاف مدينة كانت قديمة بين المدائن
والنعمانية في طريق واسط
القرو من حصون اليمن نحو صنعاء لبني الهرش
قرون بقر جمع قرن وبقر واحدته بقرة موضع في ديار بني عامر المجاورة لبلحارث بن كعب
كان به يوم من أيام العرب
القرة قرية قريبة من القادسية قال عدي بن زيد العبادي أبلغ خليلي عند هند فلا زلت
قريبا من سواد الخصوص موازي القرة أو دونها غير بعيد من عمير اللصوص عمير اللصوص
قريتان من الحيرة وقيل القرة دير القرة
القريات جمع تصغير القرية من منازل طيء قال أبو عبيد الله السكوني من وادي القرى
إلى تيماء أربع ليال ومن تيماء إلى القريات ثلاث أو أربع قال والقريات دومة وسكاكة
والقارة
قرياض بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وبعد الألف ضاد معجمة مرتجل اسم
موضع
قريان موضع في ديار بني جعدة من بني عامر قال مالك بن الصمصامة الجعدي إذا شئت
فاقرني إلى جنب غيهب أجب ونضوى للقلوص نجيب فما الأسر بعد الحلق شر بقية من الصد
والهجران وهي قريب ألا أيها الساقي الذي بل دلوه بقريان يسقي هل عليك رقيب إذا أنت
لم تشرب بقريان شربة وجايئة الجدران ظلت تلوب أحب هبوط الواديين وإنني لمستهتر
بالواديين غريب أحقا عباد الله أن لست والجا ولا خارجا إلا علي رقيب ولا زائرا
فردا ولا في جماعة من الناس إلا قيل أنت مريب وهل ريبة في أن تحن نجيبة إلى إلفها
أو أن يحن عزيب
القريتان بالفتح تثنية القرية وأصله من قروت الأرض إذا تبعت ناسا بعد ناس وقال
بعضهم ما زلت أستقري هذه الأرض قرية قرية ويجوز أن يكون من قولهم قريت الماء في
الحوض أي جبيته وجمعته وقيل هي القرية والقرية بالفتح والكسر والكسر يمان ونذكر
باقي ما يجب ذكره في القرى والقريتان مكة والطائف وقد ذكرهما تعالى في تنزيله فقال
عز من قائل و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وإياها أراد معن
بن أوس بقوله لها مورد بالقريتين ومصدر لفوت فلاة لا تزال تنازله
و
القريتان قريبة من النباج في طريق مكة من البصرة قال السكوني هما قرية عبد الله بن
عامر بن كريز وأخرى بناها جعفر بن سليمان وبها حصن يقال له العسكر وهو بلد نخل بين
أضعافه عيون في مائها غلظ وأهلها يستعذبون من ماء عنيزة وهي منها علي ميلين قال
جرير تغشى النباج بنو قيس بن حنظلة والقريتين بسراق ونزال ويقال لقران وملهم
قريتان لبني سحيم باليمامة
و القريتان أيضا قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك
أهلها كلهم نصارى وقال أبو حذيفة في فتوح الشام وسار خالد بن الوليد رضي الله عنه
من تدمر إلى القريتين وهي التي تدعى حوارين وبينها وبين تدمر مرحلتان وإياها عنى
ابن قيس الرقيات بقوله وسرت بغلتي إليك من الشا م وحوران دونها والعوير وسواء
وقريتان وعين ال تمر خرق يكل فيه البعير فاستقت من سجاله بسجال ليس فيها من ولا
تكدير وقد نسب إليها خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي من أهل القريتين حدث عن عبد
الله بن الوليد العذري روى عنه محمد بن عنبسة الحديثي قاله في تاريخ دمشق ثم قال في
ترجمة عبد الله بن دينار أبو الوليد العذري الدمشقي حدث عن الأوزاعي روى عنه خالد
بن سعيد أبو سعيد من أهل القريتين ويقال خلف بن سعيد فيما يراه فاختلف وخالد أصح
قرير قرأت بخط عبد الله بن علي بن محمد بن سليمان بن داود الفارسي في جزء فيه
أخبار رواها أبو هاشم وريزة بن محمد بن وريزة الغساني المصري باسناده إلى وريزة
قال أنبأنا محمد بن نافع الخزاعي أخبرنا محمد بن المؤمل العدوي أنبأنا الوريزة
أنبأنا العباس بن إسماعيل بن حماد القريري قال بلد بين نصيبين والرقة قال أنشدني
الزبير لإبراهيم بن إسماعيل بن داود فخرت علي بأنها عربية فتعرضت لمفاخر نقاض
فأجبتها إني ابن كسرى وابن من دان الملوك له بغير تراضي ولقد أقي عرضي بما ملكت
يدي إن العروض وقاية الأعراض
قريس بالضم ثم الفتح تصغير قرس وهو البرد والصقيع قال نصر جبل يذكر مع قرس جبل آخر
كلاهما قرب المدينة قال وفي كتاب أبي داود أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع بلان
بن الحارث معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قريس في معجم الطبراني
من قدس والله أعلم
القريش تصغير القرش وهو الجمع من ههنا وههنا ثم يضم بعضه إلى بعض وقيل سميت قريش
قريشا لتقرشها إلى مكة من حواليها حين غلب عليها قصي بن كلاب وقيل سميت قريش لأنهم
كانوا أصحاب تجارة ولم يكونوا أصحاب زرع ولا ضرع والقرش الكسب يقال هو يقرش لعياله
ويقترش أي يكتسب وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال قريش دابة تسكن البحر
تأكل دوابه وأنشد
وقريش
هي التي تسكن البح ر بها سميت قريش قريشا وهذا الوجه عندي بارد والشعر مصنوع جامد
والذي تركن إليه نفسي أنه إما أن يكون من التجمع أو تكون القبيلة سميت باسم رجل
منهم يقال له قريش بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة وكان دليل بني النضر وصاحب
سيرتهم وكانت العرب تقول قد جاءت عير قريش وخرجت قريش فغلب عليهم هذا الاسم وهي
عدة مواضع سميت بأصحابها منها مقابر قريش ببغداد وهي مقابر باب التبن التي فيها
قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين
الشهيد بكربلاء بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فنسب إلى قريش القبيلة و نهر قريش
بواسط و أبو قريش قرية مشهورة بينها وبين واسط فرسخ في طريق المصعد
القريشية هو مثل الأول إلا أنه منسوب نسبة التأنيث قرية قرب جزيرة ابن عمر من
نواحي الجزيرة ينسب إليها التفاح القريشي والقريشيون الأجناد ينسبون إليها
القريظ تصغير قرظ شجر يدبغ به وهو السلم موضع باليمن يقال له ذو قرظ أو ذو قريظ
وقال سبيع بن الخطيم ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي جرداء مشرفة القذال سلوف ترمي أمام
الناظرين بمقلة خوصاء يرفعها اشم منيف ومجالس بيض الوجوه أعزة حمر اللثات كلامهم
معروف أرباب نخلة والقريظ وساهم أنى كذلك آلف مألوف
القريق تصغير القرق وقد ذكر معناه في القروق موضع قريب من القروق عن أبي سعيد أحمد
بن خالد الضرير
القرين بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وآخره نون وهو الذي يقارنك كأنه
يصاحبك وأصله من القرن وهو أن يربط بعيران بحبل واحد والحبل يقال له القرن والقران
وهو موضع ذكره ذو الرمة فقال يردفن خشباء القرين وقد بدا لهن إلى أرض الستار
زيالها أي ركبن الحمر الخشباء وهي القطعة من الأرض كأنها جبل
القرين كأنه تصغير قرن قرين نجدة باليمامة قتل عنده نجدة الحروري
القرينتان هضبتان طويلتان في بلاد بني نمير عن أبي زياد
القرينة كأنه مؤنث الذي قبله اسم روضة بالصمان وقيل واد قال جرى الرمث في ماء
القرينة والسدر وأنشد أبو زياد لصاعد ألا يا صاحبي قفا قليلا على دار القدور
فحيياها ودار بالشميط فحيياها ودار بالقرينة فاسألاها سقتها كل واكفة هتون تزجيها
جنوب أو صباها
القرينين
بلفظ تثنية القرين هو الذي يقارنك أي يصاحبك والقرين أيضا الأمير والقرين العين
الكحيل والقرينين بنواحي اليمامة جبلان عن الحفصي و القرينين تثنية قرين في بادية
الشام كذا قال الحازمي
و القرينين من قرى مرو بينها وبين مرو الروذ وبينها وبين مرو الشاهجان الكبرى خمسة
عشر فرسخا وسميت بالقرينين لكونها كانت تقرن مرة بمرو الشاهجان ومرة بمرو الروذ
وقد نسب إليها أبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد القرينيني قال أبو عبد الله
الحميدي توفي سنة 234
القرينين تصغير تثنية القرين كما تقدم وهو بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء موضع
في ديار طيء يختص ببني جرم منهم عند بواعة وهي صحراء عند ردهة القرينين
القرى بضم أوله وفتح ثانيه والقصر جمع قرية قد تقدم بالقريتين من اشتقاق القرية
وأصلها ونذكر ههنا ما يختص به فنقول قال الليث هي القرية والقرية لغتان المكسور
يمانية ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القرى فحملوها على لغة من يقول كسوة وكسى
والنسبة إليها قروي وأم القرى مكة وقال غيره هي بفتح القاف لا غير وكسرها خطأ
وجمعها قرى شاذ نادر قال ابن السكيت ما كان من جمع فعلة من الياء والواو على فعال
كان ممدودا مثل ركوة وركاء وشكوة وشكاء وقشوة وقشاء قال ولم نسمع في جمع شيء من هذا
القصر إلا كوة وكوى وقرية وقرى جاء على غير قياس قال المؤلف رحمه الله وزاد أبو
علي بروة وبرى وقست أنا عليها قبوة وقبا وقد ذكرت في قبا علته ومعناه و وادي القرى
واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى
قال أبو المنذر سمي وادي القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة وكانت من
أعمال البلاد وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة إلا أنها في وقتنا هذا كلها خراب
ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد قال أبو عبيد الله السكوني وادي القرى
والحجر والجناب منازل قضاعة ثم جهينة وعذرة وبلي وهي بين الشام والمدينة يمر بها
حاج الشام وهي كانت قديما منازل ثمود وعاد وبها أهلكهم الله وآثارها إلى الآن
باقية ونزلها بعدهم اليهود واستخرجوا كظائمها وأساحوا عيونها وغرسوا نخلها فلما
نزلت بهم القبائل عقدوا بينهم حلفا وكان لهم فيها على اليهود طعمة وأكل في كل عام
ومنعوها لهم على العرب ودفعوا عنها قبائل قضاعة وروي أن معاوية بن أبي سفيان مر
بوادي القرى فتلا قوله تعالى أتتركون فيما ههنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل
الآية ثم قال هذه الآية نزلت في أهل هذه البلدة وهي بلاد ثمود فأين العيون فقال له
رجل صدق الله في قوله أتحب أن أستخرج العيون قال نعم فاستخرج ثمانين عينا فقال
معاوية الله أصدق من معاوية وكان النعمان بن الحارث الغساني ملك الشام أراد غزو
وادي القرى فحذره نابغة بني ذبيان ذلك بقوله تجنب بني حن فإن لقاءهم كريه وإن لم
تلق إلا بصابر هم قتلوا الطائي بالحجر عنوة أبا جابر واستنكوا أم جابر
وهم
ضربوا أنف الفزاري بعدما أتاهم بمعقود من الأمر قاهر أتطمع في وادي القرى وجنابه
وقد منعوا منه جميع المعاشر في أبيات وحن هو بضم الحاء المهملة والنون المشددة ابن
ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم
بن الحاف بن قضاعة وأبو جابر هو الجلاس بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن
جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وكان ممن اجتمعت
عليه جديلة طيء ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر في سنة سبع امتد
إلى وادي القرى فغزاه ونزل به وقال الشاعر ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى
إني إذا لسعيد وهل أرين يوما به وهي أيم وما رث من حبل الوصال جديد
قري الخيل بالفتح ثم الكسر والياء مشددة قال ابن السكيت سمعت أبا صاعد الكلابي
يقول القرية أن تؤخذ عصيتان طولهما ذراع ثم يعرض على أطرافهما عويد يؤسر إليهما من
كل جانب بقد فيكون ما بين العصيتين أربع أصابع ثم يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط
القرية ويشد طرفاه بقد فيكون فيه رأس للعمود وليس لها معنى مع ذكر الخيل إنما
القري سنن الطريق يقال تنح عن قري الطريق أي سننه قال ابن جني لام القري ياء
لقولهم في تكسيره قريان وقال ابن جني أيضا القريان مجاري الماء إلى الرياض واحدها
قري وقري الخيل واد بعينه يصب في ذي مرخ يحبس الماء وينبت البقل كان يحمل إليه
الخيل فترعاه فيجوز على ذلك أن يكون القري يعني يقري الخيل أي يطعمها ويضيفها قال
جرير أمسى فؤادك عند الحي مرهونا وأصبحوا من قري الخيل غادينا قادتهم نية للبين
شاطنة يا حب بالبين إذ حلت به بينا البين بالكسر التخوم بين البلدين وفي الحماسة
قال جابر بن حريش ولقد أرانا يا سمي بحائل نرعى القري فكامسا فالأصفرا و قري السقي
باليمامة و قري سفيان باليمامة أيضا
و قري بني ملكان باليمامة أيضا قرية كان يسكن ذو الرمة وأهله بها إلى الساعة قاله
الحفصي و قري بني قشير قال الحفصي في ذكره نواحي اليمامة على شط وادي الفقي مما
يلي الشمال قري يسير والقري حيث يستقر الماء
القريين تثنية القري وقد جاء ذكره في شعر سيار بن هبيرة أحد بني ربيعة بن مالك
لعمري لئن عصماء شط بها النوى لقد زودت زادا وإن قل باقيا ليالي حلت بالقريين حلة
وذي مرخ يا حبذا ذاك واديا وما هي من عصماء إلا تحية تودعنيها حيث حم ارتحاليا كفى
حزنا ألا تحل جمالهم إلي وقد شف الحنين جماليا
وألا
أرى شوقا إلي يصورهم ولا حاجة من ترك بيتي خاليا وإني لأستحيي أخي أن أرى له علي
من الحق الذي لا يرى ليا وعوراء قد قيلت فلم أستمع لها ولا مثلها من مثل ما قاله
ليا فأعرضت عنها أن أقول لقيلها جوابا وما أكثرت عنها سؤاليا
قرى بضم أوله وتشديد ثانيه وفتحه والقصر يجوز أن يكون فعلى من القر وهو البرد أو
من أقر الله عينه أو من قر إذا استقر كقولهم حبلى من الحبل ومرى من المر وصغرى من
الصغر وهو موضع في بلاد بني الحارث بن كعب قال جعفر بن علبة الحارثي ألهفي بقرى
سحبل حين أجلبت علينا الولايا والعدو المباسل
القرية قد تقدم أن الليث ذكر فيها لغتين القرية والقرية وما رد عليه وأن أصله من
قريت الماء في الحوض إذا جمعته وغير ذلك بما فيه كفاية ويقال لليمامة بجملتها
القرية والقرية قرية بني سدوس قال السكوني من السحيمية إلى قرية بني سدوس بن شيبان
بن ذهل وفيها منبر وقصر يقال إن سليمان بن داود عليه السلام بناه من حجر واحد من
أوله إلى آخره وهي أخصب قرى اليمامة لها رمان موصوف وربما قيل لها القرية وقال
محبوب بن أبي العشنط النهشلي لروضة من رياض الحزن أو طرف من القرية جرد غير محروث
يفوح منه إذا مج الندى أرج يشفي الصداع وينقي كل ممغوث أشهى وأحلى لعيني إن مررت
به من كرخ بغداد ذي الرمان والتوث والليل نصفان نصف للهموم فما أقصى الرقاد ونصف
للبراغيث أبيت حيث تساميني أوائلها أنزو وأخلط تسبيحا بتغويث سود مدالج في الظلماء
مؤدنة وليس ملتمس منها بمنبوث قال ابن طاهر القروي ينسبون جماعة إلى القرية منهم
من قال صاحب تاريخ بلخ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب القروي
أنبأنا بكر بن محمد هو القروي أنبأنا عبد الله بن عبيد أبو حميد قروي من قرية
زبيلاذان وبأصبهان أيضا منهم وأحمد بن الضحاك القروي من أهل دمشق مات سنة 252 ذكره
أبو عبد الله بن مندة وقد ينسب إلى القيروان قروي جماعة منهم أبو الغريب صاحب
تاريخ المغاربة
القرية بالضم ثم الفتح تصغير القرية محلتان ببغداد إحداهما حريم في دار الخلافة
وهي كبيرة فيها محال وسوق كبير
و القرية أيضا محلة كبيرة جدا كالمدينة من الجانب الغربي من بغداد مقابل مشرعة سوق
المدرسة النظامية وفي مواضع أخر قال ابن الكلبي القرية تصغير قرية مكان في جبلي
طيء مشهور قال امرؤ القيس أبت أجأ أن تسلم العام ربها فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
تبيت
لبوني بالقرية أمنا وأسرحها غبا بأكناف حائل بنو ثعل جيرانها وحماتها وتمنع من
أبطال سعد ونائل و القرية موضع بنواحي المدينة ذكره ابن هرمة فقال انظر لعلك أن
ترى بسويقة أو بالقرية دون مفضى عاقل أظعان سودة كالأشاء غواديا يسلكن بين أبارق
وخمائل و القرية من أشهر قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه
يوم قتل مسيلمة الكذاب وقال الحفصي قرية بني سدوس باليمامة بها قصر بناه الجن
لسليمان بن داود عليه السلام وهو من صخر كله قال الحطيئة إن اليمامة شر ساكنها أهل
القرية من بني ذهل قوم أباد الله غابرهم فجميعهم كالحمر الطحل
قرية عبد الله لا أدري من عبد الله إلا أنها مدينة ذات أسواق وجامع كبير وعمارة
واسعة تحت مدينة واسط بينهما نحو خمسة فراسخ بها قبر يزعمون أنه قبر مسروق بن
الاجدع الهمداني والله أعلم
باب القاف والزاي وما يليهما
قزح بضم أوله وفتح ثانيه وحاء مهملة بلفظ قوس السماء الذي نهي أن يقال له قوس قزح
قالوا لأن قزح اسم للشيطان ولا ينصرف لأنه معدول معرفة وهو القرن الذي يقف الإمام
عنده بالمزدلفة عن يمين الإمام وهو الميقدة وهو الموضع الذي كانت توقد فيه النيران
في الجاهلية وهو موقف قريش في الجاهلية إذ كانت لا تقف بعرفة وفي كتاب لحن العامة
لأبي منصور اختلف العلماء في تفسير قولهم قوس قزح فروي عن ابن عباس رضي الله عنه
أنه قال لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم شيطان ولكن قولوا قوس الله وقيل القزح
للطريقة التي فيه الواحدة قزحة فمن جعله اسم شيطان لم يصرفه لأنه كعمر ومن قال هو
جمع قزحة وهي خطوط من حمر وصفر وخضر صرفه ويقال قزح اسم ملك موكل به وقيل قزح اسم
جبل بالمزدلفة رئي عليه فنسب إليه قال السكري يظهر من وراء الجبل فيرى كأنه قوس
فسمي قوس قزح وأنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني إجازة إن لم يكن
سماعا قال أنبأنا المشايخ أبو منصور الشحامي وأبو سعد الصيرفي وعبد الوهاب
الكرماني وأبو نصر الشعري قالوا أنبأنا شريك بن خلف الشيرازي قال أنبأنا الحاكم
أبو عبد الله بن البيع أنبأنا محمد بن يعقوب أنبأنا زكرياء بن يحيى أنبأنا سفيان
بن عيينة بمنى عن ابن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن جبير بن الحويرث قال رأيت
أبا بكر الصديق رضي الله عنه على قزح وهو يقول أيها الناس اصبحوا ثم دفع وإني
لأنظر إلى فخذه وقد انكشف مما يخرش بعيره بمحجنه
قزدار بالضم ثم السكون ودال مهملة وآخره راء من نواحي الهند يقال لها قصدار أيضا
بينها وبين بست ثمانون فرسخا وفي كتاب أبي علي التنوخي حدثني أبو الحسن علي بن
لطيف المتكلم على مذهب أبي هاشم قال كنت مجتازا بناحية قزدار مما يلي سجستان
ومكران وكان يسكنها الخليفة
من
الخوارج وهي بلدهم ودارهم فانتهيت إلى قرية لهم وأنا عليل فرأيت قراح بطيخ فابتعت
واحدة فأكلتها فحممت في الحال ونمت بقية يومي وليلتي في قراح البطيخ ما عرض لي أحد
بسوء وكنت قبل ذلك دخلت القرية فرأيت خياطا شيخا في مسجد فسلمت إليه رزمة ثيابي
وقلت تحفظها لي فقال دعها في المحراب فتركتها ومضيت إلى القراح فلما أتيت من الغد
عدت إلى المسجد فوجدته مفتوحا ولم أر الخياط ووجدت الرزمة بشدها في المحراب فقلت
ما أجهل هذا الخياط ترك ثيابي وحدها وخرج ولم أشك في أنه قد حملها بالليل إلى بيته
وردها من الغد إلى المسجد فجلست أفتحها وأخرج شيئا شيئا منها فإذا أنا بالخياط
فقلت له كيف خلفت ثيابي فقال أفقدت منها شيئا قلت لا قال فما سؤالك قلت أحببت أن
أعلم فقال تركتها البارحة في موضعها ومضيت إلى بيتي فأقبلت أخاصمه وهو يضحك ثم قال
أنتم قد تعودتم أخلاق الأراذل ونشأتم في بلاد الكفر التي فيها السرقة والخيانة
وهذا لا نعرفه ههنا لو بقيت ثيابك مكانها إلى أن تبلى ما أخذها غيرك ولو مضيت إلى
المشرق والمغرب ثم عدت لوجدتها مكانها فإنا لا نعرف لصا ولا فسادا ولا شيئا مما
عندكم ولكن ربما لحقنا في السنين الكثيرة شيء من هذا فنعلم أنه من جهة غريب قد
اجتاز بنا فنركب وراءه فلا يفوتنا فندركه ونقتله إما نتأول عليه بكفره وسعيه في
الأرض بالفساد فنقلته أو نقطعه كما نقطع السراق عندنا من المرفق فلا نرى شيئا من
هذا قال وسألت عن سيرة أهل البلد بعد ذلك فإذا الأمر على ما ذكره فإذا هم لا
يغلقون أبوابهم بالليل وليس لأكثرهم أبواب وإنما شيء يرد الوحش والكلاب
قزغند بالفتح ثم السكون وغين معجمة مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة من قرى سمرقند
قزقز بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وزاي وهو علم مرتجل بناحية القرية بها أضاة لبني
سنبس قال كثير ردت عليه الحاجبية بعدما خب السفاء بقزقز القريان كذا ذكره الحازمي
وهو غير محقق فسطرته ليحقق
قزمان بالضم جمع قزم مثل حمل وحملان والقزم الدني الصغير الجثة من كل شيء من الغنم
والجمال والأناسي وهو اسم موضع وقال العمراني بفتح القاف اسم موضع آخر
قزوينك هو تصغير قزوين بالفارسية لأن زيادة الكاف في آخر الكلمة دليل التصغير
عندهم وهي قرية من قرى الدينور
قزوين بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء مثناة من تحت ساكنة ونون مدينة مشهورة
بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا وإلى أبهر اثنا عشر فرسخا وهي في الإقليم
الرابع طولها خمس وسبعون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة قال ابن الفقيه أول من
استحدثها سابور ذو الأكتاف واستحدث أبهر أيضا قال وحصن قزوين يسمى كشرين بالفارسية
وبينه وبين الديلم جبل كانت ملوك الأرض تجعل فيه رابطة من الأساورة يدفعون الديلم
إذا لم يكن بينهم هدنة ويحفظون بلدهم من اللصوص وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه
ولى البراء بن عازب الري في سنة 42 فسار منها إلى أبهر ففتحها كما ذكرنا ورحل عنها
إلى قزوين فأناخ عليها وطلب
أهلها الصلح فعرض عليهم ما أعطى أهل أبهر من الشرائط فقبلوا جميع ذلك إلا الجزية فإنهم نفروا منها فقال لا بد منها فلما رأوا ذلك أسلموا وأقاموا مكانهم فصارت أرضهم عشرية ثم رتب البراء فيهم خمسمائة رجل من المسلمين فيهم طليحة بن خويلد الأسدي وميسرة العائذي وجماعة من بني تغلب وأقطعهم أرضين وضياعا لا حق فيها لأحد فعمروا وأجروا أنهارها وحفروا آبارها فسموا تناءها وكان نزولهم على ما نزل عليه أساورة البصرة على أن يكونوا مع من شاؤوا فصار جماعة منهم إلى الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية فسموا حمراء الديلم وأقام أكثرهم مكانهم وقال رجل ممن قدم مع البراء قد يعلم الديلم إذ تحارب لما أتى في جيشه ابن عازب بأن ظن المشركين كاذب فكم قطعنا في دجى الغياهب من جبل وعر ومن سباسب قالوا ولما ولي سعيد بن العاصي بن أمية الكوفة بعد الوليد بن عقبة غزا الديلم فأوقع بهم وقدم قزوين فمصرها وجعلها مغزى أهل الكوفة إلى الديلم وكان موسى الهادي لما سار إلى الري قدم قزوين وأمر ببناء مدينة بإزائها فهي تعرف بمدينة موسى وابتاع أرضا يقال لها رستماباذ ووقفها على مصالح المدينة وكان عمرو الرومي تولاها ثم تولاها بعده ابنه محمد بن عمرو وكان المبارك التركي بنى بها حصنا سماه المباركية وبه قوم من مواليه وحدث محمد بن هارون الأصبهاني قال اجتاز الرشيد بهمذان وهو يريد خراسان فاعترضه أهل قزوين وأخبروه بمكانهم من بلد العدو وعنائهم في مجاهدتهم وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة فسار إلى قزوين ودخلها وبنى جامعها وكتب اسمه على بابه في لوح حجر وابتاع بها حوانيت ومستغلات ووقفها على مصالح المدينة وعمارة قبتها وسورها قال وصعد في بعض الأيام القبة التي على باب المدينة وكانت عالية جدا فأشرف على الأسواق ووقع النفير في ذلك الوقت فنظر إلى أهلها وقد غلقوا حوانيتهم وأخذوا سيوفهم وتراسهم وجميع أسلحتهم وخرجوا على راياتهم فأشفق عليهم وقال هؤلاء قوم مجاهدون يجب أن ننظر لهم واستشار خواصه في ذلك فأشار كل برأي فقال أصلح ما يعمل بهؤلاء أن يحط عنهم الخراج ويجعل عليهم وظيفة القصبة فقط فجعلها عشرة آلاف درهم في كل سنة مقاطعة وقد روى المحدثون في فضائل قزوين أخبارا لا تصح عند الحفاظ النقاد تتضمن الحث على المقام بها لكونها من الثغور وما أشبه ذلك وقد تركتها كراهة للإطالة إلا أن منها ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال مثل قزوين في الأرض مثل جنة عدن في الجنان وروي عنه أنه قال ليقاتلن بقزوين قوم لو أقسموا على الله لأبر أقسامهم وكان الحجاج بن يوسف قد أغزى ابنه محمدا الديلم فنزل قزوين وبنى بها مسجدا وكتب اسمه عليه وهو المسجد الذي على باب دار بني الجنيد ويسمى مسجد الثور فلم يزل قائما حتى بنى الرشيد المسجد الجامع وكان الحولي بن الجون غزا قزوين فقال وبكر سوانا عراقية بمنحازها أو بذي قارها وتغلب حي بشط الفرات جزائرها حول ثرثارها
وأنت
بقزوين في عصبة فهيهات دارك من دارها وقال بعض أهل قزوين يذكرها ويفضلها على أبهر
نداماي من قزوين طوعا لأمركم فإني فيكم قد عصيت نهاتي فأحيوا أخاكم من ثراكم بشربة
تندي عظامي أو تبل لهاتي أساقيتي من صفو أبهر هاكه وإن يك رفق من هناك فهاتي وقد
التزم ما لا يلزمه من الهاء قبل ألف الردف وقال الطرماح بن حكيم خليلي مد طرفك هل
ترى لي ظعائن باللوى من عوكلان ألم تر أن عرفان الثريا يهيج لي بقزوين احتزاني
وينسب إلى قزوين خلق لا يحصون منهم الخليل بن عبد الله بن الخليل أبو يعلى
القزويني روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري وغيره روى عنه الإمام أبو
بكر بن لال الفقيه الهمذاني حكاية في معجمه وسمع هو من ابن لال الكبير قال شيرويه
قال حدثنا عنه ابنه أبو زيد الواقد بن الخليل الخطيب وأبو الفتح بن لال وغيرهما من
القزوينيين وكان فهما حافظا ذكيا فريد عصره في الفهم والذكاء قال شيرويه في تاريخ
همذان ومن أعيان الأئمة من أهل قزوين محمد بن يزيد بن ماجة أبو عبد الله القزويني
الحافظ صاحب كتاب السنن سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما والعباس بن الوليد الخلال
وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ومحمود بن خالد والعباس بن عثمان وعثمان بن
إسماعيل بن عمران الذهلي وهشام بن خالد وأحمد بن أبي الحواري وبمصر أبا طاهر بن
سرح ومحمد بن رويح ويونس بن عبد الأعلى وبحمص محمد بن مصفى وهشام بن عبد الملك
اليزني وعمرا ويحيى ابني عثمان وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة وأحمد بن عبدة
وإسماعيل بن أبي موسى الفزاري وأبا خيثمة زهر بن حرب وسويد بن سعيد وعبد الله بن
معاوية الجمحي وخلقا سواهم روى عنه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبو
عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن أبراهيم
بن حكيم وأبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قال ابن ماجة رحمه الله عرضت هذه النسخة
يعني كتابه في السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال أظن هذه إن وقعت في أيدي الناس
تعطلت هذه الجوامع كلها أو قال أكثرها ثم قال لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا
مما في إسناده ضعف أو قال عشرين أو نحو هذا من الكلام قال جعفر بن إدريس في تاريخه
مات أبو عبد الله بن ماجة يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة
372 وسمعته يقول ولدت في سنة 902
القزية بالزاي كذا أملاه علي المفضل بن أبي الحجاج وهو حصن باليمن
باب القاف والسين وما يليهما
قسا بالفتح والقصر منقول عن الفعل الماضي من قسا يقسو وهو الصلابة في كل شيء وقسا
موضع بالعالية قال ابن أحمر بهجل من قسا ذفر الخزامى تداعى الجربياء به الحنينا
وقيل قسا قرية بمصر تنسب إليها الثياب القسية التي جاء فيها النهي عن النبي صلى
الله عليه و سلم
وقد
ذكر بعد في قس وقال ثعلب في قول الراعي وما كانت الدهنا لها غير ساعة وجو قسا جاوزن
واليوم يصبح قال قسا قارة ببلاد تميم يقصر ويمد تقول بنو ضبة إن قبر ضبة بن أد بها
وتكنوا فيها أبا مانع أي منعناها
قساء بالكسر والمد ذو قساء موضع عند ذات العشر من منازل حاج البصرة بين ماوية
والينسوعة يجوز أن يكون جمع قسوة مثل قصعة وقصاع
قساء بالضم والمد قرأت بخط ابن مختار اللغوي المصري مما نقله من خط الوزير المغربي
قسا منونا وقساء ممدودا موضع وقسا موضع غير منون هذا نص عليه ولم يحتج قال ابن
الأعرابي أقسى الرجل إذا سكن قساء وهو جبل وكل اسم على فعال فهو ينصرف وأما قساء
فهو على قسواء على فعلاء في الأصل فلم ينصرف لذلك قال ذلك الأزهري وقال جران العود
النميري وكان فؤادي قد صحا ثم هاجه حمائم ورق بالمدينة هتف كأن هدير الظالع الرجل
وسطها من البغي شريب يغرد مترف يذكرنا أيامنا بسويقة وهضب قساء والتذكر يشعف فبت
كأن الليل فينان سدرة عليها سقيط من ندى الليل ينطف أراقب لوحا من سهيل كأنه إذا
ما بدا من آخر الليل يطرف
قساس بالضم وبعد الألف سين أخرى جبل لبني نمير وقال غيره قساس جبل لبني أسد وإذا
قيل بالصاد فهو جبل لهم أيضا فيه معدن من حديد تنسب السيوف القساسية إليه قال
الراجز يصف فأسا أخضر من معدن ذي قساس كأنه في الحيد ذي الأضراس يرمى به في البلد
الدهاس وقال أبو طالب بن عبد المطلب يخاطب قريشا في الشعب ألا أبلغا عني على ذات
بيننا لؤيا وخصا من لؤي بني كعب ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول
الكتب وأن الذي ألصقتم من كتابكم لكم كائن نحسا كراغية السقب أفيقوا أفيقوا قبل أن
يحفر الثرى ويصبح من لم يجن ذنبا كذي ذنب فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا لعزاء من عض
الزمان ولا كرب ولما تبن منا ومنكم سوالف وأيد أترت بالقساسية الشهب بمعترك ضنك
ترى كسر القنا به والنسور الطخم يعكفن كالشرب وقال أبو منصور ذكر أبو عبيد عن
الأصمعي من أسماء السيوف القساسي ولا أدري إلى ما نسب وقال شمر قساس يقال إنه معدن
الحديد بأرمينية نسب السيف إليه قال جرير إن القساسي الذي تعصى به خير من الإلف
الذي تعطى
به
وقساس أو قساس بالفتح معدن العقيق باليمن قال جران العود ذكرت الصبا فانهلت العين
تذرف وراجعك الشوق الذي كنت تعرف وكان فؤادي قد صحا ثم هاجني حمائم ورق بالمدينة
هتف تذكرنا أيامنا بسويقة وهضب قساس والتذكر يشعف
قسامل بالفتح قبيلة من اليمن ثم من الأزد يقال لهم القساملة لهم خطة بالبصرة تعرف
بقسامل هي الآن عامرة آهلة بين عظم البلد وشاطىء دجلة رأيتها وهي علم مرتجل لا أعرف
غيره في اللغة
قسام بالفتح والتخفيف وآخره ميم قال أبو عبيد القسام والقسامة الحسن قالوا القسامي
الذي يطوي الثياب وقسام اسم موضع قال بعضهم فهممت ثم ذكرت ليل لقاحنا بلوى عنيزة
أو بنعف قسام هكذا ضبطه الأديبي ونقل عن ابن خالويه قشام بالضم والشين المعجمة وقد
ذكرته هناك
قسر اسم لجبل السراة ورد ذلك في حديث نبوي ذكره أبو الفرج الأصبهاني في خبر عبد
الله القسري روى عن خالد بن يزيد عن إسماعيل بن خالد بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال أسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف فأهدى إلى
النبي صلى الله عليه و سلم قوسا فقال النبي صلى الله عليه و سلم من أين لك يا أسد
هذه النبعة فقال يا رسول الله تنبت بجبالنا بالسراة فقال الثقفي يا رسول الله
الجبل لنا أم لهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم الجبل جبل قسر به سمي قسر بن
عبقر فقال يا رسول الله ادع لي فقال اللهم اجعل نصرك ونصر دينك في عقب أسد ابن كرز
هذا خبر والله أعلم به فإن عقب أسد كانوا شر عقب وإنه جد خالد بن عبد الله القسري
ولم يكن أضر على الإسلام منه فإنه قاتل عليا رضي الله عنه في صفين ولعنه على
المنابر عدة سنين
القس بالفتح وهو في اللغة النميمة وقيل تتبع الشيء وطلبه قال الليث قس موضع في
حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن لبس القسي قال أبو
عبيد قال عاصم بن كليب وهو الذي روى الحديث سألنا عن القسي فقيل هي ثياب يؤتى بها
من مصر فيها حرير قال أبو بكر بن موسى القس ناحية من بلاد الساحل قريبة إلى ديار
مصر تنسب إليها الثياب القسية التي جاء النهي فيها وقال شمر قال بعضهم القسي القزي
أبدلت زايه سينا وأنشد لربيعة بن مقروم جعلن عتيق أنماط خدورا وأظهرن الكداري
والعهونا على الأحداج واستشعرن ريطا عراقيا وقسيا مصونا قلت وفي بلاد الهند بين
نهر وارا بلد يقال له القس مشهور يجلب منه أنواع من الثياب والمآزر الملونة وهي
أفخر من كل ما يجلب من الهند من ذلك الصنف ويجلب منه النيل الذي يصبغ به وهو أيضا
أفضل أنواعه وحدثني أحد أثبات المصريين قال سألت عرب الجفار عن القس فأريت شبيها
بالتل عن بعد فقيل لي هذا القس وهو موضع قريب من الساحل بين الفرما والعريش خراب
لا أثر
فيه
وقال الحسن بن محمد المهلبي المصري الطريق من الفرما إلى غزة على الساحل من الفرما
إلى رأس القس وهو لسان خارج في البحر وعنده حصن يسكنه الناس ولهم حدائق وأجنة وماء
عذب ويزرعون زرعا ضعيفا بلا ثور ميلا وهذا يؤيد ما حكاه لي المقدم ذكره وكان
الحاكي لهذا قد صنف للعزيز صاحب مصر كتابا وكانت ولايته في سنة 365 ووفاته في سنة
836
قسطانة بالضم ويروى بالكسر وبعد الألف نون قرية بينها وبين الري مرحلة في طريق
ساوة يقال لها كستانة ينسب إليها أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد
بن زيد بن زياد ابن ميمون الرازي القسطاني مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي
عن محمد بن خالد بن حرملة العبدي وهدبة بن خالد وغيرهما روى عنه محمد بن مخلد وأبو
بكر الشافعي وابن أبي حاتم وغيرهم وكان صدوقا وقال سليم بن أيوب أرى أصلنا من قسطانة
وهو على باب الري
قسطرة بضم الطاء وتشديد الراء مدينة بالأندلس من عمل جيان بينها وبين بياسة
القسطل بالفتح ثم السكون وطاء مهملة مفتوحة ولام وهو في لغة العرب الغبار الساطع
وفي لغة أهل الشام الموضع الذي تفترق منه المياه وفي لغة أهل المغرب الشاه بلوط
الذي يؤكل وهو موضع بين حمص ودمشق وقيل هو اسم كورة هناك رأيتها
و قسطل موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة قال كثير سقى الله حيا
بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب سواري تنحى كل آخر ليلة وصوب غمام
باكرات الجنائب
قسطلة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الطاء وتشديد اللام وهاء مدينة بالأندلس قد نسب
إليها جماعة من أهل الفضل منهم أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي كاتب الإنشاء
لابن أبي عامر وكان شاعرا مفلقا
قسطنطينية ويقال قسطنطينة بإسقاط ياء النسبة قال ابن خرداذبه كانت رومية دار ملك
الروم وكان بها منهم تسعة عشر ملكا ونزل بعمورية منهم ملكان وعمورية دون الخليج
وبينها وبين القسطنطينية ستون ميلا وملك بعدهما ملكان آخران برومية ثم ملك أيضا
برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سورا وسماها قسطنطينية وهي
دار ملكهم إلى اليوم واسمها إصطنبول وهي دار ملك الروم بينها وبين بلاد المسلمين
البحر المالح عمرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه والحكايات عن
عظمها وحسنها كثيرة ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلي الشرق والشمال
وجانباها الغربي والجنوبي في البر وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعا وسمك الفصيل
مما يلي البحر خمسة بينها وبين البحر فرجة نحو خمسين ذراعا وذكر أن لها أبوابا
كثيرة نحو مائة باب منها باب الذهب وهو حديد مموه بالذهب وقال أبو العيال الهذلي
يرثي ابن عم له قتل بقسطنطينية ذكرت أخي فعاودني رداع القلب والوصب أبو الأضياف
والأيتا م ساعة لا يعد أب
أقام
لدى مدينة آ ل قسطنطين وانقلبوا وهي اليوم بيد الأفرنج غلب عليها الروم وملكوها في
سنة
قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة قسطنطينية طولها ست وخمسون درجة وعشرون دقيقة
وعرضها ثلاث وأربعون درجة وهي في الإقليم السادس طالعها السرطان ولها شركة في النسر
الواقع ثلاث درج في منبر الكفة والردف أيضا سبع درج ولها في رأس الغول عرضه كله
وهي مدينة الحكمة لها تسع عشرة درجة من الحمل بيت عاقبتها تسع درج من الميزان قال
وليست هذه المدينة كسائر المدن لأن لها شركة في كواكب الشمال ومن ههنا صارت دار
ملك وقيل طولها تسع وخمسون درجة ونصف وثلث وعرضها خمس وأربعون درجة قال الهروي ومن
المناير العجيبة منارة قسطنطينية لأنها منارة موثقة بالرصاص والحديد والبصرم وهي
في الميدان إذا هبت عليها الرياح أمالتها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا من أصل كرسيها
ويدخل الناس الخزف والجوز في خلل بنائها فتطحنه وفي هذا الموضع منارة من النحاس
وقد قلبت قطعة واحدة إلا أنها لا يدخل إليها ومنارة قريبة من البيمارستان قد ألبست
بالنحاس بأسرها وعليها قبر قسطنطين وعلى قبره صورة فرس من نحاس وعلى الفرس صورته
وهو راكب على الفرس وقوائمه محكمة بالرصاص على الصخر ما عدا يده اليمنى فإنها
سائبة في الهواء كأنه رفعها ليشير وقسطنطين على ظهره ويده اليمنى مرتفعة في الجو
وقد فتح كفه وهو يشير إلى بلاد الإسلام ويده اليسرى فيها كرة وهذه المنارة تظهر عن
مسيرة بعض يوم للراكب في البحر وقد اختلفت أقاويل الناس فيها فمنهم من يقول إن في
يده طلسما يمنع العدو من قصد البلد ومنهم من يقول بل على الكرة مكتوب ملكت الدنيا
حتى بقيت بيدي مثل هذه الكرة ثم خرجت منها هكذا لا أملك شيئا
قسطيلية بالفتح ثم السكون وكسر الطاء وياء ساكنة ولام مكسورة وياء خفيفة وهاء
مدينة بالأندلس وهي حاضرة نحو كورة البيرة كثيرة الأشجار متدفقة الأنهار تشبه دمشق
قال ابن حوقل في بلاد الجريد من أرض الزاب الكبيرة قسطيلية قال وهي مدينة كبيرة
عليها سور حصين وبها تمر قسب كثير يجلب إلى إفريقية لكن ماءها غير طيب وسعرها غال
وأهلها شراة وهبية وإباضية وقال البكري ما يدل على أن قسطيلية التي بإفريقية كورة
فقال فأما بلاد قسطيلية فإن من مدنها توزر والحمة ونفطه وتوزر هي أمها وهي مدينة
كبيرة وقد مر شرحها وشرح قسطيلية في توزر بأتم من هذا
قسطون حصن كان بالروج من أعمال حلب نزل عليه أبو علي الحسن بن علي بن ملهم العقيلي
في سنة 844 فقاتله وقل الماء عند أهله فأنزلهم على الأمان وكان فيه قوم من أولاد
طلحة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فوجد فيه ألفا من البقر
والغنم والمعز والخيل والحمير كلها ميتة وخربه
قسمل بالفتح ثم السكون موضع
القسم بالفتح ثم السكون مصدر قسمت الشيء أقسمه قسما اسم موضع عن الأديبي
القسميات كأنه جمع قسمية موضع في شعر زهير
قس
الناطف بضم أوله والناطف بالنون وآخره فاء وهو موضع قريب من الكوفة على شاطىء
الفرات الشرقي والمروحة موضع بشاطىء الفرات الغربي كانت به وقعة بين الفرس
والمسلمين في سنة 31 في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمير المسلمين أبو عبيد
بن مسعود بن عمرو قالت الفرس لأبي عبيد إما أن تعبر إلينا أو نعبر إليك فقال بل
نحن نعبر إليكم فنهاه أهل الرأي عن العبور فلج وعبر فكانت الكسرة على المسلمين وفي
هذه الوقعة قتل أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي وكان النصر في هذه الوقعة للفرس
وانهزم المسلمون وأصيب فيها أربعة آلاف من المسلمين ما بين غريق وقتيل ويعرف هذا
اليوم أيضا بيوم الجسر
قسنطانة حصن عجيب من عمل دانية بالأندلس منها أبو الوليد بن خميس القسنطاني من
وزراء بني مجاهد العامري
قسنطينية بضم أوله وفتح ثانيه ثم نون وكسر الطاء وياء مثناة من تحت ونون أخرى
بعدها ياء خفيفة وهاء مدينة وقلعة يقال لها قسنطينية الهواء وهي قلعة كبيرة جدا
حصينة عالية لا يصلها الطير إلا بجهد وهي من حدود إفريقية مما يلي المغرب لها طريق
واتصال بآكام متناسقة جنوبيها تمتد منخفضة حتى تساوي الأرض وحولها مزارع كثيرة
وإليها ينتهي رحيل عرب إفريقية مغربين في طلب الكلإ وتزاور عنها قلعة بني حماد ذات
الجنوب في جبال وأراض وعرة قال أبو عبيد البكري من القيروان إلى مجانة ثم إلى
مدينة ينجس ومن مدينة ينجس إلى قسنطينية وهي مدينة أزلية كبيرة آهلة ذات حصانة
ومنعة ليس يعرف أحصن منها وهي على ثلاثة أنهار عظام تجري فيها السفن قد أحاطت بها
تخرج من عيون تعرف بعيون أشقار تفسيره سوداء وتقع هذه الأنهار في خندق بعيد القعر
متناهي البعد قد عقد في أسفله قنطرة على أربع حنايا ثم بني عليها قنطرة ثانية ثم
بني على الثانية قنطرة ثالثة من ثلاث حنايا ثم بني فوق ذلك بيت ساوى حافتي الخندق
يعبر عليه إلى المدينة ويظهر الماء في قعر هذا الوادي من هذا الموضع كالكوكب
الصغير لعمقه وبعده ومن مدينة قسنطينية إلى مدينة ميلة وإليها ينسب علي بن أبي
القاسم محمد أبو الحسن التميمي المغربي القسنطيني المتكلم الأشعري قدم دمشق وسمع
بها صحيح البخاري من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وخرج إلى العراق وقرأ على أبي
عبد الله محمد بن عتيق القيرواني ولقي الأئمة ثم عاد إلى دمشق وأكرمه رئيسها أبو
داود المضرج بن الصوفي وما أظنه روى شيئا من الحديث لكن قرأ عليه بعض كتب الأصول
وكان يذكر عنه أنه كان يعمل كيمياء الفضة ورأيت له تصنيفا في الأصول سماه كتاب
تنزيه الإله وكشف فضائح المشبهة الحشوية وتوفي بدمشق ثامن عشر رمضان سنة 915
القسومية موضع في ديار بني يربوع قرب طلح
القسوميات بالفتح قال صاحب العين الأقاسيم الحظوظ المقسومة بين العباد الواحدة
أقسومة فإن كان مشتقا فإن الكلمة لما طالت أسقطت ألفها لتخفف عليهم وهو قال
القسوميات عادلة عن طريق فلج ذات اليمين وهي ثمد فيها ركايا كثيرة والثمد ركايا
تملأ فتشرب مشاشتها من الماء ثم ترده قال زهير فعرسوا ساعة في كثب أسنمة ومنهم
بالقسوميات معترك
قسياء
بضم أوله وبعد السين ياء مثناة من تحت والألف ممدودة بوزن شركاء فيجوز أن يكون جمع
قسي كشريك وشركاء وكريم وكرماء وهو قياس في جمع الصفات إما من اسم القبيلة أو من
قولهم عام قسي إذا كان شديدا لا مطر فيه وهو اسم جبل
قسياثا موضع بالعراق له ذكر في فتوح خالد بن الوليد رضي الله عنه
قسيان بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة مثناة من تحت وألف وآخره نون اسم واد وقيل
صحراء وهو في شعر ابن مقبل قال ثم استمروا وألقوا بيننا لبسا كما تلبس أخرى النوم
بالوسن شقت قسيان وازورت وما علمت من أهل تربان من سوء ومن حسن كذا ضبطه الأزدي
بخطه قال قسيان واد ووجدت في العقيق موضعا قيل في شعر فجاء بالتخفيف وهو ألا رب
يوم قد لهوت بقسيان ولم يك بالزميلة الورع الواني فلعله غيره أو يكون خففه ضرورة
أو يكون الأول غلطا
القسيم بفتح أوله وكسر ثانيه وهو فعيل بمعنى مفعول يقال القسيم الذي يقاسمك أرضا
أو دارا أو مالا بينك وبينه وهذه الأرض قسيمة هذه الأرض أي عزلت عنها و ذات القسيم
واد باليمامة
قسين بالضم ثم الكسر والتشديد وياء مثناة من تحت ونون كورة من نواحي الكوفة
قسي كان مروان بن الحكم قد طرد الفرزدق من المدينة لأمر أنكره عليه وكان الفرزدق
قد هرب من زياد قال الفرزدق فخرجت أريد اليمن حتى صرت بأعلى ذي قسي وهو طريق اليمن
من البصرة إذا رجل قد أقبل فأخبرني بموت زياد فنزلت عن الراحلة وسجدت شكرا لله
تعالى فرجعت فمدحت عبيد الله بن زياد وهجوت مروان فقلت وقفت بأعلى ذي قسي مطيتي
أمثل في مروان وابن زياد فقلت عبيد الله خيرهما أبا وأدناهما من رأفة وسداد
باب القاف والشين وما يليهما
قشاب بخط اليزيدي موضع في شعر الفضل بن العباس اللهبي حيث يقول سلي عالجت عليا عن
شبابي وجاورت القناطر أو قشابا ألسنا آل بكر نحن منها وإذا كان السلام بها رطابا
لنا الحجران منها والمصلى وولانا العليم بها الحجابا
قشار موضع في شعر خداش عن نصر
قشارة بالضم والتخفيف وهو ما يقشر عن شجرة من شيء رقيق وهو ماء لأبي بكر بن كلاب
قشاقش بلد بحضر موت يسكنه كندة ويقال له كسر قشاقش قال أبو سليمان بن يزيد بن
الحسن الطائي وأوطن منا في قصور براقش فما ود وادي الكسر كسر قشاقش
إلى
قينان كل أغلب رائش بهاليل ليسوا بالدناء الفواحش ولا الحلم إن طاش الحليم بطائش
والكسر قرى كثيرة
قشام بالضم القشم شدة الأكل وخلطه والقشام اسم لما يؤكل مشتق من القشم والقشامة ما
يبقى من الطعام على الخوان قال الأصمعي إذا انتفض البسر قبل أن يصير بلحا قيل
أصابه القشام وقشام اسم جبل عن ابن خالويه وذكر بإسناده أنه قال قالت أنيسة زوجة
جبيهاء الأشجعي لجبيهاء واسمه يزيد بن عبيد بن غفيلة لو هاجرت بنا إلى المدينة
وبعت إبلك وافترضت في العطاء كان خيرا لك قال أفعل فأقبل بها وبإبله حتى إذا كان
بحرة واقم في شرقي المدينة شرعها حوضا وأقام يسقيها فحنت ناقة منها ونزعت إلى
وطنها وتبعتها الإبل فطلبها ففاتته فقال لزوجته هذه الإبل لا تعقل تحن إلى أوطانها
فنحن أولى بالحنين منها أنت طالق إن لم ترجعي فقالت فعل الله بك وفعل ورجع إلى
وطنه وقال قالت أنيسة بع تلادك والتمس دارا بيثرب ربة الآطام تكتب عيالك في العطاء
وتفترض وكذاك يفعل حازم الأقوام إذ هن عن حسبي مذاود كلما نزل الظلام بعصبة أغتام
إن المدينة لا مدينة فالزمي حقف الستار وقنة الارجام يحلب لك اللبن الغريض وينتزع
بالعيش من يمن إليك وشام وتجاوري النفر الذين بنبلهم أرمي العدو إذا نهضت أرامي
الباذلين اذا طلبت تلادهم والمانعي ظهري من الجرام
قشان بالفتح ناحية بالأهواز قريبة من الفندم من عملها عن نصر
قشاوة بالضم وبعد الألف واو يقال قشوت القضيب أي خرطته وأقشوه أنا قشوا والمقشو
منه قشاوة وقشاوة ضفيرة والضفيرة المسناة المستطيلة في الأرض كانت بها وقعة لبني
شيبان على سليط بن يربوع قال الأصمعي ولبني أبي بكر في أعالي نجد القشاوة قال أبو
أحمد قشاوة القاف مضمومة والشين معجمة أسر فيه من فرسان بني تميم أبو مليل عبد
الله بن الحارث أسره بسطام بن قيس وقتل ابناه بجير وحريب الأجيمر وقتل فيه جماعة
من فرسان بني تميم وفيه قيل أسرنا مالكا وأبا مليل وخرقنا الأجيمر بالعوالي وقال
جرير بئس الفوارس يوم نعف قشاوة والخيل عادية على بسطام ويروى قنع قشاوة قال زيد
الخيل نحن الفوارس يوم نعف قشاوة إذ ثار نقع كالعجاجة أغبر يوحون مالكهم ونوحي
مالكا كل يحض على القتال ويذمر صدر النهار يدر كل وتيرة بأسنة منها سمام تقطر
فتواهقوا
رسلا كأن شريدهم جنح الظلام نعام سيف نفر ونحا على شيبان ثم فوارس لا ينكلون إذا
الكماة تنزر
قشب حصن من قطر سرقسطة ينسب إليه أبو الحسن نفيس بن عبد الخالق بن محمد الهاشمي
القشبي المقري لقيه السلفي بالإسكندرية وكان قرأ القرآن على مشايخ وسمع الحديث
وجاور مكة مدة قال وقرأ علي بعد رجوعه من مكة وتوجه إلى الأندلس
قشبرة بضم أوله وثانيه وسكون الباء الموحدة وراء ووجدت بعض المغاربة قد كتبه
قشوبرة بواو وهي مدينة من نواحي طليطلة من إقليم ششلة بالأندلس ينسب إليها أبو
الحسن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري القشبري سمع الحديث بأصبهان من أبي الفتوح
أسعد بن محمود بن خلف العجلي ومحمد بن زيد الكراني وحدث بما وراء النهر ببخارى
وسمرقند وكان عالما بالهندسة وتوفي بسمرقند فيما بلغني
قشتالة إقليم عظيم بالأندلس قصبته اليوم طليطلة وجميعه اليوم بيد الأفرنج
قشتليون بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق وسكون اللام وياء مثناة من تحت وواو
ساكنة ونون حصن من أعمال شنتبرية بالأندلس
القشر بالفتح ثم السكون مصدر قشرت العود عن لحائه اسم أجبل كذا قاله العمراني
القشم بالفتح ثم السكون والقشم شدة الأكل والقشم أيضا البسر الأبيض الذي يؤكل قبل
أن يدرك و القشم اسم موضع
قشمير بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت ساكنة وراء مدينة متوسطة
لبلاد الهند قال إنها مجاورة لقوم من الترك فاختلط نسلهم بهم فهم أحسن خلق الله
خلقة يضرب بنسائهم المثل لهن قامات تامة وصورة سوية وشعور على غاية السباطة والطول
والغلظ تباع الجارية منهن بمائتي دينار وأكثر قال مسعر بن مهلهل في رسالته التي
ذكرنا في ترجمة الصين وخرجنا من جاجلى إلى مدينة يقال لها قشمير كبيرة عظيمة لها
سور وخندق محكمان تكون مثل نصف سندابل مدينة الصين وملكها أكبر من ملك كله وأتم
طاعة ولهم أعياد في رؤوس الأهلة وفي نزول النيرين شرفهما ولهم رصد كبير في بيت
معمول من الحديد الصيني لا يعمل فيه الزمان ويعظمون الثريا وأكلهم البر ويأكلون
المليح من السمك ولا يأكلون البيض ولا يذبحون قال وسرت منها إلى كابل وقد ذكرها
بعض الشعراء فقال وجولت الهنود وأرض بلخ وقشميرا وأدتني الكميت
القشيب بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت وآخره باء موحدة والقشيب في اللغة
المسموم يقال طعام قشيب ورجل قشيب إذا كانا مسمومين والقشيب الجديد من كل شيء
والقشيب الخلق وهو من الأضداد عن ابن الأعرابي والقشيب قصر باليمن عجيب في جميع
أموره وكان الذي بناه من ملوكهم شرحبيل بن يحصب وكان في بعض أركانه لوح من الصفر
مكتوب فيه الذي بنى هذا القصر توبل وشجرا أمرهما ببنائه شرحبيل بن يحصب ملك سبا
وتهامة وأعرابها وفي القشيب يقول علقمة بن مرثد بن علس ذي جدن
أقفر
من أهله القشيب وبان عن أهله الحبيب
باب القاف والصاد وما يليهما
القصا بالضم والقصر كأنه جمع الأقصى مثل الأصغر والصغر والآخر والأخر والأعلى
والعلى اسم ثنية باليمن
قصاص بالضم وقصاص الشعر نهاية منبته يقال ضربه على قصاص شعره وقصاص شعره وقصاص
شعره وهو جبل لبني أسد
قصاصة بمعنى الذي قبله موضع
قصائرة بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت وراء علم مرتجل لاسم جبل في شعر النابغة
ألا أبلغا ذبيان عني رسالة فقد أصبحت عن مذهب الحق جائره فلو شهدت سهم وأبناء مالك
فتعزرني من مرة المتناصره لجاؤوا بجمع لم ير الناس مثله تضاءل منه بالعشي قصائره
وقال عباد بن عوف المالكي الأسدي لمن ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر
فالهدم
القصبات بالفتح جمع قصبة وقصبة القرية والقصر وسطه وقصبة الكورة مدينتها العظمى و
القصبات مدينة بالمغرب من بلاد البربر و القصبات من قرى اليمامة لم تدخل في صلح
خالد أيام مسيلمة
قصدار بالضم ثم السكون ودال بعدها ألف وراء ناحية مشهورة قرب غزنة وقد تقدم في
قزدار وأنها من بلاد الهند وكلا القولين من كتاب السمعاني وذكر أبو النضر العتبي
في كتاب اليميني أن قصدار من نواحي السند وهو الصحيح و قصدار قصبة ناحية يقال لها
طوران وهي مدينة صغيرة لها رستاق ومدن قال الإصطخري والغالب عليها رجل يعرف بمعمر
بن أحمد يخطب للخليفة فقط ومقامه بمدينة تعرف بكيركابان وهي ناحية خصيبة واسعة
الأسعار وبها أعناب ورمان وفواكه وليس بها نخل قال صاحب الفتوح وولى زياد المنذر
بن الجارود العبدي ويكنى أبا الأشعث ثغر الهند فغزا البوقان والقيقان فظفر
المسلمون وغنموا وبث السرايا في بلادهم وفتح قصدار وشتى بها وكان سنان بن سلمة
المحبق الهذلي فتحها قبله إلا أن أهلها انتقضوا وبها مات وقد قيل فيه حل بقصدار
فأضحى بها وفي القبر لم يقفل مع القافلين لله قصدار وأعنابها أي فتى دنيا أجنت
ودين
قصران الداخل وقصران الخارج بلفظ التثنية وما أظنهم ههنا يريدون به التثنية إنما
هي لفظة فارسية يراد بها الجمع كقولهم مردان وزنان في جمع مرد وهو الرجل وزن وهي
المرأة وهما ناحيتان كبيرتان بالري في جبالها فيهما حصن مانع يمتنع على ولاة الري
فضلا على غيرهم فلا تزال رهائن أهله عند من يتملك الري وأكثر فواكه الري من نواحيه
وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الحسين بن أبي القاسم بن علي بن بابا القصراني
الأذوني من أهل قصران الخارج وأذون من قراها وكان شيخا من مشايخ الزيدية صالحا
يرحل إلى الري أحيانا يتبرك به الناس سمع المجالس المائتين لأبي سعد
إسماعيل
بن علي السمان الحافظ من ابن أخيه أبي بكر طاهر بن الحسين بن علي ابن السمان عنه
وكان مولده بأذون سنة 594 روى عنه السمعاني بأذون
و قصران أيضا مدينة بالسند عن الحازمي
القصران تثنية القصر وهما قصران بالقاهرة وكان يسكنهما ملوكها الذين انقرضوا
وكانوا ينسبون إلى العلوية وهما قصران عظيمان يقصر الوصف دونهما عن يمين السوق
وشماليه والأمير فارس الدين ميمون القصري الذي كان بالشام مشهورا بالشجاعة والعظم
منسوب إليه لإنه ممن رأى في هذا القصر في أيام أولئك وكان أصله أفرنجيا مملوكا لهم
فلما كان منهم ما كان من مماليك صلاح الدين ظهرت شجاعته فقاد الجيوش إلى أن مات
بحلب في رمضان سنة 616
و القصران أيضا مدينة السيرجان بكرمان كانت تسمى القصرين
القصر لهذا اللفظ بهذا الوزن معان منها القصر الغاية يقال قصرك أن تفعل كذا أي
غايتك والقصر المنع والقصر ضم الشيء إلى أصله الأول والقصر تضييق قيد البعير
والقصر في الصلاة معروف والقصر العشي والقصر قصر الثوب معروف والقصر المراد به
ههنا هو البناء المشيد العالي المشرف مشتق من الحبس والمنع ومنه قوله تعالى حور
مقصورات في الخيام أي محبوسات في خيام من الدر مجوفات ويقال قد قصرهن على أزواجهن
فلا يردن غيرهم والقصر في مواضع كثيرة إلا أنه في الأعم الأكثر مضاف وأنا أرتب على
الحروف ما أضيف إليه ليسهل تطلبه وإنما فعلنا ذلك لأن أكثر من ينسب إلى هذه
المواضع يقال له القصري وربما غلب اسم القصر ونسب إلى ما أضيف إليه
القصر الأبيض والقصر الأبيض من قصور الحيرة ذكر في الفتوح أنه كان بالرقة وأظنه من
أبنية الرشيد وجد على جدار من جدرانه مكتوبا حضر عبد الله بن عبد الله ولأمر ما
كتمت نفسي وغيبت بين الأسماء اسمي في سنة 503 ويقول سبحان من تحلم عن عقوبة أهل
الظلم والجبرية إخوتي ما أذل الغريب وإن كان في صيانة وأشجى قلب المفارق وإن كان
آمنا من الخيانة وأمور الدنيا عجيبة والأعمار فيها غريبة
وذو اللب لا يلوي إليها بطرفه ولا يقتفيها دار مكث لا بقا تأمل تر بالقصر خلقا
تحسه خلا بعد عز كان في الجو قد رقا وأمر ونهي في البلاد ودولة كأن لم تكن فيه
وكان به الشقا
قصر أبي الخصيب بظاهر الكوفة قريب من السدير بينه وبين السدير ديارات الأساقف وهو
أحد المتنزهات يشرف على النجف وعلى ذلك الظهر كله يصعد من أسفله في خمسين درجة إلى
سطح آخر أفيح في غاية الحسن وهو عجيب الصنعة وأبو الخصيب بن ورقاء مولى المنصور
أحد حجابه له ذكر في رصافة المنصور أبي جعفر أمير المؤمنين وفي قصر أبي الخصيب
يقول بعضهم يا دار غير رسمها مر الشمال مع الجنوب بين الخورنق والسدي ر فبطن قصر
أبي الخصيب فالدير فالنجف الأشم جبال أرباب الصليب
قصر
ابن عامر من نواحي مكة قال عمر بن أبي ربيعة ذكرتك يوم القصر قصر ابن عامر بخم
فهاجت عبرة العين تسكب فظلت وظلت أينق برحالها ضوامر يستأنين أيام أركب أحدث نفسي
والأحاديث جمة وأكبر همي والأحاديث زينب إذا طلعت شمس النهار ذكرتها وأحدث ذكراها
إذا الشمس تغرب وإن لها دون النساء لصحبتي وحفظي لها بالشعر حين أشبب وإن الذي
يبغي رضاي بذكرها إلي وإعجابي بها يتحبب
قصر ابن عفان قال أبو الحسن المدائني كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى عبد الله
ابن عامر أن اتخذ دارا ينزلها من قدم البصرة من أهل المدينة وينزلها من قدم من
موالينا فاتخذ القصر الذي يقال له قصر ابن عفان وقصر رملة وجعل بينهما فضاء كان
لدوابهم وإبلهم
قصر ابن عوان كان بالمدينة وكان ينزل في شقه اليماني بنو الجذماء حي من اليمن من
يهود المدينة كانوا بها قبل الأوس والخزرج عن نصر
قصر الأحمرية من نواحي بغداد في أقصى كورة الخالص من الجانب الشرقي عمر في أيام
الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء في أيامنا هذه وفي دار الخلافة موضع
آخر يقال له قصر الأحمرية
قصر الأحنف كان الأحنف بن قيس قد غزا طخارستان في سنة 23 في أيام عثمان وإمارة عبد
الله ابن عامر فحاصر حصنا يقال له سنوان ثم صالحهم على مال وأمنهم يقال لذلك الحصن
قصر الأحنف ينسب إليه أبو يوسف رافع بن عبد الله القصري روى عن يوسف بن موسى
المروروذي سمع منه بقصر الأحنف بن قيس أبو سعيد محمد بن علي بن النقاش
قصر الإفريقي مدينة جامعة على مشرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة
قصر أصبهان ويقال له باب القصر إلا أن النسبة إليه قصري وإليه ينسب الحسين بن معمر
القصري ذكره السمعاني من مشايخه في التحبير
قصر أم حبيب هي أم حبيب بنت الرشيد بن المهدي وهو من محال الجانب الشرقي من بغداد
مشرف على شارع الميدان وكان إقطاعا من الرشيد لعباد بن الخصيب ثم صار جميعه للفضل
ابن الربيع ثم صار جميعه لأم حبيب بنت الرشيد في أيام المأمون ثم صار لبنات
الخلفاء إلى أن صرن يجعلن في قصر المهدي بالرصافة
قصر أم حكيم بمرج الصفر من أرض دمشق هو منسوب إلى أم حكيم بنت يحيى ويقال بنت يوسف
بن يحيى بن الحكم بن العاصي بن أمية وأمها زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
وكانت زوجة عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك فطلقها فتزوجها هشام بن عبد الملك
فولدت له يزيد بن هشام وإليها ينسب أيضا سوق أم حكيم بدمشق وهو سوق القلائين وكانت
معاقرة للشراب ومن قولها ألا فاسقياني من شرابكما الورد وإن كنت قد أنفدت فاستر
هنا بردي
سواري
ودملوجي وما ملكت يدي مباح لكم نهب فلا تقطعا وردي ودخل عليها هشام بن عبد الملك
وهي مفكرة فقال لها في أي شيء تفكرين فقالت في قول جميل فما مكفهر في رحى مرجحنة
ولا ما أسرت في معادنها النحل بأحلى من القول الذي قلت بعدما تمكن من حيزوم ناقتي
الرحل فليت شعري ما الذي قالت له حتى استحلاه ووصفه لقد كنت أحب أن أعلمه فضحك
هشام وقال هذا شيء قد أحب عمك يعني أباه أن يعلمه وسأل عنه من سمع الشعر من جميل
فلم يعلمه فقالت إذا استأثر الله بشيء فاله عنه
قصر أنس بالبصرة ينسب إلى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قصر أوس بالبصرة أيضا ينسب إلى أوس بن ثعلبة بن زفر بن وديعة بن مالك بن تيم الله
بن ثعلبة بن عكابة وكان سيد قومه وكان قد ولي خراسان في الأيام الأموية وإياه عنى
ابن أبي عيينة بقوله بغرس كأبكار الجواري وتربة كأن ثراها ماء ورد على مسك فيا حسن
ذاك القصر قصرا ونزهة ويا فيح سهل غير وعر ولا ضنك كأن قصور القوم ينظرن حوله إلى
ملك موف على قبة الملك يدل عليها مستطيلا بحسنه ويضحك منها وهي مطرقة تبكي
قصر باجة مدينة بالأندلس من نواحي باجة قريبة من البحر زعموا أن العنبر يوجد في
سواحلها
قصر بني خلف بالبصرة ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف بن أسعد ابن
عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة
قصر بني عمر بغوطة دمشق قرية منها نشبة بن حندج بن الحسين بن عبد الله بن خالد بن
يزيد بن صالح بن صبيح بن الحسحاس بن معاوية بن سفيان أبو الحارث المري القصري حدث
عن وجوده في كتاب جده الحسين وروى عنه تمام الرازي وكتب عنه أبو الحسين الرازي
وقال مات سنة 053 قاله أبو القاسم الحافظ
قصر بهرام جور أحد ملوك الفرس قرب همذان بقرية يقال لها جوهسته والقصر كله حجر
واحد منقورة بيوته ومجالسه وخزائنه وغرفه وشرفه وسائر حيطانه فإن كان مبنيا بحجارة
مهندمة قد لوحك بينها حتى صارت كأنها حجر واحد لا يبين منها مجمع حجرين فإنه لعجب
وإن كان حجرا واحدا فكيف نقرت بيوته وخزائنه وممراته ودهاليزه وشرفاته فهذا أعجب
لأنه عظيم جدا كثير المجالس والخزائن والغرف وفي مواضع منه كتابة بالفارسية تتضمن
شيئا من أخبار ملوكهم وسيرهم وفي كل ركن من أركانه صورة جارية عليه كتابة وعلى نصف
فرسخ من هذا القصر ناووس الظبية وقد ذكر في موضعه
قصر جابر وأكثر ما يسمى مدينة جابر بين الري وقزوين من ناحية دستبى ينسب إلى جابر
أحد بني زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
قصر الجص قصر عظيم قرب سامراء فوق الهاروني بناه المعتصم للنزهة وقد تقدم ذكره
وعنده قتل
بختيار
بن معز الدولة بن بويه قتله عضد الدولة ابن عمه
قصر حجاج محلة كبيرة في ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق منسوب إلى حجاج بن عبد الملك
بن مروان قاله الحافظ أبو القاسم
قصر حيفا بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحتها والفاء موضع بين حيفا
وقيسارية ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني القصري سكن حلب
وكان فقيها فاضلا حسن الكلام في المسائل تفقه بالعراق في النظامية مدة على أبي
الحسن الكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي وعلق المذهب والخلاف والأصول على أسعد
الميهني وأبي الفتح بن برهان وسمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان
وأبي طالب الزينبي وارتحل إلى دمشق وعمل بها حلقة المناظرة بالجامع ثم انتقل إلى
حلب فبنى له ابن العجمي بها مدرسة درس بها إلى أن مات في سنة 345 أو 445 وقال
الحافظ أبو القاسم مات بحلب سنة 245
قصر رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند ينسب إليه محمد بن يحيى بن الفتح بن
معاوية بن صالح البزاز السمرقندي كنيته أبو بكر يعرف بالقصري يروي عن عبد الله بن
حماد الآملي وغيره قال أبو سعد الإدريسي إنما سمي بالقصري لسكناه قصر رافع بن
الليث
قصر الرمان من نواحي واسط ذكرناه في رمان وقد نسب إليها الرماني
قصر روناش بالراء المضمومة ثم الواو الساكنة والنون وآخره شين معجمة من كور
الأهواز وهو الموضع المعروف بدزبهل ومعناه قلعة القنطرة ينسب إليه جماعة وافرة
منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله القصري أحد العباد المجتهدين قرىء
عليه في سنة 755
قصر ريان في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى قرب باعشيقا بها قبر الشيخ الصالح
أبي أحمد عبد الله بن الحسن بن المثنى المعروف بابن الحداد وكان أسلافه خطباء
المسجد بالموصل وله كرامات ظاهرة
قصر الريح بكسر الراء والياء المثناة من تحت والحاء المهملة قرية بنواحي نيسابور
كان أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي خطيبها
قصر زربي بالبصرة في سكة المربد في الدباغين كان لمسلم بن عمرو بن الحصين بن أبي
قتيبة ابن مسلم وكان يليه غلام يقال له زربي فلما كثر ولد مسلم بن عمرو وتقاسموه
قال مسكين الدارمي أقمت بقصر زربي زمانا ومربده فدار بني بشير لعمرك ما الكناسة لي
بأم ولا بأب فأكرم من كبير
قصر الزيت بلفظ الزيت الذي يؤكل ويسرج من الأدهان بالبصرة قريب من كلائها ينسب
إليها القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن أبي بردة القصري المعتزلي قاضي فارس
له كتاب في الانتصار لسيبويه على أبي العباس المبرد في كتاب الغلطة وله كتاب في
إعجاز القرآن سألها أبو عبد الله البصري
قصر السلام من أبنية الرشيد بن المهدي بالرقة
قصر الشمع بلفظ الشمع الذي يستصبح به وهو قصر كان في موضع الفسطاط من مصر قبل
تمصير المسلمين لها وكان من حديثه أن الفرس لما اشتد ملكها وقويت على الروم حتى
تملكت الشام ومصر
بدأت
الفرس ببناء هذا القصر وجعلت فيه هيكلا لبيت النار فلم يتم بناؤه على أيديهم فلما
ظهرت الروم تممت بناءه وحصنته وجعلته حصنا مانعا ولم تزل فيه إلى أن نازله
المسلمون مع عمرو بن العاص كما ذكرناه في الفسطاط ففتحه وهيكل النار هو القبة
المعروفة فيه بقبة الدخان اليوم وتحته مسجد معلق أحدثه المسلمون وهذا القصر يعرف
ببابليون وقد ذكر في موضعه ولا أدري لم سمي بالشمع
قصر شعوب قصر عال مرتفع ذكر في الشين في شعوب قال عمر بن أبي ربيعة لعمرك ما جاورت
غمدان طائعا وقصر شعوب أن أكون بها صبا ولكن حمى أضرعتني ثلاثة مجرمة ثم استمرت
بنا غبا
قصر شيرين بكسر الشين المعجمة والياء المثناة من تحت الساكنة وراء مهملة وياء أخرى
ونون وشيرين بالفارسية الحلو وهو اسم حظية كسرى أبرويز وكانت من أجمل خلق الله
والفرس يقولون كان لكسرى أبرويز ثلاثة أشياء لم يكن لملك قبله ولا بعده مثلها فرسه
شبديز وجاريته شيرين ومغنيه وعواده بلهبذ وقصر شيرين موضع قريب من قرميسين بين
همذان وحلوان في طريق بغداد إلى همذان وفيه أبنية عظيمة شاهقة يكل الطرف عن
تحديدها ويضيق الفكر عن الإحاطة بها وهي إيوانات كثيرة متصلة وخلوات وخزائن وقصور
وعقود ومتنزهات ومستشرفات وأروقة وميادين ومصايد وحجرات تدل على طول وقوة قال محمد
بن أحمد الهمذاني كان السبب في بناء قصر شيرين وهو إحدى عجائب الدنيا أن أبرويز
الملك وكان مقامه بقرميسين أمر أن يبنى له باغ يكون فرسخين في فرسخين وأن يحصل فيه
من كل صيد حتى يتناسل جميعه ووكل بذلك ألف رجل وأجرى على كل رجل في كل يوم خمسة
أرغفة من الخبز ورطلين لحما ودورق خمر فأقاموا في عمله وتحصيل صيوده سبع سنين حتى
فرغوا من جميع ذلك فلما تم واستحكم صاروا إلى البلهبذ المغني وسألوه أن يخبر الملك
بفراغهم مما أمروا به فقال أفعل فعمل صوتا وغناه به وسماه باغ نخجيران أي بستان
الصيد فطرب الملك عليه وأمر للصناع بمال فلما سكر قال لشيرين سليني حاجة فقالت
حاجتي أن تصير في هذا البستان نهرين من حجارة تجري فيهما الخمور وتبني لي بينهما
قصرا لم يبن في مملكتك مثله فأجابها إلى ذلك وكان السكر قد غلب عليه فأنسي ما
سألته ولم تجسر أن تذكره به فقالت لبلهبذ ذكره حاجتي ولك علي أن أهب لك ضيعتي
بأصبهان فأجابها إلى ذلك وعمل صوتا ذكره فيه ما وعد به شيرين وغناه إياه فقال
أذكرتني ما كنت قد أنسيته وأمر بعمل النهرين وبناء القصر بينهما فبني على أحسن ما
يكون وأحكمه ووفت لبلهبذ بضمانها فنقل عياله إلى هناك فلذلك صار من ينتمي إليه
بأصبهان وقال بعض شعراء العجم يذكر ذلك يا طالبي غرر الأماكن حيوا الديار ببرزماهن
وسلوا السحاب تجودها وتسح في تلك الأماكن وتزور شبديز الملوك وتنثني نحو المساكن
واها لشيرين التي قرعت فؤادك بالمحاسن
تمضي
على غلوائها لا تستكين ولا تداهن واها لمعصمها المليح وللسوالف والمغابن في كفها
الورق الممس ك والمطيب والمداهن وزجاجة تدع الحكي م إذا انتشى في زي ماجن أنعظت
حين رأيتها واهتاج مني كل ساكن فسقى رباع الكسروي ة بالجبال وبالمدائن دان يسف
ربابه وتناله أيدي الحواصن إنما قاله لأن صورتها مصورة في قصرها كما ذكرناه في
شبديز وللشعراء فيها وفي صورتها التي هناك أشعار قد ذكرت بعضها في شبديز
قصر الطوب بضم الطاء وآخره باء موحدة وهو الآجر بلغة أهل مصر بإفريقية وقد ذكرته
في طوب
قصر الطين بكسر الطاء وآخره نون من قصور الحيرة وقصر الطين قصر بناه يحيى بن خالد
بباب الشماسية
قصر العباس بن عمرو الغنوي كان أميرا مشهورا في أيام المقتدر بالله يتولى أعمال
ديار مضر في وزارة ابن الفرات وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 872
إلى البحرين لقتال أبي سعيد الجنابي فالتقيا فظفر الجنابي وقتل جميع من كان مع
العباس وأسر العباس ثم أطلقه ثم ولي عدة ولايات ومات في سنة 503 وهو يتقلد أمور
الحرب بديار مضر فرتب مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وولي مكانه
جني الصفواني وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد
الرحيم الوزير حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة قال كنت أساير
معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني
بعد النزول وقد نزل بقصر هناك مطل على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن
عمرو الغنوي فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة على الحائط فلما وقع بصره
علي قال اقرأ ما ههنا فتأملت فإذا على الحائط مكتوب يا قصر عباس بن عم رو كيف
فارقك ابن عمرك قد كنت تغتال الدهور فكيف غالك ريب دهرك واها لعزك بل لجودك بل
لمجدك بل لفخرك وتحته مكتوب وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 133 وهو
سيف الدولة وتحته ثلاثة أبيات يا قصر ضعضعك الزما ن وحط من علياء فخرك ومحا محاسن
أسطر شرفت بهن متون جدرك واها لكاتبها الكري م وقدرها الموفي بقدرك وتحته وكتب
الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362 قلت أنا وهو أبو تغلب ناصر
الدولة ابن أخي سيف الدولة وتحته وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبدالله بن حمدان بخطه
سنة 362 قلت أنا وهو أبو تغلب
ناصر
الدولة ابن أخي سيف الدولة وتحته مكتوب يا قصر ما فعل الألى ضريت قبابهم بقعرك
أخنى الزمان عليهم وطواهم تطويل نشرك واها لقاصر عمر من يحتال فيك وطول عمرك وتحته
مكتوب وكتب المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة 883 قلت هذا والد قرواش بن المقلد
أحد أمراء بني عقيل العظماء وتحت ذلك مكتوب يا قصر أين ثوى الكرا م الساكنون قديم
عصرك عاصرتهم فبددتهم وشأوتهم طرا بصبرك ولقد أطال تفجعي يا ابن المسيب رقم سطرك
وعلمت أني لاحق بك مدئب في قفي إثرك وتحته مكتوب وكتب قرواش بن المقلد سنة 104 قال
أبو الهيجاء فعجبت من ذلك وقلت له متى كتب الأمير هذا قال الساعة وقد هممت بهدم
هذا القصر فإنه مشؤوم إذ دفن الجماعة فدعوت له بالسلامة وانصرفت ثم ارتحلنا بعد
ثلاث ولم يهدم القصر وبين ما كتب سيف الدولة ومعتمدها سبعون سنة كاملة فعل الزمان
بأعيانه ما ترى قال وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع إن الذي قسم المعيشة في
الورى قد خصني بالسير في الآفاق مترددا لا أستريح من العنا في كل يوم أبتلى بفراق
قصر عبد الجبار بنيسابور وهو عبد الجبار بن عبد الرحمن وكان ولي خراسان للمنصور
سنة 041 ثم خلع طاعة المنصور فأنفذ إليه من قتله وكان في أول أمره كاتبا وإلى هذا
القصر ينسب محمد بن شعيب بن صالح النيسابوري أبو عبد الله القصري سمع قتيبة بن
سعيد وإسحاق بن راهويه روى عنه علي بن عيسى ومحمد بن إبراهيم الهاشمي
قصر عبد الكريم مدينة على ساحل بحر المغرب قرب سبتة مقابل الجزيرة الخضراء من
الأندلس قد نسب إليه بعضهم
قصر العدسيين جمع العدسي الذي يطبخ العدس وهو قصر كان بالكوفة في طرف الحيرة لبني
عمار بن عبد المسيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن عشير بن الرماح بن عامر المذمم بن
عوف بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن
وبرة وإنما نسبوا إلى أمهم عدسة بنت مالك بن عامر بن عوف الكلبي كذا قال ابن
الكلبي في جمهرته وهو أول شيء فتحه المسلمون لما غزوا العراق
قصر عروة هو بالعقيق منسوب إلى عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد روى عروة بن
الزبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يكون في أمتي خسف وقذف وذلك عند ظهور
عمل قوم لوط فيهم قال عروة فبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحيت عن المدينة وخشيت أن يقع
وأنا بها فنزلت العقيق وبنى به قصره المشهور عند بئره وقال فيه لما فرغ منه
بنيناه
فأحسنا بناه بحمد الله في وسط العقيق تراهم ينظرون إليه شزرا يلوح لهم على وضح
الطريق فساء الكاشحين وكان غيظا لأعدائي وسر به صديقي وأقام عبد الله بن عروة
بالعقيق في قصر أبيه فقيل له لم تركت المدينة فقال لأني كنت بين رجلين حاسد على
نعمة وشامت بنكبة وقال عامر بن صالح في قصر عروة حبذا القصر ذو الطهارة والبئ ر
ببطن العقيق ذات الشبات ماء مزن لم يبغ عروة فيها غير تقوى الإله في المقطعات
بمكان من العقيق أنيس بارد الظل طيب الغدوات و قصر عروة أيضا قرية من نواحي بغداد
من ناحية بين النهرين سمع بها أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي
السقطي شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد ابن هارون بن النجار التميمي
الكوفي على أبي الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد بن القزاز المطيري الخطيب في
سنة 463
قصر عسل بكسر العين والسكون وآخره لام يقال رجل عسل مال كما يقال إزاء مال معناه
أنه يسوسه وهو قصر بالبصرة وقد ذكر في عسل
قصر عيسى هو منسوب إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس وهو أول قصر بناه
الهاشميون في أيام المنصور ببغداد وكان على شاطىء نهر الرفيل عند مصبه في دجلة وهو
اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي وليس للقصر أثر الآن إنما هناك محلة كبيرة
ذات سوق تسمى قصر عيسى وقد روي أن المنصور زار عيسى بن علي ومعه أربعة آلاف رجل
فتغدى عنده وجميع خاصته ودفع إلى كل رجل من الجند زنبيل فيه خبز وربع جدي ودجاجة
وفرخان وبيض ولحم بارد وحلاوى فانصرفوا كلهم مسمطين ذلك فلما أراد المنصور أن
ينصرف قال لعيسى يا أبا العباس لي حاجة قال ما هي يا أمير المؤمنين فأمرك طاعة قال
تهب لي هذا القصر قال ما بي ضن عنك به ولكني أكره أن يقول الناس إن أمير المؤمنين
زار عمه فأخرجه من قصره وشرده وشرد عياله وبعد فإن فيه من حرم أمير المؤمنين
ومواليه أربعة آلاف نفس فإن لم يكن بد من أخذه فليأمر لي أمير المؤمنين بفضاء
يسعني ويسعهم أضرب فيه مضارب وخيما أنقلهم إليها إلى أن أبني لهم ما يواريهم فقال
له المنصور عمر الله بك منزلك يا عم وبارك لك فيه ثم نهض وانصرف وإلى عيسى هذا
ينسب نهر عيسى الذي ببغداد و قصر عيسى أيضا بالبصرة بالخريبة قال الأصمعي قال لي
الفضل بن الربيع يا أصمعي من أشعر أهل زمانك قلت أبو نواس حيث يقول أما ترى الشمس
حلت الحملا وطاب وزن الزمان واعتدلا فقال والله إنه لشاعر فطن ذهن ولكن أشعر منه
الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بالخريبة يا وادي
القصر نعم القصر والوادي من منزل حاضر إن شئت أو بادي ترى قراقيره والعيس واقفة
والضب والنون والملاح والحادي
يعني
ابن أبي عيينة المهلبي
قصر الفرس بكسر الفاء وسكون الراء وسين مهملة والفرس ضرب من النبات وقد ذكر في
الفرس وهو أحد قصور الحيرة الأربعة
قصر الفلوس مدينة بالمغرب قرب وهران
قصر قرنبا بفتح القاف والراء وسكون النون وباء موحدة موضع بخراسان وقيل بمرو كانت
به وقعة لعبد الله بن حازم ببني تميم فهو يوم قرنبا
قصر قضاعة بضم القاف والضاد معجمة قرية من نواحي بغداد قريبة من شهرابان من نواحي
الخالص ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محاسن بن حسان القصر قضاعي المقرىء الشاعر
قدم بغداد وقرأ القرآن واحتدى بالشعر وكان حريصا جشعا جماعا مناعا حصل بذاك الحرص
مبلغا من المال ومات في شهور سنة 575 وقال عبد السلام بن يوسف بن محمد الدمشقي
الواعظ وأنشدني لنفسه غرامي في محبتكم غريمي كما لفراقكم ندمي نديمي صبا هبت
فأصبتني إليكم صبابات نسمن مع النسيم ألا هل مبلغ سلمى بسلمى وذي سلم سلاما من
سليم وهل من كاشف غما بغم عراني بعد سكان الغميم رسوم أقفرت من آل ليلى وعفتها
الرواسم بالرسيم حمامات الحمى هيجن شوقي وقد حمت مفارقة الحميم حرام أن يزور النوم
عيني وقد حرمنه حرم الحريم عدمت الصبر حين وجدت وجدي بكم والعجب وجدان العديم
وعاصيت اللوائم في هواكم لأن اللوم من خلق اللئيم أقدم نحوكم قدم اشتياقي ليقدم
غائب العهد القديم
قصر قيروان كانت مدينة عظيمة في قبلي القيروان بينهما أربعة أميال أول من أسسها
إبراهيم ابن الأغلب بن سالم في سنة 481 وصارت دار أمراء بني الأغلب وكان بها جامع
وفيه صومعة مستديرة مبنية بالآجر والعمد سبع طبقات لم ير أحكم منها ولا أحسن منظرا
وكان بها حمامات كثيرة وأسواق وصهاريج للماء حتى إن أهل القيروان ربما قصر بهم في
بعض السنين الماء فكانوا يجلبونه منها وكان في وسطها رحبة واسعة وتجاورها مدينة
يقال لها الرصافة خربتا معا بعمارة رقادة كما ذكرنا في رقادة
قصر كتامة مدينة بالجزيرة الخضراء من أرض الأندلس ينسب إليها صديقنا الفقيه الأديب
الفتح بن موسى القصري مدرس المدرسة برأس عين وله شعر حسن جيد ونظم المفصل للزمخشري
قصر كثير في نواحي الدينور ينسب إلى كثير بن شهاب الحارثي وكان والي همذان
والدينور من قبل المغيرة بن شعبة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصر كليب ويقال قصر بني كليب قرية بصعيد مصر على شرقي النيل قرب فاو
قصر
كنكور بفتح الكاف وسكون النون وكسر الكاف الأخرى وفتح الواو وآخره راء بليدة بين
همذان وقرميسين وقال ابن المقدسي قصر اللصوص مدينة على سبعة فراسخ من أسداباذ يقال
لها بالفارسية كنكور من حدث بها من أهل العلم يقال له القصري وقال ابن عبد الرحيم
أبو غانم معروف بن محمد بن معروف القصري الملقب بالوزير من أهل قصر كنكور ناحية
بين همذان والدينور كان كاتبا سديدا مليح الشعر كثير المحفوظ تقلد ديوان الإنشاء
بجرجان وخلافة الوزارة في أيام منوجهر بن قابوس بن وشمكير وكان يتردد في الرسائل
بينه وبين محمود ابن سبكتكين لصباحة وجهه فإن محمودا كان لا يقضي حاجة رسول ورد
عليه إذا لم يكن صبيحا وله أشعار حسان منها تذكر أخي إن فرق الدهر بيننا أخا هو في
ذكراك أصبح أو أمسى ولا تنس بعد البعد حق أخوتي فمثلك لا ينسى ومثلي لا ينسى ولن
يعرف الإنسان قدر خليله إذا هو لم يفقد بفقدانه الانسا يقول بفضل النور من خاض
ظلمة ويعرف فضل الشمس من فارق الشما وقال السلفي أنشدني أبو العميثل عبد الكريم بن
أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند في مدرسته بها قال أنشدني أبو غانم معروف بن
محمد معروف القصري لنفسه محن الزمان وإن توالت تنقضي بدوام عمر والحوادث تقلع
فالمحنة الكبرى التي قد كدرت أمنية بمنية لا تدفع وذكر السلفي عمن حدثه قال كان
لأبي غانم القصري أربعمائة غلام يركبون بركوبه وكان يدخل الحمام ليلا فيكون بين
يديه شمع معمول من العود والعنبر وأنواع الطيب إلى أن يخرج ولم يحك عن أحد من
الوزراء ما حكي عنه من التنعم قال ومن شعره نحن نخشى الإله في كل كرب ثم ننساه عند
كشف الكروب كيف نرجو استجابة لدعاء قد سددنا طريقه بالذنوب
قصر الكوفة ينسب إليه عبد الخالق بن محمد بن المبارك الهاشمي أبو جعفر بن أبي هاشم
بن أبي القاسم القصري الكوفي ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجي في تعليقه
فقال القصري من قصر الكوفة مولده في سنة 315 سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي
وذكره في معجم شيوخه قال تميم ومات ببغداد سنة 985 في ثاني رجب ودفن بباب الأزج
عند ابن الخلال
قصر اللصوص قال صاحب الفتوح لما فتحت نهاوند سار جيش من جيوش المسلمين إلى همذان
فنزلوا كنكور فسرقت دواب من دواب المسلمين فسمي يومئذ قصر اللصوص وبقي اسمه إلى
الآن وهو في الأصل موضع قصر كنكور وهو قصر شيرين وقد ذكرا وقال مسعر بن المهلهل
قصر اللصوص بناؤه عجيب جدا وذلك أنه على دكة من حجر ارتفاعها عن وجه الأرض نحو
عشرين ذراعا فيه إيوانات وجواسيق وخزائن يتحير في بنائه وحسن نقوشه الأبصار وكان
هذا القصر معقل أبرويز ومسكنه ومتنزهه لكثرة صيده وعذوبة مائه وحسن
مروجه
وصحاريه وحول هذا القصر مدينة كبيرة لها جامع كذا قال ونسب إليه أبو سعد عبد
العزيز بن بدر القصري الولاشجردي كان قاضي هذا البلد سمع الحديث ذكره أبو سعد في
شيوخه مات في حدود سنة 045
قصر مصمودة بالمغرب
قصر مقاتل قصر كان بين عين التمر والشام وقال السكوني هو قرب القطقطانة وسلام ثم
القريات وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مجروف
بن عامر بن عصية بن امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم قال ابن الكلبي لا أعرف في
العرب الجاهلية من اسمه إبراهيم بن أيوب غيرهما وإنما سميا بذلك للنصرانية وخربه
عيسى بن علي بن عبد الله ثم جدد عمارته فهو له وقال ابن طخماء الأسدي كأن لم يكن
بالقصر قصر مقاتل وزورة ظل ناعم وصديق في أبيات ذكرت في زورة وقال عبيد الله بن
الحر الجعفي وبالقصر ما جربتموني فلم أخم ولم أك وقافا ولا طائشا فشل وبارزت
أقواما بقصر مقاتل وضاربت أبطالا ونازلت من نزل فلا بصرة أمي ولا كوفة أبي ولا أنا
يثنيني عن الرحلة الكسل فلا تحسبني ابن الزبير كناعس إذا حل أغفى أو يقال له ارتحل
فإن لم أزرك الخيل تردي عوابسا بفرسانها حولي فما أنا بالبطل
قصر الملح مدينة كانت بكرمان في الأقليم الثالث طولها إحدى وثمانون درجة وعرضها
اثنتان وثلاثون درجة ونصف
قصر ميدان خالص بدار الخلافة ببغداد
قصر النعمان ينسب إليه محدث وهو عند كمال الدين بن جرادة دام عزه
قصر نفيس بفتح النون وكسر الفاء ثم ياء وسين مهملة على ميلين من المدينة ينسب إلى
نفيس بن محمد من موالي الأنصار قال أحمد ابن جابر قصر نفيس منسوب فيما يقال إلى
نفيس التاجر بن محمد بن زيد بن عبيد بن معلى بن لوذان بن حارثة بن زيد من حلفاء
بني زريق بن عبد حارثة من الخزرج وهذا القصر بحرة واقم بالمدينة واستشهد عبيد بن
المعلى يوم أحد ويقال إن جد نفيس الذي بنى قصره بحرة واقم هو عبيد بن مرة وإن
عبيدا وأباه من سبي عين التمر ومات عبيد أيام الحرة وكان يكنى أبا عبد الله
قصر نواضح في بادية البصرة على يوم من دجلة
قصر الوضاح قصر بني للمهدي قرب رصافة بغداد وقد تولى النفقة رجل من أهل الأنبار
يقال له وضاح فنسب إليه وقيل الوضاح من موالي المنصور وقال الخطيب لما أمر المنصور
ببناء الكرخ قلد ذلك رجلا يقال له الوضاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له قصر
الوضاح والمسجد فيه فهذا يدل على أن قصر الوضاح بالكرخ والله أعلم وذكره علي بن
الجهم فقال سقى الله باب الكرخ من متنزه إلى قصر وضاح فبركه زلزل
منازل
لا يستتبع الغيث أهلها ولا أوجه اللذات عنها بمعزل منازل لو أن امرأ القيس حلها
لأقصر عن ذكر الدخول فحومل إذا لرآني أمنح الود شادنا مقلص أذيال القبا غير مرسل
إذا الليل أدنى مضجعي منه لم يقل عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
قصر ابن هبيرة ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن خديج بن بغيض بن
مالك بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان كان لما ولي العراق
من قبل مروان بن محمد بن مروان بنى على فرات الكوفة مدينة فنزلها ولم يستتمها حتى
كتب إليه مروان بن محمد يأمره بالاجتناب عن مجاورة أهل الكوفة فتركها وبنى قصره
المعروف به بالقرب من جسر سورا فلما ملك السفاح نزله واستتم تسقيف مقاصير فيه وزاد
في بنائه وسماه الهاشمية وكان الناس لا يقولون إلا قصر ابن هبيرة على العادة
الأولى فقال ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنه فرفضه وبنى حياله مدينة ونزلها أيضا
المنصور واستتم بناء كان قد بقي فيها وزاد فيها أشياء وجعلها على ما أراد ثم تحول
منها إلى بغداد فبنى مدينة وسماها مدينة السلام قال هلال بن المحسن في كتاب بغداد
وذكر خرابها وأما قصر ابن هبيرة فإني أذكر فيه عدة حمامات وكثيرا من الناس منهم
قضاة وشهود وعمال وكتاب وأعوان وتناء وتجار وكنت أحدث بذلك شرف الدولة بن علي في
سنة 514 على ضمان النصف من سوق الغزل بها وضمنته بسبعمائة دينار في كل سنة وضمن
الناظر في الحساميات من جهة الغرب النصف الآخر بألف دينار لأن يده كانت بسطى وما
بقي في هذا الموضع اليوم أكثر من خمسين نفسا من رجال ونساء في بيوت شعثة على حال
رثة قال ابن طاهر حدث من هذا القصر علي بن محمد بن علي بن الحسن المكنى أبا الحسن
وهو أخو أحمد بن محمد روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره روى عنه ابن أخيه
أبو عبد الله أحمد بن أحمد ابن محمد وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي
القصري الضرير حدث عن الحسن الحلواني وأحمد الدورقي روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو
بكر الإسماعيلي وغيرهما وعبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله
أبو عبيد الله التميمي المعروف بابن السيني القصري روى عن محمد بن عمر بن زنبور
وأبي محمد الأكفاني روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه توفي سنة 954 وأبو بكر محمد بن
جعفر بن رميس القصري ومحمد بن طوس القصري الذي ينسب إليه تعليق الكتاب عن أبي علي
الفارسي قاله أبو منصور المقدر الأصبهاني في كتاب له صنفه في ثلب أبي الحسن
الأشعري
قصر يانه بالياء المثناة من تحت وألف ساكنة ثم نون مكسورة وبعدها هاء ساكنة هي
رومية اسم رجل وهو اسم لمدينة كبيرة بجزيرة صقلية على سن جبل يشتمل سورها على زروع
وبساتين وعيون ومياه
قصم موضع بالبادية قرب الشام من نواحي العراق مر به خالد بن الوليد رضي الله عنه
لما سار من العراق إلى الشام فصالحه به بنو مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة من
قضاعة ثم أتى منه إلى تدمر
قصوان
يروى بالضم والفتح وهو فعلان من قولهم قصا يقصو قصوا فهو قاص وهو ما تنحى وبعد من
كل شيء وهو موضع في ديار تيم الله بن ثعلبة بن بكر قال مروان بن سمعان ولو أبصرت
جاري عميرة لم تلم بقصوان إذ يعلو مفارقها الدم وقال أبو عبيدة في قول جرير نبيت
بحسان بن واقصة الحصى بقصوان في مستكلئين بطان قال قصوان أرض لبني سعد بن زيد مناة
بن تميم
قصور حسان جمع قصر وحسان يجوز أن يكون فعلان من الحسن فهو منصرف وأن يكون من الحس
وهو القتل فهو لا ينصرف كان عبد الله بن مروان سير حسان بن النعمان الغساني إلى
إفريقية لمحاربة البربر فواقعهم فهزموه فرجع عنهم وأقام بإفريقية خمس سنين وبنى في
مقامه هناك قصورا نسبت إليه إلى هذه الغاية
قصور خيرين من نواحي الموصل ذكر في خيرين
قصة بالفتح وتشديد الصاد الجص الذي تبيض به المنازل ومنه الحديث نهى رسول الله صلى
الله عليه و سلم عن تقصيص القبور وقد أول قول عائشة للنساء لا تغتسلن من الحيض حتى
ترين القصة البيضاء أي القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها القصة لا
تخالطها صفرة قال السكوني ذو القصة موضع بين زبالة والشقوق دون الشقوق بميلين فيه
قلب للأعراب يدخلها ماء السماء عذبا زلالا وإلى هذا الموضع كانت غزاة أبي عبيدة بن
الجراح أرسله إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذو القصة ماء لبني طريف في أجإ وبنو طريف موصوفون بالملاحة قال الشاعر يشب بعودي
مجمر تصطليهما عذاب الثنايا من طريف بن مالك وقيل ذو القصة جبل في سلمى من جبلي
طيء عند سقف وغضور وقال نصر ذو القصة موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا
وهو طريق الربذة وإلى هذا الموضع بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم محمد بن مسلمة
إلى بني ثعلبة بن سعد وفي كتاب سيف خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي القصة وهو على
بريد من المدينة تلقاء نجد فقطع الجنود فيها وعقد فيها الألوية
و القصة مدينة بالهند عنه أيضا
القصيبة تصغير القصبة وهو اسم لمدينة الكورة ويقال كورة كذا قصبتها فلانة يعني
أنها أشهر مدينة بها والقصبة واحدة القصب مشهورة والقصيبة من أرض اليمامة لتيم
وعدي وعكل وثور بني عبد مناة بن أد بن طابخة و القصيبة بين المدينة وخيبر وهو واد
يزهو أسفل وادي الدوم وما قارب ذلك
و قصيبة العجاج أظنها من نواحي اليمامة أقطعه إياها عبد الملك ويوم القصيبة لعمرو
بن هند على بني تميم وهو يوم أواراة قال الأعشى وتكون في السلف الموا زي منقرا
وبني زراره أبناء قوم قتلوا يوم القصيبة من أواره وقال ابن أبي حفصة القصيبة من
أرض اليمامة لبني امرىء القيس والقصيبة في قول الراعي قال يهجو الأخطل
فلن
تشربي إلا بريق ولن تري سواما وحسا بالقصيبة والبشر قال ثعلب القصيبة أرض ثم
الكواثل ثم حوله جبل ثم الرقة وهذه هي التي قرب خيبر وقالت وجيهة بنت أوس الضبية
وعاذلة هبت بليل تلومني على الشوق لم تمح الصبابة من قلبي فما لي إن أحببت أرض
عشيرتي وأحببت طرفاء القصيبة من ذنب فلو أن ريحا بلغت وحي مرسل خفيا لناجيت الجنوب
على النقب وقلت لها أدي إليها تحيتي ولا تخلطيها طال سعدك بالترب فإني إذا هبت
شمالا سألتها هل ازداد صداح النميرة من قرب
القصير بلفظ تصغير قصر في عدة مواضع منها قصير معين الدين بالغور من أعمال الأردن
يكثر فيه قصب السكر و القصير ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق و القصير موضع
قرب عيذاب بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام وبينه وبين عيذاب ثمانية أيام وفيه
مرفأ سفن اليمن وقال ابن عبد الحكم المقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة وما بعد
ذلك من اليحموم وقد اختلف في القصير فقال ابن لهيعة ليس بقصير موسى عليه السلام
ولكنه قصير موسى الساحر وقال المفضل بن فضالة عن أبيه قال دخلنا على كعب الأحبار
فقال ممن أنتم قلنا من مصر قال ما تقولون في القصير قلنا قصير موسى فقال ليس بقصير
موسى ولكنه قصير عزيز مصر وكان إذا جرى النيل يترفع فيه وعلى ذلك فإنه مقدس من
الجبل إلى البحر
القصيعة تصغير قصعة اسم لقريتين بمصر إحداهما في الكورة الشرقية والأخرى في الكورة
السمنودية
قصيص بالفتح ثم الكسر على فعيل والقصيص نبت ينبت في أصول الكمأة وقد يجعل غسلا
للرأس كالخطمي وقصيص ماء بأجإ
القصيم بالفتح ثم الكسر وهو من الرمال ما أنبت الغضا وهي القصائم والواحدة قصيمة
قال أبو منصور القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فلج وأنشد ابن السكيت يا ريها
اليوم على مبين على مبين جرد القصيم ويوم القصيم من أيام العرب قال زيد الخيل
الطائي ونحن الجالبون سباء عبس إلى الجبلين من أهل القصيم فكان رواحها للحي كعب
وكان غدوها لبني تميم وقال أبو عبيد السكوني القصيم بلد قريب من النباج يسرة في
أقوازه وأجارعه فيه أودية وفيه شجر الفاكهة من التين والخوخ والعنب والرمان وهو
بلد وبىء وفيه يقول الشاعر إن القصيم بلد محمه أنكد أفنى أمة فأمه وقال الأصمعي
بعد ذكره الرمة واد وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم وهو رمل لبني عبس
قصيمة بالفتح ثم الكسر وهي الرملة التي تنبت الغضا والجمع قصيم وحكي فيه القصيمة
بلفظ التصغير ويضاف فيقال قصيمة الطراد قال
الأسود
بن يعفر بالجو فالأمراج حول مرامر فبضارج فقصيمة الطراد وقال بشر بن أبي خازم وفي
الأظعان آنسة لعوب تيمم أهلها بلدا فساروا من اللائي غذين بغير بؤس منازلها
القصيمة فالأوار قال الحفصي القصيمة رمل وغضا باليمامة والله الموفق والمعين
باب القاف والضاد وما يليهما
قضاقضة بضم أوله وتكرير القاف والضاد اسم موضع
قضة قال الأزهري القضة بكسر القاف وتشديد الضاد الوشن قال الراجز معروفة قضتها رعن
الهام والقضة الأرض التي ترابها رمل وجمعها قضات وقال الأزهري قال ابن دريد قضة
موضع معروف كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب تسمى يوم قضة الضاد مشددة
قضة بكسر أوله وتخفيف ثانيه قال صاحب كتاب العين القضة أرض منخفضة ترابها رمل وإلى
جانبها متن مرتفع وجمعها القضون قال أبو منصور القضة بتخفيف الضاد ليست من حد
المضاعف لأن لامه معتلة فهو من باب قضى وهي شجرة من شجر الحمض معروفة وقال ابن
السكيت القضة نبت يجمع القضين والقضون وإذا جمعته على مثال البرى قلت القضى وأما
الأرض التي ترابها رمل فهي القضة بالتشديد وجمعها قضات قال أبو المنذر قضة بكسر القاف
وبعدها ضاد معجمة مخففة عقبة بعارض اليمامة وعارض جبل وهي من قبل مهب الشمال بينها
وبين اليمامة وصمر ماء لبني أسد ثلاثة أيام وأنشد غيره قد وقعت في قضة من شرج ثم
استقلت مثل شدق العلج يصف دلوا والعلج الحمار الوحشي يعني الدلو أنها وقعت في ماء
قليل على حصى في بئر فلم تمتلىء والماء يتحرك فيها كأنها شدق حمار وقال الجميح
واسمه منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف وإن يكن حادث يخشى فذو علق تظل تزجره من خشية
الذيب وإن يكن أهلها حلوا على قضة فإن أهلي الألى حلوا بملحوب لما رأت إبلي قلت
حلوبتها وكل عام عليها عام تجنيب أبقى الحوادث منها وهي تتبعها والحق صرمة راع غير
مغلوب وبقضة كانت وقعة بكر وتغلب العظمى في مقتل كليب والجاهلية تسميها حرب البسوس
وفيه كان يوم التحالق فكانت الدبرة لبكر بن وائل على تغلب فتفرقوا من ذلك اليوم
وبعد تلك الوقعة كانت الوقائع التي جرها قتل كليب بن ربيعة حين قتله جساس بن مرة
فشتتهم أخوه المهلهل في البلاد فقال الأخنس بن شهاب التغلبي وكان رئيسا شاعرا لكل
أناس من معد عمارة عروض إليها يلجؤون وجانب
لكيز
لها البحران والسيف دونها وإن يأتها بأس من الهند كارب تطاير عن أعجاز حوش كأنها
جهام هراق ماءه فهو آيب وبكر لها بر العراق وإن تخف يحل دونها من اليمامة حاجب
وصارت تميم بين قف ورملة لها من جبال منتأى ومذاهب وكلب لها خبت فرملة عالج إلى
الحرة الرجلاء حيث تحارب وغسان جن غيرهم في بيوتهم تجالد عنهم حسر وكتائب وبهراء
حي قد علمنا مكانهم لهم شرك حول الرصافة لاحب وغارت إياد في السواد ودونها برازيق
عجم تبتغي من تضارب ونحن أناس لا حصون بأرضنا مع الغيث ما نلفى ومن هو عازب ترى
رائدات الخيل حول بيوتنا كمعزى الحجاز أعوزتها الزرائب أرى كل قوم قاربوا قيد
فحلهم ونحن خلعنا قيده فهو سارب
القضيب بلفظ القضيب من الشجر واد في أرض تهامة قال بعضهم ففرعنا ومال بنا قضيب أي
علونا وجاء قضيب في حديث الطفيل بن عمرو الدوسي ويوم قضيب كان بين الحارث وكندة
وفي هذا الوادي أسر الأشعث بن قيس وفيه جرى المثل سال قضيب بماء أو حديد وكان من
خبره أن المنذر بن امرىء القيس تزوج هند بنت آكل المرار فولدت له أولادا منهم عمرو
بن هند الملك ثم تزوج أختها أمامة فولدت ابنا سماه عمرا فلما مات المنذر ملك بعده
ابنه عمرو بن هند وقسم لبني أمه مملكته ولم يعط ابن أمامة شيئا فقصد ملكا من ملوك
حمير ليأخذ له بحقه فأرسل معه مرادا فلما كانوا ببعض الطريق تآمروا وقالوا ما لنا
نذهب ونلقي أنفسنا للهلكة وكان مقدم مراد المكشوح ونزلوا بواد يقال له قضيب من أرض
قيس عيلان فثار المكشوح ومن معه بعمرو بن أمامة وهو لا يشعر فقالت له زوجته يا
عمرو أتيت أتيت سال قضيب بماء أو حديد فذهبت مثلا وكان عمرو في تلك الليلة قد أعرس
بجارية من مراد فقال عمرو غيري نفري أي أنك قلت ما قلت لتنفريني به فذهبت مثلا
وخرج إليهم فقاتلهم فقتلوه وانصرفوا عنه فقال طرفة يرثيه ويحرض عمرا على الأخذ
بثأره أعمرو بن هند ما ترى رأي معشر أماتوا أبا حسان جارا مجاورا فإن مرادا قد
أصابوا حريمه جهارا وأضحى جمعهم لك واترا ألا إن خير الناس حيا وهالكا ببطن قضيب
عارفا ومناكرا تقسم فيهم ماله وقطينه قياما عليهم بالمآلي حواسرا ولا يمنعنك بعدهم
أن تنالهم وكلف معدا بعدهم والأباعرا ولا تشربن الخمر إن لم تزرهم جماهير خيل
يتبعن جماهرا
قضين بالكسر والتخفيف وآخره نون وقد ذكر تفسيره في قضة قبل ذو قضين واد في شعر
أمية
حيث
قال عرفت الدار قد أقوت سنينا لزينب إذ تحل بذي قضينا ضبطه السيرافي بفتح القاف
وكسرها وقال قضين موضع ينبت فيه القضة
باب القاف والطاء وما يليهما
قطا بلفظ القطا من الطير الواحدة قطاة ومشيها القطو وأما قطت تقطو فبعض يقول من
مشيها وبعض يقول من صوتها وبعض يقول سميت قطا بصوتها وذو القطا موضع
قطاب بكسر أوله وآخره باء موحدة والقطاب في لغة العرب المزاج تقول قطبت الخمر
وغيره إذا مزجته ويجوز أن يكون جمع قطبة مثل برمة وبرام وهو نبت كأنه حسكة مثلثة
وقطاب اسم موضع في قول الراعي ترعى الدكادك من جنوب قطابا
قطاتان تثنية القطاة موضع في شعر امرىء القيس حيث قال قعدت له وصحبتي بين ضارج
وبين تلاع يثلث فالعريض أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى للأريض
قطابة بالضم وبعد الألف باء موحدة قرية بمصر عن أبي سعد ينسب إليها محمد بن سنجر
القطابي كان من جرجان فسكن قطابة بعد أن كتب ببغداد وكثير من البلاد روى عن محمد
بن يوسف الفريابي روى عنه جماعة وتوفي سنة 852
قطار بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره راء عن نصر وكتبه العمراني بضم أوله يجوز أن
يكون فعالا من قطر الماء أو من قطرت البعير ومن طعنه فقطره أي ألقاه على أحد قطريه
أي شقيه وهو ماء للعرب معروف أحسبه بنجد
قطاقط بفتح أوله وهو جمع قطقط وهذا المطر المتفرق المتهاتن المتتابع وقال الأصمعي
القطقط المطر الصغار كأنه شذر وقطاقط اسم موضع في قول الشاعر ثوينا بالقطاقط ما
ثوينا وبالعبرين حولا ما نريم
قطالية بتخفيف الياء مدينة على سواحل جزيرة صقلية ويقال قطانية وهي مدينة كبيرة
على البحر من سفح جبل النار وتعرف بمدينة الفيل وهي قديمة البناء فيها آثار عجيبة
وكنائس مفروشة بالرخام المجزع وفيها صورة فيل في حجارة وبه سميت مدينة الفيل
قطان موضع في قول الحطيئة الشاعر حيث قال أقاموا بها حتى أبنت ديارهم على غير دين
ضارب بجران عوابس بين الطلح يرجمن بالقنا خروج الظباء من حراج قطان
قطانقان بالفتح وبعد الألف نون ثم قاف وآخره نون أيضا من قرى سرخس
قطانة قال الهروي هي مدينة بجزيرة صقلية بها شهداء في مقبرة شرقيها ذكر لي أنهم
نحو ثلاثين رجلا من التابعين قتلوا هناك والله أعلم وبين قطانة وقصريانه في شرقي
الجزيرة قبر أسد ابن الحارث صاحب الأسديات في الفقه من أعيان الكتاب
القطائط من قرى ذمار باليمن
القطائع
وهو جمع القطيعة وهو ما أقطعه الخلفاء لقوم فعمروه وتعرف بقطائع الموالي وهو موضع
كان ببغداد في الجانب الغربي متصل بربض زهير وهو موالي أم جعفر زبيدة بنت جعفر ابن
المنصور ويتصل بها من جهة أخرى ربض سلمان بن مجالد
القطب بالضم ويضاف إلى ذي وهو القطب القائم الذي تدور عليه الرحى وفيه أربع لغات
قطب وقطب وقطب وقطب وذو القطب موضع بالعقيق
القطبيات بالضم ثم التشديد وبعده باء موحدة وياء مشددة أظنه جمع قطبية من القطب
وهو المزج اسم جبل في شعر عبيد أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب
القطبية بالضم ثم الفتح والتشديد وباء موحدة وياء نسبة وهو واحد الذي قبله ماء
لبني زنباع من بني أبي بكر بن كلاب وكانت القطبية ردهة في جوف سواج
قطربل بالضم ثم السكون ثم فتح الراء وباء موحدة مشددة مضمومة ولام وقد روي بفتح
أوله وطائه وأما الباء فمشددة مضمومة في الروايتين وهي كلمة أعجمية اسم قرية بين
بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر وما زالت متنزها للبطالين وحانة للخمارين وقد أكثر
الشعراء من ذكرها وقيل هو اسم لطسوج من طساسيج بغداد أي كورة فما كان من شرقي
الصراة فهو باد وريا وما كان من غربيها فهو قطربل وقال الببغاء يذكر قطربل وهي
شمالي بغداد وكلواذى وهي جنوبيها كم للصبابة والصبا من منزل ما بين كلواذى إلى
قطربل جادته من ديم المدام سحابة أغنته عن صوب الحيا المتهلل غيث إذا ما الراح
أومض برقه فرعوده حث الثقيل الأول نطفت مواقع صوبه بسحابة تهمي على كرب الفؤاد
فتنجلي راضعت فيه الكأس أهيف ينثني نحوي بجيد رشا وعيني مغزل فأتى وقد نقش الشعاع
بنانه بمموج من نسجها ومبقل وكسا الخضاب بها بنانا يا له لو أنه من وقته لم ينصل
وقال جحظة البرمكي قد أسرفت في العذل مشغولة بعذل مشغول عن العذل تقول هل أقصرت عن
باطل أعرفه عن دينك الأول فقلت ما أحسبني مقصرا ما عصرت راح بقطربل وما استدار
الصدغ في ناعم مورد كاللهب المشعل قالت فأين الملتقى بعد ذا فقلت بين الدن والمبزل
وذكر أبو بكر الصولي قال حدثني أبو ينخت عن سليمان بن أبي نصر قال لما انصرف أبو
نواس من مصر اجتاز بحمص فرأى كثرة خماريها وشهرة الشراب بها وترك كتمان الشاربين
لها شربها فأعجبه ذلك فأقام بها مدة مغتبقا ومصطبحا وكان بها خمار يهودي يقال له
لاوى فقال لأبي نواس كيف رأيت
مدينتنا
هذه وحالنا فيها فقال له حدثنا جماعة من رواتنا أن هذه هي الأرض المقدسة التي
كتبها الله تعالى لبني إسرائيل فقال له الخمار أيما أفضل عندك هذه الأرض أم قطربل
فقال لولا صفاء شراب قطربل وركوبها كاهل دجلة ما كانت إلا بمنزلة حانة من حاناتها
ثم مر بعانة فسمع اصطخاب الماء في الجداول فقال قد أذكرني هذا قول الأخطل من خمر
عانة ينصاع الفؤاد لها بجدول صخب الآذي موار فأقام فيها ثلاثا يشرب من شرابها ثم
قال لولا قربها من قطربل ومجاذبة الدواعي إليها لأقمت بها أكثر من ذلك فلما دخل
إلى الأنبار تسرع إلى بغداد وقال ما قضيت حق قطربل إن أنا لم أبطىء بها فعدل إليها
فأقام ثلاثا حتى أتلف فضلة كانت معه من نفقته وباع رداء معلما من أردية مصر وقال
عند انصرافه من قطربل طربت إلى قطربل فأتيتها بألف من البيض الصحاح وعين ثمانين
دينارا جيادا أعدها فأتلفتها حتى شربت بدين رهنت قميصي للمجون وجبتي وبعت إزارا
معلم الطرفين وقد كنت في قطربل إذ أتيتها أرى أنني من أيسر الثقلين فروحت منها
معسرا غير موسر أقرطس في الإفلاس من مائتين يقول لي الخمار عند وداعه وقد ألبستني
الراح خف حنين ألا رح بزين يوم رحت مودعا وقد رحت منه يوم رحت بشين قال واجتمع
الخمارون للسلام عليه فما شبهتهم وإياه وتعظيمهم له إلا بخاصة الرشيد عند تسليمهم
عليه في يوم حفل له وقال الصولي ومن قوله أقرطس في الإفلاس من مائتين أخذ أبو تمام
قوله بأبي وإن خشنت له بأبي من ليس يعرف غيره أربي قرطست عشرا في محبته في مثلها
من سرعة الطلب ولقد أراني لو مددت يدي شهرين أرمي الأرض لم أصب ولقطربل أخبار
وفيها أشعار يسعنا أن نجمع كتابا في أجلاد من أخبار الخلفاء والمجان والشعراء
والبطالين والمتفجرين ومقابل مدينة آمد بديار بكر قرية يقال لها قطربل تباع فيها
الخمر أيضا قال فيها صديقنا محمد بن جعفر الربعي الحلي الشاعر يقولون ها قطربل فوق
دجلة عدمتك ألفاظا بغير معان أقلب طرفي لا أرى القفص دونها ولا النخل باد من قرى
البردان
قطر كأنه من قطر الماء يقطر قطرا بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء موضع في جوانب
البطائح بين البصرة وواسط عرف بهذه النسبة محمد بن الحكم القطري يروي عن آدم بن
أبي إياس وابن أبي مريم روى عنه عثمان بن محمد السمرقندي
قطر
بالتحريك وآخره راء وروي عن ابن سيرين أنه كان يكره القطر وهو أن يزن جلة من تمر
أو عدلا من المتاع أو الحب ويأخذ ما بقي من المتاع على حساب ذلك ولا يزن وقال أبو
معاذ القطر البيع نفسه قال أبو عبيد القطر نوع من البرود وأنشد كساك الحنظلي كساء
صوف وقطريا فأنت به تفيد وقال البكراوي البرود القطرية حمر لها أعلام فيها بعض
الخشونة وقال خالد بن جنبة هي حلل تعمل في مكان لا أدري أين هو وهي جياد وقد
رأيتها وهي حمر تأتي من قبل البحرين قال أبو منصور في أعراض البحرين على سيف الخط
بين عمان والعقير قرية يقال لها قطر وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها وقالوا قطري
فكسروا القاف وخففوا كما قالوا دهري وقال جرير لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد
غاولن الحزوم الفيافيا كذا روى الأزهري أراد بالقطريات نجائب نسبها إلى قطر لأنه كان
بها سوق لها في قديم الدهر وقال الراعي فجعل النعام قطرية الأوب أوب نعائم قطرية
والآل آل نحائص حقب نسب النعام إلى قطر لاتصالها بالبر ورمال يبرين والنعام تبيض
فيها فتصاد وتحمل إلى قطر وأول بيت جرير وكائن ترى في الحي من ذي صداقة وغيران
يدعو ويله من حذاريا إذا ذكرت هند أتيح لي الهوى على ما ترى من هجرتي واجتنابيا
خليلي لولا أن تظنا بي الهوى لقلت سمعنا من سكينة داعيا قفا واسمعا صوت المنادي
فإنه قريب وما دانيت بالود دانيا ألا طرقت أسماء لا حين مطرق أحم عمانيا وأشعث
ماضيا لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد غاولن الحزوم الفيافيا كذا رواه السكري
من خط ابن أخي الشافعي ومما يصحح أنها بين عمان والبحرين قول عبدة بن الطبيب تذكر
ساداتنا أهلكم وخافوا عمان وخافوا قطر وخافوا الرواطي إذا عرضت ملاحس أولادهن
البقر الرواطي ناس من عبد القيس لصوص
قطرسانية بالفتح ثم السكون والسين مهملة وبعد الألف نون وياء خفيفة بلدة من أعمال
إشبيلية بالأندلس
قطرغاش حصن من أعمال الثغور قرب المصيصة كان أول من عمره هشام بن عبد الملك على يد
عبد العزيز بن حسان الأنطاكي
قطرونية بالضم ثم السكون والراء والواو ساكنة ونون مكسورة وياء مفتوحة بلد بالروم
القطرية من نواحي اليمامة عن الحفصي
قط هو الأبد الماضي والقط القطع وهو بلد بفلسطين بين الرملة وبيت المقدس
القطعاء بالفتح والمد تأنيث الأقطع اسم موضع
قطفتا
بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوق والقصر كلمة عجمية لا أصل لها في
العربية في علمي وهي محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد مجاورة لمقبرة
الدير التي فيها قبر الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه بينها وبين دجلة أقل من ميل
وهي مشرفة على نهر عيسى إلا أن العمارة بها متصلة إلى دجلة بينهما القرية محلة
معروفة ينسب إليها جماعة منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل
الوزان القطفتي سمع جده من أمه أبا بكر بن قفرجل وأبا حفص بن شاهين وروى عنه أبو
بكر الخطيب وتوفي سنة 844 ومولده سنة 361
القطقطانة بالضم ثم السكون ثم قاف أخرى مضمومة وطاء أخرى وبعد الألف نون وهاء
ورواه الأزهري بالفتح والقطقط أصغر المطر وتقطقطت الدلو في البئر إذا انحدرت موضع
قرب الكوفة من جهة البرية بالطف به كان سجن النعمان بن المنذر وقال أبو عبيد الله
السكوني القطقطانة بالطف بينها وبين الرهيمة مغربا نيف وعشرون ميلا إذا خرجت من
القادسية تريد الشام ومنه إلى قصر مقاتل ثم القريات ثم السماوة ومن أراد خرج من
القطقطانة إلى عين التمر ثم ينحط حتى يقرب من الفيوم إلى هيت
القطم بالتحريك شدة غلمة الفحل والقطم الفحل الهائج وقد قطم يقطم والقطم موضع في
شعر الأعشى
قطنا من قرى دمشق منها الحسن بن علي بن محمد أبو علي القطني روى عن أبي بكر محمد
بن حميد بن معيوف روى عنه عبد العزيز الكناني قاله الحافظ أبو القاسم
قطن بالتحريك وآخره نون قال ابن السكيت القطن ما بين الوركين وعن صاحب العين القطن
الموضع العريض بين الثبج والعجز وقال الأصمعي قطن الطائر أصل ذنبه وفي الحديث أن
آمنة لما حملت بالنبي صلى الله عليه و سلم قالت ما وجدته في القطن ولا الثنة ولكني
أجده في كبدي فالقطن أسفل الظهر والثنة أسفل البطن وقطن جبل لبني أسد في قول امرىء
القيس يصف سحابا أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل ثم يقول بعد
أبيات على قطن بالشيم أيمن صوبه وأيسره على الستار فيذبل قال الأصمعي وفيما بين
الفوارة وهي قرية ذكرت في موضعها والمغرب جبل يقال له قطن به مياه أسماؤها السليع
والعاقرة والثيلة والممها وهي لبني عبس كلها وقال الزمخشري هو لبني عبس وأنشد أين
انتهى يا بن صميعاء السنن ليس لعبس جبل غير قطن وقال أبو عبيد الله السكوني قطن
جبل مستدير ململم يجري من رأسه عيون لبني عبس بين الحاجر والمعدن وبه ماء يقال له
السليع وقال بعض الأعراب سلم على قطن إن كنت نازلة سلام من كان يهوى مرة قطنا
أحبه
والذي أرسى قواعده حبا إذا علنت آياته بطنا يا ليتنا لا نريم الدهر ساحته وليتها
حين سرنا غربة معنا ما من غريب وإن أبدى تجلده إلا تذكر عند الغربة الوطنا انظر
وأنت بصير هل ترى قطنا من رأس حوران من آت لنا قطنا يا ويحها نظرة ليست براجعة
خيرا ولكنها من غيره قمنا قال ابن السكيت قطن جبل لبني عبس كثير النخل والمياه بين
الرمة وبين أرض بني أسد وذكر عنه أيضا أنه قال قطن جبل في ديار عبس بين بغيض عن
يمين النباج والمدينة بين أثال وبطن الرمة قال كثير فإنك عمري هل أريك ظعائنا بصحن
الشتا كالدوم من بطن تريما نظرت إليها وهي تنضو وتكتسي من القفر آلاء فما زال
أقتما وقد جعلت أشجان برك يمينها وذات الشمال من مريخة أشأما مولية أيسارها قطن
الحمى تواعدن شربا من حمامة معظما وقال الواقدي قطن ماء ويقال جبل من أرض بني أسد
بناحية فيد وغزوة قطن قتل بها مسعود بن عروة وأمير جيش رسول الله صلى الله عليه و
سلم أبو سلمة بن عبد الأسد وذكره في المغازي كثير
و قطن أيضا موضع من أرض الشربة
قطوان بالتحريك وآخره نون قال أبو عبيد القطو تقارب الخطو من النشاط وقد قطا يقطو
وهو رجل قطوان وقال شمر هو عندي قطوان بسكون الطاء وقطوان موضع جاء ذكره في الحديث
أنه يبعث منه سبعون ألف شهيد وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي قطوان موضع بالكوفة
وليس باسم قبيلة ينسب إليه أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني المحدث المشهور وعبد
الله بن أبي زياد القطواني سمع عبيد الله بن موسى روى عنه أبو بكر بن خزيمة وغيره
ويحيى بن يعلى أبو زكرياء الأسلمي القطواني وليس بيحيى بن يعلى المحاربي فإن
المحاربي ثقة والأسلمي ضعيف وإسماعيل بن خالد القطواني الكوفي و قطوان أيضا قرية
من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها ينسب إليها محمد بن عصام بن أبي أحمد أبو عبد
الله الفقيه القطواني سمع محمد بن نصر المروزي روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ
ومات سنة 253 وإسماعيل بن مسلم شيخ حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن علي المقدمي روى
عنه العباس بن الفضل بن يحيى السمرقندي قال أبو سعد الإدريسي صاحب تاريخ سمرقند لا
أدري أهو من أهلها أو من ساكنيها وأبو محمد محمد بن محمد بن أيوب القطواني كان
مفتيا واعظا مفسرا مات سنة 056 قال المؤلف رحمة الله عليه أنبأنا افتخار الدين أبو
هاشم عبد المطلب ابن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي الحلبي قال حدثنا الشيخ العدل
أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحلمي بإسناد رفعه إلى حذيفة بن اليمان
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وراء سمرقند تربة يقال لها قطوان يبعث منها
سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين من أهل بيته وعترته وقد ذكرت الحديث بطوله
في بخارى
قطور
مدينة من نواحي مصر بكورة الغربية
قطوطى بالفتح على فعولى من القطاط وهو حرف من الجبل وحرف من صخر كأنما قط قطا
والجمع الأقطة وقال أبو زيد هو أعلى حافة الكهف ويجوز أن يكون فعوعل من القطو وهو
تقارب الخطو من النشاط واقطوطى الرجل إذا مشى كذلك وهو اسم موضع
قطيات جمع تصغير قطاة وهو من القطو مشية أو حكاية صوت هضاب لبني جعفر بن كلاب
بالحمى حمى ضرية قال مطير بن أشيم الأسدي فجال جأب كسفود الحديد له وسط الأماعز من
نقع جنابان تهوي سنابك رجليه مجنبة في مكرة من صفيح القف كذان ينتاب ماء قطيات
فأخلفه وكان منهله ماء بحوارن تظل فيه بنات الماء طافية كأن أعينها أشباه خيلان
وقال الأصمعي قال العامري وقطيات هضاب لنا وهن هضاب حمر ملس بالوضح وضح الحمى
متجاورات ينظر بعضهن إلى بعض وهي قلات مياه كعب بن كلاب ومياه بني أبي بكر بن كلاب
قطيعة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة في حديث الأبيض بن حمال المأربي أنه استقطع
النبي صلى الله عليه و سلم الملح الذي بمأرب فأقطعه إياه يقال استقطع فلان الإمام
قطيعة من عفو البلاد فأقطعه إياها إذا سأله أن يقطعها له مفروزة محدودة يملكه
إياها فإذا أعطاه إياها كذلك فقد أقطعه إياها والقطائع من السلطان إنما تجوز في
عفو البلاد التي لا ملك لأحد عليها ولا عمارة توجب ملكا لأحد فيقطع الإمام
المستقطع له منها قدر ما يتهيأ له عمارته بإجرار الماء إليه أو باستخراج عين فيه
أو بتحجير عليه ببناء أو حائط يحرزه وقال العمراني قطيعة موضع شجير فجعله علما
لموضع بعينه وقد أقطع المنصور لما عمر بغداد قواده ومواليه قطائع وكذلك غيره من
الخلفاء وقد أضيف كل قطيعة إلى واحد من رجل أو امرأة وأنا أذكر من أضيف إليه ههنا
على حروف المعجم حسب ترتيب أصل الكتاب ليسهل الطلب ويتيسر السبب إن شاء الله تعالى
قطيعة إسحاق هو إسحاق الأزرق الشروي مولى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس محلة
أقطعها له المنصور ببغداد قرب الكرخ عن يمين سويقة أبي الورد
قطيعة أم جعفر هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين وكانت محلة ببغداد عند
باب التين وهو الموضع الذي فيه مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه قرب الحريم بين دار
الرقيق وباب خراسان وفيها الزبيدية وكان يسكنها خدام أم جعفر وحشمها وقال الخطيب
قطيعة أم جعفر بنهر القلايين ولعلها اثنتان وقد نسب إلى هذه القطيعة إسحاق بن محمد
بن إسحاق أبو عيسى الناقد حدث عن الحسن بن عرفة روى عنه أبو الحسن الجراحي ويوسف
بن عمر القواس وإدريس بن ظهر بن حكيم بن مهران بن فروخ أبو محمد القطيعي حدث عن
أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سلمان روى عنه محمد بن المظفر وغيره
قطيعة بني جدار منسوبة إلى بطن من الخزرج فيما أحسب ببغداد ينسب إليها بعض الرواة
جداري
ذكرته
في بابه
قطيعة الرقيق ببغداد ينسب إليها أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي عن
عبد الله بن أحمد بن حنبل وإبراهيم الحربي وغيرهما روى عنه الحاكم أبو عبد الله
وأبو نعيم الحافظ وغيرهما وكان مكثرا مات في سنة 368 وبطريقه يروى مسند أحمد بن حنبل
قطيعة الربيع وهي منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه وهو والد الفضل
وزير المنصور وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارع الناس من قرية يقال لها بياوري من
أعمال بادوريا وهما قطيعتان خارجة وداخلة فالداخلة أقطعه إياها المنصور والخارجة
أقطعه إياها المهدي وكان التجار يسكنونها حتى صارت ملكا لهم دون ولد الربيع وقد
نسب إلى قطيعة الربيع فيما زعم المحدثون أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن
الحسن الهروي القطيعي بغدادي ثقة
قطيعة ريسانة بفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت وسين مهملة وبعد الألف نون أظنها من
قهارمة المنصور أو ابنه المهدي محلة كانت بقرب مسجد ابن رغبان قرب باب الشعير من
غربي بغداد
قطيعة زهير قرب حريم بني طاهر خربت بالجانب الغربي وهو زهير بن محمد الأبيوردي أحد
القواد الخراسانية وقد ذكر في الزهيرية
قطيعة العجم ببغداد في طرف المدينة بين باب الحلبة وباب الأزج والريان محلة كبيرة
عظيمة فيها أسواق كأنها مدينة برأسها وقد نسب إليها قوم منهم أبو العباس أحمد بن
عمر بن الحسين القطيعي الفقيه الحنبلي كان واعظا وابنه أبو الحسن محمد يحيا الآن
روى عن النقيب أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز وجمع تاريخا لبغداد وأبي بكر
محمد بن أبي عبيد الله نصر الزاغوني وغيرهما ومولده في رجب سنة 456
قطيعة العكي وهو مقاتل بن حكيم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عنزة بن دماعة بن صحار
ابن زيد بن كعب بن غالب بن يزيد بن مرة بن صحار بن الغافق بن عك بن عدنان أحد قواد
أبي جعفر المنصور وكان العكي أحد النقباء السبعين أولي البأس والذكر كانت قطيعته
ببغداد بين باب البصرة وباب الكوفة من مدينة أبي جعفر المنصور وقد مر ذكره في
طاقات العكي
قطيعة عيسى هو عيسى بن علي بن عبد الله ببغداد ينسب إليها إبراهيم بن محمد بن
الهيثم أبو القاسم القطيعي كان يسكن في جوار عبيد العجلي بقطيعة عيسى حدث عن منصور
بن أبي مزاحم وأبي معمر الهذلي وعمرو الناقد وغيرهم روى عنه أبو عبد الله المحاملي
وغيره
قطيعة الفقهاء بالكرخ وقد فرق المحدثون بينها وبين قطيعة الربيع بالكرخ فنسبوا إلى
هذه أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن منصور القطيعي الكرخي روى عن خديجة بنت محمد بن
عبد الله الشاهجانية وابي بكر الخطيب وغيره ذكره أبو سعد في شيوخه وتوفي سنة 735
أو 835
قطيعة أبي النجم ببغداد أيضا بالجانب الغربي أحد قواد المنصور خراساني وكانت أم
سلمة بنت أبي النجم هذا عند أبي مسلم الخراساني وهذه القطيعة متصلة بقطيعة زهير
قرب الحريم الطاهري وهي الآن خراب
قطيعة
النصارى محلة متصلة بنهر طابق من محال بغداد
القطيف بفتح أوله وكسر ثانيه فعيل من القطف وهو القطع للعنب ونحوه كل شيء تقطفه عن
شيء فقد قطعته والقطف الخدش وهي مدينة بالبحرين هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها وكان
قديما اسما لكورة هناك غلب عليها الآن اسم هذه المدينة وقال الحفصي القطيف قرية
لجذيمة عبد القيس وقال عمرو بن أسوى العبدي وتركن عنتر لا يقاتل بعدها أهل القطيف
قتال خيل تنفع ولما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه و سلم قال لسيديها
الجون والجارود وجعل يسألهما عن البلاد فقالا يا رسول الله دخلتها قال نعم دخلت
هجر وأخذت اقليدها وكان نجدة الحروري أنفذ ابنه المطرح في خيل إلى عبد القيس
بالقطيف ليتصدقهم فقتل المطرح في الحرب ثم انتصرت الخوارج عليهم فقال حمل بن
المعني العبدي نصحت لعبد القيس يوم قطيفها فما خير نصح قيل لم يتقبل فقد كان في
أهل القطيف فوارس حماة إذا ما الحرب ألقت بكلكل
القطيفة تصغير القطيفة وهو كساء له خمل يفترشه الناس وهو الذي يسمى اليوم زولية
ومحفورة وهي قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص
قطين قرية من مخلاف سنحان باليمن
قطية بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة أظنه من تقطيت على القوم إذا تطلبتهم حتى تأخذ
منهم شيئا وقطية قرية في طريق مصر في وسط الرمل قرب الفرما بيوتهم صرائف من جريد
النخل وشربهم من ركية عندهم جائفة ملحة ولهم سويق فيه خبز إذا أكل وجد الرمل في
مضغه فلا يكاد يبالغ في مضغه وعندهم سمك كثير لقربهم من البحر
قطية كأنه تصغير قطاة من الطير وهو ماء بين جبلي طيء وتيماء وإياها أراد حاجب بن
حبيب بقوله فيما أحسب وذلك أنهم كثيرا ما يثنون المفرد ويحرفونه للوزن هل أبلغنها
بمثل الفحل ناجية عنس عذافرة بالرحل مذعان كأنها واضح الأقراب حلأه عن ماء ماوان
رام بعد إمكان ينتاب ماء قطيات فأخلفه كأن مورده ماء بحوران
باب القاف والعين وما يليهما
قعاس بكسر أوله وهو جمع القعس وهو ضد الحدب كأنه انقعار الظهر وقعاس جبل من ذي
الرقيبة
القعاقع جمع القعقاع يقال خمس قعقاع إذا كان بعيدا والسير فيه متعبا وكذلك طريق
قعقاع إذا بعد واحتاج السائر فيه إلى جد سمي بذلك لأنه يقعقع الركاب ويتعبها
وبالشريف من بلاد قيس مواضع يقال لها القعاقع عن الأزهري وقال أبو زياد الكلابي
القعاقع بلاد كثيرة من بلاد العجلان وقال البعيث أزارتك ليلى والرفاق بغمرة وقد
بهر الليل النجوم الطوالع
وأنى
اهتدت ليلى لعوج مناخة ومن دون ليلى يذبل فالقعاقع تمطت إلينا هول كل تنوفة تكل
الصبا في عرضها والنزائع طمعت بليلى أن تريع وربما تقطع أعناق الرجال المطامع
وبايعت ليلى في الخلاء ولم يكن شهودي على ليلى عدول مقانع وما أنت في شر إذا كنت
كلما تذكرت ليلى ماء عينك دافع
قعبة العلم أرض واسعة ينزلها العرب في زمن الربيع وهي كثيرة النصي وليس بها ماء
عذب وهي في قبلي بسيطة والعلم جبل عال في غربيها منسوبة إليه وهو في طريق السالك
من تبوك وفي قبليها ماء عذب يقال له ثجر
القعراء تأنيث الأقعر من قولهم أقعرت البئر إذا جعلت لها قعرا وما شابهه والقعراء
اسم ماء أو بقعة
القعر بفتح أوله وسكون ثانيه وهو وسط الشيء مع نزل فيه قال الكندي قال عرام ومن
ذرة قرية يقال لها القعر وقرية يقال لها الشرع وهما شرقيتان وفي كل هذه القرى
مزارع ونخيل على عيون وهما على واد يقال له رخيم والله الموفق
قعرة من قرى اليمن من ناحية ذمار
قعسان بالفتح ثم السكون وهو من القعس ضد الحدب اسم موضع
قعسرى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح السين وتشديد الراء والقصر والقعسري بتخفيف
الراء وتشديد الياء الجمل الضخم الشديد وبهذه الصيغة أظنه للمبالغة والتعظيم وهو اسم
موضع في شعر علقة بن جحوان العنبري تدق الحصى والمرو دقا كأنها بروضة قعسرى سمامة
موكب
القعقاع بالفتح وقد ذكر اشتقاقه في القعاقع وهو طريق تأخذ من اليمامة والبحرين كان
في الجاهلية
قعمعم هو تضعيف القعم وهو ضخم الأرنبة ونتوها وانخفاض القصبة موضع
القعمة من قرى ذمار باليمن
قعيقعان بالضم ثم الفتح بلفظ تصغير وهو اسم جبل بمكة قيل إنما سمي بذلك لأن قطوراء
وجرهم لما تحاربوا قعقعت الأسلحة فيه وعن السدي أنه قال سمي الجبل الذي بمكة
قعيقعان لأن جرهم كانت تجعل فيه قسيها وجعابها ودرقها فكانت تقعقع فيه قال عرام
ومن قعيقعان إلى مكة اثنا عشر ميلا على طريق الحوف إلي اليمن
و قعيقعان قرية بها مياه وزروع ونخيل وفواكه وهي اليمانية والواقف على قعيقعان
يشرف على الركن العراقي إلا أن الأبنية قد حالت بينهما قاله البلخي وقال عمر بن
أبي ربيعة قامت تراءى بالصفاح كأنها كانت تريد لنا بذاك ضرارا سقيت بوجهك كل أرض
جئتها ولمثل وجهك أسقي الأمطارا من ذا نواصل إن صرمت حبالنا أو من نحدث بعدك
الأسرارا هيهات منك قعيقعان وأهلها بالحزنتين فشط ذاك مزارا وبالأهواز جبل يقال له
قيقعان منه نحتت أساطين
مسجد
البصرة سمي بذلك لأن عبد الله بن الزبير ابن العوام ولى ابنه حمزة البصرة فخرج إلى
الأهواز فلما رأى جبلها قال كأنه قعيقعان فلزمه ذلك قال أعرابي لا ترجعن إلى
الأهواز ثانية قعيقعان الذي في جانب السوق
باب القاف والفاء وما يليهما
قفا آدم بالقصر وآدم باسم آدم أبي البشر وهو اسم جبل قال مليح الهذلي لها بين أعيار
إلى البرك مربع ودار ومنها بالقفا متصيف
القفال موضع في شعر لبيد حيث قال ألم تلمم على الدمن الخوالي لسلمى بالمذانب
فالقفال فجنبي صوأر فنعاف قو خوالد ما تحدث بالزوال تحمل أهلها إلا غرارا وعزوا
بعد أحياء حلال
القفاعة من نواحي صعدة ثم أرض خولان باليمن يسكنها بنو معمر بن زرارة بن خولان بها
معدن الذهب
القفس بالضم ثم السكون والسين المهملة وأكثر ما يتلفظ به غير أهله بالصاد وهو اسم
عجمي وهو بالعربية جمع أقفس وهو اللئيم مثل أشهل وشهل قال الليث القفس جبل بكرمان
في حيالها كالأكراد يقال لهم القفس والبلوص قال الراجز يذكره والمشتق منه وكم
قطعنا من عدو شرس زط وأكراد وقفس قفس قال الرهني القفس جبل من جبال كرمان مما يلي
البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم
وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث
ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان
والأصنام ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضا عندهم وفي قدرتهم ثم فتحت
كرمان على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فلم يظهر لأحد منهم من ذلك الزمان إلى
هذا الزمان ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد ولم يكن في جبالهم التي هي
مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلى مسلم إلا ما عساه بناه في
جبالهم الغزاة لهم وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه
قال الرهني وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوت أهلها فيها فليس أحد منهم يعرى
من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل
والنطق اللذين جعلا سببا للأمر والزجر ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي
الرحمة ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمة كالضحك فلم أجد في
القفس منها قليلا ولا كثيرا فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزا
ولو جعلناهم من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يغزى ويدعى ويؤمر وينهى إذا ما كان
على ما بان لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح إلى سياسة سائس ولا دعوة داع وهداية
هاد ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر كأن
السبع الذي يقتل في الحرم والحل وفي السرق والأمن ولا يستبقى للاستصلاح
والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة قال وولد مالك بن فهم ثمانية فراهيد والخمام والهناءة ونوى والحارث ومعن وسليمة وجذيمة الأبرش بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبا هو جد القفس وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال قال الرهني وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا لعقد ديانة ولكن لأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره واستبشارهم عند وصفه قال البشاري الجبال المذكورة بكرمان جبال القفص والبلوص والقارن ومعدن الفضة وجبال القفص شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار وشرقيها الأخواس ومفازة بين القفص ومكران وغربيها البلوص ونواحي هرمز ويقال إنها سبعة أجبل وإن بها نخلا كثيرا وخصبا ومزارع وإنها منيعة جدا والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة يزعمون أنهم عرب وهم مفسدون في الأرض وبين أقاليم الأعاجم مفازة وجبال ليس بها نهر يجري ولا رستاق ولا مدينة مشهورة يسكنها الذعار صعبة المسلك وفيها طرق تسلك من بعض النواحي إلى بعض فلذلك قد عمل فيها حياض ومصانع أكثرها من خراسان وبعضها من كرمان وفارس والجبال والسند وسجستان والذعار بها كثير لأنهم إذا قطعوا في عمل هربوا إلى الآخر وكمنوا في كركس كوه وسياه كوه حيث لا يقدر عليهم وليس بها من المدن المعروفة إلا سفند وهي من حدود سجستان ويحيط بهذه الجبال والمفاوز الموحشة من المدن المعروفة من كرمان خبيص ونرماسير ومن فارس يزد وزرند ومن أصبهان إلى أردستان والجبال قم وقاشان ومن قوهستان طبس وقائن ومن قومس بيار قال ومثلها مثل البحر كيف ما شئت فسر إذا عرفت السمت لأن طرقها مشتهرة مطروقة قال وقد خرجنا من طبس نريد فارس فمكثنا فيها سبعين يوما نعدل من ناحية إلى ناحية نقع مرة في طريق كرمان وتارة نقرب من أصبهان فرأيت من الطرق والمعارج ما لا أحصيه وفي هذه الجبال صرود وجروم ونخيل وزروع ورأيت أسهلها وأعمرها طريق الري وأصعبها طريق فارس وأقربها طريق كرمان وكلها مخيفة من قوم يقال لهم القفص يسيرون إليها من جبال لهم بكرمان وهم قوم لا خلاق لهم وجوههم وحشة وقلوبهم قاسية وفيهم بأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بأخذ المال وإنما يقتلون صاحبه وكل من ظفروا به قتلوه بالأحجار كما تقتل الحيات يمسكون رأس الرجل ويضعونه على بلاطة ويضربونه بالحجارة حتى يتفدغ وسألتهم لم تفعلون ذلك فقالوا حتى لا تفسد سيوفنا فلا يفلت منهم أحد إلا نادرا ولهم مكامن وجبال يمتنعون بها وقتالهم بالنشاب ومعهم سيوف وكان البلوص شرا منهم فتتبعهم عضد الدولة حتى أفناهم وصمد لهؤلاء فقتل منهم كثيرا وشردهم ولا يزال أبدا عنك المتملك على فارس رهائن منهم كلما ذهب قوم استعاد قوما وهم أصبر خلق الله على
الجوع
والعطش وأكثر زادهم شيء يتخذونه من النبق ويجعلونه مثل الجوز يتقوتون به ويدعون
الإسلام وهم أشد على المسلمين من الروم والترك ومن رسمهم أنهم إذا أسروا رجلا
حملوه على العدو معهم عشرين فرسخا حافي القدم جائع الكبد وهم مع ذلك رجالة لا رغبة
لهم في الدواب والركوب وربما ركبوا الجمازات وحدثني رجل من أهل القرآن وقع في
أيديهم قال أخذوا مرة فيما أخذوا من المسلمين كتبا فطلبوا في الأسارى رجلا يقرأ
لهم فقلت أنا فحملوني إلى رئيسهم فلما قرأت الكتب قربني وجعل يسألني عن أشياء إلى
أن قال لي ما تقول فيما نحن فيه من قطع الطريق وقتل النفس فقلت من فعل ذلك استوجب
من الله المقت والعذاب الأليم في الآخرة فتنفس نفسا عاليا وانقلب إلى الأرض واصفر
وجهه ثم أعتقني مع جماعة وسمعت بعض التجار يقول إنهم إنما يستحلون أخذ ما يأخذونه
بتأويل أنها أموال غير مزكاة وأنهم محتاجون إليه فأخذها واجب عليهم وحق لهم
القفص بالضم ثم السكون وآخره صاد مهملة جبال القفص لغة في القفس المذكور قبل هذا
قال أبو الطيب لما أصار القفص أمس الخالي وكان عضد الدولة قد غزا أهل القفص ونكى
فيهم نكاية لم ينكها أحد فيهم وأفنى أكثرهم و القفص أيضا قرية مشهورة بين بغداد
وعكبرا قريب من بغداد وكانت من مواطن اللهو ومعاهد النزه ومجالس الفرح تنسب إليها
الخمور الجيدة والحانات الكثيرة وقد أكثر الشعراء من ذكرها فقال أبو نواس رددتني
في الصبا على عقبي وسمت أهلي الرجوع في أدبي لولا هواؤك ما اغتربت ولا حطت ركابي
بأرض مغترب ولا تركت المدام بين قرى ال كرخ فبورى فالجوسق الخرب وباطرنجى فالقفص
ثم إلى قطربل مرجعي ومنقلبي ولا تخطيت في الصلاة إلى تبت يدا شيخنا أبي لهب كان قد
هوي غلاما من بني أبي لهب لما حج فقال هذه الأبيات ونسب إليها أبو سعد أبا العباس
أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصي الشيخ الصالح سكن بغداد وسمع الحسن بن طلحة
النعالي وغيره وذكره في شيوخه قال ومولده في سنة 466
قفصة بالفتح ثم السكون وصاد مهملة القفص الوثب والقفص النشاط هذا عربي وأما قفصة
اسم البلد فهو عجمي وهي بلدة صغيرة في طرف إفريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب
الكبير بالجريد بينها وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا
الأشنان والشيح يشتمل سورها على ينبوعين للماء أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماء
الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية والأخرى بيش وعلى هذه العين عدة
بساتين ذوات نخل وزيتون وتين وعنب وتفاح وهي أكثر بلاد إفريقية فستقا ومنها يحمل
إلى جميع نواحي إفريقية والأندلس وسجلماسة وبها تمر مثل بيض الحمام وتمير القيروان
بأنواع الفواكه قال وقد قسم ذلك الماء على البساتين بمكيال توزن به
مقادير
شربها معمولة بحكمة لا يدركها الناظر لا يفضل الماء عنها ولا يعوزها تشرب في كل
خمسة عشر يوما شربا وحولها أكثر من مائتي قصر عامرة آهلة تطرد حواليها المياه تعرف
بقصور قفصة ومن قصور قفصة مدينة طراق وهي مدينة حصينة أجنادها أربابها لها سور من
لبن عال جدا طول اللبنة عشرة أشبار خربه يوسف بن عبد المؤمن حتى ألحقه بالأرض لأن
أهلها عصوا عليه مرارا ومنها إلى توزر مدينة أخرى يوم ونصف وقال ابن حوقل قفصة
مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماء قسطيلية وهي تصاقب من جهة إقليم قمودة مدينة
قاصرة قال وأهلها وأهل قسطيلية والحمة ونفطة وسماطة شراة متمردون عن طاعة السلطان
وينسب إلى قفصة جميل بن طارق الإفريقي يروي عن سحنون بن سعيد
قفط بكسر أوله وسكون ثانيه كلمة عجمية لا أعرف في العربية لها أصلا وهي مسماة بقفط
بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وقبط بالباء الموحدة قالوا إنه أخو قفط
وأصله في كلامهم قفطيم ومصريم ولما حاز مصر بن بيصر الديار المصرية كما ذكرنا في
مصر وكثر ولده أقطع ابنه قفط بالصعيد الأعلى إلى أسوان في المشرق وابتنى مدينة قفط
في وسط أعماله فسميت به وهي الآن وقف على العلوية من أيام أمير المؤمنين علي ابن
أبي طالب رضي الله عنه وليس في ديار مصر ضيعة وقف ولا ملك لأحد غيرها إنما الجميع
للسلطان إلا الحبس الجيوشي وهو ضياع وقرى وقفها أمير الجيوش بدر الجمالي قال
والغالب على معيشة أهلها التجارة والسفر إلى الهند وليست على ضفة النيل بل بينهما
نحو الميل وساحلها يسمى بقطر وبينها وبين قوص نحو الفرسخ وفيها أسواق وأهلها أصحاب
ثروة وحولها مزارع وبساتين كثيرة فيها النخل والأترج والليمون والجبل عليها مطل
وإليها ينسب الوزير الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم
الشيباني القفطي أصلهم قديما من أرض الكوفة انتقلوا إليها فأقاموا بها ثم انتقل
فأقام بحلب وولي الوزارة لصاحبها الملك العزيز ابن الملك الظاهر غازي بن أيوب وهو
الآن بها وأبوه الأشرف ولي عدة ولايات منها البيت المقدس وانتقل إلى اليمن فهو إلى
الآن به في حياة وأخوه مؤيد الدين إبراهيم بحلب أيضا وكلهم كتاب علماء فضلاء لهم
تصانيف وأشعار وآداب وذكاء وفطنة وفضل غزير
القف بالضم والتشديد والقف ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا وقال ابن
شميل القف حجارة غاص بعضها ببعض مترادف بعضها إلى بعض حمر لا يخالطها من اللين
والسهولة شيء وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء فيه إشراف على ما حوله وما أشرف
منه على الأرض حجارة تحت تلك الحجارة أيضا حجارة قال ولا تلقى قفا إلا وفيه حجارة
متعلقة عظام مثل الإبل البروك وأعظم وصغار قال ورب قف حجارته فنادير أمثال البيوت
قال ويكون في القف رياض وقيعان فالروضة حينئذ من القف الذي هي فيه ولو ذهبت تحفر
فيها لغلبتك كثرة حجارتها وإذا رأيتها رأيتها طينا وهي تنبت وتعشب وإنما قف القفاف
حجارتها قال الأزهري وقفاف الصمان بهذه الصفة وهي بلاد عريضة واسعة فيها رياض
وقيعان وسلقان كثيرة وإذا أخصبت ربعت العرب جميعا بكثرة مراتعها وهي من حزون نجد و
القف علم لواد من أودية المدينة عليه مال لأهلها وأنشد الأصمعي لتماضر
بنت
مسعود بن عقبة أخي ذي الرمة وكان زوجها خرج عنها إلى القفين نظرت ودوني القف ذو
النخل هل أرى أجارع في آل الضحى من ذرى الرمل فيا لك من شوق وجيع ونظرة ثناها علي
القف خبلا من الخبل ألا حبذا ما بين حزوى وشارع وأنقاء سلمى من حزون ومن سهل لعمري
لأصوات المكاكي بالضحى وصوت صبا في حائط الرمث بالذحل وصوت شمال زعزعت بعد هدأة
ألاء وأسباطا وأرطى من الحبل أحب إلينا من صياح دجاجة وديك وصوت الريح في سعف
النخل فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجمهور حزوى حيث ربتني أهلي وقال زهير لمن طلل
كالوحي عاف منازله عفا الرس منه فالرسيس فعاقله فقف فصارات بأكناف منعج فشرقي سلمى
حوضه فأجاوله ثم أضاف إليه شيئا آخر وثناه فقال زهير أيضا كم للمنازل من عام ومن
زمن لآل سلماء بالقفين فالركن و القف موضع بأرض بابل قرب باجوا وسورا خرج منه شبيب
بن بحرة الأشجعي الخارجي المشارك لابن ملجم في قتل علي رضي الله عنه في جماعة من
الخوارج فخرج إليه أهل الكوفة في إمارة المغيرة بن شعبة فقتلوه
قفل بضم أوله وسكون ثانيه وآخره لام والقفل معروف من الحديد ويجوز أن يكون جمع
قفلة وهي شجرة تنبت في نجود الأرض جمعها قفل وهو موضع في شعر أبي تمام والقفل من
حصون اليمن
قفل قال عرام والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على قفل وقفل الثنية التي تطلعك
على قرن المنازل ثم جبال الطائف تلهزك عن يسارك وأنت تؤم مكة متقاودة وهي جبال حمر
شوامخ أكثر نباتها القرظ
قفوص بالفتح وآخره صاد مهملة ويجوز أن يكون من قولهم قفص فلان يقفص قفصا إذا تشنج
من البرد وكذلك كل شيء إذا تشنج وهو موضع في شعر عدي بن زيد
القفو بالفتح ثم السكون وآخره واو معربة والقفو مصدر قولك قفا يقفو قفوا وهو أن
يتتبع شيئا ومنه قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم وهو اسم موضع
القفيان تصغير تثنية القفا أو تصغير تثنية القفية وهي الزبية على الترخيم وهو موضع
قال مهاة ترعى بالقفيين مرشح
قفير تصغير القفر وهو المكان الخالي من الناس وقد يكون فيه كلأ اسم موضع قال ابن
مقبل كأني ورحلي روحتنا نعامة تخرم عنها بالقفير رئالها
القفير بالفتح ثم الكسر يجوز أن يكون فعيلا من القفر وهو الخلاء والقفير الزنبيل
الكبير لغة يمانية وهو ماء في طريق الشام بأرض عذرة
قفيل
فعيل بفتح أوله وكسر ثانية من قولهم قفل من سفره إذا رجع إلى أهله موضع في ديار
طيء قال زيد الخيل قبل موته في قطعة ذكرت في فردة سقى الله ما بين القفيل فطابة
فما دون أرمام فما فوق منشد
باب القاف واللام وما يليهما
قلاب بالضم والتخفيف وآخره باء موحدة والقلاب داء يأخذ الإبل في رؤوسها فيقلبها
إلى فوق وهو جبل في ديار بني أسد قتل فيه بشر بن عمرو بن مرثد قالت خرنق بنت هفان
بن بدر لقد أقسمت آسى بعد بشر على حي يموت ولا صديق وبعد الخير علقمة بن بشر كما
مال الجذوع من الخريق فكم بقلاب من أوصال خرق أخي ثقة وجمجمة فليق ندامى للملوك
إذا لقوهم حبوا وسقوا بكأسهم الرحيق وأنشد أبو علي الفارسي في كتابه في أبيات
المعاني أقبلن من بطن قلاب بسحر يحملن فحما جيدا غير دعر أسود صلالا كأعيان البقر
وقال قلاب اسم موضع وقال غير هؤلاء قلاب من أعظم أودية العلاة باليمامة ساكنوه بنو
النمر بن قاسط ويوم قلاب من أيامهم المشهورة
قلات بكسر أوله وفي آخره تاء مثناة من فوق وهو جمع قلت وهو كالنقرة تكون في الجبل
يستنقع فيه الماء قال أبو زيد القلت المطمئن في الخاصرة والقلت ما بين الترقوة
والغبب والقلت عين الركية والقلت ما بين الإبهام والسبابة وقال الليث القلت حفرة
يحفرها ماء واشل يقطر من سقف كهف على حجر أير فيوقب فيه على مر الأحقاب وقبة
مستديرة وكذلك إن كان في الأرض الصلبة فهي قلتة وقلت الثريدة أنقوعتها وقال
الأزهري وقلات الصمان نقر في رؤوس قفافها يملؤها ماء السماء في الشتاء وردتها مرة
وهي مفعمة فوجدت القلت منها يأخذ مائة راوية وأقل وأكثر وهي حفر خلقها الله تعالى
في الصخور الصم وقد ذكرها ذو الرمة فقال أمن دمنة بين القلات وشارع تصابيت حتى ظلت
العين تسفح
قلاخ بالضم وآخره خاء معجمة والقلخ والقليخ شدة الهدير وبه سمي القلاخ بن جناب بن
جلاء الراجز شبه بالفحل إذا هدر فقال أنا القلاخ بن جناب بن جلا أخو خناثير أقود
الجملا والقلاخ موضع على طريق الحاج من اليمن كان فيه بستان يوصف بجودة الرمان
وقيل فيه كلاخ قاله نصر وقال جرير ونحن الحاكمون على قلاخ كفينا والجريرة والمصابا
قلاخ موضع في أرض اليمن كانت به وقعة فاختلفوا فيها فكان الحكم لبني رياح بن يربوع
فرضي بحكمهم فيها ويروى على عكاظ
القلادة بالكسر بلفظ القلادة التي تجعل في العنق هو جبل من جبال القبلية عن
الزمخشري
قلاط
بكسر أوله وآخره طاء مهملة قلعة في جبال تارم من جبال الديلم وهي بين قزوين وخلخال
وهي على قلة جبل ولها ربض في السهل فيه سوق وتحتها نهر عليه قنطرة ألواح ترفع
وتوضع وهي لصاحب الموت وكرد كوه
قلاية القس والقلاية بناء كالدير والقس اسم رجل وكانت بظاهر الحيرة وفيها يقول
الثرواني خليلي من تيم وعجل هديتما أضيفا بحث الكاس يومي إلى أمس وإن أنتما حييتماني
تحية فلا تعدوا ريحان قلاية القس وكان هذا القس معروفا بكثرة العبادة ثم ترك ذلك
واشتغل باللهو فقال فيه بعض الشعراء إن بالحيرة قسا قد مجن فتن الرهبان فيه وافتتن
هجر الإنجيل من حب الصبا ورأى الدنيا متاعا فركن
قلب بالضم فيهما وباء موحدة جمع قليب قال الليث القليب البئر قبل أن تطوى فإذا
طويت فهي الطوي وجمعه القلب وقال ابن شميل القليب من أسماء الركي مطوية كانت أو
غير مطوية ذات ماء أو غير ذات ماء جفرا أو غير جفر وقال شمر القليب من أسماء البئر
البدي والعادية ولا تخص بها العادية قال وسميت قليبا لأن حافرها قلب ترابها قال
الأصمعي قال أبو الورد العقيلي القلب مياه لبني عامر بن عقيل بنجد لا يشركهم فيها
أحد غير ركيتين لبني قشير وهي ببياض كعب من خيار مياههم
قلب بالفتح ثم السكون والقلب معروف وقلبت الشيء قلبا إذا أدرته والقلب المحض وقلب
ماء قرب حاذة عند حرة بني سليم وجبل نجدي
قلبين أظنها من قرى دمشق وهي عند طرميس ذكرها ابن عساكر في تاريخه ولم يوضح عنها
قال هشام بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب كان يسكن طرميس
وكانت لجده معاوية وقد ذكرها ابن منير فقال فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال أعلى
فسطرا فجرمانا فقلبين
القلت قال هشام بن محمد أخبرني ابن عبد الرحمن القشيري عن امرأة شريك بن حباشة
النميري قالت خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خرج إلى الشام فنزلنا
موضعا يقال له القلت قالت فذهب زوجي شريك يستقي فوقعت دلوه في القلت فلم يقدر على
أخذها لكثرة الناس فقيل له أخر ذلك إلى الليل فلما أمسى نزل إلى القلت ولم يرجع
فأبطأ وأراد عمر الرحيل فأتيته وأخبرته بمكان زوجي فأقام عليه ثلاثا وارتحل في
الرابع وإذا شريك قد أقبل فقال له الناس أين كنت فجاء إلى عمر رضي الله عنه وفي
يده ورقة يواريها الكف وتشتمل على الرجل وتواريه فقال يا أمير المؤمنين إني وجدت
في القلت سربا وأتاني آت فأخرجني إلى أرض لا تشبهها أرضكم وبساتين لا تشبه بساتين
أهل الدنيا فتناولت منه شيئا فقال لي ليس هذا أوان ذلك فأخذت هذه الورقة فإذا هي
ورقة تين فدعا عمر كعب الأحبار وقال أتجد في كتبكم أن رجلا من أمتنا يدخل الجنة ثم
يخرج قال نعم وإن كان في القوم أنبأتك به فقال هو في القوم فتأملهم فقال هذا هو
فجعل شعار بني نمير خضراء إلى هذا اليوم
القلتان
درب القلتين من ثغور الجزيرة
قلت هبل قال الحفصي في رأس العارض قلت عظيم يقال له قلت هبل وأنشد متى تراني واردا
قلت هبل فشاربا من مائه ومغتسل
قلتة بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوق وهي قرية حسنة تعرف بسواقي قلتة بالصعيد
من شرقي النيل دون إخميم
القلتين كذا يقال كما يقال البحرين قرية من اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد
أيام قتل مسيلمة الكذاب وهما نخل لبني يشكر وفيهما يقول الأعشى شربت الراح
بالقلتين حتى حسبت دجاجة مرت حمارا
قلحاح الحاءان مهملتان جبل قرب زبيد فيه قلعة يقال لها شرف قلحاح
القلخ بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وهو الضرب باليابس على اليابس والقلخ الهدير
وقلخ ظرب في بلاد بني أسد والظرب الرابية الصغيرة
قلري بلدة بالسند بينها وبين المنصورة مرحلة
قلز بكسر أوله وتشديد ثانيه وكسره أيضا وآخره زاي وهو مرج ببلاد الروم قرب سميساط
كان لسيف الدولة بن حمدان قال فيه أبو فراس بن حمدان وأطلعها فوضى على مرج قلز
جواذر في أشباحهن المجاذر وفي أعمال حلب بلد يقال له كلز أظنه غيره والله أعلم
القلزم بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة وميم القلزمة ابتلاع الشيء يقال تقلزمه إذا
ابتلعه وسمي بحر القلزم قلزما لالتهامه من ركبه وهو المكان الذي غرق فيه فرعون
وآله قال ابن الكلبي استطال عنق من بحر الهند فطعن في تهائم اليمن على بلاد فرسان
وحكم والأشعرين وعك ومضى إلى جدة وهو ساحل مكة ثم الجار وهو ساحل المدينة ثم ساحل
الطور وساحل التيماء وخليج أيلة وساحل راية حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها وقال
قوم قلزم بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة والطور ومدين وإلى هذه المدينة ينسب
هذا للبحر وموضعها أقرب موضع إلى البحر الغربي لأن بينها وبين الفرما أربعة أيام
والقلزم على بحر الهند والفرما على بحر الروم ولما ذكر القضاعي كور مصر قال راية
والقلزم من كورها القبلية وفيه غرق فرعون والقلزم في الإقليم الثالث طولها ست
وخمسون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وعشرون درجة وثلث قال المهلبي ويتصل بجبل
القلزم جبل يوجد فيه المغناطيس وهو حجر يجذب الحديد وإذا دلك ذلك الحجر بالثوم بطل
عمله فإذا غسل بالخل عاد إلى حاله ووصف القلزم أبو الحسن البلخي بما أحسن في وصفه
فقال أما ما كان من بحر الهند من القلزم إلى ما يحاذي بطن اليمن فإنه يسمى بحر القلزم
ومقداره نحو ثلاثين مرحلة طولا وأوسع ما يكون عرضا عبر ثلاث ليال ثم لا يزال يضيق
حتى يرى في بعض جوانبه الجانب المحاذي له حتى ينتهي إلى القلزم وهي مدينة ثم تدور
على الجانب الآخر من بحر القلزم وامتداد ساحله من مخرجه يمتد بين المغرب والشمال
فإذا انتهى إلى القلزم فهو آخر امتداد البحر فيعرج حينئذ إلى ناحية المغرب مستديرا
فإذا وصل إلى نصف الدائرة
فهناك
القصير وهو مرسى المراكب وهو أقرب موضع في بحر القلزم إلى قوص ثم يمتد إلى ساحل
البحر مغربا إلى أن يعرج نحو الجنوب فإذا حاذى أيلة من الجانب الجنوبي فهناك عيذاب
مدينة البجاء ثم يمتد على ساحل البحر إلى مساكن البجاء والبجاء قوم سود أشد سوادا
من الحبشة وقد ذكرهم في موضع آخر ثم يمتد البحر حتى يتصل ببلاد الحبشة ثم إلى
الزيلع حتى ينتهي إلى مخرجه من البحر الأعظم ثم إلى سواحل البربر ثم إلى أرض الزنج
في بحر الجنوب وبحر القلزم مثل الوادي فيه جبال كثيرة قد علا الماء عليها وطرق
السير منها معروفة لا يهتدى فيها إلا بربان يتخلل بالسفينة في أضعاف تلك الجبال في
ضياء النهار وأما بالليل فلا يسلك ولصفاء مائه ترى تلك الجبال في البحر وما بين
القلزم وأيلة مكان يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر وقد وصفناه في موضعه
وبقرب تاران موضع يعرف بالجبيلات يهيج وتتلاطم أمواجه باليسير من الريح وهو موضع
مخوف أيضا فلا يسلك قال وبين مدينة القلزم وبين مصر ثلاثة أيام وهي مدينة مبنية
على شفير البحر ينتهي هذا البحر إليها ثم ينعطف إلى ناحية بلاد البجة وليس بها زرع
ولا شجر ولا ماء وإنما يحمل إليها من ماء آبار بعيدة منها وهي تامة العمارة وبها
فرضة مصر والشام ومنها تحمل حمولات مصر والشام إلى الحجاز واليمن ثم ينتهي على شط
البحر نحو الحجاز فلا تكون بها قرية ولا مدينة سوى مواضع بها ناس مقيمون على صيد
السمك وشيء من النخيل يسير حتى ينتهي إلى تاران وجبيلات وما حاذى الطور إلى أيلة
قلت هذا صفة القلزم قديما فأما اليوم فهي خراب يباب وصارت الفرضة موضعا قريبا منها
يقال لها سويس وهي أيضا كالخراب ليس بها كثير أناس قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان
برح الخفاء فأي ما بك تكتم ولسوف يظهر ما تسر فيعلم حملت سقما من علائق حبها والحب
يعلقه السقيم فيسقم علوية أمست ودون مزارها مضمار مصر وعابد والقلزم إن الحمام إلى
الحجاز يشوقني ويهيج لي طربا إذا يترنم والبرق حين أشيمه متيامنا وجنائب الأرواح
حين تنسم لو لج ذو قسم على أن لم يكن في الناس مشبهها لبر المقسم وينسب إلى القلزم
المصري جماعة منهم الحسن بن يحيى بن الحسن القلزمي قال أبو القاسم يحيى بن علي
الطحان المصري يروي عن عبد الله بن الجارود النيسابوري وغيره وسمعت منه ومات سنة
583 وقال ابن البناء القلزم مدينة قديمة على طرف بحر الصين يابسة عابسة لا ماء ولا
كلأ ولا زرع ولا ضرع ولا حطب ولا شجر يحمل إليهم الماء في المراكب من سويس وبينهما
بريد وهو ملح رديء ومن أمثالهم ميرة أهل القلزم من بلبيس وشربهم من سويس يأكلون
لحم التيس ويوقدون سقف البيت هي أحد كنف الدنيا مياه حماماتهم زعاق والمسافة إليهم
صعبة غير أن مساجدها حسنة ومنازلها جليلة ومتاجرها مفيدة وهي خزانة مصر وفرضة
الحجاز ومغوثة الحجاج
و القلزم أيضا نهر غرناطة بالأندلس كذا كانوا يسمونه قديما والآن يسمونه حداره
بتشديد الراء وضمها وسكون الهاء
قلسانة
بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف نون وهي ناحية بالأندلس من أعمال شذونة
وهي مجمع نهر بيطة ونهر لكة وبينها وبين شذونة أحد وعشرون فرسخا وفي كتاب ابن
بشكوال خلف بن هانىء من أهل قلسانة مهمل السين وعلى الحاشية حصن من نظر إشبيلية
رحل إلى الشرق روى فيه روى عن محمد بن الحسن الأبار وغيره حدث عنه عباس بن أحمد الباجي
قلس بالتحريك لعله منقول من الفعل من قولهم قلس الرجل قلسا وهو ما جمع من الحلق
ملء الفم أو دونه وليس بقيء فإذا غلب فهو القيء و قلس موضع بالجزيرة قال عبيد الله
بن قيس الرقيات أقفرت الرقتان فالقلس فهو كأن لم يكن به أنس فالدير أقوى إلى
البليخ كما أقوت محاريب أمة درسوا
قلشانة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وبعد الألف نون مدينة بإفريقية أو ما يقاربها
قلع بالتحريك قال الأزهري القلعة السحابة الضخمة والجمع قلع والحجارة الضخمة هي
القلع و قلع موضع في قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي وهم قتلوا بذي قلع ثقيفا فما
عقلوا ولا فاؤوا يزيد
القلعة بالتحريك مرج القلعة قال العمراني موضع بالبادية وإليه تنسب السيوف وقيل هي
القرية التي دون حلوان العراق ونذكرها في مرج إن شاء الله تعالى قال ابن الأعرابي
في نوادره التي نقلها عنه ثعلب كنف الراعي قلق وقلعة إذا طرحت الهاء فهو ساكن وإذا
أدخلت الهاء فاللام محركة مثل القلعة التي تسكن
القلعة بالفتح ثم السكون اسم معدن ينسب إليه الرصاص الجيد قيل هو جبل بالشام قال
مسعر بن مهلهل الشاعر في خبر رحلته إلى الصين كما ذكرته هناك قال ثم رجعت من الصين
إلى كله وهي أول بلاد الهند من جهة الصين وإليها تنتهي المراكب ثم لا تتجاوزها
وفيها قلعة عظيمة فيها معدن الرصاص القلعي لا يكون إلا في قلعتها وفي هذه القلعة
تضرب السيوف القلعية وهي الهندية العتيقة وأهل هذه القلعة يمتنعون على ملكهم إذا
أرادوا ويطيعونه إذا أرادوا وقال ليس في الدنيا معدن الرصاص القلعي إلا في هذه القلعة
وبينها وبين سندابل مدينة الصين ثلثمائة فرسخ وحولها مدن ورساتيق واسعة وقال أبو
الريحان يجلب الرصاص القلعي من سرنديب جزيرة في بحر الهند وبالأندلس إقليم القلعة
من كورة قبرة وأنا أظن الرصاص القلعي إليها ينسب لأنه من الأندلس يجلب فيكون
منسوبا إليها أو إلى غيرها مما يسمى بالقلعة هناك
و القلعة موضع باليمن ينسب إليها الفقيه القلعي درس بمرباط وصنف كنز الحفاظ في
غريب الألفاظ والمستغرب من ألفاظ المهذب واحتراز المهذب وأحاديث المهذب وكتابا في
الفرائض ومات بمرباط
قلعة أبي الحسن قلعة عظيمة ساحلية قرب صيداء بالشام فتحها يوسف بن أيوب وأقطعها
ميمونا القصري مدة ولغيره
قلعة أبي طويل بإفريقية قال البكري هي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة وتمصرت عند خراب
القيروان
وانتقل إليها أكثر أهل إفريقية قال وهي اليوم مقصد التجار وبها تحل الرحال من
الحجاز والعراق ومصر والشام وهي اليوم مستقر مملكة صنهاجة وبهذه القلعة احتصن أبو
يزيد مخلد بن كيداد من إسماعيل الخارجي
قلعة أيوب مدينة عظيمة جليلة القدر بالأندلس بالثغر وكذا ينسب إليها فيقال ثغري من
أعمال سرقسطة بقعتها كثيرة الأشجار والأنهار والمزارع ولها عدة حصون وبالقرب منها
مدينة لبلة ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم محمد بن قاسم بن خرم من أهل قلعة
أيوب يكنى أبا عبد الله رحل سنة 833 سمع بالقيروان من محمد بن أحمد بن نادر ومحمد
بن محمد بن اللباد حدثنا عنه ابنه عبد الله بن محمد الثغري وقال توفي سنة 443 قاله
ابن الفرضي ومحمد بن نصر الثغري من قلعة أيوب يكنى أبا عبد الله أصله من سرقسطة
وكان حافظا للأخبار والأشعار عالما باللغة والنحو خطيبا بليغا وكان صاحب صلاة قلعة
أيوب قال ابن الفرضي أحسب أن وفاته كانت في نحو سنة 543
قلعة اللان ذكرت في اللان وهي من عجائب الدنيا فيما قيل
قلعة بسر ذكر أهل السير أن معاوية بعث عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية فافتتحها
واختط القيروان وبعث بسر بن أرطاة العامري إلى قلعة من القيروان فافتتحها وقتل
وسبى فهي إلى الآن تعرف بقلعة بسر وهي بالقرب من مجانة عند معدن الفضة وقيل إن
الذي وجه بسرا إلى هذه القلعة موسى بن نصير وبسر يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة
ومولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بسنتين والواقدي يزعم أنه روى عن النبي
صلى الله عليه و سلم
قلعة حماد مدينة متوسطة بين أكم وأقران لها قلعة عظيمة على قلة جبل يسمى تاقربوست
تشبه في التحصن ما يحكى عن قلعة أنطاكية وهي قاعدة ملك بني حماد بن يوسف الملقب
بلكين ابن زيري بن مناد الصنهاجي البربري وهو أول من أحدثها في حدود سنة 073 وهي
قرب أشير من أرض المغرب الأدنى وليس لهذه القلعة منظر ولا رواء حسن إنما اختطها
حماد للتحصن والامتناع لكن يحف بها رساتيق ذات غلة وشجر مثمر كالتين والعنب في جبالها
وليس بالكثير ويتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية وبها الأكسية القلعية الصفيقة
النسج الحسنة المطرزة بالذهب ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزل مع الذهب
بمنزلة الإبريسم ولأهلها صحة مزاج ليس لغيرها وبينها وبين بسكرة مرحلتان وإلى
قسنطينية الهواء أيام وبينها وبين سطيف ثلاث مراحل
قلعة الجص بناحية أرجان من أرض فارس فيها آثار كثيرة من آثار الفرس وهي منيعة جدا
قلعة جعبر على الفرات مقابل صفين التي كانت فيها الوقعة بين معاوية وأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت تعرف أولا بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال
له جعبر ابن مالك فغلب عليها فسميت به
قلعة رباح بالأندلس ذكرت في رباح
قلعة الروم قلعة حصينة في غربي الفرات مقابل البيرة بينها وبين سميساط بها مقام
بطرك الأرمن خليفة المسيح عندهم ويسمونه بالأرمنية كتاغيكوس وهذه القلعة في وسط
بلاد المسلمين وما أظن بقاءها في يد الأرمن مع أخذ جميع ما حولها من البلاد إلا
لقلة جدواها فإنه لا دخل لها وأخرى لأجل مقام رب
الملة
عندهم كأنهم يتركونها كما يتركون البيع والكنائس في بلاد الإسلام ولم يزل كتاغيكوس
الذي يلي البطركة من قديم الزمان من ولد داود عليه السلام وعلامته عندهم طول يديه
وأنهما تتجاوزان ركبتيه إذا قام ومدهما ويلفى ذلك في ولده فلما كانت قرابة سنة 601
اعتمد ليون بن ليون ملك الأرمن الذي بالبقعة الشامية في بلاد المصيصة وطرسوس وأذنة
ما كرهه الأرمن وهو أنه كان إذا نزل بقرية أو بلدة استدعى إحدى بنات الأرمن
فيفترشها في ليلته ثم يطلقها إلى أهلها إذا أراد الرحيل عنهم فشكا الأرمن ذلك إلى
كتاغيكوس فأرسل إليه يقول هذا الذي اعتمدته لا يقتضيه دين النصرانية فإن كنت
ملتزما للنصرانية فارجع عنه وإن كنت لست ملتزما للنصرانية فافعل ما شئت فقال أنا
ملتزم للنصرانية وسأرجع عما كرهه البطرك ثم عاد إلى أمره وأشد فأعادوا شكواه فبعث
إليه مرة أخرى وقال إن رجعت عما تعتمده وإلا حرمتك فلم يلتفت إليه وشكي مرة أخرى
فحرمه كتاغيكوس وبلغه ذلك فكشف رأسه ولم يظهر التوبة عما صنع فامتنع عسكره ورعيته
من أكل طعامه وحضور مجلسه واعتزلته زوجته وقالوا هو الدين لا بد من التزام واجبه
ونحن معك إن دهمك عدو أو طرقك أمر وأما حضورنا عندك فلا وأكل طعامك كذلك فبقي وحده
وإذا ركب ركب في شرذمة يسيرة فضجر وأظهر التوبة وأرسل إلى كتاغيكوس يسأل أن يحضر
لتكون توبته بمحضره وعند حضور الناس يحلله واغتر كتاغيكوس وحضر عنده وأشهد على
نفسه بتحليله وشهد عليه الجموع فلما انفض المجلس أخذ ليون بيده وصعد القلعة وكان
آخر العهد به وأحضر رجلا من أهل بيته أظنه ابن خالته أو شيئا من ذلك وكان مترهبا
فأنفذه إلى القلعة وجعله كتاغيكوس فهو إلى هذه الغاية هناك وانقرضت الكتاغيكوسية
عن آل داود وبلغني أنه لم يبق منهم في تلك النواحي أحد يقوم مقامهم وإن كان في
نواحي أخلاط منهم طائفة والله أعلم
قلعة النجم بلفظ النجم من الكواكب وهي قلعة حصينة مطلة على الفرات على جبل تحتها
ربض عامر وعندها جسر يعبر عليه وهي المعروفة بجسر منبج في الإقليم الرابع طولها
أربع وستون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وعرضها ست وثلاثون درجة وأربع عشرة دقيقة
ويعبر على هذا الجسر القوافل من حران إلى الشام وبينها وبين منبج أربعة فراسخ وهي
الآن في حكم صاحب حلب الملك العزيز ابن الملك الظاهر ابن الملك الناصر يوسف بن
أيوب
قلعة يحصب بالأندلس
قلعيت بكسر العين ثم ياء ساكنة وتاء مثناة من فوق موضع كثير المياه
قلفاو بكسر أوله وسكون ثانيه وفاء وآخره واو معربة صحيحة قرية بالصعيد على غربي
النيل
قلمرية بضم أوله وثانيه وسكون الميم وكسر الراء وتخفيف الياء مدينة بالأندلس وهي
اليوم بيد الأفرنج خذلهم الله
القلمون بفتح أوله وثانيه بوزن قربوس وهو فعلول قال الفراء هو اسم وأنشد بنفسي
حاضر بجنوب حوضى وأبيات على القلمون جون ومن القلمون التي بدمشق بحتري بن عبيد
الله بن سلمان الطابخي الكلبي من أهل القلمون من قرية الأفاعي كذا قال أبو القاسم
روى عن أبيه وسعد
ابن
مسهر روى عنه إسمعيل بن عياش والوليد بن مسلم وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن
ومحمد بن أبي السري العسقلاني وسلمة بن بشر وأبو يحيى حماد السكوني ومحمد بن
المبارك الصوري وقال أبو عبيد البكري في واح الداخلة حصن يسمى قلمون مياهه حامضة
منها يشربون وبها يسقون زروعهم وبها قوامهم وإن شربوا غيرها من المياه العذبة
استوبؤوها وقال غيره أبو قلمون ثوب يتراءى إذا قوبل به عين الشمس بألوان شتى يعمل
ببلاد يونان
قلمية بفتح أوله وثانيه وسكون الميم والياء خفيفة كورة واسعة برأسها من بلاد الروم
قرب طرسوس قال أبو زيد إذا جزت أولاس من بلاد الثغر الشامي دخلت جبالا تنتهي إلى
بحر الروم وولاية يقال لها قلمية وقلمية مدينة كانت للروم وبعض أبواب طرسوس يسمى
باب قلمية منسوب إليها وقلمية ليست على البحر
قلندوش بفتح أوله وثانيه وسكون النون والدال مهملة وواو ساكنة وشين معجمة هي قرية
من قرى سرخس بخراسان
قلنسوة بفتح أوله وثانيه وسكون النون وسين مهملة وواو مفتوحة بلفظ القلنسوة التي
تلبس في الرأس هو حصن قرب الرملة من أرض فلسطين قتل بها عاصم بن أبي بكر بن عبد
العزيز بن مروان وعمرو بن أبي بكر وعبد الملك وأبان ومسلمة بنو عاصم وعمرو بن سهيل
بن عبد العزيز بن مروان ويزيد ومروان وأبان وعبد العزيز والأصبغ بنو عمرو بن سهيل
بن عبد العزيز حملوا من مصر إلى هذا الموضع وقتلوا فيه مع غيرهم من بني أمية
قلنة بلد بالأندلس قال ابن بشكوال عبد الله بن عيسى الشيباني أبو محمد من أهل قلنة
حبر سرقسطة محدث حافظ متقن كان يحفظ صحيح البخاري وسنن أبي داود عن ظهر قلب فيما
بلغني عنه وله اتساع في علم اللسان وحفظ اللغة وأخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم وله
عدة تآليف حسنة وتوفي ببلنسية عام 035
قلوذية هو حصن كان قرب ملطية ذكر في ملطية أنه هدم ثم أعاد بناءه الحسن بن قحطبة
في سنة 141 في أيام المنصور وإليه ينسب بطيلموس صاحب المجسطي
قلورية بكسر أوله وتشديد اللام وفتحه وسكون الواو وكسر الراء والياء مفتوحة خفيفة
وهي جزيرة في شرقي صقلية وأهلها أفرنج ولها مدن كثيرة وبلاد واسعة ينسب إليها فيما
أحسب أبو العباس القلوري روى عن أبي إسحاق الحضرمي وغيره وحدث عنه أبو داود في
سننه ومن مدن هذه الجزيرة قبوة ثم بيش ثم ملف ثم سلورى قال ابن حوقل وهي جزيرة
داخلة في البحر مستطيلة أولها طرف جبل الجلالقة وبلادها التي على الساحل قسانه
وستانه وقطرونية وسبرينه وأسلو جراجه وبطرقوقة وبوه ثم بعد ذلك على الساحل جون
البنادقيين وفيه جزائر كثيرة مسكونة وأمم كالشاعرة وألسنة مختلفة بين أفرنجيين
ويونانيين وصقالبة وبرجان وغير ذلك ثم أرض بلبونس وأغلة في البحر شكلها شكل قرعة
مستطيلة
قلوس بالفتح ثم الضم وآخره سين مهملة قرية على عشرة فراسخ من الري
قلوسنا مثل الذي قبله وزيادة نون وألف هي قرية على غربي النيل بالصعيد
قلونية
بعد الواو الساكنة نون مكسورة ثم ياء خفيفة بلد بالروم بينه وبين قسنطينية ستون
بريدا وصله سيف الدولة في غزاته سنة 533 فقال أبو فراس فأوردها أعلى قلونية امرؤ
بعيد مغار الجيش ألوى مخاطر ويركز في قطري قلونية القنا ومن طعنها نوء بهنزيط ماطر
وعاد بها يهدي إلى أرض قلز هوادي يهديها الهدى والبصائر
قلهات بالفتح ثم السكون وآخره تاء لعله جمع قلهة وهو بثر يكون في الجسد وقيل وسخ
وهو مثل القره وهي مدينة بعمان على ساحل البحر إليها ترفأ أكثر سفن الهند وهي الآن
فرضة تلك البلاد وأمثل أعمال عمان عامرة آهلة وليست بالقديمة في العمارة ولا أظنها
تمصرت إلا بعد الخمسمائة وهي لصاحب هرمز وأهلها كلهم خوارج إباضية إلى هذه الغاية
يتظاهرون بذلك ولا يخفونه
قلهاث بالكسر ثم السكون وآخره ثاء مثلثة كذا ضبطه العمراني وحققه وقال موضع ذكره
بعد قلهات بالتاء المثناة
قلة الحزن وقيل قلة الجبل وغيره أعلاه والحزن ذكر في موضعه قال أبو أحمد العسكري
قلة الحزن موضع قتل فيه المجبة الميم والجيم والباء مفتوحات وتحت الباء نقطة من
بني أبي ربيعة قتله المنهال بن عصيمة التميمي قال الشاعر هم قتلوا المجبة وابن تيم
فقمن نساؤه سود المآلي
قلهرة بفتح أوله وثانيه وضم الهاء وتشديد الراء وفتحها مدينة من أعمال تطيلة في
شرقي الأندلس هي اليوم بيد الأفرنج
قلهى بالتحريك بوزن جمزى من القله وهو الوسخ كذا جاء به سيبويه وغيره يقول بسكون
اللام وينشد عند ذلك ألا أبلغ لديك بني تميم وقد يأتيك بالخبر الظنون بأن بيوتنا
بمحل حجر بكل قرارة منها تكون إلى قلهى تكون الدار منا إلى أكناف دومة فالحجون
بأودية أسافلهن روض وأعلاها إذا خفنا حصون ويوم قلهى من أيام العرب قال عرام
وبالمدينة واد يقال له ذو رولان به قرى منها قلهى وهي قرية كبيرة وفي حروب عبس
وفزارة لما اصطلحوا ساروا حتى نزلوا ماء يقال له قلهى وعليه وثق بنو ثعلبة بن سعد
بن ذبيان وطالبوا بني عبس بدماء عبد العزى بن جداد ومالك بن سبيع ومنعوهم الماء
حتى أعطوهم الدية فقال معقل بن عوف بن سبيع الثعلبي لنعم الحي ثعلبة بن سعد إذا ما
القوم عضهم الحديد هم ردوا القبائل من بغيض بغيظهم وقد حمي الوقود تطل دماؤهم
والفضل فينا على قلهى ونحكم ما نريد
قلهي بفتح أوله وثانيه وتشديد الهاء وكسرها حفيرة لسعد بن أبي وقاص بها اعتزل سعد
بن أبي
وقاص
الناس لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمر أن لا يحدث بشيء من أخبار الناس
حتى يصطلحوا وروي فيه قلهيا والذي جاء في الشعر ما أثبتناه وقال ابن السكيت في شرح
قول كثير قلهي مكان وهو ماء لبني سليم عادي غزير رواء قال كثير لعزة أطلال أبت أن
تكلما تهيج مغانيها الطروب المتيما كأن الرياح الذاريات عشية بأطلالها ينسجن ريطا
مسهما أبت وأبى وجدي بعزة إذ نأت على عدواء الدار أن يتصرما ولكن سقى صوب الربيع
إذا أتى إلى قلهي الدار والمتخيما بغاد من الوسمي لما تصوبت عثانين واديه على
القعر ديما يعني موضع الخيام وفي أبنية كتاب سيبويه قلهيا وبرديا ومرحيا قالوا في
تفسيره قلهيا حفيرة لسعد بن أبي وقاص وفي نوادر ابن الأعرابي التي كتب عنها ثعلب
قال أبو محمد قلهى قرب المدينة قال وهي خمسة أحرف لفظها واحد قلهى ونقمى وصورى
وبشمى ويروى بالسين المهملة وضفوى قال أبو محمد ووجدنا سادسا نخلى
القليب بالفتح ثم الكسر قد ذكر اشتقاقه في القلب آنفا هضب القليب جبل الشربة عن
نصر وعن العمراني هضب القليب بالضم وقد ذكر موضع بعينه فقال يا طول يومي بالقليب
فلم تكد شمس الظهيرة تتقي بحجاب
القليب تصغير القلب ماء لبني ربيعة قال الأصمعي فوق الخربة لبني الكذاب ماء يقال
له القليب لبني ربيعة من بني نمير النصريين ودون ذلك ماء يقال له الحوراء لبني
نبهان من طيء وقد روي هضب القليب بالتصغير جبل لبني عامر
القليب تصغير القليب ماء بنجد فوق الخربة في ديار بني أسد لبطن منهم يقال لهم بنو
نصر ابن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
القليس تصغير قلس وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه لما ملك أبرهة بن
الصباح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها ونقشها بالذهب والفضة
والزجاج والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيها خشبا له رؤوس كرؤوس
الناس ولككها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القبة برنسا فإذا كان يوم عيدها كشف
البرنس عنها فيتلألأ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر وسماها القليس
بتشديد اللام وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس بفتح القاف وكسر اللام وكذا
قرأته بخط السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين أخبرنا سلمويه أبو صالح قال حدثني عبد
الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال رأيت مكتوبا على باب القليس وهي
الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسند بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه
اسمك وأنا عبدك كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام قال عبد الرحمن بن محمد سميت
القليس لارتفاع بنيانها وعلوها ومنه القلانس لأنها في أعلى الرؤوس ويقال تقلنس
الرجل وتقلس إذا لبس القلنسوة وقلس طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه وما
ذكرنا من أنه جعل على أعلى الكنيسة خشبا كرؤوس الناس ولككها دليل على صحة هذا الاشتقاق وكان أبرهة قد استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعا من السخر وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام وكان من موضع هذه الكنيسة على فراسخ وكان فيه بقايا من آثار ملكهم فاستعان بذلك على ما أراده من بناء هذه الكنيسة وبهجتها وبهائها ونصب فيها صلبانا من الذهب والفضة ومنابر من العاج والآبنوس وكان أراد أن يرفع في بنيانها حتى يشرف منها على عدن وكان حكمه في الصانع إذا طلعت الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن يقطع يده فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت معه أمه وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تستشفع لابنها فأبى إلا أن يقطع يده فقالت اضرب بمعولك اليوم فاليوم لك وغدا لغيرك فقال لها ويحك ما قلت فقالت نعم كما صار هذا الملك إليك من غيرك فكذلك سيصير منك إلى غيرك فأخذته موعظتها وعفا عن ولدها وعن الناس من العمل فيها بعد فلما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنيسة ولم يعمرها أحد كثرت حولها السباع والحيات وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجن فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والآلات من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة والقناطير من المال لا يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئا إلى زمان أبي العباس السفاح فذكر له أمرها فبعث إليها خاله الربيع ابن زياد الحارثي عامله على اليمن وأصحبه رجالا من أهل الحزم والجلد حتى استخرج ما كان فيها من الآلات والأموال وخربها حتى عفا رسمها وانقطع خبرها وكان الذي يصيب من يريدها من الجن منسوبا إلى كعيت وامرأته صنمان كانا بتلك الكنيسة بنيت عليهما فلما كسر كعيت وامرأته أصيب الذي كسرهما بجذام فافتتن بذلك رعاع اليمن وقالوا أصابه كعيت وذكر أبو الوليد كذلك وأن كعيتا كان من خشب طوله ستون ذراعا وقال الحسم شاعر من أهل اليمن من القليس هلال كلما طلعا كادت له فتن في الأرض أن تقعا حلو شمائله لولا غلائله لمال من شدة التهييف فانقطعا كأنه بطل يسعى إلى رجل قد شد أقبية السدان وادرعا ولما استتم أبرهة بنيان القليس كتب إلى النجاشي إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة الذي أرسله إلى النجاشي غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر والنسأة هم الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية أي يحلونها فيؤخرون الشهر من الأشهر الحرم إلى الذي بعده ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل ويؤخرون ذلك الشهر مثاله أن المحرم من الأشهر الحرم فيحللون فيه القتال ويحرمونه في صفر وفيه قال الله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر قال ابن إسحاق فخرج الفقيمي حتى أتى القليس وقعد فيها يعني أحدث وأطلى حيطانها ثم خرج حتى لحق بأرضه فأخبر أبرهة فقال من صنع هذا فقيل له هذا فعل رجل من أهل البيت الذي تحج إليه العرب بمكة
لما
سمع قولك أصرف إليها حج العرب غضب فجاء فقعد فيها أي أنها ليست لذلك بأهل فغضب
أبرهة وحلف ليسيرن حتى يهدمه وأمر الحبشة بالتجهيز فتهيأت وخرج ومعه الفيل فكانت
قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم
القليعة بلفظ تصغير القلعة موضع في طرف الحجاز على ثلاثة أميال من الغضاض
و القليعة بالبحرين لعبد القيس
قليوش بالفتح ثم السكون وضم الياء وسكون الواو وشين معجمة على ستة أميال من
أوريولة بالأندلس والله الموفق للصواب
باب القاف والميم وما يليهما
قمادى بفتح القاف قرية لعبد القيس بالبحرين
قمار بالفتح ويروى بالكسر موضع بالهند ينسب إليه العود هكذا تقوله العامة والذي
ذكره أهل المعرفة قامرون موضع في بلاد الهند يعرف منه العود النهاية في الجودة
وزعموا أنه يختم عليه بالخاتم فيؤثر فيه قال ابن هرمة أحب الليل إن خيال سلمى إذا
نمنا ألم بنا مرارا كأن الركب إذ طرقتك باتوا بمندل أو بقارعتي قمارا
قمراطة بالكسر بلد بالمغرب
قمراو قرية من نواحي حوران منها الفقيه موسى القمراوي فقيه أديب مناظر حاذق رأيته
بحلب وأنشدني لنفسه لما تبدى بالسواد حسبته بدرا بدا في ليلة ظلماء لولا خلافته على
أهل الهوى لم يشتهر بملابس الخلفاء وله أيضا لقد أخر الدهر من لو تقد م فيه لزينه
حسن وصفه وقدم من راح يزري به فلا أرغم الله إلا بأنفه توفي القمراوي سنة خمس
وعشرين وستمائة رحمة الله عليه
قمامة بالضم أعظم كنيسة للنصارى بالبيت المقدس وصفها لا ينضبط حسنا وكثرة مال
وتنميق عمارة وهي في وسط البلد والسور يحيط بها ولهم فيها مقبرة يسمونها القيامة
لاعتقادهم أن المسيح قامت قيامته فيها والصحيح أن اسمها قمامة لأنها كانت مزبلة
أهل البلد وكان في ظاهر المدينة يقطع بها أيدي المفسدين ويصلب بها اللصوص فلما صلب
المسيح في هذا الموضع عظموه كما ترى وهذا مذكور في الإنجيل وفيه صخرة يزعمون أنها
انشقت وقام آدم من تحتها والصلبوت فوقها سوى ولهم فيها بستان يوسف الصديق عليه
السلام يزورونه ولهم في موضع منها قنديل يزعمون أن النور ينزل من السماء في يوم
معلوم فيشعله وحدثني من لازمه وكان من أصحاب السلطان الذي لا يمكنهم منعه حتى ينظر
كيف أمره وطال على القس الذي برسمه أمره قال فقال لي إن لازمتنا شيئا آخر ذهب
ناموسنا قلت كيف قال لأنا نشبه على أصحابنا بأشياء نعملها لا تخفى على مثلك وأشتهي
أن تعفينا وتخرج قلت لا بد أن أرى ما تصنع فإذا كتاب من النارنجيات وجدته مكتوبا
فيه أنه يقرب منه شمعة فتتعلق به
بغتة
والناس لا يرونه ولا يشعرون به فيعظم عندهم ويطيعون
قمر بالضم ثم السكون جمع أقمر وهو الأبيض الشديد البياض ومنه سمي القمري من الطير
وقمر بلد بمصر كأنه الجص لبياضه وحكى ابن فارس أن القمري نسب إلى هذه البلدة وقد
نسبوا إليها قوما من الرواة منهم الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري يكنى أبا الأزهر
مصري يروي عن مالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهما روى عنه محمد بن سلمة المرادي وفي
حديثه مناكير وخطأ توفي فجأة سنة 791 وهو على حماره
و القمر أيضا جزيرة في وسط بحر الزنج ليس في ذلك البحر جزيرة أكبر منها فيها عدة
مدن وملوك كل واحد يخالف الآخر يوجد في سواحلها العنبر وورق القماري وهو طيب
يسمونه ورق التانبل وليس به ويجلب منها الشمع أيضا
القمعة حصن باليمن و القمعة ماء وروضة باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
قملان بلد باليمن من مخلاف زبيد
قملى بالتحريك والقصر يجوز أن يكون من القمل وهو القراد وهو موضع وفيه نظر
قم بالضم وتشديد الميم وهي كلمة فارسية مدينة تذكر مع قاشان وطول قم أربع وستون
درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلثان وهي مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم
فيها وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة
وبردا ويقال إن الثلج ربما خرج منها في الصيف وأبنيتها بالآجر وفيها سراديب في
نهاية الطيب ومنها إلى الري مفازة سبخة فيها رباطات ومناظر ومسالح وفي وسط هذه
المفازة حصن عظيم عادي يقال له دير كردشير ذكر في الديرة قال الإصطخري قم مدينة
ليس عليها سور وهي خصبة وماؤهم من الآبار وهي ملحة في الأصل فإذا حفروها صيروها
واسعة مرتفعة ثم تبنى من قعرها حتى تبلغ ذروة البئر فإذا جاء الشتاء أجروا مياه
أوديتهم إلى هذه الآبار وماء الأمطار طول الشتاء فإذا استقوه في الصيف كان عذبا
طيبا وماؤهم للبساتين على السواني فيها فواكه وأشجار وفستق وبندق وقال البلاذري
لما انصرف أبوموسى الأشعري من نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها
أياما وافتتحها وقيل وجه الأحنف بن قيس فافتتحها عنوة وذلك في سنة 32 للهجرة وذكر
بعضهم أن قم بين أصبهان وساوة وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية وكان
بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة 38 وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من
علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في
جملته إخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن
مالك بن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان
فنزل هؤلاء الإخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلوا أهلها واستولوا عليها
وانتقلوا إليها واستوطنوها واجتمع إليهم بنو عمهم وصارت السبع قرى سبع محال بها
وسميت باسم إحداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما وكان متقدم
هؤلاء الإخوة عبد الله بن سعد وكان له ولد قد ربي بالكوفة
فانتقل
منها إلى قم وكان إماميا فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط ومن
ظريف ما يحكى أنه ولي عليهم وال وكان سنيا متشددا فبلغه عنهم أنهم لبغضهم الصحابة
الكرام لا يوجد فيهم من اسمه أبو بكر قط ولا عمر فجمعهم يوما وقال لرؤسائهم بلغني
أنكم تبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون
أولادكم بأسمائهم وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر
أو عمر ويثبت عندي أنه اسمه لأفعلن بكم ولأصنعن فاستمهلوه ثلاثة أيام وفتشوا
مدينتهم واجتهدوا فلم يروا إلا رجلا صعلوكا حافيا عاريا أحول أقبح خلق الله منظرا
اسمه أبو بكر لأن أباه كان غريبا استوطنها فسماه بذلك فجاؤوا به فشتمهم وقال
جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون علي وأمر بصفعهم فقال له بعضهم ظرفائهم أيها
الأمير اصنع ما شئت فإن هواء قم لا يجيء منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا
فغلبه الضحك وعفا عنهم وبين قم وساوة اثنا عشر فرسخا ومثله بينها وبين قاشان
ولقاضي قم قال الصاحب بن عباد أيها القاضي بقم قد عزلناك فقم فكان القاضي يقول إذا
سئل عن سبب عزله أنا معزول السجع من غير جرم ولا سبب وقال دعبل ابن علي يهجو أهل
قم تلاشى أهل قم واضمحلوا تحل المخزيات بحيث حلوا وكانوا شيدوا في الفقر مجدا فلما
جاءت الأموال ملوا وقال أيضا فيهم ظلت بقم مطيتي يعتادها همان غربتها وبعد المدلج
ما بين علج قد تعرب فانتمى أو بين آخر معرب مستعلج وقد نسبوا إليها جماعة من أهل
العلم منهم أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي ابن عم
الأشعث بن إسحاق بن سعد روى عن عيسى بن جابر روى عنه أبو الربيع الزهراني وغيره
وتوفي بقزوين سنة 47 ومنهم أبو الحسن علي بن موسى بن داود وقيل ابن يزيد القمي
صاحب أحكام القرآن وإمام الحنفية في عصره سمع محمد بن حميد الرازي وغيره روى عنه
أبو الفضل أحمد بن أحيد الكاغدي وغيره وتوفي سنة 503
قمن بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره نون بوزن سمن كذا ضبطه الأديبي وأفادنيه المصريون
قرية من قرى مصر نحو الصعيد كانت بها وقعة بين السري بن الحكم وسليمان بن غالب في
سنة 102 ونسبوا إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد ابن
سفيان القمني روى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره روى عنه محمد بن الحسين الأدبري
وأبو بكر المقري ومات بقمن في رجب سنة 513
القموص بالفتح وآخره صاد مهملة والقماص والقماص الوثب وأن لا يستقر في موضع
والقموص الذي يفعل ذلك وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي
قمولة بالفتح ثم الضم وبعد الواو الساكنة لام هي بليدة بأعلى الصعيد من غربي النيل
كثيرة النخل
والخضرة
قمونية بالفتح وبعد الواو نون ثم ياء خفيفة مدينة بإفريقية كانت موضع القيروان قبل
أن تمصر القيروان وقد قال بعضهم إن قمونية هي المدينة المعروفة بسوس المغرب قال
بطليموس طولها ثلاث وثلاثون درجة وتسع دقائق وعرضها إحدى وثلاثون درجة وأربعون
دقيقة تحت تسع درج من السرطان وخمس عشرة دقيقة بيت ملكها تسع درج من الحمل وخمس
عشرة دقيقة بيت عاقبتها تسع درجات من الميزان وخمس عشرة دقيقة لها درجتان ونصف من
الحوت بيت حياتها وبيت مالها درجتان ونصف من الحمل بيت ملكها درجتان ونصف من القوس
بيت سعادتها درجتان ونصف من القوس
قميز بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وزاي هي قرية كبيرة من قرى تفليس على نصف يوم
منها
قميع هو ماء ونخل لبني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة عن محمد بن إدريس
بن أبي حفصة
باب القاف والنون وما يليهما
قناء بالضم ثم المد في آخره وهو ادخار المال اسم ماء وأنشد جموع التغلبي على قناء
قنا بكسر القاف والقصر كلمة قبطية مدينة بالصعيد لطيفة بينها وبين قوص يوم واحد
وربما كتب بعضهم إقنا بالألف في أوله مكسورة وتنسب إليها كورة
قنا بالكسر ثم التشديد والقصر ناحية من شهرزور عن الهمذاني
قنا بضم أوله ثم التشديد والقصر دير قنا من نواحي النهروان قرب الصافية وقد ذكر في
الديرة وإنما أعيد ههنا لأن النسبة إليها قنائي وقد نسب إليه جماعة من أكابر
الكتاب وفي هذا الموضع يقول ابن حدار المصري يصف كأسا فيها صورة كسرى تحت شجرة ورد
إن عجزا عما يكون وغبنا أن نرى صاحبين في دير قنا حبذا روضة المدبج ذيلا وهوا ذلك
الممسك ردنا بيعة ألبست من الزهر ثوبا فتراها تزداد طيبا وحسنا وجرى السلسبيل
بالمسك فيها فحوته الدنان دنا فدنا كم سحبنا به من اللهو ذيلا واهتصرنا به من
العيش غصنا وخلونا بخسرواني كسرى وهو يسقى طورا وطورا يغنى تحت إفرندة من الورد
إلا أنها من أنامل الليث تجنى
قنا بالفتح والقصر بلفظ قنا جمع قناة من الرماح الهندية والقنا أيضا مصدر الأقنى
من الأنوف وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير قبح يقال ذلك في الفرس
والطير والآدمي و قنا موضع باليمن قال أبو زياد ومن مياه بني قشير قنا وأخبرنا رجل
من طيء من سكان الجبلين أن القنا جبل في شرقي الحاجر وفي شماله جبلان صغيران يقال
لهما صايرتا قنا
و قنا أيضا جبل لبني مرة من فزراة قال مسلمة بن هذيلة
رجالا
لو ان الصم من جانبي قنا هوى مثلها منها لزلت جوانبه وقيل قنا وعوارض جبلان لبني
فزارة وأنشد سيبويه ولأبغينكم قنا وعوراضا ولأقبلن الخيل لابة ضرغد وقد صحف قوم
قنا في هذا البيت ورووه قبا بالباء فلا يعاج به وقال إسحق بن إبراهيم الموصلي حدثت
عن السدوسي وقف نصيب على أبيات واستسقى ماء فخرجت إليه جارية بلبن أو ماء فسقته
وقالت شبب بي فقال وما اسمك قالت هند فنظر إلى جبل وقال ما اسم هذا العلم قالت قنا
فأنشأ يقول أحب قنا من حب هند ولم أكن أبالي أقربا زاده الله أم بعدا ألا إن
بالقيعان من بطن ذي قنا لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا أروني قنا أنظر إليه فإنني
أحب قنا إني رأيت به هندا قال فشاعت هذه الأبيات وخطبت الجارية من أجلها وأصابت
الجارية خيرا بشعر نصيب فيها
القنابة بالضم وبعد الألف باء موحدة ولا أدري ما هو وهو أطم بالمدينة لأحيحة بن
الجلاح
قناد بالفتح وآخره دال مهملة موضع في شرقي واسط مدينة الحجاج قرب الحوز عن نصر
قنادر بالفتح وكسر الدال وراء هي محلة بأصبهان ينسب إليها أبو الحسين محمد بن علي
بن يحيى القنادري الأصبهاني يروي عن محمد بن علي بن مخلد الفرقدي روى عنه ابن
مردويه الحافظ
قنارز بالفتح والراء قبل الزاي قرية على باب مدينة نيسابور ينسب إليها أبو حاتم
عقيل بن عمرو بن إسحاق القنارزي سمع أحمد بن حفص السلمي وغيره روى عنه محمد بن
جعفر بن محمد بن إسماعيل السكري وغيره وتوفي سنة 681
قناطر من نواحي أصبهان لا أدري أمحلة أم قرية كان ينزلها أحمد بن عبد الله بن إسحاق
القناطري أبو العباس الخلقاني خال أبي المهلب حدث عن القاضي أحمد بن موسى الأنصاري
وعن أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار
قناطر الأندلس بلدة قرب روطة ينسب إليها أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري
المعروف بابن أبي الحجال من أهل قادس يكنى أبا عمر سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق
ولقي أبا محمد بن أبي زيد وأبا حفص الداودي وأكثر عنه وعن غيره وتوفي بإشبيلية سنة
824 ومولده في حدود سنة 368 حدث عنه ابن خزرج قاله ابن بشكوال
قناطر بني دارا جمع قنطرة وهو موضع قرب الكوفة
قناطر حذيفة بسواد بغداد منسوبة إلى حذيفة بن اليمان الصحابي لأنه نزل عندها وقيل
لأنه رمها وأعاد عمارتها وقيل قناطر حذيفة بناحية الدينور
قناطر النعمان قال هشام بناها النعمان بن المنذر مولى همدان
القناطر موضع أظنه بالحجاز لقول الفضل بن العباس بن عتبة سلي عالجت عليا عن شبابي
وجاورت القناطر أو قشابا قال اليزيدي القناطر بلد
القنافذ
موضع في قول الشاعر حيث قال فقعدك عمي الله هلا نعيته إلى أهل حي بالقنافذ أوردوا
القنافية ماءة قرب القادسية نزلها جيش أمام القادسية
القنان بالفتح وآخره نون علم مرتجل قال أبو عبد الله السكوني إذا خرجت من حبشى جبل
يمنة عن سميراء سرت عقبة ثم وقعت في القنان وهو جبل فيه ماء يدعى العسيلة وهو لبني
أسد ولذلك قيل ضمن القنان لفقعس سوآتها إن القنان لفقعس لمعمر معمر أي ملجأ وقال
الأزهري قنان جبل بأعلى نجد وقال زهير جعلن القنان عن يمين وحزنه وكم بالقنان من
محل ومحرم و بئر قنان موضع ينسب إليه القناني أستاذ الفراء وقال أبو إبراهيم
الفارابي مصنف ديوان الأدب أتاني القوم بزرافتهم أي بجماعتهم بتشديد الفاء قال هذا
قول القناني أستاذ الفراء وهو منسوب إلى بئر قنان لا إلى الجبل الذي في قوله ومر
على القنان من نفيانه قال ثعلب أنشدنا رجل في مجلس ابن الأعرابي لإنسان يقال له
القناني الأعرابي فقال قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات فقلت
والمرء قد تخطيه منيته أدنى عطيته إياي ميات فكان ما جاد لي لا جاد من سعة ثلاثة
ناقصات الضرب حبات وقال خذها خليلي سوف أردفها بمثلها بعدما تمضيك ليلات
القنانان كأنه تثنية القنان كذا جاء في شعر لبيد حيث قال وولى كنصل السيف يبرق
متنه على كل إجريا يشق الخمايلا فنكب حوضي ما يهم بوردها يمر بصحراء القنانين
خاذلا
القناية بكسر أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف ياء مثناة من تحت هو نهر في سواد
العراق من نواحي الراذانين عليه عدة قرى عن أبي بكر بن موسى
قناة بالفتح والقناة القامة ومنه فلان صلب القناة وكل خشبة عند العرب قناة كالعصا
والرمح وجمعها قنا وقني جمع الجمع قاله ابن الأنباري وقال الأزهري القناة ما كان
ذا أنابيب من القصب وبذلك سميت الكظائم التي تجري تحت الأرض قنى والقناة آبار تحفر
تحت الأرض ويخرق بعضها إلى بعض حتى تظهر على وجه الأرض كالنهر وبهذا سميت القناة
من نواحي سنجار وهي كورة واسعة بينها وبين البر وسكانها عرب باقون على عربيتهم في
الشكل والكلام وقرى الضيف و قناة أيضا واد بالمدينة وهي أحد أوديتها الثلاثة عليه
حرث ومال وقد يقال وادي قناة قالوا سمي قناة لأن تبعا مر به فقال هذه قناة الأرض
وقال أحمد بن جابر أقطع أبو بكر رضي الله عنه الزبير ما بين الجرف إلى قناة وقال
المدائني وقناة واد يأتي من الطائف ويصب في الأرحضية وقرقرة الكدر ثم يأتي بئر
معاوية ثم يمر على طرف القدوم في أصل قبور الشهداء
بأحد
قال أبو صخر الهذلي قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة المحصب وقال النعمان
بن بشير وقد ولي اليمن يخاطب زوجته أنى تذكرها وغمرة دونها هيهات بطن قناة من
برهوت كم دون بطن قناة من متلدد للناظرين وسربخ مروت لو تسلكين به بغير صحابة عصرا
طوار سحابة استبكيت
قنبة بضم القاف والنون من قرى ذمار باليمن
قنبة بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة قرية بحمص الأندلس ينسب إليها أحمد بن عصفور
القنبي قال السلفي هو شاعر أندلسي فيه مجون وقال قال لي أبو الحسن الأوزكي
بالإسكندرية أنشدني من شعره في حمص الأندلس وقنبة من قراها وله خطب ولجده أيضا
رواية وأدب وهم بيت مشهور بالعلم قلت وحمص الأندلس هي مدينة إشبيلية بالأندلس
قنبان قرية من قرى قرطبة بالأندلس ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد البر
القنباني المعروف بالكشكيناني كان من الثقات في الرواية والمجودين في الفتاوى وله
حظوة عند الحكم المستنصر أحد خلفاء بني أمية بالأندلس ودخل المشرق وكتب عنه عبد
الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله بن يحيى الليثي
قنبع بالضم ثم السكون وباء موحدة مضمومة والقنبع وعاء الحنطه في السنبل وأيضا هو
اسم جبل في ديار غني بن أعصر له ذكر في الشعر
قنتيش اسم جبل عند وادي الحجارة من أعمال طليطلة عن ابن دحية
قندابيل بالفتح ثم السكون والدال المهملة وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم ياء
بنقطتين من تحتها ولام هي مدينة بالسند وهي قصبة لولاية يقال لها الندهة كانت فيها
وقعة لهلال بن أحوز المازني الشاري على آل المهلب ومن قصدار إلى قندابيل خمسة
فراسخ ومن قندابيل إلى المنصورة ثماني مراحل ومن قندابيل إلى الملتان مفاوز نحو
عشر مراحل وقال حاجب بن ذبيان المازني فإن أرحل فمعروف خليلي وإن أقعد فما بي من
خمول لقد قرت بقندابيل عيني وساغ لي الشراب على الغليل غداة بنو المهلب من أسير
يقاد به ومستلب قتيل
القندل موضع بالبصرة ذكر في خبر مكة وذاك أن بعض المتخلفين دخل على أبيه وكان أبوه
من أشراف البصرة وقال له يا أبت قد عزمت على الحج فسر أبوه وتقدم بجميع ما يريده
فقال يا أبت ومعي خواص إخواني فقال يا بني من هم لأنظر في أمورهم على قدر أخطارهم
فقال أبو سرقنة ودعص الجعس وأبو المسالح وعض خراها وبعر الجمل وحردان كفه وأبو
سلحة فقال أبوه هؤلاء إن أخذتهم معك سمدوا الكعبة ولكن احملهم إلى ضيعتنا القندل
فإنها محتاجة إلى السماد
قندهار بضم القاف وسكون النون وضم الدال أيضا مدينة في الإقليم الثالث طولها مائة
درجة وعشر درج وعرضها ثلاثون درجة وهي من بلاد
السند
أو الهند مشهورة في الفتوح قيل غزا عباد بن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ثم
أخذ على جوى كهن إلى الروذبار من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كس وقطع المفازة
حتى أتى قندهار فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين
فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها فسميت العبادية قال يزيد بن مفرغ كم بالجروم
وأرض الهند من قدم ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا بقندهار ومن تكتب منيته بقندهار
يرجم دونه الخبر
قندستن بالفتح ثم السكون وكسر الدال وسين مهملة ساكنة وتاء منقوطة من فوق ونون من
قرى نيسابور
قنسرين بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم ثم سين مهملة قال بطليموس مدينة
قنسرين طولها تسع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة
في الإقليم الرابع ارتفاعه ثمان وسبعون درجة وأفقها إحدى وتسعون درجة وخمس عشرة
دقيقة طالعها العذراء بيت حياتها الذراع تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها
مثلها من الجدي بيت ملكها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقال صاحب الزيج طول
قنسرين ثلاث وثلاثون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث وفي جبلها مشهد يقال إنه
قبر صالح النبي عليه السلام وفيه آثار أقدام الناقة والصحيح أن قبره باليمن بشبوة
وقيل بمكة والله أعلم وكان فتح قنسرين على يد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في
سنة 17 وكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا قال أحمد بن يحيى سار أبو عبيدة بن الجراح
بعد فراغه من اليرموك إلى حمص فاستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد
فقاتله أهل مدينة قنسرين ثم لجؤوا إلى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم وغلب المسلمون
على أرضها وقراها وقال أبو بكر بن الأنباري أخذت من قول العرب قنسري أي مسن وأنشد
للعجاج أطربا وأنت قنسري والدهر بالإنسان دواري وأنشد غيره وقنسرته أمور فاقسأن
لها وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا وقال أبو المنذر سميت قنسرين لأن ميسرة بن مسروق
العبسي مر عليها فلما نظر إليهاقال ما هذه فسميت له بالرومية فقال والله لكأنها قن
نسر فسميت قنسرين وقال الزمخشري نقل من القنسر بمعنى القنسري وهو الشيخ المسن وجمع
هو وأمثاله كثيرة قال أبو بكر بن الأنباري وفي إعرابها وجهان يجوز أن تجريها مجرى
قولك الزيدون فتجعلها في الرفع بالواو فتقول هذه قنسرون وفي النصب والخفض بالياء
فتقول مررت بقنسرين ورأيت قنسرين والوجه الآخر أن تجعلها بالياء على كل حال وتجعل
الإعراب في النون ولا تصرفها قال أبو القاسم هذا الذي ذكره من طريق اللغة ولم يسم
البلد بذلك لما ذكره ولكن روي أنها سميت برجل من عبس يقال له ميسرة وذلك أنه نزلها
فمر به رجل فقال له ما أشبه هذا الموضع بقن سيرين فبني منه اسم للمكان وقال آخرون
دعا أبو عبيدة بن الجراح ميسرة بن مسروق العبسي فوجهه في ألف فارس في أثر العدو
فمر على قنسرين فجعل ينظر إليها فقال ما هذه
فسميت له بالرومية فقال والله لكأنها قنسرون فسيمت قنسرين ثم مضى حتى بلغ الدرب فكان أول من جاوز الدرب من المسلمين فهذا الخبر يدل على أن قنسرين اسم مكان آخر عرفه ميسرة العبسي فشبهه به وقد روي في خبر مشهور عن النبي صلى الله عليه و سلم أوحى الله تعالى إلي أي هؤلاء الثلاث نزلت فهي دار هجرتك المدينة أو البحرين أو قنسرين وهي كورة بالشام منها حلب وكانت قنسرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم وبعض يدخل قنسرين في العواصم ومازالت عامرة آهلة إلى أن كانت سنة 153 وغلبت الروم على مدينة حلب وقتلت جميع ما كان بربضها فخاف أهل قنسرين وتفرقوا في البلاد فطائفة عبرت الفرات وطائفة نقلها سيف الدولة بن حمدان إلى حلب كثر بهم من بقي من أهلها فليس بها اليوم إلا خان ينزله القوافل وعشار السلطان وفريضة صغيرة وقال بعضهم كان خراب قنسرين في سنة 553 قبل موت سيف الدولة بأشهر كان قد خرج إليها ملك الروم وعجز سيف الدولة عن لقائه فأمال عنه فجاء إلى قنسرين وخربها وأحرق مساجدها ولم تعمر بعد ذلك وحاضر قنسرين بلدة باقية إلى الآن ذكرت في موضعها وقال المدائني خرج أعرابي من طيء إلى الشام إلى بني عم له يطلب صلتهم فلم يعطوه طائلا وعرضوا عليه الفرض فأبى ثم قدم قنسرين فأعطوه شيئا قليلا وقالوا تفترض فقال أقمنا بقنسرين ستة أشهر ونصفا من الشهر الذي هو سابع فقال ابن هيفاء دع البدو وافترض فقلت له إني إلى الله راجع يؤمون بي موقان أو يفرضون بي إلى الري لا يسمع بذلك سامع ألا حبذا مبدى هشام إذا بدا لارفاق زيد أو دعته البرادع وحلت جنوب الأبرقين إلى اللوى إلى حيث سارت بالهبير الدوافع ثم خرج من الشام إلى العراق فركب الفرات فخاف أهوالها فقال وما زال صرف الدهر حتى رأيتني على سفن وسط الفرات بنا تجري يصير بنا صار ويجذف جاذف وما منهما إلا مخوف على غدري ثم أتى الكوفة وطلب من قومه فلم يصل إلى ما يريد فرجع إلى البادية فقالوا أطلت الغيبة فما أفدت فقال رجعنا سالمين كما بدأنا وما خابت غنيمة سالمينا وينسب إلى قنسرين جماعة أثبتهم في الحديث الحافظ أبو بكر محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن الفرداج الحميري اليحصبي القنسريني المعروف ببرداعس سكن حلب ثم قدم دمشق وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي ويوسف بن سعيد بن مسلم وهلال بن أبي العلاء الرقي وأبي زرعة الدمشقي وخلق كثير سواهم روى عنه عثمان بن خرزاذ وهو من شيوخه وعبد الله بن عمر بن أيوب بن الحبال وعبد الوهاب الكلابي وابو الخير أحمد بن علي الحافظ وأبو بكر بن المقري وغيرهم سئل عنه الدارقطني فقال ضعيف وقال ابن زيد مات سنة 328
قنصل
بالضم حصن من حصون اليمن بينه وبين صنعاء نحو يومين
قنطرة أربق القنطرة عربية فيما أحسب لأنها جاءت في الشعر القديم قال طرفة كقنطرة
الرومي أقسم ربها لتكتنفن حتى تشاد بقرمد قال اللغويون هو أزج يبنى بآجر أو حجارة
على الماء يعبر عليه وأما أربق فهي أعجمية مفتوحة ثم راء ساكنة وباء موحدة مضمومة
وقاف وقد روي أربك بالكاف وقد ذكر في موضعه
قنطرة البردان قد ذكر بردان في موضعه وهو محلة ببغداد بناها رجل يقال له السري بن
الحطم صاحب الحطمية قرية قرب بغداد وقد نسب إلى هذه المحلة جماعة وافرة من
المحدثين منهم الحكم بن موسى بن زهير أبو صالح القنطري نسائي الأصل رأى مالك بن
أنس وسمع يحيى بن حمزة روى عنه الأئمة والعباس بن الحسين أبو الفضل القنطري سمع
يحيى بن آدم وغيره روى عنه البخاري والمعمري وعبد الله بن أحمد وغيرهم ومحمد بن
جعفر بن الحارث الخزاز القنطري حدث عن خالد بن عمرو القرشي روى عنه أبو بكر بن
خزيمة الإمام وعلي بن داود أبو الحسن التميمي القنطري سمع سعيد بن أبي مريم وأبا
صالح كاتب الليث وغيرهما روى عنه إبراهيم الحربي وعبد الله البغوي ويحيى بن صاعد
وغيرهم ومحمد بن علي بن يحيى أبو بكر الصباغ القنطري روى عن أحمد بن منيع البغوي
روى عنه إبراهيم بن أحمد الخرقي وأحمد بن محمد القنطري روى عن محمد بن عبيد بن
خشاب روى عنه غلام الخلال عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ومحمد بن العوام بن إسماعيل
الخباز القنطري حدث عن منصور بن أبي مزاحم وشريح ابن يونس وغيرهما روى عنه أبو عبد
الله الحكيمي وأحمد بن كامل القاضي وغيرهما ومحمد بن السري بن سهل أبو بكر القنطري
سمع محمد بن بكار بن الريان وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما روى عنه أحمد بن جعفر بن
سالم الختلي ومحمد بن حميد المخرمي وغيرهما ومحمد بن داود ابن يزيد أبو جعفر
التميمي القنطري أخو علي بن داود وهو الأكبر سمع آدم بن أبي إياس وسعيد ابن أبي
مريم وغيرهما روى عنه قاسم المطرز ويحيى بن صاعد وغيرهما وبكر بن أيوب بن أحمد ابن
عبد القادر أبو إسحاق القنطري روى عن محمد بن حسان الأزرق روى عنه أبو القاسم بن
الثلاج وجعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد بن السكن أبو عبد الله الصفار القنطري
سمع الحسن بن عرفة روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وأحمد بن مصعب بن شيرويه أبو
منصور القنطري حدث عن سهل بن زنجلة روى عنه عبد الصمد الطستي ومحمد بن مسلم بن عبد
الرحمن أبو بكر القنطري الزاهد كان يشبه ببشر بن الحارث وعثمان بن سعيد ابن أخي
علي بن داود القنطري حدث عن يحيى بن الحسن القلانسي روى عنه أبو الحسن علي بن محمد
بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن تميم أبو الحسن الخياط القنطري حدث عن أحمد بن
عبيد النرسي وغيره وموسى بن نصر بن سلام أبو عمران البزاز القنطري حدث عن عبد الله
بن عون وغيره روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن جعفر المطيري وخيثمة بن سلمان وغيرهم
القنطرة الجديدة هي اليوم في غاية العتق وقد جددت عدة نوب إلا أنها بهذا تعرف على
الصراة على
مرور
الأيام وعلى الصراة اليوم قنطرتان سفلى يدخل منها إلى باب البصرة وأخرى فوق ذلك في
الخراب وهي هذه المعروفة بالجديدة وأول من بناها المنصور وكانت تلي دور الصحابة
وطاق الحراني
قنطرة خرزاذ تنسب إلى خرزاذ أم أردشير ولها قنطرتان إحداهما بالأهواز والأخرى من
عجائب الدنيا وهي بين إيذج والرباط وهي مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا في أوان
المدود من الأمطار فإنه حينئذ يصير بحرا عجاجا وفتحه على وجه الأرض أكثر من ألف
ذراع وعمقه مائة وخمسون ذراعا وفتح أسفله في قراره نحو العشرة أذرع وقد ابتدىء
بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد كلما علا
البناء ضاق وجعل بين وجهه وجنب الوادي حشو من خبث الحديد وصب عليه الرصاص المذاب
حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو أربعين ذراعا فعقدت القنطرة عليه فهي على وجه
الأرض وحشي ما بينها وبين جنبي الوادي بالرصاص المصلب بنحاتة النحاس وهذه القنطرة
طاق واحد عجيب الصنعة محكم العمل وكان المسمعي قطعها فمكثت دهرا لا يتسع أحد
لبنائها فأضر ذلك بالسابلة ومن كان يجتاز عليها لا سيما في الشتاء ومدود الأودية
وكان ربما صار إليها قوم ممن يقرب منها فيحتالون في قلع حشوها من الرصاص بالجهد
الشديد فلم تزل على ذلك دهرا حتى أعاد ما انهدم منها وعقدها أبو عبد الله محمد بن
أحمد القمي المعروف بالشيخ وزير الحسن بن بويه فإنه جمع الصناع المهندسين واستفرغ
الجهد والوسع في أمرها فكان الرجال يحطون إليها بالزبل بالبكرة والحبال فإذا
استقروا على الأساس إذابوا الرصاص والحديد وصبوه على الحجارة ولم يمكنه عقد الطاق
إلا بعد سنين فيقال إنه لزمه على ذلك سوى أجرة الفعلة فإن أكثرهم كانوا مسخرين من
الرساتيق التي بين إيذج وأصبهان ثلاثمائة ألف دينار وخمسون ألف دينار وفي مشاهدتها
والنظر إليها عبرة لأولي الألباب
قنطرة بني زريق تصغير أزرق مرخما على نهر الرفيل من محال بغداد الغربية وبنو زريق
قوم من التناء المشهورين كانوا
قنطرة سمرقند رأس القنطرة قرية بسمرقند كانت قديما يقال لها خشوفغن ينسب إليها
قنطري فلذلك ذكرناها هنا خرج منها جماعة منهم أبو منصور جعفر بن صادق بن جنيد
القنطري روى عن خلف بن عامر البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وتوفي سنة 513
قنطرة سنان قال في تاريخ دمشق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن
الأدركون أبو إسحاق القرشي الدمشقي مولى خالد بن الوليد وإلى جده سنان تنسب قنطرة
سنان بنواحي باب توما وكان الأدركون قسيسا أسلم على يد خالد بن الوليد حين فتح
دمشق روى عن أبي جعفر محمد بن سليمان ابن بنت مطر المصري وأبي زرعة الدمشقي
وسليمان ابن أيوب بن حذلم و ذكر جماعة كثيرة روى عنه ابنه أحمد وتمام بن محمد
الرازي وأبو عبد الله بن مندة وعبد الوهاب الكلابي وتوفي لإحدى وعشرين ليلة مضت من
شهر ربيع الآخر سنة 943 وقد نيف على الثمانين ودفن بباب توما وكان ثقة
قنطرة السيف بالأندلس قال ابن بشكوال محمد بن أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود بن
صنعون بن سفيان من أهل مدينة شلب ويعرف
بابن
القنطري منسوب إلى قنطرة السيف لسكنى آبائه فيها وهو كبير المفتين بها يكنى أبا
عبد الله روى عن أبيه أحمد بن مسعود وتفقه عليه ورحل إلى ابن جعفر بن رزق الله
وتفقه عليه بقرطبة وكان حافظا لفقه مالك جيد الفهم بصيرا بالفتوى عارفا بالشروط
وله مسائل كتب بها إلى أبي الوليد الباجي فأجابه عنها سمع الناس منه وشرع في كتاب
الوثائق ولم يتمه توفي في ذي الحجة سنة 105 ومولده في صفر سنة 044
قنطرة الشوك قنطرة مشهورة معروفة على نهر عيسى في غربي بغداد وهناك محلة كبيرة
وسوق واسع فيه بزازون وغيرهم من جميع ما يباع وقد نسب إليها قوم من أهل العلم
بالشوكي
قنطرة المعبدي في بغداد في الجانب الغربي منسوبة إلى عبد الله بن محمد المعبدي
وكان له هناك إقطاع وبنى هذه القنطرة على النهر المجاور واتخذ إلى جانبها رحا تعرف
به أيضا وكان داره أيضا هناك فصارت بعد ذلك لمحمد بن عبد الملك الزيات وزير الواثق
فصيرها بستانا ثم انتقلت عنه
قنطرة النعمان وهو النعمان بن المنذر ملك العرب قرب قرميسين قال مسعر بن المهلهل
الشاعر كان السبب في بناء هذه القنطرة أن النعمان بن المنذر وفد على كسرى أبرويز فيمن
كان يفد عليه فاجتاز بواد عظيم بعيد القعر صعب النزول والصعود فبينا هو يسير فيه
إذ لحق امرأة معها صبي تريد العبور فلما جاءها مركبه وقد كشفت ساقها والصبي على
عنقها ارتاعت ودهشت فألقت ثيابها وسقط الصبي من عنقها فغرق فغم ذلك النعمان ورق
لها ونذر أن يبني هناك قنطرة فاستأذن كسرى في ذلك فلم يأذن له لئلا يكون للعرب
ببلاد العجم أثر فلما وافى بهرام جور لقتال أبرويز استنجد النعمان فأنجده على
شرائط شرطها منها أن يجعل له نصف الخراج بنرس وكوثا وأن يبني القنطرة التي ذكرناها
وهي غاية في العظم والإحكام وقال ابن الكلبي قناطر النعمان بقرب قرميسين تنسب إلى
النعمان بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن
هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد المزني لأنه عسكر عندها وهي قديمة من بناء
الأكاسرة
قنطرة نيسابور هي محلة بنيسابور تعرف برأس القنطرة ينسب إليها قنطري وقد حدث منها
جماعة منهم الحسن بن محمد بن سنان النيسابوري أبو علي السواق القنطري سمع محمد بن
يحيى وأحمد بن يوسف روى عنه أبو علي الحافظ وغيره وعبد الله بن الحسين بن حميد بن
معقل القنطري أبو محمد سمع محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر وأبا الأزهر وغيرهم
روى عنه أبو علي الحافظ أيضا وعبد الله بن محمد بن عمر النيسابوري أبو محمد
القنطري سمع محمد بن يحيى وغيره روى عنه أبو علي الحافظ أيضا وأبو الحسن أحمد بن
محمد بن أحمد القنطري الزاهد المعروف بالخفاف روى عن أبي العباس السراج روى عنه
أبو القاسم الفضل بن عبد الله
قنع بالكسر ثم السكون قال أبو عبيد القنع أسفل الرمل وأعلاه وقال الأصمعي القنع
متسع الحزن حيث يسهل وحكى نصر أن القنع جبل وماء لبني سعد بن زيد مناة بن تميم
باليمامة على ثلاث ليال من جو الخضارم وقال مزاحم العقيلي أشاقك بالقنع الغداة
رسوم دوارس أدنى عهدهن قديم
تحن
وقد جر من عشرين حجة كما لاح في ضاحي البنان وشوم منازل أما أهلها فتحملوا فبانوا
وأما خيمها فمقيم بكت دارهم من نأيهم وتهللت دموعي وأي الباكيين ألوم أمستعبرا
يبكي من الهون والبلا أم آخر يبكي شجوة ويهيم
القنع بالتحريك قال ابن شميل القنعة من الرمل ما استوى أسفله من الأرض إلى جنبه
وهو اللبب وما استرق من الرمل والقنع اسم ماء بين الثعلبية وجبل مربخ
قنفذ الدراج بالضم ثم السكون ثم فاء مضمومة وذال معجمة بلفظ القنفذ من الحشرات من
قنافذ الدهناء قال الأصمعي كل موضع كثير الشجر قنفذ
القنفذة من مياه بني نمير عن أبي زياد
قن بالكسر ثم التشديد يقال عبد قن وهو الذي كان أبوه مملوكا لمواليه فإن لم يكن
كذلك فهو عبد مملكة قال الحازمي قن قرية في ديار فزارة ورواه أبو محمد الأعرابي
بالضم وقال ابن مقبل لعمر أبيك لقد شاقني مكان حزنت به أو حزن منازل ليلى وأترابها
خلا أهلها بين قو وقن
قن بالضم يجوز أن يكون جمعا للذي قبله وذات القن أكمة على القلب جبل من جبال أجإ
عند ذي الجليل واد كذا قال الحازمي وفيه نظر لأن ذا الجليل عند مكة قال إنه أكمة
بأجإ بين أجإ وبينه أيام ولعل أجأ غلط وسهو وأنشد للكميت بن ثعلبة قال وهو جد
الكميت بن معروف ألا زعمت أم الصبيين أنني كبرت وأن المال عندي تضعضعا فلا تنكريني
إنني أنا جاركم ليالي حل الحي قنا فضلفعا و قن قرية في ظن السمعاني وعرف بهذه
النسبة أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي الضراب يعرف بابن القني سمع
محمد بن إسماعيل الوراق سمع منه أبو بكر الخطيب ومات في اليوم السابع والعشرين من
شعبان سنة 134 ومولده سنة 365 وابنه علي بن عبد الغالب رفيق الخطيب في رحلته إلى
خراسان سمع وحدث
قنوان يجوز أن يكون تثنية قنا الذي تقدم ذكره وهو جبلان تلقاء الحاجر لبني مرة وهي
من جهة الغرب عن الحاجر وقال بعضم قنوان تثنية قنا وهما عوارض وقنا سميا قنوين كما
قالوا القمران للشمس والقمر وينشد كأنها لما بدا عوارض والليل بين قنوين رابض وقال
الحارث بن ظالم المري حين فتك بخالد بن جعفر بن كلاب نأت سلمى وأمست في عدو أخب
إليهم القلص الصعابا وحل النعف من قنوين أهلي وحلت روض بيشة فالربابا وقطع وصلها
سيفي وأني فجعت بخالد طرا كلابا
قنوج
بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره جيم موضع في بلاد الهند عن الأزهري وقيل إنها أجمة
قنور بالفتح ثم التشديد وواو ساكنة وراء قال الأزهري رأيت في البادية ملاحة تسمى
قنور بوزن سفود وملحها من أجود الملح
قنونى بالفتح ونونين بوزن فعوعل من القنا أو فعولى من القن كما ذكرنا في قرورى من
أودية السراة يصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن من جهة مكة قرب حلي وبالقرب منها
قرية يقال لها يبت ولذلك قال كثير يرثي خندقا بوجه أخي بني أسد قنونى إلى يبت إلى
برك الغماد كان خندق الأسدي صديقا لكثير وكان ينال من السلف يسب أبا بكر وعمر رضي
الله عنهما فقال يوما لو أني أصبت رجلا يضمن لي عيالي بعدي لقمت في هذا الموسم
وتكلمت أبا بكر وعمر فقال كثير فلله علي عيالك من بعدك قال فقام خندق وسبهما فمال
الناس عليه فضربوه حتى أفضوه إلى الموت فحمل إلى منزله بالبادية فدفن بموضع يقال
له قنونى فقال كثير يرثيه في قصيدة حلفت على أن قد أجنتك حفرة ببطن قنونى لو نعيش
فنلتقي لألفيتني للود بعدك راعيا على عهدنا إذ نحن لم نتفرق وإني لجاز بالذي كان
بيننا بني أسد رهط ابن مرة خندق وخصم أبا بدر ألد أبته على مثل طعم الحنظل المتفلق
وقال عبد الله بن ثور البكائي ولما رأيت الحي عمرو بن عامر عيونهم بابني أمامة
تذرف أنخنا فأصلحنا عليها أداتنا وقلنا ألا اجزوا مدلجا ما تسلفوا فبتنا نهز
السمهري إليهم وبئس الصبوح السمهري المثقف علونا قنونى بالخميس كما أتى سها فبدا
من آخر الليل أعرف
قنوة بالضم بوزن رغوة اللبن موضع ببلاد الروم عن العمراني
القنة بالضم وهو ذروة الجبل وأعلاه قال أبو عبيد الله السكوني قنة منزل قريب من
حومانة الدراج في طريق المدينة من البصرة وقيل القنة والقنان جبلان متصلان لبني
أسد و قنة الحجر جبيل ليس بالشامخ بحذاء الحجر والحجر قرية بحذائها قرية يقال لها
الرحضية للأنصار وبني سليم من نجد وبها آبار عليها زروع كثيرة ونخيل وإياه عنى
الشاعر بقوله ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أروم فلوام فشابة فالحضر وهل تركت إبلي
سواد جبالها وهل زال بعدي عن قنينته الحجر قال نصر قنة الحجر قرب معدن بني سليم
و قنة الحمر قريبة من حمى ضرية أحسبه ضراء
و قنة جبل في ديار بني أسد متصل بالقنان و قنة إياد في ديار الأزد
و قنة الحجاز بين مكة والمدينة
قنوى قال المهلبي اسم جبل
قنيع
تصغير قنع وقد تقدم اشتقاقه قال الأديبي هو ماء بين بني جعفر وبين بني أبي بكر اختصموا
فيه حتى كادوا يقتتلون ثم سدموه وتركوه قال ابن الخنجر الجعفري ومن يرنا ونحن على
قنيع وجرد الخيل والحجف المدارا تمت عنا حسيفته ويكره قديمات الضغائن أن تثارا
ونحن الحابسون على قنيع عراب الخيل ينبذن المهارا وقال أبو بكر الهمداني قنيع ماء
لبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب من ناحية الضمر والضائن وقال جهم بين سبل
الكلابي بعد بيتين ذكرناهما في دارة عسعس حلفت لأنتجن نساء سلمى نتاجا كان أكثره
خداج بقاطبة ترى السفراء فيها كأن وجوههم عصب نضاج وفتيان من البزرى كرام وأسياف
يسد بها الفجاج صبحناها الهذيل على قنيع كأن بطون نسوته الدجاج الهذيل من جعفر بن
كلاب وقنيع ماء لهم والبزرى لقب أبي بكر بن كلاب
القنيعة واحدة الذي قبله بركة بين الثعلبية والخزيمية بطريق مكة لأم جعفر ويجوز أن
يكون تصغير القناعة مرخما
قنيلش بالفتح ثم الكسر والياء بنقطتين من تحتها ولام مفتوحة وشين معجمة وهو حصن
بالأندلس من أعمال قرمونة
قني من قرى اليمامة بناحية الريب قال الشاعر لكن أهل قني حين يجمعهم عيش رخي
وفضفاض معاصير
قنينات موضع في حرم مكة عن نصر
القنينيات اسم حفر في بلاد بني تغلب يقال له القنيني ويجمع على القنينيات له قصة
ذكرت في خالة قال عدي بن الرقاع حتى وردنا القنينيات ضاحية في ساعة من نهار الصيف
تلتهب
باب القاف والواو وما يليهما
القوادس جمع القادسية التي عند الكوفة جاءت في شعرهم كذلك كأنها جمعت بما حولها
القوادم جمع قادمة اسم موضع في بلاد غطفان إما يراد به القادمة من السفر وإما
قادمة الرحل ضد آخرته قال زهير عفا من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء
قواديان هي مدينة وولاية على جيحون فوق الترمذ بينها وبين الختل وهي أصغر من
الترمذ يرتفع منها الفوة وهي مجاورة للصغانيان
القوارة بالضم والتخفيف من قولهم انقارت الركية إذا انهدمت وقورت عينه إذا قلعتها
قال أبو عبيد الله السكوني القوارة عيون ونخل كثير كانت لعيسى بن جعفر ينزلها أهل
البصرة إذا أرادوا المدينة يرحل من الناجية فينزل قوارة ومن قوارة إلى بطن الرمة
وهو قريب من متالع وقيل القوارة ماء لبني يربوع عن الحازمي
قوارير
كأنه جمع قارورة من حصون زبيد باليمن
القواصر كأنه جمع قوصرة التمر موضع بين الفرما والفسطاط نزله عمرو بن العاص في
طريقه إلى فتح مصر
القواعل موضع في جبل في قول امرىء القيس كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب تنوف لا عقاب
القواعل قال ابن الكلبي القواعل موضع في جبل وكان قد أغير على إبل امرىء القيس مما
يلي تنوف وروى أبو عبيد تنوفا قالوا هو موضع وهو جبل عال وقال الأصمعي القواعل
واحدتها قاعلة وهي جبال صغار وقيل القواعل جبل دون تنوفا
قوان تثنية قو كما نذكره فيه وهو موضع في قول ذي الرمة جاد الربيع إلى روض القذاف
إلى قوين وانحسرت عنه الأصاريم
القوائم جمع قائمة جبال لأبي بكر بن كلاب منها قرن النعم وفي شعر أبي قلابة الهذلي
يا دار أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان قيل في فسر رهط وألبان من
منازل بني لحيان
القوبع بالفتح ثم السكون وباء موحدة والقوبع قبيعة السيف وهو موضع في عقيق المدينة
قوبنجان بالضم ثم السكون ثم باء موحدة مكسورة ثم نون ساكنة وجيم وآخره نون بلد
بفارس
قودم اسم جبل قال أبو المنذر كان رجل من جهينة يقال له عبد الدار بن حديب قال يوما
لقومه هلم نبني بيتا بأرض من دارهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى
نستميل به كثيرا من العرب فاعظموا ذلك وأبوا عليه فقال في ذلك ولقد أردت بأن تقام
بنية ليست بحوب أو تطيف بمأثم فأبى الذين إذا دعوا لعظيمة راغوا ولاذوا في جوانب
قودم يلحون إلا يؤمروا فإذا دعوا ولوا وأعرض بعضهم كالأبكم صفح منافعه ويغمض كلمة
في ذي أفاويه غموض المنسم
قوران بالفتح ثم السكون والراء وآخره نون من القارة والقور وهو أصاغر الجبال أو من
قولهم دار قوراء أي واسعة وهو واد بينه وبين السوارقية مقدار فراسخ يصب من الحرة
فيه مياه آبار كثيرة عذبة طيبة ونخل وشجر وفيه قرية يقال لها الملحاء وغدير ذي مجر
يذكران وقال معن بن أوس المزني أبت إبلي ماء الحياض بأرضها وما شنها من جار سوء
تزايله سرت من بوانات فبون فأصبحت بقوران قوران الرصاف تواكله و قوران الرصاف في
بلاد بني سليم من أرض الحجاز
قورا بالفتح طسوج من ناحية الكوفة ونهر عليه عدة قرى منها سورا وغرما و قورا من
نواحي المدينة قال قيس بن الخطيم ونحن هزمنا جمعكم بكتيبة تضاءل منها حزن قورا
وقاعها تركنا بغاثا يوم ذلك منكم وقورا على رغم شباعى سباعها
إذا
هم ورد بانصراف تعطفوا تعطف ورد الخمس أطت رباعها
القورج بالضم ثم السكون وراء مفتوحة وجيم هو نهر بين القاطول وبغداد منه يكون غرق
بغداد كل وقت تغرق وكان السبب في حفر هذا النهر أن كسرى لما حفر القاطول أضر ذلك
بأهل الأسافل وانقطع عنهم الماء حتى افتقروا وذهبت أموالهم فخرج أهل تلك النواحي
إلى كسرى يتظلمون إليه مما حل بهم فوافوه وقد خرج متنزها فقالوا أيها الملك إنا
جئنا نتظلم فقال ممن قالوا منك فثنى رجله ونزل عن دابته وجلس على الأرض فأتاه بعض
من معه بشيء يجلس عليه فأبى وقال لا أجلس إلا على الأرض إذا أتاني قوم يتظلمون مني
ثم قال ما مظلمتكم قالوا حفرت قاطولك فخرب بلادنا وانقطع عنا الماء ففسدت مزارعنا
وذهب معاشنا فقال إني آمر بسده ليعود إليكم ماؤكم قالوا لا نجشمك أيها الملك هذا
فيفسد عليك اختيارك ولكن مر أن يعمل لنا مجرى من دون القاطول فعمل لهم مجرى بناحية
القورج يجري فيه الماء فعمرت بلادهم وحسنت أحوالهم وأما اليوم فهو بلاء على أهل
بغداد فإنهم يجتهدون في سده وإحكامه بغاية جهدهم وإذا زاد الماء فأفرط بثقه وتعدى
إلى دورهم وبلدهم فخربه
قورس بالضم ثم السكون وراء مضمومة وسين مهملة مدينة أزلية بها آثار قديمة وكورة من
نواحي حلب وهي الآن خراب وبها آثار باقية وبها قبر أوريا بن حنان طولها أربع وستون
درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة داخلة في الأقليم الرابع بخمس
وأربعين دقيقة بيت حياتها أربع درج من العقرب ومن العواء عشرون دقيقة تحت اثنتي
عشرة درجة من السرطان وطالعها الصرفة بيت ملكها الجبهة يقابلها اثنتا عشرة درجة
وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان ينسب إليها أبو
العباس أحمد بن محمد بن إسحاق القورسي روى عن الفضل بن عباس البغدادي روى عنه أبو
الحسين بن جميع الصيداوي سمع منه بحلب حدث بدمشق سنة 313
قورين بالضم ثم السكون وراء مكسورة وياء مثناة من تحتها مدينة بالجزيرة
قورة بالفتح ثم السكون وراء هي قرية من قرى إشبيلية بالأندلس ينسب إليها الفقيه
أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون القوري ثم الإشبيلي حدث بالموطإ عن
يحيى بن يحيى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني سمع منه أبو العباس أحمد بن
محمد بن مفرج النباتي وابنه أبو الحسين محمد بن محمد بن زرقون القوري حدث عن أبيه
قور بضم القاف وكسر الواو وتشديدها والراء هو جبل باليمن من ناحية الدملوة فيه شق
يقال له حود له قصة ذكرت في حود والله الموفق
قورية بالضم ثم السكون والراء مكسورة وياء خفيفة مدينة من نواحي ماردة بالأندلس
كانت للمسلمين وهي النصف بينها وبين سمورة مدينة الأفرنج
قورى موضع بظاهر المدينة قال قيس بن الخطيم ونحن هزمنا جمعهم بكتيبة تضاءل منها
حزن قورى وقاعها تركنا بغاثا يوم ذلك منهم وقورى على رغم شباعى سباعها
قوس
واد من أودية الحجاز قال أبو صخر الهذلي يصف سحابا فأسقى صدى داوردان غمامة هزيم
تسح الماء من كل جانب سرت وغدت في السجر تضرب قبلة نعامى الصبا هيجا لريا الجنائب
فخر على سيف العراق ففرشه وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب
قوسان بالضم ثم السكون وسين مهملة وآخره نون كورة كبيرة ونهر عليه مدن وقرى بين
النعمانية وواسط ونهره الذي يسقي زروعه يقال له الزاب الأعلى
قوسان بالفتح قال الحازمي موضع في الشعر
قوسى بالفتح ثم السكون وسين ثم ألف مقصورة تكتب ياء يجوز أن يكون فعلى من القوس
بالضم وهو معبد الراهب أو من القوس وهو الزمان الصعب أو من الأقوس وهو الرمل
المشرف قيل بلد بالسراة وبه قتل عروة أخو أبي خراش الهذلي ونجا ولده فقال في ذلك
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش وبعض الشر أهون من بعض فوالله ما أنسى قتيلا رزئته
بجانب قوسى ما مشيت على الأرض بلى إنها تعفو الكلوم وإنما نوكل بالأدنى وإن جل ما
يمضي ولم أدر من ألقى عليه رداءه سوى أنه قد سل عن ماجد محض
قوسنيا بفتح القاف وسكون الواو وفتح السين المهملة وكسر النون وياء مشددة وألف
مقصورة جزيرة قوسنيا كورة من كور مصر بين القاهرة والإسكندرية
قوصرة بالفتح ثم السكون والصاد مهملة قال الليث القوصرة وعاء التمر ومنهم من
يخففها وهي جزيرة في بحر الروم بين المهدية وجزيرة صقلية وأثبتها ابن القطاع
بالألف فقال قوصرا جزيرة في البحر فتحها المسلمون في أيام معاوية وبقيت في أيديهم
إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم خربت وقيل إن في أيامنا هذه فيها قوم من الخوارح
الوهبية
قوص بالضم ثم السكون وصاد مهملة وهي قبطية وهي مدينة كبيرة عظيمة واسعة قصبة صعيد
مصر بينها وبين الفسطاط اثنا عشر يوما وأهلها أرباب ثروة واسعة وهي محط التجار
القادمين من عدن وأكثرهم من هذه المدينة وهي شديدة الحر لقربها من البلاد الجنوبية
وبينها وبين قفط فرسخ وهي شرقي النيل بينها وبين بحر اليمن خمسة أيام أو أربعة
وقوص في الإقليم الأول وطولها من جهة المغرب خمس وخمسون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها
أربع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة
قوصقم بالضم ثم السكون وصاد مهملة ثم قاف وآخره ميم قرية غناء في صعيد مصر على
غربي النيل
قوط بالضم وآخره طاء مهملة قرية من قرى بلخ
قوفا بيت قوفا قرية من قرى دمشق ينسب إليها أبو المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ
ابن محمد بن لهيعة السكسكي القوفاني حكى عن هشام بن عمار خطيب جامع دمشق روى عنه
معروف بن محمد بن معروف الواعظ والحسن بن غريب وأبو الحسين الرازي وعبيد الله بن
محمد بن عبدالوارث
الزعبي
القوفاني حدث عن محمد بن الوزير بن الحكم السلمي روى عنه أبو هاشم عبد الجبار بن
عبد الصمد المؤدب
قوفيل بالضم ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مثناة من تحتها ولام هي قرية من أعمال
نابلس وتعرف بقرية القضاة
قولو محلة بنيسابور ينسب إليها مسعود بن أبي سعد شيخ لأبي سعد في التحبير
قومسان من نواحي همذان ينسب إليها عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد
الأعلمي وأعلم ناحية بين همذان وزنجان وقومسان من قراها قدم بغداد وأقام بها
للتفقه مدة وسمع بها من أبي حفص عمر بن أبي الحسين الأشتري المقري وقرأ الأدب على
الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري وسار إلى الموصل واستوطنها وأبو علي
أحمد بن محمد ابن علي بن مردين القومسانيقال شيرويه هو نهاوندي الأصل سكن إنبط
قرية من كورة همذان روى عن أبيه محمد بن علي ومن أهل همذان عن عبد الرحمن بن حمدان
الجلاب وذكر جماعة وافرة من أهل همذان وغيرها روى عنه ابناه أبو منصور محمد وأبو
القاسم عثمان والكبار من المشايخ وذكر جماعة كثيرة وكان صدوقا ثقة شيخ الصوفية
ومقدمهم في الجبل والمشار إليه وكانت له آيات وكرامات ظاهرة صحب الشبلي وإبراهيم
بن شيبان وأقرانهما توفي بإنبط سنة 783 وقبره يزار ويقصد إليه من البلدان وقد ذكر
حكايات كثيرة من كراماته وكلامه ليس من شرطنا إيراد مثله ومحمد بن أحمد بن محمد بن
مردين أبو منصور ولد المتقدم ذكره روى عن أبيه وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب
وغيرهما روى عنه أبو الحسين بن حميد وحميد بن المأمون وغيرهما مات سنة 324 وكان
يسكن قرية فارسجين من كورة همذان ومحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين
بن عبد الله بن أبان بن الطيار أبو الفضل القومساني ويعرف بابن زيرك شيخ وقته
ووحيد عصره في فنون العلم روى عن أبيه أبي القاسم عثمان وعمه أبي منصور محمد وخاله
أبي سعد عبد الغفار وابن خلنجان واسمه سلمة وذكر جماعة وافرة همذانيين وغرباء وروى
عنه عامة مشايخ بغداد بالإجازة مثل أبي بكر بن شاذان صاحب البغوي وأبي الحسن
رزقويه ذكره أبو شجاع شيرويه فقال سمعت عنه عامة ما قرأه له شأن وحشمة عند المشايخ
وله يد في التفسير وكان حسن الخط والعبارة فقيها أديبا متعبدا توفي سلخ ربيع الآخر
سنة 174 ودفن عند إمامه برأس كهر ومولده سنة 993 وهي السنة التي ظهر فيها ابن لان
وإسماعيل بن محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين القومساني كان شيخ
همذان يكنى أبا الفرج روى عن أبيه وجده وغيرهما مات سن 794 عن ثمان وخمسين سنة قال
وكان أصدق المشايخ لهجة وأقلهم فضولا
قومس بالضم ثم السكون وكسر الميم وسين مهملة وقومس في الإقليم الرابع طولها سبع
وسبعون درجة وربع وعرضها ست وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وهو تعريب كومس وهي
كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما
يكون في ولاية ملكها وقصبتها المشهورة دامغان وهي بين الري ونيسابور ومن مدنها
المشهورة بسطام وبيار وبعض يدخل فيها سمنان وبعض
يجعل
سمنان من ولابة الري وقرأت في كتاب نتف الطرف للسلامي حدثني ابن علوية الدامغاني
قال حدثني ابن عبد الدامغاني قال كان أبو تمام حبيب بن أوس نزل عند والدي حين
اجتاز بقومس إلى نيسابور ممتدحا عبد الله بن طاهر فسألناه عن مقصده فأجابنا بهذين
البيتين تقول في قومس صحبي وقد أخذت منا السرى وخطى المهرية القود أمطلع الشمس
تبغي أن تؤم بنا فقلت كلا ولكن مطلع الجود وقدم يحيى بن طالب الحنفي في مسيره إلى
خراسان من دين كان عليه فلما وصل إلى قومس سأل عنها فأخبر باسمها فبكى وحن إلى
وطنه وقال أقول لأصحابي ونحن بقومس ونحن على أثباج ساهمة جرد بعدنا وبيت الله عن
أرض قرقرى وعن قاع موحوش وزدنا على البعد وكان الجوهري صاحب كتاب الصحاح بلغ قومس
فقال يا صاحب الدعوة لا تجزعن فكلنا أزهد من كرز فالماء كالعنبر في قومس من عزه
يجعل في الحرز فسقنا ماء بلا منة وأنت في حل من الخبز و قومس أيضا إقليم القومس
بالأندلس من نواحي كورة قبرة
قومسة بالضم ثم السكون مثل الأول وزيادة الهاء قرية من نواحي أصبهان
قونجة بالضم ثم سكون الواو والنون فالتقى ساكنان وجيم موضع بالأندلس من أعمال كورة
البيرة ينسب إليه الكتان الفائق الرفيع
قونكة بوزن التي قبلها إلا أن هذه بالكاف مدينة بالأندلس من أعمال شنتبرية ينسب
إليها إبراهيم بن محمد بن خيرة أبو إسحاق القونكي روى ببلدته عن قاضيها أبي عبد
الله محمد بن خلف بن السقاط سمع منه صحيح البخاري وسكن قرطبة فأخذ بها عن أبي علي
العسالي كثيرا وعن أبي عبد الله محمد بن كرج وغيرهما وكان حافظا للحديث ومات في
شوال سنة 715 قاله ابن بشكوال
قون بالفتح وآخره نون والقونة الحديد أو الصفر الذي يرقع به الإناء وهو اسم موضع
قونية بالضم ثم السكون ونون مكسورة وياء مثناة من تحت خفيفة من أعظم مدن الإسلام
بالروم وبها وبأقصرى سكنى ملوكها قال ابن الهروي وبها قبر أفلاطون الحكيم بالكنيسة
التي في جنب الجامع في كتاب الفتوح انتهى معاوية بن حديج في غزوة إفريقية إلى
قونية وهي موضع مدينة القيروان
قو بالفتح ثم التشديد مرتجل فيما أحسب وهو منزل للقاصد إلى المدينة من البصرة يرحل
من النباج فينزل قوا وهو واد يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج وعليه قنطرة يعبر
القفول عليها يقال لها بطن قو وقال الجوهري قو بين فيد والنباج وأنشد لامرىء القيس
سما لك شوق بعدما كان أقصرا وحلت سليمى بطن قو فعرعرا وقال زرعة بن تميم الحطم
الجعدي
وإن
تك ليلى العامرية خيمت بقو فإني والجنوب يمان ومغترب من رهط ليلى رعيته بأسباب
ليلى قبلما يرياني نشرت له كنانة من بشاشة ومن نصح قلبي شعبة ولساني وقال أبو زياد
الكلابي قو واد بين اليمامة وهجر نزل به الحطيئة على الزبرقان بن بدر فلم يجهزه
فقال ألم أك نائيا فدعوتموني فخانتني المواعد والدعاء ألم أك جاركم فتركتموني
لكلبي في دياركم عواء أحيل على الخباء ببطن قو بنات الليل فاحتمل الخباء
قوهذ بالضم ثم السكون والهاء مفتوحة وذال معجمة والعامة تقول قوهه بالهاء وهو اسم
لقريتين كبيرتين بينهما وبين الري مرحلة قوهذ العليا وهي قوهذ الماء لأن عندها
تنقسم مياه الأنهار التي تتفرق في نواحي الري وعهدي بها كبيرة ذات سوق وأربطة
وخانقاه حسن للصوفية في سنة 671 قبل ورود التتر إليها وقوهذ السفلى وتعرف بقوهذ
خران أي قوهذ الحمير وبينها وبين العليا فرسخ وهي بين العليا والري عهدي أيضا بها
عامرة ذات سوق وبساتين وخيرات
قوهستان بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون
وهو تعريب كوهستان ومعناه موضع الجبال لأن كوه هو الجبل بالفارسية وربما خفف مع
النسبة فقيل القهستاني وأكثر بلاد العجم لا يخلو عن موضع يقال له قوهستان لما
ذكرنا وأما المشهورة بهذا الاسم فأحد أطرافها متصل بنواحي هراة ثم يمتد في الجبال
طولا حتى يتصل بقرب نهاوند وهمذان وبروجرد هذه الجبال كلها تسمى بهذا الاسم وهي
الجبال التي بين هراة ونيسابور وأكثر ما ينسب بهذه النسبة فهو منسوب إلى هذا
الموضع وفتحها عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان سنة 92 للهجرة هذه
الجبال جميعها اليوم في أيدي الملاحدة من بني الحسن بن الصباح وقال البشاري
قوهستان قصبتها قائن ومدنها تون وجنابذ وطبس العناب وطبس التمر وطريثيث وقوهستان
أبي غانم مدينة بكرمان قرب جيرفت بينها وبين جبال البلوص والقفص وفيها نخل كثير
وشربهم من نهر يتخلل البلد والجامع في وسطها وبها قهندز أي قلعة قال الرهني أول
بلاد قوهستان جوسف وآخرها إسبيذ رستاق وهي الجنابذ وما يليها وأهل الجنابذ يدعون
أن أرضهم من حدود الجنبذ لأنها بين قائن التي هي قصبة قوهستان ويدعي أهل قائن أن
إسبيذ رستاق ليست من أرض قوهستان إلا أنها من عمل قوهستان قال وعرضها ما بين كرين
إلى زوزن وهي مفاوز ليس فيها شيء وإنما عمران قوهستان ما بين النخيرجان ومسينان
إلى إسبيند رستاق وهذه المدن والقرى التي بقوهستان متباعدة في أعراضها مفاوز وليست
العمارة بقوهستان مشتبكة مثل اشتباكها بسائر نواحي خراسان وفي أضعاف مدنها مفاوز
يسكنها أكراد وأصحاب السوائم من الإبل والغنم وليس بقوهستان فيما علمته نهر جار
إنما هي القني والآبار
قوهيار
بالضم ثم السكون وكسر الهاء ثم ياء خفيفة وآخره راء قرية بطبرستان
القويرة باليمامة وهي قارة في وسط الرغام عن ابن ابي حفصة
قويق بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير قاق وهو صوت الضفدع ولذلك قال شاعرهم إذا ما
الضفادع نادينه قويق قويق أبى أن يجيبا تغوص البعوضة في قعره وتأبى قوائمها أن
تغيبا وهو نهر مدينة حلب مخرجه من قرية تدعى سبتات وسألت عنها بحلب فقالوا لا نعرف
هذا الاسم إنما مخرجه من شناذر قرية على ستة أميال من دابق ثم يمر في رساتيق حلب
ثمانية عشر ميلا إلى حلب ثم يمتد إلى قنسرين اثني عشر ميلا ثم إلى المرج الأحمر
اثني عشر ميلا ثم يغيض في أجمة هناك فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلا وماؤه
أعذب ماء وأصحه إلا أنه في الصيف ينشف فلا يبقى إلا نزوز قليلة وأما في ا لشتاء
فهو حسن المنظر طيب المخبر وقد وصفه شعراء حلب بما ألحقوه بنهر الكوثر ومن أمثال
عوام بغداد يفرح بفلس مطلي من لم ير دينارا وقد أحسن القيسراني محمد بن صغير في
وصفه في قوله رأيت نهر قويق فساءني ما رأيت فلو ظمئت وأسقي ت ماءه ما رويت ولو
بكيت عليه بقدره ما اشتفيت وقرأت في ديوان أبي القاسم الحسن بن علي بن بشر الكاتب
أنه قال في سنة 553 رأيت من نيل مصر ما ساءني إذ رأيت ما ليس يحيا به من ثرى
البسيطة ميت والبيتين الآخرين
القويلية قرية عند جبل رمان في طرف سلمى من جهة الغرب
القوينصة قال ابن أبي العجائز مروان بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن
الحكم بن أبي العاص الأموي كان يسكن القوينصة وهي قرية من قرى غوطة دمشق وكان
يسكنها أيضا الوليد بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
الأموي وأمية بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان وله بها عقب وتمام بن زويل
الكلبي من أهل هذه القرية
قوين قال الليث قون وقوين موضعان
قوي تصغير القواء هو الموضع الخالي أو القي وهو القفر وهو واد قريب من القاوية وقد
مر
باب القاف والهاء وما يليهما
قها بالكسر والقصر قرية عظيمة بين الري وقزوين وليست المعروفة بقوهذ وإن كان بعضهم
يتلفظ بهما سواء وناحية بالري بين الخوار والري منها قوهذ الماء وقوهذ الحمار
قهاب ناحية ذات قرى كثيرة من أعمال أصبهان ليس بها نهر جار ولا بها شجر إنما
معيشتهم من الزرع على المطر أخبرني بذلك الحافظ ابن النجار
قهاد
بالكسر جمع قهد صنف من الغنم يكون بالحجاز أو اليمن قيل تضرب إلى البياض وقيل غنم
سود تكون باليمن وقيل القهد ولد البقرة الوحشية أيضا وقال أبو عبيد يقال أبيض يقق
وقهد وقهب ولهق بمعنى واحد والقهاد موضع في شعر ابن مقبل حيث قال فجنوب عروى
فالقهاد خشيتها وهنا فهيج لي الدموع تذكري
قهج قرية من ناحية الأعلم من نواحي همذان قال السلفي أنشدني أبو بكر عبد العزيز بن
إبراهيم بن الحسن القهجي الخطيب بها قال أنشدني عمي محمد بن الحسين بن إبراهيم
الأديب القهجي ولم يذكر قائله تعلمنا الكتابة في زمان غدت فيه الكتابة كالحجامه
فيا أسفي على الأقلام أضحت وما قلم بأشرف من قلامه وينسب إليها أيضا أبو طالب نصر
بن الحسن بن القاسم القهجي لقيه السلفي أيضا
قهجاورسان قرية كبيرة قديمة كان بها حصن فتحه أبو موسى الأشعري مع عسكر عمر بن
الخطاب قبل فتح أصبهان وقتل أهله وخربه وكان به والد أبي موسى فقتل هناك شهيدا
وقبره بهذه القرية مبني ظاهر عليه مشهد له منارة وحوله قبور جماعة من الشهداء رآه
محمد بن النجار الحافظ وخبرني به
قهد بالتحريك اسم موضع في قول الشاعر لو كان يشكى إلى الأموات ما لقي ال أحياء
بعدهم من شدة الكمد ثم اشتكيت لأشكاني وساكنه قبر بسنجار أو قبر على قهد
القهر بالفتح وآخره راء ومعناه معلوم وهو موضع في قول مزاحم العقيلي أتاني بقرطاس
الأمير مغلس فأفزع قرطاس الأمير فؤاديا فقلت له لا مرحبا بك مرسلا إلي ولا لبي
أميرك داعيا أليست جبال القهر قعسا مكانها وعروى وأجبال الوحاف كما هيا أخاف ذنوبي
أن تعد ببابه وما قد أزل الكاشحون أماميا ولا أستديم عقبة الأمر بعدما تورط في
يهماء كعبي وساقيا وقال أبو زياد القهر أسافل الحجاز مما يلي نجدا من قبل الطائف
وأنشد لخداش بن زهير فيا أخوينا من أبينا وأمنا إليكم إليكم لا سبيل إلى جسر دعوا
جانبي إني سأنزل جانبا لكم واسعا بين اليمامة والقهر أبى فارس الضحياء عمرو بن
عامر أبى الذم واختار الوفاء على الغدر
القهر بفتحتين موضع أنشد في سفلى العراق وأنت بالقهر
القهز بالزاي قال الليث القهز والقهز لغتان ضرب من الثياب يتخذ من صوف كالمرعزي
وربما خالطه الحرير قال العمراني موضع وأنشد وحاف القهز أو طلخامها
قهقور
بطن بماسبذان من نواحي الجبل
قهوان بفتح القاف وسكون الهاء وآخره نون قال أبو حنيفة في كتاب النبات المقبل الذي
يتداوى به هو صمغ كالكندر أحمر طيب الرائحة أخبرني بعض الأعراب أنه لا يعلمه نبت
شجرة إلا بجبل من جبال عمان يدعى قهوان مطل على البحر وشجره مثل شجر اللبان قال
وهو ذو شوك قال مثل التنكس الذي عندكم والمقل صمغه
قهقوه بتكرير القاف وفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه وسكون واوه وهاء خالصة وهي
كورة بصعيد مصر
قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي وهو في الأصل اسم الحصن أو
القلعة في وسط المدينة وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة وأكثر
الرواة يسمونه قهندز وهو تعريب كهندز معناه القلعة العتيقة وفيه تقديم وتأخير لأن
كهن هو العتيق ودز قلعة ثم كثر حتى اختص بقلاع المدن ولا يقال في القلعة إذا كانت
مفردة في غير مدينة مشهورة وهو في مواضع كثيرة منها قهندز سمرقند وقهندز بخارى
وقهندز بلخ وقهندز مرو وقهندز نيسابور وفي مواضع كثيرة وقد نسب إلى بعضها قوم فممن
نسب إلى قهندز نيسابور الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين أبو سعيد القهندزي
النيسابوري وعمر وقيس ومسعود بنو عبد الله بن رزين القهندزي وأحمد بن عمرو أبو
سعيد القهندزي النيسابوري سمع الفضل بن دكين وغيره وعبد الله بن حماد أبو حمام
القهندزي سمع نهشل بن سعيد وغيره وقهندز هراة نسب إليه أبو سهل الواسطي ونسب إلى قهندز
سمرقند أحمد بن عبد الله القهندزي السمرقندي أبو محمد ذكره أبو سعيد الإدريسي في
تاريخ سمرقند يروي عن عمار بن نصر روى عنه سهل بن خلف وغيره وممن ينسب إلى قهندز
بخارى أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الأنصاري القهندزي البخاري سمع ابن المبارك
وابن عيينة والفضيل بن عياض روى عنه أسباط بن اليسع البخاري وغيره وممن ينسب إلى
قهندز هراة أبو بشر القهندزي روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري
الإمام وغيره وقد ضبطه بعضهم بالضم والأصل ما أثبتناه
باب القاف والياء وما يليهما
قيا بكسر أوله والتشديد والقصر قال عرام ولأهل السوارقية قرية يقال لها القيا
وماؤها أجاج نحو ماء السوارقية وبينهما ثلاثة فراسخ وبها سكان كثيرة ومزارع ونخيل
وشجر قال الشاعر ما أطيب المذق بماء القيا وقد أكلت قبله برنيا
القيار بالفتح ثم التشديد وآخره راء بلفظ صانع القار أو بايعه على النسبة كقولهم
العطار موضع بين الرقة ورصافة هشام بن عبد الملك و مشرعة القيار على الفرات
وببغداد محلة كبيرة مشهورة يقال لها درب القيار
القيارة بالفتح ثم التشديد وهو تأنيث الذي قبله منزل للحاج من واسط على مرحلتين
وهو بئر لبني عجل ماؤها غليظ كثير ثم يرتحلون منها إلى الأخاديد
و عين القيارة بالموصل ينبع منها القار وهي حمة يقصدها أهل الموصل ويستحمون فيها
ويستشفون بمائها
القيبار حصن بين انطاكية والثغور له ذكر ومنعة
قياض
بالفتح ثم التشديد وآخره ضاد يقال تقيضت الحيطان إذا مالت وتهدمت موضع بنواحي
بغداد قال الكلبي سمي باسم رجل يقال له قياض وقال نصر قياض موضع بين الكوفة والشام
يرتحل منه إلى عين أباغ عليه قوم من شيبان وكندة قال عبيد الله بن الحر أتوني
بقياض وقد نام صحبتي وحارسهم ليث هزبر أبو أجر فقتلت قوما منهم لا أعزة كراما ولا
عند الحقائق بالصبر وكتبه اللبود بالسين فقال قياس في شعر عبد الله بن الزبير
الأسدي ألا أبلغ يزيد بن الخليفة أنني لقيت من الظلم الأغر المحجلا لقيت بقياس من
الأمر شقة ويوما بجو كان أعنى وأطولا
قياض حصن باليمن بين تعز وريمة
قيال بكسر أوله وآخره لام اسم جبل عال بالبادية
القيدة من مياه بني عمرو بن كلاب بذي بحار وقد ذكر ذو بحار في موضعه عن أبي زياد
وذكر في موضع آخر من كتابه أنه ماء لبني غني بن أعصر
قيذوق بالفتح ثم السكون وذال معجمة وواو ساكنة وقاف موضع ذكره أبو تمام
قيربون أكبر مدينة بأرض مكران ولها رساتيق وفيها الفانيذ كان يحمل إلى جميع الدنيا
القيروان قال الأزهري القيروان معرب وهو بالفارسية كاروان وقد تكلمت به العرب
قديما قال امرؤ القيس وغارة ذات قيروان كأن أسرابها الرعال والقيروان في الإقليم
الثالث طولها إحدى وثلاثون درجة وعرضها ثلاثون درجة وأربعون دقيقة وهذه مدينة
عظيمة بإفريقية غبرت دهرا وليس بالغرب مدينة أجل منها إلى أن قدمت العرب إفريقية
وأخربت البلاد فانتقل أهلها عنها فليس بها اليوم إلا صعلوك لا يطمع فيه وهي مدينة
مصرت في الإسلام في أيام معاوية رضي الله عنه وكان من حديث تمصيرها ما ذكره جماعة
كثيرة من أهل السير قالوا عزل معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حديج الكندي عن
إفريقية واقتصر به على ولاية مصر وولى إفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن
عامر بن أمية بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر بن مالك بن النض ابن كنانة وكان
مولده في أيام النبي صلى الله عليه و سلم وقال ابن الكلبي هو عبد الرحمن بن عدي بن
نافع بن قيس القرشي سنة 84 وكان مقيما بنواحي برقة وزويلة منذ ولاية عمرو بن العاص
له فجمع إليه من أسلم من البربر وضمهم إلى الجيش الوارد من قبل معاوية وكان جيش
معاوية عشرة آلاف وسار إلى إفريقية ونازل مدنها فافتتحها عنوة ووضع السيف في أهلها
وأسلم على يده خلق من البربر وفشا فيهم دين الله حتى اتصل ببلاد السودان فجمع عقبة
حينئذ أصحابه وقال إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم إذا عضهم السيف أسلموا وأذا
رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عادتهم ودينهم ولست أرى نزول المسلمين بين أظهرهم
رأيا وقد رأيت أن أبني ههنا مدينة يسكنها المسلمون فاستصوبوا رأيه فجاؤوا إلى موضع
القيروان وهي في طرف البر وهي
أجمة
عظيمة وغيضة لا يشقها الحيات من تشابك أشجارها وقال إنما اخترت هذا الموضع لبعده
من البحر لئلا تطرقها مراكب الروم فتهلكها وهي في وسط البلاد ثم أمر أصحابه
بالبناء فقالوا هذه غياض كثيرة السباع والهوام فنخاف على أنفسنا هنا وكان عقبة
مستجاب الدعوة فجمع من كان في عسكره من الصحابة وكانوا ثمانية عشر ونادى أيتها
الحشرات والسباع نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فارحلوا عنا فإنا نازلون
فمن وجدناه بعد قتلناه فنظر الناس يومئذ إلى أمر هائل كان السبع يحمل أشباله
والذئب يحمل أجراءه والحية تحمل أولادها وهم خارجون أسرابا أسرابا فحمل ذلك كثيرا
من البربر على الإسلام ثم اختط دارا للإمارة واختط الناس حوله وأقاموا بعد ذلك
أربعين عاما لا يرون فيها حية ولا عقربا واختط جامعها فتحير في قبلته فبقي مهموما
فبات ليلة فسمع قائلا يقول في غد ادخل الجامع فإنك تسمع تكبيرا فاتبعه فأي موضع
انقطع الصوت فهناك القبلة التي رضيها الله للمسلمين بهذه الأرض فلما أصبح سمع
الصوت ووضع القبلة واقتدى بها بقية المساجد وعمر الناس المدينة فاستقامت في سنة 55
للهجرة وقد ذكرت بقية خبر عقبة ومقتله في كتابي المسمى بالمبدإ والمآل وكان مقتله
في سنة 63 بعد أن فتح جميع بلاد المغرب وينسب إلى القيروان قيرواني وقيروي فمن
جملة من ينسب إليها قيرواني محمد بن أبي بكر عتيق محمد بن أبي نصر هبة الله بن علي
بن مالك أبو عبيد الله التميمي القيرواني المتكلم الثغري المعروف بابن أبي كدية
درس علم الأصول بالقيروان على أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي صاحب القاضي أبي
بكر الباقلاني وعلى غيره وكان يذكر أنه سمع أبا عبد الله القضاعي بمصر قرأ عليه
نصر الله بن محمد بصور وكان يقرىء الكلام في النظامية ببغداد وأقام بالعراق إلى أن
مات وكان صلبا في الاعتقاد ومات ببغداد في ثامن عشر ذي الحجة سنة 215 ودفن مع أبي
الحسن الأشعري في تربته بمشرعة الروايا خارج الكرخ
قيسارية بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء ثم ياء مشددة بلد على ساحل
بحر الشام تعد في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام وكانت قديما من أعيان
أمهات المدن واسعة الرقعة طيبة البقعة كثيرة الخير والأهل وأما الآن فليست كذلك
وهي بالقرى أشبه منها بالمدن
و قيسارية أيضا مدينة كبيرة عظيمة في بلاد الروم وهي كرسي ملك بني سلجوق ملوك
الروم أولاد قليج أرسلان وبها موضع يقولون إنه حبس محمد بن الحنفية بن علي بن أبي
طالب وجامع أبي محمد البطال وفيه الحمام الذي ذكروا أن بليناس الحكيم عمله للملك
قيصر يحمى بسراج وينسب إليها قيسراني على غير قياس قال بطليموس في كتاب الملحمة
طولها سبع وستون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة في آخر
الإقليم الخامس طالعها اثنتا عشرة درجة من التوأم لها سرة الجوزاء كاملة والسماك
الأعزل وذات الكرسي وهي المغروسة تحت سبع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من
الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج
قيسارية طولها سبع وخمسون درجة ونصف وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وربع وفي كتاب دمشق
عن يزيد بن سمرة أنبأ الحكيم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي الفرعي وكان
ممن شهد قيسارية وقال حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهرا ومقاتلة الروم
الذين
يرزقون لها مائة ألف وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائة ألف فدلهم لنطاق على عورة
وهو من الرهون فأدخلهم في قناة يمشي فيها الجمل مع المحمل وكان ذلك يوم الأحد فلم
يعلموا وهم في الكنيسة إلا وسمعوا التكبير على باب الكنيسة فكان بوارهم قال يزيد
بن سمرة وبعثوا بفتحها إلى عمر بن تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة
ونادى ألا إن قيسارية فتحت قسرا وينسب إلى قيسارية فلسطين إبراهيم بن أبي سفيان
القيسراني مات سنة 872 وعمرو بن ثور القيسراني مات سنة 972 ومحمد بن محمد بن عبد
الرحيم بن محمد بن أبي ربيعة القيسراني سمع خيثمة بن سليمان بطرابلس وأبا علي عبد
الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب بتنيس وأبا بكر الخرائطي وأبا الحسن محمد بن أحمد
ابن عبد الله بن صفور بالمصيصة وغيرهم وروى عنه جماعة منهم أبو بكر محمد بن أحمد
الواسطي وأبو الحسن جميل بن محمد الأرسوفي وفديك بن سلمان ويقال ابن سليمان بن
عيسى أبو عيسى العقيلي القيسراني روى عن الأوزاعي ومسلمة بن علي الخشني روى عنه
العباس بن الوليد بن صبيح الخلال وإبراهيم بن الوليد بن سلمة وغيرهم وكان من
العباد
قيسرون في شعر هذيل ولا أدري كيف أمره قال حبيب الهذلي صدقت حبيبا بالتفرق نفسه
وأجد من ثاو إليك إياب ولقد نظرت ودون قومي منظر من قيسرون فبلقع فسلاب
قيس القيس مصدر قاس يقيس قيسا ويقال فلان يخطو قيسا أي يجعل هذه الخطوة ميزان هذه
الخطوة والقيس كورة كانت بمصر وقد خربت الآن وقالوا سميت قيسا لأن فتحها كان على
يد قيس بن الحارث المرادي فسميت به وكان شهد مصر وكانت في غربي النيل بعد الجيزة
كان دخل السلطان منها خمسة عشر ألف دينار عن المدائني في سنة 226 وينسب إليها لبيب
مولى محمد بن عياض يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر روى عنه الليث بن سعد بن أبي
طاهر وقال هي قرية بمصر وليست بكورة كما ذكرنا و قيس جزيرة وهي كيش في بحر عمان
دورها أربعة فراسخ وهي مدينة مليحة المنظر ذات بساتين وعمارات جيدة وبها مسكن ملك
ذلك البحر صاحب عمان وله ثلثا دخل البحرين وهي مرفأ مراكب الهند وبر فارس وجبالها
تظهر منها للناظر ويزعمون أن بينهما أربعة فراسخ رأيتها مرارا وشربهم من آبار فيها
ولخواص الناس صهاريج كثيرة لمياه المطر وفيها أسواق وخيرات ولملكها هيبة وقدر عند
ملوك الهند لكثرة مراكبه ودوانيجه وهو فارسي شكله ولبسه مثل الديلم وعنده الخيول
العراب الكثيرة والنعمة الظاهرة وفيها مغاص على اللؤلؤ وفي جزائر كثيرة حولها
وكلها ملك صاحب كيش ورأيت فيها جماعة من أهل الأدب والفقه والفضل وكان بها رجل صنف
كتابا جليلا فيما اتفق لفظه وافترق معناه ضخم رأيته بخطه في مجلدين ضخمين ولا أعرف
اسمه الآن
قيسون بلفظ جمع قيس جمع سلامة موضع
قيشاطة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها محمد
بن الوليد القيشاطي الأديب سكن قرطبة يكنى أبا عبدالله وكان معلم العربية وكان لها
حافظا
ذاكرا
قال ابن حيان مات لسبع بقين من المحرم سنة 460
القيصومة بالفتح والصاد المهملة واحدة القيصوم نبات طيب الريح يكون بالبادية وهي
ماءة تناوح الشيحة بينهما عقبة شرقي فيد ومنها إلى النباج أربع ليال على طريق البصرة
إلى مكة والمدينة معا
قيطون بفتح أوله وسكون ثانيه بلدة بإفريقية بينها وبين قفصة ثلاث مراحل وبينها
وبين نفطة مرحلة
قيظان مخلاف باليمن وقلما يسمونه غير مضاف إنما يقولون مخلاف قيظان وهو قرب ذي
جبلة
قيظ بالظاء معجمة قال نصر موضع قريب من مكة على أربعة أميال من سوق نخلة وثم حيطان
تنتقل في الأملاك وقيل قيظ جبل
القيقاء بكسر أوله وسكون ثانيه وقاف أخرى وألف ممدودة وهي القاع المستدير في صلابة
من الأرض إلى جانب سهل وهو جمع قيقاءة وهو واد بنجد عن نصر
قيقان بالكسر وأهل الشام يسمون الغراب قافا ويجمعونه قيقان وتل القيقان بظاهر
مدينة حلب معروف عندهم
و قيقان بلاد قرب طبرستان وفي كتاب الفتوح في سنة 83 وأول سنة 93 في خلافة أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه توجه إلى ثغر السند الحارث ابن مرة العبدي
متطوعا بإذن علي رضي الله عنه فظفر وأصاب مغنما وسبيا وقسم في يوم واحد ألف رأس ثم
إنه قتل ومن معه بأرض القيقان إلا قليلا وكان مقتله في سنة 24 قال و القيقان من
بلاد السند مما يلي خراسان ثم غزاهم المهلب في سنة 44 ولقي المهلب ببلاد القيقان
ثمانية عشر فارسا من الترك على خيل محذوفة فقاتلوه جميعا فقال المهلب ما جعل هؤلاء
الأعاجم أولى بالتشمير منا فحذف الخيل فكان أول من حذفها من المسلمين ثم ولى عبد
الله بن عامر في سنة 54 في زمن معاوية عبد الله بن سوار العبدي ويقال بل ولاه
معاوية من قبله ثغر الهند فغزا القيقان فأصاب مغنما ثم وفد إلى معاوية وأهدي إليه
خيلا قيقانية وأقام عنده ثم رجع وغزا القيقان فاستجاش الترك فقتلوه وفيه قيل وابن
سوار على عدانه موقد النار وقتال السغب وكان سخيا لم يوقد أحد نارا غير ناره فرأى
ذات ليلة نارا فقال ما هذه فقالوا امرأة نفساء يعمل لها خبيص فأمر بأن يطعم الناس
الخبيص ثلاثا قال خليفة بن خياط في سنة 74 غزا عبد الله بن سوار العبدي القيقان
فجمع الترك فقتل عبد الله بن سوار وعامة ذلك الجيش وغلب المشركون على القيقان
قيقان حصن باليمن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
قيقان حصن باليمن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
قيلوية بكسر أوله وسكون ثانيه ولام مضمومة وواو ساكنة قرية من نواحي مطيزاباذ قرب
النيل إليها ينسب أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل القيلوي
و قيلوية قرية بنهر الملك ينسب إليها سعيد بن أبي سعيد بن عبد العزيز أبو سعد
الجامدي الأصل والجامدة من قرى واسط وسعيد هذا من أهل قيلوية نهر الملك كان أبوه
من الزهاد سكن قيلوية وولد سعيد بها وكان واعظا صالحا سمع أبا الفتح عبد الملك بن
أبي القاسم
الكروخي
وغيره وحدث ببغداد في سنة 956 في ربيع الآخر فسمع منه جماعة ومات سعيد في سنة 630
سألته عن مولده فقال في خامس جمادى الآخرة سنة 564 أنشدني لنفسه قال كتب إلي مؤيد
الدين محمد بن الريحاني قطعة أولها عصيت علي يا قاضي القضاة وكنت أعد أنك من حماتي
علت عيناك عني يا ملولا كما تعلو ظهور الصافنات ألم تعلم بأني فيك صب وسكرك ليس
يخلو من لهاتي فكتب إليه أيا ابن الأكرمين الصيد يا من مناقبه تجل عن الصفات ومن
آراؤه في كل خطب يفل بها حدود المرهفات فديتك تتهمني بالتجني ولم أك في هواك من
الجناة وكنت غداة سرت بلا وداع كأن الصبر ينزل في لهاتي وما شبهت شوقي فيك إلا
بعطشان إلى ماء الفرات وحقك يا محمد لو علمتم بما ألقاه من ألم الشتات إذا لعذرتني
وعلمت أني بحبك مستهام في حياتي فسامحني فإني لم أقصر عن الخدمات إلا من شكاتي
بقيت ولا برحت مع الليالي تجود على عفاتك بالصلات
قيلة حصن من نواحي صنعاء على رأس جبل يقال له كنن
قيمر بفتح القاف وياء ساكنة وضم الميم وراء هي قلعة في الجبال بين الموصل وخلاط
ينسب إليها جماعة من أعيان الأمراء بالموصل وخلاط وهم أكراد ويقال لصاحبها أبو
الفوارس
قيمون بالفتح ثم السكون وآخره نون حصن قرب الرملة من أعمال فلسطين
قين بالفتح ثم السكون وآخره نون بنات قين ماءة لفزارة كانت بها وقعة مشهورة في
أيام عبد الملك بن مروان
و القين من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل اليمن
قينان بلفظ تثنية القين الحداد من قرى سرخس خربت ينسب إليها علي بن سعيد القيناني
يروي عن ابن المبارك روى عنه أهل بلده
قينقاع بالفتح ثم السكون وضم النون وفتحها وكسرها كل يروى والقاف وآخره عين مهملة
وهو اسم لشعب من اليهود الذين كانوا بالمدينة أضيف إليهم سوق كان بها ويقال سوق
بني قينقاع
قيوان موضع بصعدة من بلاد خولان باليمن قال الحارث بن عمرو الحربي الخولاني لنا
الدار في صرواح باق رسومها بها كان أولاد الهمام الخضارم سراة بني خير وحيا معيشها
لباب لباب من حماة الأكارم ودار بقيوان لنا كان عزها توارثها نسل الملوك القماقم
ويسنم رأس العز من ذمتي دفا إلى أسفل المعشار فرع التهائم
ودار
بكهلان لشبل أخيهم دعامة عز من تلاع الدعائم فآل سعيد جمرة غالبية وسفحي شروم بين
تلك الرجائم
قينية بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء خفيفة قرية كانت مقابل الباب الصغير من
مدينة دمشق صارت الآن بساتين منها جماعة وسكنها معاوية بن محمد بن دينويه الأذري
من أذربيجان حدث عن أبي زرعة الدمشقي والحسن بن حرب وأحمد بن عمرو الفارسي المقعد
وغيرهم روى عنه أبو هاشم المؤدب وكتب عنه أبو الحسين الرازي وقال مات سنة 723
ومنها محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد ويقال محمد بن هارون بن
شعيب بن علقمة بن سعيد ابن مالك ويقال محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن ثمامة
بن عبد الله بن أنس بن مالك الثمامي القيني من سكان قينية خارج باب الجابية رحل في
طلب الحديث فسمع بمصر وأصبهان والعراق والشام وجمع وصنف روى عن أبي زيد عبد الرحمن
بن حاتم المرادي المصري وأبي علاثة محمد بن عمر بن خالد ومحمد بن يحيى بن مندة
الأصبهاني وخلق كثير يطول ذكرهم وكان مولده بدمشق في المحلة المعروفة بلؤلؤة
الكبيرة خارج باب الجابية في رمضان سنة 266 ومات سنة 353
ك
باب الكاف والألف وما يليهما
كابلستان بعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة ساكنة وهي فيما أحسب كابل التي
تذكر بعد
كابل بضم الباء الموحدة ولام وكابل في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب مائة
درجة وعرضها من جهة الجنوب ثمان وعشرون درجة وقال الإصطخري الخلج صنف من الأتراك
وقعوا في قديم الزمان إلى أرض كابل التي بين الهند ونواحي سجستان في ظهر الغور وهم
أصحاب نعم على خلق الأتراك في زيهم ولسانهم وكابل اسم يشمل الناحية ومدينتها
العظمى أوهند واجتمعت برجل من عقلاء سجستان ممن دوخ تلك البلاد وطرقها فذكر لي
بالمشاهدة أن كابل ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة قال ونسبتها إلى الهند أولى
فصح عندي وأما قول ابن الفقيه إنه من ثغور طخارستان فليس ببعيد من الصواب ولعل
طخارستان تكون في المثلثة الشرقية منها قال ابن الفقيه كابل من ثغور طخارستان ولها
من المدن واذان وخواش وخشك وجزه قال وبكابل عود ونارجيل وزعفران وإهليلج لأنها
متاخمة للهند وكان خراجها ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ومن الوصائف ألفا رأس قيمتها
ستمائة ألف درهم غزاها المسلمون في أيام بني مروان وافتتحوها وأهلها مسلمون قلت
فإن كانت غير الساحلية فجائز وقال عبيد الله بن قيس الرقيات ولقد غالني شبيب وكانت
في شبيب مغيلة ومغاله غلبت أمه عليه أباه فهو كالكابلي أشبه خاله وقال فرعون بن
عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مر وددت مخافة الحجاج أني بكابل في است
شيطان رجيم وقال الأعشى وسمى أهل كابل كابلا ولقد شربت الخمر تر كض حولنا ترك
وكابل كدم الذبيح غريبة مما يعتق أهل بابل
باكرتها
حولي ذوو ال آكال من بكر بن وائل ونسب إليها أبو مجاهد علي مجاهد الكابلي الرازي
قال البخاري هو من سبي كابل حدث عن موسى بن عبيدة الربذي ومحمد بن إسحاق وعنبسة
حدث عنه أحمد بن حنبل والصلت بن مسعود الجحدري وزياد بن أيوب وغيرهم وأبو الحسن
محمد بن الحسين الكابلي روى عن يزيد بن هارون وابن عيينة وغيرهما ومات في حدود سنة
502 وأبو عبد الله محمد بن العباس الكابلي حدث عن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن
المعقب وأحمد بن حنبل روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري وقال توفي في رجب
سنة 172
كابة بعد الألف باء موحدة يقال كاب يكوب إذا شرب بالكوب وهو الكوز المستدير الرأس
وهو موضع في بلاد تميم قاله السكري في شرح قول جرير من نحو كابة تحتث الركاب بهم
كي يشعفوا آلفا صبا فقد شعفوا وقال أبو زياد كابة ماء من وراء النباج نباج بني
عامر قال جران العود نظرت وصحبتي بخناصرات ضحيا بعدما متع النهار إلى ظعن لأخت بني
نمير بكابة حين زاحمها العقار يرفعن الخدور مصعدات لعكاش وقد يبس القرار فليس
لنظرتي ذنب ولكن سقى أمثال نظرتي النهار العقار الرمل وعكاش موضع ذكر والقرار
مناقع المياه
الكاثب بعد الألف ثاء مثلثة وباء قال أبو منصور يقال كثبت الشيء أكثبه كثبا إذا
جمعته وقال أوس بن حجر لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثب يريد بالنبي ما
نبا من الحصى إذا دق فندر والكاثب الجامع لما ندر منه ويقال هما موضعان
كاث بعد الألف ثاء مثلثة ومعنى الكاث بلغة أهل خوارزم الحائط في الصحراء من غير أن
يحيط به شيء وهي بلدة كبيرة من نواحي خوارزم إلا أنها من شرقي جيحون وجميع نواحي
خوارزم إنما هي من ناحية جيحون الغربية وبين كاث وكر كانج مدينة خوارزم عشرون
فرسخا
كاج بالجيم قرية من قرى أصبهان منها أبو بكر بن علي بن محمد بن عبد الله الكاجي
سمع الحافظ إسماعيل املاء في سنة 825
كاخ في التحبير محمد بن علي بن محمد بن أحمد الهراس أبو الفضل الكاخي زاهد مرو من
سكة كاخ من أولاد العلماء كان يتجر إلى غزنة سمع جدي وكامكار بن عبد الرزاق وأبا
اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي وأبا القاسم عبد الله بن الحسين القرينيني
سمعت منه وتوفي بخوارزم سنة 235
كاجر بعد الألف جيم ثم راء من قرى نسف بما وراء النهر
كاجغر بالجيم الساكنة والغين المفتوحة والراء لغة في كاشغر من نواحي تركستان
كاخشتوان
بضم الخاء المعجمة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة من فوق مضمومة وآخره نون قرية من
قرى بخارى بما وراء النهر
كاذة بالذال المعجمة قرية من قرى بغداد ينسب إليها أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن
محمود بن إبراهيم الكاذي روى عن محمد بن يوسف بن الطباع وأبي العباس الكاذي روى
عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وكان ثقة توفي بقريته سنة 436
كار بعد الألف راء قرية من قرى أصبهان ينسب إليها أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل
بن محمد بن أحمد الكاري سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي روى عنه
أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وإسماعيل بن محمد بن الفضل
الحافظ الأصبهاني وأبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الباغبان وعلي بن
أحمد بن محمد بن علي بن عيسى بن مردة الكاري أبو الحسن حدث عن القباب كتب عنه علي
بن سعيد البقال و كار أيضا قرية بأذربيجان و كار أيضا قرية مقابل الموصل من شرقيها
قرب دجلة ينسب إليها أبو محمد الفتح بن سعيد الكاري الموصلي كان زاهدا من أقران بشر
الحافي والسري السقطي أدرك عيسى بن يونس وامرأته وروى عنه ومات سنة 022 وليس بفتح
بن محمد بن وشاح الموصلي وأبو جعفر محمد بن الحارث الكاري قال أبو زكرياء محمد بن
الياس الموصلي في كتابه في طبقات أهل الموصل كان فاضلا كثير الرواية فيما ذكر لي
حسن العقل والمعرفة مات بالحدث سنة 512 وأبو عبد الله الكاري حدث عن علي بن الحسن
القطان حدث عنه الحسين بن سعيد بن مهران شيخ لأبي زكرياء أيضا
كارز بالراء مكسورة ثم زاي قرية على نصف فرسخ من نيسابور ينسب إليها محمد بن محمد
بن الحسين بن الحارث الكارزي أبو الحسن الراوي لكتب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز
صحيح السماع مقبول في الرواية قال الحافظ العساكري علي بن محمد بن إسماعيل أبو
الحسن الطوسي الكارزي من قرية من قرى طوس رحل وسمع بدمشق جماهير بن أحمد بن محمد
الزملكاني وأبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة بالرملة وأبا بكر محمد بن محمد بن
سليمان الشاعر بالعراق وأبا بكر بن خزيمة وأبا العباس بن السراج روى عنه أبو عبد
الله الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي وأبو
سعد عبد الله بن أبي عثمان قال الحاكم وجدته طلب الحديث إلى العراق والشام والحجاز
وحدث بنيسابور غير مرة وتوفي بمكة سنة 362 وسمع الحسين بن محمد القباني وأبا عبد
الله البوشنجي وروى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وأبو عبد الله الحاكم
قاله المقدسي
كارزن براء مفتوحة وزاي ساكنة ونون قرية من قرى سمرقند ينسب إليها أبو جعفر محمد
بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني حدث عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري روى عنه
ابنه أحمد وحفيده محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الكارزني من دهاقين كارزن
ورؤسائها روى عن أبيه عن جده روى عنه أبو سعد الإدريسي ومات قبل 073
كارزين بفتح الراء وكسر الزاي وياء ثم نون بلد بفارس قال الإصطخري وقد وصف المدن
الكبار من نواحي فارس فقال وأما كارزين فإنها
مدينة
صغيرة نحو الثلث من إصطخر ولها قلعة وليست من الكبر وقوة الأسباب بحيث يجب ذكرها
إلا أنها ذكرناها لأنها قصبة كورة قباذخره ينسب إليها محمد بن المحسن بن سهل
الكارزيني الأديب صاحب الخط المنسوب إلى الصحة وليس بذاك قال ابن طاهر المقدسي
الكارزي منسوب إلى بلدة بفارس يقال لها كارزيات خرج منها جماعة من العلماء والقراء
قلت أنا وما أظنها إلا كارزين أو يكون فيها لغتان
كارة بوزن الكارة من الثياب وغيرها قرية من قرى بغداد يعدو إليها السعاة ببغداد
ويرجعون كل يوم
كاريان بعد الراء المكسورة ياء مثناة من تحت وآخره نون مدينة بفارس صغيرة ورستاقها
عامر وبها بيت نار معظم عند المجوس تحمل ناره إلى الآفاق قال الإصطخري ومن القلاع
بفارس التي لم تفتح قط عنوة قلعة الكاريان وهي على جبل طين كان عمرو بن الليث
الصفار قصدها فتحصن بها أحمد بن الحسين الأزدي في جيشه فلم يقدر عليه حتى انصرف
عنه
كازياركاه بعد الألف زاي وياء مثناة وألف وراء جبل وقرية بهراة فيها مقبرة لهم
منهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن عمر الأنصاري وجماعة من أهل العلم
والزهاد
كازر بعد الزاي المفتوحة راء فهو عجمي عن الحازمي وكازر موضع منناحية سابور من أرض
فارس كان فيه قتال الخوارج والمهلب وقتل عنده عبد الرحمن بن مخنف الغامدي فقال
سراقة بن مرداس البارقي يرثيه ثوى سيد للأزد أزد شنوءة وأزد عمان رهن رمس بكازر
وضارب حتى مات أكرم ميتة بأبيض صاف كالعقيقة باتر وصرع حول التل تحت لوائه كرام
المساعي من كرام المعاشر قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف وأدبر عنه كل ألوث داثر
كازرون بتقديم الزاي وآخره نون مدينة بفارس بين البحر وشيراز قال البشاري كازرون
بلدة عامرة كبيرة وهي دمياط الأعاجم وذلك أن ثياب الكتان التي على عمل القصب وشبه
الشطوي وإن كانت حطبا تعمل بها وتباع بها إلا ما يعمل بتوز ثم هي كلها قصور
وبساتين ونخيل ممتدة عن يمين وشمال وبها سماسرة كبار وسوق كبيرة جادة ومعظم الدور
والجامع على تل يصعد إليه والأسواق وقصور التجار تحت وقد بنى عضد الدولة بن بويه
دارا جمع فيها السماسرة دخلها للسلطان كل يوم عشرة آلاف درهم للسماسرة في البلد
قصور حصينة حسنة وليس بها نهر ماد إنما هي قني وآبار وبكازرون تمر يقال له الجيلان
يتفرد به ذلك الموضع ولا يكون بالعراق ولا بكرمان مثله ويحمل منه إلى العراق في
الهدايا على كثرة التمور بالعراق وبينها وبين شيراز ثلاثة أيام ثمانية عشر فرسخا
قال الإصطخري وأما كازرون والنوبندجان فهما أكبر مدن كورة سابور وكازرون
والنوبندجان متقاربتان في الكبر إلا أن بناء كازرون أوثق وأكثر قصورا وأصح تربة
وليس بجميع فارس أصح هواء وتربة من كازرون ومياههم من الآبار وهي مدينة حصينة
واسعة كثيرة الثمار وأخصب مدن كورة سابور وبينها وبين فسا ثمانية فراسخ
ولكازرون
ذكر في أخبار الخوارج والمهلب قال النعمان بن عقبة العتكي من أصحاب المهلب ليت
الحواصن في الخدور شهدننا فيرين من وغل الكتيبة أولا وقروا وكنا في الوقار كمثلهم
إذ ليس تسمع غير قدم أو هلا رعدوا فأبرقنا لهم بسيوفنا ضربا ترى منه السواعد تختلى
تركوا الجماجم والرماح تجيلها في كازرون كما تجيل الحنظلا وينسب إلى كازرون جماعة
من أهل العلم منهم من المتأخرين أحمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
جعفر أبو العباس الكازروني قدم بغداد في سنة 935 وأقام بها للتفقه على مذهب
الشافعي وسمع بها من جماعة منهم أبو محمد عبد الله بن علي المغربي سبط أبي منصور
الخياط وشيخ الشيوخ أبو البركات إسمعيل بن أحمد النيسابوري وأبو الفضل محمد بن عمر
الأرموي وغيرهم وعاد إلى بلده وتولى العصامة ثم قدم بغداد في سنة 856 رسولا وحدث
بها وجمع لنفسه نسخة في سبعة أجزاء وكان خبيرا له فهم ومعرفة ومولده في ذي الحجة
سنة 156 وخرج ومات بشيراز في جمادى الأولى سنة 785 وأبو الحسين بن أبي علي
الكازروني الصوفي حدث عن أحمد بن العباس بن حوى وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن
محمد بن عتيق الشيرازي وعلي بن محمد بن إبراهيم الحربي الستيتي ومات سنة 454 ذكره
أبو القاسم
كازه من قرى مرو والنسبة إليها كازقي بالقاف وقد نسب إليها كازي أيضا على الأصل
أحمد بن عبد الرحمن بن المنذر الكازي حدث عن نصر بن أحمد بن هانىء حدث عنه أحمد بن
منصور أبو العباس الحافظ بشيراز وقال حدثني بكازه قرية من قرى مرو
كاسان يروى بالسين المهملة مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون وراء
الشاش ولها قلعة حصينة وعلى بابها وادي أخسيكث
كاسكان بالسين المهملة الساكنة وآخره نون من قرى كازرون بفارس
كاسن بالسين المهملة المفتوحة والنون من قرى نخشب بما وراء النهر ينسب إليها جماعة
منهم أبو نصر أحمد بن الشيخ بن حمويه بن زهير الكاسني الفقيه الشافعي الأديب
الشاعر المناظر له تصانيف في الفقه منها كتاب سماه تواني الحجج قال في أوله شيء
تلألأ تلألؤ السرج ثم يسمى تواني الحجج سمع أبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى عبد
المؤمن بن خلف النسفيين وتوفي بكاسن شابا في سنة 343
كاشان بالشين المعجمة وآخره نون مدينة بما وراء النهر على بابها وادي أخسيكث
كاشغر بالتقاء الساكنين والشين معجمة والغين أيضا وراء وهي مدينة وقرى ورساتيق
يسافر إليها من سمرقند وتلك النواحي وهي في وسط بلاد الترك وأهلها مسلمون ينسب
إليها من المتأخرين أبو المعالي طغرلشاه محمد بن الحسن بن هاشم الكاشغري الواعظ
وكان فاضلا سمع الحديث الكثير وطلب الأدب والتفسير ومولده سنة 094 وتجاوز سنة 055
في عمره وأبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبرائيل بن الخليل بن صالح بن محمد
الألمعي الكاشغري كان شيخا فاضلا واعظا وله تصانيف كثيرة وغلب على حديثه المناكير
سمع الحافظ أبا عبدالله محمد بن علي
الصوري
وأبا طالب بن غيلان وغيرهما روى عنه أبو نصر محمد بن محمود السرمدي الشجاعي وغيره
وصنف من الحديث زائدا على مائة وعشرين مصنفا وتوفي ببغداد سنة 484
كاشكن الشين معجمة ساكنة والكاف مفتوحة ونون من قرى بخارى
كاظمة الظاء معجمة الكظم إمساك الفم والكاظم المطرق لا يجر من الإبل قال فهن كظوم
ما يفضن بجرة لهن لمبيض اللغام صريف جو على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة
بينها وبين البصرة مرحلتان وفيها ركايا كثيرة وماؤها شروب واستسقاؤها ظاهر وقد
أكثر الشعراء من ذكرها فمنه يا حبذا البرق من أكناف كاظمة يسعى على قصرات المرخ
والعشر لله در بيوت كان يعشقها قلبي ويألفها إن طيبت بصري فقدتها فقد ظمآن إداوته
والقيظ يحذف وجه الأرض بالشرر أمنية النفس أن تزداد ثانية وحالنا والأماني حلوة
الثمر
كافر وأصل الكفر في اللغة التغطية ومنه سمي الكافر أي أن الضلالة غطت قلبه أو لأنه
غطى نعمة الله أو دين الله قالوا وكافر اسم علم لنهر الحيرة وقيل اسم قنطرته وكان
عمرو بن هند قد كتب للمتلمس الشاعر وطرفة بن العبد كتابين إلى عامله بالبحرين وقال
لهما احملاهما إليه ففيهما حبائي لكما وخرجا فمرا بصبي في الحيرة فقال له المتلمس
أتقرأ قال نعم ففك كتابه وقال له اقرأ فلما نظر فيه الصبي قال له أنت المتلمس قال
نعم قال النجاء ففي هذا الكتاب هلاكك فألقاه في نهر الحيرة فقال لطرفة أعطه كتابك
ليقرأه فإني أظنه مثل كتابي فقال ما كان ليتجرأ علي فمضى المتلمس وهو يقول
وألقيتها بالثني من بطن كافر كذلك أقنو كل قط مضلل رضيت لها بالماء لما رأيتها
يجول بها التيار في كل جدول ومضى طرفة بكتابه إلى البحرين فقتل و كافر واد في بلاد
هذيل قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف شبلا فرحب فأعلام القروط فكافر فنخلة تلى طلحها
فسدورها
الكاف حصن حصين بسواحل الشام قرب جبلة كان لرجل يقال له ابن عمرون في أيام الأفرنج
كافل قرية على الفرات عريضة
كاكدم بضم الكاف الثانية وفتح الدال مدينة بأقصى المغرب جنوبي البحر متاخمة لبلاد
السودان ومنها كان ملوك العرب الملثمين الذين كانوا قبل عبد المؤمن وبها تجار
وصناع أسلحة من الرماح والدرق اللمطية وما تشتد حاجة البادية إليه من الصناع لأن
الملثمين في بلادهم كانوا لا يأوون إلى الجدران إنما كانوا أرباب خيام وسكان بادية
وحبال خيامهم من الكتان الأبيض ينتجعون الكلأ وقبائلهم لمتونة ومسوفة وكدالة
أكثرهم عددا ومسوفة أجملهم صورا ولمتونة أشجعهم والملك فيهم ومنهم كان أمير
الملثمين يوسف بن تاشفين الذي ملك الغرب كله وبأرضهم حيوان يقال له اللمط من جنس
الظباء إلا أنه أعظم خلقا أبيض اللون يتخذ من جلده الدرق
اللمطية
قطر الدرقة منها عشرة أشبار لم يتحصن المحاربون قط بأوقى منها يكون ثمن الجيد منها
بالمغرب ثلاثين دينارا مومنية تدبغ في بلادهم باللبن وقشر بيض النعام
كاكس بكافين وسين مهملة قرية من أعمال واسط عامرة مشهورة عندهم
كالوان قلعة حصينة بين باذغيس وهراة بين الجبال
كالينكوس هو اسم الرقة والرفقة التي بالجزيرة القديم وهو رومي ثم عرب فقيل الرقة
كالخسان باللام مفتوحة والخاء معجمة ساكنة وسين مهملة وآخره نون وهي قرية من قرى
مرو
كالف بكسر اللام والفاء قلعة حصينة شبيهة بالمدينة على طرف جيحون بينها وبين بلخ
ثمانية عشر فرسخا ينسب إليها الأديب الكالفي ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يسمه قال
وقد أخذ عن الأديب جماعة وسمع من أبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي
كامخية والكامخ شيء يصطنع به من الإدام والكمخ الكبر والعظمة والكامخ المتعظم وهو
موضع ذكره أبو تمام
كامدذ آخره ذال معجمة وقيل كامدز بالزاي من قرى بخارى
كامس قال أبو منصور لم أجد في كمس شيئا من صريح كلام العرب وفي كتاب الأديبي كامس
مكان بنجد قال جابر ولقد أرانا يا سمي بحائل نرعى القري فكامسا فالأصفرا فالجزع
بين ضباعة فرصافة فعوارض أحوى البسابس مقفرا لا أرض أكثر منك بيض نعامة ومذانبا
تندى وروضا أخضرا
الكامسة موضع عنه
كام فيروز موضع بفارس
كانم بكسر النون من بلاد البربر بأقصى المغرب في بلاد السودان وقيل كانم صنف من
السودان وفي زماننا هذا شاعر بمراكش المغرب يقال له الكانمي مشهود له بالإجادة ولم
أسمع شيئا من شعره ولا عرفت اسمه قال البكري بين زويلة وبلاد كانم أربعون مرحلة
وهم وراء صحراء من بلاد زويلة لا يكاد أحد يصل إليهم وهم سودان مشركون ويزعمون أن
هناك قوما من بني أمية صاروا إليها عند محنتهم ببني العباس وهم على زي العرب
وأحوالها
كاوار ناحية واسعة في جنوبي فزان خلف الواح بها مدن كثيرة منها قصر أم عيسى وأبو
البلماء والبلاس وأكبر مدنها أبو البلماء وألوان أهلها صفر يلبسون ثياب الصوف وفي
بلادهم أسواق ومياه جارية ونخل كثير ولهم سلطان في طاعة ملك الزغاوة
كاوخواره هو بالفارسية معناه بالعربية ما يأكل البقر وهو نهر يأخذ من جيحون فيسقي
كثيرا من مزارع خوارزم وضياعها وهو نهر كبير يحمل السفن قرب درغان
كاودان بفتح الواو ودال مهملة وآخره نون من قرى طبرستان ينسب إليها أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاف بن رستم الكاوداني الآملي حدث
عن أبي العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وغيره قدم جرجان سنة 893
كاوردان بفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة وآخره نون قرية من قرى طبرستان أيضا
ينسب
إليها
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عطاء الكاورداني الآملي كانت له رحلة إلى مصر سمع أبا
العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي ثم المصري وغيره روى عنه أبو الفضل
وأبو العباس ابنا أبي بكر الإسماعيلي وغيرهما هكذا رواه السمعاني وغيره
كاوزن بفتح الواو وسكون الزاي وآخره نون قال الحازمي موضع عجمي
الكاهلة قال أبو زياد من مياه عمرو بن كلاب الكاهلة
كاهون بلدة بكرمان بينها وبين السيرجان مرحلتان والله أعلم
باب الكاف والباء وما يليهما
كبا قال ابن الكلبي كان بالمدينة مخنث يقال له النغاشي ويقال نغاش فقيل لمروان إنه
لا يقرأ من القرآن شيئا فبعث إليه وهو يومئذ على المدينة فاستقرأه أم الكتاب فقال
والله أنا ما أعرف أقرأ بناتها فكيف الأم فقال مروان أتهزأ بالقرآن لا أم لك فأمر
به فقتل في موضع يقال له كبا في بطحان
كباب بالفتح ولا أعرف له معنى في كلامهم إلا أن الكباب الطباهج وهو اللحم المشوي
أو المقلو وما أظنه إلا فارسيا وهو اسم ماء بعقيق تمرة من وراء اليمامة على عشرة
أيام كذا ضبطه الحازمي ووجدت في كتاب اللصوص بخط من يوثق به ويعتمد عليه كباب على
مثال جمع كبة بكسر الكاف اسم موضع في قول الكلابي درست معالم دمنة بكباب وخلت من
الأهلين والجناب يرعى بها لهق أغر مسرول رمل الجوانب واضح الأقراب وقرأت في نوادر
الفراء التي أملاها أبو العباس ثعلب في سنة 382 من النسخة التي كتبت من لفظه
بعينها كباب بضم وأنشد ولقد بدا لك لو تفالت غدوة طرد الركاب ومنزل بكباب فارجع
فقد عركوا بأنفذ خزية عظة الإله وكبسة الخطاب
كباث آخره ثاء مثلثة بالجزيرة لبني تغلب كان يقام به سوق في الجاهلية غزاه
المسلمون في أول أيام عمر رضي الله عنه وإمارة المثنى بن حارثة على العراق
كبد بالفتح ثم الكسر وكبد كل شيء وسطه وكبد الوهاد موضع في سماوة كلب ذكره المتنبي
في قوله روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي الغضا و كبد أيضا هضبة حمراء
بالمضجع في ديار كلاب
و كبد أيضا قنة لغني قال الراعي عدا ومن عالج ركن يعارضه عن اليمين وعن شرقيه كبد
و دارة كبد موضع لبني أبي بكر بن كلاب وبالقرب من كبد ماءة لغني يقال لها مذعا
وفيهما يقول الغنوي تربعت ما بين مذعا وكبد
كبر بالضم ثم الفتح بوزن زفر كأنه جمع كبير كقوله تعالى إنها لإحدى الكبر هو جبل
عظيم
يتصل بالصيمرة ويرى من مسيرة عشرين فرسخا وأكثر
كبر بالتحريك وهو في اللغة الطبل الذي له وجه واحد في لغة أهل الكوفة ناحية من
خوزستان والباء على لغة العجم بين الباء والفاء
كبشات بالتحريك وشين معجمة وآخره تاء جمع كبشة ولا أدري ما كبشة إلا أن الكبش
الحمل الثني وما علاه في السن وكبش الكتيبة قائدها وليس لواحد منها مؤنث إلا أن
يكون أنث لتأنيث البقعة وهي أجبل في ديار بني ذؤيبة بهن هراميت وهي آبار متقاربة
وبها البكرة وهي ماءة لهم وأنشد أبو زياد أحمى لها الملك جنوب الريان وكبشات
فجنوبي إنسان قال الأصمعي ومن أسماء الجبال التي بالحمى كبشات وهن أجبل كبشة لبني
جعفر وكبشة لقيطة وهي لغني وكبشة الضباب
الكبش والأسد شارعان عظيمان كانا بمدينة السلام بغداد بالجانب الغربي وهما الآن بر
قفر وهما بين النصرية والبرية في طرفهما قبر إبراهيم الحربي رحمه الله ينسب إليه
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح بن يزيد بن شيران الهروي الكبشي سمع
إبراهيم الحربي وغيره وكان ثقة روى عنه هلال الحفار وتوفي سنة 453 وأبو نصر أحمد
بن علي بن نصر الكبشي حدث عن أحمد بن سلمان النجار وأبي بكر محمد بن عبد الله
الشافعي وأبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن نصر بن علي الكبشي من أهل الحربية حدث عن
أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف سمع منه جماعة وتوفي في جمادى الأولى سنة 985
كبشة بالشين المعجمة فنة بجبل الريان ويوم كبشة من أيام العرب قال الحارث بن عمرو
بن خرجة الفزاري فحزم قطيات إذ البال صالح فكبشة معروف فغولا فقادما
كبكب بالفتح والتكرير علم مرتجل لاسم جبل خلف عرفات مشرف عليها قيل هو الجبل
الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة وهما كبكبان فكبكب من ناحية الصفراء وهو
نقب يطلعك على بدر وكبكب آخر يطلعك على العرج وهو نقب لهذيل قال الأصمعي ولهذيل
جبل يقال له كبكب وهو مشرف على موقف عرفة وقال ساعدة بن جؤية الهذلي كيدو جميعا
بآناس كأنهم أفناد كبكب ذات الشث والخزم أفناد جمع فند وهو الشمراخ من شماريخ
الجبل وهو طرفه وما تدلى منه و نجد كبكب موضع آخر قال امرؤ القيس تبصر خليلي هل
ترى من ظعائن سوالك نقبا بين حزمي شعبعب فريقان منهم قاطع بطن نخلة وآخر منهم جازع
نجد كبكب
كبندة بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة ودال مهملة وهاء معقل من قرى نسف بما وراء
النهر
الكبوان كأنه فعلان من كبا يكبو وهو موضع كان فيه يوم من أيام العرب وقال أبو محمد
الأسود يوم الكبوانة بالتحريك وآخره هاء
كبوذان
بالذال المعجمة وآخره نون موضع
كبوذ بالذال المعجمة قرية بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ
كبوذنجكث بعد الذال المعجمة نون ساكنة وجيم مفتوحة وكاف كذلك وثاء مثلثة بلد بينه
وبين سمرقند فرسخان وهو رستاق ومدينة لنجوغكث
كبيب بلفظ تصغير ماء بالعريمة بين الجبلين
الكبيبة قال الحسين بن أحمد الهمداني قرية جنب في سراتهم باليمن الكبيبة وقال رجل
جنبي وقد جنه الليل في بلد بني شاور نظرت وقد أمسى المعيل فدوننا فعيان أمست دوننا
فظمامها إلى ضوء نار بالكبيبة أوقدت إذا ما خبت عادت فشب ضرامها توقدها كحل العيون
خرائد حبيب إلينا رأيها وكلامها عدا بيننا عرض البلاد وطولها فداري يمانيها ودورك
شامها فإن أك قد بدلت أرضا بموطني يمانية غربا أريضا مقامها فقد أغتدي والبهدل
النكس نائم بعيد الكرى عينا قريرا منامها وأقطع مخشي البلاد بفتية كأسد الشرى بيض
جعاد جمامها
كبيرة بلفظ ضد الصغيرة قرية بقرب جيحون اسمها بالفارسية ده بزرك أي القرية الكبيرة
ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكبيري يروي عن محمد بن
بكر البغدادي سمع منه بآمد جيحون روى عنه محمد بن نصر بن إبراهيم الميداني
كبيس موضع في شعر الراعي جعلن حبيا باليمين ووركت كبيسا لماء من ضئيدة باكر
كبيسة تصغير كبسة عين في طرف برية السماوة على أربعة أميال من هيت منها تسلك
البرية وهناك عدة قرى أهلها على غاية من الفقر والفاقة وضيق العيش لأنهم في جوار
البادية
كبيش تصغير الكبش اسم موضع قال الراعي في إحدى الروايتين جعلن حبيا باليمين ونكبت
كبيشا لورد من ضئيدة باكر
كبين بضم أوله وكسر ثانيه من قرى سنحان من أرض اليمن
باب الكاف والتاء وما يليهما
كتانان قرية بين مرو الروذ وبلخ وتعرف بقرية زريق بن كثير السعدي لها ذكر في مقتل
يحيى ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كتانة بضم أوله وبعد الألف نون وهو فعالة من الكتن وهو تراب أصل النخلة أو من كتان
الماء وهو طحلبه وهي ناحية من أعراض المدينة لآل جعفر بن أبي طالب قال ابن السكيت
كتانة عين بين الصفراء والأثيل كانت لبني جعفر بن إبراهيم من ولد جعفر بن أبي طالب
وهي اليوم لبني أبي مريم السلولي قال كثير غدت أم عمرو واستقلت خدورها وزالت
بأسداف من الليل عيرها
أجدت
خفوفا من جنوب كتانة إلى وجمة لما اسجهرت حرورها وقال ابن السكيت في قول كثير أيضا
أيام أهلونا جميعا جيرة بكتانة ففراقد فثعال
كتانتان هضبتان مشرفتان على الجار من جانب الرمل قال كثير وطوت جانبي كتانة طيا
فجنوب الحمى فذات النصال وقيل كتانة اسم جبل هناك
كتد بالتحريك وهو من أصل العنق إلى أسفل الكتفين وهو يجمع الكاثبة والثبج والكاهل
كل هذا كتد وهو جبل بمكة في طرف المغمس
كتلة بالضم والتاء المثناة من فوقها قال أوس بن مغراء عفت روضة السقيا من الحي
بعدنا فأوقتها فكتلة فجدودها وقال الراعي فكتلة فرؤام من مساكنها فمنتهى السيل من
بنيان فالحبل وقال طفيل الغنوي وأنت ابن أخت الصدق يوم بيوتنا بكلتة إذ سارت إلينا
القبائل
كتمان بالضم كأنه فعلان من الكتم وهو نبت فيه حمرة يخلط بالحناء ويختضب به أو من
الكتم وهو الإخفاء في كل شيء قال أبو منصور كتمان اسم بلد في بلاد قيس وقال غيره
كتمان واد بنجران وقيل كتمان اسم جبل وقال أبو محمد الأسود كتمان في بلاد عذرة
وقال الأزدي كتمان طرف أرض حزم بني الحارث بن كعب وبني عقيل قال القحيف العقيلي
نظرت خلال الشمس من مشرق الضحى ووافيت من كتمان ركنا عطودا بعينين لم تستكرها يوم
غبرة ولم تهبطا جوف العراق فترمدا إلى ظعن للمالكيات بالضحى فيا لك مرأى ما أشاق
وأبعدا وقال أبو زياد كتمان جبل في بلاد بني عقيل وقال رجل من بني كلاب أيا نخلتي
كتمان قلبي إليكما مسر هوى مستبشر من لقاكما كتمت جميع الناس وجدي عليكما وأضمرت
في الأحشاء مني هواكما وعالكما قلبي الحنين فإنه ليؤنس عيني أن ترى من يراكما
كتم بضم أوله وثانيه يجوز أن يكون جمع كتوم مثل زبور وزبر وهو اسم بلد
كتمى بوزن حبلى اسم جبل في شعر ابن مقبل أإحدى بني عبس ذكرت ودونها سنيح ومن رمل
البعوضة منكب وكتمى ودوار كأن ذراهما وقد خفيا إلا الغوارب ربرب
كتمة موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال فسل الهوى إن لم تساعفك نية بجدوى لأعناق
المطي ضموم كأصحر من وحش الغمير بمتنه وليتيه من عض العيار كدوم
أطاع
له بالأخرمين وكتمة نصي وأحوى دخل وجميم فأصبح محبوك السراة كأنه عنان خلت منه يد
وشكيم
كتيب قريتان بالبحرين الكتيب الأكبر والكتيب الأصغر وموضعان هناك
كتيبة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة قال أبو زيد كتبت السقاء أكتبه كتبا
إذا خرزته وكتبت البغلة أكتبها كتبا إذا خرزت حياها بحلقة حديد أو صفر تضم شفري
حياها وكتبت الناقة تكتيبا إذا خرزت أخلافها وكتبت الكتائب إذا عبأتها وكل هذا
قريب بعضه من بعض وإنما هو جمعك بين الشيئين ومن ذلك سميت الكتيبة القطعة من الجيش
لأنها اجتمعت وهو حصن من حصون خيبر لما قسمت خيبر كان القسم على نطاة والشق
والكتيبة فكانت نطاة والشق في سهام المسلمين وكانت الكتيبة خمس الله وسهم النبي
صلى الله عليه و سلم وسهم ذوي القربي واليتامى والمساكين وطعم أزواج النبي صلى
الله عليه و سلم وطعم رجال مشوا بين رسول الله وبين أهل فدك بالصلح وفي كتاب
الأموال لأبي عبيد الكثيبة بالثاء المثلثة
كتيفة يجوز أن يكون تصغير الترخيم للكتيفة وهي الضبة الحديد يكتف بها الرحل
والكتيفة الجماعة من الناس والكتيفة الحقد هو جبل بأعلى مبهل ومبهل واد لعبد الله
بن غطفان ذكره امرؤ القيس فقال يصف سحابا فأضحى يسح الماء حول كتيفة وقال أبو زياد
من مياه عمرو بن كلاب كتيفة وقال أبو جابر الكلابي أيا نخلتي وادي كتيفة حبذا
ظلالكما لو كنت يوما أنالها وماؤكما العذب الذي لو شربته شفى غل نفس كان طال
اغتلالها معنى على طول الهيام غليله بذكر مياه ما ينال زلاها
باب الكاف والثاء وما يليهما
كثاب بالضم كأنه فعال من الكثب وهو القرب موضع بنجد قال الحصين بن عمرو الأحمسي ألا
هل أتى أهل العراق وبيشة ومن حل أكناف الكثاب وتنضبا بأنا كفينا يوم سارت بجمعها
سليم إلينا ثم من قد تعيبا
كثابة بضم أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف باء موحدة وهاء قال الأصمعي الكثاب سهم لا
نصل له ولا ريش يلعب به الصبيان كأنه إنما سمي بذلك لأنه إذا رمي به يقع قريبا
وكثابة البكر وكثابة الفصيل موضعان ببلاد ثمود أو موضع وهو الموضع الذي كان فيه
فصيل ناقة صالح عليه السلام وكان صخرا فنزا فذهب في السماء فهي تدعى كثابة البكر
كثب بالتحريك والكثبة القرب وهو واد في ديار طيء
كثبة بالضم في حديث ماعز أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر برجل حين اعترف
بالزنا ثم قال يعمد أحدكم إلى المرأة المغيبة فيخدعها بالكثبة لا أوتى بأحد منكم
فعل ذلك إلا وجعلته نكالا والكثبة القليل من اللبن وغيره وكل ما جمعته من
طعام
وغيره بعد أن يكون قليلا فهو كثبة وكثبة اسم موضع
كث بالفتح ثم التشديد بلفظ قولهم فلان كث اللحية إذا كانت كثيرة الشعر مجتمعة من
قرى بخارى وينسب إليها كثي
كثوة بالضم ثم السكون وفتح الواو والهاء والكثاة والكثا نبت وهو الأيهقان قال أبو
عبد الله الحزنبل كنا عند ابن الأعرابي ومعنا أبو هفان عبد الله بن أحمد المهزمي
فأنشدنا ابن الأعرابي عمن أنشده قال قال ابن أبي شبة العبلي أفاض المدامع قتلى كذا
وقتلى بكبوة لم ترمس فعمد أبو هفان إلى رجل وقال ما معنى كذا قال يريد كثرتهم فلما
قمنا قال لي أبو هفان سمعت إلى هذا المعجب الرقيع هو ابن أبي سنة فقال ابن أبي شبة
وقال قتلى كذا وهو كدا بالدال المهملة وضم الكاف وقال قتلى بكبوة وهو بكثوة وأغلط
من هذا أنه يفسر تصحيفه بوجه وقاح فبلغ ذلك ابن الأعرابي فقال لمثلي يقال هذا وما
بين لابتيها أعلم بكلام العرب مني فقال أبو هفان هذه رابعة ماللكوفة واللوب إنما
اللابتان للمدينة وهما الحرتان وتذكر بقية هذا البيت في اللام في اللابتين
كثه مثل الذي قبله بزيادة هاء التأنيث ساكنة من قرى بخارى أيضا والنسبة إليها كثوي
ينسب إليها أبو أحمد الكثوي يروي عن أبي بكر القفال الشاشي
كثه بتخفيف الثاء موضع بفارس وهي مدينة كورة يزد من كورة إصطخر قال الإصطخري ومن
أجل المدن التي تكون بكورة إصطخر مما يلي خراسان كثه وهي حومة يزد وأبرقوه وهي
مدينة على طرف البرية ولها طيب هواء وتربة وصحة وخصب ولها رساتيق تشتمل على صحة
وخصب ورخص والغالب على أبنيتها آزاج الطين ولها مدينة محصنة بحصن وللحصن بابان من
حديد يسمى أحدهما باب إيزد والآخر باب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في
الربض ومياههم من القني إلا نهر لهم يخرج من ناحية القلعة من قرية فيها معدن الآنك
وهي نزهة جدا ولها رساتيق حسنة عريضة وهي ورساتيقها كثيرة الثمار يفضل لكثرتها ما
يحمل إلى أصبهان وغيرها وجبالها كثيرة الشجر والنبات التي تحمل إلى الأفاق وخارج
المدينة أرض تشتمل على الأبنية والأسواق تامة في العمارة والغالب على أهلها الأدب
والكتبة
الكثيب قرية لبني محارب بن عمرو بن وديعة من عبد القيس بالبحرين
باب الكاف والجيم وما يليهما
كجه بالفتح ثم التشديد مدينة يقال لها كلار بطبرستان وقيل ولاية رويان وقد مر
ذكرها في رويان
كج قال أبو موسى الحافظ بخوزستان قرية يقال لها زير كج وأظن أن أبا مسلم إبراهيم
بن عبد الله بن مسلم الكجي منسوب إليها ويقوي ذلك قول كعب بن معدان الأشقري وكان
من أصحاب المهلب ومن شهد حروب الخوارج بخوزستان فارس فقال طربت وهاج لي ذاك ادكارا
بكج وقد أطلت بها الحصارا
ذكرت
الغانيات وكن عهدي بدار لا أطيق بها قرارا
باب الكاف والحاء وما يليهما
كحكب بالفتح ثم السكون ثم فتح الكاف والباء موحدة موضع
كحلان فعلان من الكحل وهو السواد مأخوذ من الكحل الذي يكتحل به واليمانيون اليوم
يقولون كحلان بالضم وكحلان من أشهر مخاليف اليمن وفيه بينون ورعين وهما قصران
عجيبان قال امرؤ القيس
ودار بني سواسة في رعين تخر على جوانبه الشمال وبين كحلان وذمار ثمانية فراسخ
وبينه وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخا
كحل بالتحريك مصدر الأكحل والكحلاء من الرجال والنساء اسم موضع
كحلة الكحلة بالسكون اسم ماء لجشم بن معاوية من بني عامر بن صعصعة
الكحيل تصغير الكحل موضع بالجزيرة وكان فيه يوم للعرب قال أحمد بن الطيب السرخسي
الفيلسوف الكحيل مدينة عظيمة على دجلة بين الزابين فوق تكريت من الجانب الغربي ذكر
ذلك في رحلة المعتضد لحربه خمارويه في سنة 172 وأما الآن فليس لهذه المدينة خبر
ولا أثر
والكحيل في بلاد هذيل قال سلمى بن المقعد القرمي ثم الهذلي ولولا اتقاء الله حين
ادخلتم لكم صرط بين الكحيل وجهور لأرسلت فيكم كل سيد سميذع أخي ثقة في كل يوم مذكر
كحيلة بلفظ التصغير موضع
باب الكاف والدال وما يليهما
كداء بالفتح والمد قال أبو منصور أكدى الرجل إذا بلغ الكدى وهو الصخر وكدأ النبت
يكدأ إذا أصابه البرد فلبده في الأرض أو عطش فأبطأ نباته وإبل كادية الأوبار
قليلتها وقد كديت تكدى كداء وفي كداء ممدود وكدي بالتصغير وكدى مقصور كما يذكره
اختلاف ولا بد من ذكرها معا في موضع ليفرق بينها قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم
الأندلسي كداء الممدودة بأعلى مكة عند المحصب دار النبي صلى الله عليه و سلم من ذي
طوى إليها
وكدى بضم الكاف وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعين ومنها دار
النبي صلى الله عليه و سلم إلى المحصب فكأنه ضرب دائرة في دخوله وخروجه بات بذي
طوى ثم نهض إلى أعلى مكة فدخل منها وفي خروجه خرج من أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب
وأما كدي مصغرا فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء
أخبرني بذلك كله أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري عن كل من لفي من مكة من أهل
المعرفة بمواضعها من أهل العلم بالأحاديث الواردة في ذلك هذا آخر كلام ابن حزم
وغيره يقول الثنية السفلى هي كداء ويدل عليه قول عبيد الله بن قيس الرقيات أقفرت
بعد عبد شمس كداء فكدي فالركن فالبطحاء
فمنى فالجمار من عبد شمس كداء فكدي فالركن فالبطحاء فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء فالخيام التي بعسفان فالجح فة منهم فالقاع فالأبواء موحشات إلى تعاهن فالسق يا قفار من عبد شمس خلاء وقال الأحوص رام قلبي السلو عن أسماء وتعزى وما به من عزاء إنني والذي يحج قريش بيته سالكين نقب كداء لم ألم بها وإن كنت منها صادرا كالذي وردت بداء كذا قال أبو بكر بن موسى ولا أرى فيه دليلا وفيهما يقول أيضا أنت ابن معتلج البطاح كديها وكدائها وقال صاحب كتاب مشارق الأنوار كداء وكدي وكدى وكداء ممدود غير مصروف بفتح أوله بأعلى مكة وكدي جبل قرب مكة قال الخليل وأما كدى مقصور منون مضموم الأول الذي بأسفل مكة والمشلل هو لمن خرج إلى اليمن وليس من طريق النبي صلى الله عليه و سلم في شيء قال ابن المواز كداء التي دخل منها النبي صلى الله عليه و سلم هي العقبة الصغرى التي بأعلى مكة وهي التي تهبط منها إلى الأبطح والمقبرة منها عن يسارك وكدى التي خرج منها هي العقبة الوسطى التي بأسفل مكة وفي حديث الهيثم بن خارجة أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل من كدى التي بأعلى مكة بضم الكاف مقصورة وتابعه على ذلك وهيب وأسامة وقال عبيد بن إسماعيل دخل عليه الصلاة و السلام عام الفتح من أعلى مكة من كداء ممدود مفتوح وخرج هو من كدى مضموم ومقصور وكذا في حديث عبيد بن إسماعيل عند الجماعة وهو الصواب إلا أن الأصيلي ذكره عن أبي زيد بالعكس دخل النبي صلى الله عليه و سلم من كداء وخالد بن الوليد من كدى وفي حديث ابن عمر دخل في الحج من كداء ممدود مصروف من الثنية العليا التي بالبطحاء وخرج من الثنية السفلى وفي حديث عائشة أنه دخل من كداء من أعلى مكة ممدود وعند الأصيلي مهمل في هذا الموضع قال كان عروة يدخل من كلتيهما من كداء وكدي وكذا قال القابسي غير أن الثاني عنده كدي غير مشدد ولكن تحت الياء كسرتان أيضا وعند أبي ذر القصر في الأول مع الضم وفي الثاني الفتح مع المد وأكثر ما كان يدخل من كدى مضموم مقصور للأصيلي والهروي ولغيره مشدد الياء وذكر البخاري بعد عن عروة من حديث عبد الوهاب أكثر ما كان يدخل من كدى مضموم للأصيلي والحموي وأبي الهيثم ومفتوح مقصور للقابسي والمستملي ومن حديث أبي موسى دخل النبي صلى الله عليه و سلم من كدى مقصور مضموم وبعده أكثر ما كان يدخل من كدى كذا مثل الأصيلي وعند القابسي وأبي ذر كدى بالفتح والقصر وعنه أيضا هنا كدي بالضم والتشديد وفي حديث محمود عكس ما تقدم دخل من كداء وخرج من كدى لكافتهم وعند المستملي عكس ذلك وهو أشهر وفي شعر حسن في مسلم موعدها كداء وفي حديث هاجر مقبلين من
كداء
وفيه فلما بلغوا كدى وروى مسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة بالمد للرواة
إلا السمرقندي فعنده كدى بالضم والقصر وفيه قال هشام كان أبي أكثر ما يدخل من كدى
رويناه بالضم ورواه قوم بالمد والفتح قال القالي كداء ممدود غير مصروف وهو معرفة
بنفسها وأما الذي في حديث عائشة في الحج ثم لقينا عند كذا وكذا فهو بذال معجمة
كناية عن موضع وليس باسم موضع بعينه قلت بهذا كما تراه يحجب عن القلب الصواب بكثرة
اختلافه والله المستعان وقال أبو عبد الله الحميدي ومحمد بن أبي نصر قال لنا الشيخ
الفقيه الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي وقرأته عليه غير مرة
كداء الممدود هو بأعلى مكة عند المحصب حلق عليه الصلاة و السلام من ذي طوى إليها
أي دار وكدى بضم الكاف وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين وابن
الزبير عند قعيقعان جبل بأسفل مكة حلق عليه الصلاة و السلام منها إلى المحصب فكأنه
عليه الصلاة و السلام ضرب دائرة في دخوله وخروجه بات عليه الصلاة و السلام بذي طوى
ثم نهض إلى مكة فدخل منها وفي خروجه خرج على أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب وأما كدي مصغر
فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء وقال أبو سعيد
مولى فائد يرثي بني أمية فقال بكيت وماذا يرد البكا وقل البكاء لقتلى كدا أصيبوا
معا فتولوا معا كذلك كانوا معا في رخا بكت لهم الأرض من بعدهم وناحت عليهم نجوم
السما وكانوا ضيائي فلما انقضى زماني بقومي تولى الضيا
كدى بالضم والقصر جمع كدية وهي صلابة تكون في الأرض يقال للحافر إذا بلغ إلى حجر
لا يمكنه معه الحفر قد بلغ الكدية وهو موضع بمكة فيه اختلاف ذكر في الذي قبله
كدادة قال الأصمعي الكدادة ما بقي في أسفل القدر وقال غيره إذا لصق الطبيخ في أسفل
البرمة فكد بالأصابع فهو الكدادة وهو موضع بالمروت لبني يربوع وقال الفرزدق يهجو
جريرا لئن عبت نار ابن المراغة إنها لألأم نار المصطلين وموقدا إذا ثقبوها
بالكدادة لم تضىء رئيسا ولا عند المشحين مرفدا
كدد بضم أوله وفتح ثانيه موضع قرب أوارة على مسافة أيام من البصرة
كدد بالتحريك كأنه أظهر تضعيف كد يكد إذا اشتد في العمل موضع في ديار بني سليم
كدراء بالمد تأنيث الأكدر وهو الماء المكدر لونه وقطاة كدراء ونطفة كدراء قريبة
العهد بالسماء وهو اسم مدينة باليمن على وادي سهام اختطها حسين بن سلامة وهي أمه
أحد المتغلبين على اليمن في نحو سنة 004
كدر جمع أكدر قرقرة الكدر قال الواقدي بناحية المعدن قريبة من الأرحضية بينها وبين
المدينة ثمانية برد وقال غيره ماء لبني سليم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم
خرج إليها بجمع من سليم
فلما
أتاه وجد الحي خلوفا فاستاق النعم ولم يلق كيدا وقال عرام في حزم بني عوال مياه
آبار منها بئر الكدر وغزا النبي صلى الله عليه و سلم بني سهم بالكدر في حادي عشر
من محرم سنة ثلاثة من الهجرة وقال كثير سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحمى فلوذ
الحصى من تغلمين فأظلما
كدك بالفتح ثم السكون وكاف أخرى من نواحي سمرقند فيما أحسب
كدال بضم أوله وآخره لام ناحية في جبال إفريقية زعم لي بعض أهل إفريقية أن الحنطة
إذا زرعت فيها تريع ريعا مفرطا حتى إن الإنسان إذا زرع في بعض الإعوام مكوكا ربما
جاء خمسمائة مكوك إلى الألف
كدم من نواحي صنعاء اليمن
كدن بالتحريك وآخره نون قرية من قرى سمرقند
الكديد فيه روايتان رفع أوله وكسر ثانيه وياء وآخره دال أخرى وهو التراب الدقاق
المركل بالقوائم وقيل الكديد ما غلظ من الأرض وقال أبو عبيدة الكديد من الأرض خلق
الأودية أو أوسع منها ويقال فيه الكديد تصغيره تصغير الترخيم وهو موضع بالحجاز
ويوم الكديد من أيام العرب وهو موضع على اثنين وأربعين ميلا من مكة وقال ابن إسحاق
سار النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة في رمضان فصام وصام أصحابه حتى إذا كان
بالكديد بين عسفان وأمج أفطر
الكديدة من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد ماءة قديمة عادية جاهلية
كدي تصغير كداء وقد ذكر فيما تقدم في كداء
باب الكاف والذال وما يليهما
كذج بالتحريك وآخره جيم اسم حصن وناحية بأذربيجان من منازل بابك الخرمي وهو عجمي
وأصل معناه المأوى وهو معرب قال أبو تمام وجمعه وأبرشتويم والكذاج وملتقى سنابكها
والخيل تردي وتمزع
باب الكاف والراء وما يليهما
كراثا قرية من قرى الموصل بينها وبين جزيرة ابن عمر تعرف اليوم بتل موسى وكان موسى
تركمانيا ولي الموصل من قبل السلجوقية وقتل هناك ودفن على تلها فعرفت بذلك وذلك في
أيام كربوغا على الموصل
كراء فمن رواه بالكسر فهو مصدر كاريت ممدود والدليل عليه قولك رجل مكار ورواه ابن
دريد والغوري كراء بالفتح والمد ولا أعرفه في اللغة ثنية ببيشة وقيل ثنية بالطائف
وقيل واد يدفع سيله في تربة وقال ابن السكيت في قول عروة بن الورد تحن إلى سلمى
بحر بلادها وأنت عليها بالملا كنت أقدرا تحل بواد من كراء مضلة تحاول سلمى أن أهاب
وأحصرا قال كراء هذه التي ذكرها ممدودة هي أرض ببيشة كثيرة الأسد وكرا غير هذه
مقصور ثنية بين مكة والطائف قال بعضهم ألا أبلغ بني لأي رسولا وبعض جوار أقوام
ذميم
فلو
أني علقت بحبل عمرو سعى واف بذمته كريم كأغلب من أسود كراء ورد يشد خشاشه الرجل
الظلوم ولكني علقت بحبل قوم لهم لمم ومنكرة جسوم لما قدم نعت النكرة نصبه على
الحال فقال ومنكرة جسوم فهو مثل قوله لعزة موحشا طلل وقال آخر منعناكم كراء
وجانبيه كما منع العزيز وحا اللهام
الكراث بالفتح وآخره ثاء مثلثة قال السكري وغيره في قول ساعدة بن جؤية الهذلي وما
ضرب بيضاء يسقي دبوبها دفاق فعروان الكراث فضيمها دفاق وعروان والكراث وضيم أودية
كلها في بلاد هذيل هكذا هو في عدة مواضع من كتاب هذيل وهو غلط والصواب الكراب
بالباء الموحدة لأن تأبط شرا يقول لعلي ميت كمدا ولما أطالع أهل ضيم فالكراب إذا
وقعت بكعب أو قريم
فقد ساغ الشراب وإن لم آت جمع بني خثيم وكاهلها برجل كالضباب
كراجك بالفتح والجيم المضمومة وآخره كاف قال السمعاني قرية على باب واسط
كراش بالضم وآخره شين معجمة أظنه مأخوذا من الكرش وهو من نبات الرياض والقيعان
أنجع مربع وأمرؤه تسمن عليه الإبل وتغزر وهو اسم جبل لهذيل وقيل ماء بنجد لبني
دهمان قال أبو بثينة بن أبي زنيم يخاطب سارية بن زنيم فقال أسارية الذي تهدى إلينا
قصائده ولم يعلم خليلي فهل تأوي إلى المنحاة إني أخاف عليك معتلج السيول متى ما
تبلهم يوما تجدهم على ما ناب شر بني الذبيل وأوفى وسط قرن كراش داع فجاؤوا مثل
أفواج الحسيل
كراع بالضم وآخره عين مهملة وكراع كل شيء طرفه وكراع الأرض ناحيتها وكراع ما سال
من أنف الجبل أو الحرة والكراع اسم لجمع الخيل وكراع الغميم موضع بناحة الحجاز بين
مكة والمدينة وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرة
يمتد إليه وله خبر في ذكر أجإ وسلمى
و كراع ربة بالراء وتشديد الباء الموحدة والهاء بلفظ ربة البيت أو ربة المال أي
صاحبته في ديار جذام قال ابن إسحاق في سرية زيد بن حارثة إلى جذام قال نزل رفاعة
بن زيد بكراع ربة كذا ضبطه ابن الفرات بخطه
وكراع مرشى موضع آخر
كراغ بالفتح وآخره غين معجمة نهر بهراة
كرانطه بالفتح ثم التشديد وبعد الألف نون ساكنة وطاء وهاء وهو موضع في أرض البربر
من بلاد المغرب
كران
بالضم والتخفيف وآخره نون قال أبو سعد قرية بالشام وهو غلط منه فاحش لأني سألت
عنها بالشام فلم ألق من يعرفها إنما كران بليدة بفارس ثم من نواحي دارابجرد قرب
سيراف وقال السلفي قال لي أبو منصور الفيروزابادي الحافظ كران قرية على عشرة فراسخ
من سيراف وإليها ينسب محمد بن سعد الكراني الأديب الأخباري روى عن الأصمعي وأكثر
عن الرياشي وأبي حاتم السجستاني وعمر بن شبة وحماد بن اسحاق بن إبراهيم الموصلي
وأبي الحسن الميداني والخليل بن أسد النوشجاني وطبقته روى عنه الصولي وكان من
مشاهير أهل الأدب وأبو الطيب الفرحان بن شيران الكراني من سواد كران ووزير صمصام
الدولة بن عضد الدولة وأبو محمد عبد الله بن شاذان الكراني روى عن زكرياء بن يحيى
الساجي وعبد الله بن شبيب المدني ومحمد بن يحيى بن المنذر الخراز روى عنه الخطابي
أبو سليمان أحمد بن محمد في كتاب صفة أسماء الله تعالى وأبو اسحاق الكراني أحد
كتاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة نيابة عن أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف وله قصة
مع عضد الدولة ظريفة وذلك أنه أنشد عضد الدولة في بعض الأيام قصيدة مدحه بها وقال
فيها وقد تأخر عنه جاريه أمن الرعاية يا ابن كل مملك رفعت له في المكرمات منار أن
تقطع الجاري اليسير عن امرىء ردفت كتابته لك الأشعار يا صاحبي دنا الرحيل فذللا
قلص الركائب تحتها السفار الأرض واسعة الفضاء بسيطة والرزق مكتفل به الجبار فالتفت
عضد الدولة إلى أبي القاسم المطهر بن عبد الله وزيره وقد غاظه ما سمعه وقال له أنت
عرضتني لهذا القول أطلق جاريه ووفه ما فاته منه قال أبو إسحاق فلما خرج أبو القاسم
المطهر من بين يدي عضد الدولة قال لي أظنك قد كرهت رأسك فقلت له أيها الأستاذ رأس
لا يتكلم خير منه دابة
كران بكسر أوله موضع في البادية قال معبد بن علقمة بن عباد المازني وقد خرج عليه
قوم من عبد القيس ولم يكن بحضرته أحد من عشيرته فاستعان بناس من الأزد من الجهاضم
وواشج واليحمد فظفر بهم فقال ولما رأيت أنني لست مانعا كران ولا كيران من رهط سالم
نهضت بقوم من هداد وواشج وأشباههم من يحمد والجهاضم بزب اللحى ميل العمائم عزل ترى
الوشم في أعضادهم كالمحاجم فخضنا القنا حتى جزعنا صوادرا عن الموت غمر المأزق
المتلاحم فذكروا أن الأزد أتوا المهلب بن أبي صفرة فقالوا إن معبد بن علقمة مدحنا
حين أعناه فقال ما قال لكم فأنشدوه بزب اللحى ميل العمائم فضحك المهلب وقال يا
ويلكم ولله ما ترك شيئا من شتمكم فقالوا لو علمنا ما نصرناه
كران بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون محلة مشهورة بأصبهان وقد نسب إليها من لا
يحصى من أهل العلم والرواية وكران أيضا بلد من بلاد الترك من ناحية التبت بها معدن
الفضة
وثم
عين ماء لا يغمس فيها شيء من المعدنيات نحو الحديد وغيره إلا يذوب قال الحازمي و
كران حصن على نهر شلف بالمغرب في بلاد البربر وذكره ابن حوقل وقال هو حصن أزلي
يقال له سوق كران وبينه وبين ملتانة مرحلة وبينه وبين أشير ثلاثة مراحل
كربج دينار يقال للحانوت كربج وكربق بالضم ثم السكون وباء موحدة مضمومة وجيم موضع
قريب من الأهواز دون سوق الأهواز بثمانية فراسخ من جهة البصرة له ذكر في أخبار
الخوارج مع المهلب بن أبي صفرة قال يزيد بن مفرغ سقى هزم الأرعاد منبجس العرى
منازلها من مسرقان فسرقا فتستر لا زالت خصيبا جنابها إلى مدفع السلان من بطن دورقا
إلى الكربج الأعلى إلى رام هرمز إلى قريات الشيخ من فوق شستقا
كربلاء بالمد وهو الموضع الذي قتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه في طرف البرية
عند الكوفة فأما اشتقاقه فالكربلة رخاوة في القدمين يقال جاء يمشي مكربلا فيجوز
على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسميت بذلك ويقال كربلت الحنطة إذا هذبتها
ونقيتها وينشد في صفة الحنطة يحمل حمراء رسوبا للثقل قد غربلت وكربلت من القصل
فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك والكربل اسم
نبت الحماض وقال أبو وجرة يصف عهون الهودج وثامر كربل وعميم دفلى عليها والندى سبط
يمور فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر نبته هناك فسمى به وقد روي أن الحسين
رضي الله عنه لما انتهى إلى هذه الأرض قال لبعض أصحابه ما تسمى هذه القرية وأشار
إلى العقر فقال له اسمها العقر فقال الحسين نعوذ بالله من العقر ثم قال فما اسم
هذه الأرض التي نحن فيها قالوا كربلاء فقال أرض كرب وبلاء واراد الخروج منها فمنع
كما هو مذكور في مقتله حتى كان منه ما كان ورثته زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن
نفيل فقالت واحسينا فلا نسيت حسينا أقصدته أسنة الأعداء غادروه بكربلاء صريعا لا
سقى الغيث بعده كربلاء ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاء فشكا إليه عبد الله بن
وثيمة البصري الذبان فقال رجل من أشجع في ذلك لقد حبست في كربلاء مطيتي وفي العين
حتى عاد غثا سمينها إذا رحلت من منزل رجعت له لعمري وأيها إنني لأهينها ويمنعها من
ماء كل شريعة رفاق من الذبان زرق عيونها
كرتم بالضم والسكون وتاء مثناة من فوقها وميم قال أبو منصور كرتوم بالواو وهي حرة
بني عذرة والكرتوم في اللغة الصغار
من
الحجارة وينشد بعضهم أسقاك كل رائح هزيم يترك سيلا خارج الكلوم ونافعا بالصفصف
الكرتوم
كرث بالضم ثم السكون وثاء مثلثة مدينة في أقصى بلاد المغرب قرب بلاد السودان وربما
قيلت بالتاء المثناة
كرج بفتح أوله وثانيه وآخره جيم وهي فارسية وأهلها يسمونها كره وهي في رستاق يقال
له فاتق وفاتق عرب عن هفته فأما مجازه في العربية فالكرج من قولهم تكرج الخبز اذا
أصابه الكرج وهو الفساد لا أعرف له معنى غيره وبني منه الكرج وهي مدينة بين همذان
وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرب ويضاف إليها كورة وأول من مصرها أبو دلف
القاسم بن عيسى العجلي وجعلها وطنه وإليها قصده الشعراء وذكروها في أشعارهم وإلى
كرج أبي دلف ينسب القاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري
المعروف بالكافي الكرجي وكان فقيها فاضلا ذا عبادة ومضاء في المناظرة لقي الشيوخ
فأخذ عنهم ثم ناظر الأئمة فقطعهم وسمع الحديث ورواه وولي القضاء بالكرج ومات سنة
835 ومن بروجرد إلى الكرج عشرة فراسخ ومن الكرج إلى البرج اثنا عشر فرسخا ومن
البرج إلى نوبنجان عشرة فراسخ ومن نوبنجان إلى أصبهان ثلاثون فرسخا وبين الكرج
وهمذان نحو ثلاثين فرسخا وكانت الكرج مدينة متفرقة ليس لها اجتماع المدن وأبنيتها
أبنية الملوك قصور واسعة متفرقة وهي ذات زرع ومواش فأما البساتين والمتنزهات فليست
بها إنما فواكههم من بروجرد وغيرها وبناؤهم من طين وهي مدينة طويلة نحو من فرسخ
ولها سوقان على باب الجامع وسوق آخر بينهما صحراء
و كرج من قرى الري أخرى
و الكرج أيضا أكبر بلدة في ناحية روذراور بالقرب من همذان من نواحي الجبال بين
همذان ونهاوند بين الكرج وبين كل واحدة منهما سبعة فراسخ
الكرج بالضم ثم السكون وآخره جيم وهو جيل من الناس نصارى كانوا يسكنون في جبال
القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس ولهم ولاية تنسب إليهم وملك
ولغة برأسها وشوكة وقوه وكثرة عدد قال المسعودي وقد وصف سكان جبال القبق وكورها
فقال ويلي مملكة خيزان مما يلي باب القبق ملك يقال له برزينان ويعرف بلده هذا
بالكرج وهم أصحاب الأعمدة وكل ملك يلي هذه البلاد يقال له برزينان ولم يزد مع
إكثاره في غيرهم فيدل على قلتهم فسبحان من يغير الأحوال فإنهم في زماننا ملوك لهم
شوكة وعدة تملكوا بها البلاد حتى أخرجهم عنها خوارزم شاه جلال الدين
كرجة مدينة من مدن خوزستان
كرجن بالفتح ثم السكون وجيم ونون موضع
كرخايا بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وبعد الألف ياء مثناة من تحت هو نهر كان
ببغداد يأخذ من نهر عيسى تحت المحول حتى يمر ببراثا فيسقي رستاق الفروسيج الذي منه
بغداد نفسها فلما أحدث عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس الرحا المعروفة برحا
أم
جعفر قطع نهر كرخايا وجعل سقي رستاق الفروسيج والكرخ من نهر الرفيل وهذا نهر معروف
مشهور وقد أكثرت الشعراء من ذكره والآن لا أثر له ولا يعرف البتة قال الخطيب ويحمل
من نهر عيسى بن علي نهر يقال له كرخايا تتفرع منه أنهار تدخل بغداد من موضع يقال
له باب أبي قبيصة ويمر إلى قنطرة اليهود وقنطرة درب الحجارة وقنطرة البيمارستان
وباب المحول وتتفرع منه أنهار الكرخ كلها منها نهر رزين يمر في سويقة أبي الورد
إلى بركة زلزل ثم إلى طاق الحراني ثم يصب في الصراة أسفل من القنطرة الجديدة
ويتفرع من نهر رزين نهر يعبر بعبارة فيدخل إلى مدينة المنصور وتتفرع من كرخايا
أنهار عدة في سوق الكرخ لا أثر لها الآن البتة منها نهر الدجاج
الكرخ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وما أظنها عربية إنما هي نبطية وهم يقولون كرخت
الماء وغيره من البقر والغنم إلى موضع كذا جمعته فيه في كل موضع وكلها بالعراق
وأنا أرتب ما أضفت إليه على حروف المعجم حسب ما فعلناه في مواضع
كرخ باجدا قيل هو كرخ سامرا يذكر في موضعه وقيل كرخ باجدا وكرخ جدان واحد والله
أعلم
كرخ البصرة حدث أبو علي المحسن قال القاسم بن علي بن محمد الكرخي وأخوه أبو أحمد
وابناه جعفر ومحمد تقلدوا الدنيا لأن القاسم تقلد كور الأهواز وتقلد مصر والشام
وتقلد ديار ربيعة وتقلد ابنه جعفر كور الأهواز وتقلد فارس وكرمان وتقلد الثغور
وأشياء أخر وتقلد أبو جعفر محمد بن القاسم الجبل وديوان السواد دفعات وقطعة من
المشرق كبيرة وتقلد البصرة والأهواز مجموعة ثم تقلد عدة دواوين كبار جليلة بالحضرة
ثم تقلد الوزارة للراضي ثم الوزارة للمتقي وإذا أضيف إليهم من تقلد من وجوه أهلهم
وكبارهم لم يخل بلد جليل من أن يكون واحد منهم يقلده وإنما سموا الكرخيين لأن
أصلهم من ناحية الرستاق الأعلى بالبصرة في عراض المفتح تعرف بالكرخ باقية إلى الآن
إلا أنها كالخراب لشدة اختلالها وقد تقلد البصرة غير واحد منهم وقطعا من الأهواز
تقلد البصرة أبو أحمد أخو القاسم الكرخي وتقلد مصر أيضا وتقلد قطعة من الأهواز في
أيام السلطان
أبو جعفر الكرخي المعروف بالجرو وهذا الرجل مشهور بالجلالة فيهم قديما وكان مقيما
بالبصرة قال وشاهدته أنا وهو شيخ كبير وقد اختلت حاله فصار يلي الأعمال الصغار من
قبل عمال البصرة وكان أبو القاسم بن أبي عبد الله البريدي لما ملك البصرة صادره
على مال أقرف به وسمر يديه في حائط وهو قائم على كرسي فلما سمرت يداه بالمسامير في
الحائط نحي الكرسي من تحته وسلت أظافيره وضرب لحمه بالقضيب الفارسي ولم يمت ولا
زمن قال ورأيته أنا بعد ذلك بسنين صحيحا ولا عيب لهم إلا ما كانوا يرمون به من
الغلو فإن القاسم وولديه استفاض عنهم أنهم كانوا مخمسة يعتقدون أن عليا وفاطمة
والحسن والحسين ومحمدا صلى الله عليه و سلم خمسة أشباح أنوار قديمة لم تزل ولا
تزال إلى غير ذلك من أقوال هذه النحلة وهي مقالة مشهورة وكان القاسم ابنة من أسمح
من رأينا في الطعام وأشدهم حرصا على المكارم وقضاء الحاجات وكان لأبي جعفر محمد بن
القاسم على ما بلغني في غير عمل تقلده وخرج إليه
ستمائة
دابة وبغل ونيف وأربعون طباخا ثم آلت حالة في آخر عمره إلى الفقر الشديد ومات بعد
سنة 043 في منزله ببغداد
كرخ بغداد ولما ابتنى المنصور مدينة بغداد أمر أن تجعل الأسواق في طاقات المدينة
إزاء كل باب سوق فلم يزل على ذلك مدة حتى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم رسولا من
عند الملك فأمر الربيع أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليها ويتأملها ويرى سورها
وأبوابها وما حولها من العمارة ويصعده السور حتى يمشي من أوله إلى آخره ويريه قباب
الأبواب والطاقات وجميع ذلك ففعل الربيع ما أمره به فلما رجع إلى المنصور قال له
كيف رأيت مدينتي قال رأيت بناء حسنا ومدينة حصينة إلا أن أعداءك فيها معك قال من
هم قال السوقة يوافي الجاسوس من جميع الأطراف فيدخل الجاسوس بعلة التجارة والتجار
هم برد الآفاق فيتجسس الأخبار ويعرف ما يريد وينصرف من غير أن يعلم به أحد فسكت
المنصور فلما انصرف البطريق أمر بإخراج السوقة من المدينة وتقدم إلى إبراهيم بن
حبيش الكوفي وخراش بن المسيب اليماني بذلك وأمرهما أن يبنيا ما بين الصراة ونهر
عيسى سوقا وأن يجعلاها صفوفا ورتب كل صف في موضعه وقال اجعلا سوق القصابين في آخر
الأسواق فإنهم سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع ثم أمر أن يبنى لهم مسجد يجتمعون
فيه يوم الجمعة ولا يدخلوا المدينة قال الخطيب وقلد المنصور ذلك رجلا يقال له
الوضاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له قصر الوضاح والمسجد فيه قال ولم يضع
المنصور على الأسواق غلة حتى مات فلما استخلف المهدي أشار عليه أبو عبد الله حتى
وضع على الحوانيت الخراج وقال غيره إنه وضع عليهم المنصور الغلة على قدر الصناعة
فلما كثر الناس ضاقت عليهم فقالوا لإبراهيم بن حبيش وخراش قد ضاقت علينا هذه
الصفوف ونحن نتسع ونبني لنا أسواقا من أموالنا ونؤدي عنا الإجارة فأجيبوا إلى ذلك
فاتسعوا في البناء والأسواق وقد قيل إن السبب في نقلهم إلى الكرخ أن دخاخينهم
ارتفعت واسودت حيطان المدينة وتأذى بها المنصور فأمر بنقلهم وقال محمد بن داود
الأصبهاني يهيم بذكر الكرخ قلبي صبابة وما هو إلا حب من حل بالكرخ ولست أبالي
بالردى بعد فقدهم وهل يجزع المذبوح من ألم السلخ وأضاف إليهما عبيد الله بن عبد
الله الحافظ بيتين آخرين وهما أول وقد فارقت بغداد مكرها سلام على أهل القطيعة
والكرخ هواي ورائي والمسير خلافه فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ والأشعار في الكرخ
كثيرة جدا وكانت الكرخ أولا في وسط بغداد والمحال حولها فأما الآن فهي محلة وحدها
مفردة في وسط الخراب وحولها محال إلا أنها غير مختلطة بها فبين شرقها والقبلة محلة
باب البصرة وأهلها كلهم سنية حنابلة لا يوجد غير ذلك وبينهما نحو شوط فرس وفي
جنوبها المحلة المعروفة بنهر القلائين وبينهما أقل مما بينهما وبين باب البصرة
وأهلها أيضا سنية حنابلة وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحول وأهلها أيضا سنية
وفي قبلتها نهر الصراة وفي شرقيها نصب بغداد ومحال كثيرة وأهل الكرخ كلهم شيعة
إمامية لا يوجد فيهم سني البتة
كرخ
جدان بضم الجيم وسمعت بعضهم يفتحها والضم أشهر والدال مشددة وآخره نون زعم بعض أهل
الحديث أن كرخ باجدا وكرخ جدان واحد وليس بصحيح فأما باجدا فهو كرخ سامرا وأما كرخ
جدان فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد وهو الحد بين ولاية
شهرزور والعراق وإلى هذا الكرخ ينسب الشيخ معروف الكرخي بن الفيرزان أبو محفوظ
وأخوه عيسى بن الفيرزان حكى عن أخيه وقد روي أن معروفا من كرخ باجدا قالوا وبيته
معروف إلى الآن يزار فيها وقال أبو بكر الخطيب إنه من كرخ بغداد والله أعلم وإلى
كرخ جدان ينسب عبد الله بن الحسن بن دلهم أبو الحسن الكرخي سكن بغداد وحدث بها عن
إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي روى عنه ابن حيويه وابن شاهين
وغيرهما وهو المصنف على مذهب أبي حنيفة مات في رمضان سنة 043 ومولده سنة 260
وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد
الكرخي المعروف بابن الرطبي من أهل كرخ جدان ولي القضاء والاسجال نيابة عن قاضي
القضاة روح بن أحمد الحديثي وغيره عدة نوب وولي الحسبة عدة نوب ومات في سنة 725
كرخ الرقة من أرض الجزيرة قال الصنوبري يذكره وإلى الرقتين أطوي قرى البي د بمطوية
القرى مذعان فأرود الهنيء في خفض عيش وأمان من حادثات الزمان حبذا الكرخ حبذا العمر
لا بل حبذا الدير حبذا السروتان
كرخ سامرا وكان يقال له كرخ فيروز منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك وهو أقدم
من سامرا فلما بنيت سامرا اتصل بها وهو إلى الآن باق عامر وخربت سامرا وكان
الأتراك الشبلية ينزلونه في أيام المعتصم وبه قصر اشناس التركي مولى المعتصم وهو
موضع مدينة قديمة على ارتفاع من الأرض وزعم بعضهم أنه كرخ باجدا ومنه الشيخ معروف
بن الفيرزان الكرخي الزاهد ويحتاج إلى كشف وبحث وقد نسب ابن أبي حاتم أبا بدر عباد
ابن الوليد بن خالد الغبري الكرخي إلى كرخ سامرا وقال الخطيب أحمد بن هارون الكرخي
من كرخ سامرا روى عن عمرو بن محمد ابن أبي رزين وأبي داود الطيالسي وحبان بن هلال
وسعيد بن عامر وبدل بن المحبر قال ابن أبي حاتم سمعت منه مع أبي وسمع أبا بكر
الزاغوني وأبا الكرم بن الشهرزوري وأبا المعالي بن الحنان الخزيمي وغيرهم
كرخ ميسان كورة بسواد العراق تدعى أستراباذ وهي غير أستراباذ التي بطبرستان ونقل
العمراني أن كرخ ميسان بلد بالبحرين وفيه نظر
كرخ عبرتا وعبرتا من نواحي النهروان وخرب النهروان جميعه وهي الآن عامرة ينسب إليه
أبو محمد عبد السلام بن يوسف بن محمد بن عبد السلام العبرتي الكرخي من كرخ عبرتا
وهو خطيبها سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي مجلدين من أماليه الرابع
والخامس وهو حي في سنة 260 فيما أحسب
كرخ خوزستان مدينة بها وأكثرهم يقولون كرخة
كرخيني
بكسر الخاء المعجمة ثم ياء ساكنة ونون وياء ممالة هي قلعة في وطاء من الأرض حسنة
حصينة بين دقوقا وإربل رأيتها وهي على تل عال ولها ربض صغير
كرداح بكسر أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره حاء مهملة موضع
كرد بالضم ثم السكون ودال مهملة بلفظ واحد الأكراد اسم القبيلة قال ابن طاهر
المقدسي اسم قرية من قرى البيضاء منها شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله
الكردي حدثنا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فادشاه الأصبهاني عن أبي
القاسم الطبراني بكتاب الأدعية من تصنيفه وسألته عن هذه النسبة فقال نحن من أهل
قرية بيضاء يقال لها كرد وقال الإصطخري كرد بلدة أكبر من أبرقوه وأرخص سعرا ولهم
قصور كثيرة
كردر بفتح أوله ثم السكون ودال مفتوحة وراء هي ناحية من نواحي خوارزم أو ما
يتاخمها من نواحي الترك لهم لسان ليس خوارزميا ولا تركيا وفي ناحيتهم عدة قرى ولهم
أموال ومواش إلا أنهم أدنياء الأنفس كذا ذكر لي ابن قسام الحبلي منها عبد الغفور
بن لقمان بن محمد أبو المفاخر الكردري روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد الله
السنجي المروزي وله تصانيف على مذهب أبي حنيفة منها الانتصار لأبي حنيفة في أخباره
وأقواله والمفيد والمزيد في شرح التجريد وشرح الجامع الصغير وكان مدرسا بحلب في
مدرسة الحدادين مات في سنة 562 ووجدت في أخبار الفرس أن افراسياب ملك الترك دفن
كنوزه وخزائنه في وسط البحر الذي بناحية خوارزم فوق كردر فلم يعثر عليها أحد كان
زمن ابرويز بن هرمز فكان هو الذي ظفر بتلك الكنوز فنقلت إليه في اثنتي عشرة سنة في
كل شهر يرد عليه عشرة بغال موقرة وأكثر ذلك الجواهر وصفائح الذهب الإبريز
كردشير ويقال دير كردشير حصن في المفازة التي بين قم والري ذكر في الديرة
كرد فناخسره وفناخسره بفتح الفاء وتشديد النون والخاء معجمة مضمومة هو الملك عضد
الدولة أبو شجاع بن ركن الدولة أبي الحسن علي بن بويه وهي مدينة اختطها على نصف
فرسخ من شيراز وشق إليها نهرا كبيرا أجراه من مسيرة يوم أنفق عليه الأموال العظيمة
وجعل إلى جنبها بستانا سعته نحو فرسخ ونقل إليها الصوافين وصناع الخز والديباج
وصناع البركانات وكتب اسمه على طرزها واتخذ بها القواد دورا وعقارات جليلة وجعل
لها عيدا في كل سنة يجتمع إليه للفسق واللهو والآن قد خربت بعد موته وبطلت رسومها
وكان وصول الملك إليها لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 453 وجعل هذا اليوم عيدا
يجتمع فيه الناس من النواحي للشرب والقصف ويقيمون فيها سبعة أيام في أسواق تستعد
لذلك
كرديز بالفتح ثم السكون ودال مهملة مكسورة وياء مثناة من تحتها وزاي هي ولاية بين
غزنة والهند
كرزبان وأهل خراسان يسمونها كرزوان بضم الكاف وبعد الراء الساكنة زاي وباء موحدة
وآخره نون هي بلدة في الجبل قرب الطالقان جبلها متصل بجبال الغور وهي قرية من مرو
الروذ أيضا خرج منها قوم من أهل العلم وربما كتبت في الخط
بالجيم
فقيل جرزبان
كرزين قلعة من نواحي حلب بين نهر الجوز والبيرة لها عمل بفتح الكاف وسكون الراء
وفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وآخره نون
كرسكان بفتح الكاف وسكون الراء وفتح السين وآخره نون هي قرية من قرى أصبهان ثم من
قرى ناحية لنجان ينسب إليها محمد بن حيويه ابن محمد بن الحسن بن يحيى الكرسكاني
الإسكافي أبو بكر حدث عن عبد الرحمن الكلابي روى عنه أحمد بن محمد البيع وأبو عبد
الله القايني حدث في شوال سنة 324
كر بالضم والتشديد بلفظ الكر من الكيل المعلوم وهو ستون قفيزا والكر في اللغة
الحسي العظيم والجمع كرار قال بها قلب عادية وكرار وقال السكري الكر هو القليب
الذي يكون في الوادي فإن لم يكن في الوادي فليس بكر قال الأديبي هو موضع بفارس
والمشهور أن الكر نهر بين أرمينية وأران يشق مدينة تفليس وبينه وبين برذعة فرسخان
ثم يجتمع هو ونهر الرس بالجمع ثم يصب في بحر الخزر وهو بحر طبرستان وقال الإصطخري
الكر نهر عذب مريء خفيف يجري ساكنا ومبدؤه من بلاد جرزان ثم يمر ببلاد أبخاز من
ناحية اللان من الجبال فيمر بمدينة تفليس ثم على قلعة خنان ثم إلى شكى ومن جانبيه
جنزة وشمكور ويجري على باب برذعة إلى برزنج إلى البحر الطبري بعد اختلاطه بالرس
وهو نهر أصغر من الكر
و الكر أيضا كورة من نواحي الموصل الشرقية تعد في أعمال العقر عليها عدة قرى
ومزارع
كرسفة بالضم ثم السكون ثم سين مضمومة وفاء مشددة وتاء كالهاء وهو في اللغة اسم
للقطن واسم موضع في قول الشاعر كل رزء ما أتاني جلل غير كرسفة من قنعي قطن أي غير
ما أتاني من هذا الموضع
الكرس قرية من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد في أيام مسيلمة الكذاب وقال الحفصي
الكرس بكسر الكاف نخل لبني عدي وقد أنشد أبو زياد الكلابي أشاقتك الديار بهضب حرس
كخط معلم ورقا بنقس وقفت بها ضحى يومي وأمسي من الأطراف حتى كدت أعسي وأظعان طلبت
لأهل سلمى تباهى في الحرير وفي الدمقس كأن حمولهن موليات نخيل العرض أو نخل بكرس
كرسي بلفظ الكرسي الذي تجلس عليه الملوك وتشديد الياء ليس للنسبة وهي قرية بطبرية
يقال إن المسيح جمع الحواريين بها وأنفذهم منها إلى النواحي وفيها موضع كرسي زعموا
أنه جلس عليه عليه السلام
الكرش بلفظ كرش الماشية يقال لمدينة واسط الكرش لقول الحجاج لما عمرها بنيت مدينة
على كرش من الأرض وقد بسط القول فيه في واسط وكان يقال لأهل واسط الكرشيون وكانوا
إذا مروا بالبصرة تولع بهم أهلها فينادونهم فيقولون لهم يا كرشي فيتغافل فقيل
تغافل واسطي
وهو
مشل والكرش أيضا قلعة بالمهجم من نواحي مدينة زبيد باليمن قال أبو زياد الكلابي
ومن جبال أبي بكر بن كلاب الكرش وكرش يؤنث في الاسم ويذكر فمن شاء قال هذا كرش ومن
شاء قال هذه كرش فأما كرشوان فلا تذكر قال ولا يعرف في بلاد بني كلاب جبل أعظم من
كرش
كرعة روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة
كرفة بالضم ثم السكون وفاء اسم قف غليظ ضخم لبني حنظلة علم مرتجل
كركانج بالضم ثم السكون وكاف أخرى وبعد الألف نون ساكنة يلتقي بها ساكنان ثم جيم
اسم لقصبة بلاد خوارزم ومدينتها العظمى وقد عربت فقيل الجرجانية فأما أهل خوارزم
فيسمونها كركانج وليس خوارزم اسما لمدينة بعينها إنما هو اسم للناحية بأسرها وهما
كركانجان فهذه الكبرى وبينها وبين كركانج الصغرى ثلاثة فراسخ وعهدي بالصغرى وهي
أيضا عامرة كثيرة الأهل ذات أسواق وخيرات وما أظنهما إلا خربتا معا في وقت التتر
في سنة 681 والله المستعان ينسب إليها أبو نصر محمد بن أحمد بن علي بن حامد يكتب
من الأدباء
كركان بالضم وآخره نون وإذا عرب قيل جرجان وهي ثلاثة مواضع أحدها هذه المدينة
المشهورة التي بين طبرستان وخراسان وقد خرج منها الجم الغفير من العلماء وهذه لا
تكتب إلا بجيمين
و كركان قرية بفارس و كركان أيضا قرية بقرميسين وهذان لا يعربان فيما علمت إنما
يكتبان بالكاف قال ابن الفقيه وبالقرب من قرميسين قرية يقال لها كركان وكان يقوم
بها سوق في كل عام فيتلف فيها خلق كثير بالعقارب فطلسمها بليناس الحكيم بأمر كسرى
فقلت العقارب فيها وخف على أهلها ما كانوا يلقونه منها فيقال إنه لا يوجد فيها
عقرب وإن وجد لم يضر ومن أخذ من ترابها وطين به حيطان داره في أي بلاد كان لم ير
في داره عقربا ومن شرب منه عند لسعة العقرب برأ لوقته ومن أخذ شيئا منه ومسك
العقارب بيده لم تضره كذا قال والله أعلم
كرك بسكون الراء وآخره كاف قرية في أصل جبل لبنان قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن
عبد الغني بن نقطة أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء فهو أحمد بن طارق بن سنان
أبو الرضا الكركي قال لي أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي الحافظ بدمشق هو منسوب إلى
قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك بسكون الراء وليس هو من القلعة التي يقال
لها الكرك بفتح الراء قلت أنا وكان أبو الرضا تاجرا مثريا بخيلا ضيق العيش ليس له
غلام ولا جارية ولا من ينفق عليه فلسا وكان مقترا على نفسه سمع أبا منصور بن
الجواليقي ومحمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبيد الله
الزاغوني وسمع في أسفاره في عدة بلاد وكان أكثر سفره إلى مصر وكان ثقة في الحديث
متقنا لما يكتبه إلا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضيا مات في سادس عشر ذي الحجة سنة
295 وبقي في بيته أياما لا يعلم بموته أحد حتى أكلت الفأر أذنيه وأنفه على ما قيل
وكان مولده سنة 925
كركر بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء مدينة بأران قرب بيلقان أنشأها أنوشروان
وقال
وقال
لي ابن الأثير إن كركر حصن قرب ملطية بينها وبين آمد وبالقرب منه حصن الران الذي
يذكره المتنبي في شعره والله أعلم
و كركر أيضا ناحية من بغداد منها القفص
و كركر أيضا حصن بين سميساط وحصن زياد وهو قلعة وقد خربت
كرك بفتح أوله وثانيه وكاف أخرى كلمة عجمية اسم لقلعة حصينة جدا في طرف الشام من
نواحي البلقاء في جبالها بين أيلة وبحر القلزم وبيت المقدس وهي على سن جبل عال
تحيط بها أودية إلا من جهة الربض قال و الكرك أيضا قرية كبيرة قرب بعلبك بها قبر
طويل يزعم أهل تلك النواحي أنه قبر نوح عليه السلام
كركسكوه كلمة مركبة أما كركس فهو اسم مفازة تتاخم الري وقم وقاشان وما بين ذلك
قليلة القرى والبلدان لا يسكنها إلا قطاع الطريق وكوه اسم الجبل فمعناه جبل كركس
وهو جبل في هذه المفازة دوره نحو فرسخين تحيط به هذه المفازة وفي شعاب هذا الجبل
مياه قليلة وهو جبل وعر المسلك وفي وسط هذا الجبل مثل الساحة فيه ماء يقال له بيده
إذا كنت فيه كنت في مثل الحظيرة والجبل محيط بك
كركنت بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الكاف الثانية ثم نون ساكنة وتاء مثناة بلد على
ساحل البحر في جزيرة صقلية
كركور ضيعة من ضياع سفاقس ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد الكركوري الأديب روى
السلفي عن أبي الحسن علي بن خلف بن عبد الله الحضرمي الإفريقي عنه أبياتا قال كان
معلمي
كركويه بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وواو ساكنة وياء مثناة من تحت مفتوحة مدينة من
نواحي سجستان فيها بيت نار معظم عند المجوس
كركين بكسر الكافين وآخره نون من قرى بغداد قرب البردان ذكر جحظة في أماليه قال
كتب علي بن يحيى المنجم إلى الحسن بن مخلد في يوم مهرجان ليت شعري مهرجت يا دهقان
وقديما ما مهرج الفتيان لم أزل أعمل الزجاجة حتى كان مني ما يعمل السكران فأجابه
ابن مخلد يقول إصو يا ذا فلو دعيت بكسرى وعلت في قبابك النيران لم تجاوز بيوت
كركين شبرا أين منك النوروز والمهرجان فأما إصو فمعناه بالنبطية اسكت وأنشد جحظة
لنفسه يا نسيم الروض بالأس حار هيجت ارتياحي لقرى كركين والقف ص وعصيان اللواحي
واستماعي ملح الأص وات من قوم ملاح أحمد الله لقد ما ت غبوقي واصطباحي
كم
سرور مات لما مات أرباب السماح
كركى بالتحريك بوزن بشكى اسم حصن من أعمال أوريط بالأندلس له ولاية وقرى
كرماطة بالفتح ثم السكون وميم وبعد الألف طاء مهملة اسم سوق وحصن على أيناون كذا
وجدته في كتاب العمراني ولا أدري ايناون ما هي
كرمان بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة وكرمان في
الإقليم الرابع طولها تسعون درجة وعرضها ثلاثون درجة وهي ولاية مشهورة وناحية
كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان فشرقيها
مكران ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البلوص وغربيها أرض فارس وشماليها مفازة
خراسان وجنوبيها بحر فارس ولها في حد السيرجان دخلة في حد فارس مثل الكم وفيما يلي
البحر تقويس وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبه بالبصرة في كثرة
التمور وجودتها وسعة الخيرات قال محمد بن أحمد البناء البشاري كرمان إقليم يشاكل
فارس في أوصاف ويشابه البصرة في أسباب ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر
واجتمع فيه البرد والحر والجوز والنخل وكثرت فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار
ومن مدنه المشهورة جيرفت وموقان وخبيص وبم والسيرجان ونرماسير وبردسير وغير ذلك
وبها يكون التوتيا ويحمل إلى جميع البلاد وأهلها أخيار أهل سنة وجماعة وخير وصلاح
إلا أنها قد تشعثت بقاعها واستوحشت معاملها وخربت أكثر بلادها لاختلاف الأيدي
عليها وجور السلطان بها لأنها منذ زمن طويل خلت من سلطان يقيم بها إنما يتولاها
الولاة فيجمعون أموالها ويحملونها إلى خراسان وكل ناحية أنفقت أموالها في غيرها
خربت إنما تعمر البلدان بسكنى السلطان وقد كانت في أيام السلجوقية والملوك
القارونية من أعمر البلدان وأطيبها ينتابها الركبان ويقصدها كل بكر وعوان قال ابن
الكلبي سميت كرمان بكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث بن نوح عليه السلام وقال غيره
إنما سميت بكرمان ابن فارك بن سام بن نوح عليه السلام لأنه نزلها لما تبلبلت
الألسن واستوطنها فسميت به وقال ابن الفقيه يقال إن بعض ملوك الفرس أخذ قوما
فلاسفة فحبسهم وقال لا يدخل عليهم إلا الخبز وحده وخيروهم في أدم واحد فاختاروا
الأترج فقيل لهم كيف اخترتموه دون غيره فقالوا لأن قشره الظاهر مشموم وداخله فاكهة
وحماضه أدم وحبه دهن فأمر بهم فأسكنوا كرمان وكان ماؤها في آبار لا يخرج إلا من
خمسين ذراعا فهندسوه حتى أظهروه على وجه الأرض ثم غرسوا بها الأشجار فالتفت كرمان
كلها بالشجر فعرف الملك ذلك فقال أسكنوهم الجبال فأسكنوها فعملوا الفوارات وأظهروا
الماء على رؤوس الجبال فقال الملك اسجنوهم فعملوا في السجن الكيمياء وقالوا هذا
علم لا نخرجه إلى أحد وعملوا منه ما علموا أنه يكفيهم مدة أعمارهم ثم أحرقوا كتبهم
وانقطع علم الكيمياء وقد ذكر في بعض كتب الخراج عن بعض كتاب الفرس أن الأكاسرة
كانت تجبي السواد مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم سوى ثلاثين ألف ألف من الوضائع
لموائد الملوك وكانوا يجبون فارس أربعين ألف ألف وكانوا يجبون كرمان ستين ألف ألف
درهم لسعتها وهي مائة وثمانون فرسخا في مثلها وكانت كلها عامرة وبلغ من عمارتها
أن القناة كانت تجري من مسيرة خمس ليال وكانت ذات أشجار وعيون وقني وأنهار ومن شيراز إلى السيرجان مدينة كرمان أربعة وستون فرسخا وهي خمسة وأربعون منبرا كبار وصغار وأما في أيامنا هذه فقصبتها وأشهر مدنها جواشير ويقال كواشير وهي بردسير وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارس ففتحها ولقي مرزبان كرمان في جزيرة بركاوان فقتله فوهى أمر أهل كرمان ونخبت قلوبهم فلما سار ابن عامر إلى فارس في أيام عثمان بن عفان أنفذ مجاشع بن مسعود السلمي إلى كرمان في طلب يزدجرد فهلك جيشه بميمند من مدن كرمان وقيل من رساتيق فارس ثم لما توجه ابن عامر إلى خراسان ولى مجاشعا كرمان ففتح ميمند واستبقى أهلها وأعطاهم أمانا بذلك وله بها قصر يعرف بقصر مجاشع ثم فتح مجاشع بروخروه ثم أتي السيرجان مدينة كرمان فتحصن أهلها منه ففتحها عنوة وقد كان أبو موسى الأشعري وجه الربيع بن زياد الحارثي ففتح ما حول السيرجان وصالح أهل بم والأندغان ثم نكث أهلها فافتتحها مجاشع بن مسعود وفتح جيرفت عنوة وسار في كرمان فدوخها وأتي القفص وقد اجتمع إليه خلق ممن جلا من الأعاجم فواقعهم وظفر عليهم فهربت جماعة من أهل كرمان فركبوا البحر ولحق بعضهم بسجستان ومكران فأقطعت العرب منازلهم وأرضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها واحتفروا القني في مواضعها فعند ذلك قال حمير السعدي أيا شجرات الكرم لا زال وابل عليكن منهل الغمام مطير سقيتن ما دامت بنجد وشيجة ولا زال يسعى بينكن غدير ألا حبذا الماء الذي قابل الحمى ومرتبع من أهلنا ومصير وأيامنا بالمالكية إنني لهن على العهد القديم ذكور ويا نخلات الكرخ لا زال ماطر عليكن مستن السحاب درور سقيتن ما دامت بكرمان نخلة عوامر تجري بينهن نهور لقد كنت ذا قرب فأصبحت نازحا بكرمان ملقى بينهن أدور وولى الحجاج قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الهلالي فارس وكرمان وهو الذي انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على عبوره فقال من جازه فله ألف درهم فجازوه فوفى لهم وكان ذلك أول يوم سميت الجائزة جائزة وقال الجحاف ابن حكيم فدى للأكرمين بني هلال على علاتهم أهلي ومالي هم سنوا الجوائز في معد فصارت سنة أخرى الليالي رماحهم تزيد على ثمان وعشر حين تختلف العوالي و كرمان أيضا مدينة بين غزنة وبلاد الهند وهي من أعمال غزنة بينهما أربعة أيام أو نحوها وبنيسابور محلة يقال لها مربعة الكرمانية ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف الكرماني النيسابوري الشيباني الفقيه
الحافظ
المعروف بابن الأخرم أطال المقام بمصر وكان بينه وبين المزني مكاتبة سمع إسحاق بن
راهويه وقتيبة بن سعيد ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم وسمع بالعراق والشام وخراسان
والجزيرة ومصر روى عنه أبو حامد بن الشرقي وعلي بن جمشاد العدل توفي سنة 782
كرمة قرية كبيرة ذات جامع ومنبر وخلق كثير وماء جار ونخل من نواحي طبس شاهدها ابن
النجار الحافظ
كرمجين بالفتح ثم السكون وفتح الميم وكسر الجيم وياء ونون قرية من قرى نسف ينسب
إليها اليمان بن الطيب بن حنيس بن عمر أبو الحسن قال المستغفري هو من قرية كرمجين
من قرى نسف حدث عن عبد الله وداود ابني نصر بن سهل اليزديين مات في ذي الحجة سنة
233 وفي كتاب النسب للسمعاني أنه مات سنة 283
كرمجين بالفتح ثم السكون وفتح الميم وكسر الجيم وياء ونون قرية من قرى نسف ينسب
إليها اليمان بن الطيب بن حنيس بن عمر أبو الحسن قال المستغفري هو من قرية كرمجين
من قرى نسف حدث عن عبد الله وداود ابني نصر بن سهل اليزديين مات في ذي الحجة سنة
233 وفي كتاب النسب للسمعاني أنه مات سنة 283
كرمل بالكسر ثم السكون وكسر الميم ولام هو حصن على الجبل المشرف على حيفا بسواحل
بحر الشام وكان قديما في الإسلام يعرف بمسجد سعد الدولة و كرمل قرية في آخر حدود
الخليل من ناحية فلسطين
كرمليس كأنها مركبة من كرم وليس قرية من قرى الموصل شبيهة بالمدينة من أعمال نينوى
في شرقي دجلة كثيرة الغلة والأهل وبها سوق عامر وتجار
كرملين اسم ماء في جبلي طيء في قول زيد الخيل وثناه ثم أفرده في شعر واحد ألم
أخبركما خبرا أتاني أبو الكساح يرسل بالوعيد أتاني أنهم مزقون عرضي جحاش الكرملين
لها فديد فسيري يا عدي ولا تراعي فحلي بين كرمل فالوحيد
كرم بلفظ الكرم مصدر الكريم اسم موضع في شعر زهير حيث قال عوم السفين فلما حال
دونهم فيد القريات فالعتكان فالكرم
كرمة من نواحي اليمامة يمين الحصن وهي في شعر أبي خراش الهذلي وأيقنت أن الجود منه
سجية وما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم قال الكرم جمع كرمة وهو موضع جمعه بما حوله
كرمية بضم أوله وتشديد ثانيه وكسر ميمه وتشديد ياء النسبة قرية من أعمال الموصل من
المروج على دجلة ينسب إليها عمر بن كويز بواو ممالة ابن عبد الله بن الحسن أبو
خليل الماراني الكرمي خطيبها هو وأبوه وجده من قبله وكان والده تفقه على مذهب
الشافعي وطلب أن يتولى قضاء الناحية فتورع ولم يجب وتوفي ولده الخطيب عمر سنة 651
كرمينية بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت ساكنة ونون مكسورة وياء
أخرى مفتوحة خفيفة هي بلدة من نواحي الصغد كثيرة الشجر والماء بين سمرقند وبخارى
بينها وبين بخارى ثمانية عشر فرسخا وقد نسب إليها كرماني قال أبو الفضل بن طاهر قد
حدث من أهل كرمينية جماعة والنسبة المشهورة عند أهل بخارى لمن كان من أهل هذه
القرية الكرميني إلا أن أبا القاسم بن الثلاج
حدث
عن حفص بن عمر بن هبيرة أبي عمر البخاري فقال الكرماني من أهل قرية يقال لها
كرمينية وقال قدم حاجا وحدثنا عن شجاع بن شجاع الكشاني
كرمى بفتح أوله وسكون ثانيه وإمالة الميم قرية مقابل تكريت وليس لتكريت اليوم
غيرها أو قرية أخرى يقال لها الخصاصة إلى جنب هذه
كرنبا بفتح أوله وسكون ثانيه ثم فتح النون وباء موحدة وألف موضع في نواحي الأهواز
كانت به وقعة بين الخوارج وأهل البصرة بعد وقعة دولاب قال الكلبي كرنبا بن كوثى
الذي حفر نهر كوثى بنواحي الكوفة من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقرأت
في ديوان حارثة بن بدر بخط ابن نباتة السعدي قال لما اجتمعت الأزارقة وهزمت مسلم
بن عبيس اجتمع الناس بالبصرة فجعلوا عليهم حارثة بن بدر الغداني فلقيهم بجسر
الأهواز فخذله أصحابه وتركوه فقال من جاءنا من الأعراب فله فريضة المهاجرين ومن
جاءنا من الموالي فله فريضة العرب فلما رأى ما يلقى أصحابه قال أير الحمار فريضة
لشبابكم والخصيتان فريضة الأعراب عض الموالي جلد أير أبيكم إن الموالي معشر خياب
ثم بلغه ولاية المهلب عليهم فناداهم كرنبوا ودولبوا وأين شئم فاذهبوا قد ولي
المهلب فقال المهلب أهلها والله يا حويرثة فانصرف مغضوضا فذهب يدخل زورقا فوضع
رجله على حرف الزورق فانكفأ به الزورق فوقع في دجيل فغرق فصار ذلك مثلا قال
العقفاني الحنظلي يعير حارثة ألا بالله يا ابنة آل عمرو لما لاقى حويرثة بن بدر
غداة دعا بأعلى الصوت منه ألالا كرنبوا والخيل تجري فيا لله ما سحبت عليه ذيول
العار من شفع ووتر وقد ذكرها عبد الصمد بن المعذل يهجو هشاما الكرنباي فقال ولم تر
أبلغ من ناطق أتته البلاغة من كرنبا وقال جرير ولقد وسمت مجاشعا بأنوفها ولقد
كفيتك مدحة ابن جعال فانفخ بكيرك يا فرزدق وانتظر في كرنباء هدية القفال
كرنبة مدينة بصقلية على البحر
كرنك بضم أوله وكسر ثانيه وسكون النون وآخره كاف أيضا بليدة بينها وبين مدينة
سجستان ثلاثة فراسخ وأهلها كلهم خوارج حاكة وهي بليدة نزهة كثيرة الخيرات وبعضهم
يسميها كرون
كرنة بلد بالأندلس قال ابن بشكوال عبد الله بن أحمد بن سعدان من أهل كرنة أبو
مروان روى عن أبي المطرف الغفاري وعبد الله بن واقد القاضي ثم رحل وحج وقفل وتوفي
قريبا من الخمسين والأربعمائة
كروان
بفتح أوله وثانيه ثم واو وآخره نون بلفظ الكروان من الطير وهو القبج الحجل وجمعه
كروان هي قرية بطوس
كروه شعب في جبل أروند من همذان وفيه شعر في أروند ينقل إلى هنا
كروخ بالفتح وآخره خاء معجمة بلدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ ومن كروخ يرتفع
الكشمش الذي يحمل إلى جميع البلاد وهي مدينة صغيرة قال الإصطخري وأهلها شراة
وبناؤها طين وهي في شعب جبل وحدها مقدار عشرين فرسخا كلها مشتبكة البساتين
والمساجد والقرى والعمارة ينسب إليها أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله
بن أبي سهل القاسم بن أبي منصور الكروخي وهو شيخ صالح كثير الخير من أهل هراة
وأهله من كروخ سمع بهراة من أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي نصر الترياقي
وغيرهما ذكره أبو سعد في شيوخه وجاور بمكة إلى أن توفي بها سنة 845 ومولده بهراة
سنة 462
كره بالتحريك وهي الكرج بالجيم وقد تقدمت
كريب بالفتح ثم الكسر وآخره باء موحدة وهو في السويق قالوا والكريب أن تزرع في
القراح الذي لم يزرع قط ويروى كريب بلفظ التصغير وهو اسم موضع في قول جرير هاج
الفؤاد بذي كريب دمنة أو بالأفاقة منزل من مهددا أفما يزال يهيج منك صبابة نؤي
يحالف خالدات ركدا
كريت بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وتاء مثناة من فوق لا أعرف فيه إلا
قولهم حول كريت أي تام اسم موضع في شعر عدي بن زيد وقيل ذو كريب موضع في حزن بني
يربوع بين الكوفة وفيد
الكرير بالفتح ثم الكسر وياء وآخره راء أخرى وهو البحة تعتري من الغبار والكرير
صوت المختنق المجهود المحشرج للموت وهو اسم نهر سمي بذلك لصوته
كرين بالضم ثم الكسر وآخره نون قبلها ياء مثناة من تحت قرية من قرى طبس بنواحي
قهستان ويروى بتشديد الراء وقيل هي إحدى الطبسين ينسب إليها أبو جعفر محمد بن كثير
الكريني سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي روى عنه أبو عبد الله
محمد بن علي بن جعفر الطبسي
كريون بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحتها وواو ساكنة ثم نون اسم
موضع قرب الإسكندرية أوقع به عمرو بن العاص أيام الفتوح بجيوش الروم وهو موضع يذكر
في شعر كثير رواه بعضهم بالدال وهو خطأ فقال لعمري لقد رعتم غداة سويقة يبينكم يا
عز حق جزوع ومرت سراعا عيرها وكأنها دوافع بالكريون ذات قلوع وحاجة نفس قد قضيت
وحاجة تركت وأمر قد أصبت بديع قال ابن السكيت الكريون نهر بمصر يأخذ من النيل
ولذلك شبه عيرها بالسفن ذات القلوع وهي الشراعات وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح
عبد
العزيز بن مروان لحي من أمية لي س في أخلاقهم رنق غدوا من رنح الكريو ن حيث سفينهم
خرق فلما أن علوت الني ل والرايات تختفق رأيت الجوهر الحكم ي والديباج يأتلق سفائن
غير مغرقة إلى حلوان تستبق أحب إلي من قوم إذا ما أصبحوا نعقوا
الكرية بالفتح ثم الكسر والياء مشددة موضع في ديار كلب قال أبو عذام بسطام بن شريح
الكلبي لما توازوا علينا قال صاحبنا روض الكرية غال الحي أو زفر
باب الكاف والزاي وما يليهما
كزد بالفتح ثم السكون وآخره دال مهملة اسم موضع قال ابن دريد لا أعرف حقيقته
كزك نهر بسجستان وهو شعبة من سناروذ
كزمان بالضم ثم السكون وآخره نون قال ابن دريد موضع يقال كزمت الشيء الصلب كزما
إذا عضضته عضا شديدا
كزنا بالفتح ثم السكون ونون هي بليدة بينها وبين مراغة نحو ستة فراسخ فيها معبد
للمجوس وبيت نار قديم وإيوان عظيم عال جدا بناه كيخسرو الملك
كزه بكسر أوله وفتح ثانيه مدينة بسجستان كذا يقوله العجم ويكتب بالجيم جزه وقد
ذكرناه في بابه
كزنة هو فيما أحسب موضع في جزيرة الأندلس في فحص البلوط ينسب إليه المنذر بن سعيد
البلوطي القاضي وأيضا القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف الكزني القرطبي
يروي عن أبي المطرف عبد الرحمن بن القاسم بن محمد الشعبي المالقي روى عنه السلفي
بالإجازة وقال قتل في جامع قرطبة سنة 985 أو سنة ثمان في يوم جمعة بغير حق
كزيريم بيت عبادة للسامرة من اليهود بنابلس يزعمون أن الذبح فيه كان وأن الذبيح هو
إسحاق والسامرة من اليهود بنابلس كثيرون لذلك
باب الكاف والسين وما يليهما
كساب بالضم وآخره باء موحدة موضع في قول عمر بن أبي ربيعة حي المنازل قد عمرن
خرابا بين الجرير وبين ركن كسابا بالثني من ملكان غير رسمها مر السحاب المعقبات
سحابا دار التي قالت غداة لقيتها عند الجمار فما عييت جوابا في أبيات وقال عبد
الله بن إبراهيم الجمحي كساب بالفتح على وزن قطام جبل في ديار هذيل قرب الحزم لبني
لحيان نقله عنه ابن موسى
فإن
لم يكن غير الأول فأحدهما مخطىء بخط اليزيدي في شعر الفضل بن عباس اللهبي ألا أحمي
وأذكر إرث قوم هم حلوا المركنة اليبابا وكانوا رحمة للناس طرا ولم يك كان كائنهم عذابا
ولو وزنت حلومهم برضوى وفت منها ولو زيدت كسابا كذا ضبطه بالفتح وقال هو جبل
كسادن الدال مهملة مضمومة وآخره نون قرية من قرى سمرقند
كسبة بلفظ المرة الواحدة من الكسب من قرى نسف ينسب إليها كسبوي وكسبي على أربعة
فراسخ من نسف وهي ذات جامع ومنبر وسوق ينسب إليها أبو أحمد عيسى بن الحسين بن
الربيع الكسبوي مصنف كتاب البستان روى عنه أبو سعد الإدريسي والإمام أبو بكر محمد
بن محمد بن أبي محمد واسمه عبد الملك بن محمد بن محمد بن سليمان بن قريش الكسبوي
من بيت علم كل منهم يروي الحديث عن أبيه وكان من الأئمة والعلماء وكان أبو بكر
فاضلا مناظرا وتوفي بكسبة سنة 494 ومولده سنة 934 في صفر
كستانة بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وآخره نون هي قرية بين الري وساوة
ينسب إليها قسطاني وقد ذكر من نسب إليها في قسطانة من هذا الكتاب
الكسر قرى كثيرة بحضرموت يقال لها كسر قشاقش سكنها كندة قاله ابن الحائك
كس بكسر أوله وتشديد ثانيه مدينة تقارب سمرقند قال البلاذري كس هي الصغد وكان
القعقاع بن سويد التميمي ولى أبا خلدة اليشكري كس ثم عزله فقال يا أهل كس أقل الله
خيركم هلا كسرتم ثنايا العبد إذ نبحا يعدو ثعالة في البردين معترضا كأنه ثعلب لم
يعد أن قرحا وقال ابن ماكولا كسره العراقيون وغيرهم يقوله بفتح الكاف وربما صحفه
بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت
جميعهم يقولون كس بكسر الكاف والسين المهملة
و كس مدينة لها قهندز وربض ومدينة أخرى متصلة بالربض والمدينة الداخلة مع القهندز
خراب والمدينة الخارجة عامرة قال الإصطخري وهي مدينة نحو ثلاثة فراسخ في مثلها وهي
مدينة خصيبة جرومية تدرك فيها الفواكه أسرع ما تدرك بسائر ما وراء النهر غير أنها
وبئة على ما يكون عليه بلاد الغور وذكر أبوابها وأنهارها ثم قال وفي المدينة والربض
في عامة دورها مياه جارية وبساتين وطول عمارتها مسيرة أربعة أيام في مثلها
و كس أيضا مدينة بأرض السند مشهورة ذكرت في المغازي وممن ينسب إليها عبد بن حميد
بن نصر واسمه عبد الحميد الكسي صاحب المسند وأحد أئمة الحديث روى عن يزيد بن هارون
وعبد الرزاق وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي وتوفي سنة 942 وقال
أبو الفضل بن طاهر كس بالسين المهملة تعريب كش بالشين المعجمة
كسف بفتح أوله وثانيه وفاء هي قرية من نواحي الصغد
كسفة
ماء لبني نعامة من بني أسد
كسكر بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء معناه عامل الزرع كورة واسعة ينسب إليها
الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جدا رأيتها أنا تباع فيها أربعة وعشرون فروجا
كبارا بدرهم واحد قال ابن الحجاج ما كان قط غذاءها إلا الدجاج المصدر والبط يجلب
إليها لكن يجلب من بعض أعمال كسكر وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة
وكانت قصبتها قبل أن يمصر الحجاج واسطا خسرو سابور ويقال إن حد كورة كسكر من
الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن تصب دجلة في البحر كله من كسكر فتدخل
فيه على هذا البصرة ونواحيها فمن مشهور نواحيها المبارك وعبدسي والمذار ونغيا
وميسان ودستميسان وآجام البريد فلما مصرت العرب الأمصار فرقتها ومن كسكر أيضا في
بعض الروايات إسكاف العليا وإسكاف السفلى ونفر وسمر وبهندف وقرقوب وقال الهيثم بن
عدي لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية وكورة جبلية أما السهلية
فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال
قالوا وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس وقد ذكر في فارس وقال
آخرون معنى كسكر بلد الشعير بلغة أهل هراة وقال عبيد الله بن الحر أنا الذي
أجليتكم عن كسكر ثم هزمت جمعكم بتستر ثم انقضضت بالخيول الضمر حتى حللت بين وادي
حمير وسمع عمران بن حطان قوما من أهل البصرة أو الكوفة يقولون ما لنا وللخروج
وأرزاقنا دارة وأعطياتنا جارية وفقرنا نائم فقال عمران بن حطان فلو بعثت بعض
اليهود عليهم تؤمهم أو بعض من قد تنصرا لقالوا رضينا إن أقمت عطاءنا وأجريت ما قد
سن من بر كسكرا
الكسوة قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر قال الحافظ أبو
القاسم وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم لما أتوا
إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم
كسير وعوير تصغير كسر وعور وهم جبلان عظيمان مشرفان على أقصى بحر عمان صعبة المسلك
وعرة المقصد صعبة المنجى فلذلك سميت بهذا الاسم يقولون كسير وعوير وثالث ليس فيه
خير
باب الكاف والشين وما يليهما
كشاف بالضم وآخره فاء للتخفيف موضع من زاب الموصل
كشانية بالفتح ثم التخفيف وبعد الألف نون وياء خفيفة بلدة بنواحي سمرقند شمالي
وادي الصغد بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخا قال وهي قلب مدن الصغد وأهلها أيسر
من جميع مدن الصغد خرج منها جماعة من العلماء والرواة وقد رواه بعضهم بالضم والأول
أظهر ينسب إليها أبو عمر أحمد بن حاجب بن محمد الكشاني روى عن أبي
بكر
الإسماعيلي وحفيده أبو علي إسماعيل بن أبي نصر محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني آخر
من روى صحيح البخاري عن الفربري وتوفي سنة 193
كشب بالضم وآخره باء موحدة والكشب شدة أكل اللحم وكشب جمع فاعلة موضع في قول بشامة
بن عمرو فمرت على كشب غدوة وحاذت بجنب أريك أصيلا
كشب بفتح الكاف وسكون الشين جبل معروف قاله علي بن عيسى الرماني وقال أبو منصور
كشب بالفتح ثم الكسر جبل بالبادية ولعل المراد بالجميع موضع واحد وإنما الرواية
مختلفة
كشبى بالفتح بوزن جمزى هو جبل بالبادية
كشت بالكسر ثم السكون وتاء مثناة بلدة من نواحي جيلان
كشت الحبيب بالكسر ثم السكون وتاء مثناة من ثغور الأندلس ثم من أعمال بلنسية وهو
حصن منيع
كشت كزولة وكزولة قبيلة من البربر تعرب فيقال جزولة منها عيسى صاحب المقدمة في
النحو جبل منقطع بأرض المغرب من عواصم الجبال لا يملكه غير أهله
كشح بالفتح ثم السكون وحاء مهملة بلفظ الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف وهو
من لدن السرة إلى المتن وهما كشحان موضع في دالية ابن مقبل
كشر بوزن زفر من نواحي صنعاء اليمن
كشر بالفتح ثم السكون وهو بدو الأسنان عند التبسم جبل قريب من جرش وفي حديث الهجرة
ثم سار بهما بعد ذي العضوين إلى بطن كشر وهما بين مكة والمدينة
كش بالفتح ثم التشديد قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل ينسب إليها أبو زرعة
محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجرجاني حدث عن أبي نعيم عبد الملك
ابن محمد بن عدي ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وغيرهم وقال أبو الفضل
المقدسي الكشي منسوب إلى موضع بما وراء النهر منهم عبد بن حميد الكشي وفيهم كثرة
وإذا عرب كتب بالسين وقد تقدم عن ابن ماكولا ما يرد هذا قال والمحدث الكبير أبو
مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري الكشي وابنه محمد بن أبي مسلم الكشي سمعت
أبا القاسم الشيرازي يقول إنما لقب بالبصري لأنه كان يبني دارا بالبصرة وكان يقول
هاتوا الكج وأكثر من ذكره فلقب بالكجي ويقال الكشي والكج بالجيم بالفارسية الجص
وقال أبو موسى الحافظ الأصبهاني لا أرى لما ذكره أصلا ولو كان كذلك لما قيل إلا
الكجي بالجيم وأظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان يقال لها زير كج قال أبو موسى و كش
قرية من قرى أصبهان بكاف غير صريحة كان بها جماعة من طلاب العلم إلا أنه يكتب فيما
أظن بالجيم بدل الكاف
كشفريد بلد في جبال حلب تنبأ فيه رجل في سنة 561 وانضم إليه جمع فخرج إليه عسكر
الشام فقتل وقتل أصحابه وكفى الله المؤمنين أمره
كشفل بالفتح ثم السكون وفاء ولام من قرى آمل بطبرستان
كشفة بالفتح ثم السكون وفاء أيضا ماء لبني نعامة
كشكينان
قال السلفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر القنباني المعروف
بالكشكيناني نسب إلى قرية كشكينان من قنبانية قرطبة كان من الثقات في الرواية
المجودين في الفتاوى وله حظوة عند الخليفة المستنصر أحد خلفاء بني أمية بالأندلس
وقد دخل الشرق وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله بن يحيى الليثي
ومحمد بن عبد الله بن عبد البر ابن عبد الأعلى بن سالم بن غيلان بن أبي مرزوق
التجيبي المعروف بالكشكيناني من أهل قرطبة رحل إلى المشرق وسمع بمكة ومصر وانصرف
إلى الأندلس وسمع منه الناس كثيرا ثم رحل ثانيا فحج وسمع ابن الأعرابي ومات
بطرابلس الشام في سنة 141
كشمر من قرى نيسابور ينسب إليها أبو حاتم الوراق كان مورده علينا بعد خمسين سنة
فقال إن الوراقة حرفة مذمومة محرومة عيشي بها زمن إن عشت عشت وليس لي أكل أو مت مت
وليس لي كفن
كشميهن بالضم ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وهاء مفتوحة ونون قرية كانت عظيمة
من قرى مرو على طرف البرية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون خرج منها جماعة
وافرة من أهل العلم خربها الرمل
كشور بالكسر ثم السكون وفتح الواو ثم راء من قرى صنعاء باليمن
باب الكاف والعين وما يليهما
الكعبات جمع كعبة وهو البيت المربع وقيل المرتفع كما ذكرناه بعد بيت كان لربيعة
يطوفون به قال الأسود بن يعفر في بعض الروايات أهل الخورنق والسدير وبارق والبيت
ذي الكعبات من سنداد كذا قال ابن إسحاق في المغازي والرواية المشهورة والقصر ذي
الشرفات من سنداد
الكعبة بيت الله الحرام قال ابن عباس لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله
السموات بعث ريحا فصفقت الماء فأبرزت عن خسفة في موضع البيت كأنها قبة فدحا الأرض
من تحتها فمادت فأوتدها بالجبال الخسفة واحدة الخسف تنبت في البحر نباتا وقد جاء
في الأخبار أن أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي
سرة الأرض ووسط الدنيا وأم القرى أولها الكعبة وبكة حول مكة وحول مكة الحرم وحول
الحرم الدنيا وحدث أبو العباس القاضي أحمد ابن أبي أحمد الطبري حدثني المفضل بن
محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن ابن علي الحلواني حدثنا الحسين بن إبراهيم ومحمد بن
جبير الهاشمي قال حدثني حمزة بن عتبة عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال إن أول خلق هذا البيت أن الله عز و جل قال للملائكة إني
جاعل في الأرض خليفة قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ثم غضب عليهم فأعرض عنهم فطافوا
بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وبقوا يسترضونه من غضبه يقولون لبيك
اللهم لبيك ربنا معذرة إليك نستغفرك ونتوب إليك فرضي عنهم وأوحى إليهم أن ابنوا لي
في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من
أغضب عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم قال أبو الحسين ثم أقبل علي حمزة بن عتبة الهاشمي فقال يا ابن أخي لقد حدثتك والله حديثا لو ركبت فيه إلى العراق لكنت قد اعتفت وأما صفته فذكر البشاري وقال هو في وسط المسجد الحرام مربع الشكل بابه مرتفع عن الأرض نحو قامة عليه مصراعان ملبسان بصفائح الفضة قد طليت بالذهب مقابلا للمشرق وطول المسجد الحرام ثلثمائة ذراع وسبعون ذراعا وعرضه ثلثمائة وخمسة عشر ذراعا وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعا وشبر وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعا وشبر وذرع دور الحجر خمسة وعشرون ذراعا وذرع الطواف مائة ذراع وسبعة أذرع وسمكها في السماء سبعة وعشرون ذراعا والحجر من قبل الشام فيه يقلب الميزاب شبه الأندر قد ألبست حيطانه بالرخام مع أرضه ارتفاعها حقو ويسمونه الحطيم والطواف من ورائه ولا يجوز الصلاة إليه والحجر الأسود على الركن الشرقي عند الباب على لسان الزاوية في مقدار رأس الإنسان ينحني إليه من قبله يسيرا وقبة زمزم تقابل الباب والطواف بينهما ومن ورائهما قبة الشراب فيها حوض كان يسقى فيه السويق والسكر قديما ومقام إبراهيم عليه السلام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف أيام الموسم عليه صندوق حديد طوله أكثر من قامة مكسو ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رد جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر قدم إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رخام حملها المهدي من الإسكندرية في البحر إلى جدة قال وهب بن منبه لما أهبط الله عز و جل آدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض حزن واشتد بكاؤه عليها فعزاه الله بخيمة من خيامها فجعلها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وكانت ياقوتة حمراء وقيل درة مجوفة من جوهر الجنة فيها قناديل من ذهب ونزل معها الركن يومئذ وهو ياقوتة بيضاء وكان كرسيا لآدم فلما كان في زمن الطوفان رفع ومكثت الأرض خرابا ألفي سنة أعني موضع البيت حتى أمر الله نبيه إبراهيم أن يبنيه فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم فبنى هو وإسماعيل البيت على ما ظللته ولم يجعلا له سقفا وحرس الله آدم والبيت بالملائكة فالحرم مقام الملائكة يومئذ وقد روي أن خيمة آدم لم تزل منصوبة في مكان البيت إلى أن قبض فلما قبض رفعت فبنى بنوه في موضعها بيتا من الطين والحجارة ثم نسفه الغرق فغير مكانه حتى بعث الله إبراهيم عليه السلام فحفر قواعده وبناه على ظل الغمامة فهو أول بيت وضع للناس كما قال الله عز و جل وكان الناس قبله يحجون إلى مكة وإلى موضع البيت حتى بوأ الله مكانه لإبراهيم لما أراد الله من عمارته وإظهاره دينه وشعائره فلم يزل البيت منذ أهبط آدم إلى الأرض معظما محرما تتناسخه الأمم والملل أمة بعد أمة وملة بعد ملة وكانت الملائكة تحجه قبل آدم فلما أراد إبراهيم بناءه عرج به إلى السماء فنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها وقيل له اختر فاختار موضع مكة فقالت الملائكة يا خليل الله اخترت موضع مكة وحرم الله في الأرض فبناه وجعل أساسه من سبعة أجبل ويقال من خمسة أو من أربعة وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم
من تلك الجبال وروي عن مجاهد أنه قال أسس إبراهيم زوايا البيت من أربعة أحجار حجر من حراء وحجر من ثبير وحجر من طور وحجر من الجودي الذي بأرض الموصل وهو الذي استقرت عليه سفينة نوح وروي أن قواعده خلقت قبل الأرض بألفي سنة ثم بسطت الأرض من تحت الكعبة وعن قتادة بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها في السماء سبعة أذرع وعرضها في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشمالي الذي عنده الحجر وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعا وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا ولذلك سميت الكعبة لأنها مكعبة على خلق الكعب وقيل التكعيب التربيع وكل بناء مربع كعبة وقيل سميت لارتفاع بنائها وكل بناء مرتفع فهو كعبة ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع وجعل بابها في الأرض غير مبوب حتى كان تبع الحميري هو الذي بوبها وجعل عليها غلقا فارسيا وكساها كسوة تامة ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل عليه السلام فقال له طف فطاف هو وإسماعيل سبعا يستلمان الأركان فلما أكملا صليا خلف المقام ركعتين وقام معه جبرائيل وأراه المناسك كلها الصفا والمروة ومنى ومزدلفة فلما دخل منى وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة الوسطى فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة السفلى فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ثم مضى وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات فقال له أعرفت مناسكك فقال له إبراهيم نعم فسميت عرفات لذلك ثم أمره أن يؤذن في المسلمين بالحج فقال يا رب وما يبلغ من صوتي فقال الله عز و جل أذن وعلي البلاغ فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أعلى الجبال وأشرفها وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرها وبحرها وجنها وإنسها حتى أسمعهم جميعا وقال يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى بيت الله الحرام فأجيبوا ربكم فمن أجابه ولباه فلا بد له من أن يحج ومن لم يجبه لا سبيل له إلى ذلك وخصائص الكعبة كثيرة وفضائلها لا تحصى ولا يسع كتابنا إحصاء الفضائل وليست أمة في الأرض إلا وهم يعظمون ذلك البيت ويعترفون بقدمه وفضله وأنه من بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وقد قيل إن زمزم سميت بزمزمة اليهود والمجوس فأما الصابئون فهو بيت عبادتهم لا يفخرون إلا به ولا يتعبدون إلا بفضله قالوا وبقيت الكعبة على ما هي عليه غير مسقفة فكان أول من كساها تبع لما أتى به مالك ابن العجلان إلى يثرب وقتل اليهود في قصة ذكرتها في كتابي المسمى بالمبدأ والمآل في التاريخ فمر بمكة فأخبر بفضلها وشرفها فكساها الخصف وهي حصر من خوص النخل ثم رأى في المنام أن اكسها أحسن من هذا فكساها الأنطاع فرأى في المنام أن اكسها أحسن من ذلك فكساها المعافر والوصائل والمعافر ثياب يمانية تنسب إلى قبيلة من همدان يقال لهم المعافر اسم الثياب والقبيلة والموضع الذي تعمل فيه واحد وربما قيل لها المعافرية وثوب
معافري يتصرف في النسبة ولا يتصرف في المفرد لأنه على زنة الجمع ثالثه ألف ونسب إلى الجمع لأنه صار بمنزلة المفرد سمي به مفرد وكان أول من حلى البيت عبد المطلب لما حفر بئر زمزم وأصاب فيه من دفن جرهم غزالين من ذهب فضربهما في باب الكعبة فلما قام الإسلام كساها عمر بن الخطاب رضي الله عنه القباطي ثم كساها الحجاج الديباج الخسرواني ويقال يزيد بن معاوية وبقيت على هيئتها من عمارة إبراهيم عليه السلام إلى أن بلغ نبينا صلى الله عليه و سلم خمسا وثلاثين سنة من عمره جاء سيل عظيم فهدمها وكان في جوفها بئر تحرز فيها أموالها وما يهدى إليها من النذور والقربان فسرق رجل يقال له دويك ما كان فيها أو بعضه فقطعت قريش يده واجتمعوا وتشاوروا وأجمعوا على عمارتها وكان البحر رمى بسفينة بجدة فتحطمت فأخذوا خشبها فاستعانوا به على عمارتها وكان بمكة رجل قبطي نجار فسوى لهم ذلك وبنوها ثمانية عشر ذراعا فلما انتهوا إلى موضع الركن اختصموا وأراد كل قوم أن يكونوا هم الذين يضعونه في موضعه وتفاقم الأمر بينهم حتى تواعدوا للقتال ثم تحاجزوا وتناصفوا على أن يجعلوا بينهم أول طالع يطلع من باب المسجد يقضي فخرج عليهم النبي صلى الله عليه و سلم فاحتكموا إليه فقال هلموا ثوبا فأتي به فوضع الركن فيه ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ليرفعوا حتى إذا رفعوه إلى موضعه أخذ النبي صلى الله عليه و سلم الحجر بيده فوضعه في الركن فرضوا بذلك وانتهوا عن الشرور ورفعوا بابها عن الأرض مخافة السيل وأن لا يدخل فيها إلا من أحبوا وبقوا على ذلك إلى أيام عبد الله بن الزبير فحدثته عائشة رضي الله عنها قالت سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن الحجر أمن البيت هو قال نعم قالت قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ولولا قومك حديثو عهد في الإسلام فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الحجر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض فأدخل ابن الزبير عشرة مشايخ من الصحابة حتى سمعوا ذلك منها ثم أمر بهدم الكعبة فاجتمع إليه الناس وأبوا ذلك فأبى إلا هدمها فخرج الناس إلى فرسخ خوفا من نزول عذاب وعظم ذلك عليهم ولم يجر إلا الخير وذكر ابن القاضي عن مجاهد قال لما أراد ابن الزبير أن يهدم البيت ويبنيه قال للناس اهدموا فأبوا وخافوا أن ينزل العذاب عليهم قال مجاهد فخرجنا إلى منى فأقمنا بها ثلاثا ننتظر العذاب وارتقى ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم البيت فلما رأوا أنه لم يصبه شيء اجترؤوا على هدمه وبناها على ما حكت عائشة وتراجع الناس فلما قدم الحجاج تحرم ابن الزبير بالكعبة فأمر بوضع المنجنيق على أبي قبيس وقال ارموا الزيادة التي ابتدعها هذا المتكلف فرموا موضع الحطيم فلما قتل ابن الزبير وملك الحجاج رد الحائط كما كان قديما وأخذ بقية الأحجار فسد منها الباب الغربي ورصف بقيتها في البيت حتى لا تضيع فهي إلى الآن على ذلك وقال تبع لما كسا البيت وكسونا البيت الذي حرم الل ه ملاء معضدا وبرودا وأقمنا به من الشهر عشرا وجعلنا لبابه إقليدا
وخرجنا
منه نؤم سهيلا قد رفعنا لواءنا المعقودا ويقال إن أول من كساه الديباج يزيد بن
معاوية ويقال عبد الله بن الزبير ويقال عبد الملك بن مروان وأول من خلق الكعبة عبد
الله بن الزبير وقال ابن جريج معاوية أول من طيب الكعبة بالخلوق والمجمر وإحراق
الزيت بقناديل المسجد من بيت مال المسلمين ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أنه قال خلق الله البيت قبل الأرض بأربعين عاما وكان غثاءة على الماء وقال مجاهد
في قوله تعالى وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا قال يثوبون إليه ويرجعون ولا
يقضون منه وطرا وفي قوله تعالى فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم قال لو قال أفئدة
الناس لازدحمت فارس والروم عليه
باب الكاف والفاء وما يليهما
الكفاف بالكسر كأنه جمع كفة أو كفة قال اللغويون كل مستدير نحو الميزان وحبالة
الصائد فهو كفة وكل مستطيل كالثوب والقميص فحرفه كفة وهو اسم موضع قرب وادي القرى
قال المتنبي روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي الغضا
كفافة بالضم وتكرير الفاء أظنه مأخوذا من كفة الرمل وهي أطرافه وكل اسم ماء كانت
فيه وقعة فهو كفافة وهو الذي صارت به وقعة بين فزارة وبني عمرو بن تميم قال
الحادرة كمحبسنا يوم الكفافة خيلنا لنورد أخرى الخيل إذ كره الورد وقال ابن هرمة
أحمامة حلبت شؤونك أسجما تدعو الهديل بذي الأراك سجوع أم منزل خلق أضر به البلى
والريح والأنواء والتوديع بلوى كفافة أو ببرقة أخرم خيم على آلاتهن وشيع عجبت
أمامة أن رأتني شاحبا ثكلتك أمك أي ذاك يروع قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب
قميصه مرقوع وينال حاجته التي يسمو لها ويطل وتر المرء وهو وضيع إما تريني شاحبا
متبدلا فالسيف يخلق غمده فيضيع فلرب لذة ليلة قد نلتها وحرامها بحلالها مدفوع
بأوانس حور العيون كأنها آرام وجرة جادهن ربيع صيد الحبائل تستبين قلوبنا ودلالهن
محلق ممنوع
الكفئان بالضم وسكون ثانيه وفتح الهمزة وألف ساكنة وآخره نون وهما الكفء الأبيض
والكفء الأسود وهما شعبان بتهامة فيهما طريقان مختصران يصعدان إلى الطائف وهما
مقاني لا تطلع عليهما الشمس إلا ساعة واحدة من النهار وهما شعبا ثأد وهما بلاد
مهايف تهاف الغنم من الرعي في الثأد ولا يرعيان إلا في أيام الصيف وأما معناه في
اللغة فالكفء النظير والمثل
كفت
بفتح أوله وسكون ثانيه من نواحي المدينة قال ابن هرمة عفا أمج من أهله فالمشلل إلى
البحر لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله فتحملوا
الكفتة بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق اسم لبقيع الغرقد وهي مقبرة أهل
المدينة سميت بذلك لأنها تكفت الموتى أي تحفظهم وتحرزهم
كفجين قرية عند الدزق العليا سكنها أحمد بن خالد بن هارون المخزومي أبو نصر الطبري
تفقه بمرو على أبي المظفر السمعاني وسمع منه الحديث ذكره أبو سعد في شيوخه
كفرباويط قرية من قرى مصر بالأشمونين وهي غير بويط التي ينسب إليها البويطي وغير
بيويط فلا تشتبها عليك
كفربطنا بفتح أوله وسكون ثانيه وبعض يفتحها أيضا ثم راء وفتح الباء الموحدة وطاء
مهملة ساكنة ونون روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ليخرجنكم الروم منها كفرا
كفرا إلى سنبك من الأرض قيل وما ذلك السنبك قال حسمى جذام قال أبو عبيدة قوله كفرا
كفرا يعني قرية قرية وأكثر ما يتكلم بهذه الكلمة أهل الشام فإنهم يسمون القرية
الكفر وقد أضيف كل كفر إلى رجل وقد روي عن معاوية أنه قال الكفور هم أهل القبور
وهو جمع كفر وأراد به القرى النائية عن الأمصار لأنهم أقل رياضة فالبدع إليهم أسرع
والشبه إليهم أنزع
وكفربطنا من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية قال أبو القاسم الدمشقي سكنها معاوية بن
أبي سفيان بن عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ونسب إليها وثيق بن أحمد بن
عثمان بن محمد السلمي الكفربطناني حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب روى عنه علي بن
محمد الحنائي وكان قد أقام مدة في أبي صالح يتعبد ومات فيه في شعبان سنة 204 وكان
له مشهد عظيم والحسين بن علي بن روح بن عوانة أبو علي الكفربطناني روى عن قاسم بن عثمان
الجوعي ومحمد بن الوزير الدمشقي وهشام بن خالد الأزرق وجماعة سواهم روى عنه محمد
بن سليمان الربعي وأبو سليمان بن زبر وجمح بن قاسم وغيرهم
كفربيا بفتح الباء الموحدة وتشديد الياء المثناة من تحتها هي مدينة بإزاء المصيصة
على شاطىء جيحان وهي في بلاد ابن ليون اليوم وكانت مدينة كبيرة ذات أسواق كثيرة
وسور محكم وأربعة أبواب كانت قد خربت قديما ثم جدد بناءها الرشيد وقيل بل ابتدأ
ببنائها المهدي ثم غير الرشيد بناءها وحصنها بخندق ثم رفع المأمون غلة كانت على
منازلها كالحانات وأمر فجعل لها سور فلم يستتم حتى مات فأمر المعتصم بإتمامه
وتشريفه
كفرتبيل بالتاء المثناة من فوق وباء موحدة وياء مثناة من تحت ولام ذكرت في تبيل
كفرتكيس بالتاء المثناة من فوق وكسرها وكسر الكاف أيضا وياء مثناة من تحتها وسين
مهملة من أعمال حمص
كفرتوثا بضم التاء المثناة من فوقها وسكون الواو وثاء مثلثة قرية كبيرة من أعمال
الجزيرة بينها وبين دارا خمسة فراسخ وهي بين دارا ورأس عين ينسب إليها قوم من أهل
العلم وكفر توثا أيضا من
قرى
فلسطين وقال أحمد بن يحيى البلاذري وكان كفرتوثا حصنا قديما فاتخذها ولد أبي رمثة
منزلا فمدنوها وحصنوها
كفرجديا بفتح الجيم وسكون الدال وياء مثناة من تحت وبعض يقول كفرجدا قرية من قرى
الرها كانت ملكا لولد هشام بن عبد الملك وقيل هي من قرى حران
كفرحجر بتقديم الحاء على الجيم وفتحهما بلد بالجزيرة
كفردبين بضم الدال وتشديد الباء الموحدة وكسرها وياء مثناة من تحتها ونون وهو حصن
بنواحي أنطاكية
كفرروما قرية من قرى معرة النعمان وكان حصنا مشهورا خربه لؤلؤ السيفي المعروف
بالجراحي المتغلب على حلب بعد أبي الفضائل بن سعد الدولة بن سيف الدولة في سنة 393
كفرزمار بفتح الزاي وتشديد الميم وآخره راء قرية من قرى الموصل وقال نصر كفر زمار
ناحية واسعة من أعمال قردى وبازبدى بينها وبين برقعيد أربعة فراسخ أو خمسة
كفرزنس بكسر الزاي وكسر النون وتشديدها وسين مهملة قرية قرب الرملة لها ذكر في خبر
المتنبي مع ابن طغج
كفرسابا السين مهملة والباء موحدة قرية بين نابلس وقيسارية
كفرسبت بفتح السين المهملة وباء موحدة وتاء مثناة بلفظ اليوم من أيام الأسبوع قرية
عند عقبة طبرية
كفرسلام بالفتح وتشديد اللام قرية بينها وبين قيسارية أربعة فراسخ بينها وبين
نابلس من نواحي فلسطين
كفرسوت بضم السين ثم واو وآخره تاء مثناة من أعمال حلب الآن قرب بهسنا بلد فيه
أسواق حسنة عامرة
كفرسوسية بالضم وتكرير السين المهملة موضع جاء في كلام الجاحظ بالشام وهي من قرى
دمشق كان يسكنها عبد الله بن مصعد أبو كنانة يقال له عبد الله الخزاعي أصله من
بانياس ذكر في بانياس وينسب إلى كفرسوسية أيضا محمد بن عبد الله الكفرسوسي من أهل
هذه القرية حدث عن هشام بن خالد الأزرق روى عنه إبراهيم بن محمد بن خالد بن سنان
المعروف بأبي الجماهير الكفرسوسي روى عن سليمان بن هلال ومروان بن معاوية وسعيد بن
عبد العزيز وخليد ابن دعلج ومحمد بن شعيب وبقية بن الوليد والهقل بن زياد وغيرهم
روى عنه أحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان
وأبو داود في سننه وأبو زرعة الدمشقي وأبو إسماعيل الترمذي وكثير غير هؤلاء قال
أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا طاهر محمد بن عثمان الكفرسوسي يقول ولدت سنة 141 وكان
ثقة وعن عثمان ابن سعيد الدارمي قال أبو الجماهير ثقة وكان أوثق من أدركنا بدمشق ورأيت
أهل دمشق مجمعين على صلاحه ورأيتهم يقدمونه على أبي أيوب يعني سليمان بن عبد
الرحمن وهشام ومات أبو الجماهير سنة 422 ومحمد بن عثمان بن حماد ويقال ابن حملة
الأنصاري الكفرسوسي حدث عن أبي سليمان إسماعيل بن حصن الجبيلي وعمران بن موسى
الطرسوسي وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني ومؤمل بن إهاب الربعي روى عنه أبو
علي شعيب وإسحاق بن يعقوب بن
إسحاق
بن عيسى بن عبيدالله أبو يعقوب الوراق المستملي الكفرسوسي حدث عن أبي بكر محمد بن
أبي عتاب النصري ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبي الحسن محمد بن أحمد بن
إبراهيم وجعفر بن محمد بن علي المصري روى عنه أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم
بن عاصم الآبري ومحمد بن إسحاق ابن محمد الحلبي وأخوه أبو جعفر أحمد بن إسحاق
كفرطاب بالطاء مهملة وبعد الألف باء موحدة بلدة بين المعرة ومدينة حلب في برية
معطشة ليس لهم شرب إلا ما يجمعونه من مياه الأمطار في الصهاريج وبلغني أنهم حفروا
نحو ثلثمائة ذراع فلم ينبط لهم ماء وفيها يقول أبو عبد الله محمد بن سنان الخفاجي
بالله يا حادي المطايا بين حناك وأرضايا عرج على أرض كفرطاب وحيها أحسن التحايا
واهد لها الماء فهي ممن يفرح بالماء في الهدايا وقال عبد الرحمن بن محسن بن عبد
الباقي بن أبي حصن المعري أقسمت بالرب والبيت الحرام ومن أهل معتمرا من حوله وسعى
إن الأولى بنواحي الغوطتين وإن شط المزار بهم يوما وإن شسعا أشهى إلى ناظري من كل
ما نظرت عيني وفي مسمعي من كل ما سمعا ولا كفرطاب عندي بالحمى عوضا نعم سقى الله سكان
الحمى ورعى وينسب إلى كفرطاب جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
الفضل أبو نصر الكفرطابي المعري روى عن أبي بكر عبد الله بن محمد الجاني وعبد
الوهاب الكلابي روى عنه علي بن طاهر النحوي ونجاء العطار وعبد المنعم بن علي بن
أحمد الوراق وأبو القاسم المسيب وكانت وفاته سنة 154 في جمادى الآخرة
كفر عاقب العين مهملة والقاف مكسورة والباء موحدة قرية على بحيرة طبرية من أعمال
الأردن ذكرها المتنبي فقال أتاني وعيد الأدعياء وأنهم أعدوا لي السودان في كفر
عاقب ولو صدقوا في جدهم لحذرتهم فهل في وحدي قولهم غير كاذب
كفرعزا قرية من قرى إربل بينها وبين الزاب الأسفل ينسب إليها قاضي إربل
كفرعزون بفتح العين المهملة وزاي وآخره نون موضع قرب سروج من بلاد الجزيرة كان
يأوي إليه نصر بن شبث الشاري الذي خرج في أيام المأمون
كفرغما بالغين المعجمة والميم مشددة والألف مقصورة صقع بين خساف وبالس من نواحي
حلب
كفركنا بفتح الكاف وتشديد النون بلد بفلسطين وبكفركنا مقام ليونس النبي عليه
السلام وقبر لأبيه
كفرلاب آخره باء موحدة بلد بساحل الشام قريب من قيسارية بناه هشام بن عبد الملك
منه مجاهد الكفرلابي روى عنه شرف بن مرجا المقدسي حكاية
كفرلاثا بالثاء المثلثة والقصر بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عاملة من نواحي حلب
بينهما يوم واحد وهي ذات بساتين ومياه جارية نزهة طيبة وأهلها إسماعيلية
كفرلهثا
بفتح اللام وسكون الهاء وثاء مثلثة قرية من نواحي عزاز بنواحي حلب أيضا
كفرمثرى في نسب موسى بن نصير صاحب فتوح الأندلس قال سيبويه سبي نصير من جبل الخليل
من أرض الشام في زمن أبي بكر وكان اسمه نصرا فصغر وأعتقه بعض بني أمية ورجع إلى
الشام وولد له موسى بقرية يقال لها كفرمثرى وكان أعرج روى عن تميم الداري وابنه
عبد العزيز ابن موسى بن نصير
كفرمندة قرية بين عكا وطبرية بالأردن يقال لها مدين المذكورة في القرآن والمشهور
أن مدين في شرقي الطور وفي كفرمندة قبر صفوراء زوجة موسى عليه السلام وبه الجب
الذي قلع الصخرة من عليه وسقى لهما والصخرة باقية هناك إلى الآن وفيه ولد ولدان
ليعقوب يقال لهما أشير ونفتالي
كفرنبو النون قبل الباء الموحده موضع له ذكر في التوراة ونبو اسم صنم كان فيه وهو
موضع قرب حلب فيه آثار وفيه قبة عظيمة باقية يقولون إنها قبة للصنم
كفرنجد بفتح النون والجيم ودال مهملة ووجدت في تعليق لأبي إسحاق النجيرمي أنشدني
جعفر بن سعيد الصغير بكفرنجد من جبل السماق فمكن الجيم قال أنشدني عمار الكلبي
لنفسه سلا قلبه عن أهل نجد وشمرت مطاياه عنها وهي رود صدورها وما ذاك إلا من خدان
لنفسه بأكناف نجد ضمنتها قبورها وما زينة للأرض إلا بأهلها إذا غاب من يهوى فقد
غاب نورها وهي قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل السماق فيها عين من الماء جارية
ولها خاصية عجيبة وذلك أنه متى علق شيء من العلق بحلق آدمي أو دابة وشرب من مائها
ودار حولها ألقاه من حلقه حدثني من كان منه ذلك بذلك
كفرنغد بالنون والغين معجمة قرية من قرى حمص يقال فيها قبر أبي أمامة الباهلي
والمشهور أن قبره بالبقيع ويقال إنه أول من دفن بالبقيع وقيل بل عثمان بن مظعون
أول من دفن به وفي تاريخ مصر أن أبا أمامة مات بدنوة وخلف ابنا يقال له المغلس
قتلته المبيضة
كفرية بفتح أوله وثانيه وكسر الراء وتشديد الياء قرية من قرى الشام
كفشيشيوان بالفتح ثم السكون وكسر الشين وسكون الياء ثم شين أخرى مكسورة وياء أخرى
وواو وبعد الألف نون من قرى بخارى ويقال بالسين المهملة وحذف الياء الأخيرة
كفة بالضم ثم التشديد وكفة الرمل طرفه المستطيل كفة العرفج وهو نبت موضع في بلاد
بني أسد وقال الأصمعي كفة العرفج وهي العرفة عرفة ساق وتتاخمها عرفة الفروين وفي
كل مصدر ساوية في الدو والثلماء
و كفة الدو قريبة من النباج
الكفين تثنية كف اليد ورواه بعضهم الكفين بتخفيف الفاء قال ابن إسحاق لما أسلم
طفيل بن عمرو الدوسي ورجع إلى قومه دعاهم إلى الإسلام فاستجاب له نحو ثمانين رجلا
فقدم بهم على النبي صلى الله عليه و سلم وهو بخيبر فلما فتح الله مكة على رسوله
صلى الله عليه و سلم قال له طفيل يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن
حممة حتى
أحرقه
فبعثه إليه فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا
أقدم من ميلادكا إني حشوت النار في فؤادكا وقال ابن الكلبي كان لدوس ثم لبني منهب
بن دوس صنم يقال له ذو الكفين
كفين بضم أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة ونون من قرى بخارى
باب الكاف واللام وما يليهما
الكلاء بالفتح ثم التشديد والمد والكلاء والكلأ الأول مشدد ممدود والثاني مهموز
مقصور يروى عن أبي الحسن قال هو كل مكان ترفأ فيه السفن وهو ساحل كل نهر والكلاء
اسم محلة مشهورة وسوق بالبصرة أيضا سميت بذلك ينسب إليها أبو الحسن أحمد بن عبد
الله بن جعفر بن محمد البصري الكلائي يروي عن أبي الحسن محمد بن عبد الله السندي
روى عنه أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي
كلاباذ بالفتح والباء الموحدة وآخره ذال معجمة محلة ببخارى ينسب إليها أبو محمد
عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه الكلاباذي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن
الحسن بن علي بن رستم الكلاباذي أحد حفاظ الحديث المتقنين سمع أبا محمد بن محمد
الأستاذ والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهما روى عنه أبو العباس المستغفري وأبو عبد
الله الحاكم وكان إماما فاضلا عالما بالحديث ثقة مات سنة 893 ومولده سنة 036
و كلاباذ أيضا محلة بنيسابور ينسب إليها أحمد بن السري بن سهل أبو حامد النيسابوري
الجلاب كان يسكن كلاباذ سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عثمان وغيرهما روى عنه
أبو الفضل المذكور وغيره
الكلاب بالضم وآخره باء موحدة علم مرتجل غير منقول وقال أبو زياد الكلاب واد يسلك
بين ظهري ثهلان وثهلان جبل في ديار بني نمير لاسم موضعين أحدهما اسم ماء بين
الكوفة والبصرة وقيل ماء بين جبلة وشمام على سبع ليال من اليمامة وفيه كان الكلاب
الأول والكلاب الثاني من أيامهم المشهورة واسم الماء قدة وقيل قدة بالتخفيف
والتشديد وإنما سمي الكلاب لما لقوا فيه من الشر قال أبو عبيدة والكلاب عن يمين
شمام وجبلة وبين أدناه وأقصاه مسيرة يوم وكان أعلاه وأخوفه لأنه يلي اليمين من
اليمن وقال آخر بل الذي يلي العراق كان أخوفه من أجل ربيعة والملك الذي عمل بهم ما
عمل فأما الكلاب الأول فإن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وهو جد امرىء
القيس الشاعر كان قد ملك الحيرة في أيام قباذ الملك لدخوله في دين المزدكية الذي
دعا إليه قباذ ونفى النعمان عنها واشتغل بالحيرة عما كان يراعيه من أمور البوادي
فتفاسدت القبائل من نزار فأتاه أشرافهم وشكوا إليه ما نزل بهم ففرق أولاده في
قبائل العرب فملك حجرا على بني أسد وغطفان وملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل
بأسرها وعلى بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وملك ابنه معدي كرب المسمى
بغلفاء على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة بن تميم وملك ابنه سلمة على
قيس جميعا وبقوا على ذلك إلى أن مات أبوهم فتداعت القبائل وتحزبت فوقعت حرب بين
شرحبيل وأصحابه وأخيه سلمة بن الحارث بالكلاب ومع كل واحد ممن تقدم ذكره من قبائل
نزار فقتل شرحبيل وانهزم
أصحابه وقال امرؤ القيس أرانا موضعين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب عصافير وذبان ودود وأجرأ من مجلحة الذئاب فبعض اللوم عاذلتي فإني ستكفيني التجارب وانتسابي إلى عرق الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي ونفسي سوف يسلبها وجرمي فيلحقني وشيكا بالتراب ألم أنض المطي بكل خرق أمق الطول لماع السراب وأركب في اللهام المجر حتى أنال مآكل القحم الرغاب وكل مكارم الأخلاق صارت إليه همتي وبه اكتسابي فقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب أبعد الحارث الملك بن عمرو وبعد الخير حجر ذي القباب أرجي من صروف الدهر لينا ولم تغفل عن الصم الهضاب وأعلم أنني عما قليل سأنشب في شبا ظفر وناب كما لاقى أبي حجر وجدي ولا أنسى قتيلا بالكلاب وفيه قتل أخوهما السفاح ظمأ خيله حتى وردن جب الكلاب والسفاح هو مسلمة بن خالد بن كعب من بني حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وفي ذلك اليوم سمي السفاح لأنه كان يسفح ما في أسقية أصحابه وقال لا ماء لكم دون الكلاب فقاتلوا عنه وإلا فموتوا حرارا فكان ذلك سبب الظفر وقال جابر بن حني التغلبي وقد زعمت بهراء أن رماحنا رماح نصارى لا تخوض إلى الدم فيوم الكلاب قد أزالت رماحنا شرحبيل إذ آلى ألية مقسم لينتزعن أرماحنا فأزاله أبو حنش عن ظهر شقاء صلدم تناوله بالرمح ثم انثنى له فخر صريعا لليدين وللفم وزعموا أن أبا حنش عصم بن النعمان هو الذي قتل شرحبيل وإياه عنى الأخطل بقول أبني كليب إن عمي اللذا قتلا الملوك وفككا الأغلال وأما الكلاب الثاني فكان بين بني سعد والرباب والرياسة من بني سعد لمقاعس ومن الرباب لتيم وكان رأس الناس في آخر ذلك اليوم قيس بن عاصم وبين بني الحارث بن كعب وقبائل اليمن قتل فيه عبد يغوث بن صلاءة الحارثي بعد أن أسر فقال وهو مأسور القصيدة المشهورة فمنها أيا راكبا إما عرضت فبلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا أبا كرب والأيهمين كليهما وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا
وتضحك
مني شيخة عبشمية كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا أقول وقد شدوا لساني بنسعة معاشر تيم
أطلقوا عن لسانيا و الكلاب أيضا اسم واد بثهلان لبني العرجاء من بني نمير فيه نخل
ومياه
الكلاب يقال له درب الكلاب له ذكر في الأخبار وذكر في درب فيما تقدم
الكلاخ بالخاء المعجمة موضع قرب عكاظ
كلارجه قرية من قرى طبرستان بينها وبين الري على الطريق ثلاث مراحل
كلار بالفتح والتخفيف وآخره راء مدينة في جبال طبرستان بينها وبين آمل ثلاث مراحل
وبينها وبين الري مرحلتان كانت في ثغورها قال ابن الفقيه ذكر أبو زيد بن أبي عتاب
قال رأيت فيما يرى النائم سنة 342 إذ أنا بمدينة الري وقد بتنا على فكر في
الاختلاف بين القائلين بالسيف وبين أصحاب الإمامة فقال قائل منا قد قال أمير
المؤمنين الخير بالسيف والخير في السيف والخير مع السيف فأجابه مجيب والدين بالسيف
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقيم الدين بالسيف ثم تفرقنا فلما كان
من الليل وأخذت مضجعي من النوم رأيت في منامي قائلا يقول هذا ابن زيد أتاكم ثائرا
حنقا يقيم بالسيف دينا واهي العمد يثور بالشرق في شعبان منتضيا سيف النبي صفي
الواحد الصمد فيفتح السهل والأجبال مقتحما من الكلار إلى جرجان فالجلد وآملا ثم
شالوسا وبحرهما إلى الجزائر من أربان فالشهد ويملك القطر من حرشاء ساكنه ما لاح في
الجو نجم آخر الأبد قال فورد محمد بن رستم الكلاري ومحمد بن شهريار الروياني الري
في سنة 052 فبايعا الحسن بن زيد وقدما به جبال طبرستان فكان منه ما كان كما ذكرناه
في كتابنا المبدإ والمآل وينسب إليها محمد بن حمزة الكلاري روى عن عبد السلام بن
أمرحة الصرام روى عنه يوسف بن أحمد المعروف بالشيرازي في أيامنا هذه
كلار بتشديد اللام بليد في نواحي فارس عن أبي بكر محمد بن موسى
كلاشكرد بالضم والشين معجمة وكاف أخرى مكسورة وراء ساكنة ودال ويروى مكان الكافين
جيمان من قرى مرو
كلاع بالفتح وآخره عين مهملة إقليم كلاع بالأندلس من نواحي بطليوس و كلاع اشبان
محلة بنيسابور ينسب إليها أبو بكر محمد بن يعقوب بن الحسن الغزنوي الكلاعي العبدي
من محلة كلاع نيسابور سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خليفة السراوي كتب عنه أبو سعد
كلاف بالضم وآخره فاء اسم واد من أعمال المدينة ذكر في شعر لبيد عشت دهرا ولا يدوم
على الأ يام إلا يرمرم وتعار وكلاف وضلفع وبضيع والذي فوق خبة تيمار
ابن
مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف مبادي الجميع القيظ والمتصيف يجوز أن يكون من
قولهم بعير أكلف وناقة كلفاء وهو الشديد الحمرة يخالطها شيء من سواد
كلالى حصن من حصون حمير باليمن
كلام قلعة قديمة في جبال طبرستان من أيام الأكاسرة ملكها الملاحدة فأنفذ السلطان
محمد ابن ملك شاه من حاصرها وملكها وخربها وكان المسلمون منها في بلاء لأن أهلها
كانوا يقطعون الطريق على الحاج ويقتلون المسلمين ويأوون إليها
كلان روذ معناه النهر الكبير وهو بأذربيجان قريب من البذ مدينة بابك نزله الأفشين
لما حارب بابكا
كلان بالفتح والنون اسم رملة في بلاد غطفان علم مرتجل لا نكرة له
كلاه بالفتح بلد بأقصى الهند يجلب منه العود قال أبو العباس الصفري شاعر سيف
الدولة لها أرج يقصر عن مداه فتيت المسك والعود الكلاهي
كلامين من قرى زنجان ينسب إليها عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الكلاميني
الواعظ أبو المظفر بن أبي عبد الله بن أبي الوفاء ويعرف بالبديع قدم بغداد
واستوطنها إلى حين وفاته وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وسمع أبا القاسم بن
الحصين وزاهر الشحامي وغيرهما وحدث بالكثير ووعظ وكان له رباط بقراح القاضي يجتمع
إليه فيه الفقراء ويعظ ومات في رابع عشر ربيع الأول سنة 185 ودفن برباطه
كلاوتان ماءتان لبكر بن وائل في بادية البصرة نحو كاظمة
الكلب بلفظ الكلب من السباع هو نهر الكلب بين بيروت وصيداء من بلاد العواصم بالشام
و الكلب موضع بين قومس والري من منازل حاج خراسان وينزلون فيه عند دخول رمضان
كلاهما عن الهمذاني و كلب الجربة بفتح الجيم والراء وتشديد الباء الموحدة موضع
و رأس الكلب جبل وقيل موضع
وكلب أيضا أطم
و الكلب جبل بينه وبين اليمامة يوم وهو الجبل الذي رأت عليه زرقاء اليمامة الربيئة
التي مع تبع وقد ذكر خبره في اليمامة وقال تبع يذكره ولقد أعجبني قول التي ضربت لي
حين قالت مثلا تلك عنز إذ رأت راكبة ظهر عود لم يخيس ذللا شر يوميها وأغواه لها
ركبت عنز بحدج جملا ثم أخرى أبصرت ناظرة من ذرى جو بكلب رجلا يخصف النعل فما زالت
ترى شخص ذاك المرء حتى انتعلا فنزعنا مقلتيها كي نرى هل ترى في مقلتيها قبلا
فوجدنا كل عرق منهما مودعا حين نظرنا كحلا أدبرت سامة لما أن رأت عسكري في وسط جو
نزلا
كان
تبع لما ملك جوا وقتل جديسا اصطفى منهم امرأة حسناء لنفسه فلما أراد أن يرتحل أمر
بجمل فقرب لها ولم تكن رأته قبل ذلك فقالت ما هذا قالوا هو جمل وكان اسمها عنز
فقالت شر يومي الذي أركب فيه الجملا فصارت مثلا
كلب بالتحريك بلفظ الداء الذي يصيب من يعضه الكلب الكلب دير الكلب في ناحية باعذرا
من أعمال الموصل
كلبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة بلفظ اسم أنثى الكلب إرم الكلبة ذكر في إرم و
كلبة موضع من نواحي عمان على ساحل البحر
كلبة بالضم ثم السكون وباء موحدة قال أبو زيد كلبة الشتاء شدته مكان في ديار بكر
بن وائل عن الحازمي
الكلتانية بفتح الكاف وسكون اللام والتاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون مكسورة
وياء مشددة هكذا ضبطه أبو يحيى الساجي في تاريخ البصرة في ذكر الأساورة وصححه وهو
ما بين السوس والصيمرة أو نحو ذلك كذا قال الساجي وبهذه القرية قتل شمر بن ذي
الجوشن الضبابي المشارك في قتل الحسين بن علي رضي الله عنه قتله أبو عمرة
كلخباقان بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وباء موحدة وقاف وآخره نون من قرى مرو
كلختجان بضم الكاف وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء المثناة وجيم وآخره
نون من قرى مرو
كلز بكسر أوله وثانيه وآخره زاي وأظنها قلز التي تقدم ذكرها وهذه قرية من نواحي
عزاز بين حلب وأنطاكية جرى في هذه الناحية في أيامنا هذه شيء عجيب كنت قد ذكرت
مثله في أخبار سد يأجوج ومأجوج وكنت مرتابا فيه ومقلدا لمن حكاه فيه حتى إذا كان
في أواخر ربيع الآخر سنة 691 شاع بحلب وأنا كنت بها يومئذ ثم ورد بصحته كتاب والي
هذه الناحية أنهم رأوا هناك تنينا عظيما في طول المنارة وغلظها أسود اللون وهو
ينساب على الأرض والنار تخرج من فيه ودبره فما مر على شيء إلا وأحرقه حتى إنه أتلف
عدة مزارع وأحرق أشجارا كثيرة من الزيتون وغيره وصادف في طريقه عدة بيوت وخركاهات
للتركمان فأحرقها بما فيها من الماشية والرجال والنساء والأطفال ومر كذلك نحو عشرة
فراسخ والناس يشاهدونه من بعد حتى أغاث الله أهل تلك النواحي بسحابة أقبلت من قبل
البحر وتدلت حتى اشتملت عليه ورفعته وجعلت تعلو قبل السماء والناس يشاهدون النار
تخرج من قبله ودبره وهو يحرك ذنبه ويرتفع حتى غاب عن أعين الناس قالوا ولقد
شاهدناه والسحابة ترفعه وقد لف بذنبه كلبا فجعل الكلب ينبح وهو يرتفع وكان قد أحرق
في ممره نحو أربعمائة شجرة لوز وزيتون
كلفى بوزن حبلى رملة بجنب غيقة مكلفة بحجارة أي بها كلفة للون الحجارة وسائرها سهل
ليس بذي حجارة قال ابن السيكت كلفى بين الجار وودان أسفل من الثنية وفوق شقراء
وقال يعقوب في موضع آخر كلفى ضلع في جانب الرمل أسفل من دعان اكلافت بحجارتها التي
فيها ضربت إلى السواد قال كثير عفا ميث كلفى بعدنا فالأجاول
كلك
كافان بينهما لام ساكنة موضع بين ميافارقين وأرمينية وهو موضع كان فيه ابن بقراط
البطريق يخرج منه نهر يصب في دجلة
كلكوى من نواحي أران بينها وبين سيسجان ستة عشر فرسخا
كلمان قرية على باب مدينة جي بأصبهان عندها قبر النعمان بن عبد السلام
كلكس بالضم ثم السكون ثم كاف مضمومة وسين مهملة ورواه الزمخشري بالفتح وقال قرية
كلكبود قال شيرويه أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن المهلب أبو الفضل ساكن كلكبود روى
عن إبراهيم الخارجي صحيح البخاري سمعت منه أحاديث وكان شيخا
كلندى بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة ودال مهملة وياء موضع وهو الشديد الضخم من كل
شيء وقال بعضهم ويوم بالمجازة والكلندى ويوم بين ضنك وصومحان
كلواذ هذا بغير هاء ولا ياء قال عمران بن عامر الأزدي واصفا للبلاد ومن كان منكم
غير ذي هم بعيد وغير ذي جمل شديد وغير ذي زاد عتيد فليلحق بالشعب من كلواذ هو من
أرض همدان وكان الذي لحقه وسكنه بنو وادعة بن عمران بن عامر وانتسبوا في همدان
كلواذة بالفتح ثم السكون والذال معجمة قال ابن الأعرابي الكلواذ تابوت التوراة
وقال ابن حبيب عين صيد موضع من ناحية كلواذة وهي من السواد بين الكوفة والحزن وهي
بين الكوفة وواسط
كلواذى مثل الذي قبله إلا أن آخره ألف تكتب ياء مقصورة وهو طسوج قرب مدينة السلام
بغداد وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها وناحية الجانب الغربي من نهر بوق
وهي الآن خراب أثرها باق بينها وبين بغداد فرسخ واحد للمنحدر وقد ذكرها الشعراء
ولهج كثيرا بذكرها الخلعاء وقد أوردنا في طيزناباذ والفرك شعرين فيهما ذكر كلواذى
لأبي نواس وقال أيضا يهجو إسماعيل بن صبيح أحين ودعنا يحيى لرحلته وخلف الفرك
واستعلى لكلواذى أتته فقحة إسماعيل مقسمة عليه أن لا يريم الدهر بغداذا فحرفه رده
لا قول فقحته أقم علي ولا هذا ولا هذا وقال مطيع بن إياس حبذا عيشنا الذي زال عنا
حبذا ذاك حين لا حبذا ذا زاد هذا الزمان شرا وعسرا عندنا إذ أحلنا بغداذا بلدة
تمطر التراب على النا س كما تمطر السماء الرذاذا خربت عاجلا وأخرب ذو العر ش
بأعمال أهلها كلواذى ينسب إليها جماعة من النحاة منهم أبو الخطاب محظوظ بن أحمد بن
الحسن بن أحمد الكلواذي ويقال الكلوذي الفقيه الحنبلي الكثير الفضل والعلم والأدب
والكتابة وله شعر حسن جيد سمع أبا محمد الجوهري
وأبا
طالب العشاري وغيرهما سمع منه جماعة من الأئمة توفي سنة 515
ومولده في شوال 234 وذكر أهل السير أنها سميت بكلواذى بن طهمورث الملك وفي كتاب
محمد بن الحسين الحاتمي الذي سماه جبهة الأدب يبتدىء فيه بالرد على المتنبي قال
قلت له يعني للمتنبي أخبرني عن قولك طلب الإمارة في الثغور ونشوه ما بين كرخايا
إلى كلواذى من أين لك هذه اللغة في كلوادى ما أحسبك أخذتها إلا عن الملاحين قال
وكيف قلت لأنك أخطأت فيها خطأ تعثرت فيه ضالا عن وجه الصواب قال ولم قلت لأن
الصواب كلواذ بكسر الكاف وإسكان اللام وإسقاط الياء قال وما الكلواذ قلت تابوت
التوراة وبها سميت المدينة قال وما الدليل على هذا قلت قول الراجز كأن أصوات
الغبيط الشادي زير مهاريق على كلواذ والكلواذ تابوت توراة موسى عليه السلام وحكي
في بعض الروايات أنه مدفون في هذا الموضع فمن أجله سميت كلواذ قال فأطرق المتنبي
لا يجيب جوابا ثم قال لم يسبق إلي علم هذا والقول منك مقبول والفائدة غير مكفورة
كلوة بالكسر ثم السكون وفتح الواو والهاء بلفظ واحدة الكلى موضع بأرض الزنج مدينة
كله فرضة بالهند وهي منتصف الطريق بين عمان والصين وموقعها من المعمورة في طرف خط
الاستواء
الكليبين بلفظ تثنية الكليب تصغير كلب موضع في قول القتال الكلابي لطيبة ربع
بالكليبين دارس فبرق فعاج غيرته الروامس وقفت به حتى تعالت له الضحى أسيا وحتى مل
فتل عرامس وما ان تبين الدار شيئا لسائل ولا أنا حتى جنني الليل آيس
كليجرد قلعة حصينة عظيمة بين خوزستان واللر بينها وبين أصبهان مرحلتان
كلين المرحلة الأولى من الري لمن يريد خوار على طريق الحاج
كليل بالفتح ثم الكسر موضع
كليوان بلدة من نواحي خوزستان تعمل فيها الستور وتدلس بالبصنية
كلية بالضم ثم السكون وفتح الياء المثناة من تحتها خفيفة كلية الإنسان وسائر
الحيوان معروفة والكلية أيضا رقعة مستديرة تخرز تحت العروة على أديم المزادة ومنه
قولهم من كلى معزته شرب وهي من أودية العلاة باليمامة لبني تميم وقال حريث بن سلمة
وإن تك درعي يوم صحراء كلية أصيبت فما ذاكم علي بعار ألم يك من أسلابكم قبل هذه
علي الوفا يوما ويوم سفار فتلك سرابيل ابن داود بيننا عواري والأيام غير قصار
كلية بالضم ثم الفتح وتشديد الياء كأنه تصغير الذي قبله قال عرام واد يأتيك من
شمنصير بقرب الجحفة وبكلية على ظهر الطريق ماء آبار يقال
لتلك
الآبار كلية وبها سمي الوادي وكان النصيب يسكنها وكان بها يوم للعرب قال خويلد بن
أسد بن عبد العزى أنا الفارس المذكور يوم كلية وفي طرف الرنقاء يومك مظلم قتلت أبا
جزء وأشويت محصنا وأفلتني ركضا مع الليل جهضم وفي الأغاني كلية قرية بين مكة
والمدينة وأنشد لنصيب خليلي إن حلت كلية فالربا فذا أمج فالشعب ذا الماء والحمض
وأصبح من حوران أهلي بمنزل يبعده من دونها نازح الأرض وإن شئتما أن يجمع الله
بيننا فخوضا بي السم المضرج بالمحض ففي ذاك عن بعض الأمور سلامة وللموت خير من
حياة على غمض
باب الكاف والميم وما يليهما
كمارى بالفتح وبعد الألف راء مفتوحة من قرى بخارى
كمام من قرى دينور قال السلفي سمعت أبا يعقوب يوسف بن أحمد بن زكرياء الكمامي يقول
وهي ضيعة من أعمال الدينور وسمعته يقول سمعت أبا العباس أحمد بن الحسين بن غسان
المعاذي الكفشكي وذكر خبرا قال وهو شيخ مسن سألته عن مولده فقال سنة 314
كمخ بالفتح ثم السكون مدينة بالروم وسألت واحدا من تلك النواحي فقال هي كماخ
بالألف لا شك فيها وبين كماخ وأرزنجان يوم واحد
كمرجة بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وجيم قرية من قرى الصغد ينسب إليها محمد بن
أحمد بن محمد الإسكاف المؤذن الصغدي الكمرجي روى عن محمد بن موسى الزكاني روى عنه
أبو سعيد الإدريسي
كمرد بفتح أوله وثانيه وسكون الراء ودال مهملة من قرى سمرقند ينسب إليها أبو جعفر
الكمردي غير مسمى ولا منسوب يروي عن حيان بن موسى روى عنه أبو نصر الفتح بن عبد
الله الواعظ السمرقندي
كمرة بالتحريك بلفظ كمرة ذكر الرجل وهي قرية من قرى بخارى ينسب إليها أبو يعقوب
يوسف بن الفضل الكمري يروي عن عيسى بن موسى وغيره روى عنه سهل بن شاذويه
كمزار بالضم ثم السكون وزاي ثم بعد الألف راء بليدة من نواحي عمان على ساحل بحره
في واد بين جبلين شربهم من أعين عذبة جارية
كمران جزيرة كمران وقد ذكرت في جزيرة فأغنى
كمسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وآخره نون من قرى مرو
كمع بالكسر ثم السكون وآخره عين مهملة وهو المطمئن من الأرض قيل اسم بلد
كملى بفتح الكاف وسكون الميم وفتح اللام والقصر قرأت بخط ابن العطار قال ابن
الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس طب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مرض مرضا
شديدا فبينما هو بين النائم واليقظان رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند
رجليه
فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما وجعه قال طب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم
اليهودي قال وأين طبه قال في كربة تحت صخرة في بئر كملى وهي بئر ذروان ويقال ذي
أروان فانتبه النبي صلى الله عليه و سلم وقد حفظ كلام الملكين فوجه عمارا وعليا
وجماعة من أصحابه إلى البئر فنزحوا ماءها فانتهوا إلى الصخرة فقلبوها فوجدوا
الكربة تحتها وفيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأحرقوا الكربة وما فيها فزال عنه عليه
الصلاة و السلام وجعه وكان كأنه أنشط من عقال وأنزل الله عليه المعوذتين إحدى عشرة
آية على قدر عدد العقد فكان يأتيه عليه الصلاة و السلام لبيد بعد ذلك فلا يذكر له
شيئا من فعله ولا يوبخه به
كمم موضع في قول عدي بن الرقاع لما غدا الحي من صرخ وغيبهم من الروابي التي غربيها
الكمم
كمندان هو اسم قم في أيام الفرس فلما فتحها المسلمون اختصروا اسمها قما كما ذكرنا
في قم
كمنجث من قرى ما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن علي بن النعمان بن سهل الكمنجثي
وقال قرأت على علي بن إسماعيل الخجندي روى عنه أبو عمر النوقاتي
كمندة أظنها من قرى الصغد من نواحي كرمينية ينسب إليها إسماعيل بن أحمد بن عبد
الله ابن خلف ويقال خالد بن إبراهيم البخاري الكرميني الكمندي قال الحافظ أبو
القاسم قدم دمشق راجعا من الحج وحدث بها عن الحاكم أبي الحسين أحمد بن محمد بن
محمد بن الحسن البخاري الفقيه وأمه السلم بنت أحمد بن كامل وأحمد بن جعفر البغدادي
روى عنه عبد العزيز بن أحمد وعلي بن الخضر السلمي وقال حدثنا الشيخ الثقة
كمينان من قرى الري أو من محالها والله أعلم
باب الكاف والنون وما يليهما
كنابيل بالضم وبعد الألف باء موحدة ثم ياء مثناة من تحت ولام موضع عن الخارزنجي
وغيره وقال الطرماح بن حكيم وقيل ابن مقبل دعتنا بكهف من كنابيل دعوة على عجل
دهماء والركب رائح وهو من أبنية الكتاب
كنابين مثل الذي قبله إلا أنه بالنون موضع ولعله الذي قبله إلا أن الرواية مختلفة
وأنشد صاحب هذه الرواية دعتنا بكهف من كنابين دعوة على عجل دهماء والليل رائح وقال
الأزدي كناب جبل وبإزائه جبل آخر يقال له عناب فجمعه إليه كما قالوا أبانين وإنما
هو أبان ومتالع فجمعه بجبل يقرب منه
كناثر ويروى كناتر وكناير بنقطتين كله في قول نصيب فلا شك أن الحي أدنى مقيلهم
كناتر أو رغمان بيض الدوائر الرغمان جمع الرغام وهو رمل بغير النطفة كذا قال أبو
عمرو في نوادره والدوائر ما استدار من الرمل
كنارك بالضم وبعد الألف راء ثم كاف مشددة من محال سجستان
و كنارك أيضا محلة بالبصرة وحدث الصولي أبو بكر زعم أبو هفان عن أبي
معاذ
أخي أبي نواس قال قدم أبو نواس إلى البصرة من سفر له فقال قد اشتقت إلى كنارك موضع
بقراب البصرة قال الصولي كذا في الخبر وإنما هو بقرب البصرة وكان السلطان قد منع
منه لأشياء كانت تجري فيه مما ينكرها فمضى مع إخوان له وقال أنا بالبصرة داري
وكنارك مزاري إن فيها ما تلذ ال عين من طيب العقار وغناء وزناء ولواط وقماز قال
فوجه إليه والي الناحية قال قد أبحتها لك فلست أعرض لأحد أن يفارقها
كناس بكسر أوله موضع من بلاد غني عن أبي عبيد قال جرير لمن الديار كأنها لم تحلل
بين الكناس وبين طلح الأعزل
الكناسة بالضم والكنس كسح ما على وجه الأرض من القمام والكناسة ملقى ذلك وهي محلة
بالكوفة عندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام وفيها يقول الشاعر يا أيها الراكب الغادي لطيته يؤم بالقوم أهل البلدة
الحرم أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم أو كنت من دارهم يوما على أمم أنا وجدنا قفيرا في
بلادكم أهل الكناسة أهل اللؤم والعدم أرض تغير أحساب الرجال بها كما رسمت بياض
الريط بالحمم
كنانة خيف بني كنانة مسجد منى بمكة وشعب بني كنانة بين الحجون وصفي السباب
كناوه بالكسر وفتح الواو اسم قبيلة من البربر في أرض الغرب ضاربة في بلاد السودان
متصلة بأرض غانة والأرض تنسب إليهم
كنب بالضم ثم السكون وآخره باء موحدة وهو عجمي واشتقاقه من العربي أنه جمع كنب وهو
غلظ يعلو اليد من العمل وهو اسم لمدينة أشروسنة بما وراء النهر
كنبانية بفتح الكاف وسكون النون وباء موحدة وبعد الألف نون مكسورة وياء خفيفة
ناحية بالأندلس قرب قرطبة ينسب إليها محمد بن قاسم بن محمد الأموي الجاحظي
الكنباني ذكر في جالطة بأتم من هذا
كنبوت بفتح أوله وثانيه وضم الباء الموحدة وآخره تاء وأصله كالذي قبله هي قرية
بالبحرين لبني عامر بن عبد القيس
كنتدة بلدة بالأندلس كانت بها وقعة مشهورة بين المسلمين والفرنج في سنة 415 استشهد
بها أبو الحسن محمد بن حشون بن فيره الصفدي يعرف بابن سكرة أندلسي وفيره اسم
للحديد بالبربرية ومولده بعد 054
كنثيل بالكسر ثم السكون وثاء مثلثة مكسورة وياء مثناة من تحتها ولام جبل لهذيل
كنجروذ بالفتح ثم السكون وجيم ثم راء بعدها واو ساكنة وذال معجمة قرية على باب
نيسابور
كنجرستاق
عمل كبير بين ناحية باذغيس ومرو الروذ ومن هذه الناحية بغشور وبنج ده قال الإصطخري
وأكبر مدينة بكنج رستاق ببنة وكيف قال وببنة أكبر من بوشنج وبين هراة وببنة
مرحلتان وإلى كيف مرحلة وإلى بغشور مرحلة
كنجكان بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وكاف وآخره نون قرية كانت بأعلى مدينة مرو
خربت وقد نسب إليها
كنجة بالفتح ثم السكون وجيم مدينة عظيمة وهي قصبة بلاد أران وأهل الأدب يسمونها
جنزة بالجيم والنون والزاي
وكنجة من نواحي لرستان بين خوزستان وأصبهان
كنداكين بالفتح ثم السكون ودال مهملة مفتوحة وكاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت
ساكنة ونون من قرى الصغد على نصف فرسخ من الدبوسية قد نسب إليها أبو الحسن علي بن
أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الأشعث من أولاد القضاة مات ببخارى في سنة 255 وقد
روى الحديث
كندانج بالفتح ثم السكون ودال وبعد الألف نون وجيم من قرى أصبهان
كند بالضم ثم السكون من قرى سمرقند ينسب إليها أبو المحامد بن عبد الخالق بن عبد
الوهاب بن حمزة بن سلمة الكندي قال أبو سعد هو من أهل الصغد وكند إحدى قراها عرج
كان فقيها عالما ذكره أبو سعد في شيوخه ومات في سنة 155
كند بالفتح من نواحي خجندة وتعرف بكند بادام وهو اللوز لكثرته بها وهو لوز عجيب
خفيف القشر يتقشر إذا فرك باليد
كندران بالضم ثم السكون ثم الضم وراء وآخره نون من قرى قاين طبس ينسب إليها أبو
الحسن علي بن محمد بن علي بن إسحاق بن إبراهيم الكندراني القايني ولد بهراة وسكن
سمرقند وأصله من قاين روى عنه الإدريسي وتوفي بعد 053
كندر مثل الذي قبله بنقص الألف والنون موضعان أحدهما قرية من نواحي نيسابور من
أعمال طريثيث وإليها ينسب عميد الملك أبو نصر محمد بن أبي صالح منصور بن محمد
الكندري الجراحي وزير طغرلبك أول ملوك السلجوقية ثم قتل سنة 954 وقد ذكرت قصته في
كتابي المبدإ والمآل ومعجم الأدباء
و كندر أيضا قرية قريبة من قزوين ينسب إليها أبو غانم الحسين وأبو الحسن علي ابنا
عيسى بن الحسين الكندري سمعا أبا عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السلمي
الصوفي وكتبا تصانيفه ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق
المعروف بالعثماني
كندسروان سينه مهملة وآخره نون من قرى بخارى
كندلان آخره نون من قرى أصبهان
كندة بالكسر مخلاف كندة باليمن اسم القبيلة
كندكين بالفتح ثم السكون ودال مضمومة مهملة وكاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت
ونون من قرى سمرقند ثم من قرى الدبوسية والصغد منها أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي
نصر بن الأشعث الكندكيني كان والده قاضي كندكين سمع القاضي أبا الحسن علي بن عبد
الملك بن الحسين النسفي سمع منه أبو سعد السمعاني وابنه أبو المظفر وغيره وكانت
ولادته سنة 844 أو قبلها بسنة
قلت المدون اللهم تقبل مني واستجب يا ربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق